جدد المغرب، الأحد، التأكيد على تشبثه بنظام تجاري متعدد الأطراف، عادل ومتوازن، كما تمثله منظمة التجارة العالمية.

وجرى التأكيد على موقف المملكة من قبل وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، في كلمة ألقاها باسمه السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، عمر زنيبر، خلال تقديمه لإعلان المملكة خلال الاجتماع الوزاري العربي التحضيري للمؤتمر الوزاري الـ12 لمنظمة التجارة العالمية، الذي عقد عبر تقنية التناظر المرئي.

وقال مزور إن “المملكة المغربية تجدد تشبثها بنظام تجاري متعدد الأطراف، عادل ومتوازن، تمثله منظمة التجارة العالمية، ويكفل التوزيع العادل لفوائد التجارة الدولية، كما يضمن الحق في التنمية للدول النامية والأقل نموا”.

وجدد الوزير التأكيد على التزام المغرب بالتنسيق والتشاور والتعاون بين الدول العربية الأعضاء في المنظمة من أجل إسماع صوت المجموعة العربية وتحقيق مصالحها المشتركة، كما جدد التأكيد على التزامها وسعيها الحثيث من أجل إنجاح مسارات انضمام الدول العربية الأخرى إلى المنظمة.

وفي هذا السياق، ذكر بأن المملكة المغربية، التي ترأس مجموعتي العمل الخاصتين بانضمام كل من جمهورية العراق واتحاد جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية، تعمل جاهدة على تسريع وتيسير هذين المسارين، في أفق التوصل إلى النتائج المرجوة في أقرب الآجال.

ولفت الوزير مزور الانتباه إلى أن منظمة التجارة العالمية تمر بمرحلة دقيقة تستوجب العمل بجد وتوافق بين أعضائها، وإبداء المرونة والالتزام السياسي اللازمين من أجل إنجاح مسارات التفاوض الحالية، في أفق الخروج بنتائج إيجابية وعملية خلال المؤتمر الوزاري ال12 للمنظمة.

وفي هذا الصدد أكد أن المملكة المغربية تعمل جاهدة للقيام بدور بناء، يروم تقريب وجهات النظر، وبلوغ التوافق في ما يتعلق بالنقاط الخلافية، مع الحرص على ضرورة الحفاظ على البعد التنموي في مختلف الاتفاقات المستقبلية، وذلك ضمانا لحق الدول النامية في تنمية قدراتها الاقتصادية والتجارية.

وشدد مزور على أهمية، بل وضرورة، تنسيق مواقف الدول العربية الأعضاء في المنظمة، حتى تكون مؤثرة بصفة إيجابية في أشغال المؤتمر الوزاري المقبل، “بما يحفظ مصالح مجموعتنا العربية، بخصوص القضايا المطروحة في جدول أعمال المؤتمر، وعلى وجه الخصوص، المتعلقة بالمفاوضات الجارية للحد من إهدار الموارد السمكية، وكذا في ما يتعلق بالملف الفلاحي، لما لهذه المواضيع من أهمية استراتيجية على مستوى تحقيق الأمن الغذائي لدولنا”.

وأكد، من جهة أخرى، أن جميع الدول مدعوة إلى “إبداء المرونة والعمل على بناء توافقات للخروج من حالة الجمود التي تطبع المفاوضات على كل الأصعدة”.

وقد توج هذا الاجتماع باعتماد إعلان ختامي جدد فيه الوزراء العرب التزامهم بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها ضمن اتفاقية مراكش المنشئة لمنظمة التجارة العالمية، مؤكدين مرة أخرى على التزامهم بتعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف.

وأعربوا عن تصميمهم على “العمل سويا من أجل ضمان نجاح المؤتمر الـ12 لبلوغ نتائج نوعية وملموسة بالنسبة لمجموع الأعضاء، وبغية دعم دور منظمة التجارة العالمية في وضع القواعد التي تعزز بيئة تجارية واستثمارية حرة، عادلة، مستقرة، شاملة، غير تمييزية، شفافة ومنفتحة”.

ويؤكد الوزراء العرب، أيضا، على الدور المهم الذي يمكن أن تضطلع به التجارة في مواجهة تداعيات جائحة “كوفيد-19” وتحفيز انتعاش قوي للاقتصاد العالمي.

وأكدوا كذلك على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق العالميين من أجل التغلب على تداعيات الوباء، داعين إلى ولوج عالمي منصف إلى اللقاحات ضد “كوفيد-19″، مع حث البلدان على التعاون في هذا المجال.

كما شدد الوزراء العرب، من جهة أخرى، على أن المفاوضات حول الصيد البحري ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار الأحكام المتعلقة بالمعاملة الخاصة والتفضيلية.

وشدد البيان، أيضا، على الحاجة إلى معالجة جميع القضايا العالقة في مفاوضات الفلاحة، لاسيما تلك ذات الأهمية الحاسمة بالنسبة للبلدان النامية والأقل نموا، كما أكد الوزراء مجددا على الدور المحوري للبعد التنموي في النظام التجاري متعدد الأطراف.

The post المغرب يتشبث بتجارة عالمية عادلة ومتوازنة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2ZBykKk

لقيت مداخلة فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، خلال مناقشة مشروع قانون المالية بمجلس النواب، بشأن الأساتذة أطر الأكاديميات، المعروفين بالأساتذة المتعاقدين، اعتراضا من طرف النقابات التعليمية التي تطالب بإدماج هذه الفئة ضمن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية.

وبينما صرح فوزي لقجع بأن ملف الأساتذة المتعاقدين تم حله منذ سنة 2018، اعتبر عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، في تصريح لهسبريس، أن كلام الوزير لقجع يعد استمرارا لموقف الحكومة السابقة، ما يعني أن الملف لن يبرح مكانه.

وطالب الإدريسي بإدماج هؤلاء الأساتذة في النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، ودعا إلى فتح حوار مع النقابات بحضور ممثلين عن “تنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” من أجل إيجاد صيغة لطي هذا الملف.

وبخصوص حديث الوزير المكلف بالمالية عن توظيف هؤلاء الأساتذة في إطار جهوي، أكد الإدريسي أنهم كنقابة ليسوا ضد التوظيف الجهوي، لكن شريطة إدماج جميع نساء ورجال التعليم في نظام أساسي موحد، وأن يتوفر الجميع على رقم تأجير مركزي.

وسجل الإدريسي أن وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى عبر في لقاءاته مع النقابات عن رغبة الوزارة في فتح حوار بشأن هذا الملف، وأبدى أمله أن يفتح هذا الحوار قريبا.

من جهته، اعتبر عبد الإله دحمان، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، أن ما صرح به الوزير فوزي لقجع، “هو امتداد لقناعة حكومية تصدينا لها سابقا تعتبر التوظيف بالتعاقد خيارا استراتيجيا دون أساس قانوني واضح”.

وأضاف دحمان، في تصريح لهسبريس، قائلا: “نأمل أن يصحح شكيب بنموسى مسار مقاربة هذا الملف ويفتح إزاءه حوارا حقيقيا ينتهي بإيجاد صيغة قانونية منصفة تحقق الإدماج”، مبرزا أنه “لا بديل عن الحوار والإنصات بمسؤولية، حوار يتضمن كافة الأطراف وتحييد هذا الملف عن أي تهافت سياسي غير إنصاف الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وبشكل مستعجل”.

كما دعا دحمان أحزاب التحالف الحكومي إلى عدم التنصل من تصريحات قادتها بخصوص ملف “الأساتذة المتعاقدين”، وتحمل مسؤوليتهم السياسية والأخلاقية.

وكان فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، قد دافع عن استمرار الحكومة في اللجوء إلى التوظيف الجهوي، أو ما عرف بالتعاقد، في قطاع التربية الوطنية.

وقال: “إذا كان موضوع موظفي أطر الأكاديميات يطرح إشكالا، فإن هناك أكثر من 100 ألف موظف آخر في أكثر من 200 مؤسسة عمومية يشتغلون بنفس المنطق”، مضيفا أن “هؤلاء موظفون مغاربة يشتغلون في مؤسسات عمومية ويحصلون على أجورهم من تلك المؤسسات وليس لهم رقم تأجير مركزي”.

وتابع قائلا: “إذا كان التوظيف في المؤسسات العمومية يطرح إشكالا، فيجب أن نطرح الأمر للجميع، ولا نتكلم فقط على التربية والتكوين، لأن العاملين في قطاع التربية والتكوين أصبح لهم نظام أساسي منذ سنة 2018، ويحصلون على أجورهم من الأكاديميات وفق منظور جهوي”.

وأشار لقجع إلى أن تكلفة أجور موظفي المؤسسات العمومية تصل إلى 20 مليار درهم، يتم تحويلها إلى المؤسسات العمومية من أجل تأدية الأجور، مسجلا أن الحديث عن أطر الأكاديميات يجب ألّا يتم بمعزل عن باقي موظفي المؤسسات العمومية الأخرى، التي يصل عددها إلى 208 مؤسسات.

يذكر أن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين تطالب بإدماج جميع الأساتذة أطر الأكاديميات ضمن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية، وخاضت إضرابات متتالية عن العمل وأشكالا احتجاجية أخرى في عهد الحكومة السابقة من أجل تحقيق هذا المطلب.

وردت الحكومة السابقة بأن “النظام الأساسي لأطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين يضمن للأساتذة التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها زملاؤهم المدمجون في النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية”، إلا أن ذلك لم يقنع هؤلاء الأساتذة الذين رفضوا التوظيف الجهوي.

The post نقابات تتشبث بإدماج "أساتذة التعاقد" في النظام الأساسي لموظفي التعليم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2ZJEeJC

واصل الدولي المغربي نايف أكرد، مدافع نادي رين الفرنسي لكرة القدم، تألقه بالملاعب الفرنسية، بعد أن ناب على مهاجمي فريقه مرة أخرى، مسجلا الهدف الأول لفريقه في شباك تراو خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين لحساب منافسات الجولة الـ12 من مباريات الدوري الفرنسي “الليغ 1”.

وكان مدافع “أسود الأطلس” في الموعد في قيادة دفاع فريقه، قبل أن يتقمص دور المهاجم مرة أخرى ويقص شريط أهداف اللقاء برأسية رائعة، أعطت التقدم للضيوف عند الدقيقة التاسعة من زمن شوط المباراة الأول.

وعدل أصحاب الأرض النتيجة بعد ذلك عن طريق اللاعب عادل الرامي، قبل أن يتقدموا بهدف ثان، ليدرك بعدها رفاق أكرد، الذي قدم أداء كبيرا، التعادل وتنتهي المواجهة بهدفين في كل شبكة.

ونال أكرد ثاني أفضل تنقيط في فريقه، نظير الدور الدفاعي الكبير الذي قدمه في اللقاء والهدف الذي أعطى فريقه نقطة ثمينة خارج الديار.

يشار إلى أن أكرد، صاحب الـ 25 عاما، بات من ركائز الخط الدفاعي للمنتخب الوطني المغربي بعد أن نال ثقة الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، كما يتميز بالحفاظ على مستواه الثابت في جل المباريات.

The post أكرد يواصل التألق مع رين في البطولة الفرنسية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3BzSa61

Frequent homework and its impact on children

أصبحت الواجبات المنزلية وساعات التقوية اليوم وجهان لعملة واحدة، ألا وهي الوصفة السحرية للتعليم المعاصر! وقد أضحى هاذين العاملين مقلقين ويقضان مضجع التلاميذ وآبائهم وأولياء أمورهم على حد سواء. وليومنا هذا، تنقسم الآراء بين قبول ورفض لهذه الظاهرة من طرف شرائح عريضة من المجتمع، فمنهم من يؤيد فكرة الواجبات المنزلية حتى لو كانت بكثرة، نظراً لأنها تشغل الأطفال وترسخ المعلومات والمفاهيم التي تعترض التلاميذ في الفصل الدراسي. ولذلك لا يجد هؤلاء المؤيدون حرجا في تسجيل أبنائهم أو بناتهم في برامج التقوية أو الدعم التربوي والتعليمي أو في جلب مدرس خاص إلى البيت قصد ذلك؛ بينما يرى الغير أن ذلك إجحاف في حق الطفل وحرمانه من حقه الطبيعي في اللعب والمرح وتفريغ طاقته الزائدة، ولا يرى هؤلاء المناهضون لهذه الظاهرة مبررا لدفع المال مقابل شروح إضافية للدروس كان الأولى أن يُفهّمها المعلم للتلميذ داخل الفصل وبوسائل تعليمية شتى. وقد لا يتوانى هؤلاء في توجيه أصابع الاتهام لإدارة المؤسسة نظراً لعدم تركيزها على ذلك، وفتح باب كسب المال على حساب تلاميذ أبرياء لا يعلم حال آبائهم وأسرهم إلا الله، علماً أن العديد من المؤسسات التربوية في دول عديدة ترى في ذلك عدم المساواة في التعليم وقد نجحت وإلى حد بعيد في التخلص من الواجبات المنزلية. وعلى سبيل المثال فقد تخلصت بعض الولايات في أمريكا من الواجبات المنزلية بشكل كلي مثل ولاية ماساتشوستس ، ولوس أنجلوس، وكاليفورنيا. على الرغم من أن اتجاه عدم أداء الواجب المنزلي في الولايات المتحدة الأمريكية قد يبدو مقلقًا، خاصة للآباء الذين يحلمون بقبول أطفالهم في هارفارد أو ستانفورد أو ييل، إلا أن هناك أدلة متزايدة على إلغاء الواجبات المنزلية في المدرسة الابتدائية قد يكون لها في الواقع فوائد كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالمساواة في التعليم وحق التعلم.

كثرة الواجبات المنزلية: هل هي ظاهرة دخيلة؟:

من منا لا يذكر أيام الدراسة خلال السبعينيات وما قبلها أو بعدها، أي فترة العصر الذهبي كما يحلو للبعض أن يسميها. ربما يتذكر الجميع أن كمية الواجبات المنزلية لم تكن بذلك الحجم الكبير بقدر ما هي مراجعة لما تم شرحه بالتفصيل داخل الفصل الدراسي. كان المعلم لا يدع كبيرة ولا صغيرة في ما يتعلق بالدرس إلا وأوفى بها، وأعطى للشرح حقه بل ويتحسس من تلاميذه من لم يستوعب الشرح فيحاول كرة أخرى. لم يكن المعلم يمر مر الكرام على شرح مضمون الدرس وتطبيقاته، بل كان أحياناً يوزع المهام على مجموعات صغيرة حتى يشارك الجميع ويستوعب الحميع. كانت “العقوبة” أحد وسائل عقاب من يتوانى أو يتكاسل، وكانت “الفلقة” عند بعض المعلمين هي أعلى مرحلة العقاب لمن يستهين بالتحصيل وإتمام الواجبات. ورغم وجود معارضين لمثل تلك التصرفات، فإن البعض الآخر كان يجد فيها ردعاً لمن تسوّل له نفسه التمرد على الدراسة أو المدرس أو المدرسة بشكل عام، ولذلك لم تكن نسبة الهدر المدرسي بالنسب التي نراها اليوم. وفي الواقع، فإن إلغاء الواجبات المنزلية قد يكون مفاجأة للكثيرين منا اليوم لأن طبيعة البلد تختلف ولأن الكثير من الأطفال سيتهاونون وربما لن يلمسوا كتاباً إذا ترك ذلك الباب مفتوحاً على مصراعيه. وقد لا يكون النقاش حول هذا الموضوع جديدًا، لأننا نجد بأن هذا الموضوع قد سبق طرحه من طرف الآباء والمعلمين ربما منذ مطلع القرن الماضي، حيث تتضارب الآراء بين الرفض والقبول فيما يخص الحاجة إلى الواجبات المنزلية والحاجة إلى إلغاء الواجبات المنزلية أو تخفيفها.

وحتى نكون منصفين، فإن ما نراه اليوم وما يلاحظه الكثيرون هي كثرة الواجبات المنزلية والكتب المدرسية، إذ القاعدة العامة تقول “إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده”. فبالنظر إلى كمية التمارين والواجبات المنزلية، لا يسع المرء إلا أن يقف متعجباً في ما آلت إليه أساليب الدراسة اليوم، أو بالأحرى يتساءل المرء عن دور المعلم في حجرة الدرس وما هي تلك الطرق الحديثة المتبعة في التعليم!. أليس حريا بتلك الطرق الحديثة بأن تغني عن أي تمارين أخرى زائدة؟ أم أن المعلم أصبح يتكل على كتب التمارين المساندة أو المكملة لتُحل في البيت وتكون كفيلة بتوصيل المعلومة دون عناء! لقد أصبح بال الصبي مشغولاً بتقليب كثرة الصفحات وانجاز ما هو مطلوب أكثر من أن ينشغل باله بالفهم ومحاولة التحصيل المعرفي. زيادة على ذلك فإن الكم الهائل من الواجبات دفع بالعديد من الأسر للبحث عن معلم خاص يُعين الأبناء على تنفيذ ذلك حتى لو كلفهم ذلك الكثير أو دفعهم إلى الاقتراض، ناهيك عن حرمان الصغار من اللعب مع أقرانهم واستغلال ذلك كأداة طبيعية لاكتساب مهارات ومعارف أخرى أيضاً قد تعجز المدرسة عن تقديمها.

مشكلة الواجبات المنزلية: كيف تبرز اللامساواة

يرى بعض الخبراء أن هنالك جوانب سلبية لكثرة الواجبات المنزلية واحدة منها، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها، هي كيف تؤثر تلك الظاهرة بشكل غير متناسب على الأطفال المنحدرين من العائلات المعوزة أو الأقل ثراءً أو تلك التي تقطن الأحياء المهمشة أو الأماكن النائية أو البوادي. وفي هذا الصدد، أوضحت جمعية علم النفس الأمريكية (APA) ما مفاده أنه:

“من المرجح أن يكون لدى الأطفال من المنازل الأكثر ثراء موارد مثل أجهزة الكمبيوتر، واتصالات الإنترنت، والأماكن المخصصة للقيام بالعمل المدرسي، والآباء الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعليما وأكثر استعدادًا لمساعدتهم في المهام الصعبة. من المرجح أن يعمل الأطفال من المنازل المحرومة في وظائف ما بعد المدرسة، أو أن يكونوا في المنزل دون إشراف في المساء”. وترى الجمعية أيضاً أن “الطلاب الذين ينشئون في مناطق أكثر ثراءً من المحتمل أن يمارسوا الرياضة، أو يشاركون في أنشطة ترفيهية أخرى بعد المدرسة، أو يتلقون دروسًا إضافية، بينما من المرجح أن يتجه الأطفال في المناطق المحرومة إلى العمل بعد المدرسة، ويعتنون بأشقائهم أثناء عمل والديهم أو يُفرض عليهم التعامل مع حياة منزلية غير مستقرة”.

ومن السهل ملاحظة إنه إذا ما تمت إضافة واجبات منزلية إلى هذا المزيج والخليط من المشاكل التي يعاني منها الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة أو يغلب عليه طابع الأمية أو الجهل فيعتبر ذلك في حد ذاته أمرًا آخر يجب التعامل معه ناهيك عن عامل اللامساواة، وهنا يأتي دور المؤسسة التعليمية والوزارة الوصية. وبعيدًا عن القضايا اللوجستية والأسرية، يرى الخبراء في هذا المجال أنه من الممكن أن تؤثر الواجبات المنزلية سلبًا على الصحة الجسدية والإجهاد لدى الصغار خاصة بعد يوم طويل من الدراسة ومعاناة وسائل النقل المدرسي أحياناً. وعندما يتعلق الأمر بالصحة والخوف والتوتر، فمن الواضح أن الواجبات المنزلية المفرطة لا تأثر على أبناء الفقراء فحسب، بل حتى على أبناء الأغنياء أو الطبقة المتوسطة لأن المسألة قضية جهد إضافي. ولذلك فإن كثرة الواجبات المنزلية للأطفال من كلا الطرفين، يمكن أن تكون ضارة.

ما مقدار الواجب المنزلي الذي يجب أن يطبق؟

قد يتساءل البعض عن الكمية المعقولة من الواجبات المنزلية التي يجب اسنادها للتلاميذ، وهنا يمكن الرجوع بسهولة إلى القاعدة الاسلامية العامة ألا وهي “الوسطية” فلا ضرر ولا ضرار في كل مناحي الحياة. فعلى المعلم أن يراعي كل الجوانب المتعلقة بالطفل من حيث وسطه العائلي وقدرته البدنية والعقلية وميوله الشخصي، وعدم حرمانه من التمتع بطفولته وبفرصة اللعب مع أقرانه. وعلى المعلم أن لا ينسى بأن الشارع يمثل أحد زوايا الثالوث المتعلق بهيكل التربية والتعليم المتمثل في: المدرسة، والأسرة، والشارع. فإذا وجد خلل ما بأحد هذه القواعد، فلا شك أن النتائج ستكون عكسية. ولهذا يجب أن لا نفرط في حق الطفل في اللهو والمرح واللعب لأن هنالك مهارات تُكتسب في الشارع وفي مخالطة الأقران تعجز المدرسة أحياناً في ترسيخها للصبيان، أما حشر الصغار في سن مبكرة جدا بين الجذران لساعات طويلة وحرمانهم من النوم في جنح الظلام في الصباح الباكر ووضعهم تحت رحمة مربين أو مربيات غرباء، فإن ذلك يحرمهم من القرب من الأم ويحرمهم من عطفها وحنانها في وقت مبكر أساسي لنمو الطفل وبشكل طبيعي. ويرى بعض الباحثين بأن الوقت المسموح للقيام بالواجبات المنزلية يحب أن لا يتعدى ساعة من الزمن وإن أمكن أقل من ذلك، بينما توصي جمعية التعليم الوطنية ورابطة المعلمين الوطنية لأولياء الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال بأن لا يقضي الطلاب أكثر من 10 دقائق لكل مستوى صف في الليلة في الواجبات المنزلية. هذا يعني أن طلاب الصف الأول يجب أن يقضوا 10 دقائق في الواجب المنزلي ، بينما يقضي طلاب الصف الثاني 20 دقيقة وهكذا. لكن دراسة نشرتها المجلة الأمريكية للعلاج الأسري وجدت أن الطلاب يقضون وقتاً أكثر من ذلك بكثير. ويرى البعض الآخر أن 10 دقائق في اليوم لا تبدو كثيرة على الاطلاق وربما لا تفي بالغرض، وإذا ما سُمح للأطفال باستخدام وسائل الاتصال كالهاتف أو الكمبيوتر، فإن الوقت يمر بسرعة، وقد يتجاوز ساعة في الليلة بحلول الصف السادس على سبيل المثال. وعلى العموم، فإن معظم الدراسات تشير إلى أن زيادة حجم الواجبات المنزلية من شأنه أن يؤذي الأطفال جسديًا وعاطفيًا. وقد ذكر في أحد البحوث في هذا المجال أنه في عام 2013 ، وجد بحث أجري في جامعة ستانفورد أن الطلاب في المجتمعات عالية الإنجاز الذين يقضون وقتًا طويلاً في أداء الواجب المنزلي يتعرضون لمزيد من التوتر ومشاكل الصحة البدنية وعدم التوازن في حياتهم والابتعاد عن المجتمع.

ومن البديهي أن الواجب المنزلي، كما يوحي الاسم، يجب أن يتم في المنزل، بعد يوم كامل من التعلم في المدرسة، لذلك لا بد من تهيئة الجو المناسب للطفل من حيث سبل الراحة وتحبيب الدراسة إليه مع تحفيزه معنويا عند قيامه بتلك الواجبات. ومن أجل مساعدة التلاميذ على إيجاد الطرق الناجعة للتعامل مع الواجبات المنزلية، يرى بعض الخبراء أن تلك مهمة المعلم أولا بحيث يجب أن يساعد الطفل في إيجاد التوازن الصحيح والطرق المثلى للوصول إلى الحلول بسرعة ويحقق التحصيل المعرفي اللازم والنجاح. ويمكن للمعلم مثلا أن يبدأ بمناقشة الواجب المنزلي في نهاية الحصة الدراسية، وتبسيط طرق الوصول إلى الحلول من أجل تخفيف حدّة التوتر والخوف لدى الأطفال، مع تحفيزهم دوماً. وختاما يمكن القول بأن الإفراط في إسناد الواجبات المنزلية للأطفال أكثر من القدر الموصى به والمعقول قد يأتي بنتائج عكسية ويضر بالعملية التربوية والتعليمية.

والله ولي التوفيق،،،

(*) خبير دولي في مجال التربية والتعليم، مستشار

The post كثرة الواجبات المنزلية وأثرها على الأطفال appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3w2HKKS

قرار فرض إلزامية جواز المرور، لم يحرك فقط، أوثار اللغط والجدل، بل أثار موجة من الرفض والاحتجاج، برز معها “رافضون” حملوا يافطة الرفض والتشكيك في عملية التلقيح وما ارتبط بها من جواز، وبعضهم خرج إلى الشوارع للتعبير عن مشاعر الرفض وممارسات الإجبار التي تنهجها الدولة/الحكومة لفرض تلقيح يفترض فيه أن يخضع لمبدأ حرية الاختيار، وفي هذا الصدد، فالرافضون يرافعون من زاوية الحريات وبوابة حقوق الإنســان ومدخل حماية الصحة الخاصة، والدولة/الحكومة ترفع يافطة مسؤوليتها في حماية الصحة العامة وكسب رهان التطعيم لبلوغ المناعة الجماعية في أفق العودة إلى حياة ما قبل الجائحة.

وبين حق الشخص في حماية صحته، وحق الدولة في حماية الصحة العامة، تغيب الحقيقة العلمية الدامغة، القادرة على الإقنــاع ورفع ستار الرفض والتشكيك، لتنقسم الحلبة بين “مؤيدين” انخرطوا وينخرطون في حملة التطعيم بكل ارتياح وجاهزية واستعداد، من باب الثقة في الدولة الحامية للصحة العامة، و”مترددين”، انخرطوا على مضض في الحملة بعد فرض إلزامية جواز التلقيح، لتفادي أية مشاكل أو متاعب في التنقل أو السفر أو في الاستفادة من الخدمات الإدارية، و”معارضين”، ما زالوا أوفيــاء لصوت الرفض والاحتجاج لأسباب ومبررات. يتشابك فيها الشك باليقين.

ما هو باد للعيان، أن جواز المرور، بات وثيقة رسمية معتمدة من قبل السلطات العمومية على غرار ما أقدمت عليه مجموعة من الدول عبر العالم، والحملة الوطنية للتلقيح تسير وفق ما رسم لها من أهـداف، وطريق “المناعة الجماعية” أضحت معبدة أكثـر من أي وقت مضى، ومهما كنا مع الدولة/الحكومة أو ضدها، أو مع الرافضين أو ضدهم، لا مناص من احترام الحق في الاحتجاج ما دام لم يصل إلى مستوى تهديده للنظام العام، والمصالح الأمنية، لا بد أن تتعامل مع خصوصية اللحظة، بالمزيد من الرصانة والمسؤولية والمهنيـة في ما يتعلق بتدبيـر هذا النمط من التجمهر “الاستثنائي”، الذي يتطلب تدبيـرا “استثنائيا”، لأن اللحظة، تتطلب بدائل أخـرى مرتبطة بالتواصل والإنصات والإقناع وقول الحقيقة كما هي، من منطلق أن “صحة الأفراد” هي جزء لا يتجزأ من “صحة المجتمع” أو “الصحة العامة”، أما الرهان على لغة “الطونفا”، فلن يزيد بـؤرة الاحتجاج إلا توسعا ودائرة الشك إلا تمددا.

سواء تعلق الأمر بفرض إلزامية جواز التلقيح، أو ببعض الفئات المعارضة التي خرجت إلى الشــوارع بقصد التعبير عن الرفض والاحتجاج، بدون شك، فنحن أمام تمرين صعب وشاق من تمارين جائحة كورونا، لا بد أن نتجاوزه بنجاح وبأقل الأضرار الممكنة، وهذا يقتضي التحلي بقيم المواطنة الحقة والتزود بجرعات كافية من المسؤولية والشفافية والمصداقية، والحرص كل الحرص على حماية الحريات والحقوق، التي لا يمكن المساس بها أو انتهاكها، بمبرر “الصحة العامة” ودافع “بلوغ المناعة الجماعية”، وفي هذا الإطار، لا يمكن إلا أن نتفهم مسؤولية الدولة/ الحكومة في حماية الصحة العامة وتجنيب المواطنين شر أية انتكاسة وبائية محتملة، لكن بالمقابل، هناك حقوق وحريات كفلها الدستور الجديد، لا بد من استحضارها ورعايتها، عبر التدبير الأمثل للاحتجاجات، والإيمان بالحق في الاحتجاج والرفض، الذي يفــرض الرهان على التواصل الفعال مع المواطنين وتملك أدوات الإقنـاع في إطار من المسؤولية والمصداقية والوضوح والشفافية، بعيدا عن “كوفيدات” الإكراه والإلزام، في ظل جائحة عالمية تقتضي البيان والبرهان.

الرافضون من حقهم رفض الانخراط الإلزامي في حملة التطعيم من منطلق أن الجسد هو ملك لصاحبه، لكن ليس من حقهم إلحاق الأذى بالآخرين الذين اختاروا التحصين عبر التطعيم، كما ليس من حقهم عرقلة المجهودات المبذولة حرصا على الصحة العامة، وحماية للمجتمع من أية انتكاسة وبائية محتملة، قد تفرض اللجوء مرة أخرى إلى خيار التشديد بكل تكلفته الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، وبعيدا عن لغة الجدل، ودون الخوض في أية نقاشات قانونية، نرى أن الإشكال لا يكمن في الجواز التلقيحي المفروض، بل في مقتضيات قانون الطوارئ الصحية المصوت عليه من قبل نواب الأمة في عهد الحكومة السابقة، والذي يمنح الحكومة الحالية على غرار السابقة، إطار قانونيا لتدبير الأزمة الوبائية دون الحاجة إلى المرور عبر القنوات التشريعية الاعتيادية، لذلك، إذا كان من لوم، فلا يمكن أن يوجه إلا لمن صوت على هذا القانون ومنح عبره الحكومة، مساحة قانونية واسعة، لفرض ما تراه مناسبا ولازما من القرارات ذات الطابع الاحترازي، وهذا لا يمنع من توجيه قسط من اللوم إلى الحكومة، لأن قرار فرض إلزامية الجواز التلقيحي جاء متسرعا ولم تسبقه أية مرحلة انتقالية، طالما أن الوضعية الوبائية مطمئنة أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي لم يكن هناك أي مبــرر معقول أو مقبول للاستعجال في تنزيل قرار، فتح ويفتح أسئلة ونقاشات دستورية وقانونية وحقوقية وصحية.

أصوات الرفض الآخذة في التنامي والتمدد في المغرب كما في العالم، من الصعب تجاوزها أو عدم الانتباه لها أو التعامل معها بنوع من اللامبالاة من قبل صناع القرار السياسي والصحي على وجه التحديد، خاصة وأن بعضها صدر ويصدر عن بعض الأطباء الأقرب دون غيرهم من واقع الحال، والذين لم يترددوا في التحذير من المخاطر المحتملة للتلقيح على الصحة، والبعض منهم وصل حد التشكيك في حقيقة الأزمة الوبائية القائمة، وما يزيد طين الرفض والاحتجاج بلة، خـروج بعض المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجا على تعرضهم إلى مضاعفات صحية بعد تلقي الجرعات، دون إغفال الحديث عن بعض الوفيات المسجلة هناك وهناك، والتي ربطت بالتطعيم في غياب النفي أو التأكيد، وهذه الأصوات التي تتقاطع في دائرة التبخيس والتحذير والتشكيك، تقتضي من السلطات الصحية، تقديم تفسيرات بشأنها، ليس فقط في إطار الحق في المعلومة، ولكن أيضا من أجل طمأنة المواطنين الذين لازالوا يقفون عند عتبة التردد أو الشك، أما التحذيرات الصادرة عن بعض الأطباء، فيفترض التعامل معها بالحجة الدامغة والبرهان العلمي الذي يقطع الشك باليقين، من باب الوضوح والمصداقية والصراحة مع المواطنين.

ومرة أخرى، نلح على ضرورة استعجال استراتيجية تواصلية فعالة من قبل السلطات الصحية، قادرة على الإخبار وحسن الإقناع، خاصة في ظل ارتفاع جرعات التحذير وتنامي منسوب التشكيك، وفي جميع الحالات، إذا كانت الدولة/الحكومة قد اتخذت فرض إلزامية جـواز التلقيح من باب مسؤوليتها في حماية الصحة العامة، فذات المسؤولية، لا بد أن تحضر بنفس القوة والمتانة، في الحالات التي يتعرض فيها المواطنون إلى مضاعفات صحية مرتبطة بتلقيهم لجرعات التلقيح، إذ، لا يمكن أن تحضر “الصحة العامة” قبل التطعيم، وتغيب بعده، لذلك، لذلك، فمن الضروري بل ومن الواجب، أن يتم التكفل بالحالات التي تعرضت إلى مضاعفات أو مشاكل صحية بسبب التطعيم، وفي هذا المستوى، تحضر الدولة/الحكومة الراعية والحامية والمسؤولة والملتزمة.

The post الرافضـون appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3CyIav8

أسدل الستار، مساء الأحد، على أشغال الندوة العلمية الدولية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول التراث الإسلامي الإفريقي، التي احتضنتها عاصمة جمهورية نيجيريا الاتحادية، أبوجا، برفع توصيات إلى الجهات المعنية قصد تكثيف التعاون من أجل صيانة التراث الإسلامي بالقارة.

وأكد محمد رفقي، الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن حماية التراث الإسلامي الإفريقي “جزء لا يتجزأ من حماية ذاكرتنا وتاريخنا الإفريقي المشترك، بل هو من صلب حماية ديننا الحنيف من كل المظاهر المسيئة إليه، ومن إهمال وعدم عناية لائقة، وما إلى ذلك من السلبيات التي تعيشها المجتمعات الإفريقية”.

وأضاف رفقي أن توحيد وتنسيق جهود العلماء والخبراء والمختصين الأفارقة، للتعريف بالذاكرة الجماعية لشعوب ومجتمعات إفريقيا وصيانتها، “أصبح واجبا يمليه علينا ديننا الحنيف وأصالتنا وكل ما يميزنا عن العالم”، لافتا الانتباه إلى أن هذه الغاية “لن تتحقق إلا بتوطيد العلاقات بين العلماء والخبراء والمختصين الأفارقة، والعمل على تطوير وتنسيق وتبادل التجارب فيما بينهم على كل المستويات”.

وشهدت أشغال الندوة العلمية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي شارك فيها زهاء 400 عالم، وحضرها أعضاء جميع فروع المؤسسة بأربع وثلاثين دولة إفريقية، تنظيم جلسات علمية، وورشات تكوينية حول صناعة الفهرسة، وتقنيات صيانة المخطوطات، وتحقيق النصوص التراثية المخطوطة، من أجل تمكين العلماء الأفارقة من مهارات صيانة وحفظ التراث الإسلامي الإفريقي.

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في الكلمة الختامية للندوة، إن الجلسات العلمية التي أطّرها العلماء والمختصون، والورشات التكوينية التي استفاد منها المشاركون، “لدليل ساطع على أن الاهتمام بقضايا وحاجيات تراثنا الثقافي الإسلامي الإفريقي، وما يلزم القيام به نحوه لصيانته وحمايته وإنقاذه وتيسير سبُل الاستفادة منه، إنما هو في الحقيقة صورة من صور التعريف بديننا الحنيف المحفوظ بتراثنا المخطوط”.

ويعد الحفاظ وصيانة التراث الإسلامي الإفريقي، بمختلف أصنافه وفنونه وعلومه، من الأهداف الأساسية التي تشتغل عليها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بهدف حماية الذاكرة والتاريخ الإسلامي الإفريقي المشترك.

وأكد الأمين العام للمؤسسة أن المخاطر المحدقة بالتراث والذاكرة والتاريخ الإفريقي المشترك تتجاوز الأقطار والجغرافيا الضيقة، وتستوجب التنسيق بين العلماء والمختصين الأفارقة “من أجل الوقوف كرجل واحد للحفاظ على الموروث الثقافي الإفريقي، بل للحفاظ أولا وأخيرا على الإنسان الإفريقي”.

من جهته، قال الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بنيجيريا ومفتي جمهورية نيجيريا الاتحادية، إن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة “ليست لها أي أهداف غير التواصل والتعاون على البر والتقوى والعمل الصالح والجاد لتوحيد صف الأمة الإسلامية، ونشر الإسلام الصحيح، والدعوة إلى التسامح والتحابُب لتحقيق التعايش بين جميع شعوب القارة الإفريقية لتنعم بالسلام والاستقرار”.

وفي كلمة باسم العلماء أعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالقارة الإفريقية، قال الشيخ إبراهيم بونو إن موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي” الذي تناولته الندوة، “يعتبر من أهم مواضيع الساعة، حيث الكل يحتفي بتراثه في عصرنا الحالي”، مبرزا أن التراث “هو أغلى ما نملك لأنه يشكل جزءا من الوجود والكيان”.

من جهته، قال اليزيد الراضي، عضو المجلس العلمي الأعلى، في كلمة نيابة عن محمد يسف، الأمين العام للمجلس، إن موضوع التراث الإسلامي موضوع ذو أبعاد علمية وروحية وفنية ووطنية وحضارية تمس الحاجة إلى تناوله ودراسته من أجل التعريف به واكتشاف أساليب حمايته والمحافظة عليه، ودرء الأخطاء عنه، وجمع الشمل وتوحيد الصف وتوضيح الرؤى.

وأضاف الراضي أن ذاكرة إفريقيا تتسم بالغنى، وأنها إن أعينت لها الرعاية تشي بمستقبل واعد، مبرزا أن الذاكرة “مستودع آمال الأمة وآلامها، وخزان علومها وآدابها وفنونها وأساس نهضتها، وهي التي تملأ الشعوب حماسا وتدفعها إلى حمل المشعل والانطلاق على درب البناء والتشييد والتطوير والتجديد والاعتزاز بالانتماء إلى الآباء والأجداد”.

ونوّه عضو المجلس العلمي الأعلى باختيار دولة نيجيريا الاتحادية لتنظيم ندوة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول التراث الإسلامي، مشيرا إلى أن جمهورية نيجيريا لها تاريخ عريق، وأسهمت في تأسيس المشهد العلمي والحضاري، وامتازت في دينها وسياستها بوسطيتها واعتدالها وتسامحها.

وأضاف أن الندوة نجحت في إبراز التراث الإسلامي الإفريقي باعتباره كنزا ثمينا من كنوز إفريقيا، التي يجب الحفاظ عليها وتثمينها وصيانتها، وباعتباره إرثا إفريقيا، وكذا إرثا إنسانيا، مشيرا إلى أن الندوة كشفت عن سبل استغلاله في التنمية البشرية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش والحوار.

وشدد الراضي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، أن القارة الإفريقية تملك من الكنوز المادية والمعنوية والروحية ما يؤهلها لإغناء التراث الإنساني وتبوؤ الريادة في مختلف المجالات.

ورفع المشاركون في ندوة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بأبوجا عشر توصيات لصيانة التراث الإسلامي الإفريقي، حيث دعوا إلى تأسيس هيئة علمية تسهر على صيانة المخطوط الإسلامي الإفريقي، وتعنى بالإشراف على جرده ورقمنته، وعقد دورات تكوينية في تحقيق المخطوطات وصيانة التراث الإسلامي الإفريقي في شتى البلدان الإفريقية، وإنشاء اتفاقيات وشراكات بين الخزائن الإفريقية والعالمية لصيانة المخطوط الإفريقي.

كما دعا المشاركون في الندوة إلى تنظيم ندوات وأيام دراسية في موضوع التراث الإسلامي الإفريقي لتعميق النظر في التدابير الواجب اتخاذها لصيانته، وجمع التراث الشفهي الإفريقي وتوثيقه وإنشاء كاتالوغات للمخطوطات المتاحة على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، ووضع خطة لترميم وإصلاح خزائن المخطوطات.

وبهدف تشجيع الباحثين الشباب على الاهتمام بصيانة التراث الإسلامي الإفريقي، دعا العلماء الأفارقة الملتئمون في العاصمة أبوجا إلى وضع مناهج دراسية في علم المخطوطات في الجامعات، وتدريس جميع الجوانب الفنية للمخطوطات، وتبادل البطاقات البيبلوغرافية بين المكتبات بما يساعد الباحثين للتعرف على تعدد واختلاف نسخ الكتاب المخطوط، ونشر الذخائر متى توفرت الأسباب والإمكانيات البشرية والمادية، حسب الأولويات التي يتم الاتفاق عليها بين مراكز البحث والمختصين في هذا المجال.

The post العلماء ينادون من نيجيريا بتكثيف الجهود لصيانة التراث الإسلامي الإفريقي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3mwwZ0z

على غرار دول أخرى في المنطقة، عمدت الحكومة المغربية الجديدة، “ذات طعم النموذج التنموي الجديد، “إلى إفحام مصطلح “الابتكار “في تسمية إحدى وزاراتها، وهي وزارة “التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”؛ وهي وزارة تشرف على قطاع، أو بالأحرى، على جزء من قطاع التعليم. واستشرافا للمرحلة المقبلة التي حدد لها عنوان “النموذج التنموي الجديد”، فهل يمكن اعتبار حصر مصطلح “الابتكار” على قطاع واحد مرتبط بنهاية المراحل التعليمية, دون المراحل والقطاعات الأخرى، مؤشرا على استمرار النهج التقليدي الذي يربط مفهوم التنمية فقط بالنمو الاقتصادي؟ وإذا كان الجواب بالنفي، فهل ستوفر الحكومة الظروف اللازمة لجعل “الابتكار” من مرتكزات المشروع التنموي الشامل؟

تفعيل الابتكار مطلب عصري

يمكن تعريف الابتكار بالعملية الإبداعية التي يتم من خلالها إيجاد طرق جديدة لفعل الأشياء، بواسطة استحداث تطويرات على ما هو موجود أو إنشاء منهجية جديدة يتم من خلالها ممارسة الأعمال بصورة مغايرة عن الأسلوب التقليدي الذي تُمارَس فيه عادةً؛ فالابتكار ينطلق من التفكير الموجه نحو البحث عن فكرة متميزة قابلة للتطبيق عبر أسلوب يتم تحديده، ثم عبر التطبيق الفعلي للفكرة. وقد تكون فكرة الابتكار جديدة وغير مسبوقة، كما قد تكون موجودة يتم تجديدها وتوجيهها نحو التطبيق. وموضوعاتيا، قد تكون الفكرة تقنية، تقدم منتجا أو وسيلة إنتاج تقنية، كما قد تكون إدارية أو اجتماعية تقدم حلولا تحمل قيمة متميزة لمشكلات إدارية أو اجتماعية.

فعلى هذا الأساس، يمكن القول إن الابتكار هو فكر وتمكين وعمل، حصيلته قيمة يمكن أن تسهم في التنمية وتعزز استدامتها. كما تجب الإشارة إلى أن الابتكار يكون وليدًا للحاجة الإنسانية، بوجود متطلّبات جديدة، وعادة ما يصدر الابتكار عن المتخصصين الذين يعتمدون على التجربة والملاحظة في تطوير المنهجيات القائمة، وإيجاد وسائل أكثر تطورًا لكل ما هو تقليدي.

وقد نشرت مجلة “الاقتصادية” في شهر شتنبر 2021 مقالا حول موضوع الابتكار يتضمن تصريحا للرئيس الألماني Frank-Walter Steinmeier خلال زيارته لستوكهولم، موجها إلى الأوروبيين عموما، مفاده ضرورة التحرك بسرعة أكبر فيما يتعلق بالابتكار. فحتى في ظل وجود إرادة فعلية، الحاجة باتت ماسة إلى العمل بشكل أفضل، حسب تصريحه. ولا شك في أن هذا التصريح يعبر عن قلق متزايد من منافسة ابتكارات الآخرين، وتهديد لمكانة أوروبا وقدرتها على الصمود في عالم المنافسة. ولعل المثير في ذلك هو أن أوروبا التي قدمت ابتكارات كثيرة غيرت حياة الإنسان حول العالم، وكانت المهد الأول للثورة الصناعية، تجد نفسها اليوم أمام تحدي ابتكارات الآخرين، الذي يفرض عليها أن تراجع نفسها، وتسعى إلى تفعيل ابتكاراتها. ولعل هذا يعني أن تحدي الابتكار في هذا العصر هو تحد يواجه العالم بأسره، وليس أوروبا فقط؛ فالأفكار المبتكرة هي التي تصنع الفرق بين المجتمعات وتضع البصمة المميزة في التعليم والاقتصاد والصناعة. فلا يمكن لأي اقتصاد على وجه الأرض النهوض والتقدم في مؤشرات التنافسية الدولية ما لم يول الإبداع والابتكار عناية خاصة، بتوفير الدعم المادي والمعنوي والبيئة المحفزة والتشريعات الضامنة.

إن تفعيل الابتكار في أي مجتمع من المجتمعات يحتاج إلى جعله جزءا من ثقافة المجتمع التي تشمل المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والتشريعات والأعراف والإمكانات والعادات المكتسبة. وبناء على ذلك، يحتاج جعل الابتكار جزءا من ثقافة المجتمع إلى تكريسه في صلب مكونات المعرفة والإمكانات والعادات التي يكتسبها الإنسان، استنادا إلى قناعة وإرادة وتضافر جهود جميع جهات التأثير ضمن ثقافة المجتمع: الأسرة، الهيئات التعليمية، وسائل الثقافة والإعلام، مؤسسات القطاعين العام والخاص … وهي الجهات المطالبة بتفعيل التفكير الذي يقدم أفكارا قابلة للتطبيق لتعطي من خلاله قيمة متميزة يمكن الاستفادة منها. فمثلا، الأسرة مطالبة يفسح مجال التفكير والابتكار لأبنائها، وهيئات التعليم مطالبة بتجاوز النمط التقليدي للتعليم، ووسائل الثقافة والإعلام ملزمة بتقديم إسهامات مهمة في بناء الابتكار في ثقافة المجتمع عبر برامجها المتنوعة… وهنا يجب التنبيه إلى أن الطفرة الحاصلة في ميدان الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى إحلال الآلة محل الإنسان في مختلف الوظائف ذات الطبيعية الروتينية؛ لكنها لن تستطيع تنفيذ هذا الإحلال في الوظائف الإبداعية الابتكارية، وقد يجد الإنسان نفسه في المستقبل بلا عمل ما لم يتمتع بثقافة تعززها القدرة على الابتكار.

تفعيل الابتكار عبر التعليم

يواجه التعليم حول العالم مستجدات العصر كباقي القطاعات، فبات من الضروري إخراجه من أسلوبه التقليدي لكي يستجيب للمتطلبات العصرية ويستفيد من الإمكانات الحديثة؛ فالتعليم، الذي كان عبر التاريخ وراء بناء حضارات الإنسان في كل مكان، أصبح الآن مطالبا بالاستجابة للمتغيرات كي يكون أكثر كفاءة وفاعلية في تأثيره في حياة الناس والمجتمعات.

ولعل من بين معطيات العصر التي تقرع باب التعليم، سنجد العالم الافتراضي وما يقود إليه من تحول رقمي من أبرز هذه المعطيات التي يمكن أن تزيد من كفاءة التعليم وتعزز فاعليته وتوسع انتشاره؛ فالعالم الافتراضي يسمح ليس فقط بنشر الكتب التعليمية إلكترونيا وتوفير الكلفة الزمنية، وإنما يسمح كذلك بتوفير المحاضرات والدروس التعليمية، بالصوت والصورة، عبر الوسائط الإلكترونية والإنترنت. كما أن من أهم المتغيرات، التي تقرع باب التعليم، نجد التنافس المعرفي الذي ينشط الحاجة إلى الابتكار اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا. وإذا كان التعليم التقليدي وسيلة لتزويد الطالب بالمعرفة والمهارات الأساسية وإعداده للحياة وللعمل المهني، فإن على التعليم المستقبلي المنشود أن يهتم أيضا بإعداد المتعلم للتفكير وطرح الأفكار الجديدة والمتجددة ومناقشتها ونقدها وتأهيلها للابتكار والإسهام في التنمية وتعزيز استدامتها. كل هذا يسير في اتجاه القول إن وجود الكتب والمحاضرات إلكترونيا على مواقع الإنترنيت يجعل نشر المعرفة والمهارات الأساسية المطلوبة للحياة والعمل المهني ميسرا على نطاق واسع، يجعل التعليم يختصر جزءا مهما من وظيفته التقليدية ليتفرغ للاهتمام بالمهارات المطلوبة في هذا العصر وطرح الأفكار الجديدة والمتجددة والابتكار والتوجه نحو التنمية، وتلك إذا ستكون المهام المستقبلية الأهم للقائمين على التعليم، وسيصبح المتعلم ليس فقط مؤهلا معرفيا، وإنما مؤهلا فكريا أيضا لتوليد المعرفة الجديدة القادرة على الإسهام والتنمية المنشودة، والاستجابة لمتطلبات العصر. ولن يتأتى هذا النمط التعليمي الجديد إلا بتغيير العلاقة بين المعلم والمتعلم أولا، بحيث يكون فيها المتعلم ليس فقط متلق للمعرفة، كما كان في السابق، بل كمفكر أو كمبتكر للمعرفة، والتركيز على مسألة التعلم بالتجربة ثانيا، خصوصا أن التقييم المستمر لمحاولات التفكير مع عدم تقدير فكرة التعلم بالتجربة والخطأ يؤدي إلى إحجام المتعلم عن البحث عن أفكار جديدة، وبالتالي الحد من قدرته على الابتكار.

لقد أصبحت الحاجة ماسة إلى الابتكار في التعليم، تعليم يجعل من المتعلم يفكر ويطرح الأسئلة، تعليم يثير فضول المتعلمين ويوجد طرقا لإبقائهم منخرطين ومتحمسين للتعلم، تعليم يضمن الظروف الآمنة للتعلم عبر الخطأ والمجازفة، تعليم يلقن المهارات ليس فقط تلك المهارات اللازمة لاجتياز التقييمات، بل أيضا تلك المهارات التي نمنح المتعلمين الأدوات التي ستجعلهم منتجين في حياتهم المهنية في المستقبل.

ولا يمكن ربط الابتكار باستعمال التكنولوجيا فقط، بل بكيفية استخدام التكنولوجيا والقيام بالأشياء بطريقة جديدة وباستخدام مستوى أعلى من التفكير لحل المشاكل.

وحين يتم التطرق للابتكار وعلاقته بالتعليم لا بد من التطرق للتعليم العالي كمرحلة مهمة من مراحل تكوين النخب في المجتمع، فهذه المرحلة التعليمية تمتاز بالتكامل بين المعارف والثقافات المختلفة وتمتاز باعتماد المنهج العلمي الموضوعي للنقد والتوجيه المجتمعي والسياسي العام؛ الشيء الذي يكسب طلابها ميزة الحيادية والعقلانية والقدرة على الابتكار والتطوير واستشراف المستقبل التي تؤهلهم لتطوير نظم الابتكار المطلوب توفرها في الأطر المؤسسية والتشريعية والمؤسسات العلمية والتقنية وعمليات الابتكار.

لكن، وللأسف، يمكن ملاحظة أن الجامعات، في الوطن العربي عامة وفي المغرب خاصة، تُعاني من غياب الثقافة والمناخ الملائم للبحث والتطوير والابتكار، وهذا مرتبط بجملة أسباب مركبة تشمل الحوكمة وصنع القرار وأساليب العمل وفرق العمل والتعلم المؤسسي والتعاقب الوظيفي وتطوير السياسات وضعف الاستثمار في التعليم العام وتدني مستوى اللغة والتفكير الناقد والفهم العميق لأساسيات المعرفة وتقبُّل الأفكار الجديدة والحوار.

إن الابتكار في التعليم العالي يتطلب جملة من الخطوات، أهمها:

ـ الابتكار في صياغة الرؤية والرسالة والمؤسساتية في ظل العولمة والمعلوماتية، ابتكار يضمن تقاطع المشروع التنموي والنهضوي الوطني مع مشروع الجامعة الذي يجب أن يهدف إلى توطين المعرفة وتعزيز الصناعات ودعم القطاع العام وتطوير الابتكار وصياغة إستراتيجية للبحث والتنمية؛

ـ الابتكار في تطوير المناهج وطرق التدريس التفاعلية وتعزيز مبادئ الاستدامة والمواطنة والحرية، عبر تأهيل المدرس وتعزيز التفكير الناقد وثقافة البحث ومهارات التواصل؛

ـ الابتكار في البحث التطبيقي المرتبط بالصناعة وحاجات المجتمع ابتكارا يشمل المنتجات والعمليات والخدمات والمؤسسات والتسويق؛

ـ الابتكار في تطوير الشراكات والتواصل مع العالم عبر المشاريع البحثية المشتركة، ابتكارا يضمن تقاطع المعارف وتعزيزها واسترجاع العقول من بلاد المهجر؛

ـ الابتكار في تعزيز مبادرات الابتكار الاجتماعي من أجل خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة. فالمجتمع العربي عموما يتوفر على ثقافة غنية في التراحم والتغافل والخدمة العامة، وهذا يساعد في تحفيز الابتكار الاجتماعي للتصدي لقضايا الفقر والبطالة والصحة والتعليم واللاجئين والعمل الإنساني؛

ـ الابتكار في تحقيق الاستدامة المالية عبر البحث عن مصادر لتمويل المشاريع الابتكارية العلمية.

الابتكار ركيزة أساسية لتحقيق التنمية

انطلاقا من تعريف الابتكار كعملية إبداعية ترمي إلى إيجاد حلول جديدة للمشكلات الراهنة أو المتوقعة في أفق الدفع بعملية التنمية إلى الأمام، أصبحت المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها البنك الدولي، تهتم بدمج الابتكار كركيزة أساسية في آليات عمل الحكومات، وذلك في ظل توسع مفهوم الابتكار ليشمل ليس فقط المجالات الاقتصادية والتقنية، وإنما حتى المجالات الإدارية والسياسية والاجتماعية؛ ذلك أن تضمين الابتكار في الثقافة العامة لأجهزة الدولة يظهر في الممارسات الجديدة التي يتم إطلاقها وتنفيذها من قبل الفاعلين السياسيين استجابة للاحتياجات الاجتماعية وللمشكلات المعاصرة: أولا، في إطار ما يسمى بـ“الابتكار التشاركي”، عبر إشراك مختلف الفاعلين داخل أجهزة الدولة. وثانيا، في إطار ما يسمى بـ”الابتكار الاجتماعي”، عبر ابتكار وظائف وآليات جديدة للدولة تستهدف إيجاد حلول وأفكار ذات قيمة اجتماعية عليا للمشكلات التي عجزت الحلول التقليدية عن حلها.

ولا يمكن حصر إدماج الابتكار فقط على المجال الاقتصادي، بل يمتد ليشمل مجالات أخرى: ففي مجال الحكامة، مثلا، عمدت السلطات في كوريا الجنوبية، بحكم أنها لا تستطيع ضبط كل مخالفات خرق القوانين، إلى ابتكار وسيلة تقوم على مكافأة المبلّغين عن جرائم الغش والفساد بحصة من العقوبة المالية التي ستطبق على الجاني؛ وهي عملية تقنين ابتكارية لما صار يعرف بـ”صحافة المواطن وقضاء الشارع”. ومن ناحية استعمال التكنولوجيا، اعتمدت، مثلا، دولة رواندا تقنية الطائرات دون طيار في توصيل الأدوية ومشتقات الدم والمستلزمات الطبية إلى المناطق النائية. واعتمدت دولة تنزانيا نظاما جديدا لدفع الضرائب عبر الهواتف المحمولة؛ وه ما ساهم في توفير الوقت الذي كان يتطلبه وقوف المواطنين في الطوابير. ومن ناحية المجتمع المدني، فتحت دولة سنغافورة، مثلا، الباب أمام الأكفاء من المواطنين الذين يرغبون في التطوع في بعض الخدمات العامة الممكنة، حتى تتفرغ هي للأعمال الحقيقية الكبيرة.

أما بالنسبة إلى المغرب، فحسب مؤشر الابتكار العالمي لسنة 2019، احتل المغرب الرتبة الـ74 من ببن 129 دولة؛ وهي مكانة متدنية تعكسها نتائج بعض المؤشرات الفرعية. فمن حيث فعالية الحكومة، احتل المغرب المرتبة الـ81 بالنظر إلى ضعف جودة التنظيم الذي يحتل المرتبة الـ86، وعلى مستوى سيادة القانون احتل الرتبة الـ71، فضلا عن محدودية جاهزية البنية التحتية للابتكار، حيث تحتل الخدمات الإلكترونية الرتبة الـ77. وعلى مستوى الرأسمال البشري، فقد احتل المغرب الرتبة الـ65 في مجال البحث والتطوير، نتيجة ضعف مؤشر الاهتمام بالتعليم العالي الذي احتل فيه الرتبة الـ90؛ وهو ما جعل مؤشر إنتاج المعرفة ضعيفا بالنظر إلى حصوله على الرتبة الـ77.

إن رهان تجديد النموذج التنموي في المرحلة المقبلة ينبغي أن يرتكز على نقل نمط الإنتاج من “اقتصاد العمالة” إلى “اقتصاد المعرفة”، حيث يكون تبني سياسات فعالة للتعليم هو ما سيشجع على الاستثمار. وأما التكوين المهني الذي يجري التعويل عليه، فإنه لا ينتج سوى الوظائف ذات المهارات منخفضة التكلفة والتي -حتما- ستتراجع مع عصر الثورة الرقمية التي غيرت بيئة وشروط سوق الشغل، والتي ستفقد العديد من العمال محدودي المهارات وظائفهم؛ وذلك لحاجتهم إلى تداريب محدثة للاستمرار في سوق العمل بمتطلباته الحديثة، وهي التداريب التي تتجاوز العرض البيداغوجي الذي توفره مؤسسات التكوين المهني.

إن تدعيم أسس اقتصاد المعرفة بتوفير الموارد البشرية عالية الجودة، من خلال التعليم والاهتمام بالقطاعات المنتجة للمعرفة، هو ما يمكن أن يعوض فجوة الموارد في بلد غير غني بالثروات الطبيعية كالمغرب. وهذا ليس بالمستحيل بوجود نماذج لاقتصاديات حول العالم استطاعت تحقيق مراتب أعلى في التنمية بأقل الموارد. وهنا، يجب التنبيه إلى أن الاهتمام بالتعليم أصبح ضرورة، ليس فقط لأنه القطاع المحفز للابتكار؛ ولكن أيضا بوصفه الضمانة المثلى للربط بين الابتكار وآثاره المجتمعية كمشكل اللامساواة الرقمية، الذي أصبح من الضروري معالجته، في إطار ما يسمى “الابتكار الاحتوائي”، عبر التمكين الرقمي الذي يشمل الفقراء والمهمشين الذين هم في أمس الحاجة إلى حل مشاكلهم عبر المعرفة.

The post تعميم الابتكار ضرورة حتمية لتحقيق التنمية الشاملة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3vZlstG

The post رفض جواز التلقيح في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3jVE2OC

تعهدت دول “مجموعة العشرين” بتحويل 100 مليار دولار إلى الدول النامية، من إجمالي 650 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وفق البيان الختامي الصادر عن “قمة روما” الأحد.

وقال الزعماء في البيان: “نرحب بالتعهدات الأخيرة التي تبلغ قيمتها حوالي 45 مليار دولار، كخطوة نحو طموح عالمي إجمالي قدره 100 مليار دولار، من المساهمات الطوعية لفائدة الدول الأكثر احتياجا”.

وتسير بذلك دول “مجموعة العشرين” على خطى قادة “مجموعة السبع”، الذين كانوا قد حددوا كهدف مبلغ 100 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة لتحويلها إلى دول أغلبها في القارة الإفريقية.

وتوزع حقوق السحب الخاصة وفق حصص كل دولة في صندوق النقد الدولي، لذلك يذهب الجزء الأكبر إلى البلدان الأكثر ثراء. ولن تستفيد إفريقيا على ذلك الأساس إلا من 34 مليار دولار، ومن هنا جاءت فكرة بعض الدول المتقدمة للتبرع بجزء من نصيبها لأكثر الدول حاجة.

وأعلنت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند، السبت في روما، أن بلادها ستوزع على الدول النامية 20 بالمئة من حقوق السحب الخاصة بها في صندوق النقد الدولي؛ لدعم الانتعاش الاقتصادي بعد “كورونا”.

والتزمت فرنسا سابقا بـ”إعادة توجيه 20 بالمئة من الأموال التي تتلقاها من صندوق النقد الدولي إلى القارة الإفريقية”، بحسب الإعلان الذي أصدره الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقال ماكرون، في تصريح خلال شتنبر الماضي، إنه “إذا حذت كل القوى الكبرى حذو فرنسا فسيتحقق هدف تحويل 100 مليار دولار إلى إفريقيا”.

وتعهدت المملكة المتحدة، أيضا، بتقديم 20 بالمئة من حقوق السحب الخاصة بها، مثلما التزمت اليابان بتقديم 4 مليارات دولار من جهتها.

أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي لا تنتمي بلاده إلى “مجموعة العشرين”، فقد أعلن أيضا، الأحد، أن مدريد ستخصص 20 بالمئة من حقوق السحب الخاصة للدولة النامية.

The post قادة "مجموعة العشرين" يلتزمون بمنح 100 مليار دولار إلى الدول النامية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3CASG4Z

في يوم من أقسى الأيام التي أحس فيها عبروق باستفحال أزمة القيم في بلاده. استولت عليه الكآبة المضنية. أنهكه الحذر اليومي لحماية نفسه وذويه. قرر القيام بجولة في الفيافي الصحراوية للترويح عن النفس والتأمل في أوضاع مجتمعه التي تزداد تدهورا وعتمة. ترك أسرته في فندق منتجع سياحي جنوب الصحراء.

مشى حتى توغل عشرات الكيلومترات غير عابئ بأهمية تذكر معالم مسالك رحلته. لم يخالجه قط وضع علامات لتسهيل العودة بسلام، وما أدراك ما العودة في بحار الرمال التي تتغير ملامحها بسرعة فائقة. وقف منهكا تحت أشعة الشمس الذهبية اللاسعة بحرارتها المفرطة. اشرأب أفق كل الجهات من حوله. تاهت نظراته بين التلال الرملية وزوابعها المهاجرة، التي تغير التضاريس الصحراوية في رمشة عين.

أدخل يده إلى جيبه. يا للمصيبة، لقد ضاعت مني ملهمتي. كرر التفتيش في كل جيوبه. أنزل حقيبته الظهرية، وأفرغ محتواها أرضا. اشتد ارتباكه وخوفه. اصفر محياه، اشتد قلقه، وتجمعت دموع الهلع في مآقيه. ردد متمتما: أين أنت يا موجهتي؟ لماذا تخليت عني؟ لماذا تركتني في أوقات الشدة أجابه المجهول؟

أنا الآن تائهُ صحراءٍ فقٙدت طراوة وخصوبة واحاتها. أنا عرضة للضياع بعد فقدانك بوصلتي. اشتد الضيق والأسى والتيه متجبرا على وجدانه.

همس لنفسه: اِستنهِض مروءتك الكامنة إلى أقصاها يا عبروق. مآل الاستسلام في خضم هذه المأساة العشوائية هو موت انتحار مناقض للموت الرباني الطبيعي.

تسلح بقوة العزيمة المعهودة فيه. توكل على الله وسلم أمره إليه. استرجع أنفاسه إلى درجة حفزت التركيز واليقظة للسيطرة على وجوده. استرجع طموح العثور على اليقين لوٙأْد الريبة والترهل.

خطى الخطوات الأولى بحدس ملاقاة طريق النجدة. استمر في قطع الكيلومترات وعبور التلال والهضاب. التقى في طريقه بالعديد من التائهين مثله. شكلوا قافلة، وحددوا التزامات الرفقة متشبثين بأمل العودة السالمة الميمونة.

The post فقدان البوصلة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3pV0hbe

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة، عمر هلال، أن دينامية التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمغرب، على مختلف الأصعدة، هي ثمرة مجهود تشاركي ودامج يشرك كل مكونات الساكنة المحلية.

وشدد هلال خلال ندوة صحافية في نيويورك، أعقبت تبني مجلس الأمن للقرار 2602 القاضي بتمديد ولاية المينورسو لمدة عام، على أن “المغرب يعمل على تنمية صحرائه بإشراك وإدماج كل مكونات الساكنة المحلية، بما فيها القبائل والنساء والشباب والفاعلون السياسيون”.

وأبرز أن ساكنة الصحراء المغربية سجلت حضورها خلال الاقتراع الثلاثي لثامن شتنبر الماضي، من خلال مشاركة مكثفة تجاوزت 63 في المائة، وهي أعلى نسبة على مستوى المملكة، مشيدا بمساهمتها الفعالة في الازدهار الاقتصادي للمنطقة.

وفي هذا الصدد أشار الدبلوماسي المغربي إلى إطلاق الملك محمد السادس، سنة 2015، النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن استثمارات في حدود 8 مليارات دولار جرى تخصيصها لمشاريع سوسيو-اقتصادية ومهيكلة على مستوى المنطقة، بما فيها ميناء الداخلة الأطلسي، أكبر موانئ القارة الإفريقية في مياه عميقة، إضافة إلى جامعة الطب والصيدلة في العيون، وهي من كبريات الجامعات الطبية في المملكة.

من جهة أخرى، أشار عمر هلال إلى أن المغرب يميز بين المسار السياسي وتنمية الصحراء المغربية، بحكم أن التنمية حق من حقوق الإنسان غير قابل للتصرف، وشدد السفير على أن لكل مواطن الحق في الولوج إلى الصحة والتربية وكل حقوقه، معتبرا أن هذه الحقوق يجب أن تحظى بالحماية.

وعلى خلاف الجزائر، التي يجري فيها اختلاس الأموال والمساعدات الإنسانية، ذكر الدبلوماسي بأن المغرب يخصص ميزانية ضخمة لبناء مستقبل واعد، بينما الجزائر وصنيعتها البوليساريو تقدمان لأطفال مخيمات تندوف مستقبلا سمته اليأس والقنوط.

The post هلال: التنمية مجهود تشاركي بالصحراء المغربية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3BwVizu

تغيير اسم فيسبوك وصدفة التوقيت:

هل هي مجرد صدفة أن يقرر مارك زوكربيرغ تغيير اسم الشركة الأم فيسبوك في هذا الوقت بالذات، الذي اقترن فيه اسم العملاق الأزرق بمجموعة من الفضائح، التي اقتضت وقوف مسؤوليه أمام الكونغرس الأمريكي ثلاث مرات في مدة لا تتعدى ستة أشهر؟

مجرد صدفة أن يتزامن ذلك مع الفضائح التي عرت عليها فرانسيس هوغن، المهندسة السابقة لدى فيسبوك، في برنامج “60 دقيقة” على “سي إن إن”، ومجلة “وول ستريت”، هذا غير شهادتها المدعمة بآلاف الوثائق والصفحات أمام الكونغرس الأمريكي؟

لقد خص زوكربيرغ مجلة “ذا فيرج” بخبر تغيير اسم فيسبوك وانتقال العالم الرقمي إلى “الميتافيرس”، أياما فقط بعدما التفت الفضائح حول عنقه في نوع من التمويه وصد الانتباه وكأن لسان حاله يقول إن فيسبوك.. ليس هو فيسبوك!

نغير اسم الشركة الأم ليصبح هذا الملعون الملاحَق مجرد فرع في شجرة!

شهادة فرانسيس هوغن مع آلاف من الوثائق المسربة:

“كنت أعمل في فيسبوك، انضممت لأني أعتقد أنه يمتلك القدرة على إبراز أفضل ما فينا، لكني هنا اليوم لأني أعتقد أنه يضر بالأطفال، ويشعل الانقسام ويضعف الديمقراطية. تعرف قيادة الشركة طرقا أكثر أمانا، ولكنها لن تقوم بإجراء أي تغييرات، لأنها وضعت الأرباح قبل الناس..

إن فيسبوك يعلم أن بضاعته مسمومة وتقود إلى الإدمان، غير أنه يفضل الربح لأنه يختار المعلومات التي يراها مليارات الأشخاص، وبذلك يشكل تصورنا للواقع. إن شركة تتحكم في أعمق أفكارنا ومشاعرنا وتغير سلوكنا، تحتاج إلى إشراف حقيقي..

خلال الوقت الذي قضيته هناك، واجهت قيادة فيسبوك صراعات متكررة بين حصولها على الأرباح الخيالية، والتزام السلامة العامة، فكانت الكفة ترجح لصالح المال. والنتيجة نظام يتجه نحو مزيد من الانقسام والتطرف”.

السؤال: هل فيسبوك على دراية بكل الاتهامات التي يخرج مسؤولوه ليفندوها كل مرة؟

نعم، وله دراسات تبقى داخل دواليبه ولا تخرج إلى العلن، تؤكد سيره بمليارات من مستعمليه نحو الهاوية. لا حماية للخصوصية في نظام يتاجر بالبيانات، ويستعمل الخوارزميات التي تجلب أكبر قدر من الأرباح، مع إمكانية تغييرها، ومعظمها يغذي الكراهية والانقسام والأخبار الكاذبة.

سنضع كل ذلك جانبا ونترك هذا الفرانكشتاين بدون حلول ولا قوانين ولا ضوابط ولا حماية، وسننتقل بالبشرية إلى عالم “الميتافيرس”.

“الميتافيرس”.. إلى أين سيقودنا فرانكشتاين؟

كاتب الخيال العلمي نيل ستيفنسون هو من أطلق اسم “الميتافيرس”، وكان ذلك في روايته “Snow crash” الصادرة سنة 1992.
تدور أحداث الرواية في عالم مواز للعالم الواقعي، بمعنى أنه عالم افتراضي متكامل، يلتقي فيه الناس باستعمال أفاتارات، واختار ستيفنسون لعالمه الموازي المتخيل اسم “الميتافيرس”، أي ما وراء العالم العادي.

إنها نفس الفكرة التي تحدث عنها زوكربيرغ إلى “ذا فيرج” إلى حد ما، عالم ما بعد سمارتفون والإنترنت المتحركة، عالم ستزول فيه الشاشات بيننا، لأننا بكل بساطة سنصبح جزءا منها، سندخلها!!!
“بعد خمس سنوات من الآن، سيتمكن الناس من العيش حيث يريدون، والعمل في أي مكان دون انتقال جسدي. نريد أن يتحرك الناس في هاته الفضاءات بنفس السهولة التي يتحركون بها في منازلهم”، هذا بعض ما قاله مارك.

كاسك ونظارات فقط، وننتقل إلى العالم الموازي، تماما مثل روايات الخيال العلمي، سنتحرك ونتكلم، سنفعل كل شيء كأننا هناك… دون أن نكون هناك!

باختصار سيتنقل الأفاتار في العالم الذي نريد، في أي مكان من الكرة الأرضية. سيحضر اجتماعات، مباريات في الكرة، لقاءات بين المحبين، بخاصية 3 دي كأنك هناك ولست هناك!! قدم جمهورية كأن، على رأي علاء الأسواني، في رواية له تحمل نفس الاسم، الجمهورية التي تعدنا بحياة افتراضية كأنها حقيقية. سنلج الشاشة ونغادرها إلى حياة واقعية لا ندري إن كنا سنعمرها بعد ذلك.

جمهورية بدون قوانين ولا ضوابط ولا علامات قف. تماما، مثل خوارزميات زوكربيرغ!

إنها جمهورية.. كأن!!

The post تغيير اسم فيسبوك: .. ميتافيرس أم غسيل سمعة؟! appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3buZCEN

أعتقد أن الرأي السائد والذي مفاده بأنه لا يحق للحكومة فرض إجبارية التلقيح رأي غير سليم لسببين: أولهما، أن “حجج” المعارضين للتلقيح الإجباري ضعيفة جدا. وثانيهما، أن دواعي التلقيح الإجباري قوية جدا. وهذا تفصيل رأيي وبيانه.

ملاحظة منهجية

عبد ربه، كاتب هاته السطور، ليس متخصصا في علم الأوبئة، والرأي الذي أدافع عنه هنا سياسي (مرتبط بالقرار السياسي) وليس طبيا. لذلك فكلما كنت محتاجا لرأي طبي، سأشير للأبحاث التي نشرها العلماء المتخصصون في الميدان.

حجج المعارضين للتلقيح الإجباري

حجج المعارضين للتلقيح الإجباري هي كما يلي:

ــ اعتراض “جسدي ملكي”: “جسدي في ملكيتي، ويحق لي أن أرفض التلقيح إذا ما شئت”.

ــ اعتراض “فلتبتعد عني إذن!”: “إذا كان أحدهم يخشى أن يلتقط العدوى مني، فما عليه سوى أن يمتنع عن الذهاب إلى الأماكن العمومية. لا ينبغي حرماني من الفضاء العمومي بسبب خوف هؤلاء”.

ــ “تلقيحي لن يحميك مني”: “التلقيح لا يعني عدم حملي للفيروس. فقد يصاب الناس بالعدوى من الاختلاط بي حتى ولو كنت ملقحا”.

ــ اعتراض “الجرعة الموالية”: “في كل مرة يفرضون علينا جرعة إضافية. فمن يضمن لنا أن لا يفرضوا علينا جرعة رابعة بعد الثالثة، وسادسة بعد الخامسة؟”.

ــ “المعلومة الناقصة”: “ينبغي أن تتيح الحكومة معلومات وافية حول تطور الوباء وحول التلقيح وأن ترد على الإشاعات حول المتضررين من التلقيح قبل أن تفرض التلقيح الإجباري إذا كان هذا التلقيح ضروريا”.

ــ “الديمقراطية أولا”: “ينبغي أن يمر اقتراح التلقيح الإجباري من البرلمان من أجل التداول فيه وموافقة البرلمان عليه، قبل أن يقرر في شأن فرضه أو رفضه”.

الرد على هاته الاعتراضات

أرى أن هذه الاعتراضات ضعيفة من أوجه متعددة، وهذا تفصيل لرأيي في ضعفها:

أولاــ اعتراض “جسدي ملكي”: هذا اعتراض غير سليم لأكثر من سبب واحد: أولها أننا إذا افترضنا أن لكل فرد حرية مطلقة في الإضرار بجسده، فينبغي أن نسمح بـ”حرية الانتحار” وأن لا نسمح للقوات العمومية بمنع مُقْدِمٍ على انتحار يريد أن يلقي نفسه من بناية شاهقة بهدف وضع نهاية لحياته. وإذا سلمنا بأن للجماعة حق على الفرد في عدم تشجيعه على الانتحار وفي حمايته من وضع حد لحياته، فينبغي أن نقر بحق الجماعة (بل بواجبها) في تقييد إطلاقية حرية الفرد في الإضرار بجسده: ما هي حدود هذه الحرية؟ هل تتسع إلى مستوى “عدم التلقيح” مع ثبوت وجود الوباء؟ هذا أمر يُناقش، ولكن إضفاء طابع الإطلاق على هذا الحق لا ينسجم مع إيمان الكثيرين ممن يعارضون التلقيح بحق الجماعة في منع الفرد من الضرر.

من أوجه فساد اعتراض “جسدي ملكي” أيضا أن من يمارس “حقه” في عدم أخذ التلقيح لا يصرح بما إذا كان أيضا يؤمن بـ”حقه” في العلاج على حساب دافع الضرائب إذا ما أدى عدم تلقيحه إلى الإصابة بحالة حادة من المرض اللعين. فالعديد ممن كان لا يؤمن بوجود الفيروس الخبيث، أصيب بالمرض وبعضهم توفي بسببه، والعديد ممن يرفضون التلقيح قد يصابون به بل بحالة حادة منه. فهل من حق هؤلاء المعترضين أن يعالجوا على حساب أموال دافعي الضرائب في المستشفيات العمومية إذا ما أصيبوا بالمرض؟ إذا اعتقدت بأن من حقك أن تقول “جسدي ملكي”، فإن من واجبك أيضا أن تتحمل نفقات مرضك بشكل شخصي إذا ما أنت أصبت بالمرض. إذا اعترضت على التلقيح لهذا الاعتبار، فلتعلن أيضا تخليك عن حقك في استعمال أموال دافعي الضرائب في معالجتك.

ثانيا ــ اعتراض “فلتبتعد عني إذن!”: هذا أيضا اعتراض ضعيف من أوجه. أولها أن مُبديَ هذا الاعتراض يفترض أنه إذا كان بإمكان الأفراد أن يتجنبوا أذاه، فإن من حق أن يمارس هذا الأذى ويستمر في ممارسته. فيكون بذلك أشبه ما يكون بسائق سيارة يسوق سيارته بجنون (خارقا القانون المحدد للسرعة) سائرا بها يسارا (خارقا بذلك قانون السير يمينا)، فيعترض على كل من يلومه على صنيعه بأن من واجب من يسوق سيارته من الاتجاه المعاكس أن يتجنب سياقة سيارته أصلا إذا ما هو أراد تجنب الاصطدام به، وأنه (أي السائق الآتي من الاتجاه المعاكس) إذا لم يفعل ذلك يتحمل مسؤولية الاصطدام! هذا عبث في الكلام وجحود مذموم. وأصل العبث والذِّمَّة فيه أن صاحبه يفترض حقه في أذيته الناس إذا هم لم يتجنبوا أذاه. والصواب أخلاقا أن المؤذي عمدا يُلام على أذيته للناس حتى إذا لم يستطع الناس تجنب أذيته، بل قد يزداد لومنا له بقدر ما لا يستطيع الناس تجنب أذيته.

ثالثاــ اعتراض “تلقيحي لن يحميك مني”: في هذا الاعتراض مغالطة. والمغالطة فيها أنها تفترض بأن مطلب عدم ولوج غير الملقح للفضاء العام هو لأجل حماية غيرهم من العدوى، في حين أن غاية فرض الإجبارية دفعٌ لغير الملقح إلى التلقيح احترازا من عودة الفيروس (واحتمال عودته وارد) وارتفاع عدد حالات الإصابة والوفاة به (وارتفاع هذا العدد عند عودته أكيد) والعودة إلى الحظر والحجر (وعودة المجتمع إليهما مدمر). وقد ثبت بالفعل بأن فرض الإجبارية بمنع غير الملقحين من ولوج بعض الفضاء ات العمومية رفع عدد الملقحين بعشر مرات تقريبا وبأن ارتفاع هذا العدد يؤدي دائما إلى انخفاض حالات الإصابة والوفاة. كما أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن إمكانية الوفاة بسبب الصيغة المتحورة من الفيروس تنخفض بحوالي 11 مرة عند الملقحين بالمقارنة مع غير الملقحين (اقرأ خلاصة لأحد هاته الأبحاث هنا)، وأنه فعال في المتلازمة التنفسية لكورونا فيروس 2 (اقرأ خلاصة لأحد هاته الأبحاث)، وأنه يمنع الأعراض الحادة للفيروس بصيغتيه الأولى والثانية (اقرأ الخبر هنا). لذلك فلا يشكك من نجاعة هذا الإجراء الاحترازي إلا من جهل نتائجه أو من كان يرغب في استدامة حالات الحجر والحظر، بالدعوة إلى ما ينتج عنه من ارتفاع حالات الإصابة والوفاة تمهيدا للعودة إلى الحجر والحظر وما ينتج عنهما من تدمير تدريجي (ولكن كبير) لاقتصاد البلد.

رابعاــ اعتراض “الجرعة الموالية”: الذي يضمن أننا لن نحتاج على الأرجح لجرعة “رابعة” هو أن الدراسات تثبت أن الجرعة الثانية كافية في حد ذاتها، فاللجوء إلى الثالثة ليس بسبب عدم نجاعة الأولى والثانية (اقرأ الخبر هنا) بل وقاية من عدم استجابة بعض الملقحين لها واحتراز من عدم كفاية الأولى والثانية لبعض المتحورات. فالاعتراض، إذن، مبني على فهم غير علمي لدور الجرعة الثالثة.

خامسا ــ اعتراض “المعلومة الناقصة”: هذا الاعتراض مشروع بقدر ما يطالب بالحق في المعلومة، وخاطئ بقدر ما لا يحدد طبيعة “المعلومة” المُطالب بها. فهل المطلوب ضرورة رد الحكومة علميا على الإشاعات التي تسمع هنا وهناك حول تضرر بعض المواطنين من اللقاح؟ إذا كان الأمر كذلك فهذا مطلب مشروع في نظرنا، ونرى أن الحكومة قد قصرت في هذا الجانب. وإذا كانت المعلومة المطلوبة تقديم نشرة يومية حول الحالة الوبائية، فهذا الاعتراض غير منصف لأن الحكومة تقدم نشرة تفصيلية يومية بذلك. وإذا كانت المعلومة المطلوبة تبرير سياسات الحكومة بنشر الأبحاث التي بنت عليها قراراتها وسياساتها بشكل تفهمه عامة الناس فهذا أيضا مطلب مشروع قصرت فيه الحكومة ولكن تقصيرها لا يبرر الاعتراض على سياسة من شأنها أن تحد من انتشار وباء يهدد بالتدمير الشامل للاقتصاد والصحة كليهما.

سادسا ــ اعتراض “الديمقراطية أولا”: أوجه الضعف في هذا الاعتراض كثيرة، منها أن أغلب المعترضين على عدم تداول مسألة إجبارية التلقيح اليوم لم يعترضوا على سياسات الحجر والحظر أمس وهي أشد وأمس بحرية الناس. فإذا كان قبول الحجر والحظر بسبب الطابع الطارئ والمستعجل للوباء، وإذا كان طابع الطارئية والاستعجال يبرر التدخل السريع الذي لا تداول فيه، فلماذا لا يبرر هذا الطابع قرار التدخل السريع الذي لا تداول فيه بخصوص وضعية هي أخطر من بداية انتشار الوباء (لما فيها من إمكانية عودة الفيروس بشكل أكبر وأفتك)، والذي مستوى حده من الحرية هو أقل بشكل كبير من حيث عدد من تُحَدُّ حريتُه (غير الملقحين فقط) ومن حيث مجال الحد من الحرية (الفضاء ات العمومية فقط)؟

من ذلك أيضا أن هذا الاعتراض يفترض أن التداول الديمقراطي لازم حتى في الوضعيات الكارثية وحتى عندما يكون المتدخل حكومة منتخبة ديمقراطيا. لكن ألن ينتج عن هذا الرأي المتطرف أن تُطالب الحكومة بأن لا تتدخل إذا اندلعت النيران في غابة كبيرة من غابات المملكة (كما حدث في الجزائر مثلا) إلا إذا تُدووِل ديمقراطيا في شأن السياسة التي ينبغي اتباعها في إخماد النيران؟ ألن تأتي النيران على الأخضر واليابس قبل أن يكمل البرلمان نقاشاته ومداولاته؟ ألن نعود إلى حالة آلاف الإصابات ومئات الوفيات (لا قدر الله) قبل أن ينتهي البرلمان من نقاشاته المضمونية والشكلية في ظل وضعية وبائية هشة قد تنذر بظهور متحورات جديدة لن تكون نتيجة انتشارها سوى العودة إلى إجراءات قاسية على اقتصاد البلد؟ الديمقراطية وسيلة نحسن بها ظروف العيش الكريم للمجتمع، وليست غاية في حد ذاتها. إذا كنت مُخَيّرا بين أن لا يحترق أبنائي بنيران الوباء ومناوشات البرلمانيين تحت قبة البرلمان، فسأختار حياة أبنائي.. لأن استمرارهم في الحياة ضروري لاستمرار مؤسسة الديمقراطية نفسها.

تذييل ضروري

نفترض عن حسن نية أن الاعتراضات التي ناقشناها أعلاه تعبر عن الأسباب الحقيقية التي تدفع أصحابها إلى الاحتجاج على سياسة الحكومة في التعامل مع الوضعية الوبائية.. ولكننا واعون كل الوعي أن الأسباب الحقيقية لكثير من المعترضين ليست هي بالضرورة ما يعبرون عنه بأقوالهم.. فهناك من يعترض على التلقيح لأنه يؤمن بإحدى نظريات المؤامرة المعروفة (ومعظم هؤلاء قليلو ذكاء لا يعتد برأيهم)، وهناك من يعترض عليه لأنه يُمَنّي النفس باستمرار الوباء حتى تثبت “رؤيته” في كون الوباء “جند من جنود الله” بعثها ليدمر بها الملكية المغربية، وهناك منهم من يؤمن بأن حل مشكلة الوباء هو تناول المزيد من القرنفل.. وهناك من يتبع كلام أغلبية الناس استرضاء للعوام ومحاولة للاستقواء بهم… وهناك أخيرا من يعترض فقط لأن أخنوش هو رئيس الحكومة. وهذا مربط الفرس.

The post رد على المعترضين على إجبارية التلقيح appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3Brb7ry

مشروع قانون المالية رقم 21.76 للسنة المالية 2022، تم وضعه أمام أنظار البرلمان بتاريخ 18 أكتوبر 2021، بعد المصادقة عليه من طرف مجلس الحكومة في اليوم نفس، وتم عرض الخطوط والمستجدات المتعلقة بهذا المشروع المالي أمام أنظار غرفتي مجلس النواب بتاريخ 25 أكتوبر من هذه السنة.

ويأتي مشروع هذا القانون في ظل مجموعة من المستجدات الوطنية والدولية، من بينها التغيير الحكومي الجديد الذي أقرته الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية التي نظمتها المملكة بتاريخ 7 شتنبر 2021، والتي أفرزت فوز حزب التجمع الوطني للأحرار بأغلبية الأصوات، وبذلك وحسب منطوق الفقرة الأولى من الفصل 47 من الدستور التي جاء فيها بأنه: “يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها”، تم تعيين السيد عزيز أخنوش رئيسا للحكومة المغربية. هذا بالإضافة إلى مستجدات أخرى تتعلق أساسا بالنموذج التنموي الجديد للمملكة، زيادة على المستجدات الاقتصادية وبوادر الإنعاش الاقتصادي من أجل تجاوز الركود الحاصل بسبب الأزمة التي خلفتها جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.

كما أن مشروع قانون المالية لسنة 2022 يأتي في سياق السنة الأولى لتطبيق الإجراءات المتعلقة بالقانون الإطار للإصلاح الجبائي رقم 69.19، الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 86-21-1 بتاريخ 15 ذي الحجة 1442 (26 يوليوز 2021)، والذي يهدف إلى إنشاء نظام ضريبي فعال، عادل، منصف ومتوازن، الذي يمكن من تجميع الموارد الضريبية لتمويل البرامج والسياسات العمومية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. فما هو إذن الإطار العام الذي جاء بموجبه مشروع قانون المالية لسنة 2022؟ وما هي المستجدات الضريبية والجمركية التي حملها هذا المشروع؟

أولا: الخطوط العريضة لمشروع قانون مالية 2022

لا شك وأن مشروع قانون المالية لسنة 2022 حمل مجموعة من الإجراءات الضريبية، الأمر الذي سنتطرق إليه بالتفصيل من خلال هذا الشق من مقالتنا التي خصصناها للحديث عن السياقات الكبرى لمشروع قانون المالية والإجراءات الضريبية الجديدة التي جاء بها.

بمناسبة السنة المالية 2022، فإن مشروع قانون المالية ينص على مجموعة تدابير تمس وتخص بالأساس توطيد أسس إنعاش اقتصادي في ظل ما خلفته الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا من آثار سلبية على مجموعة من القطاعات، وتسببت في فقدان الآلاف من مناصب الشغل. لذلك، فمن أولويات مشروع قانون المالية لسنة 2022 هو مواصلة تنفيذ خطة إنعاش الاقتصاد الوطني، موازاة مع تفعيل صندوق محمد السادس للاستثمار.

كما يأتي هذا المشروع المالي، في سياق تنزيل المضامين المتعلقة بالقانون الإطار المتعلق بالإصلاح الجبائي باعتباره أولوية وطنية، وذلك بهدف تعبئة كل الإمكانات الضريبية لتمويل النموذج التنموي أولا والسياسات العمومية، وضمان العدالة الجبائية، وتخفيف العبء الضريبي من خلال اعتماد توجه نحو سعر موحد للضريبة على الشركات.

كما أن من بين التدابير العاجلة التي سيعمل مشروع قانون المالية المقبل على تنزيلها، هو ورش تعميم الحماية الاجتماعية باعتباره إحدى ركائز الدولة الاجتماعية، وذلك من خلال اتخاذ كافة التدابير ذات الطابع القانوني والمالي والتنظيمي لضمان تنزيل سلس وفعال لهذا الورش الملكي.

زيادة على تعزيز الرأسمال البشري، وذلك من خلال توفير نظام تعليمي وصحي يستجيب للدينامية الديموغرافية، ولرهانات المرحلة، ولانتظارات المواطنين المتزايدة والملحة، ولمعايير الجودة التي أصبحت تفرضها التحولات التكنولوجية والمكانة المتزايدة للعلم والمعرفة في تحقيق التنمية.

وأيضا، من بين التدابير التي سيعمل المشروع المالي على تنزيلها ورش إصلاح الإدارة، من خلال تعزيز آليات الحكامة الجيدة ومعالجة الاختلالات الهيكلية لبعض المؤسسات والمقاولات العمومية، قصد تحقيق أكبر قدر من التكامل والانسجام في مهامها، والرفع من فعاليتها الاقتصادية والاجتماعية.

ثانيا: الإجراءات الجبائية لمشروع قانون مالية 2022

تجدر الإشارة بخصوص الضريبة على الشركات (IS)، إلى أن المشرع انتقل بموجب مشروع قانون المالية لسنة 2022، من إلغاء نظام السعر التصاعدي (régime progressive) المطبق بواسطة قانون المالية لسنة 2018، إلى نظام السعر النسبي (régime proportionnel). لذلك، تم تخصيص الأسعار التالية كنظام للتضريب المتعلق بالضريبة على الشركات، فبالنسبة للشركات التي يقل أو يساوي رقم معاملاتها السنوي 300.000 درهم يطبق عليها معدل 10%، أما رقم المعاملات المتراوح ما بين 300.001 درهم إلى مليون درهم فإنه يطبق عليه معدل 20%، ورقم المعاملات الذي يفوق مليون درهم فإن معدل 31% هو المعدل المطبق.

زيادة على كون مشروع قانون المالية خفض الحد الأقصى لمعدل التضريب من 28% إلى 27% في ما يخص الأنشطة الصناعية التي يقل صافي رقم معاملاتها المحلي عن 100 مليون درهم. مع زيادة في السعر المحدد من 17,5% إلى 20% بالنسبة للربح المحقق بالخارج (C.A à l’export).

وحافظ مشروع قانون المالية على المساهمة الاجتماعية للتضامن على الأرباح (CSS) بالنسبة لأرباح الشركات للسنة المالية 2022، وإلغاء المساهمة المذكورة بالنسبة للمداخيل (revenus). وسيتم تطبيق المساهمة التضامنية الاجتماعية على نفس الشركات التي خضعت سابقا، لكن وفقا لأسعار نسبية جديدة كالآتي: بالنسبة للربح المحقق ما بين مليون درهم إلى 5 مليون درهم يطبق عليه سعر 2%، أما الربح المتراوح بين 5.000.001 إلى 40 مليون درهم يطبق عليه سعر 3%، أما الربح الذي يفوق 40 مليون درهم فإنه يطبق عليه سعر 5%.

ويجب على الشركات المعنية تقديم إقرار إلكتروني يحددون بموجبه مبلغ صافي الربح ومقدار المساهمة ذات الصلة، وذلك داخل أجل 3 أشهر بعد تاريخ اختتام آخر سنة محاسبية. ويجب على الشركات كذلك دفع مبلغ المساهمة تلقائيا وفي نفس وقت تقديم الإقرار.

في ما يتعلق بالضريبة على الدخل، فقد عمل مشروع قانون المالية لسنة 2022 على تحسين نظام المساهمة المهنية الفردية (CPU)، وتحسين أيضا تصفية هذه المساهمة، حيث يقترح مشروع القانون المالي مراجعة نسب هامش التضريب المطبق على رقم المعاملات المعلن عن طريق تجميع الأنشطة ذات الطبيعة نفسها، وتوضيح طريقة تشريب المداخيل المهنية في حالة ممارسة مجموعة من الأنشطة المهنية من طرف ملزم واحد. بحيث سيتم سنة 2022 تطبيق الضريبة على الدخل (IR) على أساس معدل رقم المعاملات المحقق الذي يطبق عليه معامل محدد في جدول لكل فئة من فئات المهن.

من جهة أخرى، عندما يمارس الملزم (دافع الضريب) عدة مهن أو أنشطة تندرج تحتها معاملات مختلفة، فإن إجمالي الدخل المهني يساوي إجمالي الدخل المحدد بشكل منفصل بالنسبة لكل مهنة أو نشاط.

جدير بالذكر، أن قانون المالية لسنة 2021 ألغى نظام الربح الجزافي (régime forfaitaire)، واستبدله بنظام المساهمة المهنية الفردية (CPU) الذي يشمل الضرائب والرسوم المستحقة على دافعي الضرائب ذوي الدخل المنخفض والبسيط بمناسبة ممارسة نشاكهم المهني. ويتكون جزء من هذه المساهمة من حقوق إضافية موجهة للتغطية الصحية لدافعي الضرائب المعنيين. في الواقع، فإن الرسوم الإضافية المتعلقة مبلغ هذه الضريبة يتم تخصيص عائداته لصندوق دعم الحماية الاجتماعية والتماسك الاجتماعي.

بالإضافة إلى تمديد الإجراءات الانتقالية المتعلقة بالتخفيض الجزافي المتعلق بالأجور المهنية المدفوعة للرياضيين المحترفين، المدربين، المؤطرين والفريق الفني. حيث يقترح مشروع قانون المالية لسنة 2022 مراجعة الاقتطاعات الجزافية، التي وضعها قانون المالية لسنة 2021 في مقابل الراتب المدفوع لصالحهم، وبالتالي يخضع صافي الدخل للضريبة على الدخل المدفوع للرياضيين المذكورين حسب التحديد التالي:

– 90٪ للأعوام 2021 و2022 و2023؛

– 80 ٪ لعام 2024؛

– 70٪ لعام 2025؛

– 60 ٪ لعام 2026؛

– 50٪ بعده.

بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة، فإن مشروع قانون المالية يقترح خفض معدل الحد الأدنى من المساهمة المطبق على الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل (الدخول المهنية)، من 0.50% إلى 0.45% لصالح الشركات التي دخلها الحالي يعلن باستثناء الاستهلاك أنه إيجابي. ويظل معدل 0.60% ساريا على الشركات التي تظهر نتيجتها المعلنة الجارية باستثناء الاستهلاك سالبة لمدة عامين متتاليين، بعد فترة الإعفاء.

زيادة على اقتراح الإعفاء من جميع الضرائب والرسوم والضرائب (المنصوص عليها في المدونة العامة للضرائب)، عمليات نقل الممتلكات والأملاك العقارية من الجماعة الترابية السابقة إلى التي تم إنشاؤها حديثًا، بعد تقسيم أو إعادة تجميع هذه الوحدات الترابية. حيث تتم هذه العمليات وفقا لأحكام القانون رقم 57.19 المتعلق بنظام الأملاك العقارية للجماعات الترابية، وذلك بهدف تحديث تدبير أملاك الجماعات الترابية وجعلها رافعة للتنمية المحلية والجهوية.

أما في شق تعزيز ضمانات دافعي الضرائب، ومسؤولية إدارة الضرائب عن الإشعار بالتصحيحات والتعديلات، فإن مشروع قانون المالية لسنة 2022 يقترح استبدال مصطلح “مفتش الضرائب” بكلمة “الإدارة” من حيث إجراءات التحقق المحاسبي من أجل ضمان مساءلة المستويات الهرمية المختلفة في الإشعار بالسعر المصحح الجديد.

بالإضافة إلى تحسين نظام المناقشة الشفوية والتواجهية، حيث ينص الإجراء الجديد المقترح على أنه قبل إقفال المراجعة الضريبية، يجب على الإدارة إجراء تبادل شفهي وتواجهي بشأن تصحيحات تخطط لإدخالها على الإقرار الضريبي. لهذا الغرض، فإنه يتم إبلاغ دافع الضرائب بالتاريخ المحدد للتبادل الشفوي والتواجهي والتاريخ الذي سيتم فيه إغلاق المراجع.

في خانة تعزيز وسائل مكافحة الغش الضريبي، ومن أجل محاربة مصادر الدخل الخفية التي يحصل عليها دافعو الضرائب التي تتجلى من خلال أساليب غير مبررة، فإن مشروع قانون المالية يقترح تقييم إجمالي للدخل السنوي برسم الدخول المهنية والدخول الفلاحية والدخول العقارية. كما يمكن للإدارة قبل مباشرة مسطرة فرض الضريبة بصورة تلقائية المنصوص عليها في المادة 228 من المدونة العامة للضرائب، أن تقوم بصورة تلقائية بتعريف الخاضعين للضريبة المخالفين لأحكام المادتين 78 و148-I، من المدونة العامة للضرائب.

إنشاء اللجان الجهوية للطعون الضريبية، وهو إجراء نص عليه مشروع قانون المالية للسنة المالية 2022، حيث تستمع اللجنة الجهوية (CRRF) إلى الشكاوى في شكل طلبات مقدمة من دافعي الضرائب الذين يوجد مقرهم الرئيسي أو مؤسستهم الرئيسية داخل دائرة اختصاصها المتعلقة بالتصحيحات في ما يتعلق بالدخول والأرباح الناشئة عن رؤوس الأموال المنقولة، وفحص المحاسبة للخاضعين للضريبة الذين يقل رقم أعمالهم المصرح به في حساب الحاصلات والتكاليف، بالنسبة لكل سنة محـاسبية عـن الفترة غير المتقادمة مـوضـوع الفحـص، عـن عشرة 10 ملايين درهم. وتبت اللجان في النزاعات المعروضة على أنظارها ويجب عليها أن تصرح بعدم اختصاصها في المسائل التي ترى أنها تتعلق بتفسير نصوص تشريعية أو تنظيمية.

كما يقترح مشروع قانون المالية مشاركة تجربة اللجنة المحلية لتقدير الضريبة مع اللجنة الجهوية للطعون الضريبية الجديدة في إطار تدبير أفضل للشكايات الضريبية. وبناء على ذلك، ستقتصر اختصاصات اللجنة المحلية على التصحيحات المتعلقة بكل من الدخول المهنية المحددة حسب نظام المساهمة المهنية الموحدة، والدخول والأرباح العقارية وواجبات التسجيل والتمبر.

The post الإجراءات الضريبية الجديدة في مشروع قانون المالية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2ZLNflB

أتعجب من بعض الدعاة والمشايخ في البلاد العربية والإسلامية عندما تناقشهم في أمور دينية وقضايا ومستجدات معاصرة طرأت على حياة المسلمين بصفة عامة، وعلى الجاليات المسلمة في الدول الغربية بصفة خاصة، مباشرة يأتونك بأقوال وفتاوى ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهم من العلماء الذين التحقوا بالرفيق الأعلى منذ قرون، مع أن هؤلاء العلماء أنفسهم طلبوا منا مراعاة تغير الزمان والمكان في الفتوى وعدم وقوفنا على حرفية النصوص، يقول ابن قيم الجوزية: “ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عُرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طَبَّبَ الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتي الجاهل أضَرُّ ما على أديان الناس وأبدانهم واللَّه المستعان” بل جعله الإمام القرافي مخالفًا للإجماع وإغلاقًا لما هو دون باب الاجتهاد، فقال رحمه الله: “إجراء الأحكام التي مُدرَكُها العوائدُ مع تغيُّرِ تلك العوائد: خلافُ الإِجماع وجهالةٌ في الدّين، بل كل ما هو في الشريعة يتبع العوائد: يَتغيَّرُ الحكمُ فيه عند تغيُّرِ العادة إلى ما تقتضيه العادة المتجددة، وليس هذا تجديدًا للاجتهاد من المقلِّدين حتى يُشترَطَ فيه أهليةُ الاجتهاد، بل هذه قاعدةٌ اجتهدَ فيها العلماء وأجمعوا عليها، فنحن نَتْبَعُهم فيها من غيرِ استئنافِ اجتهاد”. فمراعاة أحوال الناس وعاداتهم وأعرافهم ومعرفة واقعهم الثقافي والاجتماعي والسياسي والديني يدخل ضمن فقه الواقع، والحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول أهل المنطق، فإفتاء الناس على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي على وتيرة واحدة دون مراعاة لاختلاف الوقائع والأعراف ففيه تكليف للناس بالعسر والمشقة ودفعهم إلى النفور من الدين، وغالبا ما تكون الفتوى في هذه الحالة بعيدة كل البعد عن الحق والصواب، وبالتالي يكون صاحبها أي المفتي شاهد زور؛ لأنه شهد وحكم على شيء لا يعرف ماهيته وحقيقته، كمن يفتي للجالية المسلمة في أوروبا أو أمريكا الجنوبية وهو في المشرق العربي ولم يسبق له أن ركب الطائرة ولا رأى أو تحدث مع شخص مسيحي في حياته!.

فالفقه الإسلامي فيه قواعد مهمة تغيب عند أغلب المتدينين الذين يحشرون أنفسهم في الفتوى وفي الدعوة إلى الإسلام والتحدث في الشؤون الإسلامية بغير فهم ولا علم ولا فقه في الدين، فينتج عن ذلك كوارث ومصائب لا تعد ولا تحصى؛ بل يؤدي بهم هذا الجهل إلى إخراج المسلمين من دائرة الإسلام، ومن هذه القواعد الفقهية المهمة قاعدة “المشقة تجلب التيسير” وهذه قاعدة جوهرية مؤصلة ومستوحاة من القرآن الكريم يقول تعالى “يريد الله أن يخفف عنكم”، ويقول سبحانه “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وفي هذا السياق يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا و أبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة”. فقاعدة المشقة تجلب التسيير، المقصود بها: أن الأحكام التي ينشأ عن تطبيقها حرج على المكلف ومشقة في نفسه أو ماله فالشريعة تخففها بما يقع تحت قدرة المكلف دون عسر أو إحراج.. لهذا يقول الإمام الشاطبي “إن الأدلة على رفع الحرج عن هذه الأمة قد بلغت مبلغ القطع”. وهناك قواعد فقهية تابعة لهذه القاعدة منها: – الضرورات تبيح المحظورات، وإذا ضاق الأمر اتسع وغير ذلك من القواعد التي استنبطت كلها من رسالة الإسلام التي تنهانا عن التشدد والتنطع والغلو، يقول صلى الله عليه وسلم في حديث مشهور: “إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق”. والرفق ضد الشدة والتطرف، وقال أيضا: “يسروا ولا تُعسروا وبشروا ولا تنفروا”، وغيرها من الأقوال والأحاديث التي تدعو إلى التعامل مع الدعوة للإسلام في بلاد الغرب برفق وبعيدا عن التشدد والتنطع والتطرف الذي انتشر بين أبناء الجاليات المسلمة في السنوات الأخيرة بالدول الغربية، بسبب فتاوى القنوات الفضائية وشيوخها الذين ليس لهم مع فقه الاغتراب أو فقه المهجر إلا العفو والعافية .

The post فتاوى القنوات الفضائية وخطورتها على الجاليات المسلمة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3w2hDDT

انطلق اليوم الأحد مؤتمر الأطراف “كوب 26” بغلاسكو، الذي سيعرف مشاركة المغرب، ومناقشة أهم الالتزامات في مجال النهوض بالبيئة.

ويربط الخبراء المتوقع من “كوب 26” بغلاسكو بمدى نجاح أو فشل العالم في تطبيق توصيات “كوب 21″، أو ما تعرف بـ”اتفاقية باريس” لسنة 2015، ومخرجات “كوب 22” بمراكش في مجال الانتقال الطاقي.

وبالتوازي مع ما يناقش بغلاسكو، تعيش المملكة عددا من التحديات البيئية، تقتضي تعاملا أكثر صرامة لتجاوز المشاكل المرتبطة بالتغيرات المناخية.

وفي هذا الإطار قال علي شرود، الخبير المناخي، إن المغرب مثل جميع الدول له إكراهات بيئية وعليه “إخراج معادلة توازن بين البيئة والتنمية”.

وسرد شرود، ضمن تصريح لهسبريس، عددا من الإشكالات التي يعيشها المغرب، وعلى رأسها التلوث، قائلا إنه “يؤثر على المجتمعات والأفراد ويتسبب في ظهور عدد من الأمراض والأوبئة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى تلوث الفرشاة المائية والأنهار بالاستعمال المفرط للأسمدة والمواد الكيماوية، وأيضا تلوث المحيطات بسبب النفايات التي تخلفها المركبات الصناعية والمعامل.

ثاني الإشكالات التي ذكرها شرود ترتبط بـ”إكراهات التصحر”، مشيرا إلى أن المغرب يضم مناطق صحراوية كثيرة، فيما نقص المناطق الزراعية يؤدي إلى مشاكل عديدة، منها الاحتباس الحراري وتضرر الفرشاة المائية وإفراز الهجرة البيئية، ومؤكدا أن “البيئة ترتبط بالطقس بصفة خاصة، والمناخ بصفة عامة”.

ومن ضمن الإشكالات التي تحدث عنها الخبير المناخي الاستعمال المفرط للطاقة، قائلا: “هو أيضا عامل يساهم في الاحتباس الحراري”، وتابع: “هي تحديات وإكراهات رغم التوجه إلى تحسين الأوضاع والتسيير النموذجي، سواء في المنطقة الأورومتوسطية أو الإفريقية والعربية، خاصة في ما يهم استعمال الطاقات المتجددة”، مؤكدا أنه “للحفاظ على البيئة يجب أولا الحفاظ على الموارد الطبيعية، وخاصة الماء”.

كما أشار شرود إلى أن “المغرب بموقعه الجغرافي وتضاريسه له عدد من الامتيازات يجب أن يحافظ عليها، من بينها الواجهتان البحريتان الأطلسية والمتوسطية، والمناطق الجبلية والهضاب والسهول الفلاحية والمناطق الصحراوية التي لها امتيازاتها، وطقس معتدل على العموم على خلاف الدول التي تتأثر بالاحتباس الحراري وحرارة مرتفعة وجغرافية وتضاريس لا تمنحها موارد فلاحية”، مؤكدا أن “المغرب دولة نامية يجب أن تحافظ على معدل نموها التدريجي”.

وأكدت عدد من التقارير الوطنية على تكلفة الإشكالات البيئية، من قبيل التغيرات المناخية والتلوث، من بينها تقرير للجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب، كشف أن تدهور الغطاء الغابوي بالمغرب يقدر بـ17 ألف هكتار سنوياً، مع نسبة نجاح لعمليات التشجير لا تفوق 48 في المائة بعد سنتين؛ في حين يبقى طموح المملكة هو استدراك 30 سنة من هذا التدهور.

يذكر أن مؤتمر الأطراف المعني بالتعافي في مرحلة ما بعد كوفيد هو أول حدث رئيسي حضوري منذ الوباء، ويوفق بين قضايا المناخ وقضايا الانتعاش الأخضر والمستدام، وهو ما يمثل تحديًا، لكنه فرصة أيضًا.

“كوب 26” ستحدد قراراته واستنتاجاته ما إذا كانت أهداف اتفاقيات باريس، ولاسيما الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، مازالت قابلة للتحقيق.

The post قمة المناخ العالمية "كوب 26".. هذه تحديات بيئية تواجه المملكة المغربية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/31kqmWU

عرفت العديد من المدن المغربية، اليوم الأحد، تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية دعت إليها مجموعات مختلفة في منصات التواصل الاجتماعي؛ تحمل بعضها اسم “تنسيقية المغاربة الأحرار” و”تنسيقية المغاربة الرافضين لإجبارية جواز التلقيح”.

وقد شهدت مدن الدار البيضاء وطنجة والرباط أكبر التجمعات الاحتجاجية المسجلة على الصعيد الوطني، والتي ناهز عددها 15 شكلا احتجاجيا، وقد تنوعت ما بين المسيرات والوقفات الاحتجاجية في عدد من المدن المغربية.

وبخلاف مسيرات واحتجاجات يوم الأربعاء المنصرم، لم تسجل الأشكال الاحتجاجية المنظمة اليوم الأحد مواجهات عنيفة بين القوة العمومية والمتجمهرين، إذ شكلت الهدنة السمة الغالبة في مختلف التظاهرات المنظمة، باستثناء بعض التدافعات التي لم تخل من استخدام معدات الفض؛ مثلما حدث في الرباط.

وفي تفاعل مع هذا الموضوع أوضح مصدر أمني مطلع بأن “اليقظة المعلوماتية على شبكة الأنترنت رصدت، خلال الأيام الفارطة، تواتر العديد من الدعوات التحريضية التي تؤلب المشاركين على قوات حفظ النظام، وتشرح لهم طريقة التظاهر بالإغماء، وكيفية استفزاز رجال الأمن وتوثيق ردات فعلهم. بل إن بعض المنتديات على تطبيق ‘واتساب’ كانت تطالب المحتجين باصطحاب أبنائهم القاصرين ووالديهم المسنين لاستعمالهم كدروع بشرية لمنع أي تدخل أمني”.

وفي سياق متصل، يضيف ذات المصدر، رصدت مصالح الأمن العديد من التغريدات المنشورة من حسابات محدثة مؤخرا، والصادرة من خارج المغرب، والتي حاولت الترويج لسيناريو شبيه بالسيناريو السوري، الموسوم بالفوضى والاضطراب المجتمعي، في محاولة للانسياق ببعض المحتجين إلى ارتكاب أعمال شغب على هامش هذه الحركات الاحتجاجية.

وشدد ذات المصدر على أن “المصالح الأمنية أدركت خلفيات ومرامي هذا النوع من التدوين التحريضي، وقامت بتحسيس منتسبيها بضرورة التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات، كما عقدت عدة اجتماعات تنسيقية لتقييم المخاطر والتهديدات المرتبطة بالمحافظة على النظام العام. وقد نجحت في تدبير أكثر من 16 شكلا احتجاجيا عرفته المدن المغربية زوال اليوم الأحد، بدون تسجيل أي مواجهات عنيفة أو ركون للاستخدام المشروع للقوة، باستثناء بعض المناوشات الطفيفة المسجلة رغم حجم الاستفزازات التي تعرض لها نساء ورجال القوة العمومية، والتي وصلت حد الإهانة والرشق بقنينات الماء وحيازة أحد المتجمهرين للسلاح الأبيض بمدينة الدار البيضاء”.

The post اليقظة المعلوماتية ترصد دعوات تحريض على قوات حفظ النظام في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3Bv90D1

ذكر بلاغ مشترك للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مساء اليوم الاحد، أن القرار الذي أعلنته السلطات الجزائرية بعدم تجديد اتفاق خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي لن يكون له، حاليا، سوى تأثير ضئيل على أداء نظام الكهرباء الوطني.

وأضاف المصدر نفسه أنه “نظرا لطبيعة جوار المغرب، وتحسبا لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء، وتتم حاليا دراسة خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسط والطويل”.

جدير بالذكر أن الرئاسة الجزائرية أعلنت، في وقت سابق اليوم الأحد، أن الرئيس عبد المجيد تبون أمر شركة “سونطراك” بعدم تجديد عقد أنبوب الغاز الذي يعبر نحو إسبانيا عبر التراب الوطني المغربي.

وقالت الرئاسة الجزائرية إن تبون تسلم تقريرا حول العقد بين “سونطراك” والمكتب الوطني للماء والكهرباء في المغرب، المبرم في 31 يوليوز 2011 وينتهي اليوم؛ 31 أكتوبر في منتصف الليل.

وأضاف المصدر ذاته أن الرئيس الجزائري، بعد استشارة الوزير الأول وزير المالية ووزير الشؤون الخارجية ووزير الطاقة والمناجم في بلده، “أمر بعدم تجديد العقد”.

The post المغرب يحبط محاولة الجزائر التأثير على نظام الطاقة الكهربائية في المملكة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3buc4Vy

تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بالناظور من توقيف 3 أشخاص يشتبه بتورطهم في حيازة وترويج محروقات بدون رخصة.

وحسب مصدر أمني فقد تم توقيف اثنين من المشتبه بهم عند مدخل مدينة الناظور، على متن سيارة نفعية محملة بـ1200 لتر من وقود الكازوال، معبأة في براميل من سعة 30 لترا.

وأضاف المصدر ذاته أن العملية الأمنية قادت إلى حجز 6780 لترا إضافيا من الوقود ومضحات وحاويات للتخزين بمستودع في جماعة سلوان، يديره المشتبه به الثالث.

وأُخضع المشتبه بهم الثلاثة لبحث قضائي من قبل فرقة الشرطة القضائية بالناظور، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار مواجهتهم بالمنسوب إليهم وتوقيف باقي المتورطين.

The post ضبط مروجي محروقات بدون رخصة في الناظور appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3pUMFge

تفوق فريق الجيش الملكي على مضيفه سريع وادي زم بـ3-0 في المباراة التي جمعتهما، اليوم الأحد على أرضية ملعب الفوسفاط في خريبكة، برسم منافسات الدورة الثامنة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.

وأنهى فريق الجيش الملكي الشوط الأول من المقابلة متفوقا بنتيجة 2-0، قبل أن يحسم اللقاء بثلاثية نظيفة في شباك نادي سريع وادي زم.

وحملت ثلاثية الجيش الملكي توقيع كل من اديلسون بورغيس، في الدقيقة 13، ونوح السعداوي وعبد الإله عميمي في الدقيقتين 32 و86، على التوالي.

The post الجيش الملكي يتفوق على فريق سريع وادي زم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3EB33WX

يراهن العديد من الخبراء الصحيين بالمغرب على دواء “مولنوبيرافير” المضاد لفيروس “كورونا” من أجل تحصين المجتمع ضد الوباء، خاصة في ظل تفشي مجموعة من المتحورات الفيروسية التي تكون “أشد فتكاً” بالمقارنة مع الفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان.

ووافقت شركة “ميرك” الأمريكية المتخصصة في صناعة الأدوية على إعادة إنتاج العقار الذي طورته داخل مختبراتها من طرف مصنّعي الأدوية الآخرين عبر العالم، لاسيما بالبلدان الفقيرة، وهو ما سيسمح للمغرب كذلك بالحصول على تركيبة تلك الحبوب المضادة لـ”كوفيد-19″.

ويعمل عقار “مولنوبيرافير”، الذي يتناوله المريض عن طريق الفم، على تقليل قدرة فيروس “كورونا” المستجد على التكاثر، وبالتالي إبطاء المرض، وهو ما أكدته التجارب السريرية للدواء الذي يخفض بالنصف مخاطر دخول المستشفى والوفاة.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور عبد الله بادو، مدير مختبر المناعة الجينية في كلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “العالم بأسره ينتظر اكتشاف دواء مضاد لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة، بالموازاة كذلك مع تصنيع اللقاحات”.

وأضاف بادو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الخبر المفرح يتمثل في تصنيع دواء مولنوبيرافير الذي تشرف عليه الشركة الأمريكية ميرك، التي أجرت تجاربها السريرية على 775 شخصا يفوق سنّهم 65 سنة، ويعانون من أمراض مزمنة، فكانت النتائج إيجابية”.

وأوضح أستاذ علم المناعة بكلية الطب والصيدلة أن “العقار أدى إلى تخفيض نسبة الأشخاص الذين يلجون المستشفيات بخمسين في المائة، والشأن نفسه ينطبق على الوفيات”، ثم زاد: “هذه النتائج تهمّ فقط الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 65 سنة، ولو أعطي لباقي الفئات العمرية لكانت النتائج مفرحة”.

وأكد الخبير الطبي أن “شركة ميرك تنتظر الضوء الأخضر من طرف وكالة الأدوية الأمريكية لطرح الدواء في الأسواق، بعدما طالبتها بإنهاء التجارب السريرية، نظرا إلى النتائج الإيجابية المثبتة علمياً وصحياً، وهو ما سيساهم في إبطاء تكاثر فيروس كورونا، خاصة المتغيرات الشرسة”.

وتابع المتحدث ذاته بأن “تكلفة العقار ستكون مكلّفة في البداية، لكنها تبقى أقل في جميع الحالات لأن الأمر يتعلق بإنقاذ أرواح الأشخاص”، مردفاً بأن “الشركة الأمريكية ستعقد شراكات مع شركات تصنيع الأدوية عبر العالم لتقاسم معطيات العقار الجديد”.

The post دواء "مولنوبيرافير" يراهن على إبطاء تفشي فيروس "كورونا" في أرجاء العالم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3btPkVs

احتضن فضاء العين أقديم بتزنيت، السبت، حفل تكريم نظمه المجلسان الجماعي والإقليمي للمدينة ذاتها، على شرف عبد الرحمان الرائس، الفائز بلقب برنامج The One المنظم من طرف القناة الثانية، والذي يهدف إلى تشجيع صناع المحتوى الرقمي والمواهب الشابة.

وجاء تتويج ابن جماعة رسموكة القروية بإقليم تزنيت بجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم عبر برنامجه “العاديون”، الذي يبثه بقناته على “اليوتوب”، ويهتم من خلاله بحياة سكان العالم القروي بالمغرب، سواء فيما يتعلق بمعيشهم اليومي وقصصهم الإنسانية أو ما يعيشونه من مشاكل وتحديات.

ونوهت كلمات تخللت النشاط الاحتفائي بالمجهودات التي ظل يبذلها الرائس طيلة اشتغاله في المجال الرقمي، والتي توجت بفوزه بلقب صاحب أحسن محتوى بالمغرب، الذي يعتبر تشريفا لإقليم تزنيت ككل.

وحول تتويجه، قال الرائس: “أنا سعيد جدا بأن أكون أول فائز بأولى نسخة من برنامج the one لأحسن صانع محتوى على الويب، خصوصا أن هذا الفوز جاء بعد أسابيع من المجهودات الكبيرة، والسهر على إنتاج أحسن محتوى بطريقة إبداعية من شأنها نيل إعجاب المتلقي.

وأضاف المحتفى به، في حديثه لهسبريس، أن “العاديون” برنامج “أصلي هادف يجمع بين جمال المغرب وجمال ساكنته ليعطي محتوى قل ما نشاهده في التلفاز أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدم في الوقت نفسه قصصا إنسانية مؤثرة جدا”.

وعن فكرة “العاديون”، أوضح الرائس أنها خرجت إلى الوجود سنة 2017، قبل أن يستدرك أن البرنامج لم يعرف في السوشيال ميديا إلا سنة 2019، مشيرا إلى أنه منذ البداية فكر في إعداد برنامجه باللغة العربية الفصحى والإنجليزية قصد التعريف بالثقافة المغربية وبالجمال المخفي للمغرب لأكبر عدد ممكن من المشاهدين في جميع بقاع العالم.

وأضاف أن البرنامج لم يشاهده، حسب الإحصائيات الأخيرة، سوى 54 في المائة من المغاربة المقيمين بالمغرب، فيما الباقي من جميع دول العالم، مشيرا إلى أن عدد مشاهدات البرنامج بلغت أكثر من 22 مليون مشاهدة.

وفي تعليق له على محتوى الويب المغربي، قال الرائس إنه “متنوع ويحتاج تجويده إلى عمل كبير، سواء من طرف الجمهور، الذي يستهلك ويشجع المحتوى الهادف أو من جانب صناع محتوى ذي مبادئ وأخلاقيات والإبداع بطبيعة الحال”.

وأعرب المحتفى به، في ختام تصريحه لهسبريس، عن تفاؤله بتحسن محتوى الويب المغربي في السنوات القادمة اعتمادا على ما يتوفر عليه المغرب من صناع في المستوى الجيد، آن الوقت لتشجيعهم، يضيف الرائس.

The post تزنيت تحتفي بأحسن صانع محتوى رقمي بالمغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3msND0O

The post حماية القدرة الشرائية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3q0YD7I

بين العزلة التي وجدت فيها الجزائر نفسها وهي تتابع تمرير قرار مجلس الأمن حول الصحراء، وتخبط قيادة جبهة البوليساريو، التي كانت تعول على عرقلة أشغال المنتظم الدّولي والدفع إلى إحداث “بلوكاج” يعيق عمل البعثة في الصّحراء، خرج المغرب منتصراً وهو يدافع عن مقترحه أمام العالم.

ورحّبت المملكة بمصادقة مجلس الأمن على القرار 2602 القاضي بتمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة سنة أخرى إلى غاية 31 أكتوبر 2022.

وكانت قيادة الجزائر والبوليساريو تراهن على تناول مجلس الأمن الوضع في معبر الكركرات، الذي أصبح تحت السيادة المغربية، إلى جانب الحرب الوهمية التي تروج لها “الجبهة”، ووضع حقوق الإنسان في الصّحراء.

ويشير المحلل المغربي المتخصص في الصحراء محمد الطيار إلى أنه “قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن حاول النظام العسكري الجزائري استعمال نهج الابتزاز بإعلان رفضه الاستمرار في المشاركة في الموائد المستديرة، التي أكد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحراء المغربية أنها السبيل الوحيد لفك النزاع”.

ويوضح المحلل والجامعي المتخصص في العلاقات الدولية أن “هذا الموقف وضع النظام الجزائري في تناقض صارخ مع نفسه، وهو الذي لم يترك مناسبة إلا وطالب فيها بإلحاح باستئناف العملية السياسية، وتعيين مبعوث شخصي للأمين العام بالصحراء”.

وشدد المحلل ذاته، في تصريح لهسبريس، على أن “الأمم المتحدة عيّنت مبعوثا جديدا ودعت إلى جلوس الأطراف المعنية بالنزاع للحوار حول الموائد المستديرة، بينما يتملص النظام العسكري على طريقة البلطجية، وينقل وزير خارجيته بين روسيا ومالي بشكل أبرز تخبطه وضعفه، وافتضح أمره أمام العالم بسعيه إلى تقديم دولة مالي لقمة سائغة للدب الروسي، مقابل اصطفافه ومعاكسته للمغرب”.

واعتبر الخبير في قضية الصّحراء أن “الجزائر دعت إلى إدراج مسألة حقوق الإنسان في مهمة المينورسو، وعودة الوضع معبر الكركرات إلى ما قبل التدخل العسكري المغربي الذي باركه المنتظم الدولي”، مشددا على أن “روسيا وقفت على إصرار باقي أعضاء مجلس الأمن على التقدم في المسار، وإقناعهم بقوة ورصانة الموقف المغربي ومصداقية مقترح الحكم الذاتي”.

وقال المتحدث ذاته إن “قرار مجلس الأمن وضع المسمار الأخير في نعش النظام العسكري، ووضعه في محل نزاع مباشر مع قرارات الأمم المتحدة، وفي وضع صراع مباشر مع المنتظم الدولي؛ فالمشكل أصبح منذ الآن بين النظام العسكري والأمم المتحدة”.

وفي السياق نفسه، يفسر المحلل ذاته أن “قرار مجلس الأمن الأخير يشكل خطوة مهمة في طريق طي صفحة النزاع المفتعل من طرف النظام العسكري، ويشكل انتصارا ساحقا للمغرب ينضاف إلى سلسلة الانتصارات الدبلوماسية والعسكرية التي استقبلها الشعب المغربي بافتخار واعتزاز كبيرين”.

أما الموقف التونسي، يضيف الطيار، “ففي العمق يترجم ويشرح الموقف الذي سبقه حينما امتنعت تونس عن التصويت لصالح عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”، مبرزا أن “تونس تخشى الأمن العسكري الجزائري، الذي أظهرت التحقيقات الأمنية أنه وراء كل التفجيرات الإرهابية بجبل الشعانبي الحدودي وفي العمق التونسي ووراء الاغتيالات التي شهدتها تونس منذ سنة 2013”.

The post التقرير الأممي حول الصحراء المغربية يتجاهل الأخبار الكاذبة للجبهة الانفصالية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3boAAas