ذكر بنك المغرب أن مؤشر “مازي” بسوق البورصة سجل تحسنا بـ0,7 في المائة، ليحقق أداء سنويا بنسبة 8,4 في المائة؛ وذلك خلال الفترة من 23 إلى 28 يوليوز.

ويعزى هذا التطور الأسبوعي، بالأساس، إلى تطور المؤشرات القطاعية لـ “البترول والغاز” بـ3,1 في المائة، و”البنوك” بـ1,5 في المائة، والصناعات الغذائية بـ 0,2 في المائة. وفي المقابل، تراجعت المؤشرات القطاعية لـ”العقار” و”المشروبات” بـ4,9 و2,9 في المائة على التوالي.

وخلص البنك المركزي، في مذكرته حول المؤشرات الأسبوعية، إلى أن الحجم الإجمالي للمبادلات بلغ 5,7 مليارات درهم؛ منها 5,3 مليارات درهم على مستوى سوق الكتل، مقابل 516,3 ملايين درهم أسبوعا قبل ذلك. أما الحجم اليومي المتوسط للمبادلات المنجزة في السوق المركزية للأسهم فقد بلغ 75,3 ملايين درهم، بعد 48,9 ملايين درهم.

The post أداء "مازي" السنوي يفوق 8% في بورصة البيضاء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3xbbG6I

يسود تفاؤل كبير داخل أوساط رجال الأعمال والشركات المغربية الكبرى بشأن الانعكاس الإيجابي لنمو الاقتصاد الوطني المتوقع تحقيقه العام الجاري على أنشطتهم الصناعية والخدماتية، بعد تسجيل تراجع كبير في معاملات عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية في سنة 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا؛ وعلى رأسها العقار وصناعة الإسمنت والحديد.

ففي ظل التوقعات الإيجابية الصادرة عن المصالح الحكومية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة وبنك المغرب، والتي تشير إلى احتمال تسجيل زيادة تقدر بنحو 5.3 في المائة في نسبة النمو الاقتصادي للمملكة، تعول المجموعات الصناعية والخدماتية المغربية على زيادة الاستثمارات العمومية في مجال التجهيز والأشغال العمومية، من أجل تعويض خسائر كورونا التي لحقت بها في السنة الماضية.

ويرى خبراء “سي دي جي كابيتال” أن هذه المعطيات والمؤشرات تشير إلى أن الانتعاش الاقتصادي سيساهم بشكل كبير في رفع الأداء المالي للشركات المغربية المدرجة في البورصة، والتي ستستفيد من عدد من العوامل الإيجابية المرتبطة بزيادة أداء القطاعات المرتبطة بالاستثمارات في مجال الأشغال العمومية وزيادة الطلب على منتجات المقاولات الصناعية”.

وتوقع محللو “سي دي جي كابيتال” انعكاس هذه العوامل على النتائج المالية للشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء بنسبة تقارب 38 في المائة، مع ملاحظة أن تحسن الطلب على التمويلات المصرفية سيساهم بدوره في مواصلة تحسن الأداء العام للقطاع البنكي المغربي.

وسيساهم تحسن أداء القطاعات الاقتصادية الحيوية وانعكاس ذلك على النتائج المالية المتوقع تحقيقها من طرف الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء في انتعاش الاستثمار في أسهم الشركات المغربية خلال سنة 2021، حيث يؤكد “سي دي جي كابيتال” أن مؤشرات البورصة ستسجل أداء جيدا خلال العام الجاري مقارنة من المستويات التي سجلها في السنوات الأخيرة.

The post خبراء يتوقعون انتعاش الاستثمار في أسهم الشركات المغربية سنة 2021 appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3yjAB9o

تراجع مستوى الحذر داخل أوساط المواطنين، في ظل استمرار تسجيل أعداد كبيرة ومتزايدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المتحور، على الرغم من النداءات اليومية للسلطات الصحية بضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية لتطويق انتشار الفيروس المعدي والالتزام بشروط التباعد بين المواطنين.

وتستقطب الأماكن العمومية والأسواق والمقاهي أعدادا كبيرة من الرواد، في غياب شبه تام لحاملي الكمامات، خاصة في الحواضر الكبرى؛ وعلى رأسها مدينة الدار البيضاء.

واعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، أن انشغال السلطات المحلية بالاستعدادات الجارية للانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية قد ساهم في التأثير بشكل ملحوظ على عمليات مراقبة مدى احترام الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة كورونا، خاصة في المقاهي والأسواق.

وقال رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، في تصريح لهسبريس، إن هذا الانشغال لا يعني التمادي في خرق الإجراءات الاحترازية من طرف الأفراد؛ فالجميع على وعي تام بخطورة هذا المرض المعدي على الجميع.

وشدد الخراطي، في التصريح ذاته، على ضرورة حرص الساكنة على حمل الكمامات في الأماكن العامة والابتعاد عن التجمعات البشرية التي تشكل مرتعا خصبا لتفشي هذا الفيروس.

The post الخراطي يحذر من التمادي في خرق "تدابير كورونا" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3zYAlNG

بعد رحيل الفاعل السياسي والمدني والمعتقل السياسي سابقا في “سنوات الرصاص” عبد الله زعزاع، بلغتِ المكتباتَ مذكرات “نضال رجل من اليسار” مترجمة إلى اللغة العربية من طرف الفاعل اليساري الحسين الطوكي.

وقدّم “سرديات” زعزاع السياسي البارز محمد بنسعيد أيت يدر، بعدما راجع الفقيد، الذي كان من رموز “اليسار الجديد”، نص كتابه المترجَم قبل رحيله شهر ماي الماضي من السنة الجارية 2021.

وكتب بنسعيد أيت يدر: “عندما يغيب عنا المناضلون الصادقون من عيار الرفيق عبد الله زعزاع نحس من دواخلنا بالفراغ العميق الذي يتركونه بيننا بحجم غير قابل للسد والملء؛ ذلك لأن الفقيد المناضل عبد الله زعزاع كان فريدا في كل شيء حتى في شكل الحكايات التي ترسم معالم شخصيته أو معالم سيرته النضالية الحافلة بالعطاء والصمود، والتي يحق لزوجته ورفيقاته ورفاقه وصديقاته وأصدقائه الاعتزاز بها”.

وتابع القيادي اليساري: “السيرة التي بين يدي القراء تظهر من خلال هذا الكتاب، الذي نقدم صيغته العربية، عبارة عن صورة خاصة اختار الرفيق الفقيد عبد الله نفسه توثيقها ورسم معالمها؛ ومن دون شك فإن وراء انتقائه هذه اللحظات من حياته دون غيرها ما يبرره عنده، ولو سألناه عن السبب فإن ابتسامة رقيقة من شفتيه كانت ستغني عن الجواب الذي لن نفلح به”.

لذلك، زاد أيت يدر: “هذه السيرة أصغر وأقل من أن تغطي تلك الحياة الحافلة بالعطاء والصراع والود والمحبة والمواجهة والنضال والصدق… ومع ذلك فإن قيمتها اليوم لا تكمن فقط في أحداثها وبعض تفاصيلها، ولكن أيضا في أنها مختارة من الفقيد نفسه وبقلمه”.

من جهته كتب المترجم الحسين الطوكي عن تأثره العميق عند قراءة مؤلّف عبد الله زعزاع “نضال رجل من اليسار”، وزاد: “من خلال شجاعته في التعبير عن آرائه وكرامته، عنت لي فكرة نقله إلى العربية لتتمكن أفكاره وتجربته القاصية من الوصول إلى جمهور واسع”.

وأضاف الطوكي: “علينا أن نحيي عبد الله زعزاع، هذا الرجل النزيه المهووس بالدفاع عن كرامته وكرامة الآخرين؛ لقد ناضل بلا هوادة في شروط العمل الثوري السري القاسية من أجل مجتمع جديد: تسود فيه الديمقراطية والعلمانية وحقوق الشعوب”.

وكتب المترجم: “بعد التعذيب الشرس والسجن من 1975 إلى 1989، استمر في النضال من أجل الكرامة مع البيضاويين ضد الحكرة، من خلال نضالات جماعية منظَّمَة تحت نبضات القواعد للتعبير عن الآراء السياسية والثقافية”.

وقدم الحسين الطوكي هذا المؤلف بوصفه: “شهادات حول تربيته (زعزاع) ونضاله المستميت ومقاومته ومشروعه المجتمعي (المجتمع الاشتراكي)”، في تعبيرات يجمعها “خيط ناظم تطبعه الكرامة الإنسانية وضرورة احترامها”.

The post "نضال رجل من اليسار" .. سيرة "الرفيق عبد الله زعزاع" تصدر في نسخة عربية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ylfFz4

سيكون مركب مراكش الكبير، اليوم الأحد، مسرحا لنصف نهائي كأس العرش، 2020/2019، بين فريقي المغرب التطواني والوداد الرياضي.

ويطمح المغرب التطواني إلى التغلب على الوداد للمرة الأولى منذ أكثر من سبع سنوات.

وكان الفوز بهدف نظيف، في الجولة الـ21 لبطولة موسم 2014/2013، الأخير لـ”الماط” على “القلعة الحمراء”.

والتقى الفريقان بعدها في 14 مباراة رسمية، نصفها انتهى بفوز الوداد، والنصف الآخر باقتسام النقاط.

The post المغرب التطواني يسعى إلى فك "عقدة ودادية" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3zWNmr4

أوضح بنك المغرب أن متوسط حجم التداول اليومي على مستوى السوق البنكية بلغ 2,6 مليارات درهم؛ بينما استقر المعدل البنكي في 1,5 في المائة في المتوسط، خلال الفترة من 23 إلى 28 يوليوز.

ولفت البنك المركزي، في مذكرته حول المؤشرات الأسبوعية، إلى أنه ضخ مبلغ 42 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام خلال طلب العروض ليوم 28 يوليوز (تاريخ الاستحقاق 29 يوليوز).

The post "بنك المغرب" يضخ تسبيقات بـ 42 مليار درهم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3fkFszJ

سجلت صادرات الشركات المغربية، العاملة في قطاع صناعة السيارات والكابلات وقطع الغيار الموجهة إلى هذه الصناعة، انتعاشا غير مسبوق في الشهور الستة الأولى من العام الجاري.

ولم يتأثر قطاع صناعة السيارات في المغرب بتداعيات جائحة “كورونا”، حيث لا يزال يعتبر من الأسواقِ الأكثر جاذبية في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يخص خلق فرص الإنتاج.

وحصل المغرب على أعلى نتيجة، وفق التصنيف الائتماني لـ”فيتش”، على صعيد نمو إنتاج السيارات، بلغت 83.9 من أصل 100 نقطة، نتيجة اعتماده على نظرة مستقبلية قوية لنمو الإنتاج وانخفاض تكاليف اليد العاملة.

وأكدت البيانات الصادرة عن مكتب الصرف هذا المنحى التصاعدي لأداء قطاع صناعة السيارات بالمغرب، حيث ارتفعت صادرات القطاع بنسبة 42.8 في المائة في النصف الأول من العام الجاري.

وبلغ إجمالي صادرات قطاع صناعة السيارات وأجزائها ما يقارب 42.33 مليار درهم في الفترة ما بين يناير ويونيو 2021، مقابل 29.65 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، محققة زيادة بقيمة 12.68 مليار درهم.

الخبراء الماليون لمكتب الصرف ربطوا هذا الانتعاش القياسي بالزيادة الكبيرة في صادرات السيارات المصنعة على الصعيد الوطني، والموجهة إلى الأسواق الأوربية وشمال إفريقيا، والأمر نفسه بالنسبة لصادرات الكابلات الموجهة إلى الوحدات الصناعية الخاصة بالسيارات في الخارج، والتي سجلت زيادة بنسبة 36 في المائة، خلال الفترة نفسها من هذا العام.

وساهم انتعاش الطلب العالمي على السيارات منخفضة الكلفة في زيادة صادرات المغرب من السيارات المصنعة محليا من طرف مجموعتي “رونو” و”بوجو ستروين”، إلى جانب باقي الأجزاء الخاصة بالتجهيزات الداخلية للسيارات، التي تتمركز وحداتها الصناعية بمنطقتي القنيطرة والدار البيضاء، وكذا جهة طنجة.

The post انتعاش الطلب العالمي يرفع صادرات قطاع صناعة السيارات في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3xjAlpH

تحت أشعة الشمس الحارقة، ينفخ راضي الشويش بهدوء سيجارته جالسا مع عدد من زبائن المقهى في وسط العاصمة تونس؛ لكن ما إن يعبر عن تأييده لحركة النهضة حتى تنفجر عاصفة من الجدل السياسي؛ فعلى الحركة الإسلامية يصب العديد من التونسيين غضبهم.

تعلو أصوات الجالسين، ويتحد الخمسة ضد صاحب المقهى الستيني الذي يتهمونه بأنه “لا يفقه ما يقول”، ليلخص هذا المشهد كل ما يثير حفيظة أبناء هذا البلد الصغير، الواقع في شمال إفريقيا، منذ أن وضع الرئيس قيس سعيد كل السلطات في يده؛ فبعد أشهر من الصراع المفتوح مع النهضة، علق رئيس الدولة عمل البرلمان لمدة شهر وأعفى رئيس الحكومة من منصبه.

واتهمت النهضة، التي شاركت في جميع الائتلافات الحكومية منذ ثورة 2011 وتحظى بأكبر تمثيل في البرلمان، الرئيس بتنفيذ “انقلاب”؛ لكن الحركة، بعد عشر سنوات من مشاركتها في الحكم، تواجه عداء متزايدا من قبل التونسيين.

“فاسدون” و”منافقون” و”كذابون”: بهذه العبارات وصفت غالبية السكان الذين التقتهم فرانس برس في البلدة القديمة بتونس العاصمة هذا الحزب الإسلامي المحافظ، الذي يعتبرونه المسؤول الرئيسي عن ويلات البلاد في مواجهة أزمة ثلاثية سياسية واجتماعية وصحية.

كل هذا ينم عن سخط يشعر معه الشويش بالحزن. ويقول إنه مع تولي الرئيس كل السلطات “عدنا إلى أيام الديكتاتورية. (النهضة) حزب معترف به (…) حل ثانيا (في انتخابات) 2014، وتصدر النتائج في 2019″؛ وهو يرى أنه في حال وجود خلاف “يجب اللجوء إلى صناديق الاقتراع، فهي التي تقرر”.

في مواجهة خطر التصعيد، يعترف الرجل بأنه يشعر “بالخوف على البلد: لا أريده أن يغرق في الفوضى”.

وفي حين يعبر المجتمع الدولي أيضا عن قلقه من رؤية مهد الربيع العربي يتراجع عن الديمقراطية ويخشى أن يتجه نحو الاستبداد وحتى العنف، يسود الهدوء في تونس في الوقت الحالي.

وبعد جمع بضع مئات من المؤيدين أمام البرلمان الاثنين، تلعب النهضة الآن ورقة التهدئة؛ فالحركة تدعو إلى “حوار وطني”، وتقترح تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة للخروج من الأزمة.

ناخبون محبطون

يمثل هذا موقفا براغماتيا كما يصفه المحلل السياسي سليم خراط، قائلا إن تظاهرة الاثنين تظهر “فشل النهضة في حشد قاعدتها” و”فشلها في تشكيل قوة موازية في مواجهة الرئيس”.

ويتابع قائلا: “كانت النهضة دائما على استعداد لتقديم تنازلات؛ لأن الحزب مهووس ببقائه، ويطارده احتمال فرض حظر جديد عليه كما حصل في ظل دكتاتورية (الرئيس الراحل زين العابدين) بن علي”.

خلال عشر سنوات في السلطة، لم تنجح الحركة مطلقا في الحصول على الأغلبية المطلقة؛ الأمر الذي اضطرها إلى عقد تحالفات غير عادية مع أحزاب ليبرالية في برلمان يعاني من التشرذم. وهذا يربك العديد من ناخبيها؛ فبين 2011 و2019، خسرت الحركة أكثر من مليون صوت.

في شوارع المدينة، يعبر إسماعيل مازيغ عن إحباطه. خلال الانتخابات الديمقراطية الأولى في تونس عام 2011، أعطى عامل النسيج السابق صوته للحركة التي أبدت تمسكها بالهوية العربية الإسلامية ووعدت التونسيين بالأمن والتنمية والعدالة.

ويقول الرجل الأربعيني العاطل عن العمل منذ عشر سنوات بحسرة: “لقد قطعوا الكثير والكثير من الوعود؛ ولكنها كانت في الحقيقة أكاذيب (…) عملوا من أجل مصالحهم الشخصية فقط، لا شيء أكثر من ذلك”.

وبعد أن كانت النهضة موحدة حول زعيمها راشد الغنوشي، تعاني الحركة من انقسام داخلي في الوقت الحاضر مع استقالة عدد من كوادرها وتبادل أعضائها الانتقادات على الملأ.

وساءت صورة الحركة في مطلع يوليوز عندما أصدر أحد قادتها عبد الكريم الهاروني، في ذروة تفشي وباء كوفيد-19، إنذارا إلى الحكومة لتسريع تعويض ضحايا الدكتاتورية؛ وهو طلب اعتبره كثير من التونسيين في غير محله في ظل الأزمات التي تشهدها البلاد. كما تعرضت الحركة لضربة أخرى، الأربعاء، بالإعلان عن فتح تحقيق بالفساد يستهدفها بناء على شبهات بتلقي تمويل أجنبي لحملتها الانتخابية عام 2019.

ويقسم توفيق بن حميدة، الذي ظل مواليا للنهضة منذ الثورة، بأنه لن يصوت لها بعد اليوم. ويقول تاجر الملابس البالغ من العمر 47 عاما: “لقد أحنوا رؤوسهم؛ بينما الفساد منتشر في كل مكان في تونس”.

The post تونسيون يحمّلون حركة النهضة مسؤولية الأزمات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2VqlegL

يميط بحث جديد اللثام عن بعض أوجه الإسهامات الاقتصادية والتجارية للجاليات المغربية في المشرق العربي، بين نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، بعدما سجل أن الوجود المغربي بالأقطار المشرقية لم يحظ بـ”دراسات وافية تستجلي صفحات ضافية من الإسهامات المغربية في شتى المناحي الحياتية، وإضافتهم النوعية في العديد من الحقول، خاصة منها التجارية والعلمية، ودورهم الريادي في إنعاش الحقل الاقتصادي”.

جاء هذا في مقال للباحث وليد مودن، صدر في العدد 49 من “مجلة كان التاريخية”، ويأتي في سياق اهتمامه بالحضور المغربي في المشرق خلال الفترة المعاصرة.

ويسجل البحث أن مجموعة من الأسر المغربية هاجرت إلى بلاد المشرق، خاصة إلى مصر، و”ساهمت جنبا إلى جنب مع باقي الشرائح المجتمعية المشرقية في تأسيس البناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني والحضاري والعلمي، عبر مجموعة من العائلات التي بصمت على حضورها الوازن في أرض المشرق العربي”.

ويضيف “لا مشاحة أن هذه العائلات بزغ صيتها في الجانب الديني، وذلك ما حفلت به الإشارات المصدرية، غير أنه كان لها شأوٌ عظيم في جوانب أخرى على غرار الحياة الاقتصادية والمبادلات التجارية”.

ومن العوامل التي ساهمت في الهجرة المغربية إلى المشرق العامل التجاري، حيث بحث مغاربةٌ، حسب نص المقال، عن “الرواج والغنى وبيع البضائع”، وهو ما برزت فيه عائلات مثل الشرايبي، خاصة بمصر في القرن السابع عشر، التي وصل أحد أفرادها، محمد الكبير الشرايبي، إلى منصب “شهبندر التجار” سنة 1695.

كما كان من بين المغاربة الذين “بلغوا شأوا في مراقي التجارة في مصر” محمد بناني الذي كان مقيما بمانشستر البريطانية، وكان له أهل وعائلة وتجار بمصر، وجلب وصدر البضائع إليها مثل الأحذية التقليدية (البلاغي)، و”ورد عنه اتخاذ الجنسية البريطانية، وهو ما سهل مأموريته التجارية ومعاملاته المالية، ذلك أن مصر كانت تحت وطأة الانتداب الإنجليزي”.

ويذكر البحث أن المغاربة كانوا على رأس الجاليات المسلمة التي استقطبتها مصر، وهو ما يظهر “من خلال رواق المغاربة الذي كان أكبر أروقة الأزهر”. كما كان المغاربة “يقصدون الشام، ودمشق على وجه الخصوص، لطلب العلم أو تدريس بعض العلوم التي برعوا فيها، مثل القراءات السبع وعلوم الآلة وفي مقدمتها النحو”.

ويتحدث البحث عن العائلات الفاسية، التي وجدت لها في مصر والشام مرتعا من أجل الرواج التجاري والربح الاقتصادي. كما يتحدث عن القرن الثامن عشر، الذي برز فيه المغاربة “بشكل باهر في الجانب التجاري”، حيث حضرت عائلات فاسية ومراكشية، من بينها: المراكشي، الشرايبي، بنيحيى، بناني، التازي، بنجلون، بنونة، الحلو، جسوس، زاكور، الشاوي، القباج، بنشقرون، الزرهوني، الكوهن، الجيلاني، بنكيران، العرايشي، اللبار، مصانو، بنمشيش وبرادة.

ويتابع البحث “نشط المغاربة خاصة في التجارة، خاصة في ميدان البن والتوابل، والسلع المغربية من نعال وبلغ”. قبل أن تنطفئ التجارة المغربية بشكل كبير، بالشام ومصر، في فترة مواجهة الاستعمار بالمشرق، والإصلاحات الإدارية بأرض الكنانة، في عهد محمد علي، الذي سن قوانين جديدة لإعادة بناء الاقتصاد المصري.

ويسجل المصدر نفسه أن السلاطين المغاربة أولوا “أهمية قصوى للتجار الذين برحوا الأراضي المصرية، وكان عليهم وكيل يدبر أمرهم، ويسهر على تمشية أمورهم بأمر من سلطان المغرب”، وهو ما “تؤكده بعض الرسائل التي تبودلت بين سلطان المغرب إلى أرض المشرق”، والتي ذكرت في بعضها أسماء مغاربة في عهود السلاطين عبد الرحمن والحسن وعبد العزيز.

كما كانت قوافل الحجيج تحمل بعض المنتوجات الحرفية من فاس لبيعها في بلدان العبور، و”لما نالت هذه المنتوجات نجاحا كبيرا، خصوصا في الأسواق المصرية، أصبح الحجاج يحملون كميات هائلة، بل أصبحت قوافل تجارية خاصة تذهب إلى مصر حاملة منتوجات مدينة فاس، وبالخصوص الطرابيش والأحذية والجلاليب”.

ومع أهمية السوق المصرية، يذكر البحث، “رحل كثير من التجار الفاسيين إلى القاهرة، حيث أقاموا بيوتا تجارية تحقق أرباحا طائلة”، وكانت لائحة التجار الفاسيين الذين يتوفرون على مراسلين تجاريين في القاهرة تضم “أكثر من عشرين تاجرا تتراوح أرقامهم التجارية التي يحققونها مع السوق المصرية بين 20 ألفا و60 ألف فرنك سنويا”.

The post إسهامات المغاربة التاريخية في اقتصاد المشرق .. ريادة تنتظر دراسات وافية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3j7l0Ue

عبر اللاعب لحسن دحدوح، مهاجم نادي نهضة الزمامرة لكرة القدم، عن أسفه لمغادرة الفريق “الدكالي” القسم الاحترافي الأول، بعد أن أنهى الموسم الماضي في المركز الأخير، لينزل إلى ثاني الأقسام رفقة المغرب التطواني.

وفي تصريح لـ”هسبورت” قال دحدوح، الذي يُعتبر من أبرز اللاعبين الواعدين في “البطولة برو”، “قمنا بمجهودات كبيرة حتى يضمن نهضة الزمامرة البقاء؛ لكننا فشلنا في ذلك.. ونتأسف على مغادرة قسم الأضواء، ونتمنى أن يعود الفريق “الدكالي” سريعا، كما أقدم اعتذاري لجميع محبي الفريق”.

وعن إمكانية مواصلة مغامرته مع نهضة الزمامرة، قال دحدوح: “عقدي لا يزال ساري المفعول مع نهضة الزمامرة. أنا اليوم مع الفريق، وقد توصلت بمجموعة من العروض من أندية وطنية، وأتمنى أن يحدث ما فيه خير لي ولفريقي”.

وتابع المتحدث نفسه: “طموحي كبير بأن أواصل العمل وأستفيد موسما بعد آخر، وأتمنى أن أضمن مكانا لي داخل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 23 سنة؛ لأن الدفاع عن ألوان المنتخب يبقى حلم جميع لاعبي كرة القدم عبر العالم”.

وقدم لحسن دحدوح، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، أوراق اعتماده بقوة كواحد من بين أبرز اللاعبين الواعدين داخل الدوري الاحترافي؛ ما دفع العديد من الأندية الوطنية إلى التفكير في التعاقد معه، بداية من الموسم المقبل.

يشار إلى أن نادي نهضة الزمامرة قد أنهى الموسم الماضي في المركز الأخير، ليغادر أجواء الدوري الاحترافي الأول، علما أن الفريق يضم بين صفوفه العديد من الأسماء التي تتمتع بتجربة كبيرة.

The post طموح دحدوح يمتد إلى الدفاع عن ألوان المنتخب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3zT1DF9

تمكنت عناصر الأمن الوطني والجمارك بميناء مدينة الناظور، زوال السبت، من إحباط محاولة تهريب 290 كيلوغراما من مخدر “الشيرا”، وتوقيف شخص يبلغ من العمر 40 سنة، يشتبه بارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه تم توقيف المشتبه به أثناء استعداده للمغادرة على متن رحلة بحرية صوب إحدى الدول الأوروبية، حيث أسفرت عملية التفتيش المنجزة بداخل سيارته عن العثور على مجموعة من صفائح مخدر “الشيرا” بلغ مجموع وزنها 290 كيلوغراما.

وأضاف المصدر ذاته أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه به تحت الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد باقي الامتدادات المحلية والدولية لهذا النشاط الإجرامي.

وتأتي هذه العملية الأمنية، وفق المصدر ذاته، في سياق المجهودات المكثفة والمتواصلة، التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.

The post إحباط محاولة تهريب 290 كيلوغراما من "الشيرا" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3feLpyk

رسالة واضحة المعالم، تلك التي وجهها الملك محمد السادس إلى قادة الجارة الشرقية للمملكة قصد الإسراع بفتح الحدود بين البلدين.

مبادرة الملك، خلال خطابه الذي ألقاه، مساء السبت، بمناسبة عيد العرش في ذكراه الـ22، تثبت حسن نوايا المغرب تجاه الجزائر، بالرغم من كونها تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية.

واعتبر الباحث في شؤون الصحراء عبد الفتاح الفاتيحي أن خطاب العرش لهذه السنة يعد “خطاب الحكمة والمستقبل والتشجيع على انتهاز الفرص”، مضيفا أنه “يتوجه بشجاعة إلى قيادات الجزائر بعد عدة مبادرات ملكية، لحل الخلافات البينية والإسراع بالعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”.

وأشار الفاتيحي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن توجه الملك إلى الرئيس الجزائري لفتح الحدود بين البلدين ينطلق من واقعية الرؤية، مضيفا أن هذا الملف يفرض على قيادات البلدين، لاعتبارات سياسية وأخلاقية، العمل على فتح الحدود في أقرب مناسبة لانتفاء أسباب ذلك منذ وقت طويل.

وأكد الباحث نفسه أن خطاب عيد العرش “واقعي يذكر الجزائر بعناصر الالتزام بالأمن والاستقرار والطمأنينة، التي يحفظها المغرب والمغاربة للجزائر طالما أنهما أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.

وتابع الفاتيحي تصريحه قائلا إن الملك قدم “ضمانات للأشقاء في الجزائر بأن المغرب جار وفيّ، يجعل أمنه واستقراره من أمن الجزائر وطمأنينة شعبها، ويدعو إلى التعاون البيني لتجاوز التحديات المشتركة”.

وكان الملك محمد السادس قد دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك”، مؤكدا أنه من غير المنطق بقاء الحدود مع الجزائر مغلقة.

وأضاف الملك أن “ما يمس أمن الجزائر يمس أمن المغرب، والعكس صحيح”، مؤكدا أن “المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان”.

The post خطاب العرش .. الملك محمد السادس يوجه رسالة واضحة المعالم إلى الجزائر appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ihQIP6

The post البوطا والسكر appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3zSWsoH

يبحث فريق الجيش الملكي، في نصف نهائي كأس العرش، اليوم الأحد، أمام رجاء بني ملال، عن بلوغ أول مباراة نهائية له منذ ثمانية مواسم.

وكانت نسخة 2012/2011 آخر نسخة يؤثث فيها الفريق العسكري نهائي الكأس الفضية، قبل أن يخسر اللقب أمام الرجاء الرياضي.

وكان الجيش قد ودع موسم 2013/2012 في ثمن النهائي على يد الدفاع الحسني الجديدي، كما ودع دور الربع أمام المغرب الفاسي خلال الموسم الموالي.

ولم يقو “العساكر” على تجاوز شباب الريف الحسيمي في ثمن نهائي 2015/2014، والـ”ماص” في ربع نهائي 2016/2015.

كما خرج الفريق الأكثر تتويجا بكأس العرش بـ11 لقبا من المربع الذهبي لنسخة 2017/2016 أمام الرجاء.

وفشل أيضا في تخطي اتحاد الخميسات ضمن سدس عشر نهائي 2018/2017، ثم الدفاع الجديدي في دور ثمن الموسم الماضي.

The post الجيش يغيب عن نهائي كأس العرش منذ سنوات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2WGjkJM

إذا كان دستور المملكة المغربية لسنة 2011، وهو أسمى قانون في البلاد، ينص على الديمقراطية التشاركية، فأين نحن منها على أرض الواقع؟ فهل أصبحت آلية معتمدة بشكل دائم في تدبير شؤون بلدنا، في تدبير جهاتنا وجماعاتنا ومجالسنا الإقليمية وفي كل مؤسساتنا العمومية؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فماهي الأسباب والمعوقات والحلول لنصحح تدبير الشأن العام في وطننا؟ هي أسئلة من بين أخرى سنتلمس الإجابة عنها في ضوء النموذج التنموي الجديد؟ وسنحاول بعد ذلك تسجيل بعض الخلاصات والاستنتاجات، قد يبدو للبعض غيرها وفي ذلك توسيع لمعرفة القارئ والمهتم.

بداية، الديمقراطية التشاركية هي اليوم، شأن عام. ونخلص من خلال القراءة المتمعنة في مجموعة من معانيها ومقاصدها إلى أنها شكل من أشكال الديمقراطية. وهي تعني بالملموس مجموع الآليات والإجراءات والمساطر والقواعد المنصوص عليها قانونيا، التي تمكن المجتمع المدني والمواطنات والمواطنين من التشارك الفعلي مع الممثلين السياسيين لهم، في اتخاذ القرارات وصنع السياسات العامة، سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد الجهوي أو على الصعيد المحلي. والديمقراطية التشاركية تكمل الديمقراطية التمثيلية التي كان بوساطتها يعبر المواطنون عن إرادتهم من خلال ممثليهم المنتخبين. وقد أبانت هذه الأخيرة عن سلبيات جسيمة منها تدني ثقة الناخبين والناخبات في المنتخبين.

فما الذي يتضمنه التقرير العام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي الذي تم تقديمه لملك البلاد حول سؤال، أو على الأصح حول الأسئلة المتعلقة بالديمقراطية التشاركية والتي يمكن تجميعها في سؤال واحد وهو: ما مدى تطبيق الديمقراطية التشاركية في بلدنا؟

تعتقد اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي أن الأسباب الكامنة وراء التعبئة الضعيفة لمؤهلات بلدنا التنموية تعزى إلى أربعة معوقات ذات طبيعة نسقية. وعند أخذها مجتمعة، فإن هذه المعوقات بما طبعها من استمرارية أو تفاقم خلال العقد الأخير، ساهمت في تعميق التفاوت بين وعود السياسات العمومية والمعيش اليومي للمواطن، وفي تغذية ضبابية الأفق المنشود وضعف الثقة في المؤسسات، مما أفضى إلى نوع من انطواء الفاعلين على ما هو خاص وذاتي بدلا مما هو جماعي حول أهداف واضحة.

ومن أهم المعيقات التي نسجلها علاقة بالديمقراطية التشاركية انطلاقا من التقرير العام: التسيير من القمة إلى القاعدة، وضعف استشارة المواطنين وإشراك المجالات الترابية. وغياب رؤية تنموية شاملة ومندمجة تشكل محددا لضمان التقائية وانسجام الاختيارات وتيسير التملك الجماعي لرهانات التنمية من قبل مختلف الأطراف المعنية. وفي هذا الصدد، تقر اللجنة بأنه غالبا ما يتم إعداد الاستراتيجيات والإصلاحات بصفة معزولة دون مقاربة إدماجية ومندمجة، مما لا يساعد على التآزر وعلى تقاسم الوسائل.

ومن النقائص التي يعرفها تصور السياسات العمومية في بلدنا أنها لا تدعو إلى مشاركة كل الفاعلين سواء أكانوا عموميين أو خواص، وكذا المجالات الترابية على أساس مقاربة عرضانية ونسقية.

ويتضح مدى الديمقراطية التشاركية في بلدنا من خلال ما عبرت عنه اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد بوضوح تام حيث سجلت أن مشاركة المواطنين في الشأن العام، ما تزال محدودة على الرغم من الضمانات التي أقرها الدستور لصالح آليات الديمقراطية التشاركية. فسبل المشاركة كثيرا ما تظل غير مفعلة أو يصعب الولوج إليها، مما يتسبب في خلق نوع من تنازع الشرعية بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني ولا يشجع على تطوير ثقافة التعاون وانخراط المجتمع المدني في التنمية.

وتضيف اللجنة المعنية إن محدودية النقاش العمومي في سياق ضعف الولوج إلى المعطيات والمعلومات وضعف جودة العرض الإعلامي، لا يشجعان على التملك الجماعي لرهانات التنمية. ويؤدي عدم التفعيل الحقيقي للآليات التشاركية والإدماجية إلى ضعف جودة بلورة وتنفيذ الإصلاحات والسياسات العمومية ولا يساهم في كبح مظاهر مقاومة التغيير في بدايتها.

ومما يتضمنه التقرير العام المقدم إلى ملك البلاد علاقة ب ” انتظارات وتطلعات المغاربة ” أن غالبية المواطنين أعربت عن انتظاراتهم في المجالات التالية: جودة الخدمات العمومية، والولوج إلى الفرص الاقتصادية والتشغيل، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة. كما أبرزت جلسات الإنصات للجنة المعنية، مطلب توسيع سبل المشاركة لاسيما على المستوى المحلي والترابي. ويرغب المواطنون في الحصول على المزيد من الفرص للمشاركة بشكل فعال في تنمية محيطهم من خلال آليات الإنصات والمنصات الرقمية وآليات التظلم التي يمكن الولوج إليها. كما يدعون إلى المزيد من التشاور معهم وأخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار خلال إعداد السياسات العمومية والبرامج التي تعنيهم.

لقد خلصت اللجنة المعنية من خلال ما تقدم وغيره من معطيات واقعية وميدانية، إلى أن التغيير ضروري وذو طابع استعجالي. وحسبها، إن خيار التنمية المتبع حاليا لا يستجيب كليا لتطلعات المواطنين وللتحديات المستقبلية المطروحة على بلادنا، اعتبارا لأن هذا المسلك يساهم في تغذية مناخ أزمة الثقة التي تكبح خلق القيمة المضافة، وتشكل، في حال استمرارها، مخاطر تهدد بشكل كبير الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.

لذلك، يتمثل التوجه التنظيمي الجديد لمغرب الغد والذي يدعو له النموذج التنموي الجديد في الجمع بين ” دولة قوية ومجتمع قوي “. توجه يعبئ كافة القوى ضمن توازن يخلق المزيد من فرص التقدم. دولة استراتيجية، دولة حامية، دولة ضابطة تحرر مختلف الفاعلين وتضمن لهم الاستقلالية في التصرف وتحملهم المسؤولية (…)، يقابلها مجتمع يحشد كل طاقاته ويستغل فرص المشاركة الواسعة بروح من المسؤولية.

وفيما يتعلق بتعزيز فعالية الدولة، ترى اللجنة المعنية أن الأمر يستدعي اعتماد مبادئ جديدة للعمل كفيلة بتحقيق أحسن النتائج، تتجلى في القيادة بواسطة النتائج والأثر على المواطن مما يفسح المجال بشكل واسع للتجريب والابتكار ولاعتماد مقاربة نسقية وعرضانية وتشاركية أثناء بلورة وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات العمومية، وفي تقوية قدرات الفاعلين على جميع المستويات، وفي نقل مسؤوليات التفعيل إلى المجالات الترابية والفاعلين المحليين. ويتعلق الأمر إجمالا بدولة أكثر قوة، تستمد قوتها من التوجيه والتدبير والتسيير بانسجام مع أفق منشود واضح وجلي للجميع.

ولعل السؤال الذي يراودنا اللحظة هو: كيف يجب تعزيز الديمقراطية التشاركية في منظور اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد؟

ترى هذه اللجنة، أنه يجب تعزيز الديمقراطية التشاركية عبر مضاعفة قنوات الوساطة التقليدية أو المبتكرة الموسومة بهاجس الإدماج والتعددية والقرب. ويتعين توسيع نطاق الديمقراطية التشاركية قصد الأخذ بعين الاعتبار بشكل أفضل الإشكاليات الخاصة بالمجالات الترابية والفئات الاجتماعية، من خلال اللجوء إلى بعض الآليات، كما هو الشأن بالنسبة للميزانيات التشاركية على المستوى الجماعي أو التدبير المفوض لمرافق القرب لفائدة التجمعات السكنية المستهدفة.

ولإحداث التغيير المجتمعي المنشود، تقترح اللجنة المعنية أربعة محاور استراتيجية للتحول، منها المحور الرابع المتعلق بالديمقراطية التشاركية وقد جاء فيه: من خلال وضع البعد التشاركي في قلب أولويات النموذج التنموي الجديد، تقترح اللجنة، في أفق معين، إحداث مجالس اقتصادية واجتماعية وبيئية جهوية تعمل على دعم مشاركة الفاعلين الجهويين في إعداد السياسات العمومية. كما توصي أيضا بتعزيز الديمقراطية التشاركية أثناء إعداد وتقييم برامج عمل الجماعات قصد الاستجابة بشكل أفضل لانتظارات المواطنين. ويمكن في هذا المنظور، ربط نقل جزء من موارد الدولة إلى الجماعات الترابية بمدى احترامها لبعض معايير الحكامة الجيدة ومنها اللجوء بشكل ممنهج إلى المشاركة على جميع المستويات، واحترام المناصفة، وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، واحترام البيئة، وإخبار المواطنين.

ما تقدم، يوحي بتسجيل مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات يمكن تجميعها في أربع رسائل كبرى تبعث بها اللجنة المعنية لذوي القرار السياسي:

أولها: ضعف مستوى الديمقراطية التشاركية، داخل وبين، الإدارات العمومية والجماعات الترابية، وبين الفاعلين العموميين في بلادنا، هو السمة البارزة في تدبير الشأن العام ببلدنا.

وثانيها: تدني الديمقراطية التشاركية يعني تدني مستوى التواصل داخل إداراتنا العمومية وجماعاتنا الترابية وبين الفاعلين المعنيين بشؤون التنمية. ولا يمكن تحقيق التواصل الخارجي في غياب التواصل الداخلي للمنظمات سواء كانت عمومية أو خاصة.

وثالثها: تدني مستوى الديمقراطية التشاركية، خطر يهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. ولنا أن نتصور تبعات ذلك على المستوى السياسي.

ورابعها: تدني مستوى الديمقراطية التشاركية سبب جوهري لتدني مستوى ” الالتقائية ” بين الفاعلين المعنيين بإنجاز المشاريع والبرامج التنموية في بلادنا. وهو ما يفسر إلى حد بعيد، عدم نجاحنا في تنزيل الجهوية المتقدمة. فما زالنا نسجل ضعف العمل الجماعي، واعتماد السياسات القطاعية، واتخاذ القرارات بشكل منعزل دون استشارة الأطراف المعنية، وغيرها من السلوكات البيروقراطية التي مازالت تسيطر على أذهان العديد من مسيري الشأن العام جهويا، ومحليا، ووطنيا.

وما يحز في النفس هو أنه بالرغم من أن دستور 2011 ينص على التشارك والحوار والتشاور، فيما يخص تدبير الشأن العام. وبالرغم من أن القوانين التنظيمية الثلاثة المتعلقة بالجماعات الترابية تنص على الإجراءات والآليات والمساطر والكيفيات التي تمكن من تنزيل الديمقراطية التشاركية. وهناك المراسيم التي تشرح المقتضيات القانونية المتعلقة بها، فما زال تفعيل هذه الآليات موضع تساؤلات وانتقادات. ونزعم أن استشارة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني والتنسيق بين الجماعات والجهات وباقي الإدارات المعنية بتدبير الشأن العام محليا وجهويا، مازالا ضعيفين ودون المستوى الذي يطمح إليه المشرع المغربي.

فأين نحن من تطبيق المقتضيات المتعلقة بتقديم العرائض التي ينص عليه الدستور في الفصل 139؟ وأين نحن من الاستشارات الفعلية/ الحقيقية لهيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع؟ وما هي الجمعيات التي ” تستمع ” إليها المجالس الجماعية خاصة، ومتى؟

مجمل القول، تثير اللجنة المعدة للتقرير العام الخاص بالنموذج التنموي الجديد الانتباه – إن لم تكن تدق ناقوس الخطر- إلى أن تفعيل قاعدة الديمقراطية التشاركية هو اليوم، ضرورة تاريخية. وينبغي ربطه بالمساءلة والمحاسبة القانونية، إن نحن نريد فعلا تصحيح مسارنا على المستويات الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ونستعيد ولو بصيصا من ثقة المواطن(ة).

وتبقى مصداقية القول والفعل، وتحقيق الوعود الانتخابية، والتواصل الدائم مع السكان، مؤشرات حقيقية من بين أخرى بالنسبة للمواطن(ة) لمدى بداية مسلسل التغيير الإيجابي، ومقياس حقيقي لمدى تحسن فعل الديمقراطية التشاركية في وطننا.

وفي هذا الصدد، ونحن على مشارف الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية، تقع المسؤولية التاريخية على عاتق الأحزاب السياسية إن هي تريد فعلا التصالح مع ذواتها ومع المواطنين والمواطنات، لأنها هي المسؤولة عن مدى فعالية ونجاعة السياسات العمومية التي يتم تنفيذها على المستويات: الوطني، والجهوي، والمحلي.

The post النموذج التنموي الجديد وسؤال الديمقراطية التشاركية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3C1yw49

تعرف مراكز التلقيح توافدا كثيفا للشباب المغاربة الراغبين في نيل جرعات اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” المستجد، خاصة في ظل المتغيرات الفيروسية الأخيرة التي باتت تستهدف هذه الفئة العمرية؛ ما تسبب في حدوث الاكتظاظ ببعض الوحدات الصحية، بعد إلغاء الوزارة لشرط السكن من أجل الحصول على اللقاح.

وأعلنت وزارة الصحة عن توسيع الفئة المستهدفة بالتلقيح ضد “كوفيد-19″، لتشمل الفئة العمرية 25 سنة فما فوق، داعية المواطنات والمواطنين إلى التوجه إلى أقرب مركز للتلقيح لأخذ جرعاتهم بدون شرط عنوان وبلد السكن.

وذكرت الوزارة أن مراكز التلقيح ستظل مفتوحة إلى غاية الثامنة مساء، طيلة أيام الأسبوع؛ وذلك تسهيلا لبعض الموظفين والمستخدمين وغيرهم ممن لا تسمح ظروفهم العملية بالحضور إلى مراكز التلقيح وقت الشغل.

وفي هذا الصدد، قال الحبيب كروم، فاعل صحي، إن “فئة الشباب تقبل بكثافة على مراكز التلقيح على صعيد المملكة، حيث استجاب الشباب المغاربة إلى نداء التلقيح بسرعة، نظرا إلى الوعي الفردي في صفوف هذه الفئة التي تمتاز بتكوين جامعي عال”.

وأضاف كروم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إقبال الشباب على التلقيح يعزى إلى الطموح الشخصي؛ ذلك أنهم يسعون إلى تفادي قيود التنقل المفروضة على المواطنين للانتقال من مدينة إلى أخرى، وكذلك بين الدول؛ ما يتطلب ضرورة حيازة جواز التلقيح”.

وأوضح المتحدث أن “نسبة التلقيح ستكون مرتفعة في صفوف فئة الشباب بالمقارنة مع بقية الفئات العمرية، خاصة بعد إلغاء شرط السكن من لدن وزارة الصحة؛ الأمر الذي سيجعل الحملة الوطنية للتلقيح فعالة وناجعة”، منوها بـ”التنظيم الجيد للعملية من طرف مهنيي الصحة والسلطات العمومية، على الرغم من الاكتظاظ القائم بوحدات معينة”.

وفي وقت سابق دعت وزارة الصحة المواطنات والمواطنين إلى تفادي الاكتظاظ في مراكز تلقيح ضد مرض “كوفيد-19” بعينها، مؤكدة أن عدد نقاط التلقيح تغطي جل التراب الوطني.

يذكر أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لـ “كوفيد-19” بلغ 13 مليون و537 ألف و93 شخصا، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 10 ملايين و111 ألف و985 شخصا.

The post إقبال فئة الشباب يسرّع وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كورونا" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3BZvvRU

تُواصل إدارة نادي تورينو الإيطالي لكرة القدم إصرارها على الظفر بخدمات الدولي المغربي سفيان أمرابط من ناديه فيورنتينا، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وذلك بتوصية من مدرب الفريق الذي يرى في “الأسد الأطلسي” الصفقة الأهم في حال تمكن من الظفر بتوقيعه.

وأكدت تقارير إعلامية إيطالية أن الكرواتي إيفان يوريتش، مدرب نادي تورينو الحالي، الذي سبق أن أشرف على تدريب أمرابط لما كان مدربا لنادي هيلاس فيرونا، يضغط على إدارة ناديه من أجل حسم انتقال اللاعب إلى قلعة “الثيران”.

وحسب التقارير نفسها فإن مدرب تورينو يرى أن أمرابط سيجعله يبني طريقة لعبه على وسط الميدان، كما فعل الموسم قبل الماضي في هيلاس فيرونا، علما أنه مقتنع ومعجب كثيرا بإمكانيات اللاعب المغربي.

وأضافت التقارير ذاتها أن مسؤولي تورينو يرون أن أمرابط كلما تأخر في الانضمام إلى تداريب فريقه استعدادا للموسم المقبل كلما ابتعد عن حسابات مدرب “الفيولا”، وهو ما يصب في مصلحة نادي تورينو، الذي يخطب ود متوسط ميدان “أسود الأطلس” بقوة.

وكان فيورنتينا تعاقد مع سفيان أمرابط مقابل 20 مليون يورو صيف السنة الماضية، إلا أن اللاعب لم يجد نفسه مع الفريق بالشكل المطلوب.

من جهتها أشارت تقارير إعلامية تركية، في وقت سابق، إلى أن هناك تطورات كبيرة في ملف انتقال أمرابط إلى غلطة سراي، بعد أن كثف الأخير اتصالاته من أجل حسم الصفقة لصالحه، كما وصل إلى مفاوضات متقدمة مع وكيل أعمال اللاعب وإدارة “الفيولا”.

يشار إلى أن أمرابط، صاحب الـ24 عاما، مثل المنتخب الوطني المغربي الأول في 17 مباراة، ويعد من أهم الأسماء داخل تشكيلة البوسني وحيد خاليلوزيتش.

The post "تورينو" يرغب في ضم أمرابط إلى نادي "الثيران" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2WGgFQj

تغيرت أطروحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع القيادة الحالية التي تسعى إلى الوصول إلى الحكومة، حيث انتقل الخطاب من ضرورة تأسيس السلطة على أساس تفويض شعبي إلى المطالبة ببلورة “تناوب” جديد، يفضي إلى امتلاك مفاتيح السلطة وقيادة الحكومة من قبل الاتحاديين وإزاحة الإسلاميين.

ومع قرب الانتخابات، يشن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الوردة”، هجوما لاذعا على الإسلاميين محملا إياهم مسؤولية تردي الأوضاع الاجتماعية وتفاقم الأزمة الاقتصادية، داعيا إلى بلورة “تناوب جديد” وإلى “حكومة قوية تشتغل في هذا الأفق الديمقراطي الاجتماعي”.

وانضم حزب الاستقلال إلى المدافعين على أطروحة “التناوب الحديد”، حيث يؤكد حزب “الميزان” أن “المغرب يحتاج، اليوم، إلى تناوب ديمقراطي جديد لمواجهة التحديات وكسب الرهانات التي يبتغي تحقيقها”، مبرزا أنه “يستشعر قدرته على قيادة ذلك التناوب”.

وبدأت أولى بشائر الموعد الانتخابي في المغرب بعرض كل حزب لتصوره السياسي والاقتصادي الذي سيذهب به إلى الاستحقاقات التشريعية والمحلية المقبلة، التي تأتي في سياق “حاسم”؛ بالنظر إلى حجم تطلعات المغاربة والتحديات الداخلية والخارجية التي تشهدها البلاد.

المحلل السياسي عبد الرحيم العلام قال إن “الحديث عن التناوب الجديد يمثل حيلة من الحيل التي تلجأ إليها النخب السياسية الضعيفة والفاقدة للامتداد الشعبي من أجل الوصول إلى كرسي الحكم بدون جهد انتخابي”.

ووقف أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسي في جامعة قاضي عياض، في تصريح لـ “هسبريس”، عند ما اعتبرها حيلا متعددة تلجأ إليها النخب؛ من قبيل القاسم الانتخابي ومحاربة العزوف السياسي والتصويت الإجباري، وهي سلوكيات تلجأ إليها النخب الفاقدة للسند الشعبي”.

واعتبر العلام أن “الاتحاد لما كان قويا ويمتلك قاعدة شعبية واسعة كان دائما يدعو إلى الاحتكام إلى الشعب؛ لكن وضع هذا الحزب أصبح ضعيفا، في ظل القيادة الحالية وتشتت جزء من أعضاء الحزب في إطار سياسة ”أرض الله الواسعة”.

وبشأن تأويلات الفصل الـ47 من الدستور، قال المحلل السياسي بأن “أي ممارسة للحكم خارج ما هو منصوص عليه في الوثيقة الدستورية وأي تأويل غير ديمقراطي للنص الدستوري يعتبر وسيلة من وسائل الاحتيال للوصول إلى السلطة؛ الأمر يتعلق بطروحات غير ديمقراطية، الغرض منها التلاعب بالدستور للوصول إلى السلطة”، لافتا إلى أن “هناك وسيلة وحيدة للوصول إلى الحكم، هي الانتخابات”.

وتابع العلام في شرحه لهذه الطروحات غير الديمقراطية “البلوكاج الامتناع عن مساند الحزب الأول، تفكيك التحالفات، وضع العصا في عجلة الفائز في الانتخابات، وهي ممارسات تضع العصا في عجلة الديمقراطية؛ وهو ما يحتم تدخل المؤسسة الملكية لضمان سير المؤسسات”.

وعما إذا كان البعض يراهن على التجربة التونسية للوصول إلى السلطة، يقول أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسي في جامعة قاضي عياض: “هذا سيناريو خاطئ؛ لأن التجربة التونسية ما زالت تراوح مكانها. التونسيون لديهم وعي ديمقراطي، ويمكن أن يردوا القطار إلى مساره الصحيح؛ عكس المغرب، من شأن أي ممارسة دستورية أن تتحول إلى دستور، ومن الصعب إعادة القطار إذا خرج عن السكة”.

The post "تناوب جديد".. أحزاب تسعى إلى إزاحة "البيجيدي" من رئاسة الحكومة‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3lgGrEM

فند البروفيسور لحسن بليمني، طبيب مسؤول بالمستشفى العسكري في الرباط، مضمون منشور مروج على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التراسل الفوري يتضمن معلومات غير صحيحة بخصوص وجود تفاعل بين التخدير واللقاح المضاد “كورونا”.

وقال البروفيسور بليمني، في معرض تفاعله مع “المنشور الكاذب” الذي يزعم صاحبه أن التخدير بأنواعه ممنوع على الملقحين وحتى المتعافين مؤخرا من الإصابة بالفيروس التاجي: “حسب آخر المعطيات العلمية، فإنه لا وجود لأي تفاعل أو علاقة بين التخدير واللقاح”، مؤكدا أن المنشور لا أساس له من الصحة.

وأوضح الطبيب المغربي، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن المعلومات المتضمنة في المنشور خاطئة، مشددا في هذا الباب على أن التخدير بأنواعه، العام والموضعي والنصفي، لا علاقة له بالحالة التي يروجها المنشور.

من جانبه، نفى البروفيسور أحمد غسان الأديب، أستاذ في الإنعاش والتخدير والرئيس السابق للجمعية المغربية للإنعاش والتخدير ومعالجة الألم، وجود أية علاقة علمية أو إيبدميولوجية حسب مختلف المعطيات بين التلقيح والتخدير أو البنج، سواء كان موضعيا أو كليا.

وبعد أن أشار أستاذ التخدير والإنعاش بكلية الطب والصيدلة بمراكش إلى “أنه من المعروف حاليا أن العمليات الجراحية التي تجرى أثناء حالة وبائية غير مستقرة تعرض المريض لانتقال العدوى، وأن غير الملقحين كليا هم أكثر عرضة”؛ أبرز أن التوصيات العالمية، وحتى الجمعية العلمية المغربية، توصي بإرجاء العمليات غير المستعجلة إلى أربعة أسابيع بعد التلقيح، لكي تكون درجة الحماية من العدوى كبيرة جدا.

وبخصوص الحالة المذكورة في المنشور المروج على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التراسل الفوري، أفاد البروفيسور أحمد غسان الأديب: “أولا، يجب التحقق من القصة أصلا، وإن وجدت كان يجب الاتصال بيقظة لقاح لإجراء بحث والتأكيد عن سببية اللقاح؛ لأن هذه المضاعفات يمكن أن تقع في أي عمل طبي وجراحي (حساسية مفرطة للمادة المخدرة، ذبحة صدرية)، مشددا على أنه ليس لها أي علاقة بالتلقيح، فيزيولوجيا وعلميا وإبدميولوجيا، وفق تعبيره.

The post هذه حقيقة العلاقة والتفاعل بين "البنج" واللقاح‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3lfIjOf

ديباجة

ليس من السهل اليوم مُطلقاً فهمُ وإدراك السياق الذي يتحرك فيه المغرب، على أعلى مستويات التخطيط والتدبير والتقرير السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وبالتالي الأمني والعسكري إستراتيجيا. نعتقد من خلال متابعة هذا السياق لأكثر من عشريتين أن الأمر يتعلق بسياق يتميز بتحولات كبيرة وجد هامة، رغم كونها في العمق استمرارية جوهرية لوضع دولي تحكُمه آليات ما بعد الحرب الباردة، وطبيعة الليبرالية الجديدة، وصعود التنين الصيني، وطموح الدب الروسي. وبين هاته وتلك سعي إيران وتركيا إلى استعادة دور إقليمي قوي، وازدياد جذوة العداء والعدوانية الجزائرية اشتعالا بازدياد ضعف توازنها الاقتصادي والدبلوماسي، وتلاشي مشروعية الدولة العسكرية وأسلوب تعاطيها واستيعابها للمتغيرات الإقليمية والدولية.

عالمٌ يتطور ويتغير بقوة مدٍّ وجزر ينضاف لمُتغيرات وطنية وإقليمية، وذلك على الرغم من الاستقرار والخصائص الثابتة التي تطبع تعامل الدولة المغربية، تقليديا، معه سياسيا على وجه الخصوص. فالفعل السياسي المغربي مؤسسيا وعلى أعلى المستويات معروف بقدرته على التريث والتمعُّن والاستقراء من خلال المعطيات، والحفاظ على العلاقات التقليدية والتحالفات الإستراتيجية والمكتسبات المتراكمة، قبل اتخاذ القرار الذي غالبا ما يكون هادئا ورصينا ومعتدلا.

موقع المغرب.. وراء كل نعمة نقمة

يتواجد المغرب في موقع إستراتيجي بكل المقاييس: إنه في أقصى الشمال الغربي لإفريقيا، يطل على مضيق جبل طارق، بوابة البحر الأبيض المتوسط الغربية، هو المنفذ نحو أوروبا، وهو بوابة أوروبا نحو الساحل والعمق الإفريقيين؛ يجمع بين سواحله بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي على امتداد آلاف الكيلومترات.

أراضيه تتمتع بما يمكن أن نسميها الفصول الأربعة: سهول وهضاب وسلاسل جبلية وصحاري وأنهار ووديان. أراض فلاحية بامتياز وقمم ثلجية على مدار السنة وكثبان رملية ساحرة؛ ناهيك عن عشرات المدن الكبرى والثروات البحرية والمعدنية. دولة مستقرة منذ عقود ومؤسسة ملكية مُوحِّدَةٌ وتقدم مطرد أصبح متسارعا… وعلى الرغم من كل النقائص والمؤاخذات لكن النهضات الوطنية الكبرى لا تتم في سنين قليلة، خاصة في عالم اليوم، حيث ترتبط قرارات الدول بإرادة الكبار والمنافسين والسوق العالمية وقوانينها.

يتعلق الأمر بموقعٍ نِعمة، لكن وراء كل نعمة نقمة.

تعرض المغرب دائما لضغوط خارجية متنوعة، ذلك أنه محاصر بطبيعة وجوده الجيو-سياسي والإستراتيجي، (عبد الله العروي). لكل نعمة نقمة، لذلك ينبغي على المغرب التفكير والتخطيط والتدبير دائما، انطلاقا من هذا المُعطى الجيو-سياسي والإستراتيجي الأساسي.

سياق الطموح وثمنه

تصاعدت الضغوط على المغرب مؤخرا بشكل غير مسبوق، في الفترة المعاصرة من جهات متعددة، منها المناوئة له والمتنافسة معه في ما يسعى إليه إقليميا ودوليا من مكانة، كما هناك القوى المُهيمنة، تقليديا، التي تريد إخضاعه واستعماله أو تحجيمه دون ما يريده ويسعى إليه إستراتيجيا. تُمارَسُ على المغرب هذه الضغوط والعالم يعيش تحت القوة الضاربة لتحوُّلات كونية، أسبابها مُتعددة، منها الصحية مع كوفيد 19 وما سبقه وما سيلحقه من جائحات، ومنها التغيرات المناخية التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة وانتشار التصحُّر وتهديد شُح مياه الري والشرب، (الصراع الإثيوبي السوداني المصري حول مياه النيل، وما خفي منها، مثلها الصراع بين لبنان وإسرائيل، نهر الليطاني مثلا، وبين سوريا والعراق وتركيا، نهري دجلة والفرات على سبيل المثال)، وسوء تدبير موارد الماء والفيضانات غير المعتادة، (ما حدث في الصين وألمانيا وبلجيكا والهند…)، وتداخل الفصول الأربعة. كما يعيش هذا العالم أيضا تحت وطأة تحوُّلات سياسية واقتصادية ومالية وتجارية وثقافية عالمية ترتبط بشكل جدلي، من جهة بطبيعة النيوليبرالية، وأزماتها الدورية من جهة أخرى، ومدى قدرتها على الاستمرار والتطور من جهة ثانية وبأي ثمن.

كوفيد 19 أو الزيت على النار

يتسِمُ السِّياق العام والبنيوي الذي يتحول ويطمح فيه المغرب إلى بناء دولة قوية ومجتمع جديد أيضا بِمضاعفاتِ جائحة كوفيد 19 غير المسبُوقة على اقتصاديات الدول وعلى الاقتصاد العالمي، وبالتالي (الانكماش الاقتصادي واللجوء إلى الصناديق السيادية ومفاقمة التضخم بهدف مواجهة الإنفاق الصحي والاجتماعي حفاظا على السِّلم والاستقرار الاجتماعيين…).

جعلت مضاعفات جائحة كوفيد 19، التي اضطرت العالم إلى إغلاقٍ قُطرِيٍّ صارِم لأشهر عديدة، مراكز خلق وتدبير الصِّراعات العالمية المُحركة للتاريخ تعيد النظر في مساحات وفي طبيعة مجالاتها الحيوية، (قرارات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا في ما يتعلق بأزمات اليمن وسوريا وأفغانستان وإيران… وعلاقاتها مع الصين ومع روسيا، وفي ما يتعلق بمعاهدات الحد من انتشار السلاح النووي والصواريخ البالتسية العابرة للقارات…). جعلت مضاعفات جائحة كوفيد19 هذه القوى تُعيد ترتيبَ مجالاتِ أمْنها الحيوي أيضا، حسب قوتها وهيمنتها ووسائلها المكتسبة، مُسْتغِلّة كل بؤر التوتر، القديم منها والجديد، وفي كل جهات المعمور، لتسليح نفسها أكثر بأوراق ضغط في خوض المعترك الدولي السياسي والمالي والتجاري والدبلوماسي.

في هذا السياق يتحرك المغرب بشكل غير مسبوق– لربما يسترجع روح الإمبراطورية المغربية التي كانت تمتد من تخوم تونس إلى جزر الأطلسي ومن الأندلس إلى نهر السنغال – منذ عشريتين، أي منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، قصد استرجاعٍ معاصرٍ لقوة إقليمية هي له، تُحَرِّره من ربقة وضع دولي وإقليمي سياسي، يكبح طموحاته التنموية والسياسية والاقتصادية والثقافية، فما أهم ملامح هذا السياق وما آفاق التعامل معه ببراغماتية، دون مُغامرات لن تكون مفيدة ولا منتجة، في منطقة مغاربية تغلي بالمفارقات وبالتناقضات وبسيادة عقلية المُغامرة والتخبط والعجز السياسي والاقتصادي والأمني؟.

شمال إفريقي ومغرب عربي مُثَبِّط للهِمَم

وترتبط هذه التحديات أيضا بشمالٍ إفريقيٍّ ومغاربي ضعيف سياسيا واقتصاديا كما هو واضح في ليبيا وتونس والجزائر، وهي دُول تُكابِر في تصحيح أوضاعها العامة، لكن بنوع من العجز عن وضع البلد على سكة جريئة وواضحة من التغيير الداخلي، نحو ديمقراطية سليمة وتنمية عقلانية وبراغماتية، في ظل تكريس تحوُّلات صعبة تقع ضحية صراعات ومنافسات وسوء تدبير للاختلاف، كما هو الأمر في دولة تونس، وهو ما قد يجر إلى اتخاذ قرارات صعبة وحاملة لمخاطر جسيمة، كما هو الحال في تونس اليوم، أو تحت تأثير آليات قديمة للتدبير السياسي ترتبط بنخب مهترئة وعقليات جيوسياسية وإستراتيجيات تدبيرية متجاوزة. هذه الآليات القديمة تحكمُها تحالفاتٌ وتسيطر عليها ولاءاتٌ ورُؤًى لا تُساير التطور العالمي المتسارع ولا المصلحة الإقليمية المُلحة كما هو الأمر في دولة الجزائر. يزيد من عمق هذه الشروخ المغاربية تشابكها مع المصالح القطرية لكل دولة على حدة، ومع عدم وعي النخب القديمة أو الجديدة نسبيا ذات الولاء للزعامات التقليدية بالعمق الحالي والمستقبلي لوضع عالمي جيو-استراتيجي، وهو عُمق خلفيٌّ مُتحول بتسارُعٍ، لا تستوعِبه آليات تفكير هذه الزعامات التقليدية ومقاربات رموزها السياسية غير الملائمة.

المغرب العربي أو الحُلم الممنوع

من نتائج هذا التيه السياسي عن الواقع المغاربي، التضحية بالمستقبل المُوحَّد الذي لا يمكن تحقيقه دون تعاون واتحاد عقلاني براغماتي من دول المنطقة، المغرب والجزائر خاصة. اتحاد المغرب العربي الذي لم يُفَعَّل يوما رغم كل الجهود التي بذلت من قبل ومازالت لتفعيله.

إننا، في الواقع – واستقراءً لما يصدر من قرارات وما يتم من تدبير لموارد هذه الدول في المغرب العربي وشمال إفريقيا سياسيا واقتصاديا – أمام شمال إفريقي ومغرب عربي مُمزَّق الأوصال سياسيا. يجد المغرب نفسه في هذا السياق المغاربي أمام ضرورة تحقيق وصيانة وحدتِه القطرية، إلى حين حدوث تحول عميق وملائم في السياسات والدبلوماسيات المغربية بما يتخلى عن الماضي باعتباره تراثا جامدا، والتوجه نحو مستقبل طري وواعد وغني للجميع.

عمق إفريقي غني ومُكبَّل

المغرب أيضا، وفي سياق عوامل التحديات التي تواجهه، حيث أصبح العالم قرية صغيرة لا يمكن مطلقا تدبير الشأن الوطني والسياسات العمومية فيها دون إدماج إستراتيجي عميق للمحيط العام في طبيعة هذا التدبير وهذه السياسات ومنظومتها، يجد نفسه أمام عُمق إفريقي يخترقه الفقر والإرهاب وعدم الاستقرار، تُكبِّله توجُّهاتٌ وطنية ضيقة النظر عتيقة التحالفات برؤية عقيمة واضحة بالمنطق العقلاني البراغماتي والديمقراطي الوطني. إنه عمق إفريقي تؤطره منظمة “اتحاد إفريقي” تعاني كثيرا كي تنعتق من ربقة ممارسات سياسية عتيقة وعقيمة وغير عقلانية، عاجِزة عن نسج والاشتغال بِتمثُّلٍ مُستقبليٍّ براغماتي ووحدوي قاري، يجمع شتات قوة كامنة إفريقية جامدة ومُجمدة، في وقت تستثمر القوى العالمية الكبرى بلايين الدولارات لإعادة اختراق إفريقيا، باعتبارها منجَمًا بِكْرًا لِمُستقبلِ قارَّات يُحاصِرها: نفاد الثروات وخطر التغيرات المناخية وشيخوخة البنيات الديموغرافية وانحسار الأسواق وشُح الموارد الطبيعية.

امتداد أوروبي مُتغطرس

ترتبط التحديات أمام المغرب الساعي اليوم إلى بناء نفسه حداثيا اليوم بقارة عجوز أوروبية لم تنس عقدة تفوقها الاستعماري، ولا هي منسجمة مع ما تعلنه من مبادئ وقيم كونية نبيلة، لم تخلصها من مركزية إدراكها لذاتها، ولا من “فوبياتها” تجاه المختلف عن صورتها “الغربية” كثقافة سائدة استيطانية، ولا هي تخلَّصت من براغماتية “الخُبث” في إبقائها على سرِّية وثائق قرارات التفتيت، التي نفذتها إبان فترة “الحماية”/الاستعمار، على دول عديدة، تتصارعُ اليَوم بسبب سرية هذه الوثائق وتلك القرارات الاستعمارية، التي مزقت وحدة ثقافات وأراضي وقيم وأواصر دول منها المغرب بالتخصيص، ودول المغرب العربي وإفريقيا وكل المستعمرات السابقة عموما، بدافع أحلام امتلاكٍ دائم لم يتحقق لها، لأن الشعوب تنعتق في النهاية مهما كانت القوة الغاشمة للاحتلال.

امتداد أطلسي ممكن

نُسطِّرُ على هذه العناصر المُشكِّلة لتحديات مغرب اليوم الجيو-استراتيجية، ولا ننسى انفتاح سواحل المغرب العريضة الطويلة الأطلسية مباشرة على الأمريكيتين. يتعلق الأمر بفضاء واسع نحو تحالفات أخرى اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية، على رأسها التحالف والشراكة المغربية الأمريكية القائمة فعلا، لكن هذا الامتداد يحتاج لوجيستيكيا إلى تطور اقتصادي وتكنولوجي وصناعي وقدرة عملية مغربية لعلها في طريق التحقق.

المغرب الليبرالي الديمقراطي الحداثي هو الأساس

ترتبط التحديات التي يواجهها المغرب اليوم كذلك باختياراته السياسية الليبرالية؛ وهي اختيارات لم تمنعه خلال العقدين الأخيرين من تنويع زبائنه وشركائه وأسواقه، وكذا تحيين وتقوية دبلوماسيته في وظيفيتها البراغماتية. هكذا عرفت الدبلوماسية المغربية تغييرا واضحا في آليات اشتغالها وأدوات مقاربتها، منسقة بين الاقتصادي والتجاري والسياسي والروحي والأمني، حسب السياق وحسب المخاطب وحسب الأهداف المتوخاة.

هكذا غدت الأحداث العالمية الكبرى لا تهم المغرب من باب المتابعة في حد ذاتها قصد الوعي بالعالم، بل متابعتها في ما يتعلق بتداعياتها، الظاهرة والخفية، على إستراتيجياته التنموية التي لا فصل بينها وبين هذا السياق العالمي وتطوراته وخريطة تحالفاته وتوزيع خيراته وانتقال ونقل تكنولوجياته، وتطور مواقف القوى الكبرى من كل بؤر الصراع وأسواق الاقتصاد وآليات صناعة الرأي والقوة المالية والتكنولوجية.

مثال عما تنبغي متابعته قمة الرئيسين الأكثر قوة في العالم حتى اليوم: الأمريكي “جو بايدن” والروسي “فلاديمير بوتين”، وما سبقها من قمة أمريكية أوروبية، وما تكشف عنه من توجهات للدول الكبرى في الوضع الجيو-استراتيجي العالمي، وخاصة في مناطق الساحل الإفريقي والمغرب العربي والشرق الأوسط وأوروبا، وهي مناطق نرتبط بها كفضاءات جيوسياسية حيوية، تؤثر على سياساتنا وتنميتنا واستقرارنا عموما، وعلى قضايانا الكبرى السياسية والاقتصادية والترابية.

شيء عن العوائق والموانع في طريق مغرب المستقبل: آلية التجسس

تفجرت منذ مدة قصيرة قضية تجسس الولايات المتحدة على حكومات أوروبا، كما انفضحت أنظمة تجسس إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية. بسرعة همدت نيران الخبر ولا مضاعفات تبعت ذلك، على الرغم مما تمت تعريته من كون النظام العالمي الليبرالي مبنيا أساسا على التجسس بين الدول وكبريات الشركات والمؤسسات الدولية المالية والإستراتيجية والتكنولوجية والعسكرية والأمنية.

من يملك أقوى شبكات وسائل الإعلام اليوم بإمكانه صناعة الرأي والرأي المضاد، في تناقض صارخ مع المنطق والواقع، بل انسجاما مع ميزان المصالح الإستراتيجية والإيديولوجيات التابعة لعُقَدِ الهيمنة، بل وحتى العنصرية، (التي لا تخلو حتى من نفوس وعقول وثقافات من هم ضحاياها)، التي يرفع الغرب شعار محاربتها وهو صنعها وممارسها وحاميها.

لم يكن العالم يوما، ومازال وسيبقى، يسير ويحيى ويتطور بدون تجسس. إنها حقيقة بسيطة غدت مألوفة إلى درجة أن إثارتها بنوايا قصدية للتضييق على دولة أو مؤسسة، بتنسيق مع جوقة أذرُعٍ إعلامية دولية قوية التمويل والخبرة والدهاء في اختيار التوقيت والسياق، قد تجعل هذه الحقيقة البديهية والقديمة حقيقية و”حدثا” استثنائيا كما يريد أسياد Forbidden Storiesو Amnesty International إيهام الرأي العام العالمي بتطويع من جهات سياسية واقتصادية معينة، تستخدم وتوظف وتسخر إعلاما مغرضا عديم المهنية أو قل سمسارها.

تنبني كل الكتابات، التخييلية منها والأكاديمية والفلسفية التركيبية، وكذا الطروحات النقدية لوسائل التواصل الاجتماعي والتواصل التكنولوجي الحديث، ومنذ بداياته الأولى بل إرهاصاته، تنبني على التكهن والتحذير من الاختراقات المُمكنة والمتزايدة التطور، لحميمية الأفراد، ولسرية معلومات المنظمات والمؤسسات ومكونات المجتمع المدني والمعارضين، بوسائل مُتطورة ما تفتأ تتطور بشكل مذهل، تحت سلطة ورعاية واستعمال نادٍ مغلق، (ككل التكنولوجيات المتقدمة)، نظام عالمي ومُعَولِم، مُتعدد المكاييل حسب المصالح ووفقا لقوة الخصم أو الحليف من ضعفه وتبعيته وخضوعه.

عندما يلاحظ المتتبع أن مثيري قضية التجسس الدولي عن طريق برنامج بيغاسوس هم أساسا تجمع إعلامي، (Forbidden Stories ورئيسها فرنسي يُدعى Laurent Richard، من بين مكوناته هيئات غير مهنية بالمَرَّة)، لا قُوة ولا حول له لتقديم حجج ودلائل مهنية وتقنية وقانونية بمعايير محترفة وقوية المقبولية.. وعندما يُسجل المُلاحظ والدَّارس المتخصص معا الفرق في التغطية الإعلامية بين قنوات تلفزيونية مِهنية مثل BBC الجزيرة CNN… التي أمسكت عن ترديد أسماء الدُّول الثلاثين التي نعتتها شكوك التجمع الإعلامي ومنظمة “أمنستي” الدولية المعروفة بميولاتها السياسية وبمواقفها الإيديولوجية وبتبعيتها للجهات المُمولة، وللمؤثرين من كبار موجهي عملها الحقوقي، وقنوات غير مِهنية صَحافيا وإعلاميا مثل قناة France 24 كنموذج لقنوات فرنسية، وصحف عديدة على رأسها Le Monde، والقنوات الرسمية الجزائرية مثلا، الفضيحة/الحكاية المفبركة، وكل هذه المؤسسات الإعلامية انخرطت بقوة ودون تردد في ضرب كل قرائن البراءة وانتظار نتائج التحقيقات السياسية والتقنية والقانونية، بل وأكثر من ذلك التركيز على دولة أساسا وهي المغرب، من بين ثلاثين دولة مذكورة في التقرير، (يتحدث رئيس كونسورتيوم Forbidden Stories، في استجواب تلفزيوني فرنسي حذر ومتوازن عن كون المكسيك ظهرت لمنظمته بأكثر من 15.000رقم هاتف تتابعه) فإن المُلاحظ يضيف إلى سياق اشتغال المغرب في الحاضر على بناء ذاته المذكورة عناصره أعلاه، عوامل عدوانية ومُغرضة، (ترتبط بالتأكيد بميول إيديولوجية وببقايا جهات استعمارية وعنصرية التوجهات، وبمنافسات غير شريفة.. (متى كانت في السياسة قيم أو أن زمنها ولى على مستوى الصراعات الدولية!))، يعمل المغرب ضمنها على بناء مستقبله الطموح بكل شجاعة وحكمة ورصانة ونضج، سيجعلها تفشل بالتأكيد في تحقيق ما تريد من عرقلة للتوجهات التنموية المغربية في ظل مستقبل ينذر بصعوبات جمة ومتغيرا قاسية في الحياة على كوكبنا.

وبتفصيل إعلامي أكثر فإن الفرق في التغطية الإعلامية لخبر التجسس العالمي عبر برنامج بيغاسوس في القنوات والصحف المذكورة يتبين في الخصائص التالية:

– تكرار إذاعة الخبر يوميا عبر النشرات (الإلحاح)، فكلما تكرر الخبر كلما رسخ في الأذهان وحقق المأمول منه والهدف ضمن خصائص أخرى منها.

– مكانة الخبر ضمن العناوين الأهم من النشرة (تقديمه مع الأخبار الأولى والأهم والأكثر إثارة).

– صياغة الخبر وطريقة تقديمه (صيغة الإثارة والخطورة والجدة والاستثنائية ومنح اسم للمتهم الرئيسي لتجسيد الإثارة وإثارة النعرات وجر جهات أخرى للدعم الإعلامي والانتشار الدعائي).

– الكلمات المفاتيح Key words المستعملة للتعليق على الموضوع، خبرا كان أو حوارات لتحليله، (كلمات اتهامية وتحريضية واستهجانية، تحمل حكم القيمة والإيحاء بصحة الخبر ويقينيته، وربطه بقيم نبيلة كونية تم خرقها: الحرية وحقوق الإنسان في سياقنا هذا)، وذلك على الرغم من أن خبر الاستعمال التجسسي لهذا البرنامج والترويج الإعلامي الممنهج ضعيف الحجج والدلائل، واضح فيه الطابع المصلحي وواضحة الدوافع التي من ورائه تمويلا وصياغة محتويات وتوجها سياسيا.

ثم، ماذا عن غافام GAFAM، (Google, Apple, Facebook, Amazon, Microsoft)، التي غدت أكبر “جاسوس” يجمع معلومات بلايين البشر ويتاجر فيها، إشهارا وتجارة، بل وأمنيا وسياسيا لصالح جهة ما، (بلغ الأمر حد حظر حسابات مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى رؤساء وشخصيات عمومية وفنانين كبار ومثقفين بدعوى القيم الكونية، وهو ما لا ينطبق على الجميع، بل وفقا لاعتبارات التحكم في ناصية هذه المؤسسات وولاءاتها الثقافية والعرقية والسياسية وإن ادعت العكس)، رغم كل ما يقال من الحماية القانونية للحميمية وصرامتها في الدول المتقدمة.

عناصر أخرى في نسيج السياق

تتطور العلاقات المغربية الإسرائيلية من منظور يستبعد البعد الإيديولوجي-القومي الذي يلتزم به المغرب بشكل براغماتي ودون ضجيج ولا مزايدات. تعتبر هذه العلاقات علاقات مصلحية جد مهمة إستراتيجيا لكلا الطرفين، يجمعها ما يجمع المغرب وإسرائيل من تاريخ يهودي، وتواجد ثقافي يهودي مغربي في دولة إسرائيل، والبعد الإفريقي الإستراتيجي، والمناوئين الساعين لتصدير قلاقل ونزعات انفصالية ودينية متشددة، وإرهاب منظم ومخطط له يلتقي مع يدعون معاداته أحيانا. هي سلع/أوراق للضغط فيها ما فيها من تجسس وضغوط وتهريب لا يستنكرها أحد ولا يبحث فيها كونسورتيوم ولا منظمات صحافية ولا خدام جهات القوى العالمية تحت يافطة حقوق الإنسان.

وصل العمى السياسي والوعي الشقي القومي السطحي والخلط حد الإشادة والتصفيق بل والفخر بمبادرات “خطابية”، تلقيها دول ترتبط باتفاقيات استخباراتية وعسكرية واقتصادية وسياسية رسمية مع دولة إسرائيل، مقابل إدانات وتنديدات بتطبيع مشروع قطريا، يوازيه تفانٍ صادق ومنتظم وقوي ودائم لقضية يشوبها الكثير من التحريف والاستغلال والتلاعب الديماغوجي والإيديولوجي العقيم والخبيث في الكثير من الأحيان.

إن استغلال ورقة تطبيع المغرب مع إسرائيل لإدانته والتضييق عليه، وعرقلة تطوره وتقوية العدوانيات ضده، لمن أهم العناصر المستجدة في السياق العام الذي يميز مسيرة المغرب نحو التنمية والتقدم.

الانتخابات البلدية والتشريعية المقبلة، والمرتقب منها في سياق تغيير وجه الأداء السياسي بالمغرب على كل المستويات، وتقوية دولة الحق والقانون والحكامة والقيم، ومواجهة بل وتحدي “الهيجان” الدبلوماسي والإعلامي الرسمي للدول التي تعادي المغرب كليا وتاريخيا من جهة، وتلك التي تحمل ضمن مكوناتها أعداء مبدئيين للمملكة ولكل ما يماثل عراقتها واستقرارها واعتدادها بكرامتها، هذه الانتخابات المقبلة سيكون لها أثر مباشر وقوي على مستقبل المغرب وما يسعى إليه من بناء لدولة ومجتمع قويين واعيين بما سبق ذكره من سياق، وكيف يمكن تجاوزه وتحويله لطاقة إيجابية للتقدم، وليس لعرقلة مسيرة البلاد التحديثية.

يتعلق الأمر بفرصة لتجديد نخب أدت دورها ولا تصلح البتة للآني ولا للقادم والسياقات، والتخلص من أكثريتها المنغلقة والمهترئة التي أصبحت عالة على تسارع التقدم وما يتطلب من آليات عمل وتفكير وتدبير وتنفيذ على كل المستويات، في تناسق بين كل قطاعات العمل الحكومي والعمومي، المنتخب منها على وجه الخصوص.

للتحديث نخبه التي لم يستطع المغرب ولا المجتمع المدني والأحزاب أساسا إفرازها ورعايتها وتمكينها من المواقع الملائمة لتحقيق التغيير المنشود والضروري لعملية التحديث الواسعة التي يعرفها المغرب منذ عشريتين: إن الانتخابات موعد لا ينبغي إهداره والتردد فيه لمواصلة مواجهة تحديات السياق الذي يواجه المغرب في مسيرته التحديثية الجديدة والمتجددة.

سياق الإعلام والثقافة والفنون: بين الصناعي العامي والنخبوي/القاطرة

لا شيء يعلو على الفرجة وقوة الكم والشَّحن، وما يُثير ويستفِز المشاعر الحيوانية البدائية، من خوفٍ وحبٍّ وكراهية وعنف وأحلام يقظة ترتبط بالحرمان، وبالتالي اللذة بأثر عكسي. هذا هو الطابع العام للسِّياق الإعلامي التواصلي الجماهيري، والثقافي الفني اللذين يشكلان خصائص هذا الحقل، ضمن سياق مسيرة المغرب اليوم، وذلك هو منطق الميديوكراسيا الإعلامية والتواصلية البصرية أو لنقل السمعية البصرية لأن لا بصريا دون سمعي.
لهذا نادينا منذ أكثر من عقدين على الأقل بضرورة إدماج الإعلام والصناعات الثقافية والفنية، بالمعنى العامي والاستهلاكي الجماهيري الحِرَفي، (من الحِرَف)، والنخبوي الإبداعي الجمالي الرفيع، في الإستراتيجيات السياسية التحديثية لمغرب القرن الواحد والعشرين، فهي رافعة جوهرية وآلية مندمجة لتنفيذ الأهداف والغايات الداخلية والخارجية في بناء المغرب الحداثي القوي إقليميا.

في حوار له مع مجلة Le Point (نشر بتاريخ 16 يناير 2016)، وانطلاقا من كتابه الشهير La Mediocratie””، صرح الفيلسوف الكيبيكي Alain Deneault منتقدا عالم اليوم بمفارقاته، حيث أصبحت “الوسائل هي القاعدة في ظل تحول المِهَن” في عمقها وغناها الثقافي، بما تعنيه من ميول ومحبة وانفتاح على الإبداع وتطوير الإنتاج والحياة في بعدها الإنساني، إلى مجرد “شُغلٍ” شبه آلي، يختصر كل شيء في الحياة، في الربح والكسب المادي والكمي السِّلعي. بهذا المنطق تكون المعرفة والرِّضا عن الذات والرغبة في الإتقان بتأنٍّ مُخاطرة. أمَّا العواطف والوجدان فهي شيء مُخيفٌ لا يشكل فكرة جيدة في شبكة العلاقات وتدبير الحياة. هكذا استولى الابتذال وانعدام الذكاء على حياة الأفراد والمجتمعات، كما استولى متوسطو القدرات على السلطة في كل شيء وفي كل ميادين الثقافة والإعلام بمستوياته الجديدة: صناعة المحتوى وأشكال صناعة الفرجة وما تسمى بالفنون العامية الأكثر تلاؤما وقانون السوق بالمعنى القيم المادية الاستهلاكية.

إن ما يُلاحظ وما يحدُث في حقول الفكر والفنون والثقافة والسياسة والإعلام ذاته كمسوق لهذه الإنتاجات والسلوكيات والنماذج، سواء من حيث الكم أو من حيث الكيف، فكلاهما في تراجع مريع بل وموت إكلينيكي ينذر بسيطرة شاملة للمتوسط والاعتيادي، بل وللرديء، هذا الذي يحدث ليس سوى جزء من مظاهر متعددة لظاهرة واحدة، انتشرت كالنار في الهشيم وأثَّرت عموديا وأفقيا في النسيج الاجتماعي بشكل واضح في جل مظاهر الحياة اليومية الاجتماعية منها والسياسية، إنها ظاهرة انتشار وتقوية سلطة الاعتيادي والمتوسط والرديء، على حساب الذكاء والمعرفة والقدرة والملائمة والتفوق والاستحقاق والعمل الجاد والتخصص العملي.

راهن الكثير من السياسيين والإستراتيجيين والمثقفين مع نهاية القرن الماضي بالمغرب وهو يتحرك نحو تغيرات قوية، راهنوا على الفكرة التالية: إن تعميم الولوج إلى الإنترنت وما تزخر به من عوالم ومعلومات ومعرفة وتعدد لوجهات النظر وتنوع في الآراء إلخ، وأن دمقرطة وسائل الارتباط بها وبما تعج به من إمكانيات للتواصل الاجتماعي والتعبير عن الرأي ومخاطبة العموم بكل يسر ودون شروط، سيكون رافعة لتقدم واتساع ظاهرة الوعي الاجتماعي والسياسي، وبأنه سيكون عاملا قويا للوعي بالقيم وبأهميتها في الحياة المُجتمعية.

يولد الكمُّ الرداءة وليس الكيف عند انعدام شروط الديالكتيك،

ذلك ما راهن عليه، على سبيل المثال، وزراء للثقافة في ما يخُصُّ المسرح والكتاب والتظاهرات الثقافية، ومُدراء لقطاع السينما في ما يخص السينما الوطنية، ومسؤولون متوالون عن الإعلام التلفزيوني ووكالة الإعلام المغربية العمومية في ما يخص نمو الإنتاج الوطني بكل أنواعه، وامتلاك مصدر خبر وطني قوي وفعال وإجرائي.

من الأكيد أننا أمام فرضية (الكم يُولِّد الكيف) تصلح منطلقا وإطارا منهجيا ونظريا ومفاهيميا لبحث أكاديمي رصين، ضمن سيَّاقِ دراساتِ الثقافة البصرية والسياسية التي نحتاجها بإلحاح في دولتنا وفي مجتمعنا. لكن سياق هذا التأمل الذي نقدمه في هذه المقالة سيكتفي بملاحظات طويلة الأمد لما أصبح يشكل أدوات “حادة” لتكريس ثقافة تعادي العقلانية، وترفض المنطق الرياضي الحديث، (تعدد القيم وندرة الزمن)، وتضرب صفحا عن قيم الحداثة والديمقراطية، وما يرتبط بها من وعي بيئي ونسائي وجندري اجتماعي وسياسي ومدني.

في سياقات مثل هذه تصبح آلات تكنولوجية مثل Smart TV وSmart Phone، ناهيك عن سيارات تحمل رمزية عالية على الحداثة مثل Mercedes Benz وBMW وPorsche هي لا نذكر أرفع منها كآليات “Global connection”، تصبح هذه التكنولوجيات في مجتمعاتنا مجرد أدوات لتكريس ثقافة تقليدية معادية للتحديث وللعقلانية، بل والعمل بشكل حثيث على تطويرها إلى ثقافة هجينة، تسترجع الذكورة والأبوية والتمييز، وقيم الاتكال والكسل والسعي إلى السهل والمُريح والمجاني، والتشجيع على انتشار وتعميم التبسيطي والسطحي من معايير النجاح وتحقيق الذات، وتكريس إفراغٍ مُمنهَجٍ لقِيَم المُثابرة والإبداع والتحصيل والاجتهاد والبحث والتجريب والدراسة والفكر والثقافة الرصينة.

من سياقات بناء المغرب اليوم لمجتمع ودولة قويين أن أصبح الإعلام وشاشاته ومنصاته واجهة تفضح الوضع المُتَّسِم عموما بسيادة “الأواني النحاسية” التي تُصِرُّ على ملء مشهدنا الإعلامي والتواصلي الجماهيري والسياسي ضجيجا (سقراط). أما التربية من البيت حتى الجامعة مرورا بالمدرسة والجمعية والحزب والنقابة، حيث نسجل مع الدراسات السوسيولوجية والبيداغوجية والسياسية والاقتصادية، وطنيا ودوليا من خلال تقارير معروفة، (التقارير السنوية المُتتالية لـ: المجلس الأعلى للتعليم، المندوبية السامية للتخطيط، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، البنك الدولي، بنك المغرب، المجلي الأعلى للحسابات…)، نُسجِّل انحسار أدوارها في التأطير والتوعية القيمية والتنشئة الاجتماعية. إن هذه الأطر التنظيمية والتربوية هي المصنع الحقيقي لما سبق من مستويات الوعي الاعتيادية والرديئة، مع تحولات المجتمع الرأسمالي واقتصاد السوق الليبرالية الجديدة ومساراتها، التي لا هم إنسانيا أو قيميا لها إلا بمقدار تهديد مصالحها بشكل موجع، عندها فقط قد تتراجع نحو دروب الفكر والفلسفة والجمال ومباحث الميتافيزيقا وإلى حينٍ فقط.

لماذا يحدث، وبتسارع في المغرب انتشار واسع لهذا المستوى من الوعي المدني والثقافي والسياسي والجمالي المتدني؟.

لعل في غياب إدماج حقيقي، بل والإصرار على تهميش أي إدماج إستراتيجي للإعلام والثقافة والفنون في قلب إستراتيجيات التنمية والتحديث على قدم المساواة مع إستراتيجية تشييد البنيات التحتية الكبرى، علما أن البنيات الإستراتيجية لكيان منتج

وقيمي رفيع نخبوي من جهة، وصناعي عامي وواسع الانتشار من جهة ثانية، لا يقل أهمية وإنتاجية (ويقل تكلفة بكثير)، وبرسالة تواصلية وإعلامية ودعائية ودبلوماسية قوية لا قبل للبنيات التحتية بها.
ألا يكفي الانتباه إلى الدور الذي تقوم بها السينما والتلفزيون ومنصات التواصل الرقمي الإخبارية والثقافية والفنية بالنسبة لدول مؤثرة عالميا ومنها على سبيل المثال: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، فرنسا، تركيا، قطر، الهند، كوريا الجنوبية، البرازيل، الأرجنتين، المكسيك، اسبانيا، المملكة المتحدة، استراليا، كندا…؟.

ظهرت القدرات المتوسطة وانتشرت تدريجيا عبر العالم عندما ساهم تقسيم العمل وتصنيعه – يدويًا وفكريًا – في صعود القوة المتواضعة. هكذا تحولت “التجارة” إلى “العمالة”، فأصبح الشغل مع التطور الآلي مُوحدًا (فيلم Modern Times لشارلي شابلن مقاربة عميقة رغم شكلها الفني). أصبح المرء يقضي ساعات يوميا في إعداد وجبات الطعام المتسلسلة دون أن يكون قادرًا على إعداد الطعام في المنزل، أو بيع الكتب والصحف دون القدرة على قراءتها شخصيا. هكذا بدأ العمل المتقن والمتميز يختفي ومعه تحقيق الذات والقدرة على الابتكار، (Alain Deneault, La Mediocratie).

يشرح ماركس ذلك جيدًا في مقدمته العامة لنقد الاقتصاد السياسي عندما يحلل كيف يصبح العمل فاقدا لأي قيمة باللامبالاة وجعله روتينيا استغلاليا خاضعا لمنطق القوت والربح. يفقد العامل المتقن قيمته ويصبح معادلا لآلة روتينية يمكن استبدالها في أي لحظة، وبالتالي العامل ذاته. هكذا ظهر “المتوسط” في شكل ماكر تحت حماية من يوظفونه من المتوسطين، ليشق الاثنان طريقهما بين المستحقين والأكفاء، رغم من اختلاف القدرات الشديد بينهم، (ماكس فيبر، ماغنوس، لورانس بيتر).

ها قد أصبح “المتوسط”، كي لا نقول الرديء، ​​مرجعية محاصرةً تجد مقاومة معقولة لها في النظام العالمي والمهيمنين عليه، كما أنه أصبح مرجعية كذلك في عالم ننتمي إليه ضعيفة فيه المقاومة والتعويض ومحاصرته، بسبب ضعف مناعة وجود الكتاب والفكر والإعلام القوي المواطن الحريص على القيم والإبداع والمهنية والتجديد، وبسبب ضعف الصناعات الثقافية القوية الحضور المُؤطرة للأجيال الصاعدة، وضعف بنيات الثقافة والفنون النخبوية الحريصة على إيجاد الخلف/القاطرة، في رسم الصورة العالمية للمغرب، وعلى صيانة الذاكرة الجمعية وتوفير القدوة والنموذج الأصيل الفريد والخالد.

يحدث هذا في بلادنا على الرغم من أن الاشتغال على الإستراتيجيات الكبرى لمغرب اليوم والمستقبل تنعم بحرية وتحرر من هذا المُتوسط الذي يكتم أنفاس العمل الشَّغوف والإنجاز المُتحرر من قوانين السوق، وهي القوانين التي لم ترق لدينا إلى سوق مهنية ومحترفة المعايير، تساير حاجات الإستراتيجية الكبرى إلى، ليس مواكبة الإعلام والثقافة والفنون على الهامش، بل إلى جعلها قادرة على الفعل في قلبها ومعها على تطعيم وتقوية آليات مقاومة سياقات صعبة تتجدد باستمرار، انطلاقا من الموقع الجيو-استراتيجي والجيو-سياسي لمغرب صاعد طموح وقادر.

هذه بعض من السياقات التي يشتغل فيها المغرب المخطط والإستراتيجي، وهي تستدعي حفرا مستمرا يسار التحولات المتسارعة التي تتجدد باستمرار بفعل حركية عالم يتغير بتطور قواه وسياقاته الطبيعية والاقتصادية والسياسية. يظل الرهان على توازي مسارات السياسات العمومية من التحتي إلى الفوقي، ومن العمودي إلى الأفقي أساسية في منظورنا في عالم لن يستغني أبدا عن الثقافة والفن والفكر في صناعة مجتمع متلاحم وعيا وقيما وقوة مادية.

The post هذه أبرز التحديات التي تواجه المغرب في "عالم المفارقات والتناقضات" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2WGNkoP

عن دار الأمير للنشر في مارسيليا، صدر حديثا للكاتب والمترجم المغربي عبدالله الحيمر كتاب مترجم موسوم بعنوان: “متعة الحوار عند الروائية الأمريكية طوني موريسون”، يقع في 275 صفحة من القطع المتوسط.

ويمنح الكتاب للقارئ العربي خلاصة الرحلة الفكرية للروائية الأمريكية التي أتاحت لملايين الأميركيين تجربة ما كان عليه أن يكون المرء أسود في بلد يعاني من العنصرية، وحرّضت الأمريكيين على تخيّل كيف عاش السود ككائنات إنسانية، في حين أنه لم يكن يتم التعامل معهم على أنهم مخلوقات بشرية لهم مشاعر حب وأحاسيس وخيال؛ ومثلت رسولة الزنوجية لأسفار السود لأكثر من أربع قرون، بشهادات اجتماعية وسياسية عن أبناء عرقها منذ 1619 إلى وقت وفاتها.

ويبتدئ الكتاب بتقديم يحلل فيه المترجم مفهوم الحوار عند الروائية الأفرو أمريكية، مع أكثر من 20 حوارا مطولا مترجما في محاور (الأدب الأسود / الرواية / صورة الآخر / الأدب المقارن )؛ حيث سلط الضوء على شخصيتها، ورؤاها وفلسفتها في الحياة، وموقفها من المجتمع الأمريكي وتحولاته الاجتماعية، كما يقدمها كعلامة فارقة في الأدب الأمريكي المعاصر وصاحبة الأسئلة الأكثر استبصارا حول العبودية والعنصرية والأدب الأسود.

ويشكل الكتاب رحلة فكرية تضع القارئ والباحث أمام روح روائية أفرو أمريكية، اختصرت رحلة السود إلى العالم الجديد بنفس مغامر وذهنية تشكك وتفضح، تقرأ العالم من وجهة نظر امرأة مواطنة أمريكية سوداء، وكشاهدة على زمن سجن لون البشرة السوداء، وحارسة لذاكرة الأقليّة الأمريكيّة السوداء في النصف الثاني من القرن العشرين…كما عملت على تحرير اللون الأسود من مظاهر الماضي ومآسيه، وطرحت سؤال كيف تكون أمريكيًا أسودَ في القرن الواحد والعشرين.

يقول الحيمر عن إشكاليات الحوار عند طوني موريسون: “الحوار عند الروائية سمة ثقافية معرفية، تواصلي في بعده الحضاري، ينقل الأقلية السوداء من إطار النظرة البيضاء الضيقة إلى رحاب الحياة المدنية والاجتماعية، وإلى قيم الكرامة الاجتماعية، والمساواة الأخلاقية، بمثابة جسر إنساني نحو الآخر المتباهي ببياضه. فتنوع الحوارات، وتعدد مستوياتها، في حد ذاته دلالة صحية على حيوية هذا المجتمع بكل فئاته”.

وتأتي الترجمة عند المترجم عبد الله الحيمر كمشروع حضاري وحاجة ثقافية عربية، مشيرا إلى كونه اختار ترجمة حوارات الروائية الأفرو أمريكية طوني موريسون، في هذه الظرفية التي يمر بها العالم، “لأن لها التباسات بحاضر العنصرية بأمريكا أولا وفي بعض الدول الأخرى”، وزاد: “نحن نعيش زمن العنصرية البنيوية جسداً وروحا بأمريكا، كحقيقة مادية مجسدة يعيشها يومياً المهاجرون والأقليات بالعالم الجديد. في زمن أصبحت العنصرية متجذرة وبنيوية بالعالم، تصبح الترجمة عموما لحظة للانتصار جدارة للقيم الإنسانية، ورفض القيم البغيضة إنسانيا، كالعبودية والعنصرية والإرهاب واضطهاد الحريات العامة”.

The post الحيمر يسافر في رحلة الروائية طوني موريسون‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ietM3x

حذر زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية ورئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، أمس الجمعة، من هجرات واسعة النطاق للآلاف من التونسيين نحو السواحل الأوروبية، في ظل خطر توسع عدم الاستقرار في البلاد عقب إعلان الرئيس تدابير استثنائية.

ويسعى رئيس البرلمان، الذي جمد الرئيس قيس سعيد كل اختصاصاته ورفع الحصانة عن نوابه، إلى دفع المجتمع الدولي لممارسة ضغوط أكبر على الرئيس للتراجع عن قراراته.

وقال الغنوشي، في تصريحات لصحيفة “كورييري دلا سيرا” الإيطالية: “نحن جميعا فوق مركب واحد، نحن التونسيين، وأوروبا، وخاصة أنتم الإيطاليون. إذا لم تتم استعادة الديمقراطية قريبا في تونس فإننا جميعا سنغرق في الفوضى”.

وتابع رئيس البرلمان المجمّد: “يمكن للإرهاب أن ينمو ويمكن أن يدفع عدم الاستقرار الناس إلى الهجرة بأي طريقة ممكنة. يمكن لـ500 ألف تونسي أن يصلوا إلى السواحل الإيطالية في مدة قصيرة”.

وملف الهجرة غير النظامية هو من بين أكثر الملفات تعقيدا في علاقات تونس بإيطاليا وشركائها الأوروبيين، الذين يسعون إلى تعاون أكبر في مسائل تخص تسريع عمليات الترحيل ومزيد من ضبط السواحل أمام الأنشطة السرية لقوارب الهجرة.

ويمكن أن يدفع مزيد تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي إلى هروب المزيد من التونسيين اليائسين عبر البحر نحو فرص أّفضل داخل الاتحاد الأوروبي، بعد هجرات مكثفة حصلت هذا العام.

كان الرئيس سعيد قرر منذ الأحد الماضي تجميد اختصاصات البرلمان الذي تحرسه قوات من الجيش وإقالة الحكومة وتوليه السلطة التنفيذية بعد احتجاجات واسعة في عدة مدن ضد تفشي الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وضد سياسات السلطة.

وتعتبر حركة النهضة وحلفائها خطوة الرئيس سعيد انقلابا على الدستور، وهو ما ينفيه الرئيس في خطاباته، مشيرا إلى أنه طبق القانون بشكل كامل.

وقال الغنوشي للصحيفة الإيطالية: “سنقاوم بكل الطرق السلمية والقانونية. سنناضل من أجل عودة الديمقراطية. يجب أن يفهم (الرئيس) أن على البرلمان أن يعود من أجل المشاركة في قرارات الدولة”.

وتابع رئيس البرلمان المجمّد: “أي حكومة يتم تعيينها أو رئيس وزراء يجب أن يحظى بمصادقة البرلمان. ليست هناك طريقة أخرى”.

The post "نحن في مركب واحد".. الغنوشي يحذر أوروبا من نصف مليون مهاجر سري appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3xfqtNy

خاض الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بزايو، مساء الجمعة، اعتصاما جزئيا وإنذاريا على مستوى الرصيف المحاذي للطريق الوطنية الرابطة بين إقليمي الناظور وبركان بالجماعة ذاتها.

ويأتي الاعتصام ضمن برنامج نضالي مستمر يخوضه الفرع منذ أزيد من 34 يوما، على شكل وقفات احتجاجية ومسيرات واعتصامات، للضغط على الجهات المسؤولة من أجل الاستجابة لملفهم المطلبي.

ورفع المعطلون في المعتصم مجموعة من الشعارات المستنكرة لسياسة التماطل والاستمرار في تجاهل قضيتم، والمطالبة بإيجاد حلول عاجلة بتوفير مناصب شغل قارة لكافة أعضاء الفرع المحلي.

وقال كريم بولجراف، نائب رئيس فرع معطي زايو، إن “كافة الاحتجاجات التي نخوضها استنكار وتنديد بلامبالاة المسؤولين وسياسة التسويف في الاستجابة لمطالبنا المشروعة في توفير الشغل والتنظيم منذ أزيد من ثلاث سنوات”.

وأكد المتحدث أن “هذا التجاهل لن يزيد الفرع إلا تشبثا بمطالبه المشروعة”، مشددا على الاستمرار في خوض أشكال احتجاجية أكثر تصعيدا في إطار برنامج نضالي مستمر، محملا في الأخير مسؤولية الأوضاع للجهات الوصية على الملف المطلبي.

The post "طلب الشغل" يدفع معطلين بزايو إلى الاعتصام appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3j1DMMC

أشار عدد من الفنانين والباحثين المغاربة المقيمين بالخارج إلى أهمية الثقافة في تكريس حوار الأجيال في صفوف الجالية، اعتباراً لأهمية الأنشطة الفنية والثقافية في تمتين أواصر العلاقة بين مغاربة الداخل والخارج، لاسيما خلال العقود الأخيرة التي برزت فيها ما سُمّيت الدبلوماسية الثقافية.

وفي هذا السياق، قالت هدى الريحاني، وهي ممثلة ومقدمة برامج، إن “الثقافة تكرس الوطنية وسط الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة ما يتعلق بالحفاظ عليها من جهة، وإبرازها بالشكل اللائق من جهة ثانية”، مبرزة أنه “ينبغي التعريف بالثقافة المغربية، والبحث عن منابعها، وتقوية الروابط معها”.

وأضافت الريحاني، خلال حلولها ضيفة على قناة “أواصر تيفي” التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مساء الجمعة، أنه “يجب تدعيم السياسات الثقافية الموجهة لمغاربة الخارج، عوض الاقتصار على الطابع الفلكلوري والموسمي للثقافة التي تحمل معنى أوسع”، موضحة أن “الثقافة ترتبط بالفرد حسب التنشئة التي تؤثر على الاستهلاك الفردي”.

وتابعت الفنانة المغربية، ضمن الحلقة التي تطرقت للعرض الثقافي الموجه إلى مغاربة العالم على ضوء النموذج التنموي الجديد، بأنه “لا يمكن صناعة منتج ثقافي مخصص لمغاربة العالم، بل ينبغي توفير الوسائل اللوجستيكية والمادية فقط بغرض تشجيع العروض المسرحية والفنية على السفر”.

أما محمد المذكوري، أستاذ كرسي اللسانيات وتحليل الخطاب بجامعة أتونوما بمدريد، فأورد أن “هناك ارتباطاً بين الثقافة والهوية، ذلك أن المغاربة يحبون أكثر الطابع الفلكلوري للثقافة، لكنها تندرج كذلك ضمن الأصالة والهوية، على أساس أن المجتمعات المحافظة ترتبط دائما بما هو أصيل”.

ولفت المذكوري إلى أن “الدبلوماسية الثقافية تطورت بشكل ملحوظ في السنوات العشر الأخيرة، غير أنه ينبغي جعلها سياسة دبلوماسية دائمة لأنها تساهم في حل المشاكل الثنائية بين الدول، ما يتطلب ضرورة استدراك الأمر من لدن الدولة المغربية، لأن السياسة الثقافية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الدبلوماسية السياسية بالخارج”.

وفيما أوضح مصطفى الزوفري، فنان تشكيلي، أن “الثقافة لا يمكن وضعها في مستويات معينة، بل هي عبارة عن أمور يعيشها الإنسان في الموسيقى والأغاني والدين وغيرها، وترتبط كذلك بالتمثلات الفردية إزاء المجتمع”، زاد أن “الاستعمار الأوروبي كان ينطلق من خلفية ثقافية ترمي إلى تصدير ما يصفها بالحضارة للبلدان المستعمرة”.

واستطرد الفنان عينه: “كل المناطق المغربية تجر وراءها تاريخا ثقافيا زاخراً بالمعاني والقيم، لا يمكن ربطه دائما بالمعارض التشكيلية والسينمائية والثقافية”، مبرزا أن “مغاربة العالم يرون الواقع الثقافي بعيون مختلفة، وهو ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار”.

وخلص المتحدث ذاته إلى أن “الجيل الأول من المهاجرين المغاربة بالديار البلجيكية كان يعتمد على الوسائل التقليدية لتكريس الانتماء الثقافي للمملكة المغربية، من خلال جلب الزرابي واقتناء الأشرطة الموسيقية وتأثيث المنازل، لكن تغير الوضع بعد الجيل الثاني الذي ولج المدارس التربوية بالمهجر، فحرصت الدولة على تعزيز الانتماء الثقافي للمغرب من خلال المهرجانات واللقاءات الثقافية”.

The post فعاليات فنية توصي بالثقافة في تكريس حوار الأجيال وسط مغاربة العالم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3C2UuDS

يرغب فريق بني ياس الإماراتي لكرة القدم في الحصول على خدمات اللاعب أيوب الكعبي، مهاجم فريق الوداد الرياضي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
وأكدت تقارير إعلامية إماراتية أن فريق بني ياس يرغب في التعاقد مع أيوب الكعبي بعد انتهاء عقده مع الفريق البيضاوي.

The post بني ياس يرغب في التعاقد مع المهاجم الكعبي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3feGs8B

أطلقت إسرائيل، أمس الجمعة، حملة تطعيم بجرعة ثالثة تنشيطية ضد فيروس كورونا، لمن تجاوزوا الستين عاما، وكانوا تلقوا بالفعل تطعيما كاملا قبل خمسة أشهر.

وتلقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ وزوجته الجرعة الثالثة، بحسب ما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست”الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني.

وإسرائيل أول دولة في العالم تطبق الجرعة التنشيطية.

كان رئيس الوزراء نفتالي بينيت، أعلن يوم الخميس، في خطاب أن القرار “استند إلى أبحاث وتحليلات كبيرة، فضلا عن ارتفاع مخاطر موجة سلالة دلتا”.

وقال بينيت إن نحو ألفي شخص يعانون من ضعف المناعة تلقوا بالفعل جرعة تنشيطية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ولم تظهر عليهم أي أعراض جانبية.

ويأتي هذا على خلفية إعلان وزارة الصحة أن فعالية لقاح فايزر/بيونتيك الذي استخدمته إسرائيل في تلقيح مواطنيها قد تراجعت بصورة حادة منذ مطلع يونيو الماضي.

وتجاوز عدد الإصابات الجديدة بكورونا في إسرائيل مؤخرا مستوى الألفي حالة يوميا.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس الجمعة تسجيل 2140 إصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، منها 167 مريضا في حالة خطرة، مشيرة إلى أنه تم تطعيم ما يقل قليلاً عن 58 في المائة من السكان بشكل كامل.

The post إسرائيل تطلق حملة تطعيم بجرعة ثالثة تنشيطية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3zU2m98

في ما يشبه البرهان بالخلف في نص أدبي، خاض عبد العزيز كوكاس في خلفيات الأزمة الدبلوماسية الإسبانية المغربية، متسائلا عن دواعي الغيظ التي تدفع بلدا عضوا في الاتحاد الأوروبي إلى الغيرة من بلد إفريقي سائر في طريق النمو، استرجع ثقته في إمكانية أن يكون وازنا في محيطه دون غرور ودون ضعف.

وقال كوكاس، في مقال توصلت به هسبريس، إن إسبانيا تلعب في مطبخ الصحراء بيدين عاريتين، بحنين استعماري، وتضع الملح دوما حين يكون السكر هو المطلوب، في مطلب وجودي قبل أن يكون حدوديا.

وشدد الإعلامي المغربي على أن وطن سيرفانتيس لم يتحرر بعد من عقدته الاستعمارية، ومازال يرى في المغرب: الجار المقلق، الذي يحمل “أحلاما إمبراطورية توسعية”، وهو الذي حول مدينتين مغربيتين، بشكل معاند للتاريخ والجغرافيا، إلى ملكية له.

وهذا نص المقال:

بيننا وإسبانيا .. نظرتان في اتجاه مختلف لأن التاريخ الحقيقي يخلف عقدا

ما الذي يغيض إسبانيا، البلد المتقدم العضو في الاتحاد الأوروبي، كقوة دولية اقتصادية وسياسية، من المغرب.. هذا البلد الإفريقي المتخلف الذي ينتمي إلى بلدان الجنوب؟ نحن المفتونون بالنموذج الديمقراطي الإسباني وبشكل الانتقال الاقتصادي السريع الذي نقل البلاد من مستنقع التخلف والحرب الأهلية إلى حارس البوابة الجنوبية لأوربا؟.

من حق أي إسباني أن يطرح علينا السؤال ذاته مقلوبا:

ما الذي يغيظكم كمغاربة من إسبانيا؟.

ويكون جوابنا بكل الصدق الممكن: إننا نشتهي مسارا مشابها لانتقال ديمقراطي حقيقي، كما عرفته إسبانيا، لكن بدون حرب أهلية ولا عبر استعارة وجه فرانكو، نريد أن تكون لدينا مؤسسات قوية، مواطنة متساوية، مجتمع منفتح على الأفق الكوني، تقدم اقتصادي… إذ نستغرب كيف يمكن لـ”جُغمة” ماء في مسافة لا تتعدى 13 كيلومترا أن تجعل الحياة مختلفة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط إلى درجة التناقض الجارح، الذي لا يمكن بأي حال أن يعود إلى قدر أعمى للجغرافيا، أحمق الخطى يدوس هامة الجنوب للإعلاء من شأن الشمال!.

نشتهي، بدون حسد، أن يكون لنا شبه بالكورتيس الإسباني دون يمين عنْصري متطرف، وصحافة مهنية بدون أخطائها القاتلة، نشتهي ذلك الحس العالي للمواطنة لدى الإسباني وحركية مجتمع مدني يريد أن يطهر تاريخ إسبانيا من عقدها الاستعمارية، دون أن نسقط في عشق أعمى للانتقام من ظلم عواصف الصحراء.. نشتهي أن تكون لنا ديمقراطية حقيقية ومؤسسات متينة ووعي سياسي وثقافي كما في إسبانيا، دون أن نتمنى لها حال تخلفنا وجهلنا وأعطاب ديمقراطيتنا ومؤسساتنا الهشة..

يغيظنا كمغاربة أن نظل لوحدنا رهن توازنات إقليمية بين ثقل ماضي القوى الاستعمارية في القارة العجوز، وطموحات الاكتساح لدى العالم الجديد القادم من وراء بحر الظلمات. لا يمكن للمغرب وحده أن يدفع ضرائب مخاض تاريخ عصي الوضع، والفهم أيضا، ووجع جغرافيا بين برزخين لا يبغيان، لأن الشرق شرق، والغرب غرب.. ولن يلتقيا، لأننا كمغاربة ضحية ثقل تاريخي حابل بالتناقضات؛ نحن لدى الشرق متهمون بالتخلي عن عروبتنا والتحرر من ديننا، وأن نموذجنا هو الغرب، ونحن لدى الغرب محكوم علينا بالتقييم التسطيحي والاختزالي، بكوننا ضحايا الاستبداد الشرقي غارقين في قيود العبودية والجهل والتخلف، مؤبد علينا أن نظل إلى الأبد متخلفين وجهلة وعبيدا لسادة الغرب، لحضارة الرجل الأبيض.

لكن يغيظنا من إسبانيا أنها لم تتحرر من عقدتها الاستعمارية، وأنها تظل ترى في المغرب: الجار المقلق، الذي يحمل “أحلاما إمبراطورية توسعية”، وهي التي حولت مدينتين مغربيتين، بشكل معاند للتاريخ والجغرافيا، وعبر أقدمية الاحتلال فقط، كلا من سبتة ومليلية والجزر المحاذية، إلى ملكية دائمة لإسبانيا.. ومازال يجرها حنين استعماري فاضح للعب في مطبخ الصحراء بيدين عاريتين، وتضع الملح دوما حين يكون السكر هو المطلوب.. نحن لا نريد أن نحرك حنين الجراح في جسد أمة لا تريد أن تتذكر جرائمها الاستعمارية في جنوب البحر الأبيض المتوسط كما حربها الأهلية الدموية؛ لكن يغيظنا ألا تذكر إسبانيا كل التاريخ المشترك، وألا تبقي في ثقل إرثها الحضاري سوى حلبة الكوريدا في التعامل مع المغرب، لأننا ببساطة لا نريد أن نتحول لا إلى ثيران هائجة توقد شهية الدم في حكام إسبانيا، على شكل حنين العبيد المقاتلين أيام القيصر الروماني، ولا أن نتحول إلى مصارعين بمناديل حمراء تهيج غرائز الدم في ثيران عمياء…

نريد فقد أن نحافظ على كينونتنا الإنسانية وهويتنا المتعددة، وأن تنظر إلينا إسبانيا، ليس كما ينظر الفلاحون إلى خطر الجراد في مواسم الجفاف، بأننا فقط مهربون ومهاجرون سريون ومشعوذون خرافيون، ووكر للدعارة وحقول كل أصناف المخدرات…

لمَ لا تنظر إلينا إسبانيا من شرفة ابن رشد وابن ميمون والمعتمد بن عباد؟ وتصر على النظر إلينا من خلال محاكم التفتيش والمورو البدائي المتوحش والبربري المتخلف، أو الغازي الذي حين حل بالديار الإسبانية حلت العواصف والجفاف والمجاعة زمن طارق بن زياد، كما يتمثل ذلك المخيال الجماعي الإسباني. كلما اشترى المغرب تكنولوجيا عسكرية متطورة أو دبابة أو طائرة أو سفينة حربية، يتم تجييش الرأي العام للقوة العسكرية لبلد لا يسعى سوى إلى الحرص على توازن القوة الإقليمي وحفظ حدوده؛ كلما أنشأنا ميناء اعتبروا أنفسهم المستهدفين، رسمنا حدودنا المائية كقرار سيادي فتحركت الآلة الدعائية المقيتة للتحريض على ما وصف بـ”الأطماع التوسعية” للمغرب.

نحن لا نرضى أن نكون مجرد دركي لأوربا، وفي مقدمتها إسبانيا، وأبناؤنا لا يفكرون في استرجاع الفردوس المفقود ليلملموا جراح المسلمين والعرب الذين أضاعوا الأندلس كرجال وبكوا عليها كما تبكي النساء، فلن يقوم فينا من جديد لا يوسف بن تاشفين ولا يعقوب المنصور الموحدي، فقد ولى ذلك الزمان، ولم يبق منه إلا المنارات الثقافية والحضارية الكبرى، التي تعتبر أساس أي توافق وتعايش بيننا وبين إسبانيا، فكيف يجيش الإعلام ويحرض السياسيون المتطرفون ضد المغرب لمجرد أن صبية عزل إلا من أملهم في حياة أفضل ضاقت بهم السبل فحركوا بالجملة نحو سبتة، لنتهم بأننا اغتصبنا أرضا ليست لنا، وأننا نريد استرجاع المدينتين المحتلتين غير الموضوعتين لا في الأمد القريب ولا المتوسط على جدول أعمال الدولة المغربية، ولكن على المستوى البعيد نعم، ونطمح أن يتحقق ذلك بروح وفاقية وأخوية دون إسالة قطرة دماء..

ما يغيظنا في إسبانيا هو جهلها الأكبر بالمغرب اليوم كبلد سائر في طريق النمو، بلد استرجع ثقته في إمكانية أن يكون وازنا في محيطه بدون غرور لكن بدون ضعف أيضا، وعناد سياسييها للحقائق التاريخية والوقائع الجارية، بل عدم إنصاتها للأصوات المستنيرة لمثقفيها وسياسييها الكبار الذين بسط أحدهم خلفيات النظرة غير السليمة من طرف الإسبان للمغرب، حين قال: “كثيرا ما ارتسمت صورة معتمة في أفق “الإسبان”… إنها صورة “المورو”، أو بكل بساطة “البربري”، وكل هذا التسميات تكشف عن غموض الفكرة التي كونوها عنه، ولكن الكلمة التي ظلت قائمة، الكلمة التي تشخص لدى الإسبان الصورة المعتمة الموجودة على الجانب الآخر من المضيق هي “مورو”.. ورغم ذلك فالحال أن هذا “المورو”، الذي تصعب موقعته في التاريخ ويطرح تساؤلات مشوشة، قد فرز لنفسه صورة مبهمة، محاطة بالظلال، مقلقة ومتناقضة، وذلك ربما نتيجة فعل الجذب والرفض الممتد في الزمن وعمليات الإدماج والطرد التي ميزت حضوره القريب أو البعيد في الحياة الإسبانية. في كل الأحوال، الصورة هي، أولا وقبل كل شيء، تمثيل ذهني، وليست معرفة حقيقية، فقد لا تكون سوى انعكاسا، ظلا. “المورو” هو، أولا وقبل كل شيء، فكرة نكونها عن واقع لم نتوصل إلى معرفته بالكامل، هوية “المورو” الحقيقية ودوره في تاريخنا، كينونته الأصلية والحالية.. مازالوا مختفين بالنسبة إلينا خلف مجموعة من الصور التي يمكننا اكتشافها تدريجيا عبر القرون، في كتاباتنا التاريخية وفي آدابنا وفي تقاليدنا الشعبية، والأسوأ من ذلك في رؤانا السياسية، بما في ذلك الحالية منها” (“جنوبي طريفة المغرب وإسبانيا: سوء تفاهم تاريخي” لألفونصو ذي لاسيرنا وقدمه ميغيل آنخيل موراطينوس، وزير إسبانيا سابقا في الشؤون الخارجية والتعاون).

لنا ما لنا من تخلفنا وأخطائنا الصغيرة وأوجاعنا التي بلا حدود وعنادنا أحيانا في السير ضد التاريخ، لكن يغيظنا ألا تحترم إسبانيا كل هذا الثقل التاريخي والحضاري للمملكة الشريفة، وحقها في استرجاع صحرائها كمطلب وجودي وليس كصراع حدودي، وأن تنظر لنا نظرة الأنداد بدل نظرة الأنذال هاته، التي تخزينا ولا تشرف وطن سيرفانتيس ولوركا اللذين عشقناهما، كمنارات مضيئة بل وكأنبياء للإنسانية، ولو أننا ننتمي لأمة “لا نبي بعدي”!.

The post نظرتان في اتجاه مختلف .. التاريخ الحقيقي يخلف عُقدا بين المغرب وإسبانيا appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3fg43Wq

بينما لم تمر سوى أشهر على تولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن زمام الحكم في الولايات المتحدة، تثير الخطوط العريضة لسياستها انتقادات البعض، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الإيراني.

وقال المحلل الأمريكي روبرت ويلكي، وزير شؤون المحاربين القدامى السابق ووكيل وزارة الدفاع للأفراد والجاهزية، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست، إن العالم افترض، في سبعينيات القرن الماضي، أن الولايات المتحدة تنزلق نحو انحدار حتمي مدفوع بالمشاكل في الداخل والتردد في الخارج. وكان معدل الجريمة خارجا عن السيطرة، وتضاعفت أسعار النفط ثلاث مرات، وتعلم الأمريكيون كلمة جديدة هي “التضخم المصحوب بركود”.

يضيف ويلكي أن ميزانية الدفاع تراجعت، ولم يكن هناك وقود للمركبات ولا مال للتدريب. وفي الخارج، غزا السوفييت أفغانستان، وكان الوكلاء الكوبيون يتجولون في الجنوب الإفريقي. وفي الوقت نفسه، اعتذر الرئيس الأسبق جيمي كارتر نيابة عن أمريكا. وأشارت تقييمات بعض الأكاديميين، كما يفعلون الآن، إلى أن أمريكا دخلت “فخ ثيوسيديدز”، الذي يشير في مجال العلاقات الدولية إلى حالة تهديد دولة صاعدة لهيمنة وتحكم دولة قائدة في الساحة الدولية.

ويوضح المحلل الأمريكي أن جو بايدن، الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ حينها، كان على الجانب الخطأ من التاريخ وكان في طريقه إلى أن يكون، كما وصفه وزير الدفاع السابق روبرت جيتس بعد سنوات، “مخطئا بشأن كل قضية رئيسية تتعلق بالأمن القومي لمدة 40 عاما”.

وأشار ويلكي إلى أن فترة كارتر تعود أصداؤها حاليا مع ارتفاع معدلات التضخم، وكذلك عدد جرائم القتل وارتفاع أسعار النفط مع ضرب الرئيس لصميم استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة؛ في حين يعطي الضوء الأخضر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لربط أوروبا الغربية بأنابيب الغاز الروسية.

ويقول إنه “مرة أخرى، يشوش زعيم العالم الحر على فرص التعاون مع الحلفاء ويمكن خصومنا في بكين وموسكو وطهران”.

وتم إرسال وزير الدفاع لويد أوستن إلى آسيا لطمأنة الحلفاء بذكريات اللامبالاة في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاه منطقة المحيط الهادئ وأن بايدن يدفع بسياسة من نوع جديد؛ ولكن حتى في الوقت الذي قدم فيه أوستن هذه التأكيدات، كانت إدارة بايدن تقترح ميزانية دفاع غير كافية حتى للحفاظ على القوة الشرائية. ولم يغب هذا التناقض عن الدول التي تتطلع إلى الوقوف إلى جانب واشنطن لمنع الهيمنة العسكرية الصينية على منطقة المحيط الهادئ.

وينطبق الموقف نفسه على الشرق الأوسط، حيث دفنت الدول العربية في عام 2020 العداوات القديمة تجاه إسرائيل من أجل الوقوف معا ضد الملالي في طهران؛ لكن البيت الأبيض عاد إلى استرضاء إيران ووكلائها كما كان في عهد أوباما.

وحتى في أوروبا، فإن الرسالة هي رسالة تراجع؛ فأوقفت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب العدوان الروسي في أوكرانيا، من خلال تزويد كييف بأسلحة قادرة على تدمير دبابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومروحياته وطائراته. لكن إدارة بايدن وهاريس خنقت من جانب واحد تدفق الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، على أمل أن ترد موسكو بالمثل. وبدلا من ذلك، نقل بوتين عشرات الآلاف من الجنود إلى الحدود المقابلة لأوكرانيا، ويواصل شن حرب على المنصات الإلكترونية الحيوية للأمن الأمريكي.

ويقول ويلكي إن الأشخاص في لندن، التي تعد واحدة من أهم حلفاء أمريكا، أصيبوا بالذهول من رئيس لم يستطع أن يفهم أن إيرلندا الشمالية جزء مكون للمملكة المتحدة، وليست مقاطعة من مقاطعات الجمهورية الإيرلندية. ويترنح الكنديون من فقدان الآلاف من الوظائف في مجال النفط والغاز، مع تخلي أمريكا عن شراكتها في مجال الطاقة بجرة قلم رئاسي. كما أعلن الرئيس الفرنسي أن رئاسة جو بايدن تشكل تهديدا لروح الأمة الفرنسية نفسها.

كل هذا يعني، حسب ويلكي، أن أمريكا يقودها الآن أولئك الذين يعتقدون أنهم موجودون لإدارة التدهور الوطني، وليس لقيادة العالم. وطلب وزير الخارجية أنتوني بلينكن من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التحقيق في العنصرية في أمريكا. وهذا يعني إطلاق العنان لأعضاء المجلس، الصين وروسيا وكوبا، لتشويه سمعة الولايات المتحدة.

ويقول ويلكي إن هذه ليست أرضية جديدة لبلينكن. وفي مارس، صدمه وزير الخارجية الصيني ببساطة بترديد نقد بايدن نفسه لأمريكا. وافترضت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الصينيين أوضحوا أنه “بعد سنوات ترامب، تريد بكين العودة إلى سياسة تكيف أوباما مع التقدم العالمي للصين”.

وفي أبريل، أحرجت لورا توماس جرينفيلد، سفيرة بايدن لدى الأمم المتحدة، هذه الأخيرة بإدانة أمتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، معلنة أن “الخطيئة الأصلية للعبودية نسجت تفوق البيض في وثائقنا ومبادئنا التأسيسية”.

ويرى ويلكي أن عجز هؤلاء المسؤولين الكبار عن أن يكونوا مدافعين عن بلدهم يمهد الطريق لما يمكن توقعه في السنوات الأربع المقبلة. ويتساءل: كيف يمكن لأمريكا أن تتعامل مع الصين المندفعة بقوة في حين أن قادتها لا يعتقدون أن البلاد تستحق الدفاع عنها، ولو بشكل خطابي؟ وإذا لم يدافعوا عن أمة تركز على المبادئ العالمية للكرامة الإنسانية والحرية الفردية، فأين سيقفون؟

وقال المحلل الأمريكي: “ولنكن واضحين بشأن ما هو على المحك. إن الصين وشريكيها الصغيرين، روسيا وإيران، لا يسعون إلى أقل من الإطاحة بالولايات المتحدة باعتبارها أقوى دولة في العالم”.

وكان كارتر قال كلمته الشهيرة بأن الغزو السوفيتي لأفغانستان كشف ما كان في صميم طموحات موسكو، وأمر على الفور بإنتاج قاذفة القنابل (بي 1) والدبابة أبرامز وصواريخ مينتمان 3؛ وهي سلاح ردع كان بإمكانه ضرب المدن السوفيتية بضربة ثانية وهجوم مضاد إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم.

ويختتم ويلكي تقريره بالقول إنه على الأقل كان ذلك الرجل صادقا بما يكفي لعكس مساره عندما أدرك أنه كان مخطئا. وأضاف أنه لا يمكن التعويل على أن الرئيس الحالي سيسلك مسارا مماثلا.

The post محلل أمريكي: هل رئاسة "جو بايدن 2021" نسخة من عهد "جيمي كارتر"؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3lj66Nc