"تناوب جديد".. أحزاب تسعى إلى إزاحة "البيجيدي" من رئاسة الحكومة‎‎

تغيرت أطروحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع القيادة الحالية التي تسعى إلى الوصول إلى الحكومة، حيث انتقل الخطاب من ضرورة تأسيس السلطة على أساس تفويض شعبي إلى المطالبة ببلورة “تناوب” جديد، يفضي إلى امتلاك مفاتيح السلطة وقيادة الحكومة من قبل الاتحاديين وإزاحة الإسلاميين.

ومع قرب الانتخابات، يشن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الوردة”، هجوما لاذعا على الإسلاميين محملا إياهم مسؤولية تردي الأوضاع الاجتماعية وتفاقم الأزمة الاقتصادية، داعيا إلى بلورة “تناوب جديد” وإلى “حكومة قوية تشتغل في هذا الأفق الديمقراطي الاجتماعي”.

وانضم حزب الاستقلال إلى المدافعين على أطروحة “التناوب الحديد”، حيث يؤكد حزب “الميزان” أن “المغرب يحتاج، اليوم، إلى تناوب ديمقراطي جديد لمواجهة التحديات وكسب الرهانات التي يبتغي تحقيقها”، مبرزا أنه “يستشعر قدرته على قيادة ذلك التناوب”.

وبدأت أولى بشائر الموعد الانتخابي في المغرب بعرض كل حزب لتصوره السياسي والاقتصادي الذي سيذهب به إلى الاستحقاقات التشريعية والمحلية المقبلة، التي تأتي في سياق “حاسم”؛ بالنظر إلى حجم تطلعات المغاربة والتحديات الداخلية والخارجية التي تشهدها البلاد.

المحلل السياسي عبد الرحيم العلام قال إن “الحديث عن التناوب الجديد يمثل حيلة من الحيل التي تلجأ إليها النخب السياسية الضعيفة والفاقدة للامتداد الشعبي من أجل الوصول إلى كرسي الحكم بدون جهد انتخابي”.

ووقف أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسي في جامعة قاضي عياض، في تصريح لـ “هسبريس”، عند ما اعتبرها حيلا متعددة تلجأ إليها النخب؛ من قبيل القاسم الانتخابي ومحاربة العزوف السياسي والتصويت الإجباري، وهي سلوكيات تلجأ إليها النخب الفاقدة للسند الشعبي”.

واعتبر العلام أن “الاتحاد لما كان قويا ويمتلك قاعدة شعبية واسعة كان دائما يدعو إلى الاحتكام إلى الشعب؛ لكن وضع هذا الحزب أصبح ضعيفا، في ظل القيادة الحالية وتشتت جزء من أعضاء الحزب في إطار سياسة ”أرض الله الواسعة”.

وبشأن تأويلات الفصل الـ47 من الدستور، قال المحلل السياسي بأن “أي ممارسة للحكم خارج ما هو منصوص عليه في الوثيقة الدستورية وأي تأويل غير ديمقراطي للنص الدستوري يعتبر وسيلة من وسائل الاحتيال للوصول إلى السلطة؛ الأمر يتعلق بطروحات غير ديمقراطية، الغرض منها التلاعب بالدستور للوصول إلى السلطة”، لافتا إلى أن “هناك وسيلة وحيدة للوصول إلى الحكم، هي الانتخابات”.

وتابع العلام في شرحه لهذه الطروحات غير الديمقراطية “البلوكاج الامتناع عن مساند الحزب الأول، تفكيك التحالفات، وضع العصا في عجلة الفائز في الانتخابات، وهي ممارسات تضع العصا في عجلة الديمقراطية؛ وهو ما يحتم تدخل المؤسسة الملكية لضمان سير المؤسسات”.

وعما إذا كان البعض يراهن على التجربة التونسية للوصول إلى السلطة، يقول أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسي في جامعة قاضي عياض: “هذا سيناريو خاطئ؛ لأن التجربة التونسية ما زالت تراوح مكانها. التونسيون لديهم وعي ديمقراطي، ويمكن أن يردوا القطار إلى مساره الصحيح؛ عكس المغرب، من شأن أي ممارسة دستورية أن تتحول إلى دستور، ومن الصعب إعادة القطار إذا خرج عن السكة”.

The post "تناوب جديد".. أحزاب تسعى إلى إزاحة "البيجيدي" من رئاسة الحكومة‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3lgGrEM

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire