بعدما كثر الحديث عن التنمية في الآونة الأخيرة، وأصبحت شعارا يرفعه السياسي أو مبررا تلجأ إليه المنظمات الدولية لفرض برامجها على دول العالم الثالث، وبعدما توالت البرامج التنموية التي اعتمدها المغرب؛ كان لا بد للباحث السوسيولوجي أن يتدخل ليضع العملية التنموية في سياقها السوسيوتارخي ويكشف عن مرتكزاتها النظرية وخلفياتها الإيديولوجية ومآلاتها.

ذلك ما اضطلعت به الدكتورة جميلة شرادي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث أصدرت أخيرا مؤلفا موسوما بعنوان: “استراتيجيات التنمية في المغرب: أسئلة سوسيولوجية حول المسارات والمآلات”. وهو مؤلف يقع في 222 صفحة، صادر عن “منشورات الحلبي” بتمارة.

إذا كان المجتمع المغربي في حاجة إلى التنمية فعلا، فالسؤال المطروح هو: أي تنمية يحتاج؟ هل أثرت الاستراتيجيات التنموية التي اعتمدها على مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟ وكيف آل مسار التنمية بالمغرب إلى خلق مشاكل اجتماعية معقدة؟

تلك من ضمن الأسئلة التي أجابت عنها الدكتورة اعتمادا على الأبحاث النظرية والوثائقية والميدانية المتصلة بالتنمية. لم تكتف في مؤلفها بالفحص النقدي للنظريات والمفاهيم، إنما ربطت المقاربات النظرية بتطبيقاتها في السياق المغربي، كما حللت مختلف مؤشرات واستراتيجيات التنمية، منذ الاستقلال إلى حدود آخر تصور تنموي جسده النموذج التنموي الجديد عام 2021.

على المستوى النظري، اعتمدت الدكتورة مقاربة نقدية كشفت من خلالها عن حدود النظريات الاقتصادية الكليانية، والنظريات ذات الخلفية الماركسية، إضافة إلى نظرية التبعية، والمقاربات النظرية المرتبطة بالسوسيولوجيا الكولونيالية. وعلى أنقاض هذه النظريات، قدمت النظرية النقدية للسوسيولوجي المغربي عبد الجليل حليم، كما قدمت نقدها السوسيولوجي للنماذج النظرية العنصرية حول المغرب.

أما على المستوى الميداني، فقد انكب المؤلف على فحص الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب وإبراز الاختلالات والأعطاب التي تخللتها. من ضمن أبعاد واستراتيجيات التنمية التي خصتها الدكتورة بالدراسة الميدانية نجد:

التنمية البشرية المرتبطة بقطاع التعليم.

دور قطاع التعليم العالي في النهوض بالتنمية.

الاستراتيجيات التنموية المتصلة بتأهيل التراث الثقافي.

تنمية التراث الثقافي المعماري للواحات.

التنمية المستديمة وتحديات البيئة في المدن العتيقة.

الاستراتيجيات التنموية الجهوية في علاقتها بالعدالة الترابية.

النموذج التنموي الجديد

انطلاقا من الفحص السوسيولوجي الدقيق للأبعاد التنموية السالفة وما يتصل بها من استراتيجيات تنموية، أبرزت الدكتورة أهمية القبول الاجتماعي في نجاح كل برنامج تنموي. وفي هذا الإطار تحديدا يأتي دور السوسيولوجيا التي لا محيد عنها لفهم تمثلات الساكنة المعنية بالتنمية.

من ضمن فروع السوسيولوجيا المعول عليها، قدمت الدكتورة نموذج السوسيولوجيا الحضرية، باعتبار أن المجال الحضري لا ينفصل عن ممارسات وتمثلات الساكنة، فهو نسق من المعاني والرموز التي تتحدد انطلاقا من تفاعلاتهم.

علاوة على ذلك، قدمت نموذج سوسيولوجيا المخاطرة أو المجازفة التي تهتم بالمخاطر والأزمات المحيطة بإنسان ما بعد الحداثة. ومن هذا المنظور، لا يمكن رصد آليات التوافق والقبول الاجتماعي لدى مختلف الفاعلين إلا من خلال الأخذ بعين الاعتبار تقييمهم للمخاطر واقتراحاتهم على مستوى إدارتها، وهو الأمر الذي يتطلب إشراك مختلف الفاعلين (من قبيل: الساكنة، والتقنيين، والخبراء، والمقاولين، والسياسيين) من جهة، والاستناد إلى البحث السوسيولوجي في كل عملية تنموية من جهة ثانية.

لكل هذه الاعتبارات، يمكن القول إن مؤلف الدكتورة جميلة شرادي يعتبر مرجعا لا محيد عنه لفهم التغيرات التنموية بالمجتمع المغربي وما يتصل بها من أعطاب. إنه مؤلف رصين وقائم على أرضية نظرية ومنهجية صلبة، مكنت بما لا يدع مجالا للشك من تقييم المسار التنموي للمغرب في شموليته.

The post شرادي تضع المسار التنموي في المغرب تحت مجهر "الفحص السوسيولوجي" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/kY0v7sp

أثار غياب النائب البرلماني رئيس مقاطعة بني مكادة بطنجة محمد الحمامي، المنتمي لحزب الاستقلال، عن حدث تدشين الملك محمد السادس “المركب الاستشفائي الجامعي محمد السادس” بطنجة، يوم الجمعة الماضي، موجة من التساؤلات، خصوصا أن الرجل من السياسيين الذين لا يفوتون مثل هذه المناسبات.

وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة أن برلماني حزب الاستقلال، الذي يرأس أكبر مقاطعة في المغرب، “جرى إبعاده عن المشاركة في التدشين الملكي لأسباب غير معروفة حتى الآن”.

وأكدت مصادر هسبريس أن رؤساء المقاطعات الثلاث، إلى جانب عمدة المدينة وبرلماني دائرة طنجة أصيلة، كانوا حاضرين في التدشين الملكي، مرجحة أن يكون البرلماني المذكور يواجه “غضبة” أبعدته عن الحدث الكبير.

وتأتي هذه الواقعة في ظل المشاكل العديدة التي يواجهها الحمامي على مستوى تدبير مقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة واتهامات بـ”التلاعب في رخص التعمير والبناء”، وهو الأمر الذي وتر العلاقة بينه وبين سلطات المدينة، فضلا عن قيامه بصفع أحد الصحافيين المحليين خلال نشاط رسمي ورفع الأخير دعوى قضائية ضده.

وما يزيد الغموض ويغذي التوقعات المتناسلة حول البرلماني الحمامي، دخول السلطات على خط التعمير بتراب المقاطعة التي يترأسها، إذ أصبحت هي المشرفة على منح رخص التزويد بالماء والكهرباء للأسر الراغبة في ذلك، بعدما ظل هذا الأمر في السنوات الماضية مجرد عمل روتيني يمارسه أحد نواب رئيس المقاطعة.

ووفق المعطيات ذاتها، فإن الحمامي توارى عن الأنظار قبل التدشين الملكي للمستشفى الجامعي محمد السادس، وهو قطب أكاديمي وطبي للتميز سيمكن بفضل كليته للطب والصيدلة من هيكلة عرض العلاجات على صعيد الجهة، وجلب كفاءات طبية جديدة وتوفير تكوين متطور.

وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونيةربط الاتصال بالبرلماني محمد الحمامي، مرات عديدة، إلا أن هاتفه ظل يرن دون أن يجيب، كما توصل برسالة نصية لم يرد عليها أيضا.

The post تساؤلات ترافق غياب البرلماني الاستقلالي الحمامي عن نشاط ملكي في طنجة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/0uEfsZL

وصف ديفيد دي روش، عن مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا، شخصية الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بـ”المستقطبة”، موردا أنه رغم خسارته الانتخابات الرئاسية السابقة، إلا أن ترامب لا يزال حاضرا على الساحة السياحية.

وعدد الباحث ذاته، ضمن مقال منشور من طرف مركز المستقبل للأبحاث والدراسات بعنوان “هل يصبح ترامب رئيسا مرة أخرى؟”، أربعة أسباب لعودة ترامب، تتأرجح بين العثرات الاقتصادية والسياسية وضرر الانسحاب الكارثي من أفغانستان بصورة جو بايدن، والشهرة الكبيرة التي يحظى ترامب من بين الجمهوريين، بالإضافة إلى اعتبار مؤيدي ترامب أن التحديات القانونية التي تواجهه سعي من الدولة العميقة لاستبعاد المرشح الوحيد الذي يتحدى سيادتها.

هذا نص المقال:

يُعد دونالد ترامب رئيسا لا مثيل له، حيث لديه القدرة على إثارة كمٍّ من المشاعر المتناقضة، من الولاء والبغض، لم نشهده من قبل في السياسة الأمريكية الحديثة، فهو يمثل للبعض صوت المغدور بهم، الذين تعرضوا لهجوم لا هوادة فيه على يد ائتلاف دولة عميقة تحايلت بلا رحمة (بمساعدة وسائل الإعلام ونخبة من المنظمات غير الحكومية والقضاة الحزبيين) على القانون والعرف الأمريكيين، وتآمرت ضده أثناء فترة حكمه، بل وأخّرت نشر لقاح “كوفيد-19” من أجل إعادة ما ترى أنه الطبقة الحاكمة الشرعية.

أما البعض الآخر فيرونه مراوغا استغل الفقراء والمهمشين لإرضاء غروره وحشد المزيد من الثروات، وتسبب في سبيل ذلك في تعميق الانقسامات وتعريض مؤسسات الدولة للخطر في محاولاته العبثية للاحتفاظ بالسلطة بأي وسيلة، سواء أكانت شرعية أم لا.

فبطبيعته، يعد ترامب شخصية مستقطبة، على الرغم من خسارته الانتخابات الرئاسية السابقة، لكنه مع ذلك لا يزال حاضرا على الساحة السياسية، وفاجأ الجميع بظهوره في المقدمة كمرشح للانتخابات الرئاسية التالية لعام 2024. ولكن كيف حدث هذا؟

فهم الناخبين الأمريكيين

يتعين على المرء أوّلا دراسة طبيعة الناخبين الأمريكيين من أجل تحليل هذه الظاهرة تحليلا وافيا؛ فالولايات المتحدة منقسمة سياسيا حاليا إلى معسكرين لهما وجهات نظر مختلفة اختلافا جذريا حول دور الحكومة في المجتمع، مع وجود مجموعة كبيرة (ومتنامية) من السياسيين المستقلين في المنتصف بينهما. وعلى المرشح الرئاسي-إذا أراد الفوز-زيادة أعداد الناخبين من قاعدته، بالإضافة إلى إقناع عدد من المستقلين بأن فوزه هو أفضل طريقة للمضي قدما.

ولطالما كان ترامب المرشح الأقل جاذبية بالنسبة للنخب الحزبية في كلا الحزبين؛ فلم يكن جاذبا سوى للناخبين غير المتعلمين والعاملين بالريف والمصانع الذين طالما عُدوا ناخبين ديمقراطيين. ولقد كسب ودهم في عام 2016 عندما أشار إلى أن الصناعة الأمريكية (ووظائف العمال ذوي المهارات المتدنية وغير المتعلمين) قد تراجعت خلال ثماني سنوات من الحكم الديمقراطي، وستستمر في التدهور في ظل هيلاري كلينتون التي كانت ذائعة الصيت ولكن بلا شعبية واسعة.

وبحلول عام 2020، صار انعدام شعبية ترامب بين العديد من الأمريكيين يضاهي على الأقل انعدام شعبية هيلاري كلينتون في عام 2016. وأدى مقتل جورج فلويد في مينيابوليس إلى تعبئة الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي في الحزب الديمقراطي، وشحذ نشاطهم ليصل إلى مستوى أعلى بكثير من النشاط الذي كانوا عليه في عام 2016.

كما قللت القيود المفروضة بسبب “كوفيد-19″من خيار حملة ترامب المفضل، ألا وهو حشد تجمعات كبيرة لصالحه، وكذلك أنقذت جو بايدن المُسن من مشقة الخروج في حملات عادية. وبسبب تحرير وسائل الاقتراع نتيجة لانتشار كوفيد (حيث شملت الاقتراع الغيابي والاقتراع عبر البريد) بلغ الإقبال على التصويت في المناطق التي كانت متشككة في ترامب مستويات غير مسبوقة.

في هذا الإطار، عادة ما يتصاعد السؤال: لماذا عاد ترامب عنصرا من عناصر سياسات الرئاسة اليوم؟

أسباب عودة ترامب

أولا: ترتبط أسباب عودة ترامب بالعثرات الاقتصادية والسياسية لإدارة بايدن؛ ففي عهده وصل التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من جيل مضى، حيث ارتفعت أسعار البنزين ارتفاعا ملحوظا منذ أن تولى بايدن منصبه، ولا تزال أعلى بكثير مما كانت عليه إبان إدارة ترامب (ومن المعروف أن مقياس السعر الرئيسي الذي يستخدمه معظم الناخبين من الطبقة المتوسطة والدنيا هو سعر البنزين، فهو السلعة الوحيدة التي يُعلن سعرها على اللافتات في جميع أنحاء البلاد والتي تُشترى بانتظام). وعلى الرغم من أن المؤشرات المالية الأخرى سيئة كذلك، فإن زيادة أسعار البنزين لا تزال هي الأكثر تأثيرا في الناخبين.

ثانيا: أضر الانسحاب الكارثي من أفغانستان بصورة بايدن وسمعته كطرف موثوق به في السياسة الخارجية. وعلى الرغم من سعي إدارة بايدن إلى تصوير كل هذا على أنه نتيجة طريقة تعامل ترامب مع طالبان، يبدو أن الناخبين المترددين لا يميلون سوى إلى تذكر من كان في السلطة عندما تم اتخاذ قرار الانسحاب المفاجئ. ولا يزال الجمهوريون يذكّرون الشعب بهذا الأمر من خلال جلسات الاستماع في مجلس النواب، وسيواصلون فعل ذلك حتى موعد الانتخابات.

ثالثا: لا ينظر مؤيدو ترامب إلى التحديات القانونية التي يواجهها على أنها العدالة التي يستحقها، بل على أنها سعي من “الدولة العميقة” إلى استبعاد المرشح الوحيد الذي يتحدى سيادتها، بل وينظرون حتى إلى أعمال الشغب المروعة التي جرت في 6 يناير في مبنى الكابيتول هيل من المنظور نفسه؛ فمؤيدو ترامب يسردون تواريخ سجن المتهمين في قضية الكابيتول هيل ويقارنونها بالأحكام الأخف التي صدرت ضد مثيري الشغب في احتجاجات 2020 في مينيابوليس وبورتلاند وأماكن أخرى.

رابعا: لا يوجد مرشح جمهوري آخر يتمتع بشهرة وبحضور ترامب، فلقد بلغت شهرته أنه عندما وُجهت إليه اتهامات في نيويورك، لم تر الجهات الحكومية أي ضرورة لالتقاط صور جنائية له مثل باقي المتهمين. ونحن نعيش في عصر تزداد فيه أهمية وسائل الإعلام والصورة عن المضمون الجوهري، وحتى ألد أعداء ترامب سيقرّون أنه – عندما يقرر ألا يكون فظا – قد يكون مثيرا للاهتمام. لذا، فإن عدم انضباطه وإتيانه بأفعال غير متوقعة يجعلانه مرشحا مثاليا لعصر سيطرت عليه الصورة والإعلام. ولأنك لا تعرف أبدا ما سيقوله في اللحظة التالية، ستجد نفسك تتابعه دون قصد. وهكذا نجد أن هناك شخصيات أخرى من الحزب الجمهوري قد تنافس ترامب، لكن لا أحد منها لديه هذه الشخصية المعروفة على المستوى الوطني التي يتمتع هو بها.

ومن المفارقات أن ترامب ليس المرشح الأقوى بين الجمهوريين فحسب، بل هو المرشح الذي يرغب الديمقراطيون في مواجهته كذلك؛ فهو الرجل الذي هزمه جو بايدن في السابق، والآن مع حشد الحزب الديمقراطي قاعدة شعبية أكبر بعد قرار المحكمة العليا، أخيرا، إتاحة حبوب الإجهاض، وبالإضافة إلى فظاظة ترامب المتكررة، يبدو ترامب أنه رجل يمكن أن يُهزم ثانية على يد بايدن.

بيد أن هناك عددا قليلا في القاعدة الديمقراطية ممن لا يكرهون ترامب بشدة؛ فهناك الكثير من أهم المستقلين قد يتفقون معه في بعض المسائل السياسية، لكنهم يرون أن سلوكه لا يليق بأن يصبح رئيسا مرة أخرى، كما أن هناك كثيرين في الحزب الجمهوري ممن يكرهون ترامب سرا ويسعون إلى فرصة لإفشال ترامب، ورفض ما يرون أنه تمجيد لشخصه.

ولكن لا تزال أمامنا أشهر عدة تفصلنا عن الانتخابات، وقد يحدث فيها الكثير؛ فحدوث ارتفاع كبير في أعداد المهاجرين غير الشرعيين عن طريق المعابر الحدودية الأمريكية هو أمر واقع لا محالة، وقد تسوء الأوضاع في حرب أوكرانيا، وقد يجن جنون إيران مرة أخرى، وقد تظهر على الاقتصاد الأمريكي أعراض “ركود تضخمي” مخيف مثل الذي أضر بجيمي كارتر أيما ضرر، وهذه هي الظروف المثالية لأي مرشح جمهوري. ولكن ترامب لا يزال مرشحا ذا مثالب كثيرة، ويواجه تهما جنائية عديدة في عدد من الولايات القضائية، كما أنه رجل لا يحظى بولاء حقيقي من مختلف المستويات المهنية داخل حزبه؛ وأخيرا يمكنا القول إننا على أعتاب مغامرة كبرى.

The post الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. أربعة أسباب قد تعيد ترامب إلى البيت الأبيض‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/WdzmVOv

من مقرهم الأم في مدينة العروي، على بعد 27 كيلومترا من مركز إقليم الناظور، حطّ الكركريّون الرحال بضريح مولاي إدريس بفاس، محتفلين بـ”خلوة الولي الصالح الشيخ محمد فوزي الكركري”، وفق تعبيرهم.

هذا اليوم حضره مريدون لهذه الزاوية من تارودانت وكلميم وأكادير ومراكش والدار البيضاء وطنجة والرباط ومكناس ووجدة، ومن دول أجنبية، وأهدى فيه مقدم “الشرفاء الأدارسة القيطونييين” شيخ الكركريين جزءا من كسوة ضريح المولى إدريس، مع رفع برقية تجديد الولاء لملك البلاد بوصفه “أمير المؤمنين، وسبط النبي”، متضمنة تعبيرا عن “أصدق آيات الولاء والإخلاص، والتعلق بأهداب العرش العلوي المجيد”.

هذا الاحتفال المتجدد في اليوم السادس من شهر شوال الهجري كل سنة، يوافق تاريخ الاكتشاف الروحي للشيخ الحالي للزاوية، وفقهان وهو ما تسميه بيوم “الفتح العظيم والظفر بسر الأسرار ولب الأنوار”.

في هذا الإطار، قال مصدر من الزاوية لهسبريس: “هذا موسم خاص، نحتفل فيه بخروج الشيخ من الخلوة، وهي خلوة في سنة 2005 دخلها على يد ابن عمه، بعدما ساح 10 سنوات، وحضر درس التوبة، وتأثر به كثيرا، وقرر الذكر على يد الشيخ الراحل، فانتقل من العروي إلى تمسمان على قدمه حافيا، قائلا إنه يريد التوبة”.

ثم بعد امتحان، “عرف صدق نيته، وأعدت له الخلوة وكان الفتح في 6 شوال، حين عرف الحق عز وجل، ونحن مريدوه نحتفي بهذا اليوم.”

بعد هذه الفترة “أذن له مولاي الحسن الكركري في المشيخة، بعدما رافقه في الذكر، وتفسير ما يعيشه، وصار شيخا مربيا بعد وفاته، ووصلت الزاوية إلى ما وصلت إليه حاليا”.

إذن، وفق المصدر نفسه، “هذا يوم مقدس لدى الزاوية الكركرية، أظهر الله فيه الولاية والمشيخة”، وكان إحياء الموعد هذه السنة بفاس لأن “الشيخ من أحفاد مولاي ادريس”، كما أن هذا اليوم فرصة لـ”تجديد البيعة والولاء” لملك البلاد.

وذكرت الزاوية الكركرية أن ضريح المولى إدريس قد شهد إحياء هذا اليوم لأنه “جَدُّ أغلب شرفاء المملكة المغربية الشريفة”، لذا توافد عليه المريدون “من رجال ونساء وشبان أتوا من كل مكان لتخليد ذكرى هذه المناسبة المباركة”، من أنحاء المغرب، ومن “الجزائر، وتونس، وفرنسا، وبلجيكا، والأردن، ومصر، وبلدان أخرى يصعب حصرها.”

The post مغاربة وأجانب يحتفلون بخلوة شيخ الزاوية الكركرية في ضريح المولى إدريس appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/VERqw9i

قتل رجلان وأصيب شخص ثالث بجروح خطيرة، في “كال أندرسون بارك” بحي “كابيتول هيل”، بمدينة سياتل الأمريكية.

ونقلت صحيفة “سياتل تايمز” الأمريكية عن أدريان دياز، قائد شرطة سياتل، قوله في مؤتمر صحفي إن شخصا توفي في مكان الحادث فارق الثاني الحياة بمركز “هاربورفيو” الطبي، وتم نقل الشخص المصاب أيضا إلى مركز هاربورفيو وحالته خطيرة.

وتقوم الشرطة بالبحث عن رجل رابع يحتمل أن يكون “مرتبطا بإطلاق النار”، وفقا لدياز، بينما الإدارة تسعى للحصول على لقطات فيديو من منطقة الحادث.

ولم تقدم إدارة الشرطة معلومات عما إذا كان مطلق الرصاص لا يزال طليقا، أو أي تفاصيل أخرى حول سبب الواقعة المميتة.

The post الرصاص يخلف قتيلين بسياتل الأمريكية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/rMqJBVe

يحمل المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 17 سنة آمال الرياضة المغربية في بلوغ نهائيات مونديال الفئة ذاتها خلال مشاركته في كأس إفريقيا للأمم، التي تحتضنها مدينة قسنطينة الجزائرية اعتبارا من السبت.

وتشكل الكأس القارية، التي تشهد مشاركة 12 منتخبا، بالنسبة لـ”أشبال الأطلس” الطريق الأوحد لانتزاع إحدى البطاقات الأربع للتأهل إلى المونديال.

والمنتخبات الـ12 هي، بالإضافة إلى المغرب، الجزائر، البلد المنظم، والصومال والسنغال والكونغو ونيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا، والكاميرون ومالي وجنوب السودان وبوركينافاسو.

وإذا كان التتويج القاري يبقى غاية في حد ذاته بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي، فإن حجز مقعد له في نهائيات كأس العالم، كما أكد ذلك سعيد شيبا، مدرب الفريق الوطني، “هدف منشود”.

جميع مكونات كرة القدم الوطنية، من جامعة وأطر وجمهور أيضا، رفعوا سقف طموحاتهم، خاصة بعد الإنجاز الأخير المتميز الذي حققه “أسود الأطلس” في نهائيات كأس العالم “قطر 2022”.

وكما شدد على ذلك شيبا أيضا، قبيل التوجه إلى قسنطينة أمس الجمعة، فإن المشاركة في كأسي إفريقيا للأمم والعالم وتحقيق نتائج إيجابية، تبقى مهمة في مرحلة التكوين إلى جانب البرامج التدريبية، مشيرا إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفرت جميع الظروف من أجل تحقيق أفضل النتائج.

ويتسلح المنتخب المغربي، من أجل بلوغ الهدف، إلى جانب العناصر الوطنية التي تمارس بأرض الوطن، بأخرى محترفة في أوروبا وتلعب في صفوف أندية كبيرة.

ومن بين هذه العناصر، اللاعب آدم بوفندر، نجم خط وسط فريق يوفنتوس الذي سجل أربعة أهداف في دوري الناشئين الإيطالي لأقل من 17 سنة، كما حمل شارة العميد لناديه خلال أربع مباريات، وعثمان الإدريسي، جناح نادي دارمشتات الألماني، وزكريا وزان، مهاجم فريق أياكس الهولندي الواعد.

رغم صعوبة المجموعة الثانية، التي تضم المغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا، فإن تحقيق نتائج جيدة بات جزءا لا يتجزأ من الأهداف التي تم تسطيرها حتى بالنسبة للفئات الصغرى، والتي تبقى عاملا محفزا وتكوينيا في أفق التحاق أكبر عدد من اللاعبين المتميزين بمنتخب الكبار.

وسيدشن المنتخب المغربي مشواره في المسابقة القارية، غدا الأحد، بمواجهة منتخب جنوب إفريقيا، على أرضية ملعب محمد حملاوي بقسنطينة (الساعة الثامنة مساء)، فيما يلعب ضد منتخب نيجيريا في لقائه الثاني، يوم ثالث ماي، بملعب محمد حملاوي (الساعة الخامسة مساء)، على أن ينهي دور المجموعات بمواجهة منتخب زامبيا في مباراته الثالثة على أرضية الملعب ذاته (الثامنة مساء).

وكان مدرب المنتخب الوطني وجه الدعوة إلى 26 لاعبا للمشاركة في هذه المسابقة، ويتعلق الأمر بكل من آدم بوفاندر، وعثمان الإدريسي، وزكرياء وزان، وعبد الحميد معالي، ومحمد قطيبة، وعبد الحميد آيت بودلالو، ومروان ريان بياض، وحمزة كوتونو، وآدم شاكير، وفؤاد الزهوني، وسعيد الرافعي، وحاتم الموس، وحمزة المتوكل، وأيمن الناير، وحمزة أجليد، ومحمد رضوان، وآدم حنين، وعدنان الأحمر، وزكرياء العلوي، وإسماعيل البختي، ومعاد بوغيزان، وسيف الدين شلاغمو، ومحمد كبداني، وعمران صديقي.

The post "منتخب الأشبال" يحمل آمال الرياضة المغربية في بلوغ نهائيات "المونديال" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/tro6wNn

2/3

اهتمامٌ بـ”المملكة المورية”، أول دولة مغربية في التاريخ، يحضر في أحدث كتب المؤرخ امحمد جبرون “تاريخ المغرب القديم”، الصادر عن دار الإحياء للنشر والتوزيع.

في الفصل الخاص بـ”المملكة المورية”، التي عمّرت 500 سنة قبل السقوط في براثن الاحتلال الروماني، محاولة تركيب لمعالم الوجود السياسي والعسكري والاقتصادي والبيئي والمجتمعي والديني والثقافي واللغوي، رغم شحّ التوثيق التاريخي؛ بالاعتماد على “الإشارات القليلة والقديمة التي حملتها بعض النصوص الإغريقية والبونية واللاتينية، بالإضافة إلى بعض الآثار والشواهد المادية”.

ومن بين ما يصطدم به التأريخ لهذه المملكة، والتاريخ المبكر للمغرب، عجز الباحثين عن فك شفرة الصفائح الصخرية المنقوشة في أنحاء البلاد؛ ما يضطرهم إلى التعويل على “حواشي وهوامش المصادر الإغريقية واللاتينية، التي لم يكن مقصودها الأول التأريخ لشمال إفريقيا والمغرب على وجه الخصوص”.

لكن هذا لا ينفي بالنسبة لامحمّد جبرون أن “المملكة المورية من الممالك المغربية المتوسطية المظلومة في التاريخ، التي لم توفّ حقها، إذ بقيت محجوبة عن الأنظار، وبعيدة عن أعين وألسن المؤرخين، ولم يتعرضوا لها سوى نادرا”.

لغات المورييين

ذكر امحمد جبرون أن المغرب “عرف خلال العهد الموري تطورات مهمة على صعيد اللغة المكتوبة، تمثلت أساسا في التطورات التي عرفتها اللغة المغربية القديمة وانتقالها من الأبجدية القديمة إلى الأبجدية الكلاسيكية، وتمثلت أيضا في المكانة التي اكتسبتها اللُّغات الأجنبية داخل المجتمع المغربي، وخاصة اللغتين البونيقية واللاتينية”.

وأضاف الكاتب ذاته: “لقد كانت اللغة المغربية القديمة أو اللغة المورية (الليبية البربرية في المراجع الأجنبية) مختلفة نسبيا عن اللغة التي كانت سائدة في الناحية الشرقية لشمال إفريقيا أو في الصحراء (…) وإذا كانت أبجدية الشرق مقروءة اليوم من طرف عدد من الباحثين بحكم اقتران عدد من نصوصها بنصوص بونيقية أو لاتينية، فإن أبجدية الغرب (المورية) مازالت مجهولة وغير مقروءة بالكامل، ما يحول دون الإفادة منها تاريخيا”.

ويوضح جبرون أن اللغة المغربية انتقلت خلال العهد الموري “من طابعها القديم بشكل تدريجي قبل أن تتخذ شكل التيفيناغ”، في انتقال تقدر مدته بثلاثة قرون، وزاد مستدركا: “لكن رغم التطورات والتحسينات التي عرفتها اللغة المورية عبر قرون من التعديلات فإنها لم تنجح في فرض نفسها كلغة سياسية وإدارية قابلة للاستمرار، واقتصر استعمالها على شؤون الدين والحياة الروحية، ولا أدل على ذلك أن أغلب نصوصها التي تم العثور عليها مرتبطة بالقبور والمنشآت الجنائزية، ولا نعثر عليها في الآثار التي تهم المعاملات التجارية والإدارية”.

ويتابع المتحدث شارحا: “إلى جانب اللغة المورية التي كانت لغة التواصل الأساسية في الحواضر والقرى، ولعلها أيضا كانت لغة التعبير الديني، استعمل المغاربة اللغة البونية، خاصة في الحواضر”، ثم قال: “لن نجانب الصواب إذا قلنا إنها كانت اللغة الرسمية للمملكة المورية في معظم تاريخها، تستعملها في أمور الإدارة والاقتصاد والدبلوماسية، فالكثير من الشواهد من المسكوكات وغيرها التي عثر عليها في الحواضر والمراكز التجارية التي عمّرها القرطاجيون والأهالي تحمل كتابة بونية، مثل النقود التي عثر عليها في ليكسوس، وطنجي، وخزف مدافن مدينة سلا”.

هذا الأمر بلغ ذروته “بعد تحول (البونية) إلى لغة عامية نسبيا، وهو ما تجلى في اتخاذ بعض الأهالي أسماء بونية”، و”ساهم الجنود الموريون الذين كانوا ينتسبون للجيش القرطاجي في نشر البونية لغة وثقافة بين الأهالي في الحواضر وخارجها”.وهكذا، “عاشت المملكة المورية في معظم أوقاتها ازدواجية لغوية وثقافية كبيرة وواضحة، فمن جهة اتخذت اللغة الأجنبية البونية ثم اللاتينية لغة رسمية أو شبه رسمية، استعملت في مجالات الإدارة والتجارة والدبلوماسية بالأساس، وإلى جانبها اللغة المورية التي كانت تستعمل في التواصل اليومي، وربما أيضا في المجال الديني، كما تؤشر على ذلك شواهد القبور… وتقدم مدينتا وليلي وليكسوس أدلة قوية على هذه الازدواجية”، يورد المصدر ذاته.

وفي آخر عهد المملكة المورية، قدم “عهد الملك الموري يوبا الثاني، النوميدي الأصل، مثالا بارزا على الازدواجية الثقافية التي عاشتها”؛ فقد “تربى هذا الملك في البلاط الروماني، وتشبع بثقافة الرومان والإغريق منذ أن كان عمره خمس سنوات، وعينه الإمبراطور الروماني أغسطس ملكا على موريطانيا سنة 25 قبل الميلاد، وقد اتخذت مملكة موريطانيا في عهده طابعا إغريقيا ولاتينيا واضحا”، وفق جبرون.

The post المملكة المورية .. ازدواجية لغوية تاريخية وعجز بحثيّ عن فهم "الحرف" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ovHaVsX

بينما يشهد السودان مواجهات عسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، نشبت حرب موازية بين الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، سواءً عبر المنصات الرسمية لكليهما أو عبر حسابات المستخدمين الذين دخلوا في سجال رقمي لم يخل من انتشار مقاطع فيديو كاذبة وأخبار مزيفة.

وبالتالي شن طرفا الصراع حرباً نفسية ودعاية عسكرية عبر هذه المنصات الإلكترونية التي تم استخدامها لتصدير معلومات بعينها للداخل السوداني والمجتمع الدولي، ما جعل الأخبار المتداولة متناقضة ومتضاربة بين الجانبين. وقد تفاقمت هذه المشكلة في ظل صعوبة العمل الإعلامي الميداني بمناطق الصراع، الأمر الذي فرض حالة من الضبابية ربما كشفت عن الوجه القبيح للاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات ومخاطبة الرأي العام، ولاسيما خلال أزمة محتدمة تخلق بيئة استقطابية أكثر قابلية لإنتاج ونشر الأكاذيب والدعاية الموجهة.

حرب التغريدات:

على الرغم من وجود العديد من الصفحات والحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم المسميات الرسمية للقوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع، فإن الطرفين يحددان لنفسيهما عدداً من المنصات النشطة التي يعلنانها كحسابات رسمية ينشران من خلالها البيانات والفيديوهات والصور وغيرها من المواد الإعلامية ذات الصلة بالأحداث الراهنة.

وتمتلك القوات المسلحة السودانية صفحة على “فيسبوك” يتابعها 1.4 مليون شخص ويبلغ حجم التفاعل عليها 359 ألفاً، فضلاً عن حساب على “تويتر” يتابعه ألفان فقط إلا إنه غير نشط وتعود آخر تغريدة عليه إلى 10 مارس 2023، ليصبح حساب الإعلام العسكري التابع للناطق باسم القوات المسلحة هو المنصة الأكثر نشاطاً عبر “تويتر”، والتي تعيد نشر البيانات والمواد المصورة التي يتم مشاركتها عبر “فيسبوك”، وهو حساب يتابعه 57 ألف شخص تقريباً وعليه 182 تغريدة فقط، ولم يكن نشطاً بالمرة من قبل، حيث تعود آخر تغريدة عليه قبل الصراع الأخير إلى 10 يوليو 2021 ليعاود النشر بكثافة عقب اندلاع الاشتباكات في منتصف إبريل 2023.

على الجانب الآخر، تمتلك قوات الدعم السريع حسابات أكثر نشاطاً وتفاعلية، حيث يتابع حسابها على “تويتر” 93 ألف شخص وعليه 4860 تغريدة، فيما يتابع صفحتها الرسمية على “فيسبوك” 965 ألفاً ويتفاعل عليها 214 ألفاً، وهو ما يُعد معدلاً مرتفعاً للتفاعل، أخذاً في الاعتبار أنه لا يعكس بالضرورة التأييد أو المعارضة وإنما يبين حجم النقاش بشأن منشورات الصفحة، كما تمتلك هذه القوات حساباً على “إنستغرام” أقل نشاطاً يتابعه 17 ألف مستخدم وعليه أكثر من 2800 مادة مصورة.

وخلال الفترة من 15 إلى 24 إبريل 2023، يمكن ملاحظة الاستخدام المكثف لتلك الحسابات لنشر أخبار تدعم انتصارات كل طرف مع توجيه الاتهامات للطرف الآخر، وتم خلال ذلك توظيف تقنيات النص والصورة والفيديو، ويمكننا تقديم نظرة أكثر عمقاً لذلك من خلال رصد التغريدات المنشورة على حساب الإعلام العسكري للقوات السودانية وحساب قوات الدعم السريع على “تويتر”.

فخلال تلك الفترة المذكورة، نشر حساب الإعلام العسكري للقوات المسلحة السودانية 119 تغريدة تضمنت 11 مقطع فيديو وكان عليها 17081 إعجاباً و3792 رداً، تضمنت 1883 كلمة، وبالتحليل التكراري لتلك الكلمات يظهر استفاضة الجيش السوداني في استخدام صفات تنزع الشرعية القانونية عن قوات الدعم السريع، حيث تكرر استخدام أوصاف “المتمردة” و”متمردون” و”تمرد” بإجمالي 56 مرة، فضلاً عن أوصاف “المليشيا” 19 مرة و”العدو” 5 مرات، وبالمقابل عمد إلى ذكر المدنيين ومخاطبة الشعب السوداني بنحو 38 مرة، لتأكيد رغبته في حماية الشعب من اعتداءات “الطرف المضاد”. ويُلاحظ غياب أي إشارة لقوى التغيير أو الألفاظ المتصلة بالديمقراطية في تغريدات القوات المسلحة باستثناء تأكيد عابر في بداية الصراع يوم 17 إبريل أنه “لا تراجع ولا نكوص عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به”.

فيما نشر حساب قوات الدعم السريع على “تويتر” 179 تغريدة، عليها 74037 إعجاباً، و10532 رداً، وهو ما يعكس حجماً أكبر من النقاش والسجال الرقمي، زاد منه استخدام المواد المصورة، حيث بلغ عدد الفيديوهات المتضمنة 57 فيديو. وبالتحليل التكراري لكلمات تلك التغريدات والبالغ عددها 2277 كلمة، يتضح استخدام أوصاف “الانقلاب” و”الانقلابيين” ضد الجيش السوداني بنحو 23 مرة، والاتهامات بتحالفه مع فلول النظام السابق باستخدام أوصاف “البائد” و”الفلول” بنحو 11 مرة، مع الإشارات المتكررة للمدنيين والمواطنين بإجمالي 21 مرة، وتوجيه الخطاب المباشر للشعب 26 مرة.

وعلى عكس القوات المسلحة، تضمنت تغريدات قوات الدعم السريع إشارات متكررة للمسار السياسي ووصف نفسها بهاشتاغ #حراس_الثورة_المجيدة، ووصف القتال بأنه #معركة_الديمقراطية، مع تأكيد أن القتال هو “معركة الكرامة من أجل استرداد حقوق شعبنا في الحرية والعدل والديمقراطية”، وأن “قوى المجتمع المدني صدحت بصوت الحق ضد الظلم والطغيان”.

فوضى التزييف:

بمراجعة التصحيحات المنشورة على مراصد الأخبار الكاذبة في مواقع “فتبينوا”، و”مسبار”، و”تفنيد”، وكذلك خدمة التحقق بوكالة الأنباء الفرنسية والتصحيحات المنشورة على هيئة الإذاعة البريطانية وقناة الجزيرة وبوابة العين، يبلغ عدد قطع المحتوى المُضلل التي رصدتها تلك الخدمات 37 ما بين فيديوهات وصور وتصريحات، وهو ما يقل بالتأكيد عن حجم التزييف المتداول، ولاسيما بالنظر للشهادات الفردية التي يصعب التحقق منها، إلا أنها تمثل أكثر قطع المحتوى انتشاراً ومشاهدة، والتي اتصل أغلبها بنشر مقاطع مصورة قديمة أو من أحداث في بلدان أخرى مثل ليبيا والعراق ونسبتها إلى أحداث السودان، وهو ما يدخل ضمن نطاق تزييف السياق، بخلاف المحتوى المزيف بشكل كامل ولا أساس له من الصحة مثل وفاة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أو هروب وزير الدفاع الفريق الركن ياسين إبراهيم، أو اشتعال حريق في خطوط أنابيب بورتسودان.

والملاحظ أن أغلب الأكاذيب اتصلت بالاشتباكات وإحراز التقدم العسكري على الأرض، فيما استهدف بعضها دولاً أخرى وفي مقدمتها مصر، والتي تسببت أزمة احتجاز جنودها في اشتعال الشائعات بشأن رد الفعل المصري أو مصير الجنود أو مكان وجودهم واتفاقات الإفراج عنهم وغيرها من أنماط التزييف.

وعلى جانب آخر، أظهرت الأزمة أخطار إجراءات تسليع علامة التوثيق الزرقاء في “تويتر” نظير الدفع وليس نظير صحة الهوية، حيث قام حساب يستخدم اسم قوات الدعم السريع ويحمل العلامة الزرقاء بنشر خبر مزيف يوم 21 إبريل حول وفاة حميدتي متأثراً بجراحه، وهو ما تبين كذبه بالرغم من نيل التغريدة انتشاراً وتفاعلاً من المستخدمين.

كما لم تخل فوضى التزييف من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً عن انتشار أعداد كبيرة من تغريدات تروج لمعلومات مزيفة مصحوبة بكلمة “شات جي بي تي” وكلمات عشوائية أخرى لها علاقة بالسودان، كنوع من التضليل عند البحث عما يجري في الأزمة السودانية.

ولعل انتشار تلك الأخبار المزيفة يزيد من حالة السجال على وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل مرآة عاكسة للأوضاع السودانية المضطربة وعاملاً يعزز ذلك الاضطراب أيضاً بإتاحة ساحة للتراشق وتعزيز الاستقطاب فضلاً عن نشر التضليل، الأمر الذي فاقم منه صعوبة ممارسة المراسلين والصحفيين عملهم الميداني بسبب الاشتباكات، وأصدر بشأنه الاتحاد الدولي للصحفيين بياناً يوم 21 إبريل 2023 حذر فيه من استهداف الإعلاميين، ما يؤكد استحالة استبدال المنصات الاجتماعية بالعمل الإعلامي الاحترافي، وأهمية الدفاع عن استقلاله.

سردية الحرب:

بالنظر للمحتوى المنشور عبر حسابات الأطراف المتنازعة في السودان، يمكن تحديد مجموعة من السمات الرئيسية لإدارة تلك “الحرب الموازية” وأهدافها، تتضمن الآتي:

1- نزع المشروعية: أكد خطاب كل طرف مشروعية التحركات العسكرية التي يقوم بها ضد الآخر، في خطاب يسوده الطابع الرسمي عبر لغة بيانات الحرب وإرفاق الشعار والظهور بالزي العسكري، والتأكيد على ثلاثة مرتكزات رئيسية؛ الطرف البادئ بالصراع وتبادل الاتهامات بشأن سبب اندلاع الأزمة من الأساس، والطرف الأحق بالتعبير عن الإرادة الشعبية والرامي لتسليم السلطة للمدنيين، والطرف الأجدر بالثقة الدولية وتنفيذ الاتفاقات، وهو ما ساده استخدام أوصاف “المتمردين” و”المليشيا” و”التطرف” و”الانقلاب” و”الشلة” و”الزمرة” ضد الطرف الآخر لانتزاع مشروعيته التي يكتسبها باعتباره جزءاً من السلطة الانتقالية.

2- آلة الدعاية: استخدم كل طرف المنصات الاجتماعية لاستعراض انتصاراته وممارسته الضغوط على الطرف الآخر، ومحاولة إظهار سيطرته على المواقع الاستراتيجية، ولاسيما في الأيام الأولى من الصراع المسلح، فضلاً عن الإسراع في نفي الانتصارات التي ينسبها الطرف الآخر لنفسه وملاحقته بالاتهامات ونشر فيديوهات انضمام عناصره إليه وتصويرهم وهم يدعون زملاءهم للعدول عن أفعالهم والانضمام لـ”صف الحق”. ويعكس ذلك في مجمله توظيف منصات التواصل الاجتماعي ضمن آلة “الدعاية العسكرية” لكل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي لم تخل من نشر الأخبار المضللة، الأمر الذي وصل لحد نشر الجيش السوداني مقطعاً من لعبة إلكترونية على صفحته الرسمية في “فيسبوك” باعتبارها جانباً من عمليات نوعية ضد الهاربين بالولاية الشمالية، وكذلك نشر قوات الدعم السريع فيديو استيلائها على مقر الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة وهو ما اتضح زيفه وكون المبنى المذكور تابعاً للمخابرات العامة، وفق ما نشرته قناة الجزيرة الإخبارية.

3- حرب الصورة: اتساقاً مع تلك الدعاية، مثّلت المواد المصورة من صور وفيديوهات عنصراً أساسياً في الصراع السوداني، ليس فقط من خلال المضمون المُضلل، وإنما أيضاً باستخدام تقنيات التأطير بوضع الصور في إطار معين كاستخدام أوصاف “الملاحقة” و”المطاردة” مع مشاهد الاشتباكات، وأوصاف “الشهداء” مع القتلى من المسلحين، فضلاً عن استعراض القوة العسكرية وتأكيد أطروحات حماية المدنيين والجاليات الأجنبية بنشر مقاطع عمليات الإجلاء.

4- الغطاء الديني: لم تخل بيانات الطرفين من توظيف الآيات الدينية للنصر ومقاتلة الآخر، ما وصل إلى استخدام مصطلح “الغنائم” لوصف المعدات التي يستولي عليها كل طرف، وهو ما يتصل بـ”الحرب النفسية” ومغازلة البعد العاطفي لدى الرأي العام السوداني وإضفاء الشرعية الدينية التي قد لا تقل أهمية عن القانونية في الخطابات الاستقطابية.

5- مخاطبة المجتمع الدولي: وهو ما يظهر بشكل واضح على حسابات قوات الدعم السريع التي تقدم بعض منشوراتها باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى حساب قائدها محمد حمدان دقلو على “تويتر” الذي نشر خلال فترة الرصد 22 تغريدة منها ثلاث فقط باللغة العربية، تضمن أغلبها معلومات عن اتصالات بأطراف خارجية وتأكيداته الالتزام بقرارات الأمم المتحدة وحماية المدنيين.

وفي مقابل سردية الصراع تلك، التزمت القوى المدنية الحياد، ولم تكن هي الأخرى بعيدة عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي، إذ استخدمت قوى الحرية والتغيير صفحتها على “فيسبوك” لنشر البيانات الرسمية للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، والتي اتسمت بالحياد، والدعوة لوقف إطلاق النار، والالتزام بالمسار السياسي السلمي، واتهام “التيار الأصولي الشمولي للحركة الإسلامية” بإشعال الحرب ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط لإيقافها. فيما نشرت حسابات أخرى غير موثقة مثل صفحة منسوبة للحزب الاتحادي الديمقراطي على “فيسبوك” منشورات أقل رسمية إلا إنها أكدت المضمون ذاته، واتهمت بشكل مباشر حزب المؤتمر بشن الاعتداءات والاغتيالات ضد البعثات الدبلوماسية ومعارضي الحرب. وثمة أطراف مدنية أخرى مثل لجنة أطباء السودان المركزية، والهلال الأحمر، استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الاستغاثات واستعراض الجهود الإغاثية، وقد اتسمت هي الأخرى بالحياد والتأكيد على الجوانب الإنسانية وحماية المدنيين في هذا الصراع.

*مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

The post وسائل التواصل الاجتماعي في الصراع السوداني.. حرب نفسية ودعاية عسكرية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Q7xPd9L

أفاد مصدر مطلع لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء عقدت اجتماعات ثنائية من أجل مواجهة “العطش” في فصل الصيف؛ بالنظر إلى الإجهاد المائي الذي يعاني منه القطب الاقتصادي للمملكة.

وأوضح مصدرنا أن جماعة الدار البيضاء أطلقت مخططا لحماية المساحات الخضراء بقيمة مالية قدرها 13 مليون درهم، حيث ينص المخطط على استعمال المياه العادمة المعالجة في سقي الحدائق والمتنزهات.

وتبعا للمعطيات المتوفرة للجريدة، فقد شرعت الجماعة في العمل بـ3 محطات لمعالجة المياه العادمة المخصصة بالأساس لسقي المساحات الخضراء، بما من شأنه الحفاظ على “الثروة الخضراء” المهددة بسبب نقص الموارد المائية.

وأشار مصدرنا، كذلك، إلى أن مجلس الدار البيضاء عقد اجتماعا مع شركة “ليدك” من أجل تخفيض صبيب المياه الصالحة للشرب خلال الفترة الليلية، مؤكدا أن المدينة تعبأت هذه السنة مبكرا لفصل الصيف بخلاف العام الفارط.

وفيما يتعلق بمحطة تحلية مياه البحر التي تأخرت عن موعدها، علمت هسبريس أن وزارة النقل واللوجستيك التقت بمسؤولي الدار البيضاء لاختيار الشركة التي ستنجز المشروع الملكي.

The post سلطات الدار البيضاء تتعبأ لمواجهة "شبح العطش" في فصل الصيف‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Yi9hAD1

وشم في ذاكرة مراد الخطيبي، والمشهد الثقافي المغربي والعالمي، يستمر علامةً بعد أربع عشرة سنة من الرحيلِ، رحيل عَلَم البحث في العلوم الإنسانية والأدب والتنقيب في أحشاء الهوية ورموزها وتنويعاتها، عبد الكبير الخطيبي.

قريب الراحل، الباحث مراد الخطيبي، تداخلت في تفكيره في صاحب “الاسم العربي الجريح” خيوط الحلم والواقع، وامتزجت كلمات الكاتب بطيفه وما اختزنته الذاكرة عنه، فاختار البوح بذكريات محطات جمعته بأحد “الكبار”.

في هذه المقالة التي توصلت بها هسبريس نظرات مختلسة لعالم آخر للخطيبي؛ معيشه العائلي مع أسرته الممتدة، الكتاب الذي لا يفارقه، تقاليده في الأكل، تفاعله مع الأسئلة، حديثه مع أناسه، عتابه، ونتف من مواقفه تجاه أعلام جايلوه، وأفكار خبرها.

هذا نص المقال:

ملاحظة: الحلم المشار إليه في المقال هو حلم حقيقي. يوم 16 مارس 2023 كانت الذكرى 14 على غياب عبد الكبير الخطيبي.

الكاتــب وظله.

تحية إلى عبد الكبير الخطيبي

مراد الخطيبي

ليلة الإثنين 18 مارس…

بينما أنا منهمك في إعادة قراءة “الذاكرة الموشومة” “La mémoire tatouée”من جديد من أجل إنجاز دراسة علمية حول إشكالات الترجمة خاصة بعد صدور الترجمة الإنجليزية للكتاب، استوقفتني، وكالعادة دائما، هذه العبارة الساحرة حلمت تلك الليلة بأن جســدي من ” كلمات j’ai rêvé l’autre nuit que mon corps était des mots” تمعنت في هذه العبارة بإعجاب شديد. قرأت الترجمة العربية وكذا الترجمة الإنجليزية. استمتعت وأنا أحضن الكتاب إلى درجة أنني نمت ممددا على الأرض مثل غريق، “الذاكرة الموشومة” فوق صدري. تشابكت الخيوط في ذاكرتي. لم أعد أدرك هل أنا في يقظة أم في حلم. عبد الكبير الخطيبي، بنظارتيه الطبيتين وقميصه الناصع البياض ووجهه الذي يفيض شبابا ونضارة، ينصت إلي باهتمام وأنا أحكي له بداياتي الأولى مع الكتابة. بداياتي مع كتابة بعض الخواطر وبعض القصص في مرحلة التعليم الثانوي. طبعا التوتر يلفني والخوف يتملكني. أنا أمام عبد الكبير الخطيبي. نعم عبد الكبير الخطيبي. الكاتب المتعدد والمفكر المتفرد. عبد الكبير الخطيبي الواضح الشفاف الصريح. عبد الكبير الخطيبي صاحب الصراحة المزعجة. خلال حديثي أو لنقل خلال العرض الذي تقدمت به أمامه نطقت كلمة باللغة الفرنسية بطريقة خاطئة. سرعان ما تداركت الأمر. عوض أن أقول: Intrusion تفوهت بكلمة، تبين لي أنها لا توجد في اللغة الفرنسية وهي: .Intrasionقبل أن أقوم بالتصحيح، كان الخطيبي يشير إلي برأسه ممتعضا بما يفيد بأن الكلمة غير موجودة أساسا. لما انتهيت من إلقاء هذا العرض الصعب، قابلني الخطيبي بابتسامة مشجعة. أخرج ورقة من محفظته. أمسك قلما أسود. خط بما يشبه شهادة. كنت في غاية السرور. استيقظت على هذا الحلم الجميل. يوم بهي ورائع سأقضيه بصحبة الخطيبي.

حلم أعاد ذاكرتي إلى لقاءاتي المباشرة السابقة معه وإن كانت معدودة. كنت دائما أهاب التواصل معه إذا لم أكن مستعدا أتم الاستعداد للنقاش حول مواضيع فكرية. عبد الكبير الخطيبي لا يميل إلى الأجوبة العامة. الأجوبة الفضفاضة. يحبذ التفاصيل الدقيقة. دائما يختبرك. يختبر مدى استيعابك وفهمك. لم يكن ممكنا طرح الأسئلة بطريقة مجانية ومباشرة لكونه يقابلها بأسئلة أخرى تتسم بالعمق.

حلم ذكرني ببعض اللحظات الثمينة التي اقتنصتها وأنا برفقته نمشي على طول شاطئ بحر الجديدة. الجديدة التي يعشقها. الجديدة التي في كل زيارة لها يترك السيارة جانبا ويتجول فيها مشيا على الأقدام. يزور الشاطئ طبعا والحي البرتغالي وحديقة “بارك سبيني”. الحديقة المعلمة التي أمضى فيها أجمل أيام طفولته. “الذاكرة الموشومة” شاهدة على ذلك. في كل مقابلة مع الخطيبي، أنتقي المفردات بعناية شديدة وأختار المواضيع بطريقة مركزة جدا لعلي أنجح في استفزاز صمته العجيب. أتذكر أنني مرة أثرت، وأنا برفقته الخلاف الذي حدث بين أدونيس والشاعر العراقي كاظم جهاد والضجة التي خلفها كتاب هذا الأخير والموسوم بـ”أدونيس منتحلا”. كنت أعلم جيدا أن الخطيبي كان صديق الاثنين معا. لم يجبني الخطيبي في البداية بل بدت على وجهه ملامح الانزعاج والتوتر. ساد صمت غريب. بعدها، قال لي بأنه بذل كل ما في وسعه لوضع حد لهذا الصراع بين صديقيه إلا أنه فشل مع الأسف.

ولأنني كنت متحمسا أكثر من اللازم، ولأنني كنت خلال تلك الأيام تحديدا قارئا نهما، حاولت استعراض بعض ما قرأته من كتب. كتب رولان بارت وفوكو والعروي وآخرين. روايات فرجينيا وولف أيضا. لسوء حظي، عندما توقفت عند بعض سمات المشروع الفكري لعبد الله العروي، لم يبد الخطيبي تجاوبا وحماسا ورغبة في النقاش كما يفعل عادة بالنسبة لمواضيع أخرى. صمت قليلا. وضع يديه وراء ظهره. عـيناه على الأرض ثم التفـت إلي قائلا: C’est un idéologue. صدمتني هذه العبارة حينذاك حقيقة. للأمانة، لم أتبين عمقها إلا بعد سنوات. تبدد الغموض بعد قراءتي لبعض مؤلفات الخطيبي الأخرى خاصة “المغرب المتعددMaghreb Pluriel”.

هذا الحلم ذكرني أيضا بحدث ثقافي مهم. مبادرة استثنائية دشنها الخطيبي بمدينة الجديدة. مدينة الهامش. الخطيبي كاتب ومفكر الهامش بامتياز. بدليل اهتمامه المتفرد بالثقافة الشعبية المهمشة وإصداره لكتابه القيم: “الاسم العربي الجريحLa blessure du nom propre ” الذي ترجمه الشاعر محمد بنيس. تتمثل هذه المبادرة في افتتاحه لمحترف الكتابة بمشاركة الروائي الفرنسي المتميز: كلود أوليي. من بين الحاضرين حينذاك كتاب وفنانون وتشكيليون. أذكر مثلا الكاتب والباحث فريد الزاهي. كانت فرحتي لا توصف عندما كلفني الخطيبي بعد انتهاء أشغال هذا اليوم الافتتاحي لمحترف الكتابة أنا والكاتب والباحث المصطفى اجماهري بإعداد بيبليوغرافيا أدبية عن كتاب منطقة دكالة. فخر ما بعده فخر أن يمد الخطيبي إليك يده بسخاء قل نظيره ويدخلك إلى عالم الكتابة والأدب.

هذا الحلم ذكرني أيضا بزياراته إلى مسقط رأسه مدينة الجديدة. زياراته دائما ما كانت مدعاة للفخر لكل أفراد العائلة ودائما ما كانت تشكل فرحا عظيما لا ينقضي إلا بعد أن يغادر الخطيبي المكان. كان يدأب على مشاركتنا أفراح عيد الأضحى لأنه ازداد كما نعلم في هذا اليوم المقدس ومن ثمة جاء اسمه عبد الكبير نسبة إلى “العيد الكبير”.

قبل أن يهم بالقدوم يتصل عبر الهاتف أولا. يحدد برنامج زيارته بكل التفاصيل الممكنة، بمعنى اليوم وتوقيت وصوله وعدد الأيام التي سيقضيها وكذا الأطباق التي يقترحها حيث يفضل دائما الأكلات المغربية خاصة الكسكس الدكالي و”الرفيسة”. ما كنت أستغرب له هو أنه كان يفضل في بعض الأحيان تناول طبق الكسكس ليلا. طبعا قبل أن يتبع في ما بعد نظام تغذية صارم.

ما كان يسهل زيارات عبد الكبير الخطيبي إلى مدينة الجديدة هو أن أغلب أفراد العائلة المقربين يقطنون في الحي نفسه تقريبا. حي الصفاء الذي ازداد فيه.

ونحن، أي أفراد عائلته الجديدية، إذ نستعد لاستقبال هذا الضيف الكبير، كنا نرتدي أجمل الثياب ونتهيأ لاستقبال أسئلته، استفساراته وربما عتابه في بعض الأحيان. لكن عتابه ونصائحه كان يوجهها إلى المعني بها مباشرة ودون حضور أي شخص آخر.

مازلت أحتفظ ببعض الكتب الثمينة التي أهداها لي. أذكر من بينها الآن: كتاب باللغة الإنجليزية كان قد صدر لتوه عن مركز الدراسات العربية المعاصرة التابع لجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان:

“Contemporary North Africa: Issues of Development and Integration” والذي يضم مقالات مترجمة إلى الإنجليزية لمفكرين ينتمون إلى دول المغرب العربي أمثال عبد الكبير الخطيبي، محمد عابد الجابري، حليم بركات، وغيرهم. وأيضا كتاب بالفرنسية حول الديمقراطية ثم مؤلف كارل ماركس المعروف: “Le Capital”.

في ما يخص مؤلفاته الجديدة، كان فقط يخبر عن صدورها وفي ذلك حكمة بالغة لم أدركها أنا وبعض أفراد عائلتي إلا في ما بعد.

على ذكر الابتسامة، الخطيبي يمتلك سحرا ليس فقط في كلامه “الدارجي” الجميل ولكن أيضا في صمته وابتسامته. لا أقول ابتسامة واحدة بل ابتسامة بالمتعدد. بمعنى ابتسامة تنوب عن الكلام حسب السياق وحسب الموضوع. فقد يعبر عن إعجابه بابتسامة وأيضا عن امتعاضه بابتسامة بل وأيضا عن استغرابه بابتسامة مختلفة.

لا يلبس دائما ثوب الجدية كما يتصور البعض بل كان في كل مرة يأتي إلى مدينة الجديدة إلا وتذكر مع أخويه محمد ومصطفى قصص طفولتهم ومغامراتهم التي سرد البعض منها في سيرته الذاتية “الذاكرة الموشومة” .(1971) وكنت أحضر وأنا طفل بمعية أخواتي إلى هذه الجلسات الجميلة وكنا في بعض الأحيان نلاحظ تضايق أبي لوجودنا لأن عبد الكبير الخطيبي كان يسرد أسرارا لم يكن الوالد ربما يريدنا أن نعرفها. وكنت ألاحظ احمرار وجه أبي المعروف بجديته وصرامته دائما، وهو يحاول إخفاء ضحكه.

ما كان يثير إعجابي في زياراته هو الدقة المتناهية التي يقوم فيها بتوزيع وقته. يستيقظ ثم يتناول فطوره، يتبادل أطراف الحديث معنا. يتأبط محفظته التي لا تفارقه أبدا. يغادر إما لزيارة قريب أو صديق أو جولة في أحياء مدينة الجديدة ثم جولة عبر شاطئ البحر الذي كان يعشقه كثيرا. فهناك تعلم السباحة وهناك مارس كرة القدم.

قبل الخروج من أجل تنفيذ برنامجه الصباحي، يخبر عن موعد رجوعه من أجل تناول وجبة الغداء وبطبيعة الحال هو من يقترح الوجبة. كانت تعجبه الأطباق التي تعدها والدتي (وهي ابنة خالته مينة) كثيرا.

بعد وجبة الغذاء، يلج غرفته. وفي غالب الأحيان يقرأ رواية أو شعرا قبل النوم قليلا. تسللت مرة إلى غرفته ووجدت كتابا لبول فاليري Paul Valery على وشك أن ينتهي من قراءته. مع الأسف لا أتذكر العنوان. رغم وجوده في زيارة عائلية إلا أن الكتب لا تفارقه أبدا.

أتذكر مرة أنه بعد قيلولته التي لا تتجاوز عادة خمس عشرة أو عشرين دقيقة وجدني أنا وإخوتي في المكان نفسه أمام التلفاز، ابتسم ابتسامة فيها كثير من السخرية. ابتسامة ترمز إلى اللوم. ثم قال لنا: “ألم تملوا بعد…الاستهلاك الفارغ… اقرؤوا كتابا عوض هذا التبذير المجاني للوقت”.

عبد الكبير الخطيبي وشم في ذاكرتي لن يتبدد أبدا. مكتبتي تضم بفخر واعتزاز وفرح كتبه وصوره وما كتب عنه. عبد الكبير الخطيبي حاضر دائما. ظله بل وظلاله المتعددة تحكي وآثاره مازالت تنبض بالحياة والتجدد.

The post نظرة مختلسة إلى الخطيبي.. أسرار العائلة وسحرُ الدارجة و"كسكس دكالة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/67CjDsO

بموافقة الإدارة الأمريكية على بيع المغرب لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة “هيمارس”، سيكون هذا الأخير أول دولة في القارة الإفريقية وثالث دولة عربية تحصل على هذه الصواريخ التي لا تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية إلا وفق شروط خاصة. مما يستدعي التساؤل عن الملابسات الجيوستراتيجية التي واكبت إبرام مثل هذه الصفقة بين المملكة والولايات المتحدة وما حركته من توجسات عسكرية لبعض دول الجوار الإقليمي للمغرب.

توجسات إقليمية

حظيت موافقة الإدارة الأمريكية على تزويد القوات المسلحة الملكية بأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة والمعدات ذات الصلة باهتمام خاص، من طرف صناع القرار العسكري بدول المحيط الإقليمي للمغرب وعلى رأسها كل من الجزائر وإسبانيا.

في إطار التوتر السياسي المتزايد بين المغرب والجزائر والذي عكسه أخيرا تصريح الرئيس الجزائري لقناة الجزيرة بوصفه علاقات البلدين بأنها بلغت حد مرحلة اللاعودة، كان من الطبيعي أن تتوجس القيادة الجزائرية من اقتناء المملكة لهذه المنظومة الدفاعية بتوجس كبير انعكس من خلال ما نشرته بعض وسائل الإعلام الجزائرية.

وعلى الرغم من التحامل الذي طبع الإعلام الجزائري إلا أنه وضع هذا الاقتناء المغربي لهذه المنظومة في سياق التسابق نحو التسلح بين البلدين، عندما أشار إلى أن “المغرب كان قد طالب منذ سنوات من البنتاغون بضرورة حصوله على صواريخ “هيمارس” بعدما حصلت الجزائر على صواريخ “إسكندر وكالبير”، ورغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر منها المغرب، والتي دفعته إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ملايير الدولارات، إلا أنّه لم يتخلَ عن مطالبه، بل على العكس تماما، بدل أن يوجه قروضه إلى تخفيف ضغط المعيشة عن الشعب المغربي، عمل على تسريع الصفقة في أعقاب زيارة رئيس الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مايك ميلي إلى الرباط مارس الماضي، ومن المنتظر أن تمر الصفقة على الكونغرس الأمريكي للمصادقة عليها قبل تفعيلها. وكان المغرب قد طالب الجنرال مايك ميلي وقتها، أن تتبنى المؤسسة العسكرية الأمريكية نفس استراتيجية روسيا تجاه الجزائر، أي تمكين المغرب من نسخ متقدمة من السلاح وليس نسخة ثالثة ورابعة، ومن ضمن الأمثلة، توصل المغرب بمقاتلات “أف 16” من النسخة الثالثة التي تتطلب الآن التحديث رغم أنّ اقتنائها يعود إلى عقد فقط من الزمن، وفي مثال آخر، سهلت روسيا للجزائر الحصول على أنظمة “إس 400” المضادة للطيران والصواريخ، بينما واشنطن تماطل في تمكين المغرب من نظام الباتريوت، وإن كان المغرب قد وجد ضالته في منظومة الدفاع الصيني “FD2000B” وتاريخيا، كان المغرب لا يجد تفهما عميقا من طرف الكثير من السياسيين، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، وكانت المؤسسة العسكرية الأمريكية هي التي تنقذ العلاقات من التراجع”.

ولم يقتصر التوجس من اقتناء المغرب لهذه المنظومة الدفاعية الأمريكية على الجار الشرقي للمملكة، بل شمل أيضا بعض الأطراف العسكرية بإسبانيا. وهكذا أشارت صحيفة “إلكونفيدينسيال” الإسبانية، بأن التسلح المستمر الذي يقوم به المغرب لصالح ترسانته العسكرية، باقتناء أسلحة لا تمتلكها إسبانيا وهي في حاجة إليها، يثير قلق الأوساط العسكرية في مدريد، خاصة أنه يساهم باستمرار في تقليص الفارق أو الفجوة العسكرية التي مازالت إلى حدود الآن لصالح إسبانيا. مضيفة أن توجه المغرب أخيرا لاقتناء أسلحة مدفعية من الولايات المتحدة الأمريكية، كقاذفة الصواريخ “هيمارس” وعتاد عسكري متمثل في صواريخ تكتيكية طويلة المدى وقنابل أثبتت قدراتها في الحرب في أوكرانيا، يؤدي بلا شك إلى تقليص ميزان القوى بين الرباط ومدريد، وهذا مثير للقلق في إسبانيا.

وعلى الرغم من ربط اقتناء المغرب لهذه المنظومة الدفاعية المتطورة بالتوترات المتصاعدة مع الجزائر بسبب قضية الصحراء، إلا أنها لم تخف التوجس الإسباني من طموح المملكة بأن تصبح قوة مهيمنة في شمال إفريقيا والمنطقة، حيث أشارت عدة تقارير إعلامية إسبانية بأن المغرب دخل إلى “نادي الحلفاء المقربين” من الولايات المتحدة الأمريكية بعدما وافقت وزارة الدفاع الأمريكية، على بيع هذا النوع من الأسلحة للمغرب خاصة بعدما أثبتت نجاعتها العسكرية في أوكرانيا ضد القوات الروسية مما اعتبر تغليب لكفة الرباط على حساب مدريد في علاقات الولايات المتحدة بالبلدين التي تنظر إلى المغرب الآن كحليف موثوق فيه أكثر من إسبانيا، بالرغم من أن إسبانيا عضو في حلف “الناتو”. ويبدو أن اقتناء المغرب لهذه المنظومة قد زاد من قلق المؤسسة العسكرية الإسبانية من التحديث المتواصل الذي يقوم به المغرب لترسانته العسكرية، وصفقات التسلح التي يبرمها، خاصة بعد تطبيع الرباط للعلاقات مع تل أبيب، وتوجيه المملكة المغربية أنظارها نحو إسرائيل لعقد اتفاقيات تسلح جديدة لتقوية الأنظمة الدفاعية للمملكة. كما يمكن تفسير أسباب التوجس الإسباني بعاملين إضافيين يتمثل الأول في “اتساع مدى هذه الصواريخ القادرة على إصابة مختلف الأهداف في الجنوب الإسباني، وبعض النقط العسكرية الحساسة في الجارة الشمالية”، والثاني يكمن “في أن موافقة الجانب الأمريكي على بيع هذا النوع من الصواريخ للمغرب من شأنه أن يفتح الباب من أجل بيعه المزيد من الأسلحة المتطورة التي من شأنها تقليص الفوارق بين الجيشين الإسباني والمغربي”.

أبعاد جيوستراتيجية

يبدو أن موافقة الإدارة الأمريكية على طلب الحكومة المغربية باقتناء قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة. و40 وحدة من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش M57 (ATACMS)؛ و36 من أنظمة صاروخ الإطلاق المتعددة الموجهة M31A2 (GMLRS) أحادية؛ و36 M30A2 موجهة، و40 M28A2 منخفضة التكلفة منخفضة المدى حافظة صواريخ LCRRPR؛ وأجهزة راديو ذات قدرة “SINCGARS” مماثلة كان يستجيب بالأساس إلى دوافع استراتيجية أمريكية في المنطقة الشيء الذي رشح من خلال تصريح رئيس الأركان المشتركة الأمريكية خلال زيارته للرباط في مارس 2023 الذي أكد بعد عقد هذه الصفقة العسكرية، بأن (المغرب شريك وحليف كبير للولايات المتحدة وبأنه بلد مستقر للغاية في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار) مشيدا باحتضان لمناورات الأسد الإفريقي في نسختها 19. وبالتالي يلخص هذا التصريح دوافع الولايات المتحدة إلى الإسراع في عقد هذه الصفقة والتي تتمثل في البواعث التالية:

– تحسين الوضع العسكري والسياسي للمغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا، وهكذا أعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) عن أن الصفقتين العسكريتين اللتين أبرمتا مع المملكة: “الأولى التي تشمل 18 قاذفة “هيمارس”، و36 صاروخ “ATACMS”، و72 أنظمة صاروخ موجهة “GMLRS” في نسختين، بالإضافة إلى أنظمة بيانات المركبات والمدفعية بمبلغ إجمالي قدره 524.2 مليون دولار والثانية التي تشمل 40 صاروخ “JSOW” ومعدات أخرى بمبلغ 250 مليون دولار “ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي من خارج الناتو لا يزال يمثل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا”.

– الاحتواء الأمريكي للوضع العسكري والأمني المعقد في منطقة شمال – إفريقيا، بالنظر إلى العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر حيث تعد قاذفات الصواريخ “هيمارس” أسلحة متقدمة ونوعية يحتاج إليها بالفعل الجيش المغربي لدعم آليات الردع في إطار ارتفاع وتيرة التسلح بمنطقة شمال إفريقيا، بعدما رفعت الجزائر من ميزانية دفاعها لتصل هذه السنة إلى 23 مليار دولار”، وأيضا بالنظر إلى التقاطبات الشديدة مع إيران وروسيا الشريك الثابت والموثوق للجزائر، إذ ترتقب زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو الشهر المقبل، وقد يتم التوقيع حينها على اتفاقية تزود الجزائر بأنظمة دفاعية وهجومية جديدة. وبالتالي فتزويد القوات المسلحة الملكية بمنظومة “هيمارس” الأمريكية المدمرة ستجعل المملكة قوة إقليمية في المنطقة المتوسطية بامتلاكها أنجع الصواريخ والأسلحة الثقيلة.

– الاحتواء الأمريكي للوضع المشتعل بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، حيث يعتبر تسليح الجيش المغربي بهذه المنظومة الدفاعية ضرورة عسكرية لتطوير ترسانته الردعية، خاصة وأن المغرب يشكل البلد المنظم لمناورات الأسد الإفريقي في دوراتها المتعاقبة، وبالأخص بعدما أبدى المسؤولون العسكريون المغاربة رغبتهم في اقتناء قاذفات “هيمارس” بعدما عاينوا نجاعتها العسكرية خلال المناورات الأسد الإفريقي التي نظمت ببعض مناطق المملكة في سنة 2022. ولعل هذا ما دفع ببعض الأوساط العسكرية الإسبانية إلى التأكد من أن الولايات المتحدة اختارت المغرب كشريك مفضل واستراتيجي لتزويده بأسلحة من الصعب أن تجدها في دولة إفريقية منافسة له، نظرا لأن “دولة المغرب في المنظور الأمريكي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على توازن القوى في المنطقة، وخاصة في محاربة الجهاديين، من خلال العمل على كبح جماح محاولات العصابات الإرهابية توجيه هجماتها ضد الغرب”.

– الاستباق الأمريكي لأي صفقة عسكرية للمغرب مع الصين، حيث أن تسريع واشنطن إتمام صفقة راجمات صواريخ “هيمارس” جاء ليس فقط نتيجة الزيارات والاتفاقيات الثنائية بين البلدين، لكن أيضا لخشية الولايات المتحدة من جذب الصين للمغرب في شأن الصفقات العسكرية، لا سيما بعد تسجيل مماطلة سابقة من الإدارة الأمريكية في تسليم نظام “الباتريوت” إلى الرباط. حيث سبق لمسؤولي قيادة القوات المسلحة الملكية المغربية أن أجروا في سنة 2022 مفاوضات حثيثة مع شركة الصين لعلوم وصناعة الطيران CASIC)) للحصول على صواريخ متطورة وقنابل دقيقة التوجيه، وذلك بعدما تسلمت القوات المسلحة الملكية دفعة من أنظمة الدفاع الجوي الصيني بعيدة المدى “FD-2000B” في سنة 2021.

من هنا، يظهر بأن بيع هذا النوع من الأسلحة للمغرب لا يدخل فقط في إطار توطيد الشراكة العسكرية الأمريكية مع المغرب كشريك موثوق به عسكريا وأمنيا، بل يدخل أيضا في إطار استراتيجية التنافس الأمريكي مع روسيا وعدد من القوى داخل المنطقة الإفريقية، سواء بشمال إفريقيا أو منطقة الساحل جنوب الصحراء. لكن هذا لا ينفي بالطبع أن هناك حاجة للقوات المسلحة الملكية إلى زيادة قدراتها الدفاعية والأمنية في ضوء البيئة الإقليمية الحساسة والرغبة في التخطيط لأنواع مختلفة من السيناريوهات التي تشمل سيناريوهات أسوأ الحالات التي تنطوي على انهيار العلاقات مع الدول المجاورة مهما كانت احتمالية حدوث ذلك منخفضة”، خاصة بعدما تصاعدت التوترات بين المغرب والجزائر في السنوات الأخيرة، وتزايدت تصريحات المسؤولين الجزائريين بشأن القطيعة السياسية بين البلدين الذي وصلت حسب الرئيس الجزائري إلى مرحلة اللاعودة. وكذا بعد الإعلان عن اتخاذ خطوات أحادية تمثل آخرها في الإعلان عن استغلال منجم الحديد بتندوف في تناقض صريح مع ما تنص عليه اتفاقية 1972 حول الاستغلال المشترك لثروات هذا المنجم.

The post اقتناء المغرب منظومة "هيمارس" .. توجسات إقليمية وأبعاد جيوستراتيجية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/nQB2W8f

كشفت نتائج دراسة ميدانية حديثة عن معطيات صادمة لواقع مشاركة المرأة المغربية في العملية السياسية، حيث لا تزال النساء في المملكة مقصيات من صنع القرار، على الرغم من أنهن مساهمات رئيسات في الحياة السياسية بمشاركتهن الواسعة في التصويت في الانتخابات وفي الحملات الانتخابية للمرشحين.

إقصاء من العملية السياسية

إقصاء المرأة المغربية من صنع القرار السياسي تعكسه نتائج الدراسة التي أنجزتها المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة، بدعم من صندوق الدعم لتشجيع التمثيلية النسائية وبشراكة مع وزارة الداخلية وتعاون مع عمالة سلا،، إذ صرحت 86.32 في المائة من العينة المشاركة بأنهن لم يسبق لهن أن ترشحن أبدا للاستحقاقات الانتخابية.

وتُعاكس نتائج هذه الدراسة، المقدمة صباح اليوم الجمعة في مقر المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة بمدينة سلا، مضمون الخطاب الرسمي المتعلق بتعزيز المشاركة السياسية للمرأة المغربية، إذ صرحت 94.92 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة بأنهن لم يسبق لهن بالمرة أن تحمّلن مهمة انتخابية في إطار الهيئات المنتخبة.

ولم تتعد نسبة العينة اللواتي صرحن بأنهن ترشحن للانتخابات التشريعية 1.17 في المائة، وسبق لـ1.95 في المائة أن ترشحن لانتخابات الغرف المهنية، و54,10 في المائة ترشحن للانتخابات المحلية والجهوية.

فقدان الثقة في الأحزاب والسياسيين

يتضح من خلال نتائج الدراسة أن هناك نفورا وغيابا للثقة من طرف النساء في الأحزاب السياسية وفي الهيئات المنظمة كالنقابات، حيث أفادت 36.32 في المائة من المبحوثات بأنه ليس لديهن أي انتماء كيفما كان نوعه؛ ولم تتعدّ نسبة اللواتي ينتمين إلى أحزاب سياسية 8.49 في المئة، و4.29 في المائة إلى نقابات، و3.51 في المائة إلى غرف مهنية، بينما بلغت نسبة المنتميات إلى جمعيات 41.79 في المائة.

واعتبرت نسبة مهمة من المبحوثات أن العمل الحزبي بالشكل الذي هو عليه لا يلبي طموحاتهن بالمرة، بنسبة 43.36 في المائة، وقالت 40.23 في المائة منهن إنه يبلي طموحاتهن إلى حد ما، فيما لم تتعد نسبة اللواتي صرحن بأنه يلبي طموحاتهن بشدة 16.41 في المائة.

وتعكس هذه النتائج، حسب ما جاء في الدراسة، تدني مؤشر الثقة في العمل الحزبي والسياسييين، حيث صرحت 31.64 من المبحوثات بأنهن لا يثقن في الأحزاب والسياسيين، وقالت 45.70 في المائة إنهم يثقن فيهما “إلى حد ما”؛ بينما قالت 15.23 في المائة إنهن يثقن فيهما “إلى حد كبير”.

وعلى المنوال نفسه، تبقى ثقة النساء في المجالس المنتخبة متدنية جدا، إذ ترى 59.76 في المائة من المبحوثات أن هذه المجالس “لا تشتغل بالمرة”.

تصورات نمطية من المرأة لنفسها

وإذا كانت “العقلية الذكورية” لا تزال عائقا أمام تطور المشاركة السياسية للنساء وفي تدبير الشأن العام، فإن المرأة المغربية تتحمل قسطا من المسؤولية في هذا الوضع بسبب تمثلها للمشاركة السياسية.

هذا المعطى تؤكده نتائج الدراسة، حيث أكدت نسبة مهمة من المبحوثات بأنه “لا يمكن، وبالمرة، للمرأة أن تكون رئيسة جماعة في المناطق التي يُقمن فيها”، وذلك بنسبة 39.84 في المائة، فيما أكدت 29.29 في المائة منهن أنه من الممكن وإلى حد ما أن تضطلع المرأة بهذه المهنة الانتدابية.

وأورد معدو الدراسة أن دعم تمثيلية النساء يتطلب اشتغالا متواصلا على الذهنيات والبنيات الثقافية الحاضنة للصور النمطية السلبية عن المرأة، والتي تستخدمها المرأة ذاتها في إطار عنف مركب متعدد الأبعاد يستهدف “قيمتها الاعتبارية” وحضورها الرمزي داخل نسق التفاعلات والتبادلات المجتمعية.

وبالرغم من محدودية تمثيلية المرأة، فإن تمثلها للممارسة السياسية يبقى تمثلًا إيجابيا؛ فقد اعتبرت 77.34 في المائة من المبحوثات بأن الممارسة السياسية “مفيدة إلى حد كبير”، واعتبرتها 17.96 في المائة “مفيدة إلى حد ما”، في حين لم تتعد النسبة التي اعتبرتها “غير مفيدة بالمرة” 4.68 في المئة.

واعتبرت 46.48 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة أنهن “مهتمات بالعمل السياسي إلى حد كبير”، وصرحت 49.61 في المائة بأنهن مهتمات به إلى “حد ما”، فيما كانت نسبة غير المهتمات به محصورة في 3.91 في المائة.

The post دراسة تكشف "معطيات صادمة" عن مساهمة المرأة المغربية في السياسة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/vfV0hFg

اهتمام أوّليّ بواقع أدب الطفل وثقافته بالمغرب جمع أكاديميين ومشتغلين بالموضوع، بكلية الآداب في الرباط، فيما انتقد مشاركونَ اقتصار تصورات لهذا الأدب على “الهاجس التعليمي”.

اللقاء الذي جمع “مركز البحث في اللغات والآداب والفنون والحضارات والمجتمع”، و”مختبر اللغات والآداب والفنون والثقافات”، سجل فيه الأستاذ الباحث حسن إدبراهيم أهمية أدب الطفل في “اقتراح قيم إيجابية على الأطفال، للنمو الفردي والجماعي، والذكاء الجماعي والعاطفي”، ما يدفع تجارب إلى تقديم مشاهد “الاستمرار في المقاومة، رغم السقطات والأغبياء”، و”إعطاء الكلمة للحيوانات”.

المتدخل الذي اهتمت كلمته بتجربة مصطفى بوكنان نبه إلى غياب “الحكايات العجائبية عن المدرسة (المغربية) في السنة الأولى، رغم إعطائها للأطفال الرغبة في رؤية أنفسهم في البطل، والكتابة أيضا”.

بدوره، ذكر فؤاد أزروال، الحاضر باسم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن من الإشكالات التي تواجه المنشورات الأمازيغية الموجهة للطفل كتابتها بـ”لغة معيارية” لا تفهمها هذه الفئة العمرية، وأضاف: “هذه اللغة لم يدرسها الأطفال، ولا يعرفها أغلبهم، مثلما لم أعرف العربية والفرنسية قبل دخولي المدرسة؛ كما أن الكتابات الموجهة للطفل بالمعهد تصنَّف ‘حوامل ديداكتيكية’ لا ‘أدب طفل’، ما يدل على الهاجس اللغوي التعليمي بالأساس”.

وتابع المتدخل ذاته: “في الأدب الأمازيغي الجديد إشكالات من بينها طغيان الحس التعليمي، وإن بدأ هذا في التغيّر مؤخرا؛ ولهذا نشرت ترجمات واقتباسات للطفل من الأدب العالمي، مثل ‘الأمير الصغير’ و’أساطير لافونتين’، لتدريب من يكتبون للطفل على آليات الكتابة (بهذه اللغة)، سواء كانوا مبدعين حقيقيين أو مدرّسين”.

ورصد الكاتب الانتقال في “أدب الطفل” من التركيز على “المواضيع التراثية، من تاريخ، وحكايات وأمثال أمازيغية”، إلى انفتاح أيضا على “القيم الإنسانية”، وهو ما يرافقه “ظهور أدب اليافعين، ووجود عدة سرود، من قصص ومسرحيات وأشعار موجهة إلى هذه الفئة، ولو أن هذا لم يتطور بعد”.

رغم ذلك نبه المتدخل إلى “النقص الكبير” المتعلق بـ”البحث في أدب الطفل؛ فلا يوجد كتاب واحد ناقد أو دارس يتناول أدب الطفل في الثقافة الأمازيغية”، كما يستمر “غياب تقسيم الفئات العمرية في هذا الأدب الأمازيغي”.

أما الأستاذة الباحثة والكاتبة أحلام النويور فرصدت “الاهتمام المتزايد من الناشرين” بقصص الأطفال، واهتمام “الصناعات الأخرى المهتمة بالثقافة الشبابية، من مراكز الشباب والألعاب”، دون أن يقي ذلك “التلاعبات الإيديولوجية، والتدخلات في النص، والإسقاطات”.

وركزت المتدخلة في كلمتها على ترجمة قصص الطفل الشعبية “التي تمر من الشفاهة إلى الكتابة”، مسلطة الضوء على جانب “حفظ تراث غني وجماعي في طريق الاختفاء”، وجانب “التنقيص من حياة الحكاية في الكتابة”، وهي معادلة يعد المترجم “المسؤول الوحيد فيها عن الفوز أو الخسارة”.

وواصلت المتحدثة: “ترجمة البعد الثقافي مهمة، خاصة في ظل العولمة وفقدان الهوية الثقافية”، مع استحضار دور “فعل الحكي كتربية اجتماعية وثقافية”؛ ولو أن الترجمة إلى مشهد سوسيوثقافي محلي مختلف بعيد عن الشفاهة “تقطع مع مصفوفتها الدلالية”.

The post أدب الطفل .. "غياب تدريس القصة العجائبية" يضيّع "اقتراح القيم الإيجابية" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ch2D4uY

معرض بيبليوغرافي بالدار البيضاء، تتذكر به مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية المترجمة والمؤرخة الأدبية الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي احتفاء بـ”مساهمتها النهضوية في نقل الأدب العربي والحضارة العربية الإسلامية إلى العالم الناطق بالإنجليزية”.

وسجلت المؤسسة سالفة الذكر إن هاجس الخضراء الجيوسي “في مسارها الطويل” هو “أن النتاجات الخلاَّقة لمختلف الثقافات – ومنها الثقافة العربية – هي تراث حقيقي لكل الشعوب، وهذا هو معنى وحدة الثقافات الإنسانية”، لافتة إلى أن الفقيدة قد “تابعت عن قرب فوران الحركة الفنية والأدبية في بغداد الخمسينيات، وبيروت الستينيات”، و”انخرطت في هذا المناخ الشعري الحديث بإصدار ديوانها الأول “العودة من النبع الحالم” (1960)، ونَشَرتْ كتابات نقدية في المجلتين الشهيرتين: “الآداب” و”شعر”، كما ترجمت مؤلفات فكرية ونقدية مهمة (للفيلسوف الأمريكي رالف بارتون بيرّي، والناقد أرشيبالد مكليش…) وأعمالا روائية (رباعية الإسكندرية للورنس داريل)”.

وأضاف المعرض: “التحقت الجيوسي بعد ذلك بمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، حيث تقدمت عام 1970 بأطروحة مرجعية للدكتوراه عن “الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث”، تقترح فيها بصرامة منهجية “إطارا تاريخيا نقديا” يتيح فهم التحولات الجزئية التي راكمها الشعر العربي منذ عصر النهضة إلى حدود عام 1970 من خلال حلقات شعرائه ومجلاته واتجاهاته الفنية الأساسية، دون إهمال الخلفيات الثقافية والاختيارات الأسلوبية في القول الشعري”.

وواصل المصدر ذاته: “نُشِرَت الأطروحة في أصلها الإنجليزي ضمن منشورات دار بريل العريقة (1977)، ثم نشرتها مطبعة جامعة كولومبيا في طبعات عديدة، بعد أن أصبحت “المرجع الرئيس في دراسة الشعر العربي الحديث في الجامعات الأمريكية والبريطانية”، كما ذكر أستاذ الأدب الإنكليزي عبد الواحد لؤلؤة”.

وقالت المؤسسة إن الجيوسي قد عملت “بالتدريس الجامعي في جامعات دولية عديدة منذ بداية السبعينات، إلا أن تجربتها بالجامعات الأمريكية كان لها بالغُ الأثر في مسارها الأكاديمي؛ فقد وفَّرت لها تلك التجربة المناخَ المناسبَ لبلورة مشروعين ثقافيين كبيرين استغرقا منها الجُهدَ والعُمُرَ: أولهما “مشروع ترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية” (المعروف اختصارا بمشروع بروتا)، الذي تأسس سنة 1980 بالتعاون مع عدد من أساتذة جامعة ميشيغان”.

وكانت حصيلة هذا المشروع “ما يربو عن 30 ترجمةً لمختارات من الأدب العربي الكلاسيكي والمعاصر بمختلف أجناسه، فشمل الشعر والقصة والمسرح والسير الذاتية والسرديات الكلاسيكية وأدب النوادر والسير الشعبية”.

أما المشروع الثاني فهو “رابطة الشرق والغرب” المؤسَّس عام 1991، وكُرّس “لإنجاز دراسات أكاديمية عن الحضارة العربية الإسلامية وإسهامها في التاريخ العالمي، شملت “الحضارة العربية في الأندلس”، و”المدينة في العالم الإسلامي” و”القدس، أورشليم العصور القديمة بين التوراة والتاريخ” و”حقوق الإنسان في الفكر العربي” وغيرها.

وذكّرت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بأن أعمال هذين المشروعين قد صدرت “ضمن منشورات أعرق دور النشر في أمريكا وأوروبا، مثل جامعات كولومبيا وتكساس ودار نشر “بريل” في هولندا”.

The post معرض بالدار البيضاء يستحضر دور الجيوسي في "وحدة الثقافات الإنسانية" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/wWaQUli

باتت الشرائح الإلكترونية المُستخدمة بعشرات الآلاف في برامج من أمثال “تشات جي بي تي”، والتي تُعد باهظة الثمن ومعقدة، من المسائل الرئيسية لشركات التكنولوجيا العملاقة التي تتسابق في مجال الذكاء الاصطناعي من سيليكون فاليه وصولا إلى تايوان.

وباتت شركة “أوبن إيه آي” الناشئة، التي صممت “تشات جي بي تي”، في الطليعة مع الجهة الرئيسية المستثمرة فيها، أي مجموعة “مايكروسوفت”، منذ النجاح الواسع الذي حققه هذا البرنامج القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستقطابه ملايين المستخدمين نظرا إلى قدرته على إنتاج كل أنواع النصوص بمجرد طلب باللغة المحكية.

إلا أن “الجهة الوحيدة التي تحقق أرباحا مالية هي شركة نفيديا”، على ما لاحظ ألن بريستلي، المحلل لدى شركة “غارتنر” للأبحاث التكنولوجية. ومع أن “مايكروسوفت” دمجت الذكاء الاصطناعي التوليدي في عدد من خدماتها على الإنترنيت، “لم تتوصل بعد إلى كيفية تحقيق عائدات إضافية منها”، حسب الخبير.

ويعتمد إنتاج الغالبية العظمى من أشباه الموصلات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم على شركتين هما “نفيديا” الكاليفورنية للتصميم و”تي إس إم سي” التايوانية للتصنيع.

وتشتهر “نفيديا” بمعالِجاتها الرسومية (“جي بي يو”)، التي تتيح خصوصا استخدام ألعاب الفيديو بدقة عالية أو عقد المؤتمرات بتقنية الفيديو.

لكن هذه الشرائح القادرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات أتاحت في الآونة الأخيرة ظهور الجيل الأحدث من الذكاء الاصطناعي، الذي باتت كل شركات التكنولوجيا تسعى إلى اعتماده؛ فيما تنظر إليه بعض الحكومات على أنه مسألة متعلقة بالأمن القومي.

“أمر مُلحّ”

لاحظ جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “نفيديا”، خلال لقاء مع المحللين في فبراير الفائت، أن “قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعدد استخداماته يجعلان الشركات تشعر بأن وضع استراتيجية في هذا المجال وتطبيقها أمر مُلحّ”.

من جانبه، لامسَ المحلل المستقل جاك غولد “شهية كبيرة” لهذه الشرائح، مضيفا “لا أدري ما إذا كانت “نفيديا” قادرة فعلا على توفيرها”، حسب ما أكدت.

ولا تمتلك كل المؤسسات القدرات المالية للاستحصال على هذه التقنيات. وشرح الخبير أن “تكلفة الآلات القوية اللازمة لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تبلغ مئات الآلاف من الدولارات”، ناهيك بكونها تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة.

وحصل تأخير في إنتاج “إنتل” التي تُعد الشركة الأمريكية الأولى لأشباه الموصلات، وتتولى تصميمها وتصنيعها.

وقال المحلل المستقل جاك غولد لوكالة فرانس برس إن “إنتل” “نامت لمدة طويلة على أمجادها”. وأضاف أنها “تحاول إنتاج شرائح تمكنها من منافسة “نفيديا” (…) ولكن هذا المجال جديد بالنسبة إليها، إذ إنها لم تصنع وحدات لمعالجة الرسوم منذ عشر سنوات على الأقل”.

إلا أن المجموعة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا، تنتج مع ذلك شرائح مخصصة للذكاء الاصطناعي أقل تطورا؛ لكنها ضرورية في الكثير من معدات الكمبيوتر، وخصوصا في مجال الحوسبة السحابية.

وقال بات غيلسنغر، الرئيس التنفيذي لشركة “إنتل”، للمحللين الخميس: “نحن نعمل على جعل الذكاء الاصطناعي متاحا للجميع”. وتوقع انتقال بعض قدرات الذكاء الاصطناعي من الخوادم إلى أجهزة الكمبيوتر، وفي هذا المجال لدى الشركة “مزايا يمكن أن تستخدمها”.

وتعمل شركات التكنولوجيا العملاقة أيضا على إنتاج شرائحها الخاصة. وفي هذا الإطار، أفاد موقع “ذي إنفورميشن” المتخصص بأن “مايكروسوفت” تسعى منذ 2019 إلى تصميم شريحة أطلقت عليها اسم “أثينا”، يفترض أن تكفل لها تحقيق وفر مالي. ولم تؤكد المجموعة هذه المعلومات في اتصال معها.

ورأى جاك غولد أن “المنافسة تزداد حدة في هذه المنظومة”.

“لا قدر الله”

اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في شتنبر الفائت، أن تصنيع هذه الشرائح الآخذة في التطور مسألة تتعلق “بالأمن القومي” وخصوصا في مواجهة الطموحات الصينية.

وشدد، الذي كان يومها يتحدث خلال افتتاحه مصنعا لأشباه الموصلات في ولاية أوهايو (شرق الولايات المتحدة)، على أهمية قانون أقر بمبادرة منه، خُصصت بموجبه اعتمادات قدرُها 52 مليار دولار لإنعاش إنتاج أشباه الموصلات.

وخصصت أوروبا اعتمادات مماثلة لتشجيع هذا القطاع أيضا. واستثمرت “إنتل” بشكل كبير في مجالَي الإنتاج والبحث في القارتين.

وتسعى الدول الغربية من خلال ذلك إلى توفير فرص عمل؛ ولكن الأهم إلى ضمان توافر هذه المكونات الإلكترونية المستخدمة في الهواتف الذكية والسيارات والثلاجات والأسلحة المتطورة وسوى ذلك.

وقال جاك غولد: “إذا هاجمت الصين تايوان لا قدر الله، وتوقفت “تي إس إم سي” عن الإنتاج، سينخفض المعروض العالمي من الشرائح بنسبة تصل إلى 80 في المئة”.

لكن تنويع المصادر سيستغرق وقتا. وأوضح المحلل أن “بناء مصنع جديد متخصص يستغرق ما بين ثلاث سنوات وأربع”.

وحرصا من الولايات المتحدة على البقاء رائدة في أحدث جيل من الشرائح المرادفة للتطور في مجال الذكاء الاصطناعي، اتخذت أيضا تدابير لتقييد حصول الصين على التقنيات الأساسية لتصنيع أشباه الموصلات.

The post سباق محموم يندلع بين شركات التكنولوجيا العملاقة بشأن الذكاء الاصطناعي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/vaMxyJ2

يعتبر شهر رمضان المبارك في المغرب فرصة لإطلاق العديد من المسلسلات الدرامية التي تحظى بشعبية كبيرة بين المشاهدين، وتتناول قضايا اجتماعية متنوعة تشغل بال الناس. ومن المسلسلات الدرامية التي حظيت بانتشار ومشاهدات مهمة في هذا الموسم نذكر: “بابا علي” و”الصفقة” و”جبل الجليد”، التي تتطرق كل منها لقضايا اجتماعية مختلفة بطريقة فريدة مستغلة قوى القصة والسرد.

في هذا المقال، نناقش هذه المسلسلات ونحللها من وجهة نظر سوسيولوجية، ونستخلص بعض الدروس الاجتماعية المستفادة من هذه الأعمال الفنية المشوّقة؛ وذلك لفهم كيفية تمثيل الظواهر الاجتماعية من خلالها.

مسلسل “بابا علي”

يحكي مسلسل “بابا علي” عن رجل بسيط في علاقته بمحيطه العائلي والمجتمعي داخل قرية جبلية أمازيغية، وهي قصة مستوحاة من شخصية “علي بابا” الأمازيغية الأسطورية.

ويعد مسلسل “بابا علي” أحد الأعمال الدرامية الرائدة في الساحة الفنية المغربية والأمازيغية خصوصا، والذي حقق نجاحًا كبيرًا في المغرب، حيث تميز بتناوله قضايا سوسيولوجية مهمة، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الثقافي واللغوي للمنطقة، وكذلك في العلاقات الاجتماعية والأسرية. ويسلط المسلسل الضوء على قيمة المرأة في المجتمع الأمازيغي، ويعالج مسألة الاعتدال الديني ومحاربة التطرف، كما يسلط الضوء على قيم التسامح والتعايش بين الأديان.

من خلال هذا المسلسل، يستطيع المشاهد الوصول إلى عالم ثقافي وتراثي جميل ومشوق، والتعرف على تاريخ المنطقة وقيمها وموروثاتها. ومن هنا، يمكن اعتبار “بابا علي” مثالًا جيدًا لكيفية تناول الدراما القضايا الاجتماعية والثقافية بشكل ممتع ومثير، وكذلك للتواصل الناجح مع الجمهور وتحقيق نسب مشاهدة عالية.

مسلسل “الصفقة”

وهو مسلسل ريفي يحمل عنوان “الصفقة” للكاتب والسيناريست محمد بلال والمخرج حميد زيان، هذا المسلسل الذي يتناول حكاية شاب انقلبت حياته رأس على عقب بعد انتحار والده، حيث تكشف الأحداث كيف يقود فضول هذا الشاب إلى الوصول إلى أسرار خطيرة في علاقة والده المتوفى مع والدته، ثم يكشف بالموازاة مع ذلك صفقة كان هو ضحيتها.

يتضمن المسلسل الأمازيغي “الصفقة” العديد من المواضيع الاجتماعية الراهنة التي تناقشها السوسيولوجيا، حيث يعرض قصة شاب يحاول كشف الحقيقة وراء انتحار والده، ويتناول بالتالي موضوع العنف والانتحار في المجتمع؛ ما يجعلنا نستحضر رؤية عالم الاجتماع الفرنسي دوركاهايم للانتحار كسمة من سمات المجتمع الحضري الذي يتميز بما يسميه التضامن العضوي.

كما يرصد المسلسل صراعًا عائليًا قديمًا بين عائلتين من منطقة الريف، وهذا يعكس مشكلات الفقر والتشرد في الريف والبحث عن فرص العمل في المدن الكبرى.

كما يستكشف المسلسل الموضوعات المتعلقة بالهوية الثقافية والتحديات التي تواجهها المجتمعات الأمازيغية في المجتمعات المتعددة الثقافات. كما يرصد المسلسل أيضًا التغيرات الاجتماعية والتطورات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حياة الناس في المجتمع.

بشكل عام، فإن مسلسل “الصفقة” يسلط الضوء على مجموعة من القضايا الاجتماعية والثقافية المعقدة التي تواجه المجتمع المغربي بشكل عام والمجتمعات الأمازيغية بشكل خاص، ويعمل على تسليط الضوء على هذه المسائل والتوعية بها.

مسلسل “جبل الجليد”

ونصل إلى المسلسل الثالث الذي كان منافسا قويا بدوره ويحمل عنوان “جبل الجليد” لمخرجه رشيد الهزمير وسيناريو محمد بنسيدي. يتناول مسلسل “جبل الجليد” باختصار حكاية موسى، الطالب الحائز على شهادة الدكتوراه والذي ظل يترصد فرصة الانتقام من الشاب الذي اغتصب شقيقته.

يعد مسلسل “جبل الجليد” عملا دراميا يحمل في طياته الكثير من القضايا الاجتماعية التي تعبر عن الواقع المعاش في المجتمع الأمازيغي والمغربي عموما، ويناقش العمل بعض الموضوعات الحساسة مثل العنف الجنسي وتحولات الهوية الثقافية والاجتماعية.

تعد شخصية موسى الطالب الجامعي المثابر الذي يسعى إلى الثأر لشقيقته من الشاب الذي اغتصبها، واحدة من الشخصيات المهمة في المسلسل، فهي تمثل مفهوم العدالة وثيمة الشرف والحق في الانتقام، ويتم التعامل مع هذا الموضوع بشكل حساس وذكي ومتزن، مما يشجع على التفكير في الحلول الأفضل للحفاظ على العدالة والاستقرار في المجتمع.

كما يناقش المسلسل موضوعات أخرى مثل الهوية الثقافية والتحولات الاجتماعية، حيث يعيش موسى بين ثلاثة عوالم مختلفة، وهي المدينة والقرية وماضي طفولته، ويتعرض لصراع داخلي بين هذه العوالم، مما يعكس التحولات التي تشهدها مكونات المجتمع المغربي في الوقت الحاضر.

ويمكن القول أيضاً إن شخصية الأم المريضة والأب المستهتر والقريبة في وضعية إعاقة تمثلان موضوعات أخرى تتعلق بالعدالة الاجتماعية ومكانة المرأة في المجتمع، إذ تعرض هذه الشخصيات لمواقف صعبة وظروف قاسية بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع.

الخلاصة..

إن هذه المسلسلات الرمضانية الأمازيغية تمثل عينة واضحة للثقافة والمجتمع المغربي والأمازيغي خصوصا، وتعكس القضايا والتحديات التي يواجهها المغاربة في حياتهم اليومية. كما أنها توفر فرصة للمشاهدين لتعلم المزيد عن المجتمع المغربي وتفاعلاته الاجتماعية.

من خلال وجهة نظر سوسيولوجية، فإن هذه المسلسلات تستخدم أدوات عديدة لعرض القضايا الاجتماعية، مثل الشخصيات والحوارات والمواقف والموضوعات. كما تتناول الكثير من القضايا الاجتماعية المهمة، مثل الفقر والعنف الأسري والتمييز الجنسي والتحرش الجنسي وغيرها. كما يمكن لهذه المسلسلات أن تساعد على تحسين الوعي الاجتماعي لدى المشاهدين وتشجيعهم على تغيير السلوكيات السلبية والسعي نحو الإيجابية.

بشكل عام، فإن هذه المسلسلات تمثل عينة مثالية لتحليل الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمع المغربي. وعلى الرغم من أنها تركز على القضايا السلبية والمشاكل، فإنها تقدم نظرة شاملة على الحياة في المغرب والتحديات التي يواجهها المجتمع. ويمكن لهذه المسلسلات أن تساعد في التغيير الاجتماعي والتحسين في السلوكيات والتفاعلات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

The post من "بابا علي" إلى "جبل الجليد" .. الدراما الأمازيغية تتألق في رمضان appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Dn8NPcU

في وقت تتزايد تدفقات الأطفال المهاجرين في العالم، أكد الاتحاد الأوروبي استمرار دعمه المغرب في مجال تدبير هجرة هذه الفئة، من أجل توفير الحماية لها وضمان حقوقها.

جاء ذلك على لسان سفيرة الاتحاد بالمغرب، باتريسيا يوميات كوساك، في تصريحات للصحافيين على هامش ندوة نظمتها رئاسة النيابة العامة بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، حول موضوع “تحديد وتقييم المصلحة الفضلى للأطفال المهاجرين غير المرفقين ووضع حلول دائمة لتحقيق مصلحتهم الفضلى”.

وقالت المسؤولة الأوروبية: “نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع المغرب ومواكبة الجهود التي يبذلها من أجل توفير الحماية للأطفال المهاجرين”، منوهة بالعمل الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تتكفل بالأطفال بالمهاجرين في عدد من المدن المغربية.

ويُقدر عدد الأطفال المهاجرين في العالم بأزيد من 35 مليون طفل، وهو رقم قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب إنه مثير للقلق، لاسيما أنه يتزايد سنة بعد أخرى بسبب الظروف العالمية.

وشددت المتحدثة على أن الهجرة تحتل مكانة مهمة في التعاون القائم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، موردة أن الاتحاد يواكب السلطات المغربية ومنظمات المجتمع المدني التي تستقبل الأطفال المهاجرين.

من جهتها قالت أمينة أفروخي، رئيسة قسم النيابة العامة المتخصصة والمهن القانونية والقضائية وحماية المرأة والطفل، إن موضوع حماية حقوق وحريات الفئات الهشة، ولاسيما الأطفال، يكتسي أهمية بالغة، ومن الأولويات التي تشتغل عليها رئاسة النيابة العامة.

وأضافت أفروخي، في تصريح لهسبريس، أن رئاسة النيابة العامة تولي اهتماما كبيرا لحماية الأطفال المهاجرين غير المرافقين الموجودين في المغرب، من أجل ضمان مسار آمن لهم بالمملكة، وتكفّل يضمن تحقيق مصلحتهم الفضلى، تفعيلا للمقتضيات الدستورية، والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب.

The post الاتحاد الأوروبي يواصل دعم المغرب لضمان حقوق الأطفال المهاجرين بالعالم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/eHzkMQP

تذكير بالأهمية التي ينبغي أن تولاها اللغة العربية في السياسة الحكومية المغربية يحضر في سلسلة لقاءات للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية مع أحزاب في الأغلبية والمعارضة، انطلقت أولى محطاتها مع حزب الاستقلال.

ودعم نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، “رسالة الائتلاف”، باسطا، وفق بيان للأخير، “تصوره للسياسة اللغوية التي يقترحها في وثائقه ومشاريعه، والتي تتأسس على حماية وتنمية اللغتين الرسميتين ومختلف مكونات الثقافة الوطنية، وعلى الارتقاء باللغة العربية لمواكبة التطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي العالمي”.

فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، قال إن هذا “لقاء من بين سلسلة من اللقاءات التواصلية مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية، انطلق الآن بعد أزيد من سنة من الحكومة (…) وهذا لقاء تواصلي نصل فيه الرحم مع الأحزاب، ونشرح لهم فيه فكرة الائتلاف وتصوره للسياسة اللغوية، وواقع اللغة العربية في ظل التجربة الحكومية الجديدة والإشكالات التي تعرفها، خاصة أن حزب الاستقلال عضو الأغلبية”.

يأتي هذا، وفق تصريح بوعلي لـ هسبريس، “في إطار انتظار التفكير في سياسة لغوية تحصّن للعربية مكانتها إلى جانب اللغات الوطنية”.

وتذكّر هذه اللقاءات بـ”ضرورة الاهتمام باللغة العربية والنهوض بها، ولو أن الظروف السياسية والاجتماعية غير مناسبة”، إلا أن “ملف اللغة العربية ينبغي أخذه بعين الاعتبار، نظرا لتاريخ حزب الاستقلال المعروف في الدفاع عن القيم الوطنية والهوية، ولأنه عضو في الأغلبية”.

وتابع رئيس الائتلاف: “نصر على نقطة أساسية وهي أن اللغة العربية ليست مجرد قضية تواصل أو تعليم؛ بل إن الاهتمام بها ينبغي أن يكون جوهر السياسة العمومية، فمختلف دول العمق العربي الإسلامي تحرص عليها، فهي استراتيجية وقوة ناعمة، تمكن المغرب من فرض وجوده كمخاطب أساسي في الملف اللغوي، وفي علاقتنا مع إفريقيا”.

وواصل شارحا: “اللغة العربية ليست للتواصل الداخلي فقط، وليست لغة من اللغات الممكن استبدالها بأخرى؛ فهي مكون أساسي وهوياتي، يعطي للبلد في الوقت نفسه قوة استراتيجية وسياسية، ويدفع بمختلف المخططات الاستراتيجية التي يدخلها المغرب”.

وذكر بوعلي أن هذه النقطة يحرص عليها الائتلاف في نقاشاته مع مختلف المكونات السياسية “حتى لا يبقى هذا الحديث عن العربية إيديولوجيا، هذا مع هذه اللغة وهذا ضدها؛ فدستور 2011 حسم في الخيارات اللغوية، واللغة العربية لغة رسمية إضافة إلى الأمازيغية، وهي لغة تعطينا عمقا حضاريا في إفريقيا، وعمقا ثقافيا في أوروبا، وعمقا في علاقتنا بالدول العربية الإسلامية، وعلينا الاستفادة من هذا الزخم عن طريق هذه الأداة اللغوية”.

The post ائتلاف العربية يدافع عن العمق الاستراتيجي لـ"الضاد" وصيانة "اللغات الوطنية" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/OIwvHbu

قالت حركة “معاً” إن موجة التضخم التي يُعاني منها المغاربة منذ أزيد من سنة وجعلتهم غير قادرين على توفير مستلزمات الحياة اليومية هي تمظهر لأزمة بنيوية وراءها خمسة أسباب موضوعية.

وقالت الحركة، في تقرير لها، إن هذه الموجة بدأت بشكل تدريجي مع عودة النشاط الاقتصادي بعد جائحة كورونا وارتفاع الطلب العالمي على المواد الأولية عامة والطاقية خاصة، مما أنتج ارتفاعا في كلفة الإنتاج وارتفاعا في المستوى العام للأسعار.

تفاقمت الموجة التضخمية واتخذ بُعداً أكبر بعد اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية لارتباط أسواق النفط والغاز والغذاء العالمية بالمنتجين المتحاربين، واضطراب سلاسل التسويق إثر فرض العقوبات الغربية على روسيا، كل ذلك ساهم في تشكل الموجة التضخمية الأولى في المغرب والتي يمكن اعتبارها مستوردة.

وأشارت الحركة إلى أن هذه الظروف صادفت موسما فلاحيا جافا وتراجعا للقيمة المضافة لقطاع الفلاحة بالمغرب بما يناهز الثلثين العام الماضي مقارنة بسنة 2021؛ وهو تراجع أدى إلى انخفاض العرض الغذائي، ليتحول التضخم من ظاهرة مستوردة إلى ظاهرة محلية الصنع تتكاثف العديد من العوامل في تشكلها واستمرارها، بل في تقويتها.

وحسب الحركة، فإن أول الأسباب التي ساهمت في تحول التضخم من ظاهرة مستوردة إلى ظاهرة محلية الصنع تتجلى في مُعاناة بنية التسويق المواد الغذائية من ممارسات احتكارية ومضاربات متتالية قدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في تقرير سنة 2021، أنها مسؤولة عن رفع ثمن المنتوج بأكثر من أربعة أضعاف عن ثمن بيع الفلاح.

السبب الثاني يتمثل في بنية التخزين وأسواق الجملة التي تُعتبر إشكالية بنيوية في تسويق الخضر والفواكه، حيث إن 25 في المائة بدون بنية، و60 في المائة منها بنيتها ضعيفة؛ وهو ما يؤدي إلى فقدان 40 في المائة من منتوج بعض المواد.

السبب الثالث يتجلى في خضوع بنية التسعير عبر أسواق الجملة لإضافة ريعية تعادل 7 في المائة من رقم المعاملات دونما موجب مساهمة في الإنتاج أو التسويق، حيث يُجسد الأمر تكملة للصورة القاتمة للبنية الريعية المتحكمة في مفاصل الاقتصاد الوطني.

وأوردت الحركة ضمن السبب الرابع توجه المخطط الفلاحي “المغرب الأخضر” نحو الزراعة التسويقية الموجهة نحو الأسواق الخارجية، إذ على الرغم من الدعم الكبير الذي تم تخصيصه للمخطط فإن نتائجه ظلت محدودة على الفلاحة المعيشية. في المقابل، أدى الاستنزاف الحاد للمقدرات المائية إلى اللجوء إلى موارد أعلى تكلفة كتحلية مياه البحر؛ مما سيؤدي إلى ارتفاع كلفة الإنتاج (ارتفاع ثمن المتر المكعب من الماء من درهمين حاليا إلى 5 دراهم)، واستمرار هذه الموجة التضخمية.

آخر الأسباب وراء الموجة التضخمية تفسره حركة “معاً” بمعاناة القطاع الفلاحي من ضعف الصناعة التحويلية المرتبطة به بحوالي 4 في المائة من إنتاج الخضر والفواكه الموجه نحو الصناعة الغذائية، مما يفقد السوق مقدرة كبيرة على استغلال هامش الضياع المقدر بـ40 في المائة.

الخلاص من التضخم

تقرير الحركة، التي يصفها مؤسسوها بأنها حركة سياسية منبثقة من المجتمع المدني وتتجاوز التعصب الإيديولوجي والتي تهدف إلى التمكين السياسي للمواطن المغربي من خلال جعله الفيصل الأول والأخير في الحقل السياسي اختيارا ودعما ومحاسبة، ذكر أن التضخم كان أحد أهم نقاط قوة المعطيات الماكرو اقتصادية للمغرب بحيث إن معدله لم يتجاوز 2 في المائة منذ 2008 وإلى حدود سنة 2021، قبل أن يرتفع بشكل صاروخي ليبلغ معدل 6.6 في المائة سنة 2022.

وقد بلغ معدل التضخم 8.9 في المائة في شهر يناير 2023، وقفز إلى 10.1 في المائة فبراير 2023 مع ارتفاع أثمان المواد الغذائية بـ18.4 في المائة مقارنة مع السنة الماضية والمواد غير الغذائية بـ3.7 في المائة خلال شهر فبراير.

أمام هذا الوضع لجأ بنك المغرب إلى رفع معدل الفائدة الرئيسي خلال ثلاثة اجتماعات فصلية منذ شتنبر، ليصل السعر إلى 3 في المائة؛ لكن الحركة اعتبرت أن مفعول ذلك على التضخم يبقى ضعيفا لارتباطه بعوامل أخرى.

وحسب الحركة، فإن “التضخم في المغرب صار هيكليا ويعكس اختلالات الخيارات الاستراتيجية السابقة لضمان الأمن الغذائي للمواطنين المغاربة”. كما اعتبرت أن “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لا تتعدى طابع البهرجة، ومحاولة للتخفيف من ظاهرة عميقة بدت غير قادرة على استيعاب عمقها”.

وأشارت “معاً” إلى أن إصلاح بنية التسويق أولوية في السياسة الغذائية، ولن يستقيم الإصلاح إلا بتغيير النظام الحالي بتجاوز أسواق الجملة المتهالكة وخلق بنيات عصرية تتيح للمنتجين تسويق منتوجاتهم دونما خضوع للوساطات والمضاربات، مما سيتيح وضوح في العرض والطلب ونظام التسعير.

وعلى الرغم من ارتفاع الدعم للأسعار الذي ناهز 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، فإن الحركة أوردت أن “استمرار التشبث بالسياسات التنموية الخاضعة لمنطق التقلبات المناخية يهدر كل هذه الجهود، ويفتح بابا جديدا للاستفادة الريعية للشركات المعنية والفئات غير المستحقة للدعم”.

وفي نظر الحركة، فإن اختيار سياسة حرية التسعير يحتاج مؤسسات موازية تعمل على كبح المضاربات والتوافقات واللوبيات، وأشارت إلى أن مجلس المنافسة من المفروض أن يقوم بهذا الدور؛ لكن “محدودية تأثير تقاريره تجعله مجرد ديكور يُوحي ببنية اقتصادية حرة وتنافسية، ولعل تقرير شركات المحروقات أكبر دليل على الخلاصة المتوصل إليها”.

وذكر التقرير أن “الخلاص من أزمة التضخم يحمل في طياته جرأة سياسية كبيرة من خلال زعزعة البنيات الريعية المستحكمة في الاقتصاد الوطني، والتي تسترزق وتراكم الثروات من جيوب البسطاء، وكل إجراءات خارج هذا التوجه تبقى مجرد محاولة تطهير خارجي لجرح عميق ومتعفن”.

The post حركة "معا" تبسط خمسة أسباب موضوعية لارتفاع معدل التضخم في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ANOqKZu

علمت هسبريس من مصدر مطلع أن أولى شحنات بذور القنب الهندي المستوردة وصلت الأربعاء 26 أبريل إلى مطار الدار البيضاء، فيما من المنتظر أن تصل شحنة ثانية بكمية أكبر يوم الجمعة 28 من ذات الشهر، على الساعة الرابعة.

وحسب المصدر ذاته فإن الكميات المستوردة تكفي لزراعة مائة هكتار، وسيتم توزيعها على التعاونيات المعنية بكل من تاونات الحسيمة وشفشاون، مفيدا بأن مصادر الاستيراد متعددة، منها من سويسرا وأورغواي وهنغاريا وبلغاريا وإيطاليا وأمريكا.

وأشار المتحدث ذاته إلى الجهود المبذولة من قبل كل من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، موضحا أنه تم وضع دفاتر تحملات تتضمن الشروط التقنية المطلوبة في وقت قياسي.

وأصدرت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة دورية تتعلق بتطبيق مقتضيات استيراد وتصدير بذور ونباتات القنب الهندي، تطبيقا للقانون 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي.

وجاء في الدورية الصادرة عن الإدارة سالفة الذكر، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، أن المادة الثالثة من القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي تنص على أن استيراد وتصدير البذور والنباتات يخضع لترخيص يُمنَح من طرف الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي.

كما أشارت الوثيقة ذاتها إلى أن المادة الثانية عشرة من القانون ذاته تنص على أن الحاصلين على تراخيص الاستيراد أو التصدير يجب أن يكونوا من جنسية مغربية وبالغين السن القانوني، ويستوفون الشروط المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل في ما يتعلق بإنتاج وتسويق البذور والنباتات.

وتنص المادة الثالثة عشرة من القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي على أن مالكي تراخيص التصدير والاستيراد لا يمكنهم أن يستوردوا إلا البذور المعتمدة من طرف الوكالة، تماشيا مع القرار الصادر عن وزارتي الداخلية والفلاحة رقم 1295-22 يوم 12 ماي 2022 المتعلق بشروط وكيفيات اعتماد البذور والنباتات.

وبموجب المقتضيات القانونية يجب على شحنات البذور والنباتات المعتمدة أن تحمل علامة تشمل رقم قرار اعتماد الصنف ومستوى رباعي هيدرو كانابينول، الذي يعرف اختصارا بـTHC، وهو الجزيئة الأكثر شُهرة في نبات القنب الهندي.

ويشترط، وفق المقتضيات ذاتها، ألا يتجاوز مستوى هذه المادة 1 في المائة، ما عدا بالنسبة للمنتجات الدوائية والصيدلانية.

The post أولى شحنات بذور القنب الهندي المستورد تصل إلى مطار الدار البيضاء‬ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/GXtS3uB