جاء دستور 2011 بآلية مهمة تتعلق بالملتمسات في مجال التشريع، اعتبرها المشرع من التجارب الأساسية في مجال الديمقراطية التشاركية، إذ تفتح المجال للمجتمع المدني من أجل تقديم ملتمسات في مختلف المواضيع التي تهم المواطنين والمشاركة في مراقبة الحكومة، إلا أنه في كل ولاية لا يكاد عدد هذه الملتمسات يتجاوز ثلاثة أو أربعة.

وخلال هذه الولاية، تم التقدم إلى حدود اليوم بملتمسين فقط؛ يتعلق الأول بإحداث هيئة وطنية للممرضين والثاني بتعديل مواد بمدونة الأسرة، وهو ما يطرح أسئلة حول أسباب ضعف هذه الآلية بعد مرور سنوات على إقرار العمل بها.

العياشي الفرفار، برلماني عن حزب الاستقلال، أبرز أن الدستور في فصله 14 أقر بأهمية المجتمع المدني في المساهمة في تقديم العرائض الموجهة إلى السلطات العمومية أو الملتمسات لإنتاج نص تشريعي.

وأشار الفرفار، في تصريح لهسبريس، إلى وجود 200 ألف جمعية بالمغرب، وقال: “هو رقم كبير من المفروض أن يستثمر في هذه الإمكانية الدستورية”، معتبرا أن “وجود نصوص قانونية منظمة ومساطر معقدة، يفسر جزء من عدم تجاوب الجمعيات معها”.

وبالرغم من أهميتها في إطار ترسيخ المشاركة المواطنة وخلق تلاقح بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية، إلا أن المساهمات المدنية ما تزال ضعيفة، كما أن إحصاء وزارة الداخلية بخصوص العرائض ذات الطابع المحلي كشف أنها لم تتجاوز 220 عريضة.

من جهته، قال ادريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إن هذه الآلية “تعتبر جديدة بالمغرب، وهو ما يفسر عدم اللجوء إليها بالكثافة المتوقعة، بالإضافة إلى تسجيل نوع من التعقيد على مستوى الإجراءات والتوقيعات المطلوبة لتقديم هذه الملتمسات، وهو الأمر الذي أخذ حيزا مهما من النقاش على المستوى البرلماني بصفة خاصة”.

وأفاد السنتيسي بأن مجلس النواب عقد لقاء تواصليا في الموضوع، مؤخرا، بحضور جمعيات المجتمع المدني، موردا أن “الأمر في الواقع لا يعتبر قصورا من طرف المجتمع المدني ولا من طرف المشرع نفسه، ولكن يتعين تحيين القانون التنظيمي ذي الصلة من أجل تليين الشروط المطلوبة وتبسيط المساطر لتكثيف هذه الملتمسات تعزيزا للديمقراطية التشاركية”.

وتابع المتحدث بأن “الأمر يتطلب المزيد من التحسيس بهذه الآلية التي تلعب دورا مهما في ربط جسور التعاون بين المؤسسات التشريعية والمجتمع المدني، وهو الأمر الذي آلينا على أنفسنا القيام به كفريق حركي”.

بدوره، صرح محمد ملال، برلماني عن الاتحاد الاشتراكي، بأن “المشكل لا يرجع إلى قصور لدى السلطة التشريعية، وإنما لدى المجتمع المدني من جهة، بالنظر للمبادرات الضعيفة، وإلى النص القانوني المعقد من جهة أخرى”.

وفي هذا الإطار، لفت النائب البرلماني إلى أن “الأمر يتطلب عددا معينا من التوقيعات ومجهودا استثنائيا”، ودعا في الآن ذاته إلى “عدم الحكم على التجربة في بدايتها”.

ومن جهة أخرى، أوضح ملال أن “المجتمع المدني ما زال ينظر إلى كل ما يتعلق بالقانون كونه في أسفل سلم أولوياته، إذ تنشغل الجمعيات بالقضايا الأخرى الضيقة المرتبطة بالمجتمع”.

The post سنوات على إقرار آليات الديمقراطية التشاركية.. الحصيلة لا تتجاوز ثلاثة ملتمسات‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/T3m0yHf

أعلن فريق سريع واد زم، الممارس ببطولة القسم الثاني، عن فسخ تعاقده مع مدربه محمد البكاري، وذلك بعد الهزيمة أمام سطاد المغربي بحصة (2 – 1)، في مباراة لحساب الأسبوع 17 من منافسات بطولة القسم الثاني.

وأوضح ال”RCOZ” في بلاغ له: “بعد لقاء مع محمد بكاري، تناول النتائج الأخيرة للنادي، تم الإتفاق على فسخ العقد الذي يربطه بالنادي بالتراضي، متمنياتنا له بالتوفيق في مشواره التدريبي”.

The post سريع واد زم يعلن الانفصال عن محمد بكاري appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/TUDH2bK

بدأت ثمار التعاون المغربي الإسباني المُمأسَس من خلال اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، وُقعَت آخرُها مطلع فبراير خلال زيارة وفد إسباني رفيع المستوى برئاسة بيدرو سانشيز إلى المغرب، في البروز بوتيرة مهمة لا تخطئها عيون الملاحظين؛ لا سيما في قطاع الطاقة الكهربائية.

وحسب بيانات صادرة حديثا عن الشبكة الإسبانية للكهرباء “Red Eléctrica de España”، التي تعد مُشغل شبكة نقل الكهرباء ذات الجهد العالي في إسبانيا، فإن كميات الكهرباء الإسبانية (الصافية Net) التي قام المغرب باستيرادها عبر كابلات الربط تحت البحري، على مدى أشهر السنة المنصرمة -2022 – وإلى متم شهر يناير من العام الجاري، عرفت تطورا ملموسا.

واستورد المغرب من جارته الشمالية المملكة الإيبيرية ما مجموعه 1430 جيغا واط ساعة طيلة العام 2022 مقابل 179 جيغا واط ساعة تم تصديرها من المغرب إلى إسبانيا في عام 2021، وفق البيانات والمعطيات المرقمة التي اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية.

ويُستَشف من المعطيات ذاتها أن حجم تبادلات الطاقة الكهربائية، عبر كابلات الرابط تحت البحر بين البلدين، قد ارتفع بوتيرة متسارعة منذ زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب في أبريل 2022 التي تُوجت بإعلان مدريد والرباط “عزمهما فتح مرحلة جديدة من الشراكة”.

وفي يونيو 2022، نقلت خطوط نقل الكهرباء المغمورة تحت مياه البحر بين المملكتين 205 جيغا واط ساعة من الكهرباء المنتَجة بإسبانيا في اتجاه المغرب، بعد أن كانت في شهر ماي من العام نفسه لا تتجاوز 38 جيغا واط ساعة وفي أبريل 23 جيغا واط ساعة.

كما عرف شهر غشت 2022 ذروة التبادلات الكهربائية عالية الجهد بين البلدين 292 جيغا واط ساعة تزود بها المغرب انطلاقا من إسبانيا، قبل أن تستمر في منحى مرتفع مع حجم طاقة كهربائية بلغ 243 جيغا واط ساعة في شهر شتنبر من العام المنصرم، و247 جيغا واط ساعة في أكتوبر.

وبخصوص بداية العام الحالي، شهدت انخفاض صافي واردات الكهرباء من إسبانيا ليبلغ 153 جيغا واط ساعة طيلة شهر يناير 2023.

وكان التعاون في مجال الطاقة قد تصدر الملفات المشتركة بين البلدين بالإضافة إلى قضايا أخرى، بعدما بدا واضحا توجه المغرب نحو الاعتماد على استيراد الغاز الطبيعي المسال عبر إسبانيا؛ عبر موافقة إسبانيا لاستيراد المغرب الغاز عبر خط الأنابيب الأورو–مغاربي واستخدامه في اتجاه معاكس للذي كانت الجزائر تستخدمه لتصدير الغاز إلى أوروبا قبل أن تتوقف عن استخدامه في نهاية أكتوبر 2021.

“فرص تجارية واعدة”

تعليقا على هذه الأرقام، اعتبر أمين بنونة، أستاذ جامعي تخصص علوم الطاقة، أن “بدء تشغيل محطة آسفي للطاقة التي تعمل بالفحم أفضى إلى تقليل الضرورة المطلقة للاعتماد على واردات الكهرباء من خلال جعلها مرة أخرى فرصة تجارية”.

وأضاف بنونة في إفادة لهسبريس: “حتى لو افترضنا أن وقف تسليم الغاز الجزائري في فاتح نونبر 2021 أدى إلى إغلاق محطتي تهدارت وعين بني مطهر لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، فإن زيادة الكهرباء المستورَدة من إسبانيا لم تتم إلا خلال أشهر الصيف التي تشكل ذروة الطلب في المغرب”.

وتابع شارحا: “لا شك في أن الاستيراد من إسبانيا يبدو أكثر إثارة للاهتمام من الناحية التجارية بدلا من استخدام الكهرباء المنتَجة في محطات تابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء، والتي، تظل في الواقع، بعيدة أكثر عن المناطق الشمالية من المغرب”.

وأبانت الأرقام ذاتها بالملموس أن توقف تدفق الغاز الجزائري إلى المغرب، بقرار أحادي منها، عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، لم يؤثر على إنتاج الكهرباء في المملكة التي وضعت خطة استعجالية لتلبية حاجياتها من هذه المادة الحيوية، عبر الولوج إلى أسواق جديدة من الغاز.

يشار إلى أن وتيرة استهلاك الكهرباء ارتفعت بشكل متسارع سنويا في المغرب، بحكم أن الطلب على الطاقة يتضاعف كل عشرة أعوام، وفق ما أكدته الوزارة المشرفة على تدبير القطاع في وقت سابق، بإيرادها أن الاستهلاك الفردي من الطاقة زاد مرتين ونصف المرة في العقدَين الأخيرين.

The post بيانات رسمية إسبانية تسجل الزيادة في تصدير الطاقة الكهربائية إلى المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/9exASHD

بعد توالي “نداءات استغاثة” أطلقها الرُّحَل العالقون وسط كثافة الثلوج في مناطق أطلسية مختلفة بالمغرب، خرج “الائتلاف المدني من أجل الجبل” بالمغرب بمطالب صريحة وواضحة ومستعجلة إلى الحكومة المغربية، داعياً إياها إلى “سنّ وإقرار قانون الجبل”، ومنتقداً بشدة “سياسة التدخل الموسمي المحدود جغرافياً والمتأخر زمنياً”.

ورغم تثمينه عمليات التدخل الميدانية، التي همّت أساساً توزيع المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية وفك الطرقات، مع إشادته بـ”جهود كبيرة للسلطات العمومية المحلية بمختلف تلاوينها وفئاتها” خلال موسم شتاء عرف تساقطات ثلجية استثنائية ببعض المناطق، شدد “ائتلاف الجبل” على أهمية “سياسة تنمية مستدامة وعادلة في المناطق الجبلية المغربية، لأن الحفاظ على الجبل حفاظٌ على مصلحة وطنية بكل أبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها”.

وكشف أعضاء الائتلاف المدني المذكور، خلال ندوة صحافية اختاروا تنظيمها مساء اليوم الثلاثاء (28 فبراير 2023) من العاصمة الرباط لإسماع صوتهم، عن “إعدادهم حالياً ملتمسا تشريعيا سيشرع في جمع 20 ألف توقيع من ساكنة جبال المغرب” قصد التقدم به للبرلمان بغرفتيه ولجانه المعنية.

بالموازاة، أكد “ائتلاف الجبل” استمرار عمله في إطار ديناميته الترافعية منذ 2015، من أجل “تقديم مذكرة مفصلة تتضمن عريضة بـ 4 آلاف توقيع إلى الحكومة المغربية، لمطالبتها بمقاربة استباقية على مدار السنة تجاه ساكنة الجبال”، لافتا إلى أن “جهود الترافع تشريعياً أثمرت لقاء مع رئيس لجنة المالية بمجلس النواب، عُقد هذا الأسبوع وعرف تفاعلا إيجابياً مع مطالب الائتلاف من طرف البرلماني المنتمي إلى الحزب القائد للأغلبية الحكومية”، وذلك على لسان الحسين المسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، جواباً عن سؤال لجريدة هسبريس خلال الندوة.

وأكد المسحت، في حديثه أمام وسائل الإعلام، أنه “بقدر كثافة الموارد والمؤهلات في جبال المغرب بقدر ما تواجه كثافة الإشكالية والخصاص والتهميش”، مشيرا إلى “تنوع لغوي وثقافي وخزّان تاريخي وتراثي كبير تحتضنه المناطق الجبلية المغربية”.

وحمّل الفاعل المدني نفسه مسؤولية تردي أوضاع الجبال وتهميش ساكنتها، مع ارتفاع ملموس في الهجرة منها، لـ”الحكومة ومجالس الجهات والعمالات والأقاليم”، موردا ضرورة “انخراط الجماعات الترابية والقطاع الخاص في الحد من التفاوتات المجالية بالجبال”.

من جانبه، أورد محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، خلال فعاليات الندوة الصحافية ذاتها، معطيات تظهر أهمية الجبل في المنظومة الإيكولوجية والتوازن البيئي والطبيعي للمملكة، قائلا: “جبال المغرب تتضمن 62 في المائة من غابات البلد، وتختزن 58 في المائة من احتياطيات المخزون المائي؛ إلا أن مساهمتها الاقتصادية في الناتج الإجمالي لا تتجاوز 5 في المائة”؛ قبل أن يصف ذلك بـ”المفارقة الصارخة”.

“الجبل ليس عنواناً للبؤس”

“لا نبخّس الحكومة والسلطات مجهوداتها.. كما أن الدفاع عن الجبل وقاطنيه ليست شوفينيّة”، يسجل الديش، معددا أن “المصلحة العامة للبلاد وتقدمها رهين بتنمية الجبال وضمان تمتع ساكنتها بحقوقهم الأساسية”، وزاد: “لا نطالبُ بأكثر من هذا. كما أن الجبل ليس عنواناً للبؤس”.

وأوضح الفاعل المدني المدافع عن أوضاع الجبال أن “مقاربة الائتلاف المدني تنبع من منطق الترافع العقلاني والمتدرج والفاعل”، نافياً أن تكون “مقاربته احتجاجية”.

وجواباً عن سؤال بشأن تقييم الائتلاف التدخلات والتدابير العمومية الأخيرة المتخذة عبر برامج متعددة، أكد الديش أن “برامج الحكومة لم تكن كافية، رغم تدعيمها بجهود متطوعين شباب ومبادرات مواطِنة محلية لم ترْقَ بعد إلى سد الخصاص الحاصل في الأوضاع بالمناطق الجبلية النائية”، مستحضرا مثال جبال بويبلان وبولمان وأزيلال.

“معدل الفقر بالجبال المغربية يصل إلى ضِعف المعدل الوطني”، يورد الديش في معرض حديثه، مضيفا أن “معدل الفقر متعدد الأبعاد مرتفع بين 15 و80 في المائة في أغلب المناطق الجبلية”، وزاد مستدركاً: “رغم ذلك مازالت ساكنة الجبال تبتهج بقدوم الثلوج وتحمَد الله على تساقطها رغم ما تفضي إليه من أوضاع مزرية على مدار السنة تقريبا”.

وتستهدف العريضة المعتزَم تقديمها إلى الحكومة، حسب ما علمته هسبريس، “ملاءمة السياسات العمومية والبرامج القطاعية وضمان التقائيتها بخصوص الجبل وساكنته، مراعاة لمضامين خطة الأمم المتحدة الخماسية للتنمية الجبلية المستدامة بين 2022–2027″.

كما انتقد الائتلاف ما وصفه بـ”عدم تخليد الحكومة المغربية لسنة 2022 التي اعتبرتها الأمم المتحدة سنة دولية للجبل”.

وشكلت الندوة حسب منظميها فرصة لـ”إسماع الترافع لدى الفاعلين الحكوميين، وصانعي السياسات على المستوى الوطني، للمزيد من العمل الجدي بشأن تنمية الجبال عبر تفعيل آلية التشريع الملائمة لخصوصية المناطق الجبلية، وسن سياسات عمومية تتيح فرص أكبر لتعبئة الموارد الضرورية”.

The post ائتلاف ينادي باستعجال إخراج "قانون الجبل" بالمغرب.. وينتقد "التدخل الموسمي" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/PFTxERc

سياحٌ من جنسيات متعددة ينتظمون كل صباح أمام “جامع السلطان قابوس الأكبر” بالعاصمة العُمانية مسقط، لاكتشاف مسجد تحضر فيه مختلف التعبيرات الحضارية للمنطقة ذات الغالبية المسلمة.

زلّيجٌ مغربي، معمار أندلسي، فسيفساء فارسية، ثريّات عثمانية، خزف سلجوقي، فن تيموري، أحجار هندية، نقوش عمانية، وخطّ عربي… جزء من كثير من الثقافات التي غذّت حضارةً يتّشِح بلَبوسها “الجامع الأكبر”، ويرحّب بالأجانب عنها لاكتشافها، والاقتراب من آخَرِهم، كما يرحّب بأصحابها ليروا غنى يمزج خصوصيات القُطريات، في لوحة أكبر وأدلّ.

ولا يستلهم “الجامع الأكبر” معماره من ثقافات الحضارة الإسلامية فقط، بل يقتبس من الكنائس حجم نوافذها، مع أسلمة لها عبر النقوش، في دلالة، وفق دليل المعرض، على “التسامح الديني”.

فضاء العبادة هذا لا يغلق أبوابه في وجه محبّي الاكتشاف من غير المسلمين، بل ينظم وقت زيارته بما لا يعرقل الصلوات، فيستقبل كل صباح زواره من مختلف الجنسيات، ثم ينظَّف السجاد قبل صلاة الظهر استعدادا لاستقبال المصلين.

وبلغات متعددة، يحضر في فضاء الجامع مرافقون يتحدثون ألسنةَ العالم، تتتبّع خطواتهم أفواج متنوّعة الأصول، كما تحضر إمكانية الزيارة بمعية مرافق رقمي، يخبر عند التوقف في كل محطة مبيّنة، بمعلومات عن المسجد ومعماره ومعاني الإسلام التي يختزنها.

“جامع السلطان قابوس الأكبر” ليس مسجدا فقط، بل هو “جاِمعٌ” بالمفهوم التاريخي للكلمة، فلا تقتصر فضاءاته على قاعة الصلاة، بل يضم مكتبة تجمع منشورات في ثلاثين ألف موضوع، تجاورها الحواسيب المرتبطة بالعالم، وقاعة للعروض تستقبل المحاضرات والتكوينات، ومركز مخصص للإجابة، باللغات، عن أسئلة الزوار حول الإسلام.

يجد الزائر في هذا المركز كتبا بسبع عشرة لغة، تهدى لتيسير الاطلاع على تفاسير القرآن، وماهية الإسلام. ويتوالى حضور سياح، يجلسون إلى المشتغلين بالمركز، ليطرَحوا هذا السؤال أو ذاك حول الدين، ورؤية الإسلام لإشكالات معاصرة، أو قضايا تهم الفرد والمجتمع، فيبدأ النقاش واقتراحات القراءة.

وبعدما يزيد عن عشرين سنة من عمر هذا الجامع، تستمر حياته، وتتجدد بتجدد الاستقبال اليومي لما يقدر، وفق إحصاءات هذه المؤسسة، بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف زائر يوميا، في فضاء لا يخلو من طيبِ اللبان، والنصوص التعريفية باللغتين العربية والإنجليزية، وحدائق السلطنة الحاضرة في جنبات هذه المعلمة المنتصرة لإيمان بـ”الحكمة والموعظة الحسنة”.

The post هكذا يسهِم فتح "جامع قابوس" للسياح بعُمان في التعريف بالحضارة الإسلامية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/qCLdYG4

نجح نادي الوداد الرياضي لكرة القدم في اقتناص فوز ثمين على حساب أولمبيك خريبكة بحصة (3 – 2)، في مباراة جرت أطوارها على أرضية مركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، لحساب الجولة 18 من منافسات البطولة الاحترافية.

وباغت “الأوصيكا” شباك مرمى رضا التكناوتي مبكرا، بعدما نجح في تسجيل هدف السبق عن طريق عبد الإله عميمي، الذي استغل هفوة دفاعية في صفوف “فريق الأحمر”.

وأعلن بولي سامبو نفسه نجما للمباراة بعدما عدل الكفة للوداد في الدقيقة 15، قبل أن يتمكن من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 38.

ومع مطلع الشوط الثاني رمى “الفريق الأحمر” بكل ثقله نحو مرمى الفريق الخصم بحثا عن تسجيل الهدف الثالث، وهو ما تأتى عن طريق سيف الدين بوهرة، بعد تسديدة قوية.

وفي وقت كان الوداد يبحث عن تسجيل مزيد من الأهداف وتأمين نتيجة المباراة، تمكن زهير الهاشيمي من تقليص النتيجة لصالح “الفريق الفوسفاطي”، لتنتهي المباراة بفوز نادي الوداد بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

وبهذا الانتصار اعتلى “الفريق الأحمر” صدارة البطولة مؤقتا برصيد 38 نقطة، فيما تجمد رصيد “الأوصيكا” في 11 نقطة في المركز ما قبل الأخير.

The post الوداد البيضاوي يعتلي صدارة البطولة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/AVtYJsD

تمكنت عناصر الدرك الملكي بالفقيه بن صالح من إلقاء القبض على شخص وُصف بالخطير للاشتباه في تورطه في جرائم متعددة، من ضمنها سرقة السيارات الفلاحية والأسلاك والنحاسية.

وأفادت مصادر هسبريس بأن المشتبه فيه كان مبحوثا عنه بموجب مذكرات بحث عدة من طرف الدرك الملكي والأمن الوطني في كل من أقاليم بني ملال، الفقيه بن صالح، قلعة السراغنة، خريبكة، مراكش وخنيفرة.

وأضافت أن الشخص الموقوف تبين أن له سوابق عدلية وقضى عقوبة سجنية بتهم تتعلق بالضرب والجرح المفضي إلى الموت، والاختطاف والاغتصاب، والسرقة. ويُشتبه في أنه العقل المدبّر لعصابة متخصصة في سرقة السيارات والأسلاك النحاسية.

وتم وضع المشتبه فيه رهن تدابير الحراسة النظرية، بتعليمات من النيابة العامة، لاستكمال إجراءات البحث التمهيدي الذي تقوم به عناصر الدرك الملكي تحت إشراف القائد الإقليمي للدرك بسرية الفقيه بن صالح.

The post درك الفقيه بن صالح يطيح بـ"مجرم خطير" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/9m7L43v

شارك الدولي المغربي منير الكجوي المحمدي في تدريبات نادي الوحدة السعودي لكرة القدم، لأول مرة منذ مطلع الشهر الجاري، بعدما غيبته الإصابة عن التنافسية والتدريب.

وأكدت تقارير صحافية سعودية أن المحمدي شارك في جزء من الحصة التدريبية لنادي الوحدة، التي كانت مبرمجة مساء أمس، ودامت 120 دقيقة، تحضيرا لمواجهة الهلال، الخميس المقبل، ضمن منافسات الجولة 19 من الدوري السعودي.

وتعافى حارس مرمى المنتخب المغربي كليا من الإصابة التي كان يعاني منها، بعد تعرضه لكسر على مستوى أصبع رجله، حيث خضع في الأيام القليلة الماضية لفحوصات دقيقة، للتأكد من تعافيه التام قبل الترخيص له باستئناف التدريب.

ونشر الدولي المغربي منير المحمدي صورة له في تدريبات فريقه، على مواقع التواصل الاجتماعي، أرفقها بعبارة “العودة”.

وتأتي عودة المحمدي للتنافس أياما قبل إعلان الناخب الوطني وليد الركراكي عن اللائحة النهائية للاعبين الذين سيشاركون في وديتي البرازيل وبيرو، في 25 و28 مارس المقبل.

The post المحمدي يخوض تدريبات بالوحدة السعودي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Hy1TG7S

صدر حديثا عن دار الفنك للنشر، الديوان الشعري الأول للكاتب عبد القادر الشاوي تحت عنوان “بالنيابة عني يا أيها القناع”.

وأوضحت دار النشر أن هذا الديوان الواقع في 214 صفحة، يعد المجموعة الشعرية الأولى للشاوي “رغم أنه كتب الشعر منذ بداياته الأدبية ونشر عدة قصائد في الجرائد والمجلات الثقافية، كما وسبق له أن أدرج بعضا من قصائده في كتبه (رواية كان وأخواتها)”، مضيفة بالقول إن “الديوان يعتبر خلاصة أعماله الشعرية.

وبحسب المصدر ذاته، سيساهم هذا العمل في “إثراء التجربة الشعرية المغربية لما يتميز به من جمالية الأسلوب وعمق المعاني وتجديد للبنية الشعرية، حيث تسبر القصيدة عوالم جديدة لا تعترف بحدود للإبداع وتطلق العنان لمخيلة خصبة ميزت الشاوي منذ أن حمل القلم”.

ومن أجواء الديوان “لو أن الضباب المخملي أناخ في الفراغ لما خيم على الأرض إشراق، ولا أتى الصبح في موعد. لو أن الفراغ نفسه طار كالعصفور إلى شجرة النار لما ارتشف الوليد من ثدي حليب الأمهات. ولا سكنت قبلة على الجبين. ولا كان الحنين. يدا تضم اللقاء في عناق”.

يشار إلى أن الكاتب عبد القادر الشاوي من مواليد 1950، وهو روائي وناقد، له عدة مؤلفات منشورة في مجالات فكرية وأدبية مختلفة. صدر له العديد من المؤلفات من قبيل (دليل العنفوان) (1989)، و(الساحة الشرفية) (1999) الفائزة بجائزة المغرب للإبداع الأدبي سنة 2000، و”إشكالية الرؤية السردية (2002)، و(دلیل المدى) (2003)، و(من قال أنا) (2006).

كما صدرت للشاوي كتب (كان وأخواتها) (2009)، و(كتاب الذاكرة) (2015)، و(بستان السيدة) (2018)، و(مرابع السلوان) (2020) والتيهاء (2021)، مديح التعازي (2022).

The post الشاوي يصدر "بالنيابة عني يا أيها القناع" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/nA8wQvx

سلّط محمد حسان فلفل، الخبير في إدارة مخاطر الأزمات والكوارث، في مقال نشره مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الضوء على ما أسماها “الجاهزية المفقودة” في تقييمه للاستجابة للكوارث بعد زلزال تركيا وسوريا، من خلال محاور: “أنماط الكوارث”، و”إدارة المخاطر”، و”حالة الإقليم”، و”تعزيز الاستجابة”، مقترحا مجموعة من التدابير لتحسين الاستجابة للكوارث الطبيعية بدول الشرق الأوسط، والحد من مخاطر الكوارث والتأهب لها.

هذا نص المقال:

تتعرض منطقة الشرق الأوسط، مثل مختلف أنحاء العالم، لمجموعة متنوعة من الكوارث التي تسببها الأخطار الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والجفاف والفيضانات والعواصف الرملية والترابية ونوبات الطقس الجامحة. وعادة ما تكون لتلك الكوارث آثار مدمرة على المجتمعات وسُبل العيش والممتلكات، وتتسبب في تعطُّل المرافق والخدمات وإلحاق أضرار جسيمة بالبُنى التحتية، وغالباً ما تكون الاستجابة لها معقدة وصعبة.

واتخذت الحكومات في الشرق الأوسط خطوات لتحسين استعدادها واستجابتها للكوارث الطبيعية. فعلى سبيل المثال، أنشأت العديد من البلدان أنظمة للإنذار المبكر، وقامت بتحسين قوانين البناء، ووضعت خطط الإخلاء والتعامل مع حالات الطوارئ، وسعت إلى تحسين عمليات التنسيق، خاصة مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، التي باتت تؤدي دوراً مهماً في الاستجابة للكوارث الطبيعية في مختلف مناطق العالم.

ومع ذلك، فإن الاستجابة للكوارث الطبيعية في الإقليم غالباً ما تُعيقها مشكلات حادة ومزمنة، من أبرزها نقص الموارد، وضعف البنية التحتية، التي عادة ما تتسم بكونها غير ملائمة وتفتقر إلى القدرة على الصمود في مواجهة الأخطار. ويزيد من حدة ذلك التأثير وجود العديد من الصراعات والأزمات المتشابكة في المنطقة، مما يُفاقم حالة عدم الاستقرار ويخلق أزمات إنسانية مُركَّبة وحرجة، وهو ما أظهرته بشدة تأثيرات كارثة الزلزال الأخير، الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا وأبرز العديد من مكامن الضعف في إدارة مخاطر الكوارث بالمنطقة.

أنماط الكوارث

تنقسم الكوارث عادة إلى أحداث سريعة الحدوث مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات المفاجئة، أو الأحداث بطيئة الحدوث (كوارث ممتدة) مثل الجفاف والتصحر وتملُّح الأراضي؛ حيث تظهر التأثيرات على مدى شهور أو سنوات. ويمكن وصف الكوارث بأنها إما محدودة أو متوسطة (أحداث صغيرة ومتوسطة كثيرة التكرار تظهر في مناطق متفرقة وتنتج عنها تأثيرات محدودة أو متوسطة النطاق مثل الفيضانات والسيول الصغيرة والمتوسطة)، أو كوارث شديدة (ترتبط بالأحداث واسعة النطاق التي تؤثر عادة في المدن الكبرى أو المناطق المكتظة بالسكان، وتنتج عن أخطار شديدة الحدة مثل الزلازل الكبرى أو الفيضانات العارمة). وفي جميع الأحوال، فإن الخسائر الناجمة عن تلك الكوارث تمثل تحدياً كبيراً لجهود التنمية، حيث إنها قد تُقوِّض– في ساعات محدودة– جهود سنوات طويلة من التنمية.

وزادت أعداد الكوارث بشكل ملحوظ في العقدين الماضيين، حيث بلغ متوسط تقارير الكوارث المتوسطة وكبيرة النطاق ما يتراوح بين 90 و100 كارثة سنوياً تقريباً على مستوى العالم خلال الفترة (1970 – 2000)، ثم تراوح بين 350 و500 كارثة سنوياً خلال الفترة (2001 – 2020). وتشير إحصائيات خسائر الكوارث إلى أن قيم الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية تضاعفت – عالمياً – منذ بداية الثمانينيات وحتى الآن، في حين بلغت ثلاثة أضعاف بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط خلال نفس الفترة.

وبرزت أسباب عديدة لزيادة خسائر الكوارث في تلك الرقعة من العالم مقارنة بالمتوسط العالمي؛ مثل زيادة معدلات النمو الحضري السريع غير المخطط، وندرة المياه، وزيادة تأثير تغير المناخ كتحد خطر لرسم السياسات والتخطيط بالمنطقة، وزيادة وتيرة النزاعات المسلحة وحدتها، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي أضعف قدرات الدول والمجتمعات للاستعداد للحد من مخاطر الكوارث أو الاستجابة لها.

وقد أدى ذلك إلى إعادة تشكيل خريطة مخاطر الكوارث في الإقليم، حيث زادت درجة هشاشتها وجعلها عُرضة لمجموعة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية. وتأتي الفيضانات والسيول على رأس تلك المخاطر، فبينما انخفضت خسائر الوفيات الناجمة عن الفيضانات في العالم منذ عام 2000، فإنها لا تزال تتزايد في الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى. كما تعتبر الزلازل ثاني أكثر الكوارث تكراراً في المنطقة، ولها آثار خطرة على الحياة وسُبل العيش، خاصة مع زيادة معدلات النمو الحضري السريع غير المخطط، مما يزيد من تأثير تلك الكوارث القاتلة ويُعرِّض مجموعة كبرى من البشر والأصول الاقتصادية لنتائج مدمرة بسبب الزلازل التي تُعد متوسطة القوة.

وقد جدَّد الزلزال، الذي تعرضت له تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023، المخاوف من الخسائر الفادحة التي تشهدها المنطقة بين الحين والآخر بسبب مثل تلك الأخطار الطبيعية. فقد أدى الزلزال، الذي بلغت شدته نحو 7.8 درجات على مقياس ريختر، إلى خسائر بشرية تجاوزت 47 ألف قتيل في الدولتين حتى يوم 20 فبراير 2023.

إدارة المخاطر

فجَّرت جائحة “كورونا” أزمة صحية واقتصادية دولية كبيرة ما زال العالم يعاني آثارها ويحاول التعافي منها، وقد أظهرت الاستجابة للجائحة طرفي النقيض الإيجابي والسلبي في كيفية اتخاذ القرارات بشأن المخاطر. وتجدر الإشارة هنا إلى تقرير التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث في 2022، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والذي يوضح أنه في حالة استمرار الاتجاهات الحالية لأعداد الكوارث عالمياً، فإن تلك الأعداد قد تزداد سنوياً من حوالي 400 كارثة في عام 2015 إلى نحو 560 كارثة سنوياً بحلول 2030، إلا أن تصورات المخاطر لدى العديد من الحكومات والأفراد ما زالت قاصرة وتتسم بسوء التقدير حول التهديدات المحتملة وتداعياتها وما يمكن أن تؤول إليه من تحول تلك المخاطر إلى كوارث مدمرة.

وتزيد مخاطر المناخ من وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية وشدة تأثيرها، خاصة في الدول النامية والأقل نمواً، حيث تهدد مخاطر التغيرات المناخية الأرواح وسُبل العيش والأمن البشري والتنمية المستدامة، ويتأثر بها السكان الأكثر ضعفاً وهشاشة، والذين تعتمد سُبُل عيشهم على عدد أقل من الأصول ولديهم قدرة أقل على التكيف ويحتاجون إلى وقت أطول لإعادة البناء والتعافي.

حالة الإقليم

تتداخل مجموعة من العوامل في الشرق الأوسط تجعل قابلية التضرر جراء الأخطار الطبيعية حرجة ومؤثرة في المنطقة؛ فالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والتمييز وعدم المساواة وحالة الهجرة والظروف الصحية وسوء التخطيط وتصميم المباني وغيرها، تمثل تحدياً خطراً للسياسات والتخطيط لإدارة الكوارث في دول الإقليم. كما أن الافتقار للتقييم المنهجي المستمر لبيانات خسائر الكوارث في تلك الدول لا يوضح المعاناة وتكاليف التعافي الحقيقية التي تعقب الخسائر في الأرواح وسُبل العيش.

وتتسم منطقة الشرق الأوسط بوجود تركيز مرتفع لكل من السكان والأصول الاقتصادية في المناطق الحضرية، وهو ما يجعل الكوارث أكثر تدميراً، لاسيما في المناطق الساحلية. فنظراً للتضاريس الجبلية القاحلة في المنطقة، تتركز غالبية السكان على الشرائط الساحلية والوديان الجبلية وطول الأنهار. ونتيجة لذلك، فإن نحو 92 بالمائة من سكان الإقليم يعيشون على نحو 3 بالمائة فقط من مساحته، مع وجود نمو سكاني كبير يجعل الشرق الأوسط واحداً من أسرع مناطق العالم في التوسع السكاني. ففي تركيا، على سبيل المثال، يعيش نحو 75 بالمائة من السكان في المناطق الحضرية، التي ما زالت تعاني ضعف تصميم المباني وعدم قدرتها على مقاومة مخاطر الزلازل، وهو ما ظهر جلياً في خسائر الزلزال الأخير، على الرغم من الذكريات السيئة التي شهدتها تركيا في وقت ليس ببعيد عندما تسبب زلزال عام 1999، الذي بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، في مقتل ما يقرب من 18 ألف شخص، وخسائر اقتصادية قُدِّرت بنحو 30 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية المفاجئة والسريعة في الشرق الأوسط تعتبر أقل مقارنة بمناطق أخرى حول العالم، فإن شدة التأثير تكون أكبر وقيمة الخسائر تكون أعلى. فعلى سبيل المثال، تعد حالة الطوارئ الإنسانية المعقدة الحالية في سوريا من بين أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وأدى الزلزال الأخير إلى تفاقم الوضع هناك. ففي شمال غرب سوريا، أكثر المناطق المتضررة من الزلزال، يعتمد أكثر من 4 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية، غالبيتهم من النساء والأطفال. وبالنظر إلى أن سوريا لا تخضع لسيطرة سلطة واحدة، فإن إحدى العقبات التي تحول دون تقديم المساعدة بسرعة في هذا البلد هي أن الحكومة لا تسيطر على كامل الشمال الغربي.

تعزيز الاستجابة

يُعرِّف دليل مصطلحات مخاطر الكوارث، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، “القدرة على الصمود” بأنها القدرة على المواجهة والارتداد من الصدمة، وقدرة المجتمع على المقاومة والامتصاص والاستيعاب والتعافي من آثار الأخطار في الوقت المناسب وبالأسلوب الفعال. وهو ما يتطلب تعزيز الممارسات اللازمة للحد من تأثيرات الكوارث من خلال الجهود المنهجية لتحليل وإدارة العوامل المُسبِّبة لها، والحد من التعرض للأخطار، وتخفيف قابلية التضرر، والإدارة الحكيمة والرشيدة للأرض والبيئة، وتحسين مستوى الاستعداد.

وتكمن الخطورة الحقيقية للزلازل في عدم وجود تخطيط مُسبق للتعامل معها، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحدّ من الخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عنها. فالالتزام بأسس ومعايير البناء السليمة وفقاً لأكواد الزلازل، ووجود خطط للإنذار والإخلاء، علاوة على رفع الوعي المجتمعي بمخاطرها؛ كل هذا يمكن أن يحقق نجاحات قوية في مواجهة مخاطر الزلازل والحدّ من آثارها السلبية على الدول والمجتمعات المختلفة، كما هو الحال في بعض البلدان المتقدمة في هذا الصدد.

وأوضحت كارثة الزلزال الأخير في كل من تركيا وسوريا مجموعة كبيرة من الدروس المستفادة، لعل أبرزها أن التأخير والتهاون في تطبيق معايير صارمة للبناء تكون عواقبهما وخيمة، ففي تركيا تؤكد الخسائر الفادحة للزلزال وجود تراخ في إنفاذ قوانين البناء، رغم ما وعدت به الحكومة عقب الزلزال المدمر في عام 1999 بتطبيق أنظمة بناء أكثر صرامة، وتقوم وزارة العدل التركية حالياً بإنشاء وحدات تحقيق جنائي لجمع عينات من المباني للكشف عن المواد المستخدمة في البناء. كذلك فإن عدم وجود هياكل واضحة وفعالة لإدارة الكوارث لدعم الاستجابة يزيد من تفاقم الأزمة وحدة الخسائر، وهو الوضع الذي تعاني منه سوريا في الوقت الحالي.

ولتحسين الاستجابة للكوارث الطبيعية في دول الشرق الأوسط، من المهم مواصلة الاستثمار في تدابير الحد من مخاطر الكوارث والتأهب لها، فضلاً عن تعزيز قدرة المجتمعات والمنظمات المحلية على الاستجابة للكوارث، ومن الأهمية بمكان أيضاً معالجة الأسباب الجذرية لمكامن الضعف وتعزيز التنمية المستدامة التي تراعي اعتبارات مخاطر الكوارث، وذلك من خلال ما يلي:

– تعزيز قدرات التنبؤ لتحسين تقييم المخاطر وتخطيط إدارتها، وكذلك تحديد نقاط الضعف في القطاعات الحرجة والتهديدات.

– الالتزام بقوانين وقواعد بناء صارمة وتطبيق أكواد البناء المقاومة للمخاطر المختلفة مثل الزلازل والحرائق وغيرها.

– بناء قدرات الاستعداد من خلال زيادة الوعي بالمخاطر بين السكان، حيث يساعد ذلك على الحد من تأثير الكوارث.

– الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر لتدعيم قدرات التحذير والتنبيه والإبلاغ عبر المستويات المحلية والوطنية والإقليمية.

– تعزيز قدرات الاستجابة والبحث والإنقاذ وسد الفجوات في هذا المجال لضمان وجود أنظمة قوية للحماية المدنية، والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في هذا الشأن.

– الاستثمار في جعل البُنى التحتية قادرة على الصمود في مواجهة مخاطر الكوارث من خلال أسس سليمة لإنشائها وحوكمة إدارة المخاطر.

ختاماً، تواجه منطقة الشرق الأوسط مخاطر عديدة نتيجة ما تشهده من كوارث طبيعية في ظل ما تعانيه غالبية دولها من مشكلات قد تُعيق استجابتها لهذه الكوارث، وهو ربما ما حدث في زلزال تركيا وسوريا في فبراير 2023. ومن هنا يجب التركيز على إدارة المخاطر بدلاً من التركيز على إدارة الكوارث، أي التركيز على تعزيز قدرات الاستعداد والجاهزية والقدرة على الصمود بدلاً من العمل بمنهج رد الفعل والاستجابة بعد وقوع الكوارث.

The post تقييم الاستجابة للكوارث في زلزال تركيا وسوريا يثير إشكالية "الجاهزية المفقودة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/VBJWunX

رحلة في قلب الأنغام التي نعيش معها تقدمها عاصمة دولة تحتفي بالموسيقى في مختلف مبانيها وفضاءاتها الثقافية، ومن بينها “دار الفنون الموسيقية” المنتمية إلى “دار الأوبرا السلطانية” بالعاصمة العمانية مسقط.

“دار الأوبرا” المؤسسة بدعوة من السلطان الراحل قابوس كان من بين مصمميها المهندس المغربي محمد جال، وترتبط بها “دار الفنون الموسيقية” المتضمِّنة فضاءَ عرض، ومكتبة موسيقية، ومعارض للصور والآلات الخاصة بالسلطان، مع قاعدة بيانات مصورة تتيح تتبع جميع العروض التي حطت الرحال بهذا المبنى.

بهذه الدار “معرض الفنون الموسيقية” الذي يتفرّع عنه عنوان “عمان والعالم”، وهو معرض مثير للاهتمام مغذّ للذّوق، وسفَر في تكوّن الموسيقى، والآلات، والإبداع العالمي، مع رسالة تتشبث بالأخوة الإنسانية.

وفي البدء كانت النغمة، أول نغمة موزونة يسمعها الطفل: نبض قلب أمه، ثم أول ما شكل الوعي الفني للإنسان داخل هذا العالم الواسع من أصوات الأمواج، وترقرق الماء، وكائنات البحر والجو والأرض، والرياح حين لقائها بالصحاري…

في أولى محطات المعرض غرفة محاطة بشاشات عرض، ترافقها “النغمات الأولى” التي تأخذ الزائر في رحلة إلى “أصوات عمان”، والأصوات التي شكّلت ذوق الإنسان ووعيه، منذ فجر تاريخه.

وعلى بعد خطوات وباب يمكن للزائر الإنصات إلى دقاتِ قلبه موجات موسيقية، ثم للسلالم الموسيقية المنسّقة للأصوات الطبيعية، مع تعريف برواد دراسة الموسيقى، مثل فيثاغورس والفارابي.

وكم تحضر الآلات بالمعرض، مع تذكير بأن أقدم قائمة للآلات الموسيقية عرفها الإنسان إلى يوم الناس هذا كانت بسومر في بلاد الرافدين، 26 قرنا قبل الميلاد. ويبدأ بعد ذلك سفر بين الآلاتِ وأنواعها المتعددة، وترية، ونفخية خشبية، وإيقاعية، وغيرها.

ويشرّح المعرض صنعة الآلة، مقدما في رواق خاص مسار صناعة العود وزخرفته، وكيف يُنطِق الحرفيون الخشبَ موسيقى.

ويحط الزائر الرحال بـ”محطة الموسيقى العمانية” ليكتشف امتداداتها العربية والآسيوية، وتنوعها أيضا؛ حيث “ترتبط موسيقى السواحل إلى حد كبير بصيد الأسماك والغوص، بينما يتغنى البدو بأغان صحراوية تصوّر أسفارهم وترحلهم على الرمال الفارغة الشاسعة، أما الموسيقى في المناطق الداخلية فقد تتشكل من خلال الاحتفالات القبلية التي تركز على الزراعة”.

وفي جلسة تطلّ على الإبداع الإنساني، تتجاور التعبيرات الموسيقية لمختلف الأصقاع، في رسالة واضحة: لسنا مختلفين عن بعضنا البعض في آخر المطاف.

أما “محطة الفنانين” فتقدم جولة تفاعلية في الفن العالمي، تعرف بأبرز رواد الإبداع، ومن بينهم فيروز، “أشهر نجوم الغناء العرب قاطبة، وصاحبة أجمل الأصوات العربية”.

وتنتهي الرحلة بمحطة تفاعلية أخرى، أوركسترا كاملة دون موسيقيين، تتيح الإنصات لكل آلة على حدة كلما اقترب الزائر من لوحتها التعريفية، كما تتيح مشاركة المايسترو قيادته للفرقة، أو التواري إلى الخلف للاستمتاع بلقاء آلات قدمت من مختلف أنحاء العالم، وانبثقت عن حضارات متعددة، لتنصهر في عرض ينفذ إلى عمق الإنسان، ويذكّره بأن الحياة جديرة بالاكتشَاف والعيش.

The post دار الفنون الموسيقية في العاصمة العمانية .. أنغام تستشرف الأخوة الإنسانية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/92KfDLC

ماذا لو كان بالإمكان التعرف على تاريخ شعب، بلد، تحوّلات تاريخية، انتصارات وانكسارات، ما يستحق العيش من أجله، وما يلذ العيش به، في جولة؟

هذه تجربة يوفرها المتحف الوطني لسلطنة عمان، الذي ينتقل بالزائر من عصور ما قبل التاريخ إلى عصر “عظمة الإسلام”، مرورا بتاريخ تشكّل الثقافة والسياسة العمانيتين، وكيف نظر إليها العالم، من خلال أعين وكتابات، من بينها على سبيل المثال لا الحصر رحلة المغربي ابن بطوطة.

وتنطلق الرحلة من أثر التاريخ في اللباس والحليّ والأكسسوارات النسائية والرجالية، ويرى الناظر كيف تنعكس ثقافة العيش في المظهر: لباس نسائي أطول من الخلف لمحو آثار أقدام لابسته، خنجر لُبس أوّل مرة للدفاع عن النفس صار رمز انتماء في عصر السلم، واعتقاد لدفع الشر وجد به “قرن الغزال” طريقه إلى القلائد، وإيمان وضع القرآن في حاوية خاصة تلبس انتماء وتجملا وحماية.

أما التطيب فجزء لا يتجزأ من المعيش العُماني، ممّا اقتضى تخصيص جزء من المعرض له، مع حضور مستمر لأدواته عبر المتحف: نباتات بخور، وكرم بالرائحة يستقبل به الضيوف، ومبخرات متعددة الأشكال والألوان والنقوش، من بينها ما اتخذ شكل سفينة.

لهذه السفينة تاريخ خاص بسلطنة عمان، تفصح عنه “قاعة التاريخ البحري”، التي تقول إن تاريخ هذه الحاضرة “بحري بامتياز”؛ حيث “أبحر الصيادون لقرون مضت على طول هذه السواحل، بحثا عن لقمة العيش، وارتحل التُّجّار العمانيون حاملين بضائعهم عبر البحار والمحيطات”، قبل خمسة آلاف سنة.

عمان التي كانت في العهد الإسلامي جزءا من شبكة تجارية واسعة تمتد من الصين إلى إفريقيا، يخبرنا معرضها هذا بعلاقتها بالسفن، وبنائها، وحياتها البحرية والعلمية، وعلاقاتها العالمية، مع إيراد ما يشهد على ذلك من أدب الرحلات، ولُقى، من بينها براميل حملت سلعا من الجزائر وتونس.

في قاعة “التاريخ البحري” نفَس تاريخي قوي، يُربط بالحاضر، وتشي لُقاه ورسوماته ومجسّماته بحياة غنية، أبت الاكتفاء بالاستقرار في اليابسة وخاضت مغامرة العيش بحرا، بحثا عن الحياة.

ويلمس الزائر تحوّلات الزمان في المتحف الوطني لسلطنة عمان، من زمن كانت فيه الأسلحة ضرورة لصَون الذات والمحيط، إلى زمن صارت فيه زينة، ومن زمن غابر صقلت فيه الرماح، إلى زمن نقشت وتنقش فيه السيوف والخناجر والبندقيات.

كما يحضر أثر الدين في الحياة اليومية وما يتعارف عليه الناس، فتحضر من بين المعروضات مكحلة رجالية تحمل تشبثا وتشبها بالسنة النبوية، ثم انتقال الزمن عبر توريث الذاكرة: يمنح الطفل حزاما خاصا في الخامسة، وبعد البلوغ يهدى خنجرا عُمانيا ليتشبث بتقليد الأجداد، ويعضّ بالنواجذ على الانتماء.

وهكذا تتشكّل الدولة ورموزها؛ تتوالى الأزمنة، واللقاءات، وتطوّرات الثقافة داخل فضائها في أقصى الخليج، وباقتباسات من محيطها العربي ومحيطها الإسلامي الآسيوي والإفريقي، بل من أوروبا أيضا، حتى صار “الشعار الوطني” سيفين منحنيين متقاطعين من نوع “الكَتّارة”، يتوسّطهما خنجر.

من الرموز أيضا شجرة اللّبان، التي تقدم في المتحف بوصفها جزءا لا يتجزأ من الانتماء العماني، مع الحديث عن المعتقدات المرتبطة بها، وَجُودِها الذي داوى وطيّب وجمّلَ، وحرّك القوافل والأساطيل التجارية.

ويجد الناظر هذا التشكّل الحضاري في آثار منقوشة باللغات القديمة لجنوب الجزيرة العربية، بلغات مثل السبئيّة المكتوبة بخطّ المسند، وصولا إلى شواهد القبور الإسلامية بالأحرف العربية الحالية، من عهد الّرسوليين.

ويتشبث المتحف الوطني بالتاريخ القديم لعُمان، عارضا قبورا ولقى وجدت داخلها تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، أدرجتها “اليونسكو” في قائمة التراث العالمي للإنسانية، وهي مدافن حجرية ببات والخُطْم والعين، تظهر ارتباطا حضاريا ببلاد الرافدين وبلاد فارس ووادي السِّند.

كما يحضر في المعرض رأس فأس يعود إلى مليوني سنة، وهو أقدم اللقى التي عثر عليها في شبه الجزيرة العربية، ومبخرة تعود إلى العصر البرونزي الأوسط، أي إلى أزيد من ألفي سنة قبل الميلاد، ونقش معاصر لها أو أقدم يعرف بـ”حجر آدم”.

بهذا المتحف أيضا تاريخ العمران بعُمان، ونظرة على نقوش بديعة على الخشب وغيره من المواد، ونظرة في الأثر الإسلامي العميق على هذه الحاضرة.

في شق “عظمة الإسلام” غنى؛ كنز من المخطوطات ومختلف أدوات العيش والكتابة والزخرفة، بل محراب كامل بنقوشه وكتاباته ومُصلّاه.

وتحضر الكتابة في مصاحف عديدة من مختلف العهود الإسلامية، بخطوط عديدة، وتذهيب، وعناية في التزيين والتجليد، ومخطوطات من بينها ما نسَخ “بردة” البوصيري.

أما قاعة التراث اللامادي فتجود بصورة عن الإبداع الفني بالسلطنة، خاصة في شق الموسيقى والرقصات، الرجالية والنسائية والجماعية، مع إتاحة الإبحار عبر أنغام عمانية.

ويصلُ المتحفُ تاريخَ السلطنة بحاضرها، فتحضر مقتنيات وهدايا ومعروضات من عهد السلطان قابوس، وأسلافه الذين امتد حكمهم إلى زنجبار بالقارة الإفريقية، وعلاقات الدولة بالعالم، إلى أن يحط الزائر الرحال قرب وثيقة توصية السلطان الراحل بمبايعة السلطان الرابع عشر هيثم بن طارق، التي تمت سنة 2020.

The post المتحف الوطني بمسقط يقدم تاريخ تشكّل الثقافة والسياسة في سلطنة عمان appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/u0Jl8RS

وصف رئيس الفدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، عبد الله غازي، مستشاري وأعضاء وقيادات التجمع المنتخبة في الجماعات الترابية بـ”الفُرسان في مسار التنمية والديمقراطية المحلية؛ هذه الأخيرة التي كانت دائماً مفخرة البلاد وشكلت تميُّز المغرب منذ اختياره لنهجها عام 1976، قبل أن يشهد العمل الترابي دفعة قوية مع قوانين 2015″.

المسؤول الأول عن المنظمة التجمعية الموازية أقام ربطاً واضحاً وعلاقة تلازُم بين “الديمقراطية المحلية والترابية والمنتخبين”، قائلا خلال المحطة الأولى لجولة “منتدى المنتخبين الأحرار”، التي دشنها عزيز أخنوش مساء أمس الأحد من طنجة، إن “المنتظَر من كل منتخب أن يكون ‘مايسترو’ معزوفة التنمية، وتقلدنا مسؤوليات عظيمة محلية وجهوية ليس أمراً يسيراً”.

جاهزية مزدوجة

أكد غازي، وهو يتحدث أمام أزيد من 1100 منتخب للحزب بمنطقة الشمال، أن “الانتصار للوضع الاعتباري يليق بهذا المنتخب كأول ركيزة قد يبني عليها عمله”، لافتا إلى “ديناميات مؤسساتية وجب الانخراط فيها مع تمثُّل جديد للنموذج التنموي”.

وعاد المتحدث إلى ما أفرزته انتخابات 8 شتنبر 2021 من “امتداد انتخابي جديد أفرزته نتائج غير مسبوقة وتمَوقعات محلية ومركزية للحزب تفرض علينا جاهزية نضالية مزدوَجة”، سواء من واجهة سياسية وتنظيمية، أو في كافة مواقع التمثيلية.

وفي معرض كلمته، عدّد غازي “رهانات العمل الجماعي الترابي”، مثيرا ما وصفها “متلازمة الاختصاصات والإمكانيات”، التي تواجه تحديات واقعية قد تعوق عمل المنتخب في القرية كما المدينة. وأكد على ضرورة خلق “جسر الحكامة والتخليق في ظل الوضع الاعتباري والقانوني اللائق”.

كما أشار إلى “رهان الكفاءة والتطوير”، وكذا أهمية رهان “الابتكار في تمويل الجماعات الترابية” بما يضمن التقائية السياسات والبرامج، وطنيا ومحليا وجهويا.

وعن ورش هيكلة الهيئة التنظيمية للمنتخبين في حزب التجمع الوطني للأحرار، أبرز غازي أنه ابتدأ “منذ منتصف 2022، عبر حملات للتعبئة والإنصات والتشاور؛ ولعل انعقاد المحطة الأولى في جهة طنجة مؤشر على انطلاق مسلسل مشاورات واسع سيأخذ بمقترحات وتوصيات المنتخبين التجمعيين في كل جهات المملكة البالغ عددهم 10 آلاف”.

“نحن بصدد بلورة الرؤية والتعاقد وتمتين الإشعاع لهذا التنظيم الحزبي الموازي”، يورد المسؤول الحزبي، مؤكدا أن “هناك انطباعا جيدا لفهم وتملّك سياق هذا المنتدى في ظل انشغال جماعي ونفَس بنّاء يُعايَن من خلاله التفاف حول القيادة الجهوية”.

وبخصوص التنمية المحلية، قال غازي إن “المدبّر المحلي عادة ما يسكُنه القلق، وهو شعور طبيعي جدا بهدف إنتاج وبحث الحلول”، محذراً معشر المنتخبين التجمعيين من “الانهزامية والتواري إلى الخلف”.

مكانة جهة طنجة

مداخلة رئيس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، عمر مورو، جاءت مقتضبة إلا أنها أشارت إلى أهمية “تدشين هذه اللقاءات الجهوية للمنتخبين من جهة طنجة، التي يجعلها تثبت مكانتها لدى قيادة الحزب، وكذا مكانتها في منظومة التنمية الوطنية برمتها”.

المنتخب التجمعي على رأس مجلس الجهة، التي استضافت انطلاقة “منتدى المنتخبين الأحرار”، أكد على “ضرورة الوفاء للحلفاء في تكوين المجلس وحرص التجمع على إشراك الجميع في بناء التنمية”.

مورو الذي أطّر إحدى الورشات الخمس التي عُقدت نهاية الأسبوع حول موضوع “التقائية مخططات التنمية”، أكد على ضرورة الانسجام مع “التوجيهات الملكية والسياسات الحكومية”.

ولفت إلى أن “التكامل والانسجام بين مختلف الاستراتيجيات القطاعية والترابية، واعتماد آليات التتبع والتقييم والتقويم وقياس النجاعة والفعالية، يظل مشروطاً بمدى التفاعل والتجاوب مع المتطلبات المتزايدة للمواطنات والمواطنين والحرص على الحكامة الجيدة للسياسة التدبيرية والمالية، محليا وجهوياً”.

The post "المنتخبون التجمعيون" يطلقون مشاورات بشأن التنمية والديمقراطية المحلية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/o9Rk8xF

قال الناقد محمد بنعزيز إن “الفيلم التخييلي “بينوكيو ديل تورو” صدر في 2022، وحظي بتغطية إعلامية كبيرة”، مشيرا إلى أن الربع ساعة الأول من الفيلم التخييلي كان يحكي قصة مستقلة عن وفاة الطفل في زمن حربٍ تعرض عبثية الموت. وأضاف: “حسب مؤرخ معاصر للحرب العالمية الثانية، لم تكن القرية موضوع نزاع، لكن قررت الطائرات تخفيف حملها قبل النزول في قواعدها، فرمت قنابل وقعت إحداها على الطفل كارلو”.

وتطرق بنعزيز، في مقال بعنوان “غييرمو ديل تورو.. أسرار الصنعة الفنية السينمائية فنيا وماليا”، إلى مجموعة من الجوانب المرتبطة بالكيفية التي يصنع بها موقع الكاميرا المعنى، وكيف تعمل التقنية على إنتاج المعنى، وحرص المخرج على الموازنة بين الواقعية والخيال، مع محاولة توضيح معنى “سينمائي فنان”.

هذا نص المقال:

يعمل فنانو سينوغرافيا وتقنيو تحريك على تحويل نص سيناريو إلى فضاء مصغر، ماكيت (نماذج معمارية مجسمة مصغرة) يلخص المكان الذي يعيش فيه بينوكيو، حيث سيصوره المخرج في ورشة غاية في التعقيد.

Guillermo Del Toro’s Pinocchio: Handcarved Cinema10-12-2022.

لذلك شُكلت وخلقت ورشة فنية تكنولوجية فيها لوحات ستصور بالتتابع لوحات تجسد تراثا بصريا هائلا. لقد تم رسم وصنع روبو لبينوكيو ولحيوانات ظهرت في حكايات إيسوب وابن المقفع ولافونتين… حيوانات ستمثل في مسرح دمى أكثر منه مشهد رسوم متحركة. في الرسوم المتحركة ترسم الخلفيات، بينما في الفيلم دمى متحركة. بنى المخرج سينوغرافيا مركبة لشخصياته الصغيرة. تم الاشتغال على تفاصيل كثيرة في الأشكال والألوان والخلفيات الدالة. تظهر فوائد الطباعة ثلاثية الابعاد. تتحرك الدمى الآلية، ذات القلب التكنولوجي والوجه الخشبي، لتحكي للمتفرجين قصتها. كان تحريك كاميرات بأحجام مختلفة في هذه السينوغرافيا عملا صعبا.

حسب أسلوب التصوير تتحرك الكاميرا أو الشخصيات أو هما معا، وهذه واحدة من خصائص الإخراج في أفلام غييرمو ديل تورو. لتجسيد هذا الأسلوب شاهد مصمّمو الديكورات ومهندسو الضوء أفلام المخرج السابقة بهدف ابتكار ديكور يُذكر المشاهد بأجواء سبقت له مشاهدتها. هذا حرص على الوحدة الأسلوبية.
لهذا الجهد الفني والتقني أرباح على المدى الطويل.

صدر الفيلم التخييلي “بينوكيو ديل تورو” في 2022، وحظي بتغطية إعلامية كبيرة. كان الربع ساعة الأول من الفيلم التخييلي يحكي قصة مستقلة عن وفاة الطفل في زمن الحرب، حرب تعرض عبثية الموت. فحسب مؤرخ معاصر للحرب العالمية الثانية، لم تكن القرية موضوع نزاع، لكن قررت الطائرات تخفيف حملها قبل النزول في قواعدها فرمت قنابل وقعت إحداها على الطفل كارلو.

قصة فيها سمات السرد الشفوي. وبعد أشهر أطلق المخرج فيلمه الوثائقي عن كيف صنع فيلمه التخييلي. لم يحظ الثاني بتغطية إعلامية كبيرة لأنه يقدم معلومات معقدة لا حكاية مسلية عن صرصار حكيم. لكن سيكون للفيلم الوثائقي وقع كبير على نفوذ وتأثير الفيلم التخييلي. فحاليا، وبعد مشاهدة الفيلم التخييلي للمرة الثانية في ضوء وقائع الفيلم الوثائقي، يبدو الأول مذهلا بشكل لا يصدق لأن المشاهد صار يعرف كم من الجهد بُذل في كل صورة وفي كل ثانية تحتاج أربعا وعشرين صورة. وهذا الأمر يتطلب معرفة وموهبة وصنعة تقنية هائلة.

كيف ذلك؟ كيف يصنع موقع الكاميرا المعنى؟

الجواب في وثائقي عن خطوات تقنية فنية لصناعة فيلم استغرق خمس عشرة سنة. إنه استثمار على المدى الطويل في أسرار الصنعة الفنية السينمائية. هذه نظرة عن كواليس فن إنتاج الرسوم المتحركة. كواليس صنعة فنية سينمائية لا تُدرك فنيا وماليا.

إن السينما مصنع لإنتاج الاحلام الجماعية، مصنع بالمعنى الحرفي والمجازي. أين يتجلى المصنعان في هذا الوثائقي عن منهج عمل غييرمو ديل تورو؟

جرى العمل في معمل حقيقي لنحت الفضاءات والوجوه. تم صنع ديكورات بين مجسمة ومرسومة. مبنى خشبي تلعب فيه الشخصيات، فضاء تتحرك فيه الشخصيات. جرى تصوير يأخذ بعين الاعتبار تعقيدات المونتاج. في النهاية تكشف أناقة اللقطات وعمقها موهبة وجهد صناعها.

تعمل التقنية هنا على إنتاج المعنى، على بناء عالم عجائبي يفيض معاني. ويُنتظر من الإخراج أن يقدم سردا بلغة بصرية تحتمل تأويلات عدة. يمكن قطع الصوت لمشاهدة اللوحات التشكيلية التي بني منها الفيلم.

هذا عالم عجائبي. وقع العجوز جيبوتو في حب الطفل الخشبي الذي نحته كما وقع النحات بجماليون في غرام المرأة التي نحتها، كما في أسطورة يونانية ومسرحية جورج برنارد شو “بجماليون” (1913).

يُقدم هذا العالم العجائبي بعين الصرصار المُغني الكسول عدو النملة الكادحة. الصرصار هنا شخصية إيجابية. شخصية قوية مفسِّرة في بنية سردية عميقة. لذلك يسهل اقتباس سيرته في فيلم دمى متحركة بدون خيوط. فيلم عن صرصار وطفل خشبي يريد أن يتم تقبله كما هو ويخاف التحذير الذي لم يطبقه البشر قط: “إياك أن تكذب وإلا سيطول أنفك” (في طفولتنا كنا نحك أنوف بعضنا البعض لتحديد الكذابين).

كان الصرصار راويا لسيرة الغير. صرصار عسكري معجب بآرثر شوبنهاور فيلسوف القوة ويحمل صورته. لتجسيد تغير البشر صمم المخرج أقنعة مختلفة ومن أحجام مختلفة لكل دمية لأن الوجوه الملساء لا تتغير تعابيرها. هكذا صار للتقنية أفق تعبيري. تظهر الأكاذيب مثل الأنف الطويل لكل الناس إلا صاحبها (في الحكاية المغربية كنا أطفالا نحُك أنوف بعضنا، فمن خرجت من أنفه نقط بيضاء فهو كذاب).

يوازن المخرج بين الواقعية والخيال. بالنسبة لديل تورو لا بد من غلبة البعد الواقعي بهدف الوصول إلى أدق وأصدق محاكاة ممكنة للحياة الواقعية. لذلك تمت موقعة الأحداث زمنيا بعد الحرب العالمية الأولى. الحرب تقتل وتُنجب الفاشية في إيطاليا. بهدف تقوية مصداقية الديكور كان مساعدو المخرج يقومون بتوسيخ الدمى بعد صناعتها لكي تبدو متورطة في الحياة بدلا من أن تبدو مغسولة خرجت من سوبر ماركت.

من يشاهد الفيلم التخييلي لا يرى كل هذا الجهد. يرى ألعابا صغيرة فقط. مع من يعمل المخرج على هذه الألعاب؟

يعمل مع نجمات الصف الأول: كيت بلانشيت، تيلدا سوينتون… واضح أن هذا فن عظيم حتى وإن بدا كألعاب صغيرة الحجم تتحرك وتبدو في الشاشة ككائنات حقيقية. هذا فن عظيم يقوم به فنان.

ما معنى سينمائي فنان؟

جاءت “نيتفليكس” بالجواب من ورشة سينمائي معاصر مشهور هو ديل تورو. وثائقي عن خطوات تقنية فنية لصناعة فيلم.

في الفن الحديث لا تكفي الموهبة والمعرفة النظرية. هل الفن موهبة سحرية أم عمل منظم لوقت طويل؟

يجيب الشاعر والناقد التشكيلي الكبير شارل بودلير: “الفن نضال ثابت وعنيد ضد النمطية والثوابت” (زينات بيطار، “بودلير ناقدا فنيا”، دار الفارابي، ص 26). بهذا السبق والنضال يُفترض أن يسبق الفنان زمنه. وهنا لا يكفي امتلاك الأفكار، لا بد من معرفة ومن وسائل تقنية لتحويل الأفكار إلى صور ونقود.

هذا جهد ضروري، والفنان الذي يحاول مرارا ينجح. يقال في الصيد: “لا تنجح الأسود في الصيد إلا في ربع محاولاتها، أي أنها تفشل في 75 بالمائة من محاولاتها. ورغم هذه النسبة الضئيلة للنجاح لا تيأس الأسود من محاولات المطاردة والصيد”.

تنجح محاولات قليلة في خمس عشرة سنة لتحضير فيلم. ينطبق ذلك على الفنان، لا بد من معرفة تقنية علمية وعملية لتجسيد المشاريع الفنية. بعد الموهبة والمثابرة الطويلة قد يبتسم الحظ. ممنوع قلب هذا الترتيب.

The post فيلم "بينوكيو ديل تورو" .. هذه أسرار فنية ومالية في الصنعة السينمائية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/YcJklX9

أكدت رابطة التعليم الخاص بالمغرب على ضرورة فتح نقاش عمومي يبحث ما خلفته أزمة “كورونا” في منظومة التربية والتكوين من تداعيات، وما يحتاجه مستقبل المدرسة المغربية من تسريع لوتيرة الإصلاحات الواردة في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، الصادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.

وأوضحت الرابطة، في بلاغ، أن الإصلاح يقتضي أن يشمل الإنفاق العمومي على التمدرس باعتباره حقا يكفله الدستور لجميع مكونات منظومة التربية والتكوين، ويمنح الأسر حق اختيار المدرسة التي تناسب أبناءها، سواء كانت مدرسة عمومية بالمجان أو مدرسة خاصة مؤدى عنها، من خلال منح أو صيغ أخرى، مثل استرجاع نسبة من الضريبة على الدخل، وهو ما سيحقق “دمقرطة الولوج إلى مدارس الجودة أمام جميع التلاميذ المغاربة”.

وأضافت أنه “بالموازة، يجب أن يحظى الأساتذة والأطر التربوية والإدارية العاملة بمنظومة التربية والتكوين بنفس الحقوق والحماية الاجتماعية والتحفيزات، سواء عملوا بمدارس عمومية أم خاصة، باعتبار أنهم جميعا يؤدون مهامهم النبيلة للارتقاء بمستوى التلاميذ المغاربة، ويسهرون على بناء مدرسة الإنصاف والجودة”.

وطالبت الرابطة الجهات المعنية “بالتدخل عاجلا لحماية مؤسسات التعليم الخاص التي تضررت أكثر من غيرها خلال فترة الجائحة، وأصبحت مهددة بالإفلاس بسبب عدم أداء بعض الأسر المستحقات المتراكمة عليها، والتدبير غير المنصف لعدد من المصالح الإدارية في تعاطيها مع وضع العاملين بهذه المؤسسات من مثل صندوق الضمان الاجتماعي”.

وتابع المصدر ذاته: “وإذ تنوه الرابطة بالمجهودات التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وجميع صانعي السياسات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين، والمؤسسات النيابية والتمثيلية، والمجتمع المدني من أجل مواصلة الإصلاح والارتقاء بالمدرسة المغربية، تدعو جميع الشركاء إلى تفكير جماعي يبلور مرتكزات تستند إلى المبادئ العامة التي تقوم عليها حقوق الإنسان (الشمول، والإنصاف، والتعاون، والتضامن، والمسؤولية الجماعية، والترابط) لضمان الحق في التعليم الجيد مدى الحياة، وتعزيز التعليم باعتباره مرفقا عاما ومنفعة مشتركة، يحددها عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم، لا يقتصر فقط على ضمان الدولة لتمويل جميع مكونات المدرسة المغربية، وإنما يتضمن التزام المجتمع ككل في إشراك الجميع في النقاش العام الخاص بالتعليم”.

وأكدت الرابطة أن “تحفيز الأساتذة المؤهلين أهم ما يمكننا القيام به لتجويد تدريس التلاميذ. ولا بد أيضاً من مجازاة الأساتذة على العمل النبيل الذي يضطلعون به من خلال تحسين ظروفهم الاجتماعية وظروف عملهم”.

وطالبت أيضا بـ”منح الأساتذة والأطر التربوية والإدارية الذين يعملون بمؤسسات التعليم الخاص نفس الوضعية التي يتمتع بها زملاؤهم بالمدرسة العمومية، تخول لهم إمكانية الترقية المهنية، ونفس الحقوق الاجتماعية المرتبطة بالإنفاق العام الخاص بمنظومة التربية والتكوين”.

كما دعت، من خلال البلاغ ذاته، إلى “توفير تكوين أساسي موحد وناجع لجميع الأساتذة، سواء كانوا سيدرسون بالمدارس العمومية أو الخاصة، يضمن جاهزيتهم وفق الدلائل المرجعية للوظائف والكفاءات التي ينص عليها القانون الإطار 17-51”.

وأضاف التنظيم: “عملت الرابطة منذ سنة 2005 على الترافع بخصوص تخويل الأطر التربوية والإدارية العاملة بمؤسسات التعليم الخاص الحماية الاجتماعية والامتيازات التي توفرها الدولة لهيئة التعليم العمومي، مطالبة بحقهم المشروع في الانخراط بمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين، وهو ما تحقق شهر فبراير من السنة الماضية بعد توقيع اتفاقيات بين مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من جهة أولى، وبين كل من رابطة التعليم الخاص بالمغرب وجمعيات مهنية أخرى والمؤسسة من جهة ثانية. وتمكنت الرابطة من ترتيب الإجراءات اللازمة لإطلاق عملية انخراط أكثر من 11 ألف أستاذ وإطار إداري كدفعة أولى بالمؤسسة”.

The post رابطة التعليم الخاص بالمغرب تقترح الإنفاق العمومي على "مدارس الجودة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/rGpRqlM

في حين تتجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى استحقاق انتخابي جديد ويستعد المرشحون لخوض السباق إلى البيت الأبيض، يتحدث الجميع عن الفرص الرئاسية لحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، باستثنائه هو.

حاليا يكتفي المشاغب الجمهوري بالتركيز على الولاية التي حولها مختبرا لتطبيق سياسات اليمين، والتي يأمل أنصاره أن توصله إلى المكتب البيضوي.

يظهر نجم الحزب الجديد بشكل شبه يومي في وسائل الإعلام كقائد معركة في الحروب الثقافية، التي يخوضها حزبه ضد السياسيين والشركات والأساتذة “المثقفين”، الذين يتهمهم بأنهم يريدون فرض أيديولوجيتهم التقدمية على مناطق شاسعة في أميركا.

في فلوريدا تم إطلاق أولى الحملات العام الماضي على خلفية ملف التعليم الشائك، إذ قام ديسانتيس بتقييد النقاشات بدون إذن الوالدين بشأن التوجه الجنسي والهوية الجنسية في المدارس الابتدائية.

كما وقع قانونا يحد من المواد التعليمية المتعلقة بالعرق وعلاقته بتاريخ الولايات المتحدة، وفي يناير عارض تعليم مادة في المدرسة الثانوية حول الأميركيين من أصل أفريقي، واصفا مضمونها بغسل الأدمغة.

كما أثارت إدارته مشكلة بعد أن استبدل سبعة أمناء من “نيو كوليدج أوف فلوريدا”، وهي مدرسة عامة للفنون الحرة بساراسوتا، ليحظى مجلس الإدارة بأغلبية محافظة.

كانت النتيجة نفسها في كل حالة: تصفيق في الدوائر الأكثر تحفظا في أميركا، وغضب في أوساط خصومه، وتغطية إعلامية سلطت الضوء على الحاكم البالغ 44 عاما.

علنا يبدي القليل من الاهتمام في الحديث عن مستقبله في الساحة الوطنية، لكن ديسانتيس لا يخفي بأن إدارته لفلوريدا تعكس وجهات نظره الأوسع في السياسة الأميركية.

عنوان مذكراته، التي ستصدر يوم غد الثلاثاء، هو “الشجاعة لتكون حراً: مخطط فلوريدا لإحياء أميركا”.

بناء الصورة

بالنسبة لتشارلز زلدن، الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة نوفا الجنوبية الشرقية، على بعد نصف ساعة بالسيارة شمال ميامي، لا شك في أن ديسانتيس يفكر في الوصول إلى البيت الأبيض.

وصرح زلدن لـ”فرانس برس” قائلا: “ليس على عجلة من أمره ليعلن بأنه سيترشح للرئاسة لأنه ليس مضطرا لذلك. هو يبني صورته، ومن الأسهل القيام بذلك من خلال القول إنه يركز فقط على فلوريدا”، وحتى الآن حقق اسم ديسانتيس نجاحا.

لم يتبق سوى القليل من الغموض السياسي، الذي حقق فوزا مفاجئا في انتخابات حاكم الولاية في 2018 بدعم من الرجل، الذي من المرجح أن يكون أكبر خصومه في 2024، الرئيس السابق دونالد ترامب.

إدارة الحاكم لوباء “كوفيد-19” وممارسته الضغوط لإعادة فتح الاقتصاد بسرعة، ومعارضته التدابير الصحية التي اتخذتها إدارة الرئيس جو بايدن، جعلته يحظى بشعبية واسعة لدى الجمهوريين.

في نونبر الماضي أعيد انتخابه بأغلبية ساحقة، بنحو 60 بالمائة من الأصوات، أمام الديموقراطي تشارلي كريست، بفضل السياسات التي حشدت الناخبين المحافظين على غرار المعلمة السابقة كايتي كامبل البالغة 48 عاما.

كانت كامبل، وهي أم لثلاثة أولاد، عضوا في مجلس مدرسة مقاطعة بريفارد منذ عام 2018 وتشارك أفكار ديسانتيس حول التعليم.

وقالت: “أنا محافظة ولا أعتقد أن النقاشات حول التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية مكانها الفصل الدراسي. أعتقد أنها شأن أسري”.

مهاجمة الحرية

ينتقد آخرون سياسات حاكم فلوريدا التعليمية التي أدت إلى إزالة العشرات من مكتبات المدارس في الأشهر الأخيرة.

وقالت إيمي ريد (58 عاما)، مديرة برنامج الدراسات حول الجنس في نيو كوليدج: “يستخدم ديسانتيس التعليم في فلوريدا كجزء من حملة لغاية لا علاقة لها بتحسين التعليم في فلوريدا”.

وأضافت: “آمل أن يدرك الناس أن ما يحدث هنا هو جزء من هجوم منظم أوسع نطاقا على حرية التعبير وحرية التعليم ونظام التعليم العام وحرية العقيدة في هذا البلد”.

ويقول زلدن إن ديسانتيس يعرف كيف يستغل منصبه كحاكم لجذب الجمهوريين خارج ولايته، ويضيف: “أعتقد أنه مرتاح جدا لسير الأمور. أعتقد أنه يرى طريقا للمضي قدما نحو هدفه وهو تولي الرئاسة”.

في مقتطف من مذكراته، يتحدث ديسانتيس عن نضال “نحن الشعب” ضد النظام الليبرالي، موضحا أنه يرى أن حكمه لولاية فلوريدا “أكبر بكثير من مجرد إدارة يومية بسيطة”.

ويقول في السياق ذاته: “ما فعلته فلوريدا هو وضع مخطط للحكم أدى إلى نتائج ملموسة، بينما كان بمثابة توبيخ للنخب التي دفعت ببلادنا إلى الهاوية”.

The post إمكانية وصول حاكم فلوريدا إلى البيت الأبيض تثير الاهتمام بالولايات المتحدة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/7GQzJWK

لم يتحسن ترتيب المغرب في مؤشر “الازدهار العالمي” خلال السنوات الخمس الأخيرة، إذ ظل يراوح، تقريبا، المرتبة نفسها التي احتلها سنة 2017، بحسب المؤشر الذي يصدره معهد “ليغاتوم” البريطاني.

ولم يتمكن المغرب من تحسين ترتيبه في مؤشر سنة 2023 إلا برتبة واحدة، مقارنة بالرتبة التي احتلها قبل خمس سنوات، إذ جاء في المركز 96 عالميا، بينما احتل الرتبة 97 في المؤشر الصادر عام 2017.

وجاء المغرب في موقع أحسن مقارنة مع دول المنطقة المغاربية، متقدما على تونس التي احتلت الرتبة 99، والجزائر المصنفة في الرتبة 109، وليبيا في الرتبة 146.

واحتل المغرب الرتبة العاشرة بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وراء إسرائيل، والإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين، وعمان، والسعودية، والأردن، وتركيا.

وبحسب المعطيات الواردة في المؤشر الذي يغطي 149 دولة، في مختلف القارات، فإن إسرائيل هي الدولة الأكثر ازدهارا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باحتلالها الرتبة 33 عالميا، تليها الإمارات العربية المتحدة التي توقعت في الرتبة 44 عالميا، ثم قطر التي جاءت في المرتبة 46.

ويعتمد مؤشر “ليغاتوم” البريطاني في تقييم ازدهار الدول على جملة من المعايير المتعلقة بالديمقراطية ورفاه المواطنين، كالحوكمة، والأمان، ومناخ الأعمال، والبيئة، والاقتصاد…

وسجّل التقرير عددا من نقاط الضعف على بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتمثل بالأساس في التدهور الحاصل في الأمن والحوكمة والحريات الشخصية، ووضعية الرأسمال البشري، ما جعلها تحتل الرتب الأخيرة في هذه المعايير.

إضافة إلى ذلك، أورد المؤشر أن المنطقة شهدت تصاعد خطر الإرهاب والصراعات والنزاعات، و”المزيد من قمع حرية التعبير وتأسيس الجمعيات”، وهو ما جعل دول المنطقة تحقق ترتيبا أقل من المتوسط العالمي.

وأثرت النزاعات التي تشهدها عدد من دول المنطقة، خاصة سوريا واليمن وليبيا، على ترتيبها، إذ أشار المؤشر إلى ارتفاع عدد الحوادث الإرهابية، التي انتقل معدل عدد ضحايا من 9.2 إلى 52 حالة وفاة لكل مليون شخص.

وعلى الصعيد الاقتصادي، سجل مؤشر الازدهار صعف اقتصادات دول المنطقة، حيث سُجل بها أعلى معدل للبطالة بنسبة 24.6 في المئة، وأدنى إدماج للنساء في سوق الشغل بواقع 24 في المئة.

في المقابل، أبرز مؤشر “ليغاتوم” أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت بعض التحسن على مستوى التعليم، من إيلاء مزيد من الاهتمام للتعليم الأولي، وتحسين مهارات الكبار، إضافة إلى تحسين البنية التحتية، وظروف معيشة المواطنين.

ورصد المؤشر ارتفاع معدل إتمام التلاميذ في منطقة “مينا” مرحلة التعليم الثانوي من 71 في المئة إلى 77 في المئة، وانخفاض معدل وفيات الأمهات من 127 حالة وفاة إلى 104 لكل ألف.

وتصدرت إسرائيل قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر الازدهار، واحتلت الرتبة 33 عالميا، حيث استفادت من قوة بيئة الاستثمار فيها.

وإجمالا، فإن مؤشر الازدهار على الصعيد العالم اتسم بالاستقرار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نتيجة الضعف الذي وسم عمل المؤسسات واقتصادات الدول.

The post المغرب يكتفي بالتحسن مركزا واحدا إضافيا في "مؤشر الازدهار العالمي" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/aNYEZi7

تجاوزت نسبة ملء حقينة السدود إلى غاية الجمعة 24 فبراير الجاري النسبة المسجّلة خلال التاريخ ذاته من السنة الماضية، بعدما سجّلت 33 في المائة من مجموع المخزون المائي مقابل 32.8 في المائة السنة الماضية.

ويبلغ احتياطي سدود المملكة، وفق آخر أرقام وزارة التجهيز والماء، 5317,1 مليون متر مكعّب، حيث يتصدّر سد الوحدة ترتيب هذه السدود بـ2062.1 مليون متر مكعّب، متبوعاً بسد واد المخازن بـ559.7 مليون متر مكعب، ثم سد إدريس الأول بـ294.6 مليون متر مكعّب.

وتأتي هذه الأرقام في ظل تساقطات مهمة عرفتها مختلف أقاليم وجهات المملكة خلال الأيام الماضية، إذ سُجّلت، حسب أرقام المديرية العامة للأرصاد الجوية، 30 ملمترا بطنجة و12 ببني ملاّل و11 بتطوان، إلى جانب مقاييس تتراوح بين 9 ملمترات وأقل من ملمتر بمدن أخرى.

كما تأتي في ظل توقّعات بهطول أمطار قوّية وأحياناً رعدية بمختلف مدن المملكة، وستستمر إلى غد الأحد، حسب آخر نشرة إنذارية للمديرية العامة للأرصاد الجوية من اللون البرتقالي.

أحمد الهوتي، عضو المجموعة الفرعية للماء لخريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، قال إن “هذه النّسبة رغم إيجابيتها تظل غير كافية حتى لا نعيش ما عشناه أواخر 2022 وبداية 2023”.

وأوضح الهوتي، في تصريح لهسبريس، أن “هذه النّسبة يجب أن نقارنها بنسبة الملء التي عرفتها السدود سنة 2018، باعتبارها النسبة المرجعية، والتي بلغت آنذاك 62 في المائة، والتي لم تكف مع ذلك متطلبات الموسمين التاليين في الفلاحة والماء الصالح للشرب”.

وطالب الخبير الزراعي باتخاذ المزيد من الحذر وتدبير الطلب، داعيا إلى التسريع بتنزيل برنامج إنجاز محطات تحلية مياه البحر وطنياً، لاسيما بالمدن الكبرى كالدار البيضاء وآسفي والجديدة ومدن الشمال، مشيرا إلى أن هذا البرنامج سيحل، على الأٌقل، مشكل الطلب على الماء الصالح للشرب.

وأوضح أن هذه المحطّات ستمكّن المغرب من الحفاظ على مخزون مياه السدود للاستعمالات الفلاحية، خاصة إنتاج الخضر، مذكّراً بما عاشه المغرب خلال الفترة الأخيرة بفعل ندرة المنتوج الفلاحي مقابل كثرة الطلب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

في المقابل، يرى الخبير الزراعي ذاته أن التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة التي عرفتها المملكة “مهمة جداً وأنعشت بالفعل الأحواض المائية الشمالية والمياه الجوفية، وأثرت إيجابيا على المراعي والغابات، مما سينعش تربية المواشي”، مشيراً إلى أن أحواض الجنوب ووسط البلاد، خاصة حوض أم الرّبيع، ما زالت تعيش ضغطاً كبيراً، لاسيما في الاستعمال الفلاحي.

The post نسبة ملء السدود تتجاوز سقف العام الماضي.. وخبير يدعو إلى المزيد من الحذر appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/QUDWXVY

يعد المسجد الكبير الواقع بحي زناقة في قلب مدينة فجيج ضمن الجهة الشرقية للمملكة المغربية، تحفة معمارية ودينية، وقبلة روحية وتعبدية لساكنة المدينة.

المسجد الكبير من أكبر المساجد في إقليم فجيج، ومن المعالم الدينية العتيقة لما يزخر به من نقوش وزخارف مغربية بديعة وعريقة، بالإضافة إلى كونه من البنايات الشاهدة على مجموعة من الأحداث التاريخية التي عرفتها المنطقة، وعلى رأسها دعم ساكنة فجيج المقاومة الجزائرية لطرد الاستعمار الفرنسي.

شاهد على العصر

يعود تاريخ بناء الجزء الأول من هذا المسجد إلى سنة 1679، حسب شهادة محمد الزاوي، رئيس الجمعية التي تدير شؤون هذه المعلمة الدينية، مشيرا إلى أن المسجد في بدايته كان صغيرا وسقفه قصيرا، وتم توسيعه وإصلاحه سنة 1942 بعد شراء 10 منازل محيطة به.

خلال سنة 1903، أقدمت الدولة الفرنسية، التي طالما تغنت بحقوق الإنسان، على قصف صومعة المسجد الكبير بحي زناقة بمدينة فجيج، لكن لحسن الحظ لم يخلف القصف خسائر بشرية، وذلك ردا على ما كان أهل فجيج يقدمونه من دعم للمقاومة الجزائرية لطرد المستعمر الفرنسي بمنطقة بني ونيف، وفق رئيس جمعية المسجد الكبير.

وتساءل شاب تحدث لهسبريس: “هل نسيت الجزائر الدعم الكبير الذي قدمه أهل فجيج لها في فترة الاستعمار؟”، موردا: “التاريخ مدون ولا يمكن لأحد تغييره، خاصة التاريخ المكتوب بدماء شهداء المغرب من أجل استقلال وحرية الشعب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي”.

ووصف عبد الله اليحياوي، فاعل جمعوي بمدينة فجيج، القصف الفرنسي لصومعة المسجد الكبير بـ”العمل الإرهابي والعمل العدواني الذي يبرز وحشية الدولة الفرنسية بنظامها الحاكم ونظامها العسكري”، وقال: “فرنسا يجب أن تتحمل مسؤوليتها في مثل هذه الجرائم المرتبكة في حق مواطنين عزل”.

تاريخ مقاومة فجيج

وعن تاريخ مقاومة أهل مدينة فجيج، قال الطيب الجابري، عضو جمعية فجيج للتراث وثقافات الواحات مهتم بتاريخ المنطقة: “لقد حاول الأتراك غير ما مرة بسط نفوذهم على منطقة فجيج منذ نهاية القرن السادس عشر ولم يتمكنوا من ذلك إلا سنة 1779 ولمدة عشرين سنة، إلى أن تم طرهم في عهد السلطان مولاي سليمان العلوي سنة 1903”.

وأضاف الطيب، في تصريح لهسبريس، أن “أهل فجيج ساهموا في تحرير تغر وهران من يد الإسبان وذلك بتلغيم أسواره بطلب من داي وهران محمد بن عثمان الكبير التركي، كما أكد ذلك المؤرخ الفرنسي ليون روش في كتابه (32 سنة عبر التاريخ-1832-1864)”، الذي جاء فيه أن أهل فجيج لبوا النداء وتوجهوا إلى وهران معززين بالأسلحة والبارود، محملة على الجمال والبغال، وقاموا بحفر خندق تحت قلعة وهران.

وسجل المؤرخ ذاته وفاة 16 مجاهدا من فجيج خلال أشغال حفر الخندق، وأنهم استولوا على قلعة وهران وتحكموا في البحر، وبدأت عملية قصف الإسبان بالكور “الهاون”.

وفيما يخص فرنسا، فقد ساهم أهل فجيج في الجهاد إلى جانب الأمير عبد القادر كخبراء في زرع الألغام؛ ففي سنة 1836 استنجد الأمير عبد القادر المختاري الإدريسي بأهل فكيك من أجل تعليم المجاهدين فن تلغيم الطرق والمسالك أمام القوات الفرنسية، كما تشير إلى ذلك الوثائق الموجودة بفجيج وكما وثق أيضا المؤرخ الفرنسي ليون روش في كتابه “عشر سنين عبر الإسلام”، يضيف الطيب الجابري.

وأضاف المتحدث ذاته أن من بين الشواهد التاريخية، تواجد مجموعة مقرات بفجيج استقبلت المقاومة الجزائرية حتى أصبحت المدينة قاعدة خلفية لها، ذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، مركز قصر العبيدات، وقصر زناكة، والحمام الفوقاني، وكذلك غار المقاومة والغار الأزرق، و”بلازون”، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية.

The post المسجد الكبير بفجيج.. شاهد على القصف الفرنسي بعد دعم المقاومة الجزائرية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ei5Fuxl