منذ الإعلان عن إحداث نظام أساسي لقطاع التربية الوطنية، قالت عنه الوزارة بأنه سيكون محفزا ومنصفا ومشجعا، لازم الجدل هذا القانون بين نساء ورجال التعليم ممن ظلوا يحلمون بنظام أساسي موحد، وازدادت حدته حين مصادقة المجلس الحكومي عليه خلال هذا الأسبوع. وهذا ما يلاحظه المتابع للانتقادات الصادرة عن الأطر التربوية والتنسيقيات وفعاليات نقابية؛ ما يفرض طرح أسئلة عن المقاصد من وراء هذا النظام، ومدى جاذبيته؟ وهل يمكن أن يؤدي إلى هجرة الممارسات لمهنة التدريس؟ وعن المغزى من إقصائهم من منح التحفيز؟ وإلى أي حد يمكن ضمان إقبال حملة الإجازة المهنية وغيرها من الشواهد على مهنة التدريس؟

فضفاض وغير مشجع

مولود أجراوي، المفتش التربوي، قال إن “المرسوم رقم 2.23.819 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية يبقى فضفاضا في كثير من مواده، وغير مشجع لانخراط الفئة الشابة في أسلاكه؛ وذلك للأسباب التالية: أولا، يبدو للمقبل على ولوج قطاع التربية والتكوين أن الغطاء النقابي المدافع عن حقوقه مستقبلا قد استنفد أوراقه وربما وصل إلى نهايته، وأن بناء إطار بديل يتمثل في تنسيقيات أو نقابات جديدة سيتطلب سنوات طويلة”.

وأضاف أجراوي، في تصريح صحافي للجريدة الإلكترونية هسبريس: “ثانيا، فعلى الرغم من تصريح مشروع القانون الأساسي، في ديباجته، أنه سيخضع لمقتضياته، بالإضافة إلى موظفي الوزارة السارية عليهم مقتضيات المرسوم رقم 859.02.2، الصادر في 10 أبريل 2003، بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية، كما وقع تغييره وتتميمه، الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والتي تطبق عليها حاليا اثنا عشر نظاما أساسيا للأكاديميات، وتسمية الكل بالوارد البشرية، فإن غبشا يلف مصدر رواتب هذه الفئة الأخيرة، فهل من الخزينة العامة للمملكة أم من الخزينة العامة الجهوي كذلك؟”.

وتابع المفتش التربوي موضحا أن الراتب الشهري للدرجة الثانية الهزيل، حيث يرتب أطر الأكاديميات، مع لهيب الأسعار غير مشجع تماما على اختيار هذا القطاع الذي كان أمل لأجيال القرن الماضي، خاصة أن حرمان أطر التدريس من زيادة في الأجر أو تعويضات عامة سيكون طويلا؛ لأن مدة سريان مفعول القانون الأساسي الجديد يمكن أن تمتد إلى 20 سنة أخرى. وعلى الرغم من فتح أفق الترقي إلى الدرجة الممتازة، فإن المدة تتطلب عشرات السنوات من الخدمة”.

عمل بشري

من جهته، أوضح إدريس المغلشي، الفاعل النقابي، أن “من تداعيات المصادقة على النظام الأساسي الخاص بقطاع التربية الوطنية أنه خلف ردود أفعال متباينة بين القبول والرفض؛ وهو أمر طبيعي، لأنه بكل بساطة عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب ومن المستحيل أن ننتظر منه الكمال وحل جميع الإشكالات المتراكمة منذ عقدين ونصف العقد. ولعل من أبرز الضحايا لهذا المنتج أنه لم ينصف بشكل نهائي الملفات العالقة من قبيل اتفاق 26 أبريل 2011 الموقع في عهد حكومة عباس الفاسي، ولعل من أبرز معيقات تنفيذ هذا الاتفاق الغلاف المالي”.

وزاد المتحدث نفسه قائلا: “مشكل الغلاف المالي أضاع حقوق أفواج بذلت مجهودات حافظت على سيرورة المدرسة العمومية؛ وآخرها متقاعدو المنظومة والذين لن يستفيدوا من درجة خارج السلم نتيجة هذا الحوار الذي طال أمده الى حدود 2030 باعتبار القرار المشؤوم الذي سنّه عبد الإله بنكيران من قبل (متوسط الأجر للثمان سنوات الأخيرة)؛ وهو ما أثر على النظام الأساسي الجديد الذي حكمته مقتضيات ومراجع، أهمها القانون 51/17 والنموذج التنموي. وقد تجسد هذا المعطى في القراءة الأولية له، حيث حكمته جوانب؛ أهمها الضبط من أجل النجاعة من خلال كلمة الوزير في الندوة الصحافية (إرجاع الهيبة للمدرسة)، وهو مصطلح يمتح من مرجع وخلفية وزارة الداخلية في مؤسسة يحكمها البعد البيداغوجي والتربوي وليس الأمني”.

وأبرز الفاعل النقابي أن “هذا النظام الأساسي استند على دعم هذا المؤشر، من خلال تعويضات كرست الفوارق بين فئات الأسرة الواحدة عوض توحيدها؛ وهو أمر لا شك أنه سيساهم في تهجير ما تبقى من هيئة التدريس التي كانت تعقد آمالا كبيرة على هذا النظام، فتبين في الأخير أنها كانت تنتظر السراب، وهذا الشرخ ستؤدي ضريبته المنظومة. وحري بنا جميعا أن نجيب عن سؤال: هل سيساهم النظام الأساسي في استدراك اختلالات الإصلاح من خلال الرؤية (2023/2015)؟”، تساءل المغلشي في حديثة مع هسبريس.

واستدرك المتحدث ذاته قائلا: “لكن الأكيد أنه سيفتح الباب في وجه الحاصلين على الإجازة المهنية آفاقا جديدة طموحة ومحفزة، باعتبار مكاسب ناضل من أجلها جيل سابق ليستفيد منها المقبلون على الوظيفة ابتداء بالتوظيف بالسلم الـ10، وانتهاء بالدرجة الممتازة.. والأهم تجسير المرور من فئة إلى أخرى داخل الفئات الثلاث التي حددها النظام الأساسي، ولم يعد هناك مانع بين أن تكون أستاذا وتصبح مسؤولا بمعيار المباراة والتكوين”.

التأثير على المردودية

من جانبه، أكد محمد ابريجا، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمدينة مراكش، أن هذا القانون لا شك سيؤثر على المردودية لاعتبارات عديدة؛ منها أن هناك انتظارات تتعلق بالزيادات في الأجور قبل طرحه وتخفيض الأحمال الضريبية التي تقتطع من المنبع، خاصة أمام ارتفاع التضخم وتكلفة المعيشة والسكن وتعليم الأبناء وفاتورة والعلاج؛ ما دفع بالشغيلة والتعليمية إلى دائرة الفقر، ومس بصورتها الاعتبارية في المجتمع”.

ومن الاعتبارات السلبية لهذا النظام، حسب هذا المدرس، “السخط العارم على منطق اللامساواة في إقرار الزيادة في بعض التعويضات لفئات من الشغيلة دون أخرى؛ ففئة التعليم الثانوي التأهيلية هي الأكثر تضررا، إذ إن ظروف الشغل قاسية؛ لأن التدريس يتم بأقسام تضم 48 تلميذا، ومع فئة عمرية تتطلب ليس فقط نقل معرفة بل مواكبة نفسية والتعامل بطرق بيداغوجية تستنزف الكثير من الجهد الذهني والنفسي للأستاذ، وساعات طويلة من التصحيح خارج القسم”، مقدما مثالا بتدريس مادة الفلسفة التي تسند فيها للأستاذ 10 أقسام كل واحد يضم 48 تلميذا، أي أن هذا المدرس مطالب بتصحيح أوراق 480 تلميذ(ة)، وهذا يتطلب جهدا يبلغ حوالي 40 ساعة لتصحيح امتحان واحد. أما الاعتبار الخامس، فـ”يتجلى في أن الأستاذ المرابط في قسمه ليؤدي رسالته بإخلاص هو حجر الزاوية في المنظومة التعليمية؛ لذا على الوزارة أن لا تحلم بأي إصلاح وكرامة الأستاذ مهدورة، ووضعها الاجتماعي في الحضيض”، ختم محمد ابريجا.

The post فاعلون يُقيمون النظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية بين التحفيز والتنفير appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://www.hespress.com/%d9%81%d8%a7%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%86-%d9%8a%d9%8f%d9%82%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b8%d9%81%d9%8a-1240511.html

المغرب هو موطن لواحد من أقدم التقاليد البهلوانية في العالم، وقد شوهدت الفرق البهلوانية المغربية المعروفة ببناء وصعود وهبوط الأهرام البشرية في المعارض الأوروبية قبل وقت طويل من اختراع الإنجليزي فيليب أستلي للسيرك سنة 1770.

إلى أيّ حد ألهمت الفرق البهلوانية المغربية فرقة أستلي الأولى من البهلوانيين؟ هذا شيء غير معروف؛ لكن هؤلاء البهلوانيين قدموا أهراما بشرية قائمة على القفز صعودا وهبوطا على طريقة البهلوانيين المغاربة – وربما تكون قد شملت البهلوانيين المغاربة في المقام الأول. على أي حال، كانت الفرق المغربية المعروفة ببناء الأهرام البشرية جزءا عمليا من السيرك منذ تأسيسه، ولا تزال تُشاهد في السيرك في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا.

يتم تجميع معظم هذه الفرق في وقت توقيع عقد العمل، إلا أن الأعضاء يختفون في نهاية الموسم (يتفرق أعضاء هذه الفرق غالبا وسط فرق أخرى)؛ لكن بعضها كانت لا تتوفر على قائد موهوب ومغامر بما يكفي لإثبات اسمه بقوة في ميدان العمل. في الخمسينيات من القرن الماضي، كانت فرقة إيفني الصحراء واحدة منهم. كان “الرجل القوي” – البهلواني الذي كان بمثابة الدعامة الرئيسية للأهرام البشرية- (الرفاد) -هو أحمد بن علي زيناتي، وهذه هي قصته.

ولد أحمد بن علي زيناتي في طنجة بالمغرب، يوم 15 يناير 1929. كان طفلا طويلا وقويا وحيويا. لقد استنفد جزءا من طاقته في الملاكمة في صالة ألعاب رياضية محلية. ومع ذلك، لم يكن هذا كافيا؛ فقد ساعدته الطاقة التي أبان عنها في اتخاذ خطواته الأولى نحو مهنة السيرك، حيث بدأ في ممارسة الألعاب البهلوانية القائمة على بناء وصعود وهبوط الأهرام البشرية على شاطئ طنجة مع مجموعة من الأصدقاء – بعضهم احتضن لاحقًا الحياة في السيرك، وأحيانا كانوا يعملون معا.

كانت طنجة لا تزال منطقة دولية تسيطر عليها إسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، سنة 1949. وقد جعلها قربها من القارة الأوروبية عبر مضيق جبل طارق وجهة سياحية وتجارية مهمة – ناهيك عن تحولها إلى مركز تجسس صاخب. إذا كان التجسس بالفعل جزءا من الصناعة المحلية، فإن المهمة السياحية للمدينة حولتها إلى مركز نشط للأعمال الاستعراضية؛ مما جعلها تجذب مديري السيرك المؤثرين من جميع أنحاء العالم. لقد اكتشف أحدهم أحمد، الذي كان في العشرين من عمره، وعرض عليه عقدا مع فرقة مغربية تعمل في أوروبا. كانت هذه بداية مسيرة أحمد في السيرك.

أحمد بن علي زيناتي (وسط الواجهة الأمامية) وبن علي (وسط الواجهة الخلفية) سنة 1956

جنبا إلى جنب حجمه وقوته، جعلت قدرات أحمد البهلوانية منه رجل قاعدة الهرم المثالي في بناء الأهرام البشرية التقليدية التي دشنت عروض الفرقة المغربية في أوروبا، خاصة أداءها الفرجوي المذهل الذي حمل فيه رجل واحد – أحمد في حالتنا – وحده ثمانية من شركائه فوق كتفيه. كان قائد فرقته الأول هو بن علي، المعروف بـ”الرجل المطاطي” الذي اشتهر بألعاب الالتواء وطي العظام. كانت الفرقة الأخرى التي قدم عروضا لصالحها تسمى بالفرنسية بالفرقة الشريفية. (كان معظم المغرب، آنذاك، مستعمرة فرنسية).

بعد ذلك، ذهب أحمد للعمل مع فرقة بن علي (التي لم يكن قائدها بن علي على صلة بأحمد بن علي الزيناتي).كانا يظهران معا في مسرح سيكرالدوفي ميلانو مع سيرك ريفيستا بالميري، حيث التقى أحمد مع جوليا فيراري ووقع في حبها. جوليا، التي “ستهرب وتنضم إلى السيرك” للزواج منه.

في نهاية المطاف، أصبحت جوليا فتاة استعراض، وشاركت في “العروض ذات المواصفات الخاصة”، وأحيانًا كانت تركب الفيلة. أنجب أحمد وجوليا معا أربعة أطفال، فاطمة وروبرتو وزهرة وكريم.

فرقة بن علي المسماة بفرقة إيفني الصحراء بسيرك بيلي سمارت ببريطانيا سنة 1955

ومع مرور الوقت، أصبحت فرقة بن علي، في الخمسينيات من القرن الماضي، تُعرف باسم فرقة إيفني الصحراء. لقد ظهرا في بعض فضاءات السيرك الإيطالي الرائد؛ مثل سيركو أمريكانو وسيركو بالميري، وكذلك في سيرك دييفر الأسطوري في باريس، قبل توقيع عقد مع أكبر سيرك في إنجلترا، سيرك بيلي سمارت، حيث قدم أعضاء فرقة إيفني الصحراء عروضهم حتى سنة 1956.

في نهاية موسم 1956، تقاعد أحمد وزوجته من الأداء السيركي لرعاية أسرتهما المتنامية. استقرا في فاريزي، شمال شرق ميلانو، بإيطاليا، وتولى أحمد وظيفة في شركة نقل.

توفي أحمد بن علي زيناتي يوم 26 يوليوز 2008، عن عمر يناهز التاسعة والسبعين.

The post عندما اجتاحت الفرق البهلوانية المغربية عروض السيرك في جميع أنحاء العالم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/cwSsbjU

امتد مسار تحديث المجتمعات الأوروبية الغربية من القرن 16 إلى 19، أي دام أكثر من 3 قرون. هذا التحديث حقق فعلا التفوق الذي ترجم عمليا وجيوستراتيجيا إلى حركة إمبريالية عالمية، اعتمدت في مرحلة أولى المنطق العسكري بأسلحته المتطورة (الاستعمار)، ثم بعد ذلك تحول إلى غزو اقتصادي تحت شعار “العولمة والنظام العالمي الجديد”. عرف المسار في شموليته منذ مطلع القرن الواحد والعشرين إشباعا تخللته أزمات مالية واقتصادية، وتمخضت عنه خيارات طرحت من جديد إشكالية القطبية في قيادة العالم.

وقع عالم اليوم في منعطف طريف للغاية، وأجبرت الخبرة السياسية لدى القوى العالمية على تعميق التأمل والتفكير في تجديد مقومات الدبلوماسية، وبالتالي استخلاص الدروس والعبر لخدمة المستقبل تحت إكراه إجبارية تجنب الوقوع في حرب عالمية ثالثة.

في هذا السياق التاريخي الذي امتد لأكثر من 6 قرون دوليا و12 قرنا وطنيا، صمود الحضارة المغربية ترجم عبر محطات معلومة إلى معارك بارزة تاريخيا، توجت في نهاية المطاف بالحماية الفرنسية وتواجد اسباني شمالا وجنوبا. لم يخضع المغرب الأقصى للإمبراطورية العثمانية. التحديث في مسار هذه الدولة الحضارية لم يعرف انطلاقته الفعلية إلا ابتداء من منتصف الخمسينات من القرن العشرين. تراكمت المكاسب بسرعة فائقة. آمن المغاربة بحنكة وتبصر وحكمة الملكية المغربية. في ظرف لم يتجاوز 70 سنة، أصبحت للمملكة المغربية خصوصية ناعمة اعترف بها العالم بأسره. لقد برزت كونيا في العهد الجديد المقاصد الحقيقية ل”ثورة الملك والشعب”.

فلنفتخر جميعا بوطننا الرائد شعبيا ومؤسساتيا في ظل العرش العلوي المجيد. فلنقل جميعا : فداك روحي وأمي وأبي يا مغرب الأبرار ….. البصمة المغربية نُحِتَتْ باستحقاق في سجل التاريخ البشري زمن العولمة والشمولية والتكنولوجيات الحديثة ……

نظرا لمنطق التحولات وحجم المكتسبات المتراكمة، الكل يتحدث اليوم أن المغرب دخل مرحلة المرور إلى الجودة في الإنتاج في كل القطاعات….. السياسات العمومية انتصرت على ثقل التعودات المعرقلة للنماء، وقيادة التغيير تتم بحكمة وتبصر… استراتيجية إحداث التحولات الضرورية ببلادنا تحمل بواعث الثقة في المستقبل … أكدت التطورات تحت القيادة السامية للملك محمد السادس نصره الله أن المملكة المغربية لا تحتاج إلى قرون، كما حدث غربيا، للمرور إلى المراحل الأكثر تقدما. إنه سحر التنوع الحضاري بمكوناته الأمازيغية والحسانية والعربية … الذي مكن المغرب الأقصى من إبراز خصوصيته الحضارية في منطقة عربية شاسعة تمتد من المحيط إلى الخليج. إنها خصوصية انتصرت ثقافيا للتسامح والتعايش والتعاون مع الآخر السلمي كيف ما كان انتماؤه القطري عالميا.

ولنختم هذا المقال بالقول إن في التصريح الأخير لدومينيك ستراوس كان، الشخصية الفرنسية الفذة، عبرة ودلالة تاريخية.

The post الخصوصية المغربية؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/9c2KG6M

الساعة تشير إلى الخامسة فجرا، والشمس لم تسطع بعد على الدواوير الموجودة بضواحي مدينة أكادير قبل أن تباشر الأنامل السمراء التي التقيناها الكد في الحقول، والتقاط حبات الطماطم لتحصيل قوت اليوم. طوابير حواجب معقودة تحجب عن الأعين بريقها وتبقيها ذات خمار أسود. نظرات تسأل المدد، وأياد مجعدة تتمسك بالشاحنات العابرة بين حقول آيت عميرة، علّ تلك الطماطم المقطوفة تقطف لهم مستقبلا يغير حياتهم كمهاجرين قطعوا البر وعبروا البحر بحثا عن الاستقرار والكرامة.

فتحنا دفتر الذكرى العاشرة لسن سياسة جديدة للهجرة بالمغرب من أجل تقديم حصيلة عقد من الزمن لاستراتيجية وطنية أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس سنة 2013، بعد تقرير أصدره المجلس الوطني لحقوق الإنسان بعنوان “من أجل سياسة جديدة في مجال الهجرة واللجوء”، تلاه نقاش وطني حول الموضوع، تبنى على إثره المغرب استراتيجية جديدة للهجرة واللجوء، اعتبرها مسؤولون دبلوماسيون التقيناهم نموذجية، إذ أن “المغرب تلقى طلبات من بعض الدول من أجل الاستفادة من تجربته، كما أن بعض الدول كليبيا طلبت من المنظمة الدولية للهجرة أن توجهها إلى بعض التجارب في التعاطي مع موضوع الهجرة عبر العالم، فاقترحت عليها المنظمة المملكة المغربية”، يقول مسؤول ديبلوماسي.

عشرات المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء التقتهم هسبريس وحاورتهم ضمن تحقيق بالصوت والصورة، سلطت خلاله الضوء على حكاياتهم المختلفة مذ وجدوا أنفسهم ضحايا الاستغلال والاتجار بالبشر وقوارب الموت إلى أن وصلوا إلى المغرب باحثين عن الاستقرار والاندماج أو العبور نحو أوروبا.

كشفنا في هذا التحقيق، رفقة مختلف المسؤولين والقطاعات الوزارية، عن آخر الإحصائيات والمعطيات المرتبطة بحصيلة برامج إدماج المهاجرين في مختلف المجالات والقطاعات الاجتماعية المهمة، سواء المتعلقة بالتربية والتعليم أو الصحة أو التشغيل. كما سلطنا الضوء، رفقة وزارة الداخلية، على حصيلة مكافحة الاتجار بالبشر وعمليات إنقاذ المهاجرين في عرض البحر.

أما تفاصيل حكاية الاندماج في المجتمع، فقد ابتدأتها من اخترنا لها وصف بطلة هذه الحكاية، الطفلة هديل، التي روت لنا في دقائق معدودة عن التعايش والصداقة والتضامن المغربي، وشرحت ببراءة الصغار وبراعة الكبار في حوارها مع الطفلة آوا القادمة من الكاميرون حصيلة برامج إدماج المهاجرين، خاصة في مجال التربية والتعليم.

من منتصف الطريق

“c’est mieux que rien” (ليس عملا سهلا، لكنه أفضل من لا شيء) عبارة لخصت فيها بينتو مسار عدد من المهاجرين الذين بلغوا منتصف الطريق، فهم لم يحصلوا بعد على وظائف قارة تؤمن لهم الاستقرار، كما أنهم لم يختاروا الارتكان إلى زاوية مظلمة للتسول وانتظار لحظة العبور نحو أوروبا، “on faisait le salam alaykom en route ” تقصد بينتو قبل أن تقرر التوقف عن ذلك ومباشرة العمل في الحقول الزراعية كي تتمكن من تربية أبنائها وضمان قوت يومها.

ترجو الشابة الثلاثينية القادمة من الكونغو، رفقة زوجها وطفليهما، أن يتم احترام شروط وساعات العمل داخل الحقول، وأداء أجور العاملين في الوقت المحدد بدل تأخيرها، وأن تتحسن الأوضاع نحو الأفضل، خاصة بالنسبة لمن لهم رغبة كبيرة في الاستقرار والاندماج في المجتمع المغربي.

76 درهما هي أجرتهم لليوم، يقول “إ. ك”، وهو مهاجر شاب طلب منا عدم مواصلة الحديث أمام أنظار سائقي الشاحنات التي تقلهم إلى الحقول تجنبا لحدوث مشاكل بينه وبين رب العمل بسبب تصريحات تحدث فيها عن جوانب مظلمة ونقط قصور تواجهه في العمل، فواصلنا الحديث معه بين جدران زقاق ضيق.

بالنسبة إلى “إ. ك”، فإن حياة المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء صعبة، لذلك يحتاجون بعد وصولهم إلى دول الاستقبال التوفر بشكل ملح على عمل يوفر لهم الحد الأدنى حتى يتمكنوا من ضمان قوت يومهم. “إخوتنا يفقدون حياتهم في رحلة العبور ويتعرضون لعدة مخاطر”، يقول “إ. ك”.

صعوبة العبور وذكريات فراق أصدقاء ابتلعهم البحر ودفنهم التراب في طريق عبورهم، لم تمنع موديبو من أن يظل وفيا للامتنان ولو بقدر، “oui ça se passe un peu bien “، يقول واصفا ظروف العمل في الحقل بوجه متخف وراء قناع سميك كي لا يضطر في كل مرة إلى إماطة العرق عن جبينه بسبب الركض بين أشجار الطماطم التي يجنيها والصناديق التي يملؤها مقابل درهمين ونصف درهم لكل صندوق.

كي لا نضيع عليه ما يجني من دراهم خلال ساعات عمله، حاورناه باستعجال ونحن نصاحبه من شجرة إلى أخرى، ظلت كل واحدة منها شاهدة على تجربة انتقاله من مالي إلى المغرب عبر رحلة طويلة عبر فيها مالي والجزائر وموريتانيا والكوت ديفوار… ولم تكن بالنسبة إليه أصعب من كونه ثلاثيني انفصل عن والديه في الخامسة عشرة من عمره بحثا عن طوق النجاة.

“أسرعوا يا أصدقاء”، بصوت عال ينادي المسؤول عن الحقل الذي يحوي فقط مهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء. تخترق النداء أصوات الصناديق التي تتسابق نحو جرار أحمدو، الرجل الخمسيني القادم من الكوت ديفوار تاركا خلفه خمسة أطفال وزوجة، والذي قال إنه لا يجد العمل الذي يقوم به صعبا، عكس بعض المهاجرين الشباب الذين تحدثوا عن صعوبات تتعلق بطول الساعات ووتيرة العمل داخل الحقل، الذي تمكنا من ولوجه بعد عدة ساعات من المحاولة بسبب عدم رغبة أرباب العمل في فتح أبواب حقولهم أمام عدسة الكاميرا.

اندمج أحمدو بسهولة، كما أن تشابه الثقافة في بعدها الديني يسرت تواجده بالمغرب، ومشاركة المغاربة مناسباتهم الدينية وأعيادهم. وعكس من قدموا إلى المغرب من أجل العبور نحو أوروبا قدم السائق، الذي احترف قيادة الجرار، إلى المغرب من أجل الاستقرار.

حياتهم خارج الحقول

تترك بينتو وكل الأمهات العاملات في الحقول أطفالهن في منازل يعتبرنها حضانات لأطفالهن، تقوم النساء اللواتي لا يستحملن العمل في الحقول بكرائها، وقد تجنبنا تصويرها لأسباب لها علاقة باحترام الخصوصية، وكذلك لعدم توفر الوقت الكافي لدى الآباء الذين أدلوا بتصريحاتهم لنا سريعا قبل التوجه إلى الشاحنات في الحقول.

“يومنا عبارة عن عمل بالحقول وعودة مرهقة لإعداد الطعام ثم النوم استعدادا لليوم الموالي”، تقول بينتو بملامح غاضبة ممتعضة، وأنفاس متقطعة أرهقتها المسافات وحكايات الحدود والخوف من المجهول. تتبعها “ف. ت” القادمة من البلد نفسه، والتي حولنا لها الميكروفون لتتحدث عن قصة الدلو الممتلئ بأكل برتقالي اللون والموضوع على قارعة الطريق في انتظار الشاحنة. تقول إن مقاديره جنوب إفريقية ورائحته مغربية، تعده كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وإن باغتها النوم تستيقظ قبل الخامسة فجرا ساعة الخروج لانتظار الشاحنات، فتعد الطعام وتملأ الدلو. وتضيف “أعده لنسد به الرمق في لحظات التوقف الخاطفة. نتناول تلك القطع ونواصل القطف وحمل الصناديق”.

معظم من التقيناهم يعودون إلى منازلهم المتفرقة بين أكرام ودواوير متواجدة بجماعة آيت عميرة، وهم يعتمدون أسلوب السكن الجماعي لتخفيف النفقات، باستثناء من يشكلون أسرا مكونة من أزواج وأبناء، إذ يصعب في هذه الحالة مشاركة المنزل، تقول بينتو.

“إ. ز” وبينتو وموديبو وآخرون يرجون الحصول على فرصة كتلك التي استفاد منها المهاجرون سنتي 2013 و2017 حين قام المغرب بتسوية وضعية حوالي 50 ألف مهاجر.

آخر المعطيات

التقينا بمسؤولين في وزارة الخارجية (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) ممسكين بملفات لها علاقة بالهجرة واللجوء، فطرحنا عليهم أسئلة بخصوص حصيلة سياسة المغرب في مجال الهجرة واللجوء، وبرامج الإدماج، وعمليات التسوية.

واحد منهم أكد أن “موضوع الهجرة، الذي تنشط حوله الدبلوماسية المغربية على المستوى الدولي، انطلاقا من مبادئ متعلقة بالسياسة الخارجية للمغرب، موضوع يجب التعامل معه بشكل عقلاني، وهذا كان جزءا من الترافع المغربي في المحافل الدولية خلال سنتي 2006 و2007″، مبرزا أن “المغرب يشدد دائما على أن التعامل مع إشكالية الهجرة لا ينبغي أن يكون فقط تحديا، وإنما أيضا فرصة. كما يتعاطى مع الموضوع بمقاربة إنسانية تضامنية وليس فقط من الزاوية الأمنية، في الوقت الذي كان ينظر إلى الهجرة بوصفها تهديدا للقيم والمجتمع والاقتصاد وسوق الشغل”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن المغرب كان دائما ينظر إلى الأمر بتوازن دون سذاجة، ووفق مقاربة عقلانية موضوعية دون تسرع ودون أحكام مسبقة، معتبرا أن النقطة الفارقة التي شكلت منعطفا جديدا في تعامل المغرب مع المهاجرين وامتد أثرها على المستوى الدبلوماسي هي الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء لكونها غدت الطرح المغربي الدبلوماسي بعناصر تنسجم والمبادئ التي تنبني عليها المقاربة المغربية بخصوص الهجرة.

وأضاف أن “الطرح المغربي مبني على تراكم، ويشكل نموذجا في هذا الموضوع”. قبل أن يتابع متسائلا “كم عدد الدول، مثلا، التي تقوم بعملية تسوية وضعية المهاجرين، وتنفذ برامج للإدماج في التعليم والصحة والشغل وتيسير الولوج للعدالة…؟”، مشيرا إلى أنه “ظهر بشكل جلي كيف يتم تمكين المهاجرين من الخدمات الصحية، وبصفة رسمية خلال فترة الجائحة، من خلال الولوج إلى اختبارات “كوفيد- 19″ وإلى التلقيح بدون تمييز، وبدون الأخذ بعين الاعتبار الوضعية القانونية، إذ لم نسمع عن وجود مهاجرين ضمن الوفيات”.

حملنا هذه المعطيات وحاولنا البحث عن إحصائيات رسمية حول نسبة ولوج المهاجرين إلى الخدمات الصحية في السنوات الأخيرة من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، فوجدنا صعوبة كبيرة في الحصول على معطيات دقيقة في هذا الإطار، إذ لا تزال المنظومة المعلوماتية الخاصة بالوزارات والمؤسسات المعنية بحاجة إلى الاشتغال على هذا الموضوع، وإعداد قاعدة بيانات من أجل جعلها في متناول طالبيها، سواء الصحافة أو المؤسسات الشريكة التي تعمل في مجال الهجرة واللجوء.

وبالرغم من الصعوبات حصلنا على معطيات رسمية تهم الخدمات الصحية المقدمة إلى هؤلاء المهاجرين من مصدر مسؤول بقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، التابع لوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تفيد أنه خلال عام 2022 تم تقديم حوالي 57912 خدمة صحية للمهاجرين في مرافق الرعاية الصحية الأولية، وأن 17997 مهاجرًا استفادوا من الخدمات المقدمة من البرامج الوطنية للصحة، وأن 2188 مهاجرًا استفادوا من الخدمات الاستشفائية.

ووفق المعطيات ذاتها، فقد استفاد 60338 أجنبيًا، ضمنهم نسبة مهمة من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من حملة التطعيم ضد فيروس “كوفيد- 19” (2021-2022)، إذ استفاد 60338 أجنبيا من الجرعة الأولى، و54442 أجنبيا من الجرعة الثانية، و28256 أجنبيا من الجرعة الثالثة، و1107 أجانب من الجرعة الرابعة دون تمييز.

في الحوار الذي جريناه مع المسؤول بوزارة الخارجية، قال إن المغرب دولة لا تملك الكثير من الإمكانيات وتواجه تحديات مرتبطة بسوق الشغل، لكن رغم ذلك تعمل على تنزيل برامج الإدماج، مضيفا أن “أطفال المهاجرين يتحدثون بالدارجة المغربية، ويلجون التعليم بدون شروط، ويتواجدون بشكل كبير في مراكز الاتصال والفنادق وغيرها من المهن”. وهذه الأرقام والإشارات ليست محض الصدفة، بل تفسر مقاربة المغرب، وكيف ينظر إلى موضوع الهجرة، يتابع المسؤول ذاته.

أنا هديل وهذه صديقتي آوا

بكثير من البراءة جسدت الطفلة المغربية هديل نموذجا للمحبة الإنسانية العابرة للحدود واللون والهوية. “فينما كنمشي كتبعني، وكتبغي تكون ديما معايا”، تحكي هديل عن صديقتها القادمة من الكاميرون آوا، فترد الأخيرة “أجل أحب أن أكون إلى جانبها لأنها صديقتي وأريد أن أظل دائما بجانبها”.

ونحن نلج المؤسسة التعليمية 6 نونبر بمدينة الرباط استقبلتنا ابتسامات من ولدوا من آباء وأمهات مهاجرين قدموا من مختلف دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل الاستقرار بالمغرب. انتقلنا بين الفصول الدراسية ومختلف المستويات، وشاركنا الحديث مع آوا وبليسينج وزميلها الذي يساعدها في كل مرة استعصت عليها مادة من المواد، خاصة مادة اللغة العربية.

تركنا عدسة الكاميرا مفتوحة أمام آوا وهديل، التي كانت تسأل وصديقتها من الكاميرون تجيب حول الألعاب التي يتشاركانها، ولحظات الاستمتاع خلال فترات الاستراحة، وكذا لحظات الدراسة وإعداد الواجبات المدرسية بشكل مشترك، ثم اتصال آوا للاستفسار عن سبب غياب هديل إن رأت مقعدها فارغا.

أما بليسينج التي تحلم بأن تكون محامية، فقالت إن حلمها من أجل “أن أدافع عن مهضومي الحقوق، ولأنني أحب أن أقدم الخير”. وقد عبرت بكل عفوية عن سعادتها بتواجدها بصحبة أساتذتها وأصدقائها في الفصل، عبر ابتسامة لم تفارقها ونظرات لامعة تمسح ملامح التلاميذ المتواجدين في الفصل، وبقولها إنها تشعر أحيانا بأنها مميزة ومحبوبة لدى أساتذتها لخصت قصة اندماجها.

عبد الكريم بوكير، مدير المؤسسة التعليمية المتواجدة بمديرية الرباط، قال إن المؤسسة تستقبل أبناء المهاجرين من دول السنغال، ليبيريا، أنغولا، الكونغو الديموقراطية، مالي وغيرها، وتعمل على إدماجهم خلال الستة أشهر الأولى، ثم يصير التعامل معهم بعد ذلك كباقي التلاميذ، ويخضعون للامتحانات كباقي الأطفال، باستثناء مادة اللغة العربية التي يتم تكييف أسئلتها حسب المستوى المناسب لكل تلميذ منهم، مسجلا أنه ابتداء من السنة الثالثة ابتدائي يصبح عدد مهم منهم قادرا على المواكبة، قبل أن يشير إلى أن تلميذة حصلت على معدل 08,00 في مادة اللغة العربية وتتكلم بها.

أما فيما يتعلق بمادة التربية الإسلامية، وبالنظر إلى اختلاف ديانات التلاميذ المهاجرين، فقال بوكير: “نحترم الديانات الأخرى باتفاق مع آباء وأولياء التلاميذ، إلا أن عددا من الآباء يفضلون أن يستمتع أطفالهم بالقيم الدينية الإسلامية”.

وحسب معطيات رسمية حصلنا عليها من أكاديمية جهة الرباط سلا القنيطرة، فإن معظم أبناء المهاجرين المتمدرسين بالجهة متمركزون بالرباط، وعددهم 44 تلميذا من جمهورية الكونغو برازافيل، بينهم 27 تلميذة، إضافة إلى 36 من الكونغو الديموقراطية، ضمهم 23 تلميذة، و31 تلميذا من الكوت ديفوار، من بينهم 8 تلميذات، و23 تلميذا من غينيا، ضمنهم 16 تلميذة، فيما بلغ عدد التلاميذ الأجانب من جنسيات أخرى 24 تلميذا، بينهم 9 تلميذات، إضافة إلى 37 تلميذا من سوريا، ضمنهم 23 تلميذة.

معطيات ذات طابع وطني قدمها لنا مصدر مسؤول من قطاع المغاربة المقيمين بالخارج تؤكد أنه تم تسجيل 4590 طفلا مهاجرا في التعليم الرسمي، من بينهم 21 بالمئة من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، للعام الدراسي 2021-2022.

كما تم تسجيل 218 طفلا مهاجرا في التعليم غير الرسمي، من بينهم 115 طفلا يستفيدون من مدرسة الفرصة الثانية – جيل جديد، بنسبة 90 بالمئة من المهاجرين الجنوب الصحراويين، للعام الدراسي 2021-2022.

التشغيل والمقاولة

جوتيي وأيستو نموذجان لقصص نجاح بدأت من نقطة الصفر، ووصلت إلى تأسيس بيت وعمل قار بأجر محترم.

جوتيي الذي خبر الليالي الباردة بمحطة الحافلات بإنزكان وأرصفة الشوارع بأكادير ونواحيها، تطلب منه الأمر حوالي ثلاث سنوات من أجل إيجاد عمل في مركز للاتصال يوفر له دخلا مريحا، بعد حصوله على بطاقة الإقامة خلال عملية التسوية الثانية سنة 2017.

الشاب الثلاثيني، الذي تشارك في بداية مساره مع صديقه المهاجر أعمالا بسيطة كمساعدة المغاربة على حمل الأكياس في الأسواق والتنظيف والعمل في الحقول الزراعية، قال إن حياة المهاجر ليست سهلة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المهاجرين، الذين يلتقيهم في إطار الجمعية التي أسسها من أجل مساعدة المهاجرين الوافدين على جهة سوس، لديهم رغبة في العمل والاستقرار بالمغرب، لكن عدم توفرهم على بطاقة الإقامة يعيق ذلك.

طرحنا سؤالا بخصوص إمكانية فتح المجال لمرحلة ثالثة من أجل تسوية وضعية المهاجرين على مسؤول بوزارة الخارجية، فأكد أن “هذه القرارات تتخذ لدى أعلى سلطة بالبلاد، كما تم الأمر خلال المرحلتين السابقتين”. قبل أن يضيف “مقارنة بدول أخرى ليس هناك أي بلد قام بتنزيل هذا الشكل من التسوية وبشروط سلسة، إذ استمرت العملية طول السنة، وليس فقط ثلاثة أشهر على غرار بعض التجارب، ثم بعد الانتهاء من عملية استقبال طلبات التسوية كانت هناك لجنة للطعن تقدم بعض الاقتراحات كأن تتم تسوية وضعية جميع النساء، بالرغم من عدم توفر جميع الشروط، والأشخاص الذين يتوفرون على مستوى تعليمي محدد، وبالتالي كانت هناك سلاسة خلال هذه العمليات”.

أيستو، القادمة من السنغال، استفادت من عملية التسوية الأولى سنة 2013، وأسست تجارتها الخاصة في مجال التجميل. وقد استمرت حوالي سنتين في إحضار مواد التجميل وبيعها قبل أن تستأجر صالونا للحلاقة والتجميل تمكنت بفضله من توسيع شبكة علاقاتها بمدينة تمارة، ومن السفر إلى السنغال لإحضار ابنتها التي كانت تعيش رفقة جدتها هناك في انتظار استقرار وضعية أيستو.

أولى خطوة خطتها السيدة الأربعينية نحو النجاح، وقبل أن تحصل على بطاقة الإقامة، وقعتها سيدة مغربية قدمت لها يد المساعدة. “أنا أعتبر تلك السيدة ملاكا”، تقول أيستو في وصف المغربية، التي قدمت ذات يوم ودون موعد إلى منزلها وطرقت بابه ورحبت بها في الحي وسألتها إن كان بإمكانها تدريس ابنتها اللغة الفرنسية مقابل أجر شهري. “كانت بالنسبة لي فرصة العمر، وافقت فورا، وبت أتردد على منزل السيدة، التي لم تكن تدعني أدفع درهما واحدا من أجل اقتناء ما أحتاجه. كانت تقوم بكل شيء من أجلي، بدءا بالطعام اليومي وليس انتهاء بخدمات الصحة والتداوي”.

تواصلنا أزيد من مرة مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات من أجل الحصول على آخر المعطيات فيما يتعلق بإدماج المهاجرين في سوق الشغل، إلا أنها رفضت تقديم أي معطيات. لذلك توجهنا إلى مصادر دبلوماسية مسؤولة قدمت لنا معطيات دقيقة بهذا الخصوص. وقد سجلت أن 1024 مهاجرا هو عدد المهاجرين المسجلين في بوابة الوكالة الوطنية لتشغيل الكفاءات برسم عام 2022، مبرزة في هذا الإطار أن 146 مهاجرا استفادوا من ورش البحث عن وظائف الذي تشرف عليه الوكالة، وتم إجراء 221 مقابلة لتحديد المواقف، فيما تم توظيف 16 مهاجرا في سوق العمل.

من جهة أخرى، كشفت المصادر ذاتها أنه تم التأشير على 491 عقد عمل لأجانب برسم عام 2022، يشملون 87 بالمئة من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وبشكل رئيسي جمهورية الكونغو الديمقراطية والكوت ديفوار. كما تمت تسوية وضعية 91 مهاجرًا على بوابة “الأنابيك” للاستفادة من خدمات المقاول الذاتي. وقد تمت في هذا السياق مرافقة 74 مهاجرًا حاملًا لمشروع، وتم إنشاء 37 شركة عام 2022.

عبور بطعم الاتجار بالبشر

تعرفنا رفقة طمطو، الذي التقيناه بمدينة إنزكان، على تفاصيل رحلة الموت التي يواجهها المهاجرون الذين يمرون عبر ليبيا. الحديث خلال 30 دقيقة حمل معجما مليئا بموضوعات السلاح والمافيا والفدية.

طمطو وصل إلى المغرب بعدما كاد يفقد قدميه حينما حاول الهروب من عصابة تتاجر في المهاجرين بليبيا. إذ تم القبض عليه من طرف أفراد العصابة ووضعوا قدميه تحت آلة خاصة بقطع أجزاء الحديد. “وصلنا إلى الحدود الليبية الإيطالية وفوجئنا بمافيا مكونة من عدة أفراد قاموا بضربنا واختطافنا نحو منطقة بعيدة عن النقطة الحدودية التي كنا نتواجد بها، وكانوا في كل مرة يستغلوننا للقيام بأعمال البناء”، يحكي طمطو بنبرة تبدو راضية، لكن حجم المأساة والتعود عليه يجعل الإنسان يحكي صورا بشعة بهدوء.

الشاب العشريني الذي قطع الكاميرون نحو نيجيريا فالنيجر والجزائر ثم ليبيا، تمكن من الهروب خلال محاولته الثالثة. ولكون الطريق نحو إيطاليا كان أقرب إلى الموت منه إلى البلد الأوروبي، فقد عاد إلى الجزائر وعبر إلى وجدة قبل أن يجد المستقر في أكادير، ويباشر العمل في إطار الجمعية التي أسسها جوتيي وأصدقاؤه، في انتظار أن يجد عملا أو يتحقق حلمه في الحصول على بطاقة الإقامة.

آخر المعطيات المتعلقة بمكافحة الاتجار بالبشر وشبكات الجريمة المنظمة لتهريب المهاجرين حصلنا عليها من مسؤول بوزارة الداخلية، تفيد تفكيك حوالي 1500 شبكة خلال السنوات الخمس الماضية، ضمنها 290 شبكة عام 2022، و117 شبكة عام 2023.

فيما كشفت معطيات رسمية أن الجهود المبذولة لمكافحة الاتجار بالبشر أسفرت عن 131 ضحية عام 2020 مقابل 423 ضحية عام 2019. معظم الضحايا الأجانب يأتون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، فيما تمت متابعة 138 شخصا عام 2020 مقابل 307 أشخاص عام 2019.

نقطة سوداء

نجح المغرب في تنزيل عدد من البرامج المتعلقة بإدماج المهاجرين وفق ما أظهرته الأرقام والمعطيات التي قدمها مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون في هذا التحقيق، إلا أن التحديات المرتبطة بإشكالية الهجرة لا تزال تتطلب بذل المزيد من المجهودات.

وأنت تتجول في شوارع يعقوب المنصور بالرباط تلمح من حين إلى آخر أيادي ممدودة في أرصفة الشوارع تسألك المدد، قدمت من إفريقيا السمراء بحثا عن العبور نحو ما يعتقده بعضهم فردوسا أوروبيا كما هو الشأن بالنسبة لقاصرين صادفناهما أمام إشارة ضوئية يسألان السيارات المارة بضعة دراهم، فطرحنا عليهما السؤال بشكل مقتضب في تبادل لم يدم أكثر من 30 ثانية: ماذا تفعل في الحياة؟ فقال محمدو: “أنا لا أقوم بأي شيء، أنتظر فرصة العبور نحو إسبانيا”. قالها وهو يلتقط الدراهم الممدودة إليه مبعدا وجهه عن زجاج نافذة سيارتنا.

ووفق ما أكده المسؤول بوزارة الداخلية، فقد تم تسجيل حوالي 366،000 محاولة فاشلة للهجرة غير الشرعية خلال السنوات الخمس الماضية، فيما تم تسجيل 70.781 محاولة سنة 2022، و25.519 محاولة سنة 2023.

وقد تم صد حوالي 100 محاولة هجوم من طرف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء على السياج الشائك في سبتة ومليلية، تشمل حوالي 17,500 مهاجما، 16 منها تمت عام 2022، ومحاولة واحدة عام 2023.

وفيما يتعلق بعمليات إنقاذ المهاجرين في عرض البحر، فقد أسفرت الجهود المبذولة من طرف البحرية الملكية عن حوالي 90 ألف عملية خلال الخمس سنوات الماضية، من بينها 12.478 عملية إنقاذ سنة 2022، و3.150 عملية سنة 2023.

The post هسبريس تكشف خيوط عشر سنوات من تدبير المغرب لملف المهاجرين "الشائك" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/TKRyW7z

يعد الفنان اللبناني رامي عياش من أبرز الفنانين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة ويتمتعون بشعبية واسعة بالمغرب، وهو لا يخفي مدى حبه وتعلقه بالمملكة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي دفعه إلى الاستثمار في مشاريع خاصة والانخراط في مبادرات خيرية بالمغرب.

وحل عياش في الأيام الماضية بالمغرب، للقيام بمبادرة تضامنية إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وخلف فاجعة إنسانية، حيث قام بالتوجه إلى أحد مراكز تحاقن الدم من أجل التبرع بدمه ودعوة محبيه إلى القيام بالأمر نفسه، في مبادرة إنسانية نالت ثناء وإشادة واسعة من المغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

في هذا الحوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية يتحدث رامي عياش عن مبادرته الخيرية، وجمعيته الخاصة بدعم الطفولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى مواضيع فنية متنوعة.

حدثنا عن مبادرتك الخيرية بالمغرب بعد فاجعة زلزال الحوز.

هذا واجب إنساني على كل شخص، وليس واجبا فنيا فقط. أنا أحب المغرب من قلبي، والشعب المغربي أهلنا وأحبابنا، فأحسسنا بالوجع مثلما مر علينا في لبنان. ولما مر بلدي بأزمات كان الشعب المغربي كله دائما معنا، وجلالة الملك كذلك كان موجودا، فالحب يجمعنا، وإن شاء الله تكون آخر الأزمات.

الفن رسالة، فما هي رسالتك كفنان من خلال ما تقدمه؟

أن يبقى الفن نظيفا، والاسم نظيفا، ولا يدخل الفنان في موجات فنية، لأنها فقط “ترند”. يجب الحفاظ على الأصول والمبادئ التي تربى عليها الفنان، فبهذه الطريقة يبقى هناك دفء في الفن ونحافظ على إرث جميل تعلمناه كفنانين من الرحابنة والست فيروز وعبد الوهاب الدكالي، وغيرهم من كبار الفنانين.

لماذا لم يستطع الجيل الجديد من الفنانين في لبنان حمل مشعلكم كنجوم بالوطن العربي؟

الإعلام هو السبب، في نظري، فهو يستطيع أن يسلط الضوء على الشباب الجدد، ويفرض على الفنانين والنجوم أن يهتموا بهم.

أنا شخصيا أقدم في المسارح والأماكن التي أملكها مواهب جديدة تغني، وأتبنى مواهب وأشتغل عليها وأعطيها أغاني، لأنني عندما كنت صغيرا كنت أتمنى أن يهتم بي أحد ما ويتبناني فنيا؛ فالأكيد أنه من الواجب علي القيام بالأمر نفسه اليوم. لكن على الإعلام أيضا أن يقوم بالضغط علينا لكي يتم الانتباه إلى فنانين آخرين من أجل الإرث الفني.

ما هي الأهداف التي تنبني عليها جمعية “عياش للطفولة” بالمغرب؟

بكل فخر أسست الجمعية بالمغرب قبل بيروت، حيث قمنا تقريبا بتغطية أكثر من أربعة آلاف طفل بالتعليم المجاني منذ بدايتنا، وحتى حفلاتنا يذهب مبلغ مهم من ريعها إلى يومنا هذا للعمل الخيري، لسبب واحد هو إيماننا بالعلم بكل بلدان الوطن العربي، لأنه مفتاح لتأسيس جيل جديد من الأطفال والشباب يكون لهم مستقبل بالمنطقة. والمغرب نحبه، وأقل شيء هو أن يكون لدينا الاتجاه نفسه ببلدنا وبالمغرب، والحمد لله أننا نجحنا كثيرا، ووجدنا أصداء جميلة، فهناك تلاميذ تخرجوا أحسن تخرج وشرفونا.

قدمت العديد من الحفلات بالمغرب على مدار سنوات، فمتى موعد الأغنية المغربية التي ينتظرها جمهورك؟

صحيح، أنا أيضا أنتظر ذلك، وأفتح المجال أمام جميع الشعراء والكتاب المغاربة لكي يقدموا لي ويقترحوا علي ويسمعونني أغاني، لأنني أرغب في ذلك بشدة، وهذا أمر واجب، و”إن شاء الله خير”.

أنا من أول الفنانين العرب الذين أعادوا توزيع أغنية المسيرة الخضراء منذ 15 سنة، وعندما قدمتها تم تكريمي بشكل كبير في المغرب، وحظيت بشكر كبير من العائلة الملكية والجمهور المغربي، فجعلت كل الفنانين العرب يعودون لتقديم الأغنية بمهرجانات المغرب، وبعد ذلك قدمت أغنية “الله الوطن الملك”. أنا أحب الأعمال الغنائية المغربية وآمل امتلاك أغنية خاصة بي.

ما رأيك في تجربة الذكاء الاصطناعي في استنساخ الأصوات؟ وهل يشكل ذلك خطرا على مستقبل الفن؟

والله أنا أخاف عندما يتحدثون عن هذا الموضوع، فاللهم أبعد عنا شر التكنولوجيا وعن أولادنا إن شاء الله يا رب.

كلمة أخيرة لقراء هسبريس..

أحبكم من قلبي، وهسبريس كل الخير فيها، دائما تدعمنا وموجودة وصادقة، وتعرف التمييز، لذلك أتمنى لها التوفيق. وإن شاء الله تكون خاتمة الأزمات في المغرب ويبقى الوطن العربي مجموعا على الخير.

The post رامي عياش: التضامن مع المغرب واجب إنساني .. والمملكة تدعم لبنان في الأزمات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/GonFTtb

يشارك النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، في أشغال “المؤتمر الأوروبي لرؤساء البرلمانات” المنظم من قبل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان الإيرلندي بدبلن، يومي 28 و29 شتنبر الجاري، بحضور 42 رئيسا ورئيسة لمجالس برلمانات أوروبية وشركاء من دول الجوار واتحادات برلمانية إقليمية ودولية.

وتناقش هذه القمة البرلمانية الأوروبية، التي افتتحت أشغالها اليوم الخميس، مواضيع مرتبطة بقضايا الديمقراطية التمثيلية والتشاركية في سياق عدم الاستقرار، والمساواة، ومشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.

وقال ميارة، خلال كلمة له بصفته رئيسا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، إن المنطقة الأورومتوسطية والمناطق المجاورة تواجه بشكل غير مسبوق سلسلة من الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة بسبب النزاعات والتقلبات السياسية والهجرة غير الشرعية والكوارث الطبيعية وانعدام الأمن الغذائي وتأثيرات تغير المناخ والتهديد بمنطقة الساحل، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة ومستقبل الأجيال القادمة.

وأكد ميارة، في هذا السياق، على دور ومسؤولية البرلمانات في مواجهة التغيرات المتسارعة والتحديات المعقدة، وحالة عدم اليقين السائدة والمتسمة بهشاشة المؤسسات الوطنية، من خلال ضمان شرعية وموثوقية هذه الأخيرة والالتزام بالمبادئ الأساسية للديمقراطية التمثيلية، وضرورة الابتكار والحوار، والعمل المشترك لتعزيز المؤسسات، وإشراك المواطنين في العملية الديمقراطية.

وشكل هذا المؤتمر، وفق بلاغ توصلت به هسبريس، فرصة لترسيخ الحوار البرلماني مع رؤساء البرلمانات والاتحادات المشاركة، سواء على المستوى الثنائي مع مختلف الدول الأوروبية أو في إطار التموقع داخل المحافل البرلمانية الدولية، خدمة للمصالح العليا للمملكة المغربية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وإبراز مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

كما كان المؤتمر مناسبة أبرز خلالها ميارة المكتسبات التي حققتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، والتي همت المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، لاسيما تلك التي جاء بها دستور 2011، من خلال تكريس مبادئ الديمقراطية التشاركية، وتعزيز الديمقراطية التمثيلية، ودور المرأة والشباب في الحياة السياسية، وكذا مبدأ المساواة بين الجنسين.

وذكر ميارة في هذا السياق بمبادرة الملك محمد السادس الأخيرة المتعلقة بإعادة النظر في مدونة الأسرة من خلال مشاورات تشاركية واسعة، تجسيدا للعناية التي ما فتئ يوليها الملك للنهوض بقضايا المرأة والأسرة بشكل عام.

كما أعرب ميارة، بصفته رئيسا لمجلس المستشارين بالمملكة المغربية، أمام المشاركين عن خالص عبارات الشكر والامتنان على رسائل المواساة والتضامن التي عبرت عنها مختلف البرلمانات الوطنية والإقليمية والدولية على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز ليلة 8 شتنبر الجاري.

ويترأس ميارة برلمان البحر الأبيض المتوسط، الذي يضم 34 دولة عن منطقتي المتوسط والخليج العربي، خلال الفترة 2023-2024، في إطار المسعى لتعزيز دور مجلس المستشارين في أعمال هذه المنظمة البرلمانية، والانخراط في مبادراتها لتحقيق التنمية والاستقرار الإقليميين، ولإبراز الدور الذي تقوم به المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، في تعزيز القيم المشتركة والحوار والتفاهم بين بلدان المنطقتين وكذا دول الجوار، بما يخدم السلام والاستقرار والتعايش والتنمية المشتركة.

يشار إلى أن فعاليات هذا المؤتمر شارك فيها سفير المغرب بالديار الإيرلندية، الحسن مهراوي، إلى جانب الأسد الزروالي، الأمين العام لمجلس المستشارين، وسعد غازي، مدير العلاقات الخارجية والتواصل.

The post ميارة يستعرض أوراش المغرب في دبلن appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/j2UNzCm

نقاش حول أدوار التصوف والقيم الدينية والوطنية في تأسيس “مواطنة شاملة” جمع أكاديميين وباحثين من مناطق متعددة من العالم، في الدورة الثامنة عشرة من الملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية بمقر زاويتها الأم بمداغ.

وقال منير القادري بوتشيش، رئيس الملتقى، إن مقصده “استثمار مخزوننا القيمي الأخلاقي نحو التعايش”، والنظر في “الأدوار الرائدة التي يمكن للتصوف، علما وممارسة، الانخراط الإيجابي بها للإسهام في إيجاد العلاجات الشافية والأدوية الواقية”.

صلاح الدين المستاوي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى بتونس، أبرز بدوره ما بمقدور التصوف والقيم الدينية والوطنية أن تؤسسه من “وطنية شاملة”، باستحضار الحاجة إلى “ترسيخ حقيقة التصوف بصفته لب الإسلام وقلبه النابض”، علما أن الإسلام “رسالة الرحمة للعالمين”.

ثريا عيوش، عالمة نفس، تحدثت بدورها عن دروس الإسلام، والطرق الصوفية التي تمرر أسرار الشيوخ عبر سلاسلها التي تصل إلى رسول الله في “بناء قيم من يأتون، في عالم معولم”، وهي مسؤولية تجاه المجتمع، تجمع مكوناته من رجال ونساء؛ وقدمت في هذا الإطار نموذج أم المؤمنين خديجة بنت خويلد.

عبد السلام الغرميني، أستاذ جامعي بفاس، تحدث من جهته عن “الأبعاد الروحية التي يكتنزها الإسلام”، ودورها المجتمعي والإنساني في مثل ظروف الفاجعة التي عاشها المغرب خلال الزلزال، لاستحضار أن “الأقدار الإلهية بجانبها الألطاف الإلهية”؛ فـ”لا يوجد إيمان صحيح دون الإيمان بالقدر خير وشره (…) ونتمسك بطلب اللطف، والقيمة الروحية لما يحدث في الفهم الصحيح لما يجري وجرى، فالله ينادينا بالسراء والضراء”.

محمد بنعمر، أستاذ التعليم العالي بوجدة، ذكر بدوره أن “الخطاب الصوفي مكون مهم من مكونات الثقافة المغربية، التي تستحيل قراءتها وقراءة الثقافة العربية الإسلامية دون استحضار المكون الصوفي”، وواصل: “يحضر في التجربة الصوفية البعد التربوي بشكل قوي جدا”، وهذا اهتمام بـ”المستوى الوجداني للإنسان، لضرورة التركيز على البعد الروحي لصناعة الإنسان”.

وذكر المتدخل أن “صناعة الإنسان أمر صعب”، خاصة في ظل “إهمال التربية المعاصرة البعد العاطفي والروحي”، وعدد في هذا الإطار الأسماء التي اشتغلت بالتربية في التراث التربوي الإسلامي، وإسهاماتها، مثل أبي حامد الغزالي.

The post ملتقى مداغ يكشف أدوار التصوف والقيم الروحية في بناء "المواطنة الشاملة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/1ZdACD4

في جو جنائزي مهيب جرى اليوم الأربعاء تشييع جنازة أحمد شوقي بنيوب، قيدوم الحقوقيين المغاربة والمندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط، بحضور عدد من الشخصيات الأمنية والسياسية والحقوقية والثقافية، على رأسها محمد ياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات، ومحمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والحسن الداكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض؛ إضافة إلى عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، وغيرهم من الشخصيات.

وفي تعداده لمناقب الراحل، قال وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، إن الراحل بنيوب “كان رجلا حقوقيا ورجل دولة بامتياز، ودائم الحضور في الملفات الحقوقية المهمة، كما كان رجلا نزيها وشجاعا، إذ قدم الكثير في هيئة الإنصاف والمصالحة، وتحمل مسؤولية المندوبية، مبينا عن مستوى كبير جدا”.

وأضاف المسؤول الحكومي ذاته: “اشتغلت معه وبجانبه لمدة سنتين، وكان نعم الصديق ونعم الزميل، كما كان على مستوى كبير جدا، سواء من الناحية الإنسانية أو من الناحية المهنية والوظيفية”، مشيرا إلى أن الراحل كان “من الناس القلائل الذين تكمن مشاعرهم تجاه وطنهم في عملهم اليومي وفي دفاعهم عن القضايا الوطنية بكثير من الزخم والجرأة والنزاهة”.

من جانبه قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن “الرجل كان متشبعا بمبادئ تؤطرها ثقافة حقوق الإنسان، ويؤطرها التطلع إلى مجتمع تسوده العدالة وسيادة القانون على كافة المستويات”، مشيرا إلى أن “الرجل قضى حياة حافلة بالنضال من أجل رقي المجتمع المغربي إلى مجتمع تصان فيه الحقوق على كافة المستويات”.

وأضاف بنعبد الله: “رحيل بنيوب إلى دار البقاء أحزننا كثيرا، ذلك أنه من الرجالات الذين من الصعب جدا أن يتم تعويضهم في زمننا اليوم، غير أنه ترك بصمات لن تمحى في مسيرتنا المشتركة من أجل سيادة ثقافة حقوق الإنسان”.

أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أشارت بدورها إلى أنه “بوفاة الراحل يكون الفاعل الحقوقي الوطني افتقد فاعلا أساسيا في النظام الوطني لحقوق الإنسان، ومتابعا دقيقا لإشكاليات المجال الحقوقي”، وأضافت: “سأفتقد صديقا قديما لما كنا بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ومسارات العدالة الانتقالية من هيئة الإنصاف والمصالحة إلى ما بعدها، في سبيل ترسيخ دولة الحق والقانون. كما سنفتقد جميعا إنسانا مشاغبا في مجال حقوق الإنسان”.

من جهته قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: “إن الرجل كان مناضلا ويملك مسارا حقوقيا مشرفا، وأحسن الاندماج في المؤسسات في الوقت المناسب، وخدم بلده وبقي وفيا لمبادئه، فكان لا بد أن نحضر جنازته وفاء له ووفاء كذلك للأخلاق التي كان يتميز بها”.

عبد اللطيف الشنتوف، عضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية، قال بدوره: “إننا اليوم في لحظة حزينة، ألا وهي لحظة وداع المرحوم بنيوب، الهرم الحقوقي الكبير الذي بصم على مسار متميز في مجال حقوق الإنسان وفي عدة فترات من تاريخ بلدنا”، مشيرا إلى أن “الراحل كان من دعائم العدالة الانتقالية التي أسسها ودشنها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، قبل أن يحظى سنة 2018 بتعيين ملكي في منصب المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، تتويجا لمساره الحافل وتقديرا لمكانته العلمية”.

لحبيب بلكوش، ناشط حقوقي وعضو الهيئة العلمية لأكاديمية المنظمة العربية لحقوق الإنسان، سجل أن “وفاة بنيوب خسارة حقيقة للحقل الحقوقي”، مضيفا: “قد نتفق أو نختلف مع الرجل لكننا لا نملك إلا أن نقدر عطاءه والنفس المتجدد الذي كان يدافع به عن القضايا والملفات، إذ كان يؤمن بأن البلد يتقدم ويجب تثمين مكتسباته، لكن في الوقت نفسه يتقبل الرأي المخالف بدون حقد ولا ضغينة، إذ كان يعتبر المخالفين له رفقاء درب في مسار نصرة قضايا حقوق الإنسان بالمغرب”.

يذكر أن الراحل من مواليد مدينة مراكش سنة 1957، وحصل على الإجازة في العلوم السياسية بكلية الحقوق بالرباط، ليمارس بعدها مهنة المحاماة، كما شغل عضوية كل من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة، قبل أن يعينه الملك محمد السادس سنة 2018 في منصب المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان.

The post جنازة مهيبة ترافق جثمان الحقوقي أحمد بنيوب إلى "مقبرة الشهداء" في الرباط appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/eUHNMc0

تزايد حجم الاستثمارات الصينية في المدن المغربية، لاسيما بمدينة الدار البيضاء، بالنظر إلى الجاذبية الاقتصادية التي يشكلها المغرب بالنسبة إلى الهيئات المهنية الصينية التي انفتحت على المملكة منذ سنوات طويلة.

وتعززت هذه الدينامية التجارية في الفترة الأخيرة بعد عقد سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات المحلية الهادفة إلى تعزيز الثقة في المنتج الصيني، خاصة أن المغاربة يشترون عشرات السلع القادمة من الصين بسبب أثمانها المناسبة.

وأفادت شركة “إل.جي كيميكالز” الكورية الجنوبية، منذ أيام، بأنها دخلت في شراكة مع “يوشان” التابعة لمجموعة “هوايو” الصينية، لبناء مصنع مشترك لمكونات بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب، بهدف تنويع استثماراتها.

في هذا الصدد، قال محمد جدري، خبير اقتصادي، إن “جاذبية المغرب في صناعة السيارات مردها إلى المجهود الذي قام به طيلة عشرين سنة، إذ أسس معالم استقرار سياسي واقتصادي في بداية الألفية الثالثة”.

وأضاف جدري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “القرب الجغرافي من أوروبا عامل ساهم في تطوير هذه الصناعة، فضلا عن اتفاقيات التبادل الحر التي أعفت الصادرات المغربية من الضرائب”، مؤكدا أن “المغرب قام كذلك بمجهود جبار على مستوى البنيات التحتية في المناطق الصناعية، وكذا على مستوى الرأسمال البشري”، وزاد أنه “يتوفر على 250 مصنعا تشغل أكثر من 220 ألف عامل وعاملة”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “البلد يسعى إلى تصدير مليون سيارة في أفق سنتين، ما مرده إلى تراكم التجارب ونقل الخبرات”، مبرزا أن “المغرب شرع في إنتاج السيارات الكهربائية لاستباق الحاجيات الأوروبية في المستقبل”.

فيما ذكر إدريس العيساوي، خبير اقتصادي، أن “الاستثمارات الصينية لها مكانة خاصة بالمغرب، سواء تعلق الأمر بالاستثمارات المباشرة أو غير المباشرة”، مورداً أن “التجار الصينيين يجلبون مختلف السلع والخدمات نحو المغرب”.

وأوضح العيساوي أن “العديد من المدن تحتضن عدة استثمارات صينية، خاصة الدار البيضاء التي تحتضن مئات التجار الصينيين الذين يتعاملون مع نظرائهم المغاربة في مختلف المجالات التجارية”، ولفت الانتباه إلى أن “الأمر امتد أيضا إلى الخدمات السياحية، حيث توجد عشرات المطاعم التي تقدم الوجبات الصينية في الدار البيضاء”، خاتما بأن “وزارة الصناعة والتجارة تقوم بمراقبة تلك السلع وفقاً للمعايير المتعارف عليها”.

The post الشركات الصينية تنفتح على "جاذبية المغرب" في مجالات اقتصادية مختلفة‬ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2HswQze

قال محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بعد الزيارة الميدانية التي قام بها إلى المناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر بأقاليم الحوز وشيشاوة ومراكش، “عقدنا جلسة عمل بالغرفة الجهوية للفلاحة، رفقة رئيسها، مع أعضاء الغرفة الفلاحية، الذين يمثلون الدوائر الفلاحية التي مستها الكارثة الطبيعية، لإخبارهم بأن مصالح وزارة الفلاحة معبأة على المستويين المركزي والجهوي منذ وقوع الزلزال من أجل الوقوف وتقييم الأضرار المسجلة على مستوى القطاع الفلاحي، ووضع برنامج عمل لتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين، وإعادة تأهيل وتطوير النشاط الفلاحي”.

وأضافت المسؤول الحكومي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الغاية من هذا اللقاء تتمثل في عرض الخطوط العريضة لبرنامج التدخل بالقطاع الفلاحي والغابوي”، لافتا إلى أن اللقاء شكل “مناسبة للاستماع لممثلي الفلاحين بهذه المؤسسة المجالية لإبداء ملاحظاتهم، لاستحضارها في هذه الخطة العملية التي تتكون من شق أول يهم تسريع تنزيل البرنامج المحلي. أما شقها الثاني فيتمثل في إشراكهم في التنمية الفلاحية بهذه المناطق المنكوبة”.

من جهته، أوضح الحبيب بن الطالب، رئيس جامعة الغرف الفلاحية بالمغرب، أن هذا اللقاء يأتي في إطار الزيارة الميدانية إلى الأقاليم المتضررة من الزلزال من أجل تنزيل البرنامج الملكي الاستعجالي لتجاوز المشاكل الناجمة عن الكارثة الطبيعية التي عرفتها المناطق المتضررة بجبال الاطلس الكبير”.

وأفاد بن الطالب، في تصريح صحافي لهسبريس، بأن “منهج العمل يتكون خطوات استعجالية؛ من قبيل إصلاح السواقي والمسالك القروية، وإحداث التثمين، ودعم الإنتاج الحيواني والنباتي، ودعم المشاريع المنجزة في إطار الفلاحة التضامنية”.

وتابع المتحدث ذاته: “أما المحور الثاني، فيتعلق بتنزيل برامج مهيكلة مندمجة لتسريع اندماج هذه المناطق في التنمية الاجتماعية التي تعرفها بلادنا، وتحسين الظروف عيش واستقرار سكان الجماعات الترابية القروية المتضررة، وتطوير الفلاحة حتى تصبح رافعة للتنمية المستدامة ولتحسين دخل سكان القرى”.

خالد أزناك، نائب رئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكش أسفي وممثل إقليم الحوز، كشف أن وزير الفلاحة وعد بتقديم الأعلاف مجانا للمناطق المتضررة من الزلزال لإنقاذ الماشية، وإصلاح المنشآت الهيدروفلاحية”.

جدير بالذكر أن هذه الزيارة الميدانية التي قام بها محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، شملت وحدات تثمين متضررة من الزلزال بكل من جماعة أسني وثلاث نيعقوب بإقليم الحوز، أنجزتها المديرية الجهوية والإقليمية للفلاحة وكانت بمثابة منصة لتسويق المنتجات المجالية. كما تفقد المسؤول الحكومي ذاته دار الجوز التي أنجزتها وجهزتها المديرية الإقليمية للفلاحة لفائدة 50 مستفيدا.

وبإقليم شيشاوة، اطلع الوزير على الأضرار التي لحقت السواقي والطريق القروية التي أنجزتها المديرية الإقليمية للفلاحة في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالجماعة الترابية أداسيل بالإقليم ذاته.

The post صديقي يتفقد أضرار "زلزال الحوز" في القطاع الفلاحي والفضاء الغابوي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/FIgyhiQ

بتأطير من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، نظم حراس الأمن الخاص المدرسي بإقليم بني ملال، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاج أمام المديرية الإقليمية للتعليم، مطالبين بتسوية وضعيتهم المادية والقانونية.

وجاءت الوقفة الاحتجاجية تجسيدا لقرار النقابة الوطنية لحراس الأمن الخاص بالمؤسسات التعليمية العمومية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل- المكتب الإقليمي لبني ملال، الداعي إلى الاحتجاج أمام مقر المديرية الإقليمية ضد ما وُصف بأنه “تسويف وتماطل المسؤولين في الاستجابة لمطالب هذه الفئة وضد استمرار اعتقال أجورهم الهزيلة”.

وكان المكتب الإقليمي للنقابة ذاتها قد طالب، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، “كافة المسؤولين وكل المتدخلين بالعمل على الاستجابة الفورية لمطالب هذه الفئة دون تسويف أو تماطل، مع إيقاف ما يتعرض له بعضهم من تعسف ومضايقات ببعض المؤسسات خدمة للمدرسة العمومية وللمصلحة الوطنية العامة”.

وأوضح المكتب، في البيان ذاته، أن “فئة حراس الأمن المدرسي بالمؤسسات التعليمية بإقليم بني ملال يعيشون أوضاعا مأساوية بفعل الإجهاز على حقوقها، وعدم الاستجابة لمطالبها المشروعة التي تكفلها وتضمنها كل القوانين والتشريعات الدولية والوطنية”، لافتا إلى أن “عملية أداء المستحقات تخضع لمزاجية ومصلحة الشركة النائلة للصفقة، خارج القوانين الشغلية والضوابط المعمول بها”.

وأشار المصدر إلى تهرب الشركة من أداء مستحقات الأعياد والعطل والاستمرار في جرجرة الحراس وحرمانهم من أجورهم الهزيلة منذ شهر يوليوز حتى نهاية شهر شتنبر، حيث يعيش الحراس محنة الدخول المدرسي ومتطلباته، مسجلا عدم أداء الأجور في وقتها وعدم الالتزام ببنود الشراكة ودفتر التحملات وعدم تحديد المهام المنوطة بحارس الأمن وعدم تحديد ساعات العمل القانونية.

The post حراس يطلبون تسوية الوضعية ببني ملال appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/NquJzKh

إيف سان لوران من أشهر مصممي الأزياء العالميين، أغرم بالمغرب فجعله موطنه الثاني، يأتي إليه للاستجمام وبحثا عن الإلهام، فكانت مراكش مسقط القلب وبهجة الروح، التي عاش فيها ما يزيد عن أربعة عقود، منبهرا بالضوء، ومستكشفا الألوان الزاهية التي تزخر بها المدينة والنواحي.

انتماء عريق

ولد إيف هنري دونات ماتيو سان لوران، الملقب اختصارا بإيف سان لوران، يوم 01 غشت 1936 بوهران بالجزائر، التي كانت وقتئذ ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي الغاشم.

وينحدر هذا المصمم العالمي من أسرة فرنسية عريقة تنتمي لمنطقة الألزاس. كان أبوه شارل رئيس شركة للتأمينات، ويمتلك سلسلة من دور السينما بدول المغرب العربي، وقد ورث عن أمه لوسيين، ذات الأصول البلجيكية، الاهتمام بالموضة، إذ منذ طفولته كان يجد متعة في تصميم الدمى الورقية.

ولصقل موهبته وتعزيزها بتكوين أكاديمي، درس هذا المبدع، سنة 1954، بمدرسة الغرفة النقابية للموضة الباريسية، مما أهله للحصول، في هذا المجال، على الجائزة الأولى في مباراة الكتابة الدولية للصوف في السنة ذاتها. وفي السنة الموالية قدمه ميشيل دو برونهوف، مدير النسخة الفرنسية للمجلة الأمريكية “فوك”، التي تعنى بالموضة وأسلوب الحياة في العالم، لمصمم الأزياء الفرنسي كريستيان ديور، الذي شغله مساعدا له.

وبوفاة هذا المبدع، سنة 1957، الذي يعتبر أشهر مصمم للأزياء في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ورائد تيار المظهر الجديد في الموضة، أصبح سان لوران المدير الفني لدار الموضة “ديور”، حيث حقق نجاحا منقطع النظير، سنة 1958، بمجموعة أزياء “ترابيز” شبه المنحرف، التي صممها، وشكلت قطيعة مع الملابس ذات الخصر الضيق، لكن ما لبث أن فصل من عمله، سنة 1960، جراء التحاقه بصفوف الجيش الفرنسي إبان ثورة التحرير الجزائرية.

أمير الإبداع

حتى يحظى بالاستقلالية والاستقرار المهني، وليتيح لنفسه التحليق في عوالم الإبداع الرحبة، أسس سان لوران، سنة 1961، دار أزياء خاصة به بباريس، بتعاون مع شريكه بيرجي، وبدعم مالي من المليادير الأمريكي جي ماك روبينسون، وقد أنجز علامتها التجارية الفنان والكرافيست الفرنسي كاساندر.

وكان لهذه العلامة مستقبل باهر بأحرفها السوداء الثلاثة المتداخلة، التي هي الأحرف الأولى لاسم صاحبها، والتي ترمز إلى الأناقة بالصيغة الفرنسية في أبهى صورها.

وفي هذا الفضاء الراقي بعاصمة الأنوار جدد هذا المبدع أساليب الموضة العالمية، عبر تحرير لباس المرأة ليصبح أكثر مرونة، وفي تناغم تام مع روح العصر، من خلال ملابس أيقونية دالة عليه مثل السموكينغ والسترة الصحراوية، علاوة على المعطف القصير. وفي هذا الصدد، يقول رفيق دربه بيرجي: “طوع سان لوران عصره كليا. الكل لديه شيء من سان لوران دون أن يعرف. لقد أوجد العالم الذكوري وألبسه للمرأة”.

وبذلك يعتبر هذا المبدع فارس الموضة الراقية، الذي أنزلها من برجها العاجي لتساير متطلبات العصر، وجعل الإبداع، في هذا المجال، يرقى إلى مصاف الفن، مما حذا بالصحفية والناقدة الفنية الفرنسية جولي شيزمرتان إلى أن تلقبه بأمير الموضة لكونه أعطى الشيء الكثير وغير الأذواق والعادات بخصوص اللباس الأنثوي.

صمم سان لوران أزياء العديد من مشاهير العالم، من بينهم: الملكة نور من الأردن، وفرح ديبا، زوجة شاه إيران، وليليان، أميرة ريثي، والدوقة الكبرى جوزفين-شارلوت من لوكسمبورغ، والأميرتان جريس وستيفاني من موناكو، وسارة دوقة يورك، والروائية الفرنسية مارغريت يورسنار، أول امرأة تنضم إلى الأكاديمية الفرنسية. كما ألبس العديد من الممثلين والفنانين العالميين، مثل: كاترين دونوف، وجون ماري، وزيزي جونمير، وأرليتي، وجان مورو، وكلوديا كاردينالي، وصوفيا لورين، ورومي شنايدر، وإيزابيل أدجاني، وسلمى حايك، وكاري موليجان، وكيت وينسليت، إضافة إلى كيم كاردشيان.

لقد كان هذا الفنان يقول: “ارتداء الملابس هو أسلوب حياة”، و”كل إنسان يحتاج إلى أشباح جمالية”. وقد كان دائما في بحث متواصل عن الجديد، يستشرف عوالم مغايرة في الموضة، لا يركن للسهولة، بل يحرص باستمرار على تجاوز نفسه لأن من لا يتقدم يتأخر.

ويعتبر سان لوران من أول مصممي الأزياء في العالم الذين استعانوا بخدمات عارضات أزياء سوداوات، هن: فيدليا وكتوشا نيان، وأماليا فيريلي، وبات كليفلاند، وربيكا أيوكو، إضافة إلى إيمان.

ونظرا لحسه الإبداعي المرهف، قام هذا المبدع المجدد، عبر مجموعات أزيائه الراقية، بتكريم واستحضار اللمسات الفنية لعدد من رموز الفن العالمي، نذكر من بينهم: موندريان وبيكاسو، ودياغيليف وماتيس، وكوكتو وبراك، علاوة على فان كوخ وأبولينير.

وكان سان لوران من المعجبين بالكاتب الفرنسي مارسيل بروست، صاحب أطول رواية في العالم الموسومة بـ”البحث عن الزمن المفقود”، حيث يقول في هذا الصدد: “بروست هو الشخص الذي تشبه حياته قليلا حياتي”. لقد كان متأثرا بأعماله أكثر من تأثره بحياته، حيث كان يجد ذاته في هذا الكاتب، من خلال طريقته في الحديث عن النساء، ووصف فساتينهن، إضافة إلى رسم طباعهن. وذات مرة قال هذا المبدع: “علمني مارسيل بروست أن عائلة المتوترين الرائعة والمؤسفة هي ملح الأرض. وقد كنت، بدون علم مني، جزءا من تلك العائلة”، مضيفا بخصوص هذا الكاتب: “أنا أفهم بروست جيدا، أنا معجب بما كتبه عن بؤس الإبداع”. أكثر من ذلك، كان يزين مكتبه بباريس بمقولات معبرة مأخوذة من مؤلفات الكاتب، ويستعير اسم سوان، أحد أهم شخصيات هذا المبدع، لحجز الغرف بالفنادق عبر العالم.

وبعد مسار إبداعي حافل بالإنجازات المتميزة، كان موضوع عدة مؤلفات وأفلام سينمائية، اعتزل سان لوران عالم الموضة، سنة 2002، جراء ظروفه الصحية القاهرة. وتوفي يوم 01 يونيو 2008 بشقته، الشبيهة بالمتحف، بباريس. وبوصية منه، تم نثر رماده بحديقة ماجوريل، التي تضم مسكنه الثاني بالمغرب. وبهذه المناسبة، قال جاك لانك وزير الثقافة الفرنسي السابق: “أنا سعيد للغاية لأنه اختار مراكش، هذا مكان ساحر يرقد فيه إلى الأبد”.

مراكش مصدر إلهام

حينما زار سان لوران مراكش، رفقة شريكه بيرجي، أعجب بثراء ثقافة هذه المدينة، وجمال فضاءاتها، مما جعله يقتني بها منزل “دار الحنش” بحي باب دكالة، سنة 1966، الذي كان يأتي إليه بصفة منتظمة، خصوصا خلال شهري دجنبر ويونيو من كل سنة، لإنجاز تصاميم مجموعات ألبسته الراقية المستقبلية، لكن ما لبث أن باع هذا المنزل لصديقه مصمم الأزياء الإسباني فرناندو سانشيز.

وسنة 1974 اقتنى فيلا دار السعادة بحي جليز. وخلال سنة 1980 اشترى سان لوران، رفقة شريكه بيرجي، حديقة ماجوريل بالمدينة ذاتها، التي كانت مهددة بالاندثار، جراء المضاربات العقارية، التي كانت تروم تحويلها إلى مركب فندقي. وبفيلا الواحة بهذه الحديقة كان يقضي أوقات ممتعة لتجديد الطاقة.

وقد وصف هذه المدينة قائلا: “مراكش، بالنسبة لي، الجنة”، مضيفا: “قبل مراكش كان كل شيء أسود، علمتني هذه المدينة استخدام الألوان”. كانت مراكش مسقط القلب، ومصدر إلهام لهذا المبدع، حيث مكنته من استخدام ثنائية الضوء واللون بشكل جيد ومغاير. فمنذ أن وطئت قدماه أرض هذه المدينة انبهر، إلى حد الافتتان، بقوة الضوء وانعكاساته الجذابة على ألوان ملابس المراكشيين، وكذا بالأزقة والأسواق التقليدية للمدينة، مما يحدث ظلالا ومزيجا من الألوان يدمجها في مجموعاته. وفي الفيلم الفرنسي الموسوم بـ”إيف سان لوران، كل شيء بشكل رهيب”، من توقيع المخرج جيروم دو ميسولز، سنة 1994، يحكي هذا المصمم العالمي كيف بدأ يبدع باللون، بفضل المغرب، خصوصا مراكش. وهذا الأمر يؤكده ستيفان جانسون، هو الآخر مصمم أزياء فرنسي وصديق سان لوران، بقوله: “أعجبه أسلوب حياة المغاربة وإيقاعاتهم وإيماءاتهم، وخلال زيارته الثانية لمدينة مراكش كان يعمل على مجموعة أزياء جديدة، فوجد أن قوة وجودة الإضاءة في هذا البلد تجعلانه يرى الألوان بطريقة مختلفة”.

لقد كان سان لوران يقوم بعمليات مزج جريئة للألوان في بعض إبداعاته، وكان لمراكش تأثير واضح في ذلك، حيث كان يمزج البرتقالي بالليلكي، والوردي بالأحمر، مما أكسبه سمعة امتلاك أفضل إحساس بالألوان في القرن العشرين.

كما كان يعشق الترويح عن نفسه بين معالم هذه المدينة التاريخية وفضاءاتها الجميلة، وفي هذا الإطار يقول بيرجي: “في شبابه كان إيف يحب الذهاب إلى الأسواق، والتجول في ساحة جامع الفنا الشهيرة، وكان البهلوانيون ومروضو الثعابين وراقصو كناوة يسحرونه”. لقد كان سان لوران مراكشيا ومغربيا حتى النخاع، يعشق الطبخ المغربي، ويرتدي اللباس التقليدي لهذا البلد، خصوصا عندما يخلو بنفسه في مسكنه، لشعوره بأريحيته وملاءمته لمثل هذه المناسبات.

إلى ذلك، كان هذا الفنان محاطا، في هذه المدينة، بكوكبة من الأصدقاء من مشاهير العالم، الذين كانوا يزورونه من حين لآخر، نذكر من بينهم: بيل ويليس وفرناندو سانشيز، وبول كيتي وأندي وارهول، إضافة إلى ميك جاغير.

متحف الذكرى

متحف إيف سان لوران بمراكش، التابع لمؤسسة بيير بيرجي وإيف سان لوران، والمنجز من طرف المكتب الهندسي “استوديو كو” بباريس، فتح أبوابه يوم 19 أكتوبر 2017، بعد تدشين توأمة بباريس بأيام قليلة، وتضم هذه المعلمة الثقافية والسياحية المتميزة، إضافة إلى مجموعة من المرافق، فضاء للعرض الدائم لأعمال سان لوران، يحتوي على آلاف الألبسة والأكسسوارات الراقية، والرسومات والتصاميم الخاصة بهذا المبدع العالمي.

وعن إحداث هذا المتحف، يقول بيرجي: “حين اكتشف إيف سان لوران مراكش، سنة 1966، كان الافتتان من القوة، بحيث إنه قرر، على الفور، اقتناء منزل بها، والعودة لزيارتها بشكل منتظم. ومن ثمة، من الطبيعي أن يتم، بعد خمسين سنة من ذلك، تشييد متحف بها، يكون مكرسا لأعماله، التي تدين بالشيء الكثير لهذا البلد”، موضحا أن “هذا المتحف يشكل أكثر من مجرد متحف لمصمم الأزياء الشهير، إنه بمثابة مركز ثقافي كفيل بتسليط الضوء على جانب مهم من ثقافة المغرب”.

وأثناء تدشين هذا المتحف، صرح محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال السابق، أنه يعتبر معلمة متميزة من شأنها الإسهام في تعزيز الإشعاع الثقافي والتراثي للمغرب.

من جانبه، أوضح بجورن داهيستروم، مدير هذه المؤسسة وقتئذ، أن هذا المتحف هو الأول من نوعه بإفريقيا الذي يعنى بالموضة، والمخصص للمصمم الراحل الذي عرف بعشقه وولعه بمدينة مراكش الساحرة.

وتكريما للمبدع الراحل، وتعريفا بمنجزه الغني والقيم في مجال التصميم، يحتضن هذا المتحف ما بين 04 مارس 2023 و28 يناير 2024 معرضا استعاديا، تحت عنوان “إيف سان لوران.. ملامح البورتريه”، الذي يستعرض ويحتفي بالمتن الفني للأعمال الخطية التحضيرية لمصمم الأزياء الراحل، خصوصا تلك المستلهمة من أجواء وفضاءات المدينة الحمراء.

وبعد رحيل هذا المصمم الشهير، فإن أحسن شيء تركه لمراكش، التي أحبها وألهمته، هو هذا المتحف الذي يختزل مسيرة حياته ومسار إبداعه، وحديقة ماجوريل، التي تحتضن ذكراه بحديقة الورود، وجزءا من ذكرياته بفيلا الواحة.

The post مراكش عند مصمم الأزياء العالمي إيف سان لوران .. مسقط القلب وبهجة الألوان appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/uX2MR4N