معطيات رسمية تنذر بالتقييد الشديد لاستعمال ماء الشرب في المغرب

بينما اتخذت الحكومة عددا من الإجراءات الرامية إلى تقليص تبذير المياه، بعد إعلان “حالة الطوارئ المائية”، نتيجة الجفاف غير المسبوق الذي يضرب المملكة، يظهر أن الإجراءات المتخذة قد يتم تشديدها مستقبلا، وقد تشمل وقف استخدام الماء في مجالات جديدة، بعد وقف استخدامها في سقي المساحات الخضراء ومحلات غسل السيارات.

جاء ذلك في عرض قدمه مولاي إدريس الحسناوي، مكلف بمهمة لدى مدير البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء، حيث جاء في العرض أنه “ينبغي أن نتقبل إيقاف بعض استخدامات الماء مؤقتا، وربما في وقت معين سيصبح وقفها نهائيا”.

ويبدو أن المغاربة مُقبلون على التأقلم مع نقص مياه الشرب أيضا، إذ جاء في الوثيقة المذكورة بأن التزود بالماء الصالح للشرب أيضا سيتناقص، “إلى أن يصبح غير ذي نفع، إذا تخيلنا زيادة في عدد السكان إلى ما لا نهاية”.

وشدد الحسناوي على أن المغاربة ينبغي أن يعوا بأن الموارد المائية للمغرب متواضعة، وأن البلد في ظل هذه الوضعية من الطبيعي أن يشهد اضطرابات في مجال الماء، مشيرا إلى أن طريقة استعمال الماء الشروب قد تصل إلى مرحلة التقييد الشديد.

وقال مولاي إدريس الحسناوي إن مخططات تدبير المغرب لثروته المائية عرفت تطورا وتغيرا أملته الوضعية المناخية للمملكة، بعد أن بدأت تتقلص واردات المملكة من المياه، لا سيما ابتداء من العشرية الأخيرة من القرن الماضي.

ففيما يخص المخطط الكمي، تم الانتقال من تدبير الوفرة، قبل عام 1970، إلى تدبير الندرة ابتداء من سنة 1990، ثم تدبير الخصاص في الوقت الراهن.

وعلى المستوى الثقافي، تم الانتقال في التعاطي مع الماء من التدبير التقليدي إلى التدبري العصري.

وعلى المستوى التقني تم الانتقال من التدبير حسب الحاجة إلى التدبير حسب الطلب، بينما اعتُمد المخطط الجديد لتدبير المياه، على الصعيد الاقتصادي، من تدبير المجانية إلى التقييم.

وحسب المعطيات التي قدمها المسؤول بوزارة التجهيز والماء، فإن حصة الفرد من الماء في المغرب كانت تزيد على 2000 متر مكعب سنويا في سنة 1960، ثم سارت في منحى تراجعي خلال السنوات اللاحقة.

وفيما يعيش المغرب أزمة مائية حذت بالحكومة إلى إعلان حالة طوارئ مائية، تفيد المؤشرات الرسمية الصادرة عن وزارة التجهيز والماء بأن حصة الفرد من الماء في المغرب ستواصل الانخفاض خلال العشرية الحالية، لتصل إلى أقل من 500 متر مكعب في السنة.

وتعكس الأرقام الرسمية الانخفاض الكبير لواردات المغرب من الماء خلال العقود الخمسة الأخيرة؛ ففي عام 1962، كان حجم الواردات المائية يصل إلى 48 مليار متر مكعب، بينما لا يتعدى في سنة 2022 ملياري متر مكعب.

The post معطيات رسمية تنذر بالتقييد الشديد لاستعمال ماء الشرب في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/JiEodga

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire