سطر نابليون بونابرت انتصارات عديدة وخاطفة. فهذا القائد الذي توفي قبل 200 عام، عرف برؤيته الاستراتيجية الاستثنائية، ويُعد تاريخيًا من كبار المخططين العسكريين على الرغم من أنه هُزم للمفارقة في ميدان المعركة، عسكريًا وسياسيا.

موهبة مبكرة

بعد أن التحق بكلية بريان العسكرية، بدأ الشاب الكورسيكي مسيرته المهنية في سلاح المدفعية، ومنه صعد بسرعة حتى رُقي إلى رتبة جنرال وهو بعد في الرابعة والعشرين من عمره.

بعد تعيينه قائدًا عامًا للقوات الفرنسية في إيطاليا على الرغم من افتقاره إلى الخبرة، قاد بونابرت الحملة العسكرية عام 1796 ضد النمساويين، التي تعد واحدة من منجزاته الاستراتيجية. بعد معارك ريفولي وبون داركول ثم الحملة المصرية في 1798، تحول نابليون إلى بطل عسكري.

منذ بداية توليه مهام القيادة، أقام علاقة وثيقة مع رجاله الذين كان يبث فيهم الحماسة بلا كلل. ومما يُستشهد به من خطاب توجه به إلى قواته في مارس 1976 في إيطاليا قوله: “أيها الجنود، أنتم عراة ولا تحصلون على ما يكفي من الطعام والحكومة مدينة لكم بالكثير ولا يمكنها أن تعطيكم أي شيء … أريد أن أقودكم إلى أخصب سهول العالم. وهناك ستحظون بالشرف والمجد والثروة”.

توسيع ميدان المعركة والسرعة

لم يترك الإمبراطور الفرنسي أي مؤلف مرجعي يشرح تفكيره الاستراتيجي، هو الذي ورث الأفكار العسكرية التي نشأت في نهاية النظام البائد وخلال الثورة الفرنسية. لكن تماسك نظامه وانسجامه يتبدى في الأوامر التي أصدرها إلى قواته ومراسلاته ومخطوطاته.

شرح ميشيل روكو، مدير الصناديق الخاصة بإرث نابليون في قسم المحفوظات التاريخية لدى وزارة الدفاع، قائلا: “نحن نخرج من التعثر التكتيكي في آخر أيام النظام القديم والمعارك التي كانت تجري عبر صفوف جامدة، للانتقال إلى المعارك المتنقلة، المتحركة”.

وأضاف أن “قوة نابليون تكمن في أنه فكر في الأمر من منظور واسع: التداخل بين فرق الجيش المختلفة ومبدأ خرق صفوف العدو في المعارك من خلال تركيز القوات وتطبيق ذلك على ميادين القتال الواسعة”.

وذلك بفضل التخطيط الدقيق وجمع المعلومات عن تحركات العدو والتفوق في الرجال والمعدات حيث سيتم خرق صفوف العدو ونظام الفرق العسكرية، والمعسكرات الخفيفة وتخفيف معدات المشاة إلى الحد الأدنى. هذا الإسقاط السريع الذي أتاح لبعض الوحدات اجتياز أكثر من 40 كيلومترًا في اليوم، ما مكن نابوليون من مفاجأة خصمه.

واستخدم هذه الميزات في بعض الأحيان للتعويض عن تدني عدد الجنود، كما حدث في أوسترليتز (1805) أو فريدلاند (1807). كما حظي جيشه الكبير بعشرات الآلاف من الجنود المتمرسين من قدامى المحاربين في معارك الثورة.

المعركة الحاسمة

هذا الإسقاط، إضافة إلى تركيز القوات عند نقطة محددة، أتاح له إيجاد ما يسميه “المعركة الحاسمة التي ستؤدي إلى قرار يفضي إلى المعاهدة التي ستسمح له بعد ذلك بفرض سياسته الأوروبية”، وفق ما يقول ميشال روكو.

يعرض أنطوان جوميني، أحد مؤسسي النظرية الاستراتيجية الحديثة، “صيغة” نجاحات الإمبراطور في أطروحته حول العمليات العسكرية الكبرى (1805).

ويقول إن “الفن العسكري العظيم في توجيه خطوط عملياته يتمثل في الجمع بين هجماته، بحيث يتمكن من السيطرة على اتصالات العدو دون فقدان خطوط اتصالاته”، وذلك إما بالإغارة على الصفوف الخلفية وفصل جيش العدو عن قواعده، أو

بإحداث اختراق في خطوط العدو كما حدث في أوسترليتز.

ويشرح ميشيل روكو ذلك بقوله: “إنها مناورة تسعى إلى الإخلال بالتوازن وزرع الفوضى”، يرى فيها “الإرث الذي ورثته عن نابليون الجيوش المعاصرة”.

ويقول المؤرخ: “عشية الحرب العالمية الأولى، استخدمت هذه الفكرة في الهجوم ولكن من دون مراعاة الابتكارات التكنولوجية، ولا سيما المدفع الرشاش، مما أدى إلى تعثر تكتيكي جديد حتى نشر المدرعات التي ستنفذ تلك الخطة”.

ويتابع: “سيستمر تعلم تكتيك زرع الفوضى مع الجنرال باتون على سبيل المثال (خلال الحرب العالمية الثانية)، ومؤخراً أثناء حرب الخليج عندما لجأ الأميركيون إلى زرع الفوضى في صفوف العدو ومحاصرته في النهاية لفصل خطوطه الخلفية”.

حملتان أوسع مما ينبغي

هزمت أسطورة نابليون خلال حملتيه الكبيرتين في إسبانيا ثم في روسيا. فبعد أن كان عليه مواجهة حرب عصابات لم يتوقعها في إسبانيا، “قاده افتقاره إلى التحليل والتفكير الموزون إلى شن حملة أوسع من قدراته في عام 1812” في روسيا قضت على جيشه الكبير وأجبرته على التراجع في منتصف الشتاء بعد أن خسر عن 200 ألف جندي على الأقل.

بعد أن أضفت انتصاراته شرعية على سلطته السياسية، أجبرت الهزيمة الإمبراطور على التنازل عن العرش في 6 أبريل 1814. وعادته جميع القوى الأوروبية لدى عودته إلى السلطة خلال ما عرف باسم المائة يوم في ربيع 1815.

وخلال معركة واترلو الأخيرة (1815) لم يعد نابليون كما كان ولا جيشه. أما خصومه فتحالفوا ضده بعد أن تعلموا من هزائمهم: ركز البريطانيون على تكتيك دفاعي في ساحة المعركة التي يسيطرون عليها.

هكذا، سطرت هزيمة نابليون في 18 يونيو سقوطه السياسي وأجبرته على الرحيل إلى المنفى.

The post بونابرت .. عندما أجبرت الهزيمة الإمبراطور الفرنسي على التنازل عن العرش appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ulNbCY

عبر المكتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل بورزازات عن استغرابه “الوضعية” التي تعيشها محكمة الاستئناف بورزازات رغم كون بنايتها حديثة العهد، والمتمثلة في الأعطال المتكررة في الكهرباء، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي تتسرب إلى المكاتب عبر أجهزة التكييف، ما يؤثر على ظروف العمل، في ظل عدم إيجاد حل جذري من المدير الفرعي، واعتماد “الحلول الترقيعية”.

وسجل المكتب المحلي للنقابة سالفة الذكر، في بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه، “عدم التزام المدير الفرعي بالوعود المقدمة على أرض الواقع”، و”اعتماد أسلوب التسويف وتقديم المبررات الواهية في التعامل مع مختلف المطالب موضوع اللقاء الأول المنعقد بين النقابة والمدير ذاته”.

وأضاف البلاغ ذاته أن المدير الفرعي “تعامل مع مطلب تسقيف المرآب الخاص بالسيارات بمحكمة الاستئناف بنوع من التهاون واللامبالاة، وإعطاء مبررات غير منطقية بالنسبة للمرآب المقفل الموجود بالطابق التحت أرضي، الذي خصصت له مساحة كبيرة بنفس المحكمة، ما يطرح مجموعة من التساؤلات حول وضعيته؛ مع عدم إدلائه بما يفيد الشروع في برمجة الصفقات التي صرح بها خلال الاجتماع التقييمي (صفقة المكيفات، صفقة إصلاح مشكل التيار الكهربائي، صفقة الحواسيب، صفقة آلات النسخ، صفقة الأعوان المناولين..)”.

وأشار المصدر سالف الذكر إلى غياب مواد التعقيم رغم تصريح المدير الفرعي بوجود مخزون كاف منها، وعدم احترام ما تم الاتفاق عليه في هذا الصدد وبصفة مستعجلة، مضيفا أن “المديرية الفرعية خصصت المسجد الخاص بالنساء بالمحكمة الابتدائية للمنظفات عكس ما كان متفقا عليه”.

وأمام هذا الوضع واستياء الموظفات والموظفين من التأخير الذي طال الاستجابة لملفهم المطلبي، قرر المكتب المحلي للنقابة الديمقراطية للعدل بورزازات اللجوء إلى أشكال احتجاجية أخرى، منها حمل الشارة بمحاكم ورزازات والمديرية الفرعية يومي 4 و5 ماي، وتعليق الحوار مع المدير الفرعي إلى حين تسجيل استجابة ملموسة على أرض الواقع.

وتعليقا على الموضوع، قال محمد زاوك، المدير الفرعي الإقليمي لوزارة العدل لدى محكمة الاستئناف بورزازات: “أولا أسجل باستغراب ما ورد في البلاغ، كونه لا يعكس الأجواء الجدية والإيجابية التي مر فيها الحوار، والتي مازالت تسود تتبع مخرجاته”، مضيفا: “وبخصوص ما أشار إليه البلاغ حول بناية محكمة الاستئناف فإن مجمل الملاحظات تم استيفاؤها خلال الفترة الفاصلة بين التسليم المؤقت للبناية والتسليم النهائي، بينما تبقى باقي الملاحظات مرتبطة بآثار التدخل البشري والاستعمال اليومي لمختلف المرافق، ويتم إصلاح أي خلل في حينه من قبيل أقفال المكاتب أو المصابيح”.

وبخصوص النقطة الرئيسية التي تلح عليها النقابات، وهي تسقيف موقف السيارات بالبناية، وهو أيضا مطلب المسؤولين القضائيين والإداريين قبل ذلك، أوضح المدير الفرعي في تصريح لهسبريس أنه تم إنجاز دراسة أولية في هذا الباب، وأرسلت إلى الجهات المختصة، مستدركا: “غير أن الإكراهات التي يعرفها تدبير الميزانية هذه السنة اقتضت تأجيل جميع مشاريع الاستثمار لفترة لاحقة، وهو أمر لا يخص وزارة العدل لوحدها”.

وزاد المسؤول ذاته: “أما بخصوص برمجة الصفقات فإنها لا تخضع لمزاج المدير الفرعي، بل لبرمجة معلنة وتتبع حثيث من طرف الوزارة والإعلانات منشورة ببوابة الصفقات العمومية، بما في ذلك البرنامج التوقعي للسنة ككل”، مبرزا أنه “في ما يتعلق بخدمات التعقيم والنظافة فهي مثار تتبع يومي ويتم اتخاذ ما يلزم لتحسينها؛ كما تتم مراعاة ملاحظات ومقترحات مختلف المتدخلين والمستفيدين، وبذلك فإن باب الحوار مفتوح والمديرية الفرعية ستستمر بالجدية المعهودة على طاقمها في خدمة المرافق القضائية والاستجابة لطلبات مسؤوليها والعاملين بها لتوفير فضاءات ووسائل عمل ملائمة وكافية”.

The post "إخلال بالوعود" يغضب نقابة بمحكمة ورزازات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ubbe7A

أصدرت مجموعة محلية تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي، يطلق عليها “أنقذوا الدار البيضاء”، كتابا رقميا تحت عنوان “الكتاب الأسود للمدينة البيضاء.. أقوال وشهادات بيضاويين”، يسلط الضوء على اختلالات التسيير الجماعي بالقطب المالي للمملكة، ويرصد عوائق التنمية الاقتصادية بالمدينة.

وتتحدث مقدمة المؤلف، الذي استغرقت كتابته أربعة أشهر، عن مراميه بالقول: “لا يخفى على أحد أن مدينة الدار البيضاء تعرف مشاكل جمة على مستوى الحكامة المحلية؛ الأمر الذي يؤثر بالسلب على جميع القطاعات الرئيسة، خاصة النقل والنظافة والصرف الصحي والإنارة والمساحات الخضراء والذاكرة التراثية وغيرها”.

وتضيف منى هاشم، مؤسسة المجموعة، أن “الشبكات الاجتماعية أصبحت تضطلع بدور أساسي في التعبئة الجماعية وتوجيه تدفق المعلومات، نظرا إلى التفاعل الكبير الذي تسمح به بين النشطاء؛ وهو ما دفع مجموعة “أنقذوا الدار البيضاء” (Save Casablanca) إلى تجميع مظالم السكان ضمن الكتاب”.

وتأسست مجموعة “أنقذوا الدار البيضاء” سنة 2013 على منصة “فيسبوك”، حيث يكتب المنتمون إليها البالغ عددهم أزيد من 270 ألف عضو المشاكل التي يصادفونها في شوارع وأحياء المدينة بصفة يومية؛ الأمر الذي تتجاوب معه السلطات المحلية في كثير من الأحيان، بعد رصد مكامن الاختلالات في المرافق العمومية.

ولفتت كلمة التقديم إلى أن مدينة الدار البيضاء تعد المدينة الأولى بالمغرب من حيث الأهمية الاقتصادية والديمغرافية؛ ذلك أنها تحتضن أزيد من 30 في المائة من الشبكة المصرفية لوحدها، وأكثر من 38 في المائة من المنشآت الصناعية، و48 في المائة من الاستثمارات، و60 في المائة من المبادلات التجارية.

أرقام رسمية ينبغي أن تنعكس على المستوى التدبيري للعاصمة الاقتصادية، وفق الكتاب، الذي استحضر الخطاب الملكي لسنة 2013 المنتقد لغياب الحكامة الجيدة بالمدينة، التي خصصت لها ميزانية استثمارية قدرها 33.6 مليارات درهم سنة 2014، من أجل تطوير البنيات التحتية وهيكلة الأحياء غير المجهزة وحماية التراث العمراني.

ومع ذلك، يؤكد “الكتاب الأسود للمدينة البيضاء.. أقوال وشهادات بيضاويين” أن المدينة ما زالت تشهد “فوضى تسييرية” بتعاقب المجالس المنتخبة، حيث يغيب التنسيق بين المصالح العمومية المعنية، وتتواصل الأوراش المفتوحة رغم التواريخ المرسومة لها، ويستمر مسلسل “تخريب” الذاكرة التراثية، ويشكو السكان من جودة الخدمات المقدمة.

وينقسم الكتاب الرقمي إلى محاور عديدة ترصد اختلالات العاصمة الاقتصادية، منها ما يتعلق بأوراش البنيات التحتية غير المنتهية، وهو ما يعرقل حركة السير، وكذا مشاكل الأرصفة وحفر الطرقات، بالإضافة إلى شكايات المواطنين حول التدبير المفوض، فضلا عن تناوله إشكاليات تدبير النفايات والنقل العمومي والتراث والأمن.

The post "الكتاب الأسود" يرصد يرصد عوائق التنمية الاقتصادية بمدينة الدار البيضاء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2PEeuJL

تستمر مجموعة من التعبيرات المجتمعية في المطالبة بمتابعة الصحافيّين المضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن 20 يوما سليمان الريسوني وعمر الراضي في حالة سراح، واحترام قرينة البراءة والعدالة في ملفّيهما.

وجمعت عريضة جديدة توقيعات مواطنات ومواطنين، من المجالات السياسية والنقابية والفنية والأكاديمية، يطالبون فيها بمتابعة الصحافيّين في حالة سراح، لأن “الاعتقال الاحتياطي والمراقبة القضائية تدبيران استثنائيان، والمتابعة في حالة سراح هي الأصل”، وهو مبدأ “لا ينتقص من أي حق من حقوق الأطراف، سواء بالنسبة للأطراف في الدعوى العمومية أو الدعوى المدنية”.

ودعت العريضة إلى استحضار “الوضع الصحي الخطير الذي يعيشه الصحافيان المعتقلان عمر الراضي وسليمان الريسوني، بسبب دخولهما الأسبوع الرابع من الإضراب عن الطعام”، وتمكينهما “من حقهما الدستوري من المحاكمة في حالة سراح، إنقاذا لحياتهما”.

وتحدثت العريضة عن قدسية الحق في الحياة “الذي يعتبر من الحقوق الأساسية المتضمنة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وهو ما صادق عليه المغرب وضمنه دستور 2011″، كما استحضرت “طول مدة الحرمان من الحرية التي وضع فيها الصحافيان؛ إذ تشرف على إتمام السنة”، في تدبير “يتعارض من جهة مع الفصل الثالث والعشرين من الدستور المغربي، الداعي إلى وجوب حماية المتهم وتأمين حريته وكرامته، وكذا تأمين حقه في الدفاع عن نفسه في ظروف ملائمة، ويتعارض من جهة أخرى مع المادة 159 من القانون المغربي الجنائي الذي يعتبر الاعتقال الاحتياطي تدبيرا استثنائيا”.

كما استندت العريضة في مطلبها بمتابعة الريسوني والراضي في حالة سراح، إلى “المادة 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، اللتين تقرران أن كل متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى حين ثبوت إدانته في محاكمة عادلة”، وهو ما يتبناه المغرب، حيث “نوه المشرع المغربي بالنص صراحة على قرينة البراءة في ديباجة قانون المسطرة الجنائية رقم 22.01، وأحاطها بكل التدابير لتعزيزها وتقويتها، ومنها اعتبار الاعتقال الاحتياطي والمراقبة القضائية تدبيرين استثنائيين”.

وطالبت العريضة بـ”ضمان كل شروط المحاكمة العادلة، بما يضمن التوازن بين طرفي الدعوى العمومية”، لأن “المتهم بريء وله الحق في الدفاع عن نفسه بوسائل متكافئة مع النيابة العامة”. كما دعت إلى “المساواة بين كل المغاربة أمام القانون، وعدم ممارسة التمييز في حق الأصوات المعارضة والمنتقدة للسياسات الرسمية”.

وتمنى الموقعون أن يجد هذا النداء “استجابة من السلطات المعنية، وأن يؤخذ على محمل الجد والمسؤولية، تجنيبا لوطننا المغرب وحماية له من كل فاجعة إنسانية قد تقع لا قدر الله، لا سيما وأن طول مدة الإضراب عن الطعام قد تصدمنا في أي لحظة أو حين”.

The post عريضة تدعو إلى إنقاذ حياة الريسوني والراضي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3vzbZYI

الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية يستدعي من الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس جو بايدن، “تغيير طريقة إدارتها للعلاقات الثنائية مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بملف قضية المستوطنات”، وفق تقرير بحثي صادر عن “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي” بواشنطن.

التقرير الصادر حديثا تحت عنوان “كسر الأمر الواقع بين إسرائيل وفلسطين”، أعدّه أربعة باحثين متخصصين في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، هم: زها حسن، ودانيال ليفي، وهلا أمال كير، ومروان المعشّر.

ودعا التقرير إلى “نهج أميركي جديد” يعطي الأولوية لـ”حماية الحقوق والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين، بدلا من محاولة إدامة عملية السلام والإصلاحات قصيرة المدى”.

واعتبرت الوثيقة أن على حكومة الولايات المتحدة تهييئ “الظروف اللازمة لتوجيه السياسة الإسرائيلية نحو السعي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة سلام شامل وقابل للحياة مع الفلسطينيين”، و”منع إسرائيل من المضي قدما في سياساتها العدائية تجاه الفلسطينيين”، مع “توجيه رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أن انتهاك المعايير الدولية وتقويض الأهداف التي تسعى واشنطن إلى تحقيقها في المنطقة لن يمر بدون عواقب واضحة”.

ويرى المصدر ذاته أن هذا سيكون “بمثابة إنذار مهم لإسرائيل”، خصوصا بعدما تعددت في الآونة الأخيرة الإشارات من أطراف مختلفة، مثل المراقبين القانونيين وخبراء الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، الذين اتفقوا في “وصف الوضع الراهن بين دولة إسرائيل والفلسطينيين بأنه نظام فصل عنصري (أبارتايد)”.

وأوصى التقرير الحكومة الأمريكية بـ”الامتناع عن استخدام حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن الهادفة إلى دعم القانون الدولي وتثبيت التزامات إسرائيل كقوة احتلال”، و”التثبت من أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل لا تستخدم بأي حال في تشريد الفلسطينيين، أو في ازدياد حالات انتهاكات حقوقهم الإنسانية”، مع “إعادة التأكيد على تعارض المستوطنات الإسرائيلية مع القانون الدولي، ووضع حد للسياسات الإسرائيلية التي تتعامل معها وكأنها جزء من أرض إسرائيل”.

كما دعا التقرير إلى “دعم جهود الدول الأخرى التي تميز في أنظمتها وقوانينها بين أراضي إسرائيل والأراضي المحتلة”، و”إنشاء آليات واضحة لمراقبة استخدام إسرائيل لمعدات الدفاع الأمريكية”، و”توفير الدعم اللازم لفتح سفارة أمريكية في القدس الشرقية عند التوصل إلى تسوية سلمية”.

The post تقرير يربط حل "قضية فلسطين" بوقف بايدن "الاستيطان والاحتلال" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2QL2Kpp

أورد المكتب الجهوي للنقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن “نتائج الامتحانات المهنية جاءت مخيبة للآمال وتفتقد للمصداقية والواقعية، وكمثال لإطار متصرف من الدرجة 2، عدد الناجحين في الكتابي: 12 بالرباط و12 بأكادير، وعدد الناجحين بعد الامتحان الشفهي: 10 بالرباط و2 بأكادير”.

وبحسب بيان صادر عن المكتب النقابي ذاته، توصلت هسبريس بنسخة منه، فإن حالة من “الامتعاض والاهتياج والسخط” تسود داخل أوساط موظفي جامعة ابن زهر، “نتيجة سياسة الإقصاء والتهميش التي تطالهم مقارنة مع بعض جامعات المغرب النافع”، منددا بما سماه “أسلوب التمييز الذي تنهجه الوزارة في تعاملها مع موظفي القطاع وحرمان البعض منهم من الترقية التي كافحوا من أجلها”.

وطالب التنظيم النقابي الوزارة المسؤولة بـ”إلغاء الامتحان الشفهي الذي تشوبه الشكوك وتكليف لجنة ممثلة من كل الجامعات للإشراف على الامتحانات المهنية”، و”فتح تحقيق للوقوف على الخروقات التي شابت العملية ومحاسبة المتدخلين فيها والعمل على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع موظفي القطاع”، ملوحا بـ”مقاطعة الامتحانات المهنية المقبلة في حالة عدم استجابة الوزارة للمطالب”.

وفي السياق نفسه، أصدر المكتب النقابي المحلي لموظفي كلية الحقوق بأكادير بيانا نبه فيه إلى “الوضعية المزرية التي يعيشها الموظفون بهذه الكلية جراء الاكتظاظ من حيث عدد الطلبة المسجلين، الذي يفوق 39000 طالب”.

البيان الذي توصلت به هسبريس، قارن “عدد الطلبة بعدد الموظفين الذي لا يتعدى 35 موظفا، أي بمعدل تأطير إداري يصل إلى 1114 طالبا لكل موظف”.

وأشارت الوثيقة ذاتها إلى “غياب أي اهتمام من قبل المسؤولين محليا ووطنيا لتحسين ظروف عمل الموظفين”، وطالبت “إدارة المؤسسة ورئاسة الجامعة بإعطاء الأولوية لكلية الحقوق في توزيع المناصب المالية الخاصة بالموظفين الإداريين والتقنيين في أفق معالجة الوضعية المستفحلة”.

يذكر أن نسبة التأطير الإداري بجامعة ابن زهر تصل إلى 278 طالبا لكل موظف، ذلك أن عدد طلبة ابن زهر يبلغ 126604 فيما عدد الموظفين لا يتعدى 455 موظفا، وتعد هذه النسبة هي الأكبر وطنيا.

وتلي جامعة ابن زهر من حيث عدد الموظفين مقارنة بعدد الطلبة، جامعة الحسن الأول بمعدل 253 طالبا لكل موظف، ثم جامعة عبد المالك السعدي بـ219 طالبا لكل موظف، بعدها جامعة محمد الأول بـمعدل 197 طالبا لكل موظف.

وتحتل جامعة محمد الخامس المرتبة الأولى في عدد الموظفين مقارنة بعدد الطلبة، حيث تبلغ نسبة التأطير الإداري بهذه الجامعة 74 طالبا لكل موظف؛ إذ تتوفر على 1111 موظفا إداريا و82802 طالب علم.

The post نتائج الامتحانات المهنية تغضب موظفي ابن زهر appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3aTdtVs

في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، وقعت أكبر كارثة نووية شهدها العالم، إنها كارثة تشيرنوبيل وهي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية.

حدثت الكارثة في الوقت الذي كان فيه 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي، يجرون عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهم عامل بنية المفاعل في الانفجار حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الغرافيت.

وقد نتج الخلل عن تراكم أخطاء بشرية قاتلة، أدى إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ما قيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وقد لقي 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص. وتم إغلاق المفاعل نهائيا عام 2002.

انفجار محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية أدى إلى انتشار سحابة مشعة على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفياتي، هي ما يسمى الآن بـ: بيلاروس، وأوكرانيا والاتحاد الروسي. وتعرض ما يقرب من 8.4 ملايين شخص في البلدان الثلاثة إلى الإشعاع.

في عام 1990، اعتمدت الجمعية العامة القرار رقم 45/190 بناء على تقرير لجنة الخبراء، حيث يعد بمثابة العقد العالمي للتنمية الثقافية، داعية فيه إلى “التعاون الدولي في معالجة الآثار الناجمة عن حادثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية وتخفيفها”. وكان ذلك بداية مشاركة الأمم المتحدة في الجهود المبذولة لإنعاش تشيرنوبيل. وأنشئت فرقة عمل مشتركة بين الوكالات لتنسيق التعاون بشأن تشيرنوبيل. وفي عام 1991، أنشأت الأمم المتحدة الصندوق الاستئماني لتشيرنوبيل – يعمل حاليا تحت إدارة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. ومنذ عام 1986، دشنت المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الرئيسية ما يزيد عن 230 مشروعا من مشاريع البحوث والمساعدة في مجالات الصحة والسلامة النووية وإعادة التأهيل والبيئة وإنتاج الأغذية النظيفة والمعلومات.

وفي عام 2002، أعلنت الأمم المتحدة تحولا في استراتيجيتها بشأن تشيرنوبيل، مع التركيز على نهج إنمائي طويل الأمد. وأخذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكاتبه الإقليمية في البلدان الثلاثة المتضررة، زمام المبادرة في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة. ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به في المنطقة المتضررة.

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرار أعلن في دجنبر من عام 2016، سعيا منها لزيادة الوعي بالآثار الطويلة الأجل لكارثة تشيرنوبيل، إعلان يوم 26 أبريل بوصفه يوما لإحياء ذكرى كارثة تشيرنوبيل، على أن يبدأ الاحتفال به كل سنة اعتبارا من عام 2017. ودعت جميع الدول الأعضاء، والوكالات المعنية في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، فضلا عن المجتمع المدني، إلى الاحتفال بهذا اليوم.

خلفت كارثة تشيرنوبيل العديد من الآثار الصحية والبيئية التي تركت أثرا واضحا على المنطقة المحيطة بالمفاعل وانتشارها لاحقا إلى مناطق أخرى أوسع. بالإضافة إلى تداعيات إشعاعية، حيث كان معظم الإشعاع المنتشر من المفاعل عبارة عن اليود-131، والسيزيوم-134، والسيزيوم 137 التي تنتشر بسرعة في الهواء، وعادة ما تتوطن في الغدة الدرقية للإنسان. كما تم قطع العديد من الأشجار والغابات المحيطة بسبب مستويات الإشعاع العالية. وسميت المنطقة المحيطة بالمحطة النووية “الغابة الحمراء” وذلك لأن لون الأشجار تحول إلى لون زنجبيلي ساطع. في نهاية المطاف تم جرف ودفن الأشجار ضمن خنادق، وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل. وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة، متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية. إلا أنه في الأعوام الأخيرة لوحظ تشقق في الغلاف الخرساني لذلك هناك دراسات لعمل غلاف جديد أكثر سماكة وأفضل عزلا.

ما زالت العديد من المناطق التي مسها الإشعاع النووي من الحقول والبحيرات وأراضي الغابات المحيطة بها التي تزودها بالغذاء والماء ملوثة، يعاني سكانها جميعهم تقريبا من مشاكل صحية متعددة، والأطفال عرضة بوجه خاص للتأثر. إلا أن أكبر هاجس يؤرقهم هو الخوف من العيوب الوراثية التي قد تؤثر في الأجيال المقبلة. فقد تسبب تعرض المصابين إلى خطر الإصابة بالسرطان في الغدة الدرقية والتسلخات الجلدية والتساقط في الشعر، قد تعرض الإنسان إلى الخلل في القدرات العقلية والكبد والجهاز التناسلي والضعف العام في جهاز المناعة.

وقد تم إجراء دراسات علمية عديدة بشأن الآثار المتعددة الناجمة عن حادثة تشيرنوبيل، لدراسة الآثار الصحية والعواقب البيئية وكذا دراسة العواقب الاجتماعية والاقتصادية من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. لتشخيص الوضع بشكل دقيق ومحاولة الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية جديدة مماثلة.

فهل فعلا استفادت الدول الصناعية الكبرى من هذا الدرس المفجع؟ وإلى أي حد تتمسك المصانع النووية فيها بإجراءات السلامة الصحية والبيئية حتى لا يكون الإنسان سببا في دمار الكوكب.

نصب تذكاري لرجال المطافئ في تشيرنوبيل، إشادة بأوائل من حضروا للتصدي للكارثة التي وقعت في أبريل 1986. تعرض كثيرون من أولئك الرجال إلى كميات كبيرة من الإشعاع بعيد الحادثة.

The post في ذكرى كارثة تشيرنوبيل appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3aP2IUg

الفقر والهشاشة والعنصر البشري، مفاهيم تطورت مع الزمن وبتطور البشرية، ولمواجهة هذه الظاهرة اعتمدت الدول مجموعة من السياسات من بينها السياسة الاجتماعية متمثلة في البرامج الاجتماعية التي عاد الاهتمام بها بشكل واضح مع مطلع القرن.

فكيف كان الواقع المغربي؟ وما هي الإجراءات المتخذة؟

“وكما تعلمون، فإن هذه الأزمة ما زالت مستمرة، بانعكاساتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية. ويبقى الأهم، هو التحلي باليقظة والالتزام، للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، ومواصلة دعم القطاع الصحي، بالموازاة مع العمل على تنشيط الاقتصاد، وتقوية الحماية الاجتماعية”.

هكذا كان مستهل خطاب الملك محمد السادس، نصره الله يوم الجمعة 09 أكتوبر2020، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية العاشرة.

ورش ضخم جاء في سنة استثنائية، مليئة بالتحديات، في ظل الأزمة الصحية وانعكاساتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

بحيث كشف وباء كورونا الذي اجتاح العالم، عن العديد من المعضلات، أبرزها نقائص أنظمة الرعاية الصحية وعدم استفادة الجميع من التأمين ضد المرض، ما جعل هذا الورش أولوية مطلقة وتحديا استثنائيا، بل يتعلق الأمر بـمخطط يعزز العدالة الاجتماعية والحقوق والخدمات الاجتماعية والصحية للمواطنين.

فقد حرص الملك لتجاوز تبعات هذه الأزمة على إطلاق خطة لإنعاش الاقتصاد، وتعميم التغطية الاجتماعية، وإصلاح مؤسسات القطاع العام، بحيث لا يمكن الحديث عن التنمية الاقتصادية، دون النهوض بالمجال الاجتماعي، وتحسين ظروف عيش المواطنين.

وبصيغة مختلفة ورش التغطية الاجتماعية يروم تعميم خدمات التأمين عن المرض والتعويضات العائلية وتوسيع قاعدة المنخرطين في أنظمة التقاعد والتعويض عن فقدان الشغل لتشمل شرائح اجتماعية واسعة كانت حتى الآن مستثناة من ذلك.

ويستند تعميم الحماية الاجتماعية على ما يلي:

* إدماج القطاع غير المهيكل في نسيج الاقتصاد الوطني، دعم القدرة الشرائية للأسر المغربية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

* تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض خلال سنتي 2021 و2022؛

* تعميم التعويضات العائلية خلال سنتي 2023 و2024؛

* توسيع قاعدة المنخرطين في أنظمة التقاعد سنة 2025؛

* تعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل سنة 2025؛

فدون الحديث عن المبالغ المهمة المخصصة لنجاح هذا الورش، فإن هذا المشروع المجتمعي يتطلب تعديل وإعداد مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية وبالأخص قانون 65.00 وقانون 98.15 وقانون 17.02 وقانون 34.09، وإطلاق مجموعة من الإصلاحات الهيكلية تهم تأهيل المنظومة الصحية.

قطاع الصحة الذي تعتريه عدة مشاكل أبرزها النقص في الموارد البشرية، يجد نفسه أمام إجراءات مواكبة تهم أساسا تكثيف برامج التكوين، والتدريب، والتوظيف للمهارات الطبية والأطر الصحية، ثم تعزيز الإمكانات والقدرات الطبية الوطنية، وفتح مزاولة مهنة الطب أمام الكفاءات الأجنبية، وتحفيز المؤسسات الصحية العالمية على العمل والاستثمار في القطاع الصحي بالبلاد، وتشجيع التكوين الجيد وجلب الخبرات والتجارب الناجحة.

مجموعة من الدول اعتمدت برامج للحماية الاجتماعية ولكنها تعرضت لتعديلات عديدة بحكم مجموعة من العوامل، وهي تراجع أسعار النفط وانتشار ظاهرة الإرهاب وانعكاساتها السلبية على النسيج الاقتصادي والاجتماعي، الشيء الذي لم يسمح للبرامج الاجتماعية على تنوعها من تحقيق نتائج مرضية.

كما أن دولا أخرى أحدثت برامج اجتماعية استهدفت الفئات المحرومة واستثمرت في العنصر البشري بشكل مستدام وهذا من خلال الاهتمام بصحته وتطوير تعليمه للمساهمة في عملية التنمية.

من جهته فالدستور المغربي 2011 أسس لقانون الحماية الاجتماعية من خلال الفصل 31 الذي نص على أنه:

“تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في العلاج والعناية الصحية، الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة… التنمية المستدامة”.

وكما أكد الملك محمد السادس، نصره الله في نفس الخطاب أكتوبر 2020

“إن نجاح أي خطة أو مشروع، مهما كانت أهدافه، يبقى رهينا باعتماد مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة”.

The post قطاع الصحة بين الحماية الاجتماعية وواقع الحال appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3xEOZcj

منذ إعلان حكومة العثماني في بلاغها الصادر يوم الأربعاء 7 أبريل 2021 عن قرارها القاضي بالإغلاق الليلي وحظر التنقل من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الساعة السادسة صابحا، ابتداء من فاتح رمضان 1442، في إطار تعزيز مختلف التدابير الإجرائية والوقائية المتخذة من قبل السلطات العمومية، بناء على توصيات اللجنة العلمية والتقنية، تفاديا لتفشي السلالات المتحورة المرتبطة بجائحة كورونا السريعة العدوى.

وسيل الانتقادات والاحتجاجات ضد القرار الحكومي المباغت في تصاعد متواصل ومقلق، إذ أثار القرار الحكومي الصاعق في هذا الشهر الفضيل حفيظة مختلف الشرائح الاجتماعية، مع ما رافق ذلك من جدل واسع وردود فعل قوية في البرلمان وعلى منصات التواصل الاجتماعي والشارع العام. ليس فقط بالنسبة للذين وجدوا أنفسهم فجأة بلا مورد رزق، بل كذلك أولئك الذين لن يكون مسموحا لهم للسنة الثانية على التوالي بإقامة صلاة التراويح في المساجد.

فمن الممكن أن نتفهم تذمر الأسر والأشخاص الذين فرض عليهم البقاء في بيوتهم بعد الإفطار، وعدم السماح لهم بممارسة ما اعتادوا عليه من طقوس رمضانية خلال السنوات الماضية، من خرجات ليلية تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل، تبادل الزيارات العائلية والسمر في المقاهي والحدائق ومختلف الفضاءات العمومية. كما نتفهم استنكار آلاف العاملين بالمقاهي والمطاعم وأسرهم للقرار الحكومي، وخاصة منهم غير المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذين لم تفكر الحكومة في مراعاة أوضاعهم المزرية، مع ما يلزم من تخصيص تعويضات عن الضرر، وهم الذين كانوا يعولون كثيرا على انتعاش مداخيلهم خلال هذا الشهر المبارك لمواجهة تكاليف الحياة. ونتفهم أيضا امتعاض أولئك الذين دأبوا على أداء صلاة التراويح في المساجد…

بيد أننا لا نتفهم أن يتحول الاستياء من تعليق صلاة التراويح في المساجد إلى حركة احتجاجية عشوائية تعم كافة الجهات المغربية، حيث أنه منذ الليلة الأولى من شهر الصيام والقيام والمسيرات والتظاهرات المنددة بالقرار الحكومي تكاد لا تتوقف. إذ صار لعشرات المغاربة من الجنسين ومختلف الأعمار موعد مع هذه “الاحتجاجات” مساء كل يوم قبل آذان العشاء بقليل. وهو ما جعل مجموعة من المنابر الإعلامية الأجنبية تتناول بحماس هذه المظاهرات ضمن موادها الأساسية، فيما تواصل تناقل الكثير من الأشرطة والفيديوهات بين المواطنين على نطاق واسع، توثق لمشاهد من هناك وهناك عن متظاهرين غاضبين، يرفعون شعارات الشجب والتنديد، معبرين بذلك عن سخطهم ومطالبين السلطات المغربية بالتراجع الفوري عن القرار وفتح المساجد أمام المصلين لأداء صلاة التراويح إسوة ببعض البلدان العربية والإسلامية…

والأدهى من ذلك هو أنه إلى جانب خرق حظر التجوال الليلي وعدم الالتزام باحترام الإجراءات الاحترازية وحالة الطوارئ الصحية، بلغ الأمر ببعض الأشخاص في مجموعة من المدن: طنجة والمضيق وفاس ووزان وآسفي ومراكش وغيرها إلى تحدي القرار الحكومي وإقامة صلاة التراويح في الساحات العامة، مثلما هو الشأن بالنسبة لموقف بعض الجماعات الدينية والتيارات السلفية المتشددة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين عناصر الأمن وعشرات المتظاهرين من بينهم مراهقون وأطفال صغار، استعمل فيها الرشق بالحجارة وأسفرت عن وقوع خسائر مادية متفاوتة وإيقاف عدد من الأشخاص. وهو ما يدعو إلى التساؤل حول من يقف خلف هذا الاحتقان الشعبي ويعمل على اغتنام الفرص من أجل إثارة الفتن وتأجيج نيران الغضب؟ ثم لم تقتصر الاحتجاجات الصاخبة والشعارات المرفوعة فقط على المطالبة بإقامة صلاة التراويح في المساجد وهي سنة رمضانية، دون الحديث عن صلاتي العشاء والفجر وهما فريضتان ضمن الصلوات الخمس، وفي ذات الوقت يتم التغاضي عن المعاناة الحقيقية لأولئك الذين فقدوا مورد رزقهم بسبب الإغلاق الليلي؟

فمما لا مراء فيه أن صلاة التراويح تعد من بين أعظم شعائر الإسلام في شهر رمضان، لما لها من فضائل كثيرة وحظوة كبرى عند المسلمين، وأن العلماء أجمعوا على أنها سنة مؤكدة، لكن هذا لا يشفع لبعض المتهورين بإثارة كل هذه “الزوابع” حولها، لا سيما أنها لم تكن في عهد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام تصلى جماعة، إذ كان في معظم الأوقات يقيمها في بيته. وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما كان ليبادر إلى جمع الناس خلف قارئ/إمام واحد، لو لم يجد أن بعضهم لا يحسنون القراءة.

ثم إن ما يتغافله مثيرو القلاقل، هو أن الغرض من منع صلاة التراويح ليس استهدافا للدين الإسلامي كما يزعمون ويحاولون إيهام الناس بذلك، وإنما هو تدبير إجرائي فرضته الأزمة الصحية، ويراد من خلاله الحد من تفشي العدوى بين المواطنين بعد أن تأكد علميا أن المغرب دخل المرحلة الثالثة من الوباء، وأن النسخة المتحورة من الفيروس تحمل إمكانية انتشار تصل 70 في المائة في سبع جهات المملكة. علما أن صلاة التراويح كما صلاتي العشاء والفجر، يمكن أن تقام خلال هذه الظروف الاستثنائية في البيوت جماعة مع الأهل، فلم كل هذه المزايدات والمعارك الوهمية؟

إننا إذ نقدر مشاعر المتضررين الحقيقيين من الإغلاق الليلي وفي مقدمتهم العاملين في المقاهي والمطاعم من غير المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فإننا نرفض تمادي الحكومة في تخبطها وقرارتها الارتجالية والجائرة جراء سوء التخطيط والتدبير، كما نرفض أي محاولة للزج ببلادنا في غياهب الفوضى وعدم الاستقرار…

The post احتجاجات صلاة التراويح غير المبررة! appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2QL15jF

قام بطل الملاكمة الراحل محمد علي كلاي، بزيارة إلى المغرب مطلع عام 1998 حيث حضر الدروس الحسنية الرمضانية يوم 15 يناير 1998.

وجاءت زيارة كلاي التي استمرت 4 أيام تلبية لدعوة رسمية وجهها في حينه الحسن الثاني بعد أن أعرب أسطورة الملاكمة عن رغبته في الصلاة إلى جانب الملك.

The post محمد علي في الدروس الحسنية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3t3zsiN

يجسد مسار السياسي اليساري البارز إسماعيل العلوي “نموذجا للمثقّف الملتزم”، وفق الأكاديمي عبد الله البلغيثي العلوي، الذي قال إنه “مثقف بقدر ما يهتم بحاضر الجماعة الإنسانية التي ينتمي إليها بقدر ما يسعى إلى فهم الواقع واستشراف آفاق المستقبل، بغية ضمان حسن العيش المشترك، وتجاوز وضعية التأخر التاريخي، والارتقاء بأمّته إلى مصافّ الأمم الفاعلة في التاريخ”.

وفي ندوة نظمتها المبادرة الطلابية بجامعة الحسن الأول بسطات، في أسبوعها الثقافي الثامن، قال البلغيتي، الذي يترأس تحرير مجلة “الأزمنة الحديثة”، إن ما يميز إسماعيل العلوي هو “حرصه طيلة مساره السياسي على المزاوجة بين العمل السياسي، مستلهما دوما البعد الأخلاقي ومسترشدا به، ما جعله يحظى دوما بتقدير الجميع”.

وتحدث المتدخل عن “الانتماء المزدوج” للعلوي، إذ انخرط وعمره 15 سنة في خلية تابعة لحزب الاستقلال، ثم التحق لاحقا سنة 1961 بالحزب الشيوعي المغربي، وفي السنة نفسها دخل في مرحلة العمل السري، ما جعله “يصطف بجانب رفاقه للدفاع عن الفلاحين ومصالح الطبقة العاملة وسائر الفئات المستضعفة”، وجعله “وفيا لمصالح الوطن العليا، ويقدر بشكل كبير رواد الحركة الوطنية أمثال علال الفاسي، ومحمد بن الحسن الوزاني، وعبد الله إبراهيم وغيرهم من رواد الفكر الوطني؛ لأنهم زاوجوا بين النضال السياسي والتفكير العميق في سبيل انعتاق الأمة المغربية والارتقاء بها نحو الأفضل”.

كما تحدث البلغيتي العلوي عن المؤلف الحواري “النضال الديمقراطي في المغرب رهانات الماضي وأسئلة الحاضر”، الذي حاور فيه إسماعيل العلوي، قائلا إنه كان حصيلة ثلاث سنوات، ولم يكن استعراضا لسيرته الذاتية الشخصية بقدر ما كان “مقاربة لظهور الفكر الاشتراكي بالمغرب، في علاقة بتأسيس الحزب الشيوعي المغربي ونهجه”، وهو ما ترتبت عنه قضايا أخرى ذات طبيعة تاريخية وفكرية وإيديولوجية، أي “الشروط الموضوعية لتأسيس هذا الحزب وإمكانات وعوائق استدماج الفكر الماركسي في بنية الثقافة المغربية، وتأثره بالتقاطبات الإيديولوجية التي عرفتها البلدان الاشتراكية”.

ويزيد المتحدث أن الكتاب قارب أيضا مسألة الممارسة السياسية في علاقتها بالممارسة الفكرية، مع مقاربة مختلف محددات الكيان المغربي في علاقة بماضيه، ومحاولة توضيح الأفق البديل الذي بإمكانه أن يسمح بانعتاق المجتمع المغربي من مختلف أشكال التأخر التاريخي التي راكمها منذ قرون؛ وانشغل “الهاجس العملي للحوار” بـ”رصد العوائق التي تحول دون تغيير مجتمعي، ودون انخراط المجتمع المغربي في عملية تحديث شاملة وفق خصوصيات العصر والكيان المغربي”.

وفي المحاضرة نفسها تطرق عبد الله البلغيتي العلوي لوضع الجامعة في المغرب، ودورها الذي لا يمكن اختزاله في “المقاربة التقنية”، مستحضرا ما عرفته من انتقالات، انطلاقا من التعامل بنظام الشعب، دون تساؤل عن المشروع المعرفي الناظم لمختلف الشعب الذي يجعل كل التخصصات تسير وفق الحاجيات الفعلية للمغرب، ثم الانتقال إلى نظام الوحدات دون تقويم، فالإصلاح الجديد “الباكالوريوس” الذي هو قيد التحضير، والذي يقوم على التوجيه، علما أنه “يستحيل القيام به كما تقوم به بعض الجامعات الأنغلوساكسونية؛ بل سيقتصر نظام التوجيه عندنا على بعض التقنيات الإلكترونية (…) وهو توجيه سيكون على المستوى الكمي لا النوعي.”

ويفسر المتحدث تألق الجامعة المغربية في الستينيات وإلى حدود السبعينيات بـ”تميز التأطير الأكاديمي”، إذ “شهدت الجامعات، خاصة جامعة محمد الخامس بالرباط، أساتذة كبارا من وزن عالمي في مجالات العلوم الإنسانية والفلسفة وغيرها، وكان عدد الطلبة قليلا، ما جعل خريجي الجامعة المغربية يتلقون تكوينا جيدا ساعدهم على الاندماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتقلد مناصب سامية”.

بينما بعد سنوات السبعين وإلى حدود اليوم، يقول البلغيتي العلوي، إن “تدفق الوافدين على الجامعة بعد ذلك، مع ضعف التكوين الأكاديمي، جعل مهمة التكوين صعبة إذا لم تكن مستحيلة، وبالتالي وصل الهدر في الجامعات نسبا كبيرة جدا، بتكوينات لا تساعد بتاتا على الاندماج في الشغل والمؤسسات التي توفر للمتخرج الحياة الكريمة”.

ويرى الأكاديمي أن إصلاح الجامعة لا يمكن أن يتحقق دون التفكير بعمق في الوظيفة التي نريد للجامعة المغربية أن تؤديها، “في علاقة بالحاجيات الفعلية للمغرب”، على مستوى محاربة الأمية ونشر المعارف، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق التنمية البشرية الشاملة، ودعم قيم المواطنة والديمقراطية، والإسهام في تحديث البنيات المتخلفة التي مازالت تقف حاجزا أمام ارتقاء المجتمع المغربي ضمن مصاف الأمم المتقدمة.

ويتساءل عبد الله البلغيتي العلوي: “إلى متى ستظل الجامعة المغربية في آخر ترتيب الجامعات المصنفة عالميا؟”، ويزيد: “بل أحيانا لا تدخل حتى في مجال التصنيف، وإذا لم تكن لها وظيفة تسهم في البحث العلمي ومواكبة الكشوفات العلمية الحديثة فكيف سينتَقل المغرب إلى مجال التنافسية العالمية ويحارب الأمية والجهل ويضمن الصحة وحقوق المواطنين؟”.

ويشدد الأكاديمي على أنه “لا حق لأي أحد في أن ينفرد بتنزيل إصلاح دون الوقوف وقفة تأملية لمساءلة أنفسنا وإمكانياتنا الحقيقية لتكييف الجامعة مع حاجيات المجتمع المغربي”، وينبه إلى ضرورة أن تهتم هذه الجامعة، بقدر الاهتمام بالبعد الوطني، بالبعد الجهوي ومحيطها القاري والدولي، مستحضرا كونها “ليست مكانا للتكوين فقط، بل الحرم الجامعي مكان للتفكير الحر النقدي الذي يتقيد فقط بضوابط البحث العلمي والرصانة الفكرية والضوابط الأخلاقية الموجهة للعمل الثقافي والفكري”، علما أن “ما تسعى إليه الجامعة ليس معارضة سلطة من السلط، بل الارتقاء بشعبها إلى مصاف الأمم الفاعلة في التاريخ”.

The post البلغيتي: إسماعيل العلوي مثقف ملتزم يسعى إلى استشراف المستقبل appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2RfQ4qB

للحديث عن انتخابات مناديب العمال لا بد من الرجوع إلى ظهير 29 أكتوبر 1962، المتعلق بالنيابة عن المستخدمين داخل المقاولات، وبعد التوافق على مدونة الشغل سنة 2003 تم نسخ هذا الظهير وأضيفت له عدة صلاحيات للمندوبين، وتكتسي هذه الانتخابات أهمية كبيرة لما لمندوبي العمال من دور أساسي في الحوار داخل المقاولات من أجل إيجاد الحلول للقضايا المطروحة، والتي ستجرى وفق مقتضيات مدونة الشغل وهو ما تتضمنه المواد من 430 إلى 474، وقد أصدر وزير الشغل والإدماج المهني (قرار رقم 955.21 بتاريخ 23 شعبان 1442 / 6 أبريل 2021) والذي تضمن التواريخ والإجراءات الواجب اتباعها كما يلي:

المادة الأولى

– يعد المشغل اللوائح الانتخابية لانتخاب مندوبي الأجراء قبل 30 أبريل 2021 ويتم إلصاقها بالمؤسسات يوم 30 أبريل.

– يتم تقديم الاعتراضات بشأن اللوائح الانتخابية داخل أجل ثمانية أيام ابتداء من 30 أبريل إلى 7 ماي.

المادة الثانية

– يقوم المشغل بالرد كتابة على تعرضات الأجراء على اللوائح الانتخابية داخل أجل 10 أيام ابتداء من 30 أبريل 2021 إلى غاية 9 ماي 2021.

المادة الثالثة

– تقدم الطعون في اللوائح الانتخابية لدى المحاكم الابتدائية المختصة ابتداء من 10 ماي 2021 إلى غاية 17 ماي 2021.

المادة الرابعة

– تقدم الترشيحات لانتخاب مندوبي الأجراء ابتداء من 18 ماي 2021 إلى غاية فاتح يونيو 2021.

يلصق المشغل لوائح الترشيح المودعة لديه. في الأماكن المنصوص عليها في المادة 455 من مدونة الشغل ابتداء من 2 يونيو 2021 إلى غاية 9 يونيو 2021.

المادة الخامسة

– تجرى عملية الاقتراع في انتخاب مندوبي الأجراء ابتداء من 10 يونيو 2021 إلى غاية 20 يونيو 2021.

المادة السادسة

(ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية)

وقد تم نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية عدد 67.78 بتاريخ 2 رمضان 1442 هجرية موافق 15 أبريل 2021.

ويمكن الاستفادة من التراكمات التي تحققت خلال جميع المحطات الانتخابية السابقة منذ 59 سنة، علما أن الهفوات التي تقع باستمرار في هذه الانتخابات أصبحت معروفة لدى الجميع، ولكي تمر بشكل إيجابي يتعين احترام الضوابط القانونية وبالأخص منها:

1- التقيد بمقتضيات مدونة الشغل في جميع مراحلها بدءا من تعليق اللوائح إلى إجراء الانتخابات لكون محطاتها تتكامل في ما بينها، وعدم احترام أي محطة من محطاتها يكون له تأثير سلبي.

2- حماية ممارسة الحق النقابي بأن يتقدم العمال بالترشيحات وفق اختياراتهم طبقا لمقتضيات مدونة الشغل، ولما يضمنه الدستور وكل مس بهذا الحق يعد ظلما وحيفا ضد العمال والنقابات ولا ينسجم مع طبيعة الظرفية الراهنة.

3- الحرص على المؤسسات التي تشغل أقل من 10 أجراء باحترام الضوابط القانونية، وتكتسي هذه النقطة خطورة كبيرة لكونها كثيرا ما تعرف تجاوزات ينبغي إعطاؤها ما تستحق من أهمية.

4- ضرورة إجراء الانتخابات بجميع المؤسسات، إذ هناك نسبة كبيرة من المشغلين الذين يتهربون من إجرائها بدعوى أن العمال لم يتقدموا بالترشيحات، والحقيقة غالبا ما تكون عكس ذلك.

5- الحرص على وضع المحاضر بعد 24 ساعة من إجراء الانتخابات وفق ما جاءت به الفقرة الأخيرة من المادة 449 والتي تنص على (يسلم رئيس المقاولة نسخة من محضر نتائج الانتخابات إلى ممثل كل من اللائحة الانتخابية، ويوجه نسخة منه إلى العون المكلف بتفتيش الشغل في أجل أقصاه 24 ساعة الموالية لإعلان النتائج).

كما أن أهمية انتخابات مناديب العمال وأعضاء اللجان الثنائية للموظفين تكمن في كونها تفرز الهيأة الانتخابية التي تصوت على المستشارين بالغرفة الثانية بالبرلمان، الذين يمثلون الطبقة العاملة وتحديد النقابة الأكثر تمثيلية في المقاولة وفي الهيئات الاستشارية المنصوص عليها في مدونة الشغل والمتمثلة في:

– لجنة المقاولة

– لجان السلامة وحفظ الصحة

– الممثلون النقابيون داخل المقاولة

– مجلس المفاوضة الجماعية

– مجلس طب الشغل والوقاية من المخاطر المهنية

– المجلس الأعلى لإنعاش التشغيل

– اللجنة المكلفة بالتشغيل المؤقت

وتأتي أهمية هذه الانتخابات في ظل هذه الظرفية بعد اجتياح فيروس كورونا والتي أكدت مدى أهمية التنظيم والتأطير داخل المقاولات لحماية صحة الأجراء وصيانة حقوقهم المهنية والاجتماعية، ولدعم المقاولات أمام مواجهة تحديات المنافسة وتقوية الاقتصاد الوطني من خلال المؤسسات التي تحدث داخل المقاولة أو الثلاثية الأطراف على المستوى الوطني، كما ينبغي التعامل مع هذه الانتخابات في حدود أبعادها المهنية والاجتماعية والاقتصادية ولهذه الأسباب يتطلب اعتماد أقصى ما يمكن من الجدية والموضوعية والشفافية من طرف الحكومة وأرباب العمل بهدف تقوية العلاقات المهنية وخلق مناخ اجتماعي سليم وتقوية الثقة بين الأطراف الثلاث وألا تترك بعدها توترات اجتماعية أو نزاعات الشغل.

The post انتخابات مندوبي الأجراء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3eQsZ62

لكل دين تاريخ. ولا يوجد دين ليس له تاريخ. إنه كالشجرة التي لا تعيش دون جذور ضاربة في أعماق الأرض. دين غير متجذر في التاريخ، بشكل من الأشكال، هو دين مهدد بالزوال. لا يلبث في يوم من الأيام أن يختفي، وربما إلى الأبد. تاريخ دين معين يعود، عادة، في نظر معتنقيه، إلى بداية الوجود الإنساني على الأرض.

إن الدين قضية وجودية بالنسبة للإنسان. لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون أي شعور ديني. فنحن لا نستطيع ألا نكون متدينين. فحتى الملحدون لهم حياة روحية خاصة بهم. إن الإنسان كائن متدين. بقاء الأديان إلى اليوم يؤكد على أهميتها بالنسبة للإنسان. إذا توقفت الحاجة إلى الدين يوما فإن أجله سينتهي ببساطة.

ويحتاج المؤمنون في كل دين إلى أن يستحضروا تاريخ دينهم على الدوام. أهمية وجود الأعياد الدينية، التي لا يخلو منها دين من الأديان، هو أنها تتيح استحضار هذا التاريخ. إن تاريخ دين معين لا يكف عن الحضور أبدا. إنه ماض وحاضر في نفس الآن. إنه ماض يعود دائما وأبدا ليسكن الحاضر. لكل دين قصة. قصة تتوارث جيلا عن جيل. وتسهم كل المؤسسات الاجتماعية في تلقينها إلى الأفراد. وتأتي الأسرة في مقدمة هذه المؤسسات الاجتماعية. وهي تقوم بدور هام جدا في عملية التربية الدينية.

ومن الممكن في مثل هذه القصص أن نجد ما هو أسطوري متداخلا مع ما هو واقعي، بحيث لا يمكن الفصل بينهما فصلا واضحا، ووضع حدود بينة بينهما. فحتى الأسطوري لا يعتبر في هذا الميدان، ميدان الدين، أسطوريا، وإنما يعتبر جزءا لا يتجزأ من الحقيقة، التي يجب الإيمان بها.

هذه القصص يمكن أن تروى بأشكال متعددة ومختلفة. قد تروى بشكل شفهي من خلال الاعتماد على التلقين، الذي يقوم على استخدام الكلام. وقد تروى اعتمادا على الكتابة من خلال تضمينها في المخطوطات والكتب، وغيرها، وقد تروى من خلال الفن بما في ذلك السينما.

وفي هذا السياق يمكن إدراج فيلم “ابن الرّب” (Son of God) لصاحبه كريسطوفر سبينسر (Christopher Spencer) (2014). يعرض هذا الفيلم لظهور المسيحية. وهو يتناول قصة حياة السيد المسيح. وهي قصة مليئة بالألم، لكنها في الآن ذاته، قصة مفعمة بالأمل.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تصوير حياة الأنبياء والرسل ليست قضية جديدة، أو تخص دينا دون آخر. وفي هذا الصدد نشير إلى أن هناك أفلاما كثيرة تناولت بدايات الإسلام، وصورت حياة الرسول صلى الله عليه، وصراعه الطويل لتثبيت أركان الدين الجديد، ولغرسه في قلوب الناس وأرواحهم. ومن أشهر هذه الأفلام فيلم “الرسالة” لصاحبه “مصطفى العقاد” (1976).

في الغرب تصوير الأنبياء مسألة مقبولة. المشكلات تأتي بعد خروج الفيلم إلى القاعات السينمائية، وليس قبله. مضمون بعض الأفلام يكون صادما، إذ تطرح الأفلام المقصودة هنا أسئلة، لسبب من الأسباب، لا تُطرح في العادة، أو تقدم أجوبة يجب أن تبقى طي الكتمان. أي باختصار، أفلام تُسمّي ما لا يسمّى، أو تقول ما لا يجب أن يقال.

وفي هذا السياق أشير إلى فيلم “شيفرة دافنشي” ( Da Vinci code ) على سبيل المثال لا الحصر، لمخرجه رون هوارد (Ron Howard) (2006). وهو يتناول جوانب سوداء من تاريخ الكنيسة. هذا التاريخ بدا، من خلال الفيلم، أنه لم يكن تاريخا نقيا، وطاهرا، كما كانت الكنيسة تدعي وظلت تدافع عن هذه الفكرة قرونا طويلة، وإنما كان تاريخا دمويا ورهيبا.

ولا بد للحديث عن ليوناردو دافنشي من أن يجر إلى الحديث عن لوحاته الشهيرة كـ”الموناليزا” و”العشاء الأخير”. ومعلوم أن المسيح كان موضوع الكثير من لوحات هذا الفنان الإيطالي الأصيل. وقد رسمه دافنشي على صورة واحدة: رجل في ريعان شبابه، شعره طويل، وجهه الذي يشع نورا، تغطيه لحية ليست بالطويلة ولا بالقصيرة.

هذه الصورة هي نفسها التي تحضر في فيلم “ابن الرّب”. وعلى العموم إنها الصورة نفسها التي تحضر في كل الأعمال الفنية التي تتناول حياته سواء في الرسم أو في السينما أو في غيرهما. لقد غذت هذه الصورة معتادة لدى الناس، ومألوفة جدا لديهم. وهي التي تقفز إلى الذهن مباشرة عند ذكر السيد المسيح.

منذ بداية الفيلم نعرف أن هناك دينا جديدا يتشكل، بعد أن نسافر في رحلة طويلة عبر الزمن إلى البدايات الأولى. رحلة تبدأ مع خلق أدم، وتمر بأكل الشجرة المحرمة، والهبوط إلى الأرض، ووصولا إلى الرسالة السماوية الموجهة إلى الأنبياء كنوح ولوط وابراهيم وموسى. بمعنى أن الرسالة الربانية كانت منذ البداية واحدة. الأساس واحد، وسيبقى هو نفسه إلى الأبد. لا غرابة في الأمر ما دام الله واحد. وجود إله واحد معناه وجود رسالة واحدة. وهذه الرسالة سيقوم بحمل ثقلها، وتبليغها إلى الناس رُسل مصطفين، يتوارثونها الواحد بعد الآخر. وقد كان المسيح واحدا من هؤلاء الرسل.

إنني أزعم أن غير المطّلع على الديانة المسيحية لن يستطيع أن يفهم الكثير من الوقائع والأحداث والأقوال التي يزخر بها الفيلم. كما أن المطلع على هذه الديانة لن يجد في الفيلم أي شيء جديد يذكر. شيء يستطيع أن يضيفه إلى معرفته بهذه الديانة، التي تدخل في إطار الديانات التوحيدية.

إن الفيلم في الحقيقة هو تصوير سينمائي لقصة السيد المسيح كما هي واردة في الإنجيل. وهذا شيء يلتقي فيه هذا الفيلم مع أفلام أخرى، تناولت نفس الموضوع، منها فيلم “الغواية الأخيرة للمسيح ” (The last temptation of Christ)، لصاحبه مارتن سكوزيزي (Martin Scorsese) (1988)، وفيلم رغبة المسيح (The Passion of the Christ)، لصاحبه ميل جبسون) (Mel Gibson) 2004). كما أن هناك أفلاما أخرى كثيرة تناولت حياة أنبياء ورسل آخرين غير المسيح بناء على الإنجيل أو على التوراة. ومن أبرز هؤلاء الرسل نجد “موسى” و”نوح” عليهما السلام.

بالنسبة لموسى يمكن ذكر فيلمين اثنين على الأقل، وهما: فيلم “الوصايا العشر” (The ten commandements)، لصاحبه روبرت دورنهيلم (Robert Dornhelm) (2006). ثم فيلم “الخروج آلهة وملوك”(Exodus Gods and Kings)، لصاحبه ردلي سكوت (Ridley Scott) (2015). وقد أثار هذا الفيلم الأخير الكثير من الجدل خاصة في العالم الإسلامي، والذي بموجبه تم منع عرضه في القاعات السينمائية، كما حدث في المغرب مثلا، ولم يرفع هذا المنع إلا بعد أن تم حذف الصوت لثوان معدودة من أحد الحوارات.

أما بالنسبة لـ”نوح” Noah)) فنذكر فيلما يحمل نفس الاسم لصاحبه دارين أرنوفسكيDarren Aronofsky) ) (2014). هذا الفيلم يتناول قصة النبي نوح المعروفة. وهي قصة الطوفان الذي ضرب الأرض، فأغرقها في الماء، ولم ينج منه غير نوح وذريته والحيوانات والطيور التي حملها معه، وهي تضم زوجا من كل صنف. كل ذلك تم وضعه في سفينة عملاقة بناها نوح بيده، بوحي من الله، متحديا سخرية الأعداء.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبإلحاح هو: لماذا هذه العودة إلى الكتب الدينية وإعادة تمثيل حياة الأنبياء والرسل؟

في الحقيقة إننا نجد في السينما، في الوقت الراهن، عودة بالزمن إلى الوراء، إلى التاريخ. والتاريخ الديني هو نموذج لهذه العودة. كثيرة هي الأفلام التي باتت مشغولة بالتاريخ. ظواهر وأحداث تاريخية كثيرة باتت تنقل إلى السينما. نشير هنا، على سبيل المثال، إلى السينما الألمانية التي تنكب على تصوير واقع ألمانيا خلال النصف الأول من القرن العشرين، خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى يبدو أن هذا هو موضوعها الأثير.

بيد أن هذه العودة إلى التاريخ لا تخص السينما وحدها، وإنما تخص ميادين أخرى كالعلم والأدب. في الرواية مثلا يظهر أن هناك اهتماما متزايدا بما بكل ما هو تاريخي بشكل عام. وكثيرة هي الروايات التي يمكن إدراجها في هذا الصدد سواء عربية أو غير عربية.

ونستطيع أن نقول إن فيلم “ابن الرّب” يدخل في إطار هذه العودة، وبالضبط العودة إلى الدين. ويشكل هذا الموضوع، موضوع العودة إلى الدين، محور العديد من الكتب التي تنتمي إلى حقول معرفية مختلفة. وهي كتب تؤكد على وجود هذه “الظاهرة”، وتحاول مقاربتها من زوايا مختلفة. ومن هذه الحقول المعرفية هناك علم الاجتماع.

يؤكد عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل مافيزولي (Michel Maffesoli) على أن هناك سمات كثيرة نستطيع، من خلالها، أن نميز بين الإنسان ما بعد الحداثي، الذي بدأ في التشكل ابتداء من خمسينيات القرن العشرين، والإنسان الحداثي، الذي ظهر مع عصر الحداثة. ومن أبرز هذه السمات هناك العودة القوية للدين إلى الفضاء العام، وإلى الحياة الاجتماعية.

وبطبيعة الحال لقد ظهرت أشكال جديدة من التدين لم تكن موجودة في السابق. وصار لها مبادئ وقواعد وأتباع من مختلف بقاع الكون. هذه الأشكال، التي يعتبر بعضها إحياء لديانات قديمة، ولطقوس وشعائر ساد الاعتقاد أنها انتهت تماما، توجد جنبا إلى جنب مع أشكال التدين المعروفة مشكلة معها منظومة دينية واحدة. وهذه الخاصية هي أبرز مميزات المجتمع المعاصر.

فيلم ابن الرّب ينتصر للمسيحية. إنه بمثابة إعادة إحياء لهذا الدين. يربط الفيلم المسيحيين بتاريخهم الديني، مذكرا إياهم بتلك التضحية الجسيمة، التي تم تقديمها في سبيل خلاصهم. إنه تذكير بحب ابن الرّب لهم، وموته في سبيلهم.

الفيلم تذكير بمعجزات المسيح الكثيرة. وهي معجزات يفصل فيها الإنجيل. ومن المعجزات التي نجدها في الفيلم هناك: علاج المرضى، والمشي على الماء، وإحياء الموتى.. إلخ. وقد كانت هذه المعجزات دليلا على صدق رسالة السيد المسيح. وكان الناس، كل الناس، سواء كانوا أتباعه أو أعداءه، يقفون أمامها حيارى ومذهولين، لا يجدون إلى تفسيرها سبيلا. وبفضلها كان إيمان المؤمنين به يزيد، وكيد الكائدين له يتقوى، وأفئدة المترددين، الذين لم يحسموا أمرهم بعد، تميل إليه.

لقد كان السيد المسيح في كل مرة يجد نفسه أمام واقعة جديدة، يجب عليه أن يعلن رأيه فيها، وموقفه منها. وكان اليهود الذين أضحوا يخشون على دينهم منه، خصوصا مع تزايد أنصاره، يعتبرونه عدوا يجب التخلص منه سريعا، رغم أنه لم يكن يعتبرهم أعداء. كيف يمكن أن يكون له أعداء وهو الذي يدعو إلى حب كل الناس بما في ذلك الأعداء. فالله نفسه محبة. في الأخير ستلفق له التهم، ويموت على الصليب أمام أنظار أتباعه. قبل أن يبعث مرة أخرى لنشر المحبة في الأرض من جديد. فمن الألم يتبرعم الأمل. في الواقع، إن حياة كل الأنبياء، في الواقع كما في السينما، كانت حياة ألم انتهت بإشراق الأمل.

الفيلم في الحقيقة هو أقرب إلى الفيلم الوثائقي منه إلى الفيلم السينمائي بالمعنى المعروف. هامش الإبداع فيه محدود للغاية. وهذا أمر ينبغي تفهمه: إن هناك صعوبة كبيرة في التعامل مع النصوص الدينية. تُطرح هذه الصعوبة حتى بالنسبة للعلماء عندما يجعلون من الدين موضوعا لبحوثهم. موضوع الدين موضوع حسًاس للغاية، ومن الصعب جدا تناوله تناولا موضوعيا.

يبدو أن كل ما قام به المخرج لا يعدو أن يكون انتقاء لمحطات كبرى في حياة السيد المسيح، وأقواله المعروفة جدا، وصياغتها على شكل مشاهد سينمائية. معنى هذا أن هناك، إن صح القول، “تصوير حرفي” أو “قراءة كامرائية” للإنجيل.

رغم ذلك، عندما تشاهد الفيلم تزداد حبا للسيد المسيح. تلمس فيه ذلك الجانب الإنساني العميق. ذلك المعدن النفيس الذي لا يظهر إلا في اللحظات الصعبة جدا. في ذلك الخط الرقيق الذي يفصل بين الحياة والموت. ويمكن للفيلم أن يحملك على البحث في حياته، وإلى إعادة قراءة ما كتب عنه، مثل تلك الرواية الجميلة والضخمة التي كتبها ذلك الروائي اليوناني المعروف، مبدع شخصية “زوربا اليوناني”. نيكوس كازانتزاكيس Nikos Kazantzakis)) واسم الرواية هو “الغواية الأخيرة للمسيح”.

لا أدري حقيقة لماذا يتملكنا الخوف من الأديان الأخرى؟ لماذا نعتقد دائما أن الأديان الأخرى على خطأ؟ لماذا يكون أول شيء نقوله عند الحديث عن دين آخر غير ديننا هو إنه باطل ومحرًف؟ لماذا نظن أن قراءة كتاب يقدسه أنصار دين آخر قد يهدد إيماننا بديننا؟ كل ما أستطيع أن أقوله في حالتي هو أني لا أظن أنني قد اقترفت بهذا الحب للسيد المسيح أمرا منكرا.. وكفى..

The post سينما الألم والأمل appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/332DIV8

بنبرة حزينة وتساؤلات مغلفة بالألم تحدث الدكتور والمناضل والمعجمي عبد الغني أبو العزم، في حواره مع يومية “المساء”، عن أكاديمية محمد السادس للغة العربية التي أقبرت في صراع السلطة ضد اللغة الوطنية. فمن خلال استرجاع بدايات البناء وأحلام التأسيس يكرر أبو العزم الأسئلة التي ظلت معلقة منذ القرار الملكي القاضي بإحداث أكاديمية للغة العربية، تنفيذا للمادة 113 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين وصدور الظهير المؤسس في 2003، والتي تشغل بال الباحثين والدارسين من نحو: من المسؤول عن تعطيل المشروع؟ وما الذي يمنع من تأسيسها؟ داعيا أصحاب القرار إلى الوضوح والشجاعة في الإعلان عن الموقف من الأكاديمية. والواقع أن السؤال الحقيقي والثاوي وراء ركام الأسئلة الفرعية هو: لم تعاد السلطة في المغرب اللغة العربية؟

كثيرة هي القراءات التي تقدم حول علاقة الدولة باللغة العربية، وتتحول مع مرور الوقت إلى أسئلة استنكارية معلقة، لكن الزمن كفيل بتقديم الأجوبة الحقيقية من التراجع عن التعريب ومسار اغتيال المدرسة العمومية، هي البداية، بل معالم ذلك كانت بادية وإن كان يلفها الغموض. فبالرغم من اجترار الحديث في العديد من المنتديات والندوات عن أكاديمية اللغة العربية كما جرى في ندوة المجلس الأعلى للتعليم أكتوبر 2009 حول موضوع “تدريس اللغات وتعلمها في منظومات التربية والتكوين”، حيث دعت إلى “تفعيل أكاديمية محمد السادس للغة العربية لتنهض بإعداد الخطط الاستراتيجية وبرامج العمل لتجديد اللغة العربية وتأهيلها وتطوير سبل تدريسها والتحكم في كفاياتها ووظائفها”، ونص الدستور الجديد / القديم على أن الدولة تعمل على حماية العربية باعتبارها لغة رسمية وتطويرها وتنمية استعمالها، وأشار حين حديثه عن “مجلس وطني للغات والثقافة المغربية”، الذي حددت مهمته في “حماية وتنمية اللغات العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية”، إلى أنه “يضم كل المؤسسات المعنية بهذه المجالات”، بقيت الأكاديمية غائبة عن الأجرأة. ومنذ ذلك الحين ووزراء الحكومات المتعاقبة يتفننون في إبداع التبريرات التي أخرت أجرأة الرسالة الملكية والنصوص التشريعية المختلفة. فمنذ أن صرح الأستاذ الحبيب المالكي، حين كان وزيرا للتعليم، في جوابه على سؤال شفوي لأحد النواب، بأن تنزيل مؤسسة مشروع أكاديمية اللغة العربية هي مسألة وقت لا غير وأن الأمر لم يبق فيه إلا اختيار مدير لها، وهو ما أكده الأستاذ عباس الفاسي، رئيس الحكومة لاحقا، منذ ذلك الحين توالت التبريرات المقدمة من قبل وزراء التعليم المتعاقبين على إدارة الشأن التربوي، بين من يسوف كما فعل الوزراء السابقون، ومن يتفنن في اختلاق التبريرات المتعلقة بحالة المجامع اللغوية كما فعل اخشيشن حين كان وزيرا، وبين من يعوم ولا يجيب كما فعلت لطيفة العابدة حين كانت كاتبة الدولة، حين أشارت إلى أن مشروع الدستور الجديد تحدث عن مجلس اللغات. وفي كل الأحوال بدا يتضح أن الأمر أكبر من قدرة وزير أو كاتب للدولة وتأويله الشخصي للقانون ولسياسة الدولة، بل أكبر من حكومة تصرف المتاح بالممكن. لذا فمن المفروض أن لكل لغة رسمية مؤسسة عليا تهتم بها وتنسق جهود المؤسسات البحثية. لكن السؤال هو من سيمثل العربية في غياب هذه الأكاديمية؟

يخطئ من يجمل حل كل مشاكل اللغة العربية بالمغرب في إنشاء الأكاديمية، أو أي مؤسسة أخرى، لأن المسألة هي أكبر من مؤسسة بحثية، لكن وجود هذا الجهاز إن توفرت له الإمكانيات ودعم السلطات سيساعد لا محالة في تنزيل النصوص القانونية الداعية إلى حماية اللغة العربية ويوفر فضاء مؤسساتيا للباحثين بدل الاشتغال في مخابر ووحدات وشعب منعزلة بشكل جزري. ولعل تنزيلها الواقعي، إن تحقق، سيبرهن على تغيير في سياسة الدولة يواكب جو التغيير الدستوري. لكن الأكاديمية التي يفترض أن تكون قد عرفت النور في موسم 2001-2002، كما نص على ذلك ميثاق التربية والتكوين، ما زالت متعثرة في دواليب أصحاب القرار، مما يعني أن النص الذي احتفى به أصحاب العربية قد كانت فلتة من فلتات الزمن المغربي سرعان ما تم التراجع عنه عمليا، مثله في ذلك مثل العديد من النصوص القانونية التي ولدت في جو الحلم الديمقراطي ووئدت لتشهد على ديمومة:

أولا: غياب إرادة سياسية لمعالجة الفوضى اللغوية التي يعيشها المغاربة. فلو تأملنا المشهد اللغوي بالمغرب لوجدناه مطبوعا بالتباسات متعددة المستويات: “في العلاقات بين العربية والأمازيغية، والتعارض بين لغة الحياة اليومية واللغة الرسمية المستعملة في المدرسة والجامعة والإدارة، والتعارض بين لغة النخبة ولغة عامة السكان”. فكانت النتيجة الطبيعية هي الفوضى اللغوية التي تسم المشهد عموما وعدم تحديد المجالات الوظيفية لكل لغة من اللغات الوطنية أو الأجنبية، مما يؤثر لا محالة على الاكتساب المعرفي للمغاربة وقدرتهم على الإنتاج العلمي. والسبب الرئيس هو اعتبار الشأن اللغوي عند الفاعل السياسي شأنا عرضيا وفق تدبيره للشأن العام بمنطق الحاجات الآنية والتوازنات الاجتماعية والعلاقات الخارجية. أي أن القضايا الهوياتية التي تضمن للمجتمع الانسجام وللدولة الاستمرار توجد في أدنى سلم الاهتمامات.

ثانيا: على الرغم من استبعادنا الدائم لمنطق المؤامرة في تفسير الوقائع، فإن مسار الأحداث يثبت أن العربية تعاني هجمة شرسة على كل المستويات. فقد قاد دعاة التدريج حربا على العربية باعتبارها في منطقهم “عربية مكتوبة” مع ما صاحب ذلك من تنسيق مع بعض الوزراء الذين حضروا ندواتهم أو أبناء بعض الوزراء الذين يقودون مراكز بحثية. كما شهدت الساحة الإعلامية مواجهة أخرى تتمثل في الترخيص لمجموعة من المنابر التي تستعمل العامية كليا أو بموازاة اللغة الأجنبية، وهجوما منظما من بعض المحسوبين على التيار الأمازيغي الذين رأوا في العربية “لغة استعمار”… لذا يحق لنا الحديث عن حرب “منظمة” على العربية. قد تختلف أجندات المحاربين لكنها تتفق في الغاية.

ثالثا: منذ أن نشر الجنرال ليوطي دوريته الشهيرة 1921م التي قال فيها “إن العربية عامل من عوامل نشر الإسلام؛ لأن هذه اللغة يتم تعلمها بواسطة القرآن”، والفرنسية قد عملت، باعتبارها لغة القوة، على تقزيم دور العربية، في المجالات العامة بالمغرب. ولم يتوقف الصراع على الجانب التعليمي أو الإداري بل انتقل إلى صناعة النخبة الفكرية والأدبية والسياسية المرتبطة إيديولوجيا وقيميا بالمنظومة الفرنكوفونية. بمعنى أن الصراع ضد العربية لم يكن يقصد به الآلية التواصلية بل المراد هو تقديم منظومة قيمية بديلة. لذا ستجد أن الذين تصدوا للحرب على العربية في المغرب هم أنفسهم سدنة معبد التغريب والفرنكوفونية والعلاقات مع واشنطن وباريس والانتماء البديل والشذوذ وكل القيم الغريبة عن هوية المغاربة. ولهؤلاء وجود قوي في دواليب السلطة وتسيير الشأن العام واتخاذ القرارات المصيرية. لذا لن يفاجئك رموز الأحزاب السلطوية حين يقتاتون من النقاش الهوياتي ويشعلون أواره في حربهم على قيم المغرب اللغوية وانتمائه الإسلامي.

حين نستحضر هذه العناصر الثلاثة سنصل إلى خلاصة مفادها أن الدولة بإدارتها وإرادة أصحاب القرار فيها يرفضون العربية ويعملون على محاصرتها بكل الوسائل وبافتعال صراعات هوياتية قد تشغل الفاعلين عن جوهر الأزمة. لذا فأجرأة أكاديمية اللغة العربية، وإن كانت لن تفيد كثيرا في مسار الحماية القانونية والتداول الاستعمالي للعربية، فإنها سنعني أن الدولة قد غيرت خيارها. هذا ما نتمناه حتى ينقذنا من مسار عقد من الأوهام.

The post أسئلة ما عادت معلقة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3vxi7jV

علمت “هسبورت” من مصادر عليمة أن إدارة الرجاء الرياضي طلبت من أنس الزنيتي، حارس مرمى “الفريق الأخضر”، منحها مهلة إضافية من أجل تدبير الأمور المالية بغرض تقديم عرض مناسب لتجديد عقد “سبايدر مان”.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن إدارة الرجاء الرياضي كانت قد اتفقت مع أنس الزنيتي على منحها مهلة حتى نهاية الشهر الجاري، قبل مناقشة أي عرض خارجي، ليعود مسؤولو “الفريق الأخضر” لمطالبة حارس المرمى بمنح النادي مهلة ثانية لتدبير المرحلة من الناحية المالية، قبل التقدم بعرض رسمي يخص التجديد.

وأبدى الزنيتي، حسب مصادر “هسبورت”، مرونة بمنح مسؤولي الرجاء الرياضي وقتا إضافيا لتسوية وضعية الفريق المالية، مشترطا حصوله على مستحقاته العالقة في ذمة النادي قبل مناقشة أي عرض من أجل التجديد.

ويسارع مسؤولو الرجاء الرياضي الزمن من أجل الحسم في مصير الزنيتي، إما بتدبر المال لتسوية وضعيته وتجديد عقده امتثالا لشروطه، أو صرف النظر عن الملف بشكل نهائي والبحث عن حارس مرمى جديد قبل نهاية الموسم الكروي الجاري.

The post الزنيتي يشترط نيل مستحقاته للتجديد مع الرجاء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2Rj08iE

أكد مصدر مسؤول أن شريط الفيديو، الذي يتم تداوله حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يوثق لاعتداء أشخاص يحملون أسلحة بيضاء على صاحب سيارة ومرافقيه وتحطيم عربته، يعود إلى السنة الماضية.

وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الحادثة وقعت السنة الماضية بمنطقة بليونش المحاذية لمدينة سبتة، مشيرا إلى أن أحد المشاركين في العملية يوجد بالسجن منذ يناير الماضي بعد التحقيق معه من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية.

وأكد المصدر ذاته أن القضية لا علاقة لها بتجارة المخدرات، وإنما هي تصفية حسابات بسبب مزاعم لها علاقة بقضية تمس الأخلاق العامة.

The post مصدر مسؤول يوضح بخصوص فيديو عنف ببليونش appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2RbA5tu

بادئ ذي بدء إذا كان السحر يفتن العيون وينقل الإنسان من الحقيقة إلى الخيال ومن الواقع إلى الوهم، فإن سحر الكلمات لا يقل خطورة عن سحر العيون، لأن الكلمات تسحر الآذان والأسماع وتغزو العقول بجحافل المصطلحات والمفردات التي يمكن استنباتها على شكل أفكار ومفاهيم ومعتقدات، وتسويقها عن طريق الإغراء والغواية والتضليل والزخرفة الخالية من المضمون.

أستهل هذا المدخل لأدلو بدلوي على ما تشهده الساحة السياسية من تراشق وبهرجة واتهامات بين الأحزاب السياسية ببلادنا هذه الأيام، بخطاب ديماغوجي بعيد كل البعد عن مصلحة الوطن والخوض في الهوامش والصراع الانتخابي، بعيدا عن هموم المواطنين ومعاناتهم التي خلفتها تداعيات جائحة كورونا من فقدان لمناصب الشغل التي ساهمت في ضعف القدرة الشرائية، وانعكاساتها السلبية على المعيشة اليومية للمواطن المغربي التي تسببت في ركود اقتصادي وأزمات اجتماعية…. في المقابل نجد ساسة وطننا العزيز يطلون علينا كل يوم بخطاب بئيس مقزز على شاكلة السياسي المثالي المحب لوطنه وهو في حقيقة الأمر الباحث عن السلطة والمصلحة الشخصية أولا، تليها الحزبية وبعدها الوطن… في الوقت الذي كنا ننتظر من الأحزاب والفاعلين السياسيين، عرض برامجهم السياسية ومخططاتهم المستقبلية على المستويين الداخلي والخارجي أمام الناخبين ونحن على مشارف الاستحقاقات الانتخابية، بما يخدم الوطن ومصالحه الاستراتيجية لمناقشتها بشكل عقلاني بعيدا عن الخطاب الشعبوي الذي أصبح اليوم السمة الأساسية لدى بعض الزعماء السياسيين… نجدهم يعتلون المنابر الإعلامية للحديث عن القفف التضامنية التي تشرف عليها مؤسسة جود فقط لكون أن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يعد من أكبر الداعمين الماديين لها وهو ما لم ينكره خلال إطلالته الأخيرة، التي ارتأت هذه المؤسسة الجمعوية الخوض في هذه التجربة الاجتماعية لسنوات طويلة، إذ سبقتها العديد من المنظمات المنضوية لبعض الأحزاب الكبرى بتوزيعها للقفف وتقديم خدماتها الاجتماعية المتنوعة لمناضليها، أطلت علينا هذه الهيئات السياسية خلال الأيام المنصرمة بجلباب الطهرانية وهي من أفسدت العمل السياسي بتوزيع الأموال المشبوهة وشراء الذمم خلال الانتخابات حتى أضرت بالعملية الانتخابية، كفعل ديمقراطي يختار فيه الشعب الأصلح والأجدر لقيادة تدبير الشأن العام ببلادنا، لكن للأسف أموالهم الفاسدة أفسدت السلوك الديمقراطي للمواطنين حتى أصبح المواطن عازفا عن المشاركة السياسية، لأنه يدرك مسبقا أن صوته لا يمثل رقما أمام الأصوات التي تباع وتشترى… والأدهى من هذا أن كل الأحزاب توزع القفف كلما اقتربت الانتخابات والفرق بينها وبين مؤسسة جود أنها تقدم خدماتها الاجتماعية المتنوعة ومع كل فئات وشرائح المجتمع وليس بالضرورة مع مناضلي الحزب، وهذا بشهادة الجمعيات غير المنتمية التي تتلقى الدعم المالي منها لتمويل أنشطتها ومعروف أن هذه المؤسسة تشتغل لسنوات طويلة وليس مع قرب الاستحقاقات البرلمانية وهنا يكمن الفرق، وتقوم بعملها كسائر المنظمات التي لها باع طويل في هذا الميدان وكما الهيئات التي تشكل النواة الحقيقية لأحزاب تدبر الشأن العام، كحزب العدالة والتنمية الذي يشتغل في الميدان الاجتماعي ومن باب المنطق السياسي لا نعيبه بهذا العمل وإنما نشجعه، ما جعله يحصد نتائج بوأته رئاسة الحكومة لولايتين متتاليتين وإنما العيب في الأحزاب الأخرى التي لا هم لها سوى الأصوات والتي تجعل من أحزابها دكاكين انتخابية فقط…. لم يعد مسموحا اليوم لهاته الدكاكين الحزبية أن تحارب الأحزاب التي تقوم بأدوارها الدستورية والتأطيرية، ولها مشروع تواصلي يجعلها قريبة من هموم المواطنين وانشغالاتهم اليومية وتقديم خدماتها لهم، بينما الآخرون في سبات عميق لا يستفيقون إلا عند اقتراب مواعيد الانتخابات، فيطلون علينا بخطاب ديماغوجي لا يمكن تسميته إلا بالخطاب الشعبوي المبهم والعاطفي، لا يعتمد الأفكار والرؤى، بل يميل إلى إثارة الحماس وإلهاب المشاعر، ليتماشى تماما أو يتطابق مع المزاج السائد أو يختاره صناع الخطاب ليبدو على أنه سائد، من دون أن يفيد في التعامل الجدي والمسؤول مع المشاكل الواقعية، ويكثر الخطاب الشعبوي من التركيز على وردية الحلم وتبسيط الأمور في شكل مسرحي كرنفالي، مع الإحالة إلى التاريخ الذي يتم استحضاره واستخدامه كوسيلة إيديولوجية ذات عمق انفعالي، وعادة ما يلجأ الديماغوجيون الشعبيون إلى ما يمكن أن يطلق عليه “الحجاج الجماهيري”، وهي عبارة عن سفسطة منطقية، دون أن يبني المخاطب كلامه على مقدمات تقوده إلى نتائج تتناسب مع تلك المقدمات، فكل همه اعتناق الجمهور لفكرته، ودفع الجمهور إلى الاعتقاد اليقيني بصحة ما يقال دون التفكير في الارتباط النصي والنسقي لما يقال ودون محاكمة للكلام، الأمر الذي يقود إلى حالة من الخلط والمغالطة المقصودة لترويج الأفكار المرغوب بإقناع الناس بها.

لماذا كل هذا التحامل على زعيم التجمع الوطني للأحرار في هذا الزمن السياسي بالضبط، في محاولة للإساءة لسمعة الرجل بداعي أنه يستغل ضعف الفقراء لاستمالتهم انتخابيا وهو من أقدم في زمن الجائحة بدون وصاية أو تعليمات من أحد، أن يقف وقفة تضامنية من خلال مساهمته في صندوق الجائحة، جعلت العديد من وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن سخاوة المبلغ التي لم يفرضه عليه أحد، سوى الواجب التضامني مع أبناء وطنه، لماذا لم يتم تصنيفها آنذاك ضمن الحملة الانتخابية؟ أم لأنكم عاجزون عن القيام بهاته المبادرة لأن من يأخذ دائما لا يعطي…. الرجل له رصيد من التضامن الاجتماعي الذي دأب عليه منذ زمن من خلال مؤسسة جود التي قامت القيامة ولم تقعد على أعمالها التي كانت تزاولها لسنوات طويلة بالعديد من المشاريع الاجتماعية في القرى والمداشر، من خلال حفر الآبار وتجهيزها لتوفير الماء للشرب والسقي للساكنة وكذلك تعبيد مسالك الطرقات للدواوير التي تعيش في المناطق النائية، وتشجيع أبنائهم على التمدرس من خلال توزيع الكراسات المدرسية بكل لوازمها وتقديم الدعم المدرسي لهؤلاء التلاميذ من ذوي الأسر الفقيرة، ودعمهم لاستكمال دراستهم الجامعية بتوفير المسكن لهم…، والأكثر من هذا تقوم هذه المؤسسة الجمعوية بتمويل مشاريع للشباب من أجل خلق مناصب للشغل لتوفير لقمة العيش الكريمة لشباب حاصلين على شواهد عليا عاطلين عن العمل باحثين عن الكرامة ولا علاقة لهم بالسياسة…. بالله عليكم هل هذه حملات انتخابية وإن كانت كذلك في نظركم من يمنعكم من القيام بالعمل الخيري والإحساني وأنتم قادة وزعماء أحزاب كبيرة برجالاتها الغنية التي تشكل العماد الذي يمول حملاتكم الانتخابية من خلال توزيع الأموال وشراء الذمم…. من يمنعكم من توزيع القفف وتقديم الدعم للأسر والمحتاجين وهم في أمس الحاجة للمساعدة في ظل تداعيات اجتماعية قاهرة يعيشونها، لن تدركوا مرارتها لأنكم تعيشون في البرج العاجي وما يعنيكم في المواطن هو الصوت الانتخابي فقط…. أين كنتم خلال تلك السنوات الفارطة التي كانت مؤسسة جود تقدم المساعدات والخدمات الاجتماعية للمواطنين المغاربة؟ هل من مانع يمنعكم للتواصل ونهج سياسة القرب مع المواطنين طيلة الخمس سنوات الفارطة؟ هل من قانون منظم يمنع العمل الاجتماعي في إطار المنظمات الجمعوية سواء المنتمية وغير المنتمية للأحزاب؟ لماذا لم تقوموا بمثل بما يقوم به عزيز أخنوش من تواصل مع المواطنين في جولات تواصلية مكوكية عبر ربوع المملكة؟ أم لأنكم تؤمنون بالخطاب الكلامي فقط ولا قدرة لكم على العمل في الميدان؟ لماذا هذا الهجوم المنظم في هذا التوقيت بالذات مع قرب الانتخابات؟

ما عليكم يا زعماء الدكاكين الحزبية سوى العمل ونهج سياسة القرب مع المواطنين بعيدا عن الخطاب التضليلي البئيس، لأنها هي الديماغوجية بعينها في السياسة وفي الحياة الحزبية، هذا هو التضليل، يتوسل صاحبها الكذب والنفاق والحيل السياسية، لاستمالة الناس إلى مدرسته والعمل على تحيزهم واحتضانهم، بعيدا عن أية فسحة من الجدل والحوار العقلاني لإقناعهم، فهو يقوم بتعبئتهم في اتجاه يخدم مصلحته، يغري البعض من جانب، ويثير مخاوف آخرين من جانب آخر، وفي الحالتين يريد سوقهم إلى حظيرته، واحتواءهم في المحصلة، أي إفراغهم من مضامينهم، حيث يغدو الفرد مسلوب الإرادة، لم يعد قادرا على اتخاذ أي قرار على الصعيد الشخصي لا في موقعه السياسي ولا الحزبي، فينطلي عليه الكذب المنمق مرة، والخوف مرة أخرى. كان غوبلز، وزير الدعاية في حكومة هتلر، يقول: “اكذبوا اكذبوا اكذبوا… علّ شيئا من هذا الكذب يعلق في أذهان عدوكم فيصدقه..”، ونحن نقول مهما كذبتم في ظل عالم التكنولوجيا والأنترنيت، فلن يصدقكم أحد، لقد انكشف الغطاء، وتبينت عورات كل متغطرس يمجد ذاته، وصوابية خطه السياسي أو الحزبي، فكل صغيرة وكبيرة أصبحت تعكسها عدسة الإنترنيت وتحت مرأى ومسمع الجميع، ولا يمكن بالتالي إيهام أحد.

بتنا أحوج ما نكون لخطاب منهجي واقعي يستند لاستراتيجية وطنية جامعة، تشكل مرجعية لنهج عمل يقودنا قولا وفعلا لتصويب أولوياتنا والتخلي عن الشعبوية التي وضعتنا في متاهة ما بتنا عليه، جعلت المواطن المغربي تائها نافرا من الساسة والسياسيين بسبب طغيان المصلحة الشخصية والحزبية على حساب المواطن وتفشي الفساد والمحسوبية المصلحية والسعي لتحقيق المكاسب والمغانم والهرولة للسلطة بعيدا عن مصلحة الوطن والمواطنين.

The post صراع انتخابي بخطاب ديماغوجي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2QBzJfX

يسعى المغرب إلى تحقيق الريادة الإفريقية في مجال إعادة تدوير أجزاء الطائرات، وذلك بإنشاء أكبر مركز على مستوى القارة السمراء للطائرات التي تم الاستغناء عنها أو التي توجد خارج الخدمة، في أفق إنجاز “مقبرة للطائرات” ستكون الأولى من نوعها في المغرب.

ووفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، يتم سحب أكثر من 700 طائرة من أساطيل شركات الطيران كل عام، ويمكن إعادة استخدام أو إعادة تدوير ما يقرب من 90٪ من أجزاء الطائرات. ومع ذلك، لا يوجد بلد إفريقي لديه مركز لتفكيك وإعادة تدوير الطائرات. وهو ما يطمح المغرب إلى تحقيقه.

ونقلت وكالة “إيكوفين” الدولية أنّ المكتب الوطني للمطارات (ONDA) أطلق، مؤخرا، دعوة دولية لتقديم الاقتراحات بخصوص هذا المشروع، خاصة في ما يتعلق بالتصميم والبناء والتمويل والتشغيل الخاص بـ”مركز لتخزين وتفكيك وإعادة تدوير الطائرات وأجزاء من الطائرات”.

وقال المصدر ذاته إن “معظم الطائرات المتواجدة بمقبرة الطائرات هي مخزنة إلى حين استخدام أجزاء منها، أو تمت بالفعل إزالة بعض أجزائها بغرض إعادة الاستخدام أو البيع. وتظل الطائرات مخزنة حتى يتم استغلالها”.

وستستفيد الشركة المتعاقدة مع المملكة (لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد) من مساحة أرضية خالية لا تقل عن 10 هكتارات (مع إمكانية تمديدها إلى 54 هكتارا) داخل المنطقة الجمركية بمطار وجدة أنجاد، لممارسة نشاطها.

وفقا للمواصفات، يتم تنفيذ المشروع المذكور على 3 مراحل. من المتوقع أن تستمر المرحلة الأولية لمدة 16 شهرا كحد أقصى من تاريخ منح العقد. تتضمن هذه الخطوة، من بين أمور أخرى، الانتهاء من أعمال “VRD” (الطرق والشبكات المختلفة)، وتجهيز المكاتب والمباني الملحقة الأخرى اللازمة لنشاط تخزين الطائرات. ومن المقرر أن تستمر المرحلتان الثانية والثالثة لمدة 12 شهرا على التوالي.

ومع افتتاح هذا المركز، ستصبح المملكة رائدة في مجال تفكيك الطائرات في إفريقيا؛ ففي الوقت الحالي، يمارس هذا النشاط في أمريكا الشمالية وأوروبا وإسرائيل وأستراليا. ووفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، “يمكن أن تكون الطائرات القديمة أكثر قيمة مما نعتقد”.

وعبر الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن أسفه لكون “معظم شركات الطيران ومالكي الطائرات لديهم خبرة محدودة في إدارة إيقاف تشغيل الطائرات كعملية خاضعة للرقابة”، رغم أن “ما يقرب من 90٪ من أجزاء الطائرات يمكن إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها”.

ووفقا لـ “IATA”، تم سحب 15 ألف طائرة تجارية من أساطيل شركات الطيران من 1980 إلى 2015، و”من المتوقع أن يستمر هذا العدد في الزيادة في السنوات القادمة”. كما يتوقع أن يبلغ متوسط سن التقاعد لطائرة الشحن 32.5 سنة، وطائرة الركاب 25.1 سنة. وبمجرد إيقاف الطائرة، تبقى في المخزن لمدة 3.5 سنوات في المتوسط.

The post المغرب يبحث عن ريادة القارة الإفريقية في تدوير و"تفكيك الطائرات" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3xx48wx

ما حدث في الفنيـدق من هروب جماعي لعشرات من الشباب عبر السباحة بحرا في اتجاه مدينة سبتة المحتلة، هو حدث قد نتفق معه أو نختلف، وقد ندينه كما قد نحاول أن نجد ما يبرره، لكنه في جميع الحالات يحمل رسالة واضحة المضامين، تعكس حجم اليأس ودرجة الإحباط وانسداد الأفق في مدن وأقاليم الشمال، التي تضررت أوضاعها التجارية والسياحية وأحوالها المعيشية بعد إغلاق السلطات لمعبري مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، لأسباب وقائية واحترازية مرتبطة بالأزمة الوبائية القائمة منذ ما يزيد عن السنة، دون تقديم البديل أو البدائل الضرورية والناجعة، مما أزم الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لشرائح واسعة من المواطنين الذين ارتبطت دورة حياتهم المعيشية بالتهريب المعيشي، خاصة مع استمرارية بعض القيود ذات الصلة بحالة الطوارئ الصحية.

ما حدث من هروب جماعي في اتجاه مدينة سبتة المحتلة، شئنا أم أبينا، هو حدث يمس بصورة البلد في محيطه الإقليمي والدولي، ويبخس ما بذل ويبذل طيلة عقدين من الزمن من مجهودات إصلاحية ذات أبعاد تنموية جديرة بالاعتراف والتقدير، ويمس بالأمن الاجتماعي وبمناخ الأعمال، ويشوش على المكاسب التي تحققت في إطار قضية الوحدة الترابية للمملكة، وقبل هذا وذاك يمنح الفرص لأعداء الوطن من الحاقدين والمتربصين مساحات رحبة للركوب على ما حصل، واستثمار معطياته لتغذية عقيدة العداء الأبدي.

ما حدث يسائل السياسات العمومية في أبعادها المجالية والتنموية، التي لم تستطع تخليص المنطقة من كابوس التهريب المعيشي المزعج الذي ظل ولسنوات، الدينامو المحرك للعجلة الاجتماعية والمعيشية في مدن وأقاليم الشمال وخاصة الفنيدق وتطوان بالنسبة لمعبر باب سبتة والناظور وبني أنصار بالنسبة لمعبر باب مليلية، كما يسائل السلطات المعنية بتدبير الشأن المحلي والجهوي باعتبارها الأقرب إلى المواطنين ومشاكلهم وانتظاراتهم وتطلعاتهم، وبين هذا وذاك، يسائل الأحزاب السياسية بكل أطيافها، والتي ذابت في هيام الانتخابات والوعود الانتخابية المعسولة، واستسلمت أمام سلطة ما تجود به السياسية من مكاسب ومناصب، في حقل سياسي ذاب فيه جليد المواطنة وما يرتبط بها من مسؤولية والتزام، بعيدا كل البعد عن سيف المحاسبة.

ما حدث يقتضي تدخلا استعجاليا، ليس من باب وضع الأصابع عند ظروف وملابسات هذا الهروب الجماعي، لأن الأسباب بادية للعيان ولا يمكن إخفاء شمسها بالغربال، ولكن من أجل تقديم الحلول الناجعة التي من شأنها احتواء كل الظروف المكرسة لليأس والإحباط خاصة في أوساط الشباب، والدافعة نحو الهروب من الوطن ولو تطلب ذلك مجابهة الموت والهلاك كما حدث في واقعة الفنيـدق، وحتى لا نختزل الحكاية في حدود مدن وأقاليم الشمال، نرى أن الأزمة الاجتماعية تحضر في كل المدن والمناطق والجهات بأشكال ومستويات مختلفة، بشكل يقوي الإحساس باليأس والإحباط وانسداد الأفق وانعدام الكرامة والعدالة الاجتماعية، وهي أزمة بدون شك تعمقت بؤرتها بفعل تداعيات جائحة كورونا التي ما زالت تفرض سلطتها على البلاد والعباد.

وتجاوز هذه الأوضاع المقلقة، يمر أولا عبر إشهار “سيف” ربط المسؤولية بالمحاسبة وتعقب الفاسدين والعابثين والحد من كل أشكال الريع واستنزاف المال العام، ويمر ثانيا عبر بوابة الأحزاب السياسية التي أسست طيلة سنوات لمفهوم للسياسة مرادفا للفساد والعبث والريع والكراسي والمناصب، لم ينتج إلا النفور والعزوف وفقدان الثقة في العمل السياسي، وهي مطالبة اليوم بالارتقاء بمستوى ممارساتها وتحمل مسؤولياتها في التأطير المجتمعي وإعداد الكفاءات القادرة على الإصغاء إلى نبض المجتمع وإحداث التغيير المأمول، وإذا كنا نعول اليوم على “النموذج التنموي المرتقب” لإعطاء نفــس جديد للتنمية الاقتصادية والبشرية، فنرى أن التنمية بكل أبعادها ومستوياتها لا يمكن إدراكها، إلا في ظل مسؤولين مواطنين لا تستهويهم كراس ولا مناصب ولا ريع ولا تسلق الدرجات، إلا خدمة الوطن، وفي خدمة الوطن خدمة للمواطــن واستجابة لانتظاراته وتطلعاته، في إطار “ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

وما دمنا في سنة انتخابيـة، فلا يمكن إلا نحمل المسؤولية للأحزاب السياسية التي تطل علينا كل انتخابات بنفــس الوجوه وببرامج انتخابية تكاد تكون نسخة طبق الأصل، وعينها منصبة على ما ستجود به الانتخابات القادمة من مقاعد وكراس ومكاسب، بدل أن تكون حاملة لبرامج ومشاريع قادرة على الارتقاء بمستوى عيش المواطن، وهذا المواطن بدوره، يتحمل مستويات من المسؤولية، لأنه هو من يمتلك سلطة التصويت والاختيار، وأية إساءة في استعمال هذه السلطة، لن تكون إلا تكريسا لواقع العبث والانحطاط السياسي، وحرمانا للوطن من أية فرصة للنهوض والارتقـاء.

ومجمل القول، فما حدث في الفنيــدق من مأساة، وما يحدث هنا وهناك من احتجاجات ومطالب شعبية بالحق في الشغل والكرامة والعدالة الاجتماعية، هو مرآة عاكسة لمغرب يتحرك بسرعتين مختلفتين تماما: مغرب البراق وطنجة المتوسط والبنيات الصناعية والأوراش التنموية والبنيات التحتية الكبرى والإشعاع الدولي والحضور الوازن في إفريقيا والقوة الأمنية والاستخباراتية الناجعة من جهة، ومغرب الهروب الجماعي والإقصاء الاجتماعي والتواضع السياسي والأخلاقي والقيمي والاحتجاج والاحتقان من جهة ثانية، ولا مناص من ضبط السرعة وتوحيد الإيقاع بشكل يسمح بتحرك عجلة التنمية في الشمال كما في الجنوب وفي الشرق كما في الغرب، في إطار من المواطنة الحقة والالتزام والتضحية والوفاء للقيم والثوابت الوطنية المشتركة.

وبقدر ما نثمن وننـوه بما تحقق ويتحقق من منجزات ومشاريع تنموية طموحة ورائدة، بقدر ما نتطلع إلى إدراك مغرب أنيق يتحرك بسرعة البراق، وإدراك ذلك، يمر قطعا عبر استئصال شوكة كل من يعيق الحركة ويفرمل السرعة ويحدث الارتباك وينتج التفاهة والعبث والانحطاط… فاتقوا الله في الوطن، فيكفي قولا إن الأعداء المتربصين بنا كثر، ومواجهتهم تقتضي أن نرفــع من جرعات المواطنة والالتزام والإخلاص والانضباط… أن نزرع بذور الأمل والحياة في طريق شبابنا وناشئتنا، حتى لا ينفــروا من حضن الوطن ويفروا هاربين يائسين، بحثا عن أحضان أخرى لن تعــوض إطلاقا أحضان وتراب ونسمات الوطن… فعشت يا وطن .. ولا عاش من خانك وعاداك..

The post هروب جماعي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3vwqcFv

تمكنت لجنة أمنية مختلطة مكونة من السلطة المحلية والأمن الوطني والقوات المساعدة، مساء الخميس، من ضبط قاعة للألعاب وسط مدينة ميدلت لم يلتزم صاحبها بالتوقيت الليلي للإغلاق، الذي قررته السلطات العمومية طبقا لمقتضيات الدورية الوزارية والمرسوم الحكومي.

وحسب المعلومات التي وفرتها مصادر مسؤولة لهسبريس فإن قاعة الألعاب التي تم ضبطها مفتوحة وداخلها 21 شخصا كانت تقدم خدماتها بشكل عادي، ضدا على القرار الحكومي القاضي بإغلاق جميع المحال التجارية والخدماتية ابتداء من الساعة الثامنة ليلا.

وتم خلال هذه العملية ضبط 21 شخصا داخل قاعة الألعاب بدون كمامات وقائية، وفي غياب وسائل التعقيم؛ مع عدم إدلاء صاحب القاعة برخصة استغلال الألعاب، ليتم اقتياد جميع الموجودين داخل الفضاء إلى المنطقة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم.

وإثر ذلك قررت اللجنة الأمنية المختلطة إغلاق قاعة الألعاب المذكورة بشكل مؤقت، إلى حين النظر في الموضوع من طرف السلطات القضائية المختصة، نظرا لخرق مسيرها الإجراءات المعمول بها بالمملكة، والمتعلقة بحظر التجوال الليلي، وإغلاق المحال التجارية.

The post خرق حالة الطوارئ يغلق قاعة للألعاب في ميدلت appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3eHQZIl

The post رمضان ومواقع التواصل appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3e3EQOJ

تعد سلسلة “مدن ومطارات وموانئ” نوعا مركبا يجمع بين نوع الكتابة الصحافية وصيغة السيرة الذاتية، وكتابة استرجاعية سردية ينجزها الكاتب المغربي عبد اللطيف هِسوفْ مازجا في ذلك بين الذاكرة والخيال. من خلال حلقات هذه السلسلة، سنسافر مع منصور من مدن الأجداد (دَمْناتْ وأزيلال ومراكش)، ثم من فْضالَة وكازابلانكا، إلى باريس، والعودة عبر الجنوب الإسباني إلى طنجة العالية، ثم إلى نيويورك وفرجينيا وكاليفورنيا بأمريكا.. في رحلة سجلها حافل، بحثا عن شيء لا يعرفه مسبقا، متسلحا بحب المغامرة.

ستبدأ رحلة معاناة صامتة دامت أكثر من ثلاثين سنة أحس فيها منصور في البداية بأنه يعيش الاغتراب في بلده، الإحساس بالعنصرية بفرنسا، ثم التوهم بأنه منبوذ من الحلم الأمريكي.. رحلة عاش فيها حياة المنفى، المنفى البدني والفكري والثقافي، وسط المجتمعين الفرنسي والأمريكي.

يحاول الكاتب اختراق عوالم مصغرة، بأفراحها وأحزانها وتناقضاتها ومغامراتها وأحلامها. خليط من الشخصيات والأماكن المختلفة.. تنقل بين مدن ومطارات وموانئ.. معركة منصور لم تكن سهلة في ديار الغربة، كانت معركة ضارية بلا هوادة ودون انقطاع.

التجارب والصراعات وخيبات الأمل والإهانات نادرا ما كانت انتصارات كاملة أو أفراحا مكتملة. ومع ذلك، كان بحاجة إلى التواصل مع الآخر خوفا من الغرق في الإقصاء أو الملل. انكسارات تبدد فكرة جنة عدن، حيث يتم إعطاء كل شيء دون جهد؛ ولكن، في الوقت نفسه، فإن هذا التواجد في بلد “العم سام” يعزز صورة بلد حيث كل شيء ممكن إذا كانت لديك قوة الإرادة وكثير من الصبر.

الحلقة 17

لولو أو مدام لويز تجاوزت السبعين، تتعايش مع عجزها وخورها كما تستطيع، ترتدي نظارتين كبيرتين بعد أن غارت عيناها في محجريهما، متقاعدة بعد أن أمضت شبابها وكهولتها موظفة بمكتب السكك الحديدية؛ هي امرأة ذات مستوى ثقافي لا يستهان به، تمضي الوقت على كرسيها المريح الذي يغير من وضعياته أوتوماتيكيا بواسطة آلة تحكم صغيرة، تملأ شبكة الكلمات المتقاطعة وتشاهد مسلسلاتها وبرامجها المفضلة كل يوم في غير اكتراث بما يجري حولها؛ لا يمكن أن تفوت مسلسلها الأمريكي المترجم إلى اللغة الفرنسية ”جميعهم أبنائي”، ولا البرنامج الثقافي ”البطل”.

يوم الأحد بعد الظهيرة، يجتمع في بيت لويز ما بين أربع إلى ست فرنسيات مسنات يقطن بالعمارة نفسها لتبادل أطراف الحديث ولعب الورق أو الإِسَكْرَبَلْ؛ يصاحبن اللعب بشرب بعض كؤوس من البُورْتُو أو المَارْتِينِي، وقضم بعض المُكَسِّرَات؛ أما ليلة آخر سبت من كل شهر فإنهن يُمْعِنَّ في الشرب أكثر من الأيام العادية الأخرى، يتسامرن هزيعا طويلا من الليل، يسمعن الموسيقى، وربما رقصن على نغماتها. مدام لْوِيزْ امرأة هادئة الطبع في الغالب، لكنها من حين لآخر تحتاج للصخب من حولها حتى تتجدد فيه أفكارها وتضيع وسط الجوقة.

عرفت لْوِيزْ كباقي جاراتها المسنات ويلات الحرب العالمية الأولى والثانية؛ حين يجتمعن لا يدعن فرصة دون أن يسترجعن الذكريات الأليمة ويعلن عن امتنانهن للأمريكيين الذين حرروا أوربا من هتلر، الذي تسبب في قتل الملايين من البشر.

الذكريات هي كل ما تبقى للعجائز مثلهن. لا يعجبهن من الأحاديث إلا ما مضى، أما الحاضر فكله غوغاء بعد أن صعد الاشتراكيون إلى الحكم في فرنسا. الحاضر بالنسبة إليهن مسخ وانحراف بعد أن زاد عدد المهاجرين المغاربيين والسود الأفارقة في الحي الذي يقطن فيه. كلهن ينتمين إلى الحزب الجمهوري الفرنسي، وبعضهن انحرفن إلى حزب الجبهة الوطنية المتطرف. لا يُشْرِكْنَ بدُوغُولْ شريكا، ويأتي بعده مرتبة جِيسْكَارْ دِيسْتَانْ، ثم جَاكْ شِيرَاكْ أو لُوبِّينْ بالنسبة للعنصريات منهن. لا يطقن الحديث عن الرئيس فْرَانْسْوَا مِيتِرَانْ الاشتراكي رغم الحسنات المشهود له بها؛ أما جُوسْبَّانْ الوزير الأول في فترة رئاسة جَاكْ شِيرَاكْ الأولى فلا يُذكر اسمه في الأخبار التلفزيونية دون أن يَنْعَتْنَهُ بكل النعوت الدنيئة التي تحفظها العجائز مثلهن.

كانت العمارة التي تقيم بها مَدَامْ لُولُو تغص بالمنتمين إلى اليمين؛ كل العجائز اللواتي يزرنها لا شغل لديهن إلا تنقي عبارات السب والشتم ليقذفن بها كل المهاجرين الأفارقة الذين ملؤوا باريس وسخا وعاثوا فيها فسادا، حسب زعمهن طبعا! كانت لُولُو، والحق يقال، تتميز عنهن باعتدال حكمها على الأجانب، وإلا لماذا تقبل بإيواء منصور المغربي في قلب بيتها، بل إنها ترأف به وتقضي في بعض الأحيان حاجاته من طبخ وغسيل وكي للثياب كأنما هي خالة أو عمة. مرة سمع منصور صديقاتها من خلف الحائط الفاصل بين غرفته والصالون يجهرن ببغضهن للعرب والمسلمين والسود على حد السواء.. أصاخ إليهن، فسمعهن يبدين ضيقهن وغضبهن؛ وصلته آراءهن العنصرية التي تجري على ألسنتهن من دون حرج.

لم يكن صوت لُولُو يرتفع بالكلام إلا لتأمرهن بخفض صياحهن حين يصدح في المكان من شدة البغض والغل والضغينة التي كن يمتلئن بها؛ كلهن يعلمن أن لُولُو تأوي مهاجرا من شمال إفريقيا، إلا أنهن لن يجرأن على قول كلمة مسيئة واحدة بشأنه؛ هو في كامل الأدب، يُصَبِّحُ ويُمَسِّي عليهن ويساعدهن على حمل قفة أو تقديم خدمة كلما صادفهن في المصعد أو أمام باب العمارة؛ ثم إنه متعلم يستعد لتقديم رسالة دكتوراه وسيعود إلى بلده بعد ذلك.

لن يكون منصور عِبئا على فرنسا!. على كل حال، لم تكن لُولُو لتسمح بلفظة واحدة تحط من قيمته.

عندما غادرت العجائز البيت، اعتذرت مَدَامْ لولو لمنصور بالقول:

– إنهن خرفن ونزعن من قلوبهن تسامح ومحبة الأب المسيح.

رد عليها بشيء من الاحتداد:

– إنهن يتحدثن عن مواطنين يحملون الجنسية الفرنسية ويخضعون لنفس الواجبات.. لذا يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق، وإن كانوا مغاربيين أو أفارقة سود أو لا أدري. إن الجيل الأول من هؤلاء المهاجرين هم الذين دافعوا عن فرنسا في مواجهة ويلات النازية، ثم هم من بنوا أنفاق قطارات الميترو والطرق والمباني الشاهقة.. لا يصح أن يكون هذا هو جزاؤهم وجزاء أبنائهم.

– إنهن، كما زعيمهن لُوبِّينْ، ينادين بشعار فرنسا للفرنسيين الأصليين فقط.

– لكن الواقع يكذب هذا، يلغيه. إن هجرة الشعوب واستيطانهم أرضا غير أرضهم الأصلية معمول به منذ بدايات التاريخ. أيطالب الهنود الحمر في أمريكا بطرد البيض القادمين من أوربا؟ أيطالب الأمازيغ بشمال إفريقيا بطرد العرب الفاتحين؟.

قامت مَدَامْ لُولُو بعد أن اعتذرت في أدب جمّ.

بعد لحظات، سمع منصور صوت خطوها الوئيد يحدثه ثقل رجلين متعبتين.. أحضرت مشروبا باردا وصحنا ممتلئا بمكسرات ودعته للجلوس في الصالون.

هكذا هي لولو؛ كريمة، رقيقة، تعطي صورة مثلى عن الفرنسيين، عن المسيحيين؛ تتكلم عن الرب والمسيح ليس تصنعا أو نفاقا أو زيفا، تؤمن بحق الناس أجمعين في العيش الكريم لأنهم عباد رب السماء وإن اختلفت دياناتهم ولون بشرتهم وشعرهم.

حين لاحظت لولو أن منصور أصبح ساهي الفكر، بارد النظرات، ند عن شفتيها ظل ابتسامة، سكبت في كأسين بعضا من عصير الخوخ البارد، ثم انسل صوت هادئ عذب رقراق يُرَوِّقُ القلب ويشرح الصدر:

– في صحتك دكتور.

– في صحتك سيدتي.

بعد نصف ساعة من الحديث، عاد إلى غرفته؛ كان في حاجة إلى العزلة ليفكر ويدقق التفكير في ما يدور من حوله، ثم قد تلي ذلك محاولات للكتابة؛ محاولات قد تلين بسرعة وقد تستعصي فلا ينفع في استجدائها أي شيء.. الأصوات متداخلة في أعماقه، شعور غريب.. مطمئن.. مريح.. شعور تولد للتو؛ تنفس ملء رئتيه، ثم نظر عبر النافدة المتسعة إلى السماء المكللة بالغيوم أمامه، لكنه سرعان ما أدار لها ظهره، وراح يكتب ويشطب بعد أن لان القلم بين أصابع يده اليمنى. بعد ساعة زمن عاد مجددا إلى التفكير:

“الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا أبدا”

هذا ما قال الشاعر البريطاني روديارد كبلنغ في إحدى قصائده ذات مرة.

تلك كانت آخر جملة قرأها منصور وهو غير مقتنع تمام الاقتناع قبل أن يسلم جسده للنوم.

The post محطات ومشاهد وذكريات .. "عنصرية العجائز" في شقة "مدام لويز" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2QKRDwH

خطوة جديدة يخطوها المغرب في مجال تعزيز حقوق اللاجئين والمهاجرين المقيمين في المملكة، بتوقيع اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة التربية الوطنية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تروم دعم وتسهيل إدماج اللاجئين في المنظومة التربوية.

الاتفاقية التي جرى توقيعها يوم الخميس، تهدف إلى إدماج اللاجئين وأطفالهم في النظام التعليمي الوطني خلال كل المراحل الدراسية، من التعليم الأولي إلى التعليم العالي، وتكوينهم في اللغة العربية والثقافة المغربية، بالإضافة إلى تمكينهم من أنشطة ثقافية ورياضية ولغوية متنوعة.

وبمناسبة توقيع هذه الاتفاقية، قال وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي إن المغرب “يُعد بلد عبور واستقبال ونموذجا يحتذى به في مجال سياسة استقبال اللاجئين”، مبرزا أن المملكة جعلت من تحقيق مبدأ الإنصاف بين الجميع وضمان الحق في الولوج إلى مؤسسات التربية والتعليم والتكوين إحدى أولوياتها.

من جهته، قال فرانسوا ريبي-ديغا، ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب، إن اتفاقية الشراكة الموقعة بين المفوضية ووزارة التربية الوطنية “تُعد خطوة مهمة في سبيل العمل على دمج اللاجئين في المنظومة التعليمية على النحو المرغوب فيه، والمنصوص عليه في الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، باعتبارها استراتيجية شاملة وإنسانية بالأساس”.

ويعد المغرب أول دولة إفريقية وقعت على اتفاقية جنيف لعام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، كما أنه عمل منذ مطلع سنة 2014 على وضع سياسة جديدة في مجال الهجرة واللجوء، تصبو إلى ضمان حقوق المهاجرين واللاجئين وتمكينهم من الولوج إلى الخدمات العمومية، كالتعليم والصحة والسكن الاجتماعي والحماية القانونية والتكوين المهني والشغل.

The post المغرب يعزز حق اللاجئين في الولوج إلى التعليم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3vwowvH