الحيمر يسافر في رحلة الروائية طوني موريسون‎‎

عن دار الأمير للنشر في مارسيليا، صدر حديثا للكاتب والمترجم المغربي عبدالله الحيمر كتاب مترجم موسوم بعنوان: “متعة الحوار عند الروائية الأمريكية طوني موريسون”، يقع في 275 صفحة من القطع المتوسط.

ويمنح الكتاب للقارئ العربي خلاصة الرحلة الفكرية للروائية الأمريكية التي أتاحت لملايين الأميركيين تجربة ما كان عليه أن يكون المرء أسود في بلد يعاني من العنصرية، وحرّضت الأمريكيين على تخيّل كيف عاش السود ككائنات إنسانية، في حين أنه لم يكن يتم التعامل معهم على أنهم مخلوقات بشرية لهم مشاعر حب وأحاسيس وخيال؛ ومثلت رسولة الزنوجية لأسفار السود لأكثر من أربع قرون، بشهادات اجتماعية وسياسية عن أبناء عرقها منذ 1619 إلى وقت وفاتها.

ويبتدئ الكتاب بتقديم يحلل فيه المترجم مفهوم الحوار عند الروائية الأفرو أمريكية، مع أكثر من 20 حوارا مطولا مترجما في محاور (الأدب الأسود / الرواية / صورة الآخر / الأدب المقارن )؛ حيث سلط الضوء على شخصيتها، ورؤاها وفلسفتها في الحياة، وموقفها من المجتمع الأمريكي وتحولاته الاجتماعية، كما يقدمها كعلامة فارقة في الأدب الأمريكي المعاصر وصاحبة الأسئلة الأكثر استبصارا حول العبودية والعنصرية والأدب الأسود.

ويشكل الكتاب رحلة فكرية تضع القارئ والباحث أمام روح روائية أفرو أمريكية، اختصرت رحلة السود إلى العالم الجديد بنفس مغامر وذهنية تشكك وتفضح، تقرأ العالم من وجهة نظر امرأة مواطنة أمريكية سوداء، وكشاهدة على زمن سجن لون البشرة السوداء، وحارسة لذاكرة الأقليّة الأمريكيّة السوداء في النصف الثاني من القرن العشرين…كما عملت على تحرير اللون الأسود من مظاهر الماضي ومآسيه، وطرحت سؤال كيف تكون أمريكيًا أسودَ في القرن الواحد والعشرين.

يقول الحيمر عن إشكاليات الحوار عند طوني موريسون: “الحوار عند الروائية سمة ثقافية معرفية، تواصلي في بعده الحضاري، ينقل الأقلية السوداء من إطار النظرة البيضاء الضيقة إلى رحاب الحياة المدنية والاجتماعية، وإلى قيم الكرامة الاجتماعية، والمساواة الأخلاقية، بمثابة جسر إنساني نحو الآخر المتباهي ببياضه. فتنوع الحوارات، وتعدد مستوياتها، في حد ذاته دلالة صحية على حيوية هذا المجتمع بكل فئاته”.

وتأتي الترجمة عند المترجم عبد الله الحيمر كمشروع حضاري وحاجة ثقافية عربية، مشيرا إلى كونه اختار ترجمة حوارات الروائية الأفرو أمريكية طوني موريسون، في هذه الظرفية التي يمر بها العالم، “لأن لها التباسات بحاضر العنصرية بأمريكا أولا وفي بعض الدول الأخرى”، وزاد: “نحن نعيش زمن العنصرية البنيوية جسداً وروحا بأمريكا، كحقيقة مادية مجسدة يعيشها يومياً المهاجرون والأقليات بالعالم الجديد. في زمن أصبحت العنصرية متجذرة وبنيوية بالعالم، تصبح الترجمة عموما لحظة للانتصار جدارة للقيم الإنسانية، ورفض القيم البغيضة إنسانيا، كالعبودية والعنصرية والإرهاب واضطهاد الحريات العامة”.

The post الحيمر يسافر في رحلة الروائية طوني موريسون‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ietM3x

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire