قال أحمد عصيد، كاتب مغربي باحث في الثقافة الأمازيغية، إن إعادة التوازن إلى العلاقات المغربية الفرنسية يقتضي بداية إثبات الذات أمام الآخر، مؤكدا أن هذا لن يتأتى دون تحقيق الانتقال الديمقراطي بالمغرب.

واعتبر عصيد خلال لقاء لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد حول العلاقات المغربية الفرنسية، عشية الجمعة، أن “الهشاشة في الداخل والندية في العلاقات الخارجية ووضعها ضمن إطار تفاوضي قوي، لا يستقيمان”، مؤكدا استيعاب البلدان الإفريقية لوجود استغلال اقتصادي وهيمنة ثقافية فرنسية.

وأشار المتحدث إلى أن النخب المغربية والفرنسية مدعوة إلى ملتقى دولي لتبادل وجهات النظر وطرح التصورات الشمال إفريقية للعلاقات، خصوصا أن الرئاسة الفرنسية الآن تبحث عن موقعها بين الصدام الأمريكي الصيني.

وسجل عصيد أن التوتر الحالي بين فرنسا والمغرب، “ليس منفصلا عن النقاش الدائر إقليميا بين المغرب والجزائر وتونس والصدام بين مالي والنيجر وفرنسا”، موردا أن الخطاب الإفريقي عموما أصبح يطالب بإعادة النظر في العلاقات بين فرنسا والقارة.

وشدد عصيد على أن النخب المغربية، سواء كانت فرنكوفونية أو معربة، تشعر بنوع من الأبوة الثقافية تجاه فرنسا، بالنظر إلى تشربها فكر الأنوار واطلاعها على كتابات الفلاسفة الفرنسيين، داعيا إلى التفكير في بدائل عوض المضي نحو التصعيد بين البلدين.

وأردف بأن منظومة العلاقات مع فرنسا ليست مرضية للأفارقة عموما، معتبرا أن فرنسا لم يعجبها مضي المغرب في علاقاته الخارجية وعدم احتلالها الصدارة في هذا المشهد بحكم علاقاتها التاريخية، وقال: “هناك رجة معينة في هذا الأمر”.

وذكر عصيد أن المغرب ينافس الشركات الفرنسية في إفريقيا، خصوصا في ظل تزايد الوعي بالطابع الاستغلالي لهذه الشركات، مبرزا أن النموذج الفرنسي في صيغته الثقافية والاقتصادية والسياسية، “أصبح متأزما في عقليات المغاربة”.

وأشار المتدخل إلى أن “الإنسية المغربية عموما لا ترفض الآخر على مدار التاريخ، وقد أبدع العديد من الكتاب المغاربة باللغة الفرنسية مع تسجيل تحفظهم على سلوك فرنسا الاستغلالي”، وشدد على أن “المغاربة رفضوا الغزو العسكري لكنهم رحبوا دوما بالأديان واللغات وغيرها”.

ونبه عصيد إلى ضرورة وصول النخب المغربية إلى فرنسا وأن يكون صوتها مسموعا هناك، معتبرا أن النموذج الفرنسي بمرور السنوات لم يعد يطابق الحقيقة المغربية على أصعدة عدة، خصوصا منها السياسي المعتمد على الدولة اليعقوبية المركزية الفرنسية.

The post عصيد: النموذج الفرنسي متأزم .. والديمقراطية الداخلية تؤسس علاقات قوية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/T1ESVYq

بقيمة مبيعات بلغت 749.11 مليون يورو (أزيد من 8 ملايين درهم)، زاد المغرب من حجم صادراته من الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 17.8 في المائة خلال موسم 2021-2022.

ووفق الأرقام التي كشفت عنها وكالة الإحصاء الأوروبية من خلال أداة Euroestacom (Icex-Eurostat)، يُعد المغرب، خلال هذا الموسم، ثالث مورد للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي من حيث الحجم، حيث باع 520.09 مليون كيلوغرام بقيمة 749.11 مليون يورو، بمتوسط سعر 1.44 يورو للكيلو.

وتأتي فرنسا في المرتبة الرابعة بين الدول التي تزود الاتحاد الأوروبي بالطماطم بـ 224.66 مليون كيلوغرام، بقيمة 379.18 مليون يورو ومتوسط سعر 1.69 يورو للكيلو، قبل تركيا المتمركزة خامسة ضمن الدول المصدرة لهذا المنتوج الفلاحي بحجم 188.54 مليون كيلوغرام وبقيمة 206.7 مليون يورو ومتوسط سعر 1.1 يورو للكيلو.

ومن إجمالي حجم الطماطم الذي تم استيراده من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال الموسم الحالي، البالغ 4،401.73 مليون يورو، بمتوسط سعر 1.69 يورو للكيلو، شكّلت حصة صادرات المغرب 19.99 في المائة، بينما شكّلت الحصة المستوردة من هولندا (المورد الرئيسي للاتحاد الأوروبي من الطماطم) 22.49، ثم إسبانيا 21.37.

وتأتي هذه الزيادة في صادرات الطماطم المغربية في ظل انخفاض صادرات هولندا من هذا المنتوج الفلاحي بنسبة 24.7 في المائة، بينما زادت صادرات الطماطم الإسبانية بنسبة 3.56 في المائة.

وبشكل عام، سجّلت الخدمة الإحصائية ذاتها، خلال الموسم الحالي، انخفاضا ملحوظاً في واردات الاتحاد الأوروبي من الطماطم بنسبة 2.55 في المائة، من 2670.34 مليون كيلوغرام في موسم 2020-2021 إلى 2602.13 في 2021-2022.

في السياق ذاته، أظهرت أرقام صادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية المغربية بلوغ صادرات المغرب من الخضر نحو 1.6 مليون طن، بنمو يقدر بـ13 في المائة؛ إذ تصدرت الطماطم قائمة الصادرات بحوالي 670 ألف طن.

ووفق المصدر ذاته، فقد تجاوزت قيمة صادرات القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية في نهاية شهر يوليوز المنصرم 50 مليار درهم كرقم معاملات، مقابل 40 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي.

The post المغرب يرفع حجم الصادرات من الطماطم نحو بلدان الاتحاد الأوروبي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/stT1jKG

اهتمام بالمتغيرات السلبية التي لحقت بكوكب الأرض خلال السنوات الأخيرة وما يهدد “أرضنا” مستقبلا، يحضر في معرض فوتوغرافي جديد يحتضنه الرواق الفني لصندوق الإيداع والتدبير بالعاصمة.

ويكرم هذا المعرض الجديد محمدا الشرادي بوصفه “أحد رواد فوتوغرافيا الاستوديو بالمغرب” الذي “اهتم بشغف كبير، منذ نهاية خمسينات القرن الماضي بمدينة تطوان، بهذا الجنس الفوتوغرافي”، وفق جعفر عاقيل، المدير الفني لملتقيات الرباط للفوتوغرافيا رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي.

وبهذا المعرض، سجلت ملتقيات الرباط للفوتوغرافيا عودتها “بعد الإكراهات التي فرضتها جائحة كوفيد، في جبة جديدة لإمتاع جمهورها بسلسلات وتنصيبات فوتوغرافية، وكذلك بفيديوهات وشريط سينمائي”.

وقالت الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، وفق الكتاب الجميل الصادر عن المعرض الجديد، إنها قد اختارت هذا التوقيت بالذات لتقارب “بلغة بصرية شفافة موضوع المآسي البيئية والتدهورات التي تلحق بالطبيعة”، لإدراكها “تمام الإدراك فداحة وجسامة الكارثة البيئية التي يعيشها العالم المعاصر”.

وكتب المدير الفني لملتقيات الفوتوغرافيا، جعفر عاقيل، أن اختيار هذه الدورة موضوعَ “أُمُّنا الأرض”، بتعاون مع شريكيها الرسميين مؤسسة صندوق الإبداع والتدبير ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، جاء “دعوة صريحة من أجل التأمل في هذا الوضع الكارثي الذي أصبح يعيشه كوكب الأرض الفاتن والمعطاء”.

وتابع الفوتوغرافي والأستاذ الجامعي ذاته بأن “الطبيعة والإنسان والحياة ككل صارت تفقد يوميا عذريتها وجوهرها وجمالها وتوازنها. وكل ذلك بسبب جشع الإنسان المعاصر ونتيجة لأنانيته وتهوره وهمجيته، بل وبربريته”.

وحول حضور القارة الإفريقية في هذا المعرض الفوتوغرافي، كتب المدير الفني أن هذه الدورة قد “منحت مساحات رحبة لإبراز نظرة الفنان البصري لأرض إفريقيا، سواء من خلال مشاركة فنانين بصريين ينتمون لدول مالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والكونغو والجزائر أو من خلال مشاركة فوتوغرافيي مغاربة العالم والأجانب”.

ولم يحل تصادف تنظيم هذا المعرض مع الاحتفاء بإعلان الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية في سنة 2022، دون تعبير الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي عن هاجسها المتمثل في “تسليط الضوء على الانغماسات الفنية للفوتوغرافيين، والفنانين البصريين عموما، وهمومهم وكذلك انخراطهم والتزامهم بقضايا الإنسان ومصيره في إطار التحولات البيئية التي يعرفها العالم، وضمنه القارة الإفريقية”.

The post "أمنا الأرض" .. معرض فوتوغرافي ينادي بـ"العودة إلى التطور الطبيعي للحياة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/yZYBMCq

قال عبد الكريم جويطي، الكاتب والأديب المغربي، إن بعض النخب تعتبر فرنسا هي العالم بأسره ولم تستطع تجاوز العوامل السيكولوجية الموروثة عن الاستعمار، مطالبا بضرورة توجيه نقد حاد إلى فرنسا بلا هوادة ينهي مع النفسية التي ترى فيها شيئا إلزاميا.

وأضاف جويطي، في ندوة مؤسسة “عبد الرحيم بوعبيد” حول العلاقات المغربية الفرنسية، نظمت عشية اليوم الجمعة، أن البعض لا يرضى سوى إذا تحدث عن دراسته في فرنسا أو اقتناء ملابسه من باريس، متأسفا لبعض النخب، “التي تعتبرها لزوما علينا إلى درجة أن النموذج التنموي قدم للسفيرة الفرنسية قبل المغاربة”.

وأشار إلى أن فرنسا ليست نموذجا حتى لنفسها وتبحث عن كيفية الخروج من أزمتها باستحضار تجارب دول عديدة، منبها إلى أن أساتذتها الكبار غادروها في النهاية، من بينهم جاك ديريدا وليفي ستراوس وريمون آرون، الذين فضلوا فضاءات أخرى.

وسجل جويطي أن فرنسا لم تعد قوية اقتصاديا، بل يمكن لبلدان مثل البرازيل أن تتجاوزها خلال السنوات المقبلة، منبها إلى أن المهم في فرنسا هي الأنوار واللغة والخيال والأدب، رافضا أن يتزعزع بلد بأكمله بمجرد صدور مقال في جريدة “لوموند”.

وأكد مؤلف رواية “المغاربة” أن علاقة المملكة مع فرنسا لا تتجاوز 130 سنة ومحاولات الدخول نهاية القرن التاسع عشر، في حين أن المغرب استعمر إسبانيا ثمانية قرون وهي استعمرته ستة قرون، وبالتالي لا يجب أن يعطى للأمر أكبر من حجمه.

في المقابل، أوضح جويطي أن فرنسا قامت بأدوار كبيرة في المغرب بداية بالإدارة الترابية وتدبير الجبل، متذكرا زيارة سفير بلاد عربية له في بني ملال وانبهاره بالطبيعة الجبلية، لكنه تخوف من احتضان هذه الجبال لإرهابيين. ونفى جويطي أن تكون قد سجلت أي حادثة تذكر.

وثمن الروائي ذاته هذا العمل الذي باشرته فرنسا وواصلته أجهزة الدولة، معتبرا أن هذا الأمر قضى على أي فكرة إرهابية محتملة، خصوصا أن السفير يتذكر محنة بلاده في طرد الإرهابيين من جبل واحد فقط لم تستطع السلطات له سبيلا.

والعمل الثاني المهم الذي قامت به فرنسا، يضيف جويطي، هو على مستوى المعرفة، مؤكدا استحالة تجاوزها عند الحديث عن العرف والرعي وباقي جوانب حياة المغاربة. وأضاف أنها لم تترك أي مجال في المغرب إلا درسته وألفت ضمنه، بل جعلت ترقية الفرنسيين المقيمين رهينة بالبحث في أمور المغرب.

واستحضر المتحدث ذاته في هذا الباب أهم مؤرخ في تاريخ البلاد، عبدالله العروي، مشيرا إلى أنه خصص ثلاثة من مؤلفاته، من بينها “مجمل تاريخ المغرب” و”الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية” و”المغرب والحسن الثاني” للرد والتفاعل مع الكتابات الفرنسية بشأن تاريخ المغرب.

The post جويطي: فرنسا لم تعد نموذجا للمغرب .. ونخب لم تتجاوز "نفسية الاستعمار" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/U6obAJd

The post منصة "جسر التمكين والريادة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/qQKwMA3

ارتبط اسمها بأعمال ناجحة تنوعت بين الكوميديا والدراما، استطاعت من خلالها إبراز ذاتها في الساحة الفنية المغربية بخطوات ثابتة جعلتها تكسب قلوب الجمهور.

في حوار مع هسبريس تتحدث الفنانة ابتسام العروسي عن اختيارها كعضو في لجنة التحكيم بمهرجان سلا للفيلم، وتجسيدها دور البطولة في المسلسل الجديد “جوديا”..

حدثينا عن حضورك في مهرجان سلا كعضو في لجنة التحكيم.

سعيدة باختياري كرئيسة لجنة تحكيم الجمهور الشبابي، وهذا اعتراف بالنسبة لي، كما ستخول لي هذه المهمة مشاهدة مجموعة من الأفلام لكي أكون نزيهة، وهذا أمر جيد، خاصة أنه في مهرجان كبير يحتفي بالمرأة ويعطيها حقها، كما يسلط الضوء على النساء في عالم السينما.

ماذا تمثل لك هذه التجربة؟.

سعيدة بهذه التجربة التي أخوضها لأول مرة في مساري. وكان لدي تواصل جميل مع باقي أعضاء لجنة التحكيم، كما أن هناك أفلاما جميلة ومتكاملة على جميع المستويات.. وأتمنى حظا سعيدا لجميع المشاركين.

حدثينا عن تجسيدك بطولة مسلسل “جوديا”.

صراحة هي فرصة جميلة منحت لي بتجسيد شخصية “جوديا”، خاصة أنني سبق أن جسدت مجموعة من الأدوار، أكون من خلالها من بين الأبطال، أو أجسد دورا ثانيا؛ لكن الآن هذه البطولة جاءت في وقتها، لأنني مررت بمجموعة من التجارب، واكتسبت خبرات أخذتها بحب وشغف.

وأستغل الفرصة لأتقدم بالشكر لمخرجة العمل صفاء بركة، وللمنتج خالد النقري والسيناريست بشرى ملاك. وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور المغربي.

ما هي قصة العمل والمواضيع التي يعالجها؟.

العمل في صدد العرض، لا أستطيع حرق مجموعة من الأحداث، لكن ما يمكنني قوله إن الجمهور سيرى جوديا بشخصيتين، في قصة مليئة بالتشويق والانتقام والحب، كل هذا في حبكة درامية جميلة ستعجب الجمهور المغربي.

ما هي أوجه التشابه بينك وبين شخصية “جوديا”؟.

دائما أجد نقط تشابه بيني وبين بعض الشخصيات التي أجسدها، كجوديا الإنسانة التي تفيض حنانا على أختها ووالدتها ولا ترغب في السماح في حقها… أنا الآن على عكس السابق أصبحت متسامحة، وأترك كل شخص لله سبحانه وتعالى، لأن الحق يرجع لصاحبه في الدنيا قبل الآخرة، وهذا مبدأ أصبحت أتبعه وأراه بعيني يتحقق.

كيف كانت ردود فعل الجمهور بعد عرض الحلقة الأولى؟.

أعجبني تفاعل الناس كثيرا، فتجاوب الجمهور معي وحبهم وتشجيعهم لي عندما يرونني في أدوار مختلفة يجعلني سعيدة بتنويههم، وأراهم متشوقين لمشاهدة الحلقات القادمة، لذلك أقول لهم تابعوا المسلسل سينال إعجابكم، لأن فيه مجهودات كبيرة من طرف الطاقم.

هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مهمة في حياة الفنان؟.

صراحة أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعطي تواصلا مع الجمهور، وتسمح لنا بالدعاية لأعمالنا الفنية، لكن يمكن أن تأخذ منها طاقة سلبية من التعليقات، لذلك يجب استخدامها بالطريقة الصحيحة دون مبالغة، لأن الأمر عندما يزيد عن حده يصبح مضرا.

ماسر تقاسمك صورة ابنك مع الجمهور؟.

نشرت صورة واحدة فقط وكنت متخوفة من هذه الخطوة، لكن استشرت مع والده قبل ذلك، وكان هناك اتفاق مسبق على نشر صورته خلال عيد ميلاده الأول؛ كما كان هناك إلحاح كبير من متابعي الذين يريدون رؤية ابني “يوزار”، وأنا أراه بعيدا عن المجال الفني.

The post ابتسام العروسي: أصبحت إنسانية متسامحة .. وبطولة "جوديا" فرصة جميلة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/e1aHS2G

خلصت دراسة ميدانية أشرف عليها معهد “بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان”، إلى أن قناعات الشباب المغربي لم تتغير بخصوص أداء الأحزاب السياسية؛ إذ عبّر نحو 86 في المائة من هذه الفئة العمرية عن عدم رضاهم عن حضور الأحزاب في المشهد السياسي الوطني.

وأعرب 47 في المائة من الشباب المغربي، في الدراسة التي تمحورت حول تمثل الشباب للأمان الإنساني، عن عدم ثقتهم في الأحزاب السياسية، فيما أكد 26 في المائة أنهم غير مهتمين بتاتاً بالمشهد الحزبي الوطني، لكن الوثيقة سجّلت ارتفاع مشاركة الشباب في الانتخابات التشريعية لسنة 2021.

وبناءً على الاستطلاع الميداني، قال 58 في المائة من الشباب المستجوبين إنهم سجلوا أنفسهم في اللوائح الانتخابية للمحطة التشريعية الأخيرة رغم عدم الاهتمام بالأحزاب السياسية. وبهذا الخصوص، أكد ثلاثة شباب من أصل خمسة في العينة المستجوبة أنهم مقيدون في اللوائح الانتخابية.

وانطلاقاً من مخرجات الدراسة، اتضح أن دوافع تزايد مشاركة الشباب في الانتخابات ترجع إلى القيم التقليدية المناصرة لالتزامات الأسرة في الحياة العامة، إلى جانب احترام الأبوية العائلية والقرب والجوار والقبيلة، وهي العوامل التي تندرج ضمن قائمة السلوك الانتخابي للمحطة التشريعية السابقة.

هكذا، صوّت 51 في المائة من الشباب المستجوب في الدراسة الميدانية على المشاركة العائلية في الانتخابات الماضية، بينما صوت 21 في المائة على “بروفايل المرشح”، فيما غابت القناعات الإيديولوجية في التصويت الانتخابي خلال المحطة التشريعية لسنة 2021، حسب الوثيقة عينها.

وفيما يخص الأمان الإنساني في بعده النفسي، صرّح أكثر من 96 في المائة بأن الأسرة هي التي تحقق لهم الأمان أكثر من الدين (71 في المائة)، على أساس أن تمثل الدين بنفسه يرتبط لدى الشباب بالتدين الفردي، وليس الجماعي، فيما تأتي الصداقة في المرتبة الثالثة من حيث الأمان النفسي.

وبعدما أكدت الدراسة التي جرى عرض نتائجها الكبرى في ندوة صحافية بالرباط، مساء الخميس، أن الأسرة هي البؤرة الحاسمة في تحقيق الاستقرار النفسي للشباب المغاربة، صرح أغلب المشاركين في الدراسة بأن الدين لا يعني أي التزام سياسي جماعي بالنسبة إليهم.

كما قال ستة شباب من أصل عشرة إنهم لا يشعرون بالأمان الإنساني بسبب غياب الاستقلالية الاقتصادية. وبالتالي، فإن الخوف يزداد في صفوف هذه الفئة العمرية بفعل ضعف الاستقرار المهني وهشاشة الوضعية الأسرية وضعف الاستقلالية المالية.

The post دراسة: 86 بالمائة من الشباب المغربي لا يثقون في الأحزاب السياسية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/z6iYHk1

احتج أطر الأكاديميات المنضوون تحت لواء “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” على ما يطال أطر الدعم الاجتماعي والنفسي من مضايقات.

ورفض أطر الدعم الاجتماعي والنفسي دفعهم إلى الاشتغال في مهام إدارية وتدبيرية دون منحهم المهام الحقيقية المنوطة بهم.

وشدد المحتجون أعضاء التنسيقية على رفضهم الضغط الممارس على أطر الدعم الاجتماعي والنفسي من أجل إجبارهم على العمل لمدة 38 ساعة خارج أي سند قانوني، وفق تعبيرهم.

وعبرت “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، في بلاغ مشترك لجهتي الدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة، عن إدانتها كل المضايقات التي تطال أطر الدعم الاجتماعي والنفسي.

كما أدانت التنسيقية ما أسمته “الاستفسارات اللاقانونية التي طالت أطر الدعم الاجتماعي والنفسي بناء على المذكرة 190″، رافضة الإجهاز على ما تبقى من الوظيفة والمدرسة العموميتين.

وبعدما أعربت التنسيقية عن تشبث أعضائها بحقهم في الإدماج بأسلاك الوظيفة العمومية، طالبت وزارة التربية الوطنية بإصدار مذكرة تحدد غلافا زمنيا ملائما لطبيعة مهام أطر الدعم الاجتماعي والنفسي مشروطة بمشاركة ممثلين عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المفروض عليهم التعاقد وأطر الدعم الاجتماعي والنفسي ومحسوبة معياريا بـ24 ساعة على الأكثر تسمح بالقيام بالمهام المنوطة خارج أسوار المؤسسات.

وسجل أطر الأكاديميات أن فتح الوزارة مباراة لتوظيف أطر الدعم الاجتماعي والنفسي داخل المؤسسات التعليمية، سابقا، أعطى بصيصا من الأمل في معالجة ما راكمه أبناء المدرسة العمومية من صعاب نفسية واجتماعية نتيجة واقع التفقير والتهميش الذي تعانيه هذه الفئة من أبناء الوطن؛ لكن، وفق هؤلاء دائما، سرعان ما تم إطفاء هذا النور المنبعث من وسط الظلام “بحيث تم إقبار إطار الدعم الاجتماعي والنفسي وسط مهام إدارية وتدبيرية صرفة بعيدا عن مهامه الحقيقية المتمثلة في محاربة الظواهر الشاذة وتقويمها وفتح جسور التواصل بين المؤسسات التعليمية وباقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية”.

The post أطر الدعم الاجتماعي يرفضون "المضايقات" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/8IlatBw

شرعت الوحدات المتنقلة الخاصة بتسجيل المعطيات التعريفية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، بمدينة قلعة مكونة، في تقديم خدمات القرب وإصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية لفائدة المواطنات والمواطنين القاطنين بكل من باشوية ودائرة قلعة مكونة.

وتعمل الفرق الأمنية، التي كلفتها الإدارة العامة للأمن الوطني للقيام بهذا الغرض، على استقبال المواطنين والمواطنين القادمين من أحياء مدينة قلعة مكونة والدواوير المجاورة، بهدف إصدار هذه الوثائق التعريفية التي تعتبر من الوثائق الضرورية في الحياة اليومية للمواطنين.

وتهدف المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال هذه الوحدات المتنقلة، إلى تقريب خدمة إنجاز الوثائق التعريفية من جميع المواطنين دون الانتقال وقطع مسافات طويلة إلى مراكز إنجاز بالبطائق الوطنية بكل من بومالن دادس ومدينة تنغير.

سيدي محمد عفيفي، عميد الشرطة بخلية التواصل بالأمن الجهوي لورزازات، قال، في تصريح لهسبريس، “إذا كانت المديرية العامة للأمن الوطني تتبنى في استراتيجيتها ما يسمى بسياسة القرب؛ فهي تقوم بتفعيلها على أرض الواقع، حيث تقوم طيلة السنة بتعبئة وحدات متنقلة لتسجيل المعطيات التعريفية، من خلال زيارات مختلف مناطق المملكة خاصة القروية منها، لتقريب هذه الخدمة من المواطنين”.

وأضاف سيدي محمد عفيفي أن “المديرية العامة للأمن الوطني تحرص، في كل مرة، على أن يستفيد عدد أكبر من المواطنين والمواطنات، لإعفائهم من مشقة الانتقال إلى المراكز القريبة منهم”.

وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث ذاته أن الحملة الحالية، التي انطلقت منذ 28 شتنبر الجاري وستستمر إلى غاية 5 أكتوبر المقبل، تستهدف ساكنة قلعة مكونة ودائرة قلة مكونة.

يذكر أن هذه العملية لقيت استحسانا من طرف الساكنة المحلية، التي أكدت أن مثل هذه المبادرات تجسد شعار المديرية العامة للأمن الوطني الممثل في “الأمن في خدمة المواطن” و “تقريب الإدارة من المواطنين”.

وستنتقل الوحدات المتنقلة غدا صباحا إلى قيادة سوق الخميس دادس، من أجل إصدار بطائق التعريف الوطنية للمواطنين بها إلى غاية السبت؛ فيما ستستفيد ساكنة قيادة أهل مكون، انطلاقا من يوم الاثنين المقبل وإلى غاية الأربعاء، من العملية ذاتها.

وقام كل من رئيس مفوضية الشرطة بمدينة تنغير وممثل الإدارة العامة للأمن الوطني والأمن الجهوي لورزازات، صباح اليوم الخميس، بزيارة الوحدات المتنقلة المذكورة المكونة من فريق أمني من الإدارة العامة للأمن الوطني على مستوى الإدارة المركزية وفريق أمني تابع لمصلحة إنجاز البطائق الوطنية بمفوضية الشرطة بتنغير، للوقوف على عملية إصدار بطائق التعريف الوطنية للمواطنين.

The post خدمات أمنية تصل إلى ساكنة قلعة مكونة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/qY8IABE

ساهمت إستراتيجية بناء السدود التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني، واستمرت في عهد الملك محمد السادس، في تلبية الحاجيات من الماء الشروب والماء الصناعي، وري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، الأمر الذي يجعل من المغرب نموذجا يحتذى به على الصعيد الدولي في مجال تثمين الموارد المائية وعقلنة استغلالها.

ويتوفر المغرب على 62 سدا من الحجم الكبير على الصعيد الوطني، يتم استغلالها منذ عقود من الزمن، فيما مازالت العشرات من السدود الجديدة لم تستغل بعد، من بينها سد أكدز الجديد بإقليم زاكورة، وسد تودغى أيضا بإقليم تنغير؛ بينما تتوفر المملكة أيضا على العشرات من السدود الصغرى والمتوسطة.

وتبلغ السعة الإجمالية للسدود الكبرى بالمغرب، البالغ عددها 62 سدا، 16 مليارا و122 مليون متر مكعب، وأغلبها تشكل مصدرا رئيسيا للتزود بالماء الصالح للشرب، ومن بينها سدود تستغل في الفلاحة والتصنيع وتوليد الكهرباء.

في هذا الروبورتاج، تحاول جريدة هسبريس الإلكترونية تسليط الضوء على إيجابيات الإستراتيجية الوطنية لبناء السدود التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني واستمرت في عهد الملك محمد السادس، وهي إستراتيجية مكنت المغرب من تبوؤ مراتب عالمية في تثمين الموارد المائية وعقلنة استغلالها، وتخفيف مخاطر الجفاف التي ضربت العديد من الدول في العالم.

سد أكدز

عرفت عدة مناطق بالجنوب الشرقي للمغرب خلال السنوات الأخيرة موجة جفاف غير مسبوقة، حيث أصبحت العديد من الواحات التي كانت بالأمس القريب خضراء صحراوية قاحلة، بسبب ندرة المياه ونضوب الآبار، ما جعل السلطات المختصة تسرع الإجراءات قصد احتواء آثار التغيرات المناخية وتسهيل التزود بالماء الشروب والإسهام في استقرار وتيرة الإنتاج الفلاحي.

وتبلغ الحقينة الإجمالية لسد أكدز، الذي وصلت الأشغال به إلى نهايتها، بعد حوالي 5 سنوات، 317 مليون متر مكعب، وتم تخصيص غلاف مالي إجمالي له يقدر بـ 1234 مليون درهم، ويعتبر من المنشآت المائية الجديدة التي تروم أساسا دعم البنية التحتية المائية بإقليم زاكورة، خاصة واحات درعة والمحاميد والمعيدر.

وكشفت إدارة السد ذاته أنه يأتي لتقوية البنية التحتية المائية بإقليم زاكورة بالخصوص ودرعة تافيلالت عموما، والاستجابة للطلب المتزايد على الماء الشروب بفعل النمو الديمغرافي المضطرد، خاصة مع تنامي وتيرة التمدن (التوسع العمراني) التي تشهدها جماعات الإقليم، وفقها.

في المقابل، أكد مصدر مسؤول من عمالة إقليم زاكورة أن هذا المشروع المائي “يعكس الحرص الدائم والمتجدد لجلالة الملك محمد السادس على مواكبة الحاجيات المتزايدة للتزود بالماء الشروب وتعميم الولوج إليه لشرائح واسعة من المواطنين”، مضيفا أن “عامل الإقليم يواكب أشغال هذا السد بشكل يومي، بالنظر إلى الأهمية البالغة التي يوليها جلالة الملك للسدود، وللأهمية التي تكتسيها هذه المادة الحيوية في تطوير الفلاحة وتحقيق التنمية بالمغرب عموما”، بتعبيره.

وسيمكن سد أكدز الجديد، الذي سيبدأ استغلاله رسميا خلال الأسابيع المقبلة، من تزويد جميع مناطق إقليم زاكورة بالماء الصالح للشرب، وتعبئة المياه السطحية الناتجة عن وتيرة التساقطات المطرية المهمة التي تشهدها المنطقة أحيانا، وهو ما قد يساهم في تأهيل الإقليم في السنوات المقبلة ليصبح قطبا اقتصاديا نموذجيا وواعدا على الصعيد الوطني، وفق تصريحات متطابقة لمسؤولين بالإقليم.

منشأة مائية تروم تحسين ظروف العيش

في ظل استمرار موجة الجفاف بالجنوب الشرقي على الخصوص والمغرب عموما، تترقب ساكنة إقليم زاكورة انتهاء أشغال سد أكدز الجديد الذي من شأنه أن يساهم في تخفيف المشاكل المتعلقة بندرة المياه الصالحة للشرب؛ وذلك لإنهاء أزمة المياه الصالحة للشرب التي تسببت قبل سنوات في احتجاجات.

عبد العليم إدريسي، فاعل جمعوي من الإقليم ذاته، أكد أن بناء هذه المنشأة المائية “يندرج في إطار توسيع قاعدة الولوج إلى الماء الصالح للشرب بالإقليم”، منوها بتدخلات عامل الإقليم فؤاد حجي (مهندس متخصص في الماء) “لتسريع وتيرة أشغال بناء السد والبحث عن حلول لتوفير مياه الشرب للساكنة المحلية”، وفق تعبيره.

وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “عامل الإقليم يؤكد دائما في الاجتماعات الخاصة بالماء أن المنشأة المائية (سد أكدز) تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية والصحية للساكنة المحلية، وفك العزلة عنها، ومن شأنها أن تساهم في تطوير قطاع السياحة البيئية الذي يعد رافدا أساسيا للإقلاع الاقتصادي بالمنطقة”.

كما يهدف هذا المشروع، حسب العديد من المسؤولين في وزارة الفلاحة والداخلية، إلى تعبئة المياه السطحية، ومواجهة التحديات الناجمة عن ظاهرة الجفاف المتكرر، بالإضافة إلى حماية الأشخاص والممتلكات العامة من مخاطر الفيضانات، وكذا تلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين من هذا المورد الحيوي.

The post سد أكدز .. منشأة مائية حديثة تعيد الحياة إلى واحتي المعيدر ودرعة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/judnNfM

واصلت ولاية فلوريدا الأميركية، الخميس، تقييم الأضرار الجسيمة التي سببها الإعصار “إيان” الذي دمر مدنا وترك ملايين الأشخاص بدون كهرباء وخلّف خسائر بشرية يمكن أن تكون “كبيرة”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته مكاتب الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ: “قد يكون هذا أعنف إعصار في تاريخ فلوريدا”.

وأضاف: “الأرقام… ليست واضحة بعد لكننا نتلقى تقارير أولية عن خسائر بشرية يمكن أن تكون كبيرة”، مؤكدا أنه يريد التوجه إلى الولاية الجنوبية في أسرع وقت، وكذلك إلى جزيرة بورتوريكو التي دمرها الإعصار “فيونا” مؤخرا.

مع انتشار صور لشوارع غرقت في المياه العكرة وقوارب جرفتها المياه ومنازل محطمة، أفادت أحدث حصيلة رسمية في فلوريدا بمصرع ثمانية أشخاص على الأقل.

وأكد مسؤول في مقاطعة شارلوت غرب الولاية لشبكة “سي إن إن” مصرع ستة أشخاص، بدون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وأعلن متحدث باسم مقاطعة فولوسيا على الساحل الشرقي أنها سجلت “أول حالة وفاة مرتبطة بإعصار إيان” لرجل يبلغ 72 عاما، “خرج لإفراغ حمام السباحة المنزلي أثناء العاصفة”.

وأفاد مسؤول في مقاطعة أوسيولا، في وسط شرق الولاية، شبكة “سي إن إن” بوفاة أحد نزلاء دار للمسنين.

ويتواصل البحث عن 18 راكبا كانوا على متن قارب مهاجرين انقلب الأربعاء قرب أرخبيل كيز.

جنوح قوارب

بعد ليلة من الخوف، بدأ السكان في جرد الخسائر الخميس.

في قرية إيونا، قال روني ساتون، الذي لم يتمكن بعد من العودة إلى منزله، إنه يعتقد أن المياه دمرت كل شيء.

وأضاف: “إنه أمر فظيع. أعتقد أن هذا هو الثمن الذي يجب دفعه عندما تعيش عند مستوى سطح البحر”.

في فورت مايرز غمر الفيضان بعض القوارب ودفع البعض الآخر حتى شوارع وسط المدينة.

وقال المتساكن توم جونسون الذي عاين الدمار: “صدرت أصوات مرعبة وتطاير الحطام في كل مكان”.

من جهته، قال حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس: “لم نرَ فيضانات مماثلة من قبل”.

وتابع: “بعض المناطق مثل كيب كورال ومدينة فورت مايرز غمرتها الفيضانات وتضررت جدا من العاصفة”، واصفا الأضرار بأنها “تاريخية”.

ووصل الإعصار “إيان”، الذي تراجعت حدته ليصبح عاصفة استوائية، إلى جنوب غرب فلوريدا بعد ظهر الأربعاء، وهو إعصار من الدرجة الرابعة، قبل أن يواصل مروره عبر الولاية مصحوبًا برياح عاتية وأمطار غزيرة.

وصباح الخميس، كان لا يزال التيار الكهربائي مقطوعًا عن أكثر من 2,6 مليون منزل ومتجر من أصل 11 مليونا حول مسار الإعصار، بحسب موقع “باور آوتج” المتخصص في رصد وتسجيل وجمع حالات انقطاع التيار الكهربائي في الولايات المتحدة.

“متواصل”

في مدينة بونتا غوردا الصغيرة الواقعة على مسار الإعصار، استيقظ السكان على انقطاع التيار الكهربائي. وفيما كانت فرق الإطفاء وشرطيون يجوبون الشوارع لتقييم الأضرار، أزالت جرافة أغصان النخيل الساقطة.

واقتلع “إيان” بعض الأشجار وأسقط أعمدة كهرباء وإشارات مرور. وغمرت الأمطار شوارع الميناء حيث كانت المياه تصل إلى أسفل الركبة صباح الخميس.

وقال جو كتشام (70 عامًا) وهو من سكان المدينة الذين قرروا البقاء في منزلهم، الأربعاء، “حتى اللحظة، أنا مرتاح، لكنني كنت قلقًا أمس”.

وأضاف: “كان الأمر متواصلًا، كانت تهب الرياح باستمرار فوق رؤوسنا. كنا نسمع الضربات المعدنية على المبنى. كان الظلام. لم نكن نعرف ما يجري في الخارج”.

وعبّرت ليزاماري بييرو عن ارتياحها لرؤية منزلها صامدًا بدون أن تغمره المياه.

وأوردت: “كان الأمر طويلًا وقويًا. ثمّ توقف. ثمّ تواصل”.

نحو كارولاينا الجنوبية

في مواجهة حجم الأضرار، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، صباح الخميس، حالة كارثة طبيعية كبرى، في قرار سمح بمنح أموال فدرالية إضافية للمناطق المتضررة.

ورغم تراجع حدتها، واصلت العاصفة “إيان”، الخميس، مسارها المدمر نحو كارولينا الجنوبية.

وأكّد مسؤول فرق الإطفاء في مدينة نيبلز في فلوريدا بيت ديمارا، في حديث مع “سي إن إن”، أن مركز الإطفاء في المدينة غمرته المياه فجأة حتى بلغ ارتفاعها مترين، ما منع طواقمه من الاستجابة لمكالمات الطوارئ.

وتوقع مركز الأعاصير الأميركي أن يكون “إيان” فوق غرب المحيط الأطلسي بحلول نهاية اليوم، مشيرا إلى إمكان اقترابه من قوة الإعصار عندما يمرّ قرب ساحل كارولاينا الجنوبية يوم الجمعة.

مع ارتفاع حرارة سطح المحيطات، يزداد تواتر الأعاصير الأكثر شدة مع رياح أقوى وتساقطات أكثر، بدون أن يزداد العدد الإجمالي للأعاصير.

The post فلوريدا الأمريكية تخشى خسائر بشرية كبيرة جراء الإعصار المدمر "إيان" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/GylM3qk

بينما اتخذت الحكومة عددا من الإجراءات الرامية إلى تقليص تبذير المياه، بعد إعلان “حالة الطوارئ المائية”، نتيجة الجفاف غير المسبوق الذي يضرب المملكة، يظهر أن الإجراءات المتخذة قد يتم تشديدها مستقبلا، وقد تشمل وقف استخدام الماء في مجالات جديدة، بعد وقف استخدامها في سقي المساحات الخضراء ومحلات غسل السيارات.

جاء ذلك في عرض قدمه مولاي إدريس الحسناوي، مكلف بمهمة لدى مدير البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء، حيث جاء في العرض أنه “ينبغي أن نتقبل إيقاف بعض استخدامات الماء مؤقتا، وربما في وقت معين سيصبح وقفها نهائيا”.

ويبدو أن المغاربة مُقبلون على التأقلم مع نقص مياه الشرب أيضا، إذ جاء في الوثيقة المذكورة بأن التزود بالماء الصالح للشرب أيضا سيتناقص، “إلى أن يصبح غير ذي نفع، إذا تخيلنا زيادة في عدد السكان إلى ما لا نهاية”.

وشدد الحسناوي على أن المغاربة ينبغي أن يعوا بأن الموارد المائية للمغرب متواضعة، وأن البلد في ظل هذه الوضعية من الطبيعي أن يشهد اضطرابات في مجال الماء، مشيرا إلى أن طريقة استعمال الماء الشروب قد تصل إلى مرحلة التقييد الشديد.

وقال مولاي إدريس الحسناوي إن مخططات تدبير المغرب لثروته المائية عرفت تطورا وتغيرا أملته الوضعية المناخية للمملكة، بعد أن بدأت تتقلص واردات المملكة من المياه، لا سيما ابتداء من العشرية الأخيرة من القرن الماضي.

ففيما يخص المخطط الكمي، تم الانتقال من تدبير الوفرة، قبل عام 1970، إلى تدبير الندرة ابتداء من سنة 1990، ثم تدبير الخصاص في الوقت الراهن.

وعلى المستوى الثقافي، تم الانتقال في التعاطي مع الماء من التدبير التقليدي إلى التدبري العصري.

وعلى المستوى التقني تم الانتقال من التدبير حسب الحاجة إلى التدبير حسب الطلب، بينما اعتُمد المخطط الجديد لتدبير المياه، على الصعيد الاقتصادي، من تدبير المجانية إلى التقييم.

وحسب المعطيات التي قدمها المسؤول بوزارة التجهيز والماء، فإن حصة الفرد من الماء في المغرب كانت تزيد على 2000 متر مكعب سنويا في سنة 1960، ثم سارت في منحى تراجعي خلال السنوات اللاحقة.

وفيما يعيش المغرب أزمة مائية حذت بالحكومة إلى إعلان حالة طوارئ مائية، تفيد المؤشرات الرسمية الصادرة عن وزارة التجهيز والماء بأن حصة الفرد من الماء في المغرب ستواصل الانخفاض خلال العشرية الحالية، لتصل إلى أقل من 500 متر مكعب في السنة.

وتعكس الأرقام الرسمية الانخفاض الكبير لواردات المغرب من الماء خلال العقود الخمسة الأخيرة؛ ففي عام 1962، كان حجم الواردات المائية يصل إلى 48 مليار متر مكعب، بينما لا يتعدى في سنة 2022 ملياري متر مكعب.

The post معطيات رسمية تنذر بالتقييد الشديد لاستعمال ماء الشرب في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/JiEodga

قال الكاتب والناقد المغربي إدريس القري إن “صناعة المحتويات على يوتيوب وعلى غيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي أصبحت تتصدر قائمة أعلى المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، ورشحها هذا النجاح الكمّي لامتلاك سلطة مُؤثِّرة على مستوى التواصل الجماهيري وصناعة الرأي العام”.

وتطرق القري، في مقال له بعنوان “صناعة المحتوى.. آلية تعاكس تحديث العقليات وتثقل مسيرته”، إلى جوانب متعددة من موضوع صناعة المحتوى، من خلال محاور “صناعة وأدوار مثيرة للجدل”، و”ظاهرة عالمية وآثار متباينة”، و”ذريعة كاذبة وحماية غائبة”، و”ما وراء سلطة التفاهة؟”، و”أين المثقفون والمتخصصون والمناضلون والفنانون؟”.

وختم إدريس القري مقاله بالإشارة إلى أن “اعتماد السلطات الوزارية والحكومية عموما على هذا النوع من الخطابات، وتكريم وتشريف ودعم أصحابها، وتمكينهم من أداء مهام التوعية بإجراءات وتبليغها لعامة الشعب بالإشهاريات الرديئة، وبالوصلات البليدة غير الجميلة ولا الذكية، تحت ذريعة ركوب أهداف ملامسة الأغلبية، وبتوظيف وجوه رموز التفاهة بدعوى الوصول والتواصل مع الشباب وعامة الشعب بلغة اليوم وبلغتهم، بالنسبة لي خطأ جسيم”.

صناعة وأدوار مثيرة للجدل

أصبحت صناعة المحتويات – على يوتيوب وعلى غيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي-تتصدر قائمة أعلى المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

رشحها هذا النجاح الكمّي لامتلاك سلطة مُؤثِّرة على مستوى التواصل الجماهيري وصناعة الرأي العام. تحمل هذه السلطة الجديد وغير النخبوية-مع خضوعها لتطويع النخب من خلال تقنيات التوجيه والتزييف والتبريز والطمس إلخ –(تحملُ) بُعدًا تربويا و”تنشئويا” وإعلاميا، ذا انعكاسات هامة على القيم وأنماط السلوك الشائعة. تأثيرات ووقع صناعات المحتوى هذه على المجتمع عموما، وعلى بنياته الذهنية والثقافية والسلوكية، أصبحت مثار جدل من حيث سلبياتها وإيجابياتها على الأجيال الناشئة الطفولية والمراهقة فيما يتعلق بما يتكون في ذهنها من قيم وقدوات ومبادئ تمس مستقبلهم ومستقبل البلد باعتبارهم نساء ورجال المستقبل.

ظاهرة عالمية وآثار متباينة

قد يقول قائل بأن الظاهرة عالمية، لكن يبدو أن السياق مختلف جدا بين البلدان، والآثار المترتبة عن ذلك تختلف جذريا كذلك. إن صُنَّاع المُحتوى في البلدان المتقدمة والمخترعة والمسيطرة على هذه الأشكال التواصلية الجديدة وعلى تكنولوجياتها وبنياتها وهندستها وشركاتها الكبرى، لا يجدون التقدير نفسه ولا التبريز نفسه، ولا هم يُشكِّلون نموذجا وقدوات في مجتمعات حداثية وعصرية. استقبال صناع المحتوى بهذه البلدان في برامج النقاش والثقافة والإبداع والشباب، يُقزِّمُهم-وشتان بين المحتويات لديهم ولدينا-لأنهم يخشون قدرة هذه البرامج، والإعلام السمعي البصري عموما، على تعرية جوفهم الفارغ، ناهيك عن أنهم لا يحظون بالشاشات إلا نادرا. يعود وضع صناع المحتوى هذا في الدول الحداثية المتقدمة ثقافيا وإعلاميا وتعليميا، إلى رصانة الإعلام ومهنيته المتمثلة في ارتباطه باستراتيجيات حداثة وقيمها واضحة المعالم ومحمية، وإلى صحافيين مُقدمين لتلك البرامج عاليي التخصص ومهنيين في إعداد حلقاتهم. ويعود هذا المستوى المختلف عنا أيضا إلى وعي المجتمع القارئ للكتاب، والمرتاد يوميا للمسرح والسينما ودور الثقافة، والمتآلف مع مناخ مدارس وجامعات مترسخة فيها تقاليد المعرفة والعقلانية والعلم والبحث العلمي وتقاليد الفكر الرفيع.

يحمي ما سبق الوعي المدني للمواطن وللعقل الجمعي، ويجعل من المستحيل على صناعةٍ ضعيفة وغير حاملة لأي مشروع ثقافي أو حضاري أو تربوي جمالي، أن تخترق الطبقات الوسطى وفئات النخب على الأقل بشكل ملحوظ، عكس ذلك ما يحدث في مجتمعاتنا، ويا للأسف.

ذريعة كاذبة وحماية غائبة

دعونا نبدأ بإعلان أن الربط بين تشجيع صناع المحتوى ومنح الشباب الكلمة والحق فيها، إنما هو ذريعة ضعيفة جدا ما أنزل الله بها من سلطان. ليست صناعة المحتوى وما تثيره من جدل-غالبا ما يصفها الشباب الرصين نفسه بصناعة التفاهة-دليلا ولا نعتا يُعمَّم على شبابٍ من الأكيد أنه فوق مستوى عامّ يسيطر عليه “أغنياء تسيُّبٍ” صادفوا فراغا فظيعا في الوعي المدني والثقافي والجمالي، وهاهم يستغلونه ليربحوا ويدمروا في غياب حماية للشبيبة الغضة، لا من الأسرة ولا من المدرسة ولا من مؤسسات الدولة الوصية.

لا تتدخل الدولة إلا عند المساس بالمقدسات والثوابت، ونتائج تدخلها فعالة في الغالب الأعم. أما التعدي اليومي على قيم الحداثة والمواطنة، وعلى الوعي المدني وقيم التعدد والحقوق الفردية، وعلى المبادئ الراسخة والنبيلة للواجب والمسؤولية، ومن أجل نقاء القدوات والنماذج التي يتم تقديمها للناشئة، فلا يثير لديها أي رد فعل!

تقتضي حماية الحريات حماية القيم بحماية النخب المنتجة لها، والحد من تطاول كل من يهدمها.

ما وراء “سلطة التفاهة”؟

‏ظاهرة انتشار ورواج التفاهة، ليست فقط مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، بل وفي الواقع أيضا، وهو الأهم، ‏ترجع إلى عوامل متعددة ومتنوعة ومعقدة تستلزم دراسات ميدانية ونظرية متعددة الاختصاصات. لكن ذلك لا يمنعنا من إبداء بعض الملاحظات والتأملات:

1. طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهي عبارة عن مواقع في العالم الافتراضي لا تتطلب إذنا لنشر محتوى، ‏كما أنها لا تتطلب شهادة تخصص في التواصل والتكوين للخوض في كل المواضيع، ولا التزاما أخلاقيا أو الالتزام بميثاق ما. علاوة على ذلك، فهذه المواقع لا تتطلب ولا تشترط ضوابط فكرية وثقافية للولوج إليها ولنشر آراء ومواقف، بل حتى الضوابط الأخلاقية المعتادة يتم تجاوزها فيها، لأنها مواقع يحكم منطقة الولوج إليها واستغلالها منطق واحد هو الأقوى على الإطلاق، إنه منطق الربح أساسا وأولا وأخيرا، والاستثناء الوحيد الممكن هو تهديد المصالح الاستراتيجية للدول كما هو واضح في الحرب في أوكرانيا حول الهيمنة والسيادة العالمية.

2. ‏منطق الربح هذا صنع من العالم الافتراضي ومن مواقع التواصل الاجتماعي التي تهيمن عليه بمنطقها الجديد كما سنرى، مساحات من الممكن الولوج إليها واستغلالها من طرف كل من يستطيع مخاطبة أكبر عدد من الجماهير، وطبعا فكلما نزَلتَ بخطابك نحو العامَّة والجماهير العادية النمطية، المُحنطة عقولها على الاعتيادي والشائع والمألوف والموروث، بل والمتكلس، إلا واتصلت بالأغلبية. الاتصال بالأغلبية يتطلب التبسيطية التي تحرمُ الأفكار والطروحات والآراء من غناها ومن تركيبيتها ومن العمق، بل والمعقولية التي ينبغي أن تحملها. نسقط مع كل ما سبق في السطحية والابتذال والديماغوجية بالتالي، وهو ما يفتح الباب أمام دغدغة المشاعر والضرب على وتر الانفعالات والمكبوتات.

3. يقودنا ما سبق أيضا إلى القول بأن ثَمَن تغطية السّواد الأعظم من الشعب بخطاب مفهوم وفي متناول العامة ببساطته، وبالتالي تشويهه للحقائق باختزالها، يجلب أرباحا طائلة لشبكات التواصل الاجتماعي ومن يقف وراءها، وهي الشركات العابرة للقارات. يتم دخول العالم الافتراضي بمقابل أيضا، ويقتضي فتح باب الدخول بالضرورة الكشف عن بيانات شخصية ثمينة لحصول الشركات على الإشهار المُدرّ لأموال ضخمة، لأن شركات العالم الافتراضي تدرس أذواق وميول واختيارات الناس، انطلاقا من مراقبة ما يتفرجون عليه وما يحبونه وما يكرهونه وما يعلقون عليه، وبالتالي تبيع كل ذلك لشركات ولدول لأغراض متعددة تمكنها في النهاية من تطويع توجهات الرأي والذوق والموقف إلخ.

4. لتشجيع التفاهة والفراغ وتشويه الوعي، تدفع هذه الشركات لمن يحقق أتباعا كثيرين، ولا يحقق هذا الهدف طبعا إلا الأقرب إلى التفاهة وبساطة الوعي، وهم صناع المحتوى الذين لا ثقافة ولا وعيا جماليا أو مدنيا لهم، بل ولا ضمير لهم؛ لأن وعيهم مقلوب وشقي أصلا، رغم أنهم يعتقدون العكس حيث يزيد حصولهم على مال وفير وشهرة شعبوية من تضخم الأنا لديهم، ومن اعتقادهم بأنهم فعلا مشاهير، بل ورموز.

5. إن سعي شركات ومؤسسات عمومية وخصوصية وراء حضورهم وبمقابل سخي، وتكريمهم أحيانا وكأنهم حققوا إنجازا وطنيا للأمة، يزيد من الخسائر الفادحة على مستوى بنيات الذوق والتربية وسلامة الوعي الوطني، بانتشار نموذجهم بمضامينه بين الأطفال والمراهقين، بل والكبار، المنزوعة وسائل دفاعهم عن وعيهم، التي يبخل، إن لم يعجز، التدريس والإعلام والأسرة في تزويدهم بها.

6. يطرح كل ما سبق قضايا قانونية وأخلاقية، رغم ظهور جمعيات ومنظمات وتشريعات وطنية وعالمية لحماية المعطيات الشخصية، لكن الاختراق قائم وسيظل كنوع جديد من “البيغ براذر”، ويتطور مع التكنولوجيات واستعمالاتها مع الزمن.

7. تتصدر المحتويات التبسيطية والرديئة والتافهة إذن قائمة المشاهدة، لأن الأغلبية الساحقة من المرتادين-تزداد نسبتهم بازدياد تخلف البلد في ميادين التعليم والتربية والثقافة والفنون، وبالتالي الوعي المدني والثقافي-ذات مستوى وعي فكري وثقافي وفني ومدني ضعيف. لذلك، فهي لا تقبل إلا على التفاهة، وهو نوع من الاحتماء والدفاع عن النفس من رقي لا ولوج لها إليه.

إقبال واستهلاك الآلاف أيضا من الطبقات الوسطى للمحتويات الرديئة، وبالتالي دعمها وتشجيعها على النجاح، يعود في نظري إلى ضعف هذه الطبقة نفسها بضعف التربية والتعليم، وضعف الإعلام الذي من المفروض أن يكون توعويا وعقلانيا وعالي المهنية، يتضمن الكثير من برامج الثقافة والحوار والوثائقيات والفن الرفيع أيضا وليس الهابط فقط والشعبي، متلائما مع الانتظارات المستقبلية للمغاربة، ومنسجما مع بناء مشروع المجتمع الحداثي الديمقراطي الذي أعلن عنه صاحب الجلالة منذ انطلاق عهده.

أين المثقفون والمتخصصون والمناضلون والفنانون؟

قد أفاجئ بعضكم إن قلت لكم بأن أغلب هؤلاء لا صلة لهم، وهم لا يعرفون التعاطي مع العالم الافتراضي وتقنياته، فهم محافظون لا يقبلون على تجديد تعلُّماتهم بالمعلوميات وتقنيات عالم التواصل الجماهيري، بل يتخفون فيه وراء هويات مزورة وبشكل خاطئ معتقدين أنهم أكبر من تلك التفاهات، بينما هم ببساطة يساهمون بالتهرب والهروب في انتشار الرداءة. الأدهى أحيانا أن حتى بعض من يكتبون تحليلات وانتقادات ولو أكاديمية أو صحفية عن هذا العالم، لا دراية لهم بعالم يصعب تقبل التنظير فيه، في غياب أي ممارسة حد أدنى، وسأقول لماذا:

إن العالم الافتراضي لا يخضع لمنطق ولآليات صناعة المعنى والجماليات والتواصل والتأثير والتبليغ، الذي هو مألوف مع اللغة الكلاسيكية الأبجدية. تعتمد اللغة الكلاسيكية الإدراك والتخيل والتعميم والتجريد والترميز، وكلها عمليات عقلية عليا تحرك الدماغ والملكات وتمكن من التمرس بالمعاني وبالإبداع… إلخ، أما اللغة السمعية البصرية فمنطقها مختلف، فهي تعتمد الجاهز دون عناء صوتا وصورة، ولا حاجة للمتلقي باستعمال عملياته العليا لاكتساب المهارات والكفاءات كما تم الشرح أعلاه.

إن اللغة الجديدة للسمعي البصري وللعالم الافتراضي تعلِّمُ الكسل والإغراء واللعب ومخاطبة الانفعال والمكبوت واللاشعوري، أكثر من مخاطبتها الوعي والعقل والمنطق. هنا يكمن المكر وهنا يكمن الخطر على الصغار وعلى الكبار والمتعلمين بأعلى الدبلومات أيضا طبعا.

ملاحظة أخيرة

إن اعتماد السلطات الوزارية والحكومية عموما على هذا النوع من الخطابات، وتكريم وتشريف ودعم أصحابها، وتمكينهم من أداء مهام التوعية بإجراءات وتبليغها لعامة الشعب بالإشهاريات الرديئة، وبالوصلات البليدة غير الجميلة ولا الذكية، تحت ذريعة ركوب أهداف ملامسة الأغلبية، وبتوظيف وجوه رموز التفاهة بدعوى الوصول والتواصل مع الشباب وعامة الشعب بلغة اليوم وبلغتهم (من قال إنها لغتهم؟! إنها لغة التكنولوجيات ولغة التجارة المعولمة والسيطرة الإيديولوجية النيوليبرالية!!)، بالنسبة لي خطأ جسيم، لماذا؟

إنه عمل سياسي حكومي (ينضاف إليه استقبال وأخذ صور مع بعض صناع الرداءة هؤلاء، بمن فيهم المنتجون لأعمال هجينة يدعون أنها تروج تمغربيت أو تراثنا الأصيل عالميا!) لا يفعل غير تكريس الرداءة وقيم الاستسهال والقدوات الضعيفة، خاصة وأن العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين الرصينين مُهملون ولا متنفسَ إعلاميًّا وتواصليا لهم بشكل شبه مطلق:

كم من برنامج أسبوعي مباشر قيِّم-خفيف وظريف ورصين في الوقت نفسه-يبث على شاشاتنا، يناقش ويعرض ويعرِّفُ ويقرب ويصحح ويُبسِّط دون تشويه ولا غوغائية ولا نمطية ولا تصنع ولا دوغمائية ولا إسفاف، الإنتاج الفكري والثقافي والعلمي والفني والذوقي المغربي في مختلف تجلياته وتنوعاته ومستوياته؟

The post ناقد مغربي يرصد معاكسة صناعة المحتوى لتحديث العقليات عبر انتشار التفاهات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/iHOod6F

دعت مجموعة من الفعاليات البيئية الحكومة إلى عدم الاقتصار على وقف الدعم المالي للزراعات المستنزفة للمخزون المائي؛ بل إلى اعتماد “مقاربة ترابية” يراد منها تقنين تلك الزراعات التي تستهلك المياه في ظل وضعية الجفاف التي تشهدها المملكة.

واتخذت الحكومة قرارا يقضي باستثناء الزراعات المُستنزفة للماء من الدعم المخصص لمشاريع الري الموضعي، من خلال تحديد كيفيات الاستفادة ومنح الإعانة المالية للدولة من أجل التهيئة المائية الزراعية للاستغلاليات الزراعي، بسبب النقاش الحالي حول حالة الإجهاد المائي بالمغرب.

وفي هذا السياق، قال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، إن “وقف الدعم المالي فيما يخص الزراعات التي تستنزف المياه يبقى قرارا غير واقعي وغير ناجع من الناحية الميدانية، بالنظر إلى وجود عشرات المقاولات الفلاحية القادرة على تهيئة الاستغلاليات الزراعية بعيدا عن الدعم الحكومي”.

وأضاف أقشباب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الحل الواقعي هو تقنين الزراعات التي تستهلك المياه؛ من خلال منعها في المناطق الترابية التي تعيش وضعية مائية صعبة، بما يشمل زراعة البطيخ الأحمر بالجنوب الشرقي للمملكة”.

وواصل المتحدث بأن “وزارة الداخلية لم تستطع تقنين زراعة البطيخ الأحمر بزاكورة، على الرغم من الاجتماعات الماراثونية التي عقدتها مع الهيئات المهنية”، مبرزا أن “المغرب سيواجه كارثة مائية فظيعة في حال كانت التساقطات المطرية ضعيفة هذه السنة”.

وأبرز الفاعل البيئي عينه أن “الدولة يفترض أن تتحرك مسبقا لتقنين هذه الزراعات في المناطق التي تعيش إجهادا مائيا كبيرا، حتى يتم الحفاظ على الموارد المائية الباطنية التي تتجه إلى الانخفاض التدريجي بسبب قلة الأمطار في السنوات الماضية”.

فيما أورد عبد الرحيم الكسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، أن “الأمر ينبغي ألا يتعلق بالمنع النهائي للزراعات المستنزفة للمياه، ولا بالتحرير المفتوح لتلك الزراعات؛ بل يفترض أن يتعلق القرار بمنسوب المياه السطحية والباطنية بكل منطقة”.

وأوضح الكسيري، في حديث لهسبريس، أن “المغرب يجب ألا يتعامل بهذه المقاربة المحدودة مع وضعية الجفاف، خاصة ما يرتبط بالدعم المالي للزراعات”، مشددا على أهمية “نهج سياسات شمولية وأكثر استدامة في إطار حالة الطوارئ المائية”.

وواصل الناشط البيئي عينه بأن “الأزمة المائية دائمة، ولو كان الموسم الفلاحي المقبل جيدا بعد تهاطل الأمطار؛ ما يتطلب ابتكار حلول ناجعة فيما يتعلق بحفر الآبار واستغلال الطاقة الشمسية وزراعة البطيخ الأحمر والأفوكادو، وغيرها من الزراعات”.

واستطرد بأن “الدولة يجب أن تتوجه نحو تقنين الزراعات المستهلكة للمياه، بناء على دراسات علمية دقيقة تشرف عليها الجامعات ووكالات الأحواض المائية والمراكز البحثية؛ حتى يتسنى لصانع القرار الحكومي معرفة المخزون المائي بدقة شديدة بكل الجماعات الترابية”.

The post خبراء مغاربة يدعون إلى تقنين الزراعات المستنزفة للمياه بالجماعات الترابية‬ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/v4xwbmP

The post العنف ضد النساء appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/pFVl1br

احتضن السجن المحلي بتاونات، الأربعاء، حفل توقيع اتفاقية بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وعمالة تاونات والمجلس الإقليمي لتاونات والمجلس الجماعي لعين عائشة والمؤسسة الإقليمية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بإقليم تاونات ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وإحدى شركات القطاع الخاص.

ووفقا لما أعلنت عنه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، فإن هذه الاتفاقية تنص على وضع إطار عام للشراكة بين الأطراف الموقعة عليها بهدف تكوين السجناء وتشغيلهم بمقابل مالي، عبر إحداث وحدة إنتاجية متخصصة في تحويل النباتات تابعة للشركة الموقعة على الاتفاقية فوق قطعة أرضية محاذية للسجن المحلي بتاونات تمت تعبئتها لهذه الغاية.

وأوضح المصدر ذاته أن هذا المشروع يندرج في إطار برنامج “سجون منتجة”، الذي سبق للمندوبية العامة أن أعلنت عنه ضمن استراتيجيتها الجديدة، مبرزا أن هذه الاتفاقية تعد سابقة في مجال التعاون مع القطاع الخاص من أجل تشغيل نزلاء المؤسسات السجنية.

وشدد المصدر ذاته على أنه سيتم بموجب بنود هذه الاتفاقية، انتقاء النزلاء المستفيدين وفقا للمعايير المعمول بها في هذا الإطار، على أن يتم أداء أجورهم من طرف الشركة المذكورة، في احترام لشروط الأمن والسلامة وللمقتضيات القانونية الجاري بها العمل.

وأفادت المندوبية العامة لإدارة السجون بأن برنامج “سجون منتجة”، الذي أطلقته سنة 2016 ضمن مقاربتها الهادفة إلى تنويع البرامج الموجهة لتأهيل النزلاء لإعادة إدماجهم، يهدف إلى تحقيق تأهيل حقيقي وفعلي للنزلاء في أفق إدماجهم في النسيج السوسيو-اقتصادي بعد الإفراج عنهم، وذلك عن طريق بناء وحدات إنتاجية حديثة لتشغيلهم، مع الرهان على شراكة فعالة مع القطاع الخاص.

وقد أشرف على توقيع هذه الاتفاقية كل من المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد الصالح التامك، وعامل إقليم تاونات، سيدي صالح داحا، ورئيس المجلس الإقليمي لتاونات، محمد السلاسي، فضلا عن ممثلين عن باقي الشركاء الآخرين في هذا المشروع.

The post اتفاقية تطلق مشروع تشغيل السجناء بتاونات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/HUoNXMe

زقاق الأسكندرية بالعاصمة المغربية الرباط مازال يحتضن أقدم وآخر محل لبيع الأسطوانات والأشرطة الصوتية بالمغرب؛ صاحبه إبراهيم العسري يفتح أبوابه كل صباح لاستقبال زبائنه الذين يتوافدون بين الفينة والأخرى بحثا عن أشرطة موسيقية تسافر بهم إلى حقب زمنية مضت، حاملة معها كل التفاصيل التي لا يجب نسيانها.

“المحل يتجسد كمتحف للذاكرة الموسيقية، ومع الأسف سينقرض يوما ما”، هكذا وصف المكان زائر صادفناه هناك.

صوت أغنية طربية قديمة آت من مكان ما، يُسمع صداه في هذا الزقاق المتنكر وسط مدينة مازالت تحافظ على ما تبقى من معمارها القديم. وقع هذه الموسيقى على مسامعك لا يمكن وصفه بالكلمات، إنه أشبه بالسفر من زمن إلى آخر، في زخم الشارع وضجيجه يأتي هذا الصوت ليغير وجهتك، إلى وجهة تعبر بك إلى الماضي.

في هذا المحل، قضى إبراهيم العسري، وهو في السبعينات من عمره، وأب لابنين، أزيد من 56 سنة يعرض الأشرطة والأسطوانات الموسيقية للبيع، وإصلاح أجهزة الراديو؛ وقرر الاستمرار في هوايته بعدما تنكر لها الجميع، وأصبح الشخص الوحيد المدرك حقا لما تختزنه رفوف المحل الذي اختار له اسم “عالم الموسيقى”، من نوستالجيا موسيقية.

إبراهيم العسري يشغل الموسيقى

عاش العسري طفولة بسيطة بين دروب المدينة القديمة للرباط، انقطع عن الدراسة في سن مبكرة، ليتوجه بعد ذلك للعمل في بيع العطور لفترة وصفها بـ”القصيرة جدا”، قبل أن يستقر به المقام في بدايات الستينيات من القرن الماضي في محل لبيع الأشرطة الموسيقية، وهو المحل الذي مازال يعيش فيه تفاصيل ذكرياته من الزمن الجميل والفترات الذهبية للموسيقى العربية والغربية.

يقول العسري في مقابلته معنا إنه في العام 1964 قرر أن يجسد حبه للموسيقى من خلال العمل في بيع الأشرطة الموسيقية، وقرر بدء مشروعه بأشرطة معدودة، زين بها “كونتوار” المحل المتواجد بقلب العاصمة على مقربة من شارع محمد الخامس.

رفوف المحل تحتفظ بأشرطة وأسطوانات يعود تاريخ إصدارها إلى فترات زمنية مختلفة من الستينيات إلى الألفية الجديدة، قبيل زحف العالم الرقمي، إذ تتشكل في مكانها كلوحة فنية تحتفظ بتاريخ فني يقاوم الاندثار. ويرى العسري أن المحل تجاوز غايته المتمثلة في بيع الأشرطة الموسيقية إلى رغبة حقيقية في الحفاظ على ميراث موسيقي يتهدده النسيان.

أشرطة وأسطوانات موسيقية من المحل

العسري لا يخفي حبه الكبير للموسيقى المشرقية القادمة من مصر، التي كانت أشرطة فنانيها تغزو الأسواق الموسيقية العربية، ويقول في هذا الصدد: “كنت من أشد المعجبين بموسيقى محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبد الحليم، ثم أم كلثوم، ومازلت كذلك”.

ومن طرائف ولعه بالموسيقى، حكى العسري أنه خلال أيام طفولته، حينما كان يمر قرب المقاهي ويستمع للموسيقى على أثير الإذاعات، كان يقف في مكانه بالشارع حتى تنتهي الأغنية، قبل أن يكمل المسير، ويقول عن ذلك: “كنت مولعا بالموسيقى.. كانت ومازالت كل حياتي”.

ملصق لرائد الأغنية المغربية إسماعيل أحمد 1933-1997

ملصق للفنان إسماعيل أحمد، أحد رواد الأغنية المغربية، من الملصقات التي تزين جدران الخزانة الموسيقية الخاصة بالعسري، الذي يؤكد أنه خلال بداياته كان يعرض أشرطة أغلبها قادمة من المشرق، لفنانين مثل محمد عبد الوهاب وأسمهان وعبد الحليم…

وجوابا عن سؤال “ما الذي تغير خلال هذه السنوات منذ بداياته في عالم الموسيقى وإلى اليوم؟”، يقول: “كل شيء تغير، الأذواق تغيرت كثيرا، لم تعد هناك أذن موسيقية”، ويفسر ذلك بأن الحياة تغيرت كثيرا بالمقارنة مع الماضي.
ويقول المتحدث ذاته: “اليوم أصبح الناس مفتونين بهموم الحياة، وخائفين على قوت يومهم، بينما في الماضي لم يكن هناك ما يشغلهم.. كانوا مطمئنين”.

ومازال صاحب المحل يحتفظ بأشرطة للفنانة المصرية ليلى مراد، وكان اسمها “ليليان”، وأشرطة للفنانة السورية أسمهان، واسمها الحقيقي “آمال الأطرش”، وهي شقيقة فريد الأطرش. ويؤكد العسري أن هذه الأشرطة لم تغادر الرفوف منذ فتح المحل سنة 1964.

العسري يشغل تسجيل “إنت عمري” لأم كلثوم

“حينما يأتي زبون مولع بالموسيقى ويجد عندي ما يبحث عنه، تلك الفرحة التي تتجسد على ملامحه أشعر بأضعافها في داخلي؛ إنها سعادة وفرحة لا تضاهيها فرحة”، هكذا يجيب العسري عن سؤال: “ماذا قدمت لك هذه المهنة؟”، قبل أن يضيف أن ذاك الإحساس الذي ينتابه في تلك اللحظة إحساس غريب وجميل يعيده لبداياته، ويشعره بالحماسة للاستمرار في فتح المحل كل صباح.

وفي عودة بشريط الذكريات، يقول إبراهيم إن سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي هي أوج الازدهار والإقبال على الموسيقى المسجلة، سواء الأغاني المغربية القديمة أو الأغاني الشعبية والمشرقية؛ ويصفها بأنها كانت فترة الراحة النفسية والحياة المستقرة لغالبية الناس الذين كانوا يحبون ويستمتعون بالاستماع للموسيقى، وزاد: “كان ذلك الزمن جميلا”.

ملصقان للفنانين المغربيين المعطي بلقاسم 1928-2001 ومحمد رويشة 1950-2012

ويضيف المتحدث بأسف أنه “مع حلول القرن 21 بدأ التحول وبريق الزمن الجميل في التراجع؛ فقط الأشخاص المتقدمون في السن هم من استمروا في ارتياد المحل، للحصول على إحدى التسجيلات، أما الجيل الجديد فأغلب أبنائه لا يعرفون الفن القديم ورجالاته، ولم يعيشوا تجربة الانتظار لأسبوع كامل حتى يحل يوم السبت للاستماع لإحدى السهرات أو لرؤية مطرب معين”، مردفا: “حتى التلفزيون اليوم غابت عنه هذه السهرات المسجلة الطويلة. هم جيل الأغنية الشبابية السريعة التي يسمعونها اليوم وغدا تموت بنفس سرعة ظهورها ومدتها. في حين أنا وأمثالي مازلنا إلى اليوم نشتري الأشرطة المسجلة أينما وجدناها، بالشغف نفسه، ورغم أنها متوفرة على المنصات الجديدة”.

ويُحمل العسري، جزءًا من المسؤولية عن هذا التقصير تجاه الموسيقى القديمة للإعلام والتلفزيون، مؤكدا أنه “لا توجد اليوم إذاعات خاصة تعرض الموسيقى الكلاسيكية القديمة التي طالها النسيان”.

وبأسف شديد يتحدث إبراهيم أيضا عن تزايد إحساسه باقتراب نهاية هذا العالم، وعبر عن ذلك بقوله: “كل الأشرطة التي أبيعها الآن لا أجد لها أثرا بعد ذلك..أصبحت أودعها بحسرة”، ويرى أن التطور التكنولوجي والهاجس الربحي قتلا الفن، قائلا: “التكنولوجيا صعيبة، وهي لي غاتفني الوقت”، بمعنى أن التكنولوجيا تسير بنا نحو الفناء.

أمام هذا الواقع والتراجع الذي عرفه الإقبال، جاء سؤالنا عما جعله يستمر في هذه المهنة، فرد العسري بيقين تام بأنه لا يملك بديلا، لأن هذه المهنة هي ما يتقنه وما يحبه، ولوفائه لزبائنه الذين يتملكهم الولع نفسه، ويبحثون عن الأغاني النادرة، سواء كانت أمازيغية أو غيرها، قبل أن يضيف: “ما جعلني أتشبث أكثر بهذه الحرفة هو أن الجميع أدار ظهره لها، وأنا بقيت هنا وحدي؛ كنت أقدمهم واليوم آخرهم في هذا المكان وفيا لما أحب، وبمجرد رحيلي من هنا سينمحي المحل وسيأتي آخرون ليقوموا بنشاط آخر، خاصة في غياب مساعدة وزارة الثقافة للحفاظ على هذا الموروث”.

إبراهيم العسري

حتى أبناؤه يخبرونه بأن هذا المجال طاله النسيان وأدركه الموت، ويجيبهم إبراهيم، ومعهم كل من ينصحونه بالتخلي عما يفعله، بقوله: “أنا كبرت وسط هذا العالم من الأسطوانات والأشرطة والتسجيلات، أنتمي إليه، وهنا سأبقى إلى أن نذهب معا، أنا إلى قبري وهو إلى قبر النسيان. هذا المكان ليس مصدر ربح، بل ذكرى أعيش معها حتى النهاية”.

ويرى العسري أن التكنولوجيا جردت الحياة من معناها، ويستشهد بأيام الماضي حينما كان الناس يشترون آلة التصوير ويلتقطون صورا لذكرياتهم؛ ويتساءل في هذا السياق: “هل يكمن أن نقارن بين صور الماضي المتلقطة بآلة التصوير مع الصور الملتقطة بالهاتف اليوم؟”، قبل أن يجيب مناجياً نفسه: “إنها صور لا تقارن، فلا يمكننا مقارنة تاريخ بصورة قد تُمحى في أي لحظة”.

The post إبراهيم العسري .. ستون سنة من الوفاء لـ"عالم الموسيقى" في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/nSV9aI8

استقبلت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، الثلاثاء، وفدا مكونا من تسعة أعضاء مجلس إدارة البنك الإفريقي للتنمية، الذي يقوم بزيارة استشارية إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 30 شتنبر الجاري.

وأوضح بيان توصلت به هسبريس أن هذه الزيارة الاستشارية، التي تدخل في إطار الزيارات السنوية لمجلس إدارة البنك الإفريقي للتنمية إلى بعض البلدان الأعضاء، تهدف إلى تقييم جودة دعم هذه المؤسسة للمغرب والتعرف على أهم أولويات الحكومة المغربية.

وأضاف المصدر ذاته أن هذا الاجتماع شكل مناسبة أشادت خلالها الوزيرة بعلاقات التعاون المالي والتقني الممتازة التي تربط المملكة المغربية بالبنك الإفريقي للتنمية.

وتقدمت نادية فتاح بالشكر إلى وفد أعضاء مجلس إدارة البنك على الدعم الذي تقدمه هذه المؤسسة للمغرب؛ من خلال مواكبة العديد من الإصلاحات الهيكلية التي يباشرها المغرب تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، والتي تهم ميادين الإدارة والحكامة والصحة والتعليم والقطاع المالي وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد.

وورد ضمن البيان أن وزيرة الاقتصاد والمالية نوهت بجودة الدعم الذي يقدمه البنك لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية التي ساهمت بشكل كبير في تحسين إدماج السكان، وخاصة الشباب والنساء.

من جهتهم، أشاد أعضاء مجلس إدارة البنك الإفريقي للتنمية بأهمية الإصلاحات التي تقوم بها المملكة، والتي تجعل من المغرب نموذجا يحتذى به في البلدان الإفريقية، وجددوا تأكيدهم على استعداد البنك لمواصلة وتعزيز دعمه لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.

The post العلوي تستقبل وفد البنك الإفريقي للتنمية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Qg4Zwmk

ما زالت عصابة “موكرو مافيا”، التي يتزعمها أعضاء من أصول مغربية، من بينهم رضوان التاغي، تثير الرعب في عدد من الشخصيات العمومية في أوروبا؛ فبعد التهديدات التي استهدفت الأميرة كاترينا أماليا، ولية عهد هولندا، نجا وزير العدل البلجيكي من محاولة اختطاف كان يقودها أفراد من العصابة نفسها.

وحسب ما نقلته صحيفة “لوموند” فقد وُضِع فينسينت فان كويكنبورن، وزير العدل البلجيكي، مع أسرته تحت المراقبة المشددة، بعدما حاول أربعة مسلحين اختطافه بالقرب من مقر سكناه؛ فيما تم اعتقال ثلاثة مشتبه بهم في هولندا.

وأشار الوزير البلجيكي إلى أن فريديريك فان ليو، رئيس النيابة الفيدرالية، أبلغه بإحباط خطة خطف استهدفته.

وقد شوهدت سيارة تحمل لوحات هولندية بالقرب من الفيلا التي يعيش فيها الوزير وعائلته، في الضواحي السكنية لمدينة كورترايك، وهي تراقب تحركات الوزير.

وتمكن ركاب السيارة من الفرار قبل أن تتم السيطرة عليهم، حيث عثرت الشرطة، وفقًا لصحيفة Het Laatste Nieuws ، على “سلاح ثقيل واحد على الأقل” وشريط لاصق وزجاجات بنزين في سيارة أخرى، مسجلة أيضا في هولندا.

ويعتبر رضوان التاغي، الذي ينحدرُ من نواحي شفشاون، والمشهور بـ”ملك الموت”، زعيم شبكة للاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، خاصة الكوكايين والهيروين، معروفة في هولندا وأوروبا.

وهو المحرّض الحقيقي على جريمة مقهى “لاكريم” بقلب مراكش، وله ارتباطات قوية بجماعات مسلحة معروفة في الاتجار الدولي في المخدرات والمتابع بجرائم قتل عديدة وتهريب وتبييض أموال.

وكانت السلطات الهولندية أصدرت مذكرة بحث دولية في حق المدعو رضوان التاغي، المحرض على جريمة مقهى “لاكريم”، وعممت صورة له إلى جانب صديقه “س.ر”، مخصصة مكافأة مادية تبلغ قيمتها 25 ألف أورو لمن يدلي بمعلومات تساعد على توقيفهما، قبل أن يسقط في دبي.

في المقابل، أشارت معطيات أوردتها صحيفة “لوموند” الفرنسية، في شتنبر من العام الماضي، إلى أن هذه التهديدات ليست جديدة؛ فقد سبق للسلطات الأمنية الهولندية أن شدّدت الحراسة على مجموعة من الشخصيات العمومية، من بينها رئيس الوزراء ومحامون وقضاة وصحافيون، بعد مقتل صحافي تحقيقات هولندي.

وقالت “لوموند” إن هذه المافيا المغربية -التي وصفتها بأنها “مجموعة إجرامية عنيفة جدا، توجد في هولندا وفي بلجيكا أيضا، وهي أصل تصفيات حسابات لا تحصى”- أعطت أمر قتل محام بأمستردام سنة 2019، كان متخصصا في الجريمة المنظمة وشبكات تهريب المخدرات. وكان دفاع “نبيل.ب”، الذي قدم معلومات مهمة للشرطة حول زعيم المافيا المغربية رضوان التاغي، مقابل تخفيض مدة محكوميته.

The post "المافيا المغربية" تزرع الرعب في أوروبا.. تهديد أميرة ومحاولة اختطاف وزير appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/4lVhLgZ

انتقدت شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء سابقا، ضعف حضور بُعد بناء المرونة للتعاطي مع التقلبات المناخية في السياسات القطاعية العمومية بالمغرب، كما انتقدت عدم استدامة الاهتمام بموضوع الجفاف والاستمرار في الاستثمار في الزراعات الفلاحية المستنزفة للثروة المائية.

وقالت أفيلال، في حلقة نقاش نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول الحق في الماء، إن بناء مرونة المغرب في وجه التقلبات المناخية يجب أن ينطلق من جعل موضوع التغيرات المناخية حاضرا في السياسات القطاعية، “وهذا ربما نتحدث عنه جميعا، ولكننا لا نلمسه بما فيه الكفاية عند التخطيط الاستراتيجي إلا عند التعامل مع الشركاء الدوليين، كالبنك الدولي أو الجهات المانحة”.

وأضافت الوزيرة السابقة أن الأمن المائي يُتعامل معه في المغرب حسب توفر أو ندرة المياه، وأوضحت أنه “عندما تكون السنة ماطرة عادية، لا يحظى هذا الموضوع بالأولوية لدى مدبري الشأن العام بصفة عامة، ولا يتم اعتباره ضمن القطاعات السيادية التي لها تداعيات”.

أفيلال التي تولت حقيبة الماء في حكومة بنكيران، اعتبرت أن الجفاف غير المسبوق منذ أربعين سنة، “سيكون جرس إنذار لمدبري الشأن العام”، موردة: “حين كنت أسيّر القطاع، كنت أقول بأن الاستثمار في قطاع الماء هو الاستثمار في الأمن والاستقرار المجتمعيين وفي الأمن الغذائي للبلاد”.

وشددت المتحدثة ذاتها على أن معطى التقلبات المناخية يجب أن يكون في صلب السياسات العمومية، وخاصة القطاعات التي تعتمد كثيرا على الماء، سواء القطاع الفلاحي أو القطاع الصناعي، وحتى التخطيط الترابي.

ونبّهت إلى أن طريقة تقوية النمو في المملكة يجب أن تتم بشكل يراعي القدرات المائية للبلاد؛ “إذ لا يمكن أن نضع مخططات تنموية بشكل يتجاوز القدرات الهيدروليكية المتاحة لكل منطقة”.

وأردفت: “لا أتوجه بالنقد إلى أي قطاع حكومي معين، ولكن لا يمكن تشجيع نمط التنمية في منطقة معينة دون مراعاة قدراتها المائية، ففي الجنوب الشرقي، مثلا، لا يجب تشجيع الزراعات المستهلكة للماء، بل يجب تشجيع الزراعات التي تتلاءم مع مناخ المنطقة ومع الموارد المائية المتاحة”.

وشددت أفيلال على أن الزراعات الاستوائية التي تُنتج في مناطق أخرى في العالم تعرف تساقطات مطرية تصل إلى 1600 مليلتر سنويا، “قد تكون زراعتها في المغرب على حساب الأمن المائي، وعلى حساب الفرشة المائية التي تعتبر مخزونا استراتيجيا نلجأ إليه في الحالات الحرجة”.

وأردفت بأن “موضوع الماء ليس موضوعا تقنيا فقط، بل له تداعيات على الأمن والاستقرار الاجتماعيين، وقد يكون مدخلا من مداخل الاضطرابات والمس بالسلم الاجتماعي كما يحصل في بلدان أخرى في الشرق”.

The post وزيرة سابقة تنتقد "غياب" التقلبات المناخية عن صلب السياسات العمومية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/7lUpgNG

على الرغم من أن النظام العالمي الذي تأسس في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية لا يزال سائدا، فإن النموذج الجيو-سياسي الحالي مختلف اختلافا جذريا، مما يخلق تحديا في حد ذاته وأسبابا للشقاق. فلقد أقامت أهم كتلتين بعد الحرب العالمية الثانية (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي) “ميزان قوى” فيما بينهما، ورسمت كل منهما على نحو غير رسمي “مناطق نفوذ” لا ينبغي للأخرى تجاوزها. وفي عام 1823، اعتنقت الولايات المتحدة عقيدة مونرو، وأعلنت أنها لن تقبل أي عقائد منافسة في الأمريكتين.

بيد أن “ميزان القوى” ليس ثابتا، فحتى أقل التحولات قد تسفر عن تداعيات مباشرة، وأكبر دليل على ذلك هو تفكك الاتحاد السوفييتي. لذا، اتجهت القوتان العظيمتان فيما بعد إلى تبني سياسات تكتيكية انتهازية تفاعلية، وبُني هذا التحول على أساس قراءتهما لموازين القوة القائمة، بل ولم تتورعا في بعض الأحيان عن اختبار مجالات نفوذ بعضهما البعض.

ولقد أعادت الأزمة الأوكرانية الأخيرة في كثير من النواحي الحرب الباردة ومفاهيمها إلى الساحة مرة أخرى. وعلى الرغم من أن الغزو العسكري الروسي كان انتهاكا صارخا وغير مقبول للقانون الدولي، فإن هذا الحدث المأساوي جاء بعد انتهاكات غربية مستمرة وغير مسؤولة لمجال نفوذ روسيا في الحرب الباردة.

وأتذكر أن بوتين قد أخبرني شخصيا في فبراير 2014 أن الغرب قد عامله بطريقة مهينة، وأنه سيستعيد احترام العالم له.

ويبدو أن ما حدث في أوكرانيا كان رد فعل تجاه سياسة الانعزال الأمريكية الملحوظة في أعقاب إخفاقات حربي العراق وأفغانستان، والشقاق والتردد الواضحين في أوروبا.

“ميزان المصالح”

لكي يمضي المجتمع قدما، فهو بحاجة إلى التخلي عن مفهومي “ميزان القوى” و”مجالات النفوذ” مقابل تبني مفهومي “ميزان المصالح” و”الضمير الجماعي”. وهذا ضروري للتعامل مع مشكلات القرن الحادي والعشرين العالمية والإقليمية. وعلينا القيام بنقلة نوعية، يتم فيها تقليل التهميش وعدم المساواة من أجل ترسيخ ممارسات أكثر إنصافا وشمولية وتسامحا. ومن الضروري أيضا أن نعيد التركيز على “الصالح العام” لإحياء “الضمير الاجتماعي والمنظور الجماعي”، وهما أمران لا بد منهما لخلق نظام في ساحة عالمية وإقليمية دائمة التغير.

وتخطئ الأغلبية في الاعتقاد بأن هذا الوضع يمثل فجوة بين أنظمة الحكم “الديمقراطية” و”الاستبدادية”، فالأولى ليست قائمة بالكامل على القيم، والثانية لا تحيد بالضرورة عنها، كما لا يخلو النظامان من مفاهيم التفكير النقدي ولا الصالح العام. ولكن يكمن الاختلاف الرئيسي بينهما في مساحة ودرجة المنطقة الرمادية في طريقة تطبيقها وفي مدى إشراك شعوبهما في حوكمة مشتركة.

لذا، فإن جميع أنظمة النظام العام من دون استثناء معرضة للانتقادات المحلية والإقليمية والدولية. وأعتقد أن السبب وراء ذلك هو أن من يشغلون مناصب السلطة في القطاع العام قد أصبحوا نخبويين، فصاروا يتجاهلون، بل ولا يحترمون، شريحة كبيرة من مجتمعاتهم التي يزداد شعورها بالتهميش يوما بعد يوم، علاوة على تفشي ازدواجية المعايير، والرياء في بعض الأحيان، وفقدان جميع أنظمة الحكم تقريبا بالتالي لمصداقيتها.

لذا، نحن بحاجة إلى مراجعة الأنظمة المحلية والإقليمية والعالمية وإعادة ضبطها لتتماشى مع هذا الوضع قبل أن يقضي تماما على إيماننا بإمكانية وجود نظام عالمي. باختصار، فقدت الأنظمة العامة – الليبرالية منها وغير الليبرالية – “ضميرها الاجتماعي”؛ فلقد فشلت في وضع أو إدارة أولويات عالمية وإقليمية تخدم مصالح الجميع. وهكذا تحتاج أنظمتنا إلى تجديد يدور حول مفهوم “القواسم المشتركة”.

لقد رأينا جميعا كيف أخضع ميزان القوى البراغماتي والسياسي الواقعي القيم الاجتماعية لأهداف أصحاب النفوذ. ولقد تجلت ذروة غياب “الضمير الاجتماعي” عندما حاولت الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب الباردة خلق الأمن من خلال حشد موارد ضخمة لضمان قدرتها على تدمير بعضها البعض في إطار مفاهيم عبثية – ولكنها معلنة ومنتشرة بشدة – بشأن الحرب الباردة، مثل مفهوم “التدمير المؤكد المتبادل”.

الضمير الاجتماعي العالمي

يثير تركز الثروات شكوكا أكثر حول “الضمير الاجتماعي”، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تمتلك الشريحة الأغنى في البلاد، التي تمثل 1٪ من السكان، ثروة أكبر مما تمتلكه الشريحة الدنيا التي تمثل 90٪. وفي الوقت نفسه، عاش 10٪ من المجتمع الدولي تحت خط الفقر – البالغ 1.90 دولار أمريكي في اليوم – في عام 2015. ولا يزال هذا الوضع مستمرا حتى بعد أن رفعت العولمة أعدادا كبيرة فوق خط الفقر وخفضت نسبة من هم تحت خط الفقر، الذين كانت وصلت نسبتهم إلى 36٪ من سكان العالم. وتشير التقديرات إلى أن الجائحة الأخيرة دفعت بحوالي 40 إلى 60 مليون مواطن تحت خط الفقر.

وفي هذا السياق، من المهم التأكيد على أن العولمة هي عملية تكامل وتفاعل غير رسمية بين الشعوب. لذلك، فإن إحدى خصائصها الرئيسية هي زيادة الترابط بين الاقتصادات العالمية والثقافات والسكان، ويحدث ذلك في الغالب في ظل تحكم محدود، وبالطبع غير حصري، من جانب الدولة. ولمّا أدركت الدول عجزها عن حل المشكلات بمفردها، أقامت معاهدات واتفاقيات ومنظمات دولية. وهكذا علينا اليوم أن نتبنى ثقافة دولية تعكس على نحو أكبر مفهوم “الضمير الاجتماعي” و”المنظور الجماعي” لتعامل أفضل مع الفرص والتحديات التي تقدمها العولمة.

والجدير بالذكر أن الأمم المتحدة – التي قامت من أجل حماية العالم من ويلات الحروب العالمية – قد أدخلت منذ البداية السياسة الواقعية والسياق الاجتماعي العالمي في إطار عملها. ويستهل ميثاق الأمم المتحدة بعبارة “نحن الشعب” لتحديد سياق وشكل أهداف الميثاق وأحكامه. وعلى الرغم من احترام الميثاق لسيادة الدول ولعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فإنه يزخر بإشارات إلى “العمل الجماعي”، فكان “الضمير الاجتماعي” للمجتمع الدولي هو المنطلق لمعظم التشريعات التي أرست قواعد ومعايير الممارسات الدولية والتي ظهرت خلال العقود السبعة الماضية.

فلماذا إذن فقد المجتمع الدولي “ضميره الاجتماعي” على المستوى العالمي، وفي المجالات الإقليمية، وداخل الأنظمة المحلية المعنية؟ من المفارقات أن هذا الفقد كان في بعض الحالات نتيجة غير مقصودة لنجاح الفردية، فالكثير من التقدم الذي شهده القرن الماضي لم يكن ليحدث لولا عوامل مثل الدافع والتصميم والبراعة والإبداع، وهي العوامل التي تميز الأفراد والدول القومية الناجحة. بيد أن هذا التقدم قد جاء في كثير من الأحيان على حساب الدعوة إلى “العمل الجماعي”. لذا، فإن إعادة التوازن بين العبقرية والإنتاجية للطموحات الفردية من ناحية، وبين المصالح الجماعية من ناحية أخرى، هي التحدي الأكبر الذي نواجهه، وهي التحدي الذي سيتطلب إجراء تغييرات مجتمعية.

وهناك سبب آخر وراء ذلك، ينقسم إلى شقين. أولا، إن طول الفترة التي كان العالم فيها ثنائي القطب قد دفع أنصاره الأساسيين إلى افتراض أنهم اكتسبوا حقوقا وأوضاعا خاصة لا تتحقق سوى من خلال ميزان قوى مختل، فاعتنقوا بالتالي السياسة الواقعية دون قلب أو ضمير. ومع نمو المجتمع العالمي وانهيار ميزان القوى، سرعان ما انهار الفاعلون في النظام العالمي.

وغني عن القول إن القوى الكبرى في الحرب الباردة لن تبادر ولن تتحمس لاعتناق مفاهيم ومبادئ جديدة أو صعود فاعلين جدد لنظام عالمي جديد. لذا، فإن المبادرة والمسؤولية هنا ستقع على عاتق جنوب العالم، وخصوصا – ولكن ليس حصريا – أصحاب الرؤى والأمم الناشئة.

وأنا أوصي كذلك بأن ينظم الأمين العام للأمم المتحدة نقاشات مع مجموعات من الأفراد بصفتهم الشخصية الفردية لتفادي أي منافسات حكومية أو أي بيروقراطيات، على أن يمتد مستوى هذه النقاشات وتكوينها وشكلها إلى ما هو أبعد من جلسات العصف الذهني التقليدية الروتينية التي كانت تُعقد في الماضي، مما يفسح المجال بحق لوجهات النظر التي تتعلق بالتحديات المستقبلية من دون تجاهل الوقائع الحالية، مع التركيز على العمل الجماعي والمصالح المشتركة على وجه الخصوص.

وما أن يتم وضع حزمة من المبادئ والأهداف والتدابير الخاصة بأفضل السبل لإحياء الضمير الاجتماعي الجماعي، يجب أن تكون هذه الحزمة محل جهد مكثف للدبلوماسية الهادئة، بتعاون كل من الهيئات الحكومية وصانعي الرأي، لخلق نقاش مجتمعي حول هذه القضايا. ثم تُطرح بعدها هذه الأفكار والمبادئ لاعتمادها على المستوى الجماعي أمام مجتمع الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن التابع لها، مع مناقشة قضايا الساعة على نحو أوسع وأعمق في الهيئات الدولية والإقليمية المعنية.

أعي أن سياسات نظام الدولة القومية اليوم تواجه تحديات جمة، ولكن لا يمكننا أن نتجنب الاضطلاع بجهود جادة وطموحة لإعادة تأسيس نظامنا المحلي والإقليمي والعالمي. ففي القرن الماضي، خلقت الخسائر المدمرة التي سببتها الحروب العالمية وعيا جماعيا يدفعنا للعمل كي لا يعيد التاريخ نفسه. أما ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين، فقد حان الوقت لرفع تطلعاتنا إلى مستويات أعلى من أي وقت مضى من خلال الالتزام من جديد بالصالح العام الجماعي وأن نتشارك جميعا في ضمير اجتماعي راسخ.

(*) مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

The post الضمير الاجتماعي وضروريات النظام العالمي .. طموحات فردية ومصالح جماعية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ElgoyJ4