استثمارات الدولة في الواحات تتجاوز 64 مليار درهم خلال عشر سنوات

تعتبر مناطق الواحات بالمملكة المغربية موطنا أصليا للتنوع البيولوجي الثري، حيث توجد هذه الواحات بأربع جهات بالبلاد (درعة...

الإعلام في بلادنا في حاجة إلى مراجعة عميقة وقرارات قد تكون مؤلمة”، بالنسبة للمسؤول الإعلامي السابق محمد الصديق معنينو، الذي أضاف في “نداء” أنه “لا يعقل أن نظل البلاد الوحيدة التي تتولى فيها الأحزاب إصدار جرائد لا يقرؤها أحد”.

جاء هذا بعد الندوة التي استقبلتها أكاديمية المملكة المغربية لتأبين الصحافي الراحل عبد الله الستوكي، والتي تطرقت إلى موضوعَي تاريخ الإعلام وتحديات الصحافة مغربيا وجهويا ودوليا.

واستحضر معنينو معطى أن “مبيعات الصحف اليومية في بداية هذا القرن بلغت 350 ألف نسخة يوميا، وهو عدد كنا نعتبره ضعيفا نسبة لعدد السكان. أما اليوم فإن مبيعات اليوميات الثماني عشرة لا تتعدى 30 ألف نسخة، أي عُشر ما كان يقتنيه المغاربة منذ عشرين سنة”.

واسترسل المتحدث ذاته معلقا: “إنه تراجع مخيف أثّر بشكل قوي على التوازن المالي للناشرين، من أحزاب وشركات ومؤسسات”.

وتذكر معنينو “تدخل الدولة في مناسبات عديدة” لمواجهة هذه الإشكالية؛ “فقد قرر الحسن الثاني في تسعينيات القرن الماضي تخصيص مليار سنتيم لدعم الصحافة، وعملت الدولة في المدة الأخيرة على تخصيص عدة مليارات لإنقاذ المنظومة الإعلامية من الانهيار… بل تحملت خلال أزمة “كوفيد” رواتب الصحافيين، إضافة إلى دعم الناشرين؛ مما جعل الدولة الممول الرئيسي، إن لم يكن الوحيد”.

وفي تفسير لـ”أسباب انهيار المبيعات”، عدد معنينو التحليلات المطروحة؛ “فمنهم من يتهم وسائل التواصل الاجتماعي بالهيمنة عبر اكتساح المجال والسرعة في الإخبار، ومنهم من يُرجع ذلك إلى الأزمة المالية وقلة المبيعات وبالتالي فرار الإشهار، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الورق والمداد…. وأخيرا هناك من يرى أن اليوميات فقدت بريق الثمانينيات، حين كانت صاحبة رأي وكانت افتتاحياتها ومقالاتها تحظى بالصدى الواسع لدى السلطة وعند الرأي العام”.

وتساءل معنينو: “هل من المفيد الاستمرار في هذا العناد، والاعتقاد أن مصير الحرية والديمقراطية في بلادنا مرتبط بهذه الإصدارات الكثيرة وغير المقروءة، تتحمل فيها الدولة مصاريف الإنتاج ورواتب الصحافيين”.

وسجل الكاتب والإعلامي المغربي وجود “عدم مواجهة للواقع”، و”استرخاء أمام كرم الدولة”، يؤدي إلى “الاستمرار في إنتاج غير مؤثر بل والمطالبة بمزيدٍ من الدعم”.

وأورد الصديق معنينو أن بداية الحل “تحرك جماعي لعقد ندوة وطنية، شبيهة بندوة التسعينيات، يتم فيها النقاش والإقناع وبلورة سياسة إعلامية جديدة، تأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات الموضوعة المرتبطة بالتحولات العميقة في التواصل مع الرأي العام”.

The post انهيار مبيعات الصحف .. معنينو يحذر من "الاسترخاء أمام كرم الدولة" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/pdByYE4

المغرب يخطط لتوفير الحاجيات المائية عبر التحلية وتسريع بناء السدود‎‎

قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن المغرب يخطط لضمان وصول الماء الصالح للشرب إلى جميع السكان في السنوات الخمس المقبلة وتفادي الوضع الجاري حاليا، مؤكدا أن تحلية مياه البحر من شأنها تأمين هذا الهدف. وأضاف بركة ضمن جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، الاثنين، أن خمسين في المائة من مياه الشرب يجب أن...

أعلنت المنظمة المهنية للمحاسبين المعتمدين عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان، بالموازاة مع خوض أشكال احتجاجية مختلفة أمام مقرات إدارات الضرائب، بسبب المضامين التي تمسّ هذه الفئة المهنية في مشروع قانون مالية 2023.

وأوضحت المنظمة المهنية ذاتها أن المحاسبين المعتمدين يطالبون بحذف ضريبة الاقتطاع من المنبع في مشروع القانون المالي لسنة 2023، مؤكدة “غياب العدالة الجبائية” في هذا الصدد، ما سيؤدي إلى زيادة هذه الضريبة على الزبائن بالمغرب.

وفي هذا السياق قال علال حمداوي، محاسب معتمد ومستشار قانوني وجبائي، إن “مشروع قانون المالية جاء في إحدى فصوله بضريبة الحجز عند المنبع عن كل أتعاب المهن الحرة (محاسبون، خبراء، موثقون، عدول، مهندسون…) بقيمة 20 بالمائة”.

وأضاف حمداوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ذلك “يعني زيادة عشرين بالمائة على الضريبة على القيمة المضافة؛ ما يعني اقتطاع ما مجموعه 40 بالمائة كضرائب عن كل تحصيل لهذه الأتعاب، وهو ما يعتبر أكبر تضريب لمهن معينة دون أخرى”.

وواصل المتحدث شارحا: “هنا يمكن أن نسجل غياب العدالة الجبائية التي تستمد روحها من الدستور، ما سيؤدي بهؤلاء المهنيين إلى زيادة هذه الضريبة على الزبائن، وهذا ما يمكن أن يكون له انعكاس خطير على استمرارية بعض المهن؛ وذلك بلجوء الزبائن إلى السوق غير المهيكل، أو عدم الأداء وعدم وضع التصاريح الضريبية بسبب هذا الغلاء”.

واستطرد المتحدث ذاته: “فرض هذه الضريبة المقتطعة من المنبع على مهن المحاسبة سيكون له أثر سلبي على مداخيل الخزينة برفض الزبائن قبول الزيادة، وعدم إيداع تصاريحهم أو اللجوء إلى طرق أخرى”، مبرزا أن “نسبة الاقتطاع من المنبع لم تراع نسبة التكاليف السنوية الثابتة (كتلة الأجور، أكرية المكاتب، مصاريف التسيير…)”.

وأشار المهني عينه إلى أن “تلك التكاليف الثابتة قد تصل إلى 80 بالمائة من قيمة الأتعاب الكلية لكل مكتب، ما سيؤدي بالمصادقة على هذا الأجراء إلى خنق مالية هذه المهن، والدفع بها إلى التصادم مع الزبائن وتسريح الأجراء، والإفلاس”.

لذلك، دعا المستشار القانوني والجبائي، ضمن إفادته، إلى “التراجع عن هذا الإجراء الخطير الذي يمس باستقرار واستمرارية هذه المهن الحرة والنبيلة والمنظمة، لما لها من أدوار فعالة في مساعدة الدولة على التقدم والازدهار”.

The post محاسبون يطالبون بحذف ضريبة الاقتطاع من المنبع‬ في "مالية 2023" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/GtFO4JU

بعد ليلة من الابتهاج في البرازيل، رحب كبار قادة العالم بفوز لولا الذي يستعد لتولي ولاية رئاسية معقدة، إذ إن خصمه جايير بولسونارو لم يكن الاثنين قد اعترف بعد بهزيمته.

ولزم الرئيس المنتهية ولايته الصمت صباح الاثنين، قبل فترة انتقالية يتوقع أن تستمر حتى الأول من يناير.

في واشنطن، هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وقال إنه “يتطلع إلى العمل” معه “لمواصلة التعاون بين بلدينا”.

وصدر الموقف نفسه عن موسكو، مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن أمله “أن نعمل على مواصلة تنمية التعاون الروسي-البرازيلي البناء في كل المجالات من خلال جهود مشتركة”.

وهنأ جوزب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لولا على فوزه في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، وكتب في تغريدة: “أتشوق إلى العمل معكم لدفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل مع حكومتكم والبرلمان الجديدة”.

كذلك هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولا، معتبرا أن انتخابه رئيسا للبرازيل “يفتح صفحة جديدة في تاريخ” هذا البلد.

وفي بكين، أكد متحدث باسم الخارجية أن الصين مستعدة للارتقاء بالشراكة بين البلدين إلى “مستوى أعلى”.

لكن صمت جايير بولسونارو المدوي، الذي هزم بفارق بسيط في الدورة الثانية الأحد (49,1 في المائة من الأصوات في مقابل 50,9 في المائة) والذي لا يزال عليه الحكم لمدة شهرين، مليء بالتهديدات.

“إرساء الهدوء في البلاد”

وقال لياندرو كونسينتينو، المحلل السياسي في جامعة انسبر الخاصة في ساو باولو، لوكالة فرانس برس مساء الأحد، إن “أسوأ ما يمكن أن يحدث هو ألا يسمع البرازيليون في الليلة نفسها موقف رئيسهم (بولسونارو)، الأمر الذي من شأنه أن يلقي بالشكوك حول قبوله نتيجة” الانتخابات.

ومع ذلك، انطفأت أضواء قصر ألفورادا في وقت مبكر مساء الأحد.

وحسب لاورو جارديم كاتب العمود المطلع في صحيفة أوغلوبو O Globo ، فإن الرئيس المهزوم رفض أي زيارة بعد صدور النتائج وخلد إلى النوم.

وصباح الاثنين، أغلق سائقو شاحنات ومتظاهرون آخرون العديد من الطرق في البرازيل، احتجاجا على ما يبدو على هزيمة بولسونارو.

وأُغلقت نقاط عبور في ولاية ماتو غروسو الزراعية (وسط غرب)، التي صوتت بشكل أساسي للرئيس اليميني المتطرف، في الصباح، “بحرق إطارات وبمركبات مختلفة”؛ مثل الشاحنات والسيارات والشاحنات الصغيرة، على ما أوضحت الجهة المشغلة لإحدى الطرق السريعة في هذه الولاية.

ولم يكن واضحا ما إذا كانت الحركة منسقة من قبل مجموعة سياسية معينة أو عفوية. وكان العديد من المتظاهرين يرتدون قمصانا باللونين الأصفر والأخضر، لونا العلم الوطني، التي ارتداها مناصرو بولسونارو.

كذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بإغلاق طرق في خمس ولايات على الأقل؛ من بينها طريق سريع يربط ريو دي جانيرو وساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبلاد.

خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأحد، كان لويس إيناسيو دا سيلفا، الذي توقع بروز صعوبات، أعرب عن الأمل في “أن تكون الحكومة (المنتهية ولايتها) تتمتع بحس حضري لتفهم أنه من الضروري أن تتم عملية نقل السلطات بشكل جيد”.

سيتعين على لولا أن يوحد بلدا عرف إدارة مضطربة خلال ولاية سلفه مدى أربع سنوات، انقسم بسبب أكثر الحملات استقطابا في تاريخه الحديث.

وقال كونسينتينو إن “نصف السكان غير راض” عن النتيجة، وأضاف “سيضطر لولا الى مد يده لأولئك الذين لم يصوتوا له ويؤكد لهم أنه رئيس جميع البرازيليين من دون استثناء”. وأوضح: “سيضطر لولا الى ارساء الهدوء في البلاد”.

وحسب الرئيس المنتخب: “لا توجد دولة برازيل مقسمة”. وقال، الأحد: “نحن شعب واحد وأمة واحدة”.

برلمان إلى اليمين

وأضاف لولا: “سأحكم لنحو 215 مليون برازيلي، وليس فقط لمن صوتوا لي”. وصوت 58 مليون برازيلي ضده.

وشدد على أن “البلاد بحاجة إلى السلام والوحدة”؛ لأن “لا أحد يريد أن يعيش في أسرة تسودها الخلافات”.

سيتعين على لولا أيضا التعايش مع برلمان أدت نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في الثاني من أكتوبر إلى ميله أكثر إلى اليمين المتطرف، حيث أصبح الحزب الليبرالي بزعامة جايير بولسونارو أول كتلة في مجلس النواب كما هو في مجلس الشيوخ.

بترشحه، جمع لولا ائتلافا غير متجانس من حوالي عشرة أحزاب حول حزب العمال.

كذلك، اختار نائب رئيس وسطيا جيرالدو ألكمين خصمه السابق المهزوم في الانتخابات الرئاسية العام 2006، لجذب الناخبين وأوساط الأعمال المعتدلة.

“منطقة الأمازون النابضة بالحياة”

خلال الشهرين المقبلين، ينبغي على الرئيس الجديد الإعلان عن تشكيل حكومته.

وقد يدخل لولا مزيدا من التنوع في فريقه: نساء – لم يتبق سوى واحدة في حكومة بولسونارو الأخيرة – غير البيض والسكان الأصليون ويتوقع أن تسند إلى أحدهم وزارة تم إنشاؤها حديثا لشؤون السكان الأصليين.

وقالت فاندا ويتوتو (32 عاما)، مقدمة رعاية من السكان الأصليين التقتها وكالة فرانس برس في ماناوس في الأمازون، إن “عودة لولا إلى السلطة تعطينا أملا كبيرا”.

على حكومة لولا أيضا تخصيص الموارد مجددا للمنظمات التي تراقب إزالة الغابات في منطقة الأمازون التي أضعفها بشدة خفض الائتمان وإفلات المهربين التام من العقاب.

وقال لولا: “البرازيل مستعدة لاستعادة زعامتها في مكافحة أزمة المناخ (…) البرازيل بحاجة كما كوكب الأرض إلى منطقة الأمازون النابضة بالحياة”.

ردا على فوزه، أعلنت النرويج، الاثنين، عزمها استئناف تقديم مساعداتها المالية للتصدي لإزالة غابات الأمازون التي جمدت في عهد الرئيس جايير بولسونارو.

والتحدي الكبير الآخر للولا، الذي سيضطر إلى تمويل السياسات الاجتماعية الموعودة في غياب النمو المسجل خلال ولاياته السابقة، يتمثل في تراجع الموارد المالية للدولة البرازيلية بشكل كبير بعد توزيع الرئيس المنتهية ولايته المليارات من الريالات كمساعدات لأغراض انتخابية.

The post ولاية رئاسية معقدة تنتظر "لولا" في البرازيل appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/umHRMgK

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. عبد الحميد العزوزي يبرع في جراحة الأسنان

رحل عبد الحميد العزوزي صغيرا من المغرب إلى الدنمارك، وبالضبط من الناظور إلى كوبنهاغن، وكان ذلك قبل نصف قرن من الحين بعدما اختار والده الاستقرار في اسكندنافيا، لكن لسانه بقي محافظا على النطق بـ”تاريفيت” وقسط من العربية الدارجة، أما قلبه فلم يتوقف عن الميلان صوب كل ما له صلة بالوطن الأم وناسه. يرتبط...

مؤشرات بورصة البيضاء تواصل الانخفاض

على غرار البورصات العالمية، تراجع نشاط بورصة الدار البيضاء في سياق مطبوع بالتضخم وعدم اليقين بشأن توقعات النمو العالمي. وسجل مؤشرا بورصة الدار البيضاء (مازي ومادكس) تراجعا في نهاية شهر شتنبر، حيث انخفضا على التوالي بـ4,3 في المائة و4.5 في المائة. يأخذ مؤشر “مازي” بعين الاعتبار جميع القيم المدرجة في...

عن منشورات “المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية” (عدد خاص 4)، صدر للخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي كتاب باللغة الفرنسية حمل عنوان: ” Maroc : une économie sous plafond de verre. Des origines à la crise Covid-19 ” (المغرب: اقتصاد تحت سقف زجاجي.. من الأصول إلى أزمة كوفيد 19″.

نجيب أقصبي، أستاذ التعليم العالي الحاصل على دكتوراه دولة في العلوم الاقتصادية من جامعة “باريس دوفين” ودبلوم معهد العلوم السياسية في باريس، اعتبر أن الكتاب شكل “مشروع تفكير قبل وقت طويل من حدوث الأزمة الصحية العالمية”، مستدركا في ملخص تحليلي توصلت به هسبريس: “لكن عندما انفجر هذا الوباء في عالمنا خلال الربع الأول من عام 2020، فرض نفسه بدايةً من الفصل الأول من الكتاب، معددا آثار “الصدمة التي أحدثها في الاقتصاد والمجتمع عبر الدروس التي قدّمها لنا”.

وأضاف أقصبي، في تحليل مضامين كتابه لهسبريس، أنه “علاوة على الدروس المستفادة من أزمة كوفيد-19 التي بدت وكأنها رَجْع صدى منسجم مع الدروس التي علّمنا إياها أي تحليل نزيه وواضح للاقتصاد المغربي لفترة طويلة؛ فقد تحوّل الوباء إلى لحظة حقيقة، ما أجبر الجميع على الفحص الحقيقي للضمير”، مؤديا، حسبه، إلى “توسيع التفكير ووضعه على مستوى تجربة الاقتصاد المغربي ككل، وسياسة اقتصاد البلاد لمدة خمسة أو ستة عقود”.

ويتطرق الكتاب، من خلال خمسة فصول، إلى أنه “تمّ تخصيص الفصل الأول لهذا الكتاب للجائحة وحقائقها، بينما الفصلان الثاني والثالث يوضحان الاختيارات، وقدّمَا -بالمناقشة- السياسات المتبعة على مدار العقود الستة الماضية”، في حين ركز الفصلان الرابع والخامس على “الالتزام بتقديم البيانات وتقويم النتائج”. ولم تكتف الخاتمة العامة بالتلخيص والتركيب، يردف الخبير الاقتصادي ذاته؛ بل “حاولت ربط الاقتصادي بالسياسي، من أجل استكشاف طرق لفهم بشكل أفضل الأسباب الأساسية لسوء التنمية المغربية”.

حصيلة “ثقيلة”

تحليل الحصيلة العامة للتجربة الاقتصادية للمغرب، طوال العقود الأربعة الماضية، يسلط عليه كتاب أقصبي الضوء من خلال أربعة محاور هي “الإنتاج والتوزيع والانفتاح والتمويل”.

وضمن كتابه الجديد، يبرز مؤلفه أنه “صار من الممكن فهم لماذا وكيف يظل الاقتصاد المغربي اقتصادًا “تحت سقف زجاجي”؛ نمو ضعيف ومتقلب ما زال يعتمد بشكل مفرط على تقلبات الطقس، وإنتاجية منخفضة، وهياكل قطاعية راكدة وأقل اندماجا، فضلا عن وجود تراجعات، مثلما يتضح من تراجع التصنيع؛ وارتفاع البطالة الحقيقية أو المقنّعة والنمو القوي للقطاع غير المهيكل، وتفاقم الفوارق الاجتماعية والمجالية”.

وانتقد أقصبي “التبعية المستمرة التي راكمت عجزا مزمنا”، مسجلا أن “الانفتاح على الخارج غير مقنع من حيث معدلات تكامله و تأثيره على الاقتصاد الوطني؛ ونظام تمويل ينهك تعبئة الموارد الداخلية، لاسيما من خلال نظام ضريبي غير فعال بقدر ما هو غير عادل، لافتا إلى أن “العقوبة ليست سوى عجز مزمن في الميزانية ، مصحوباً بمديونية مقلقة بشكل متزايد”.

وحدد الكاتب ذاته ثلاثة مستويات من الأهداف، والتي تعود في الواقع إلى ثلاثة رهانات وعدنا أنفسنا بمواجهتها: “اقتصاد سوق مفتوح وشفاف، وقطاع خاص فعال وجريء، وتكامل مع الاقتصاد العالمي الواعد بالحرية وبالازدهار”. وبعد تحليله، بناء على الوقائع والأرقام والشهادات، يخلص أقصبي إلى “استنتاج مؤلم لا يمكن تجنبه”؛ وهو “بصفة عامة، ضياع الرهانات”.

ويحاول الكتاب “مقاربة الاقتصاد المغربي، نظرا لأهمية ومدى القطاعات التي لا تزال “تُسيّر” عن طريق الريع و/أو التواطؤ بين مجموعات مصالح، “ما زال بعيدا عن اقتصاد سوق جدير بهذا الاسم”.

ويفحص الكتاب ذاته “حالات مؤسَّسة في قطاعات الصناعة والبنوك وتقنيات المعلومات الجديدة وتكرير وتوزيع المواد النفطية”، هادفا إلى “تقييم مدى التكلفة الاقتصادية الباهظة التي لم تساهم في تخفيف العبء على اقتصاد البلد”.

ويوضح المؤلف بـ”الوقائع والأرقام الداعمة، أنه عِوض خلق وتوسيع القطاع الخاص، أو بالأحرى “طبقة برجوازية” حاملة لمشروع اقتصادي اجتماعي، “لم نجد سوى الدولة والعديد من أدوات عملها”؛ حسب أقصبي الذي أشار إلى استمرار الدولة، خصوصا، في احتكار الحصة الأكبر من الاستثمار، وبالتالي السيطرة على الدوافع الرئيسة للتنمية”.

وختم معتبرا أنه “كان من الضروري توضيح كيف أن الانفتاح القسري وغير المدروس والدوغمائي لن يولد سوى آثارا ضارة على جميع المستويات”؛ موردا “توسيع اقتصاد الاستيراد الذي “يقتل” المنتجين المحليين ويلتهم العملات الأجنبية، ونموذج المناولة الذي يولد علاقات تبعية جديدة والتبادل غير المتكافئ، أي تأثير سلبي على النمو والشغل، ومخيّب للآمال فيما يتعلق بالأنشطة السياحية والاستثمارات الأجنبية”.

ويعتبر المؤلف أنه “من الجدير، أيضا، تسليط الضوء على مسؤولية “الفاعلين المحليين”، هؤلاء المقاولين والمصدّرين الذين كانوا “سيصبحون رأس حربة في غزو الأسواق الخارجية”؛ لكن ثبت أنهم يفتقرون إلى المغامرة والمنافسة، وهذا أدى إلى استنتاج مفاده أنه “إذا خسرنا المعركة، فالسبب يكمن، أيضا، في ضعف لدى المحاربين”.

ويجمل أقصبي القول بأن “النتيجة مؤلمة: أردنا السوق فحصلنا على الريع والتواطؤ وتضارب المصالح؛ فتحنا ذراعينا للقطاع الخاص فعانق القطاع العام؛ حلمنا بـ “تنانين” التصدير، فاستيقظنا لنجد أنفسنا وجهة لجميع الواردات!”

“الحكامة عائق أمام الصعود الاقتصادي”

الخاتمة العامة للكتاب تقتفي سبب وكيفية حدوث مثل هذه النكسة، من خلال مقاربة المؤلف أكثر تجذرًا في الاقتصاد السياسي، مع الطموح إلى تقديم إجابات متكاملة للأسئلة الأساسية؛ من قبيل: “لماذا هذا العناد في الحفاظ على نفس الاختيارات التي أدت إلى نفس الانتكاسات؟ ما مسؤولية المؤسسات المالية الدولية التي “رافقت” هذه التجربة المغربية الطويلة بشكل دائم؟ كيف ارتبط الاقتصادي بالسياسي ليفضي إلى اقتصاد أصبحت “حكامته” عائقا أمام صعوده؟”.

The post أقصبي يضع اقتصاد المغرب "تحت سقف من زجاج من الأصول إلى أزمة كوفيد" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/zyUMS5A

مدرب بايرن ميونيخ: مزراوي يمتاز بالهدوء

نوه جوليان ناغلسمان، مدرب نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، بالدولي المغربي نصير مزراوي بعد المستوى الذي ظهر به في المباريات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه لاعب هادئ ويُحسن التعامل مع الضغط داخل الملعب. وقال المدرب البافاري في تصريحات إعلامية، بعد فوز فريقه على ماينز ضمن منافسات “البوندسليغا”: “أرى أن...

رسميا.. انتخاب لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل

فاز الرئيس البرازيلي الأسبق، اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (حزب العمال) بالانتخابات الرئاسية التي أجريت جولتها الثانية يوم الأحد في البرازيل، على حساب الرئيس الحالي جاير بولسونارو (الحزب الليبرالي). وبعد فرز 98.86 بالمائة من الأصوات، حصل النقابي السابق على 50.83 بالمائة من الأصوات بفارق ضئيل عن...

مدرب تولوز: مؤهلات زكرياء أبو خلال جيدة

قال مدرب تولوز، الفرنسي فيليب مونتانيي، إن الدولي المغربي زكرياء أبوخلال يمر بأفضل حالاته في الوقت الحالي، ويبصم على مستويات جيدة في الدوري الفرنسي. وأبرز مونتانيي، في تصريحات صحافية، أن أبوخلال يمتاز بقدرات كبيرة على المستوى البدني، وله قدرة كبيرة على تكرار المجهودات التي يقدمها طيلة المباراة. وأضاف...

السموني: قرار مجلس الأمن يكرس تفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء

صادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بمقتضى قراره رقم 2554 بتاريخ 27 أكتوبر 2022، على تمديد مهمة “المينورسو” في الصحراء المغربية لمدة عام آخر، بأغلبية 13 صوتا مؤيدا وامتناع روسيا وكينيا عن التصويت. ويمدد القرار الجديد مهمة البعثة الأممية إلى غاية 31 أكتوبر 2023، كما يدعو الأطراف إلى العودة إلى طاولة...

الآلاف في فرنسا يدعمون احتجاجات إيران

تجمع آلاف الأشخاص، السبت، في باريس ومدن فرنسية أخرى دعما للحركة الاحتجاجية التي تهز إيران منذ وفاة مهسا أميني، وللمطالبة بممارسة مزيد من الضغوط على نظام طهران. وقالت الشرطة إن 2500 شخص شاركوا في المسيرة في العاصمة. ولوح المتظاهرون بالأعلام الإيرانية ولافتات كتب عليها “نساء.. حياة.. حرية” أو “يقتلوننا...

ختم معاد اليعكوبي، باحث متخصص في التاريخ المعاصر ومهتم بالتاريخ الاجتماعي، دراسته التي تحمل عنوان “الأمراض والأوبئة وسبل مواجهتها.. المغرب المستعمَر نموذجا”، والتي نشرتها هسبريس في خمس حلقات متفرقة، (ختمها) بالإشارة إلى أن الطب الكولونيالي الفرنسي مارس نوعا من الاحتقار والتمييز، حيث كان يخشى على الفرنسيين من “خطر” المغاربة، لذلك نصح الأطباء الاستعماريون بضرورة الابتعاد عن حشود “الأهالي” تلافيا لعدوى الأوبئة.

وأشار اليعكوبي، في الحلقة السادسة والأخيرة من الدراسة، إلى أن “أطباء الحماية اعتمدوا التلقيح للوقاية من التيفوس، واستعانوا بالمقدمين والشيوخ والمخازنية، وتدخلوا بعنف في كثير من الحالات، وأحيانا استُعملت العصا لتسوية الصفوف”، إضافة إلى أن الأوروبيين استفادوا من لقاحات ذات جودة عالية عكس المغاربة الذين قدمت لهم لقاحات ذات جودة رديئة.

وأكد الباحث متخصص في التاريخ المعاصر والمهتم بالتاريخ الاجتماعي أن أساليب مكافحة الأمراض والأوبئة تعددت بين عزل “الأهالي” في المخيمات خارج المدن، واستعمال الحملات البوليسية لانتشال المهاجرين والمتسكعين، وإحراق المساكن والأمتعة، لتتحول هذه العمليات إلى نوع من الاستبداد الصحي؛ الأمر الذي جعل المغاربة يتعاملون بحذر مع الطب الفرنسي، على الرغم من استفادتهم من خدماته، لأنه ارتبط في أذهانهم بالسلطة وموظفيها وأعوانها.

احتقار وتمييز

مارس الطب الكولونيالي الفرنسي نوعا من الاحتقار والتمييز، بحيث كان يخشى على الفرنسيين من “خطر” المغاربة؛ لذلك نصح الأطباء الاستعماريون بضرورة الابتعاد عن حشود “الأهالي”، تلافيا لعدوى الأوبئة. وقد كتب الطبيب موران Mauran في هذا الصدد أن “التيفوس ازهرار مفسد، ينبت على أنقاض الحضارات المنهوكة، وسط حشود جائعة ومستسلمة وجاهلة وغير واعية”.

وعندما اعتمد أطباء “الحماية” التلقيح للوقاية من التيفوس، استعانوا بالمقدمين والشيوخ و”المخازنية”، وتدخلوا بعنف في كثير من الحالات “وأحيانا استعملت العصا لتسوية الصفوف”. كما أن بعض الممرضين كانوا يقومون بالتلقيح دون تطهير الشوكة المستعملة.

لقد كان هاجس الطب الكولونيالي الأول حماية الأوروبيين من الأمراض أكثر من المغاربة، والدليل على صحة هذا القول هو إفراده لهم للقاحات ذات جودة عالية، مثل لقاح “ديوراند”، عكس المغاربة الذين قدمت لهم لقاحات ذات جودة رديئة، مثل لقاح “بلان” ذي التكلفة الرخيصة.

الطب بهدف التوغل الاستعماري

خلال فترة الاستعمار المباشر، تعرض المغرب لأصناف من الأمراض والأوبئة، تنوعت بين الطاعون والتيفوس والجدري وحمى المستنقعات والزهري…، وكانت على درجة كبيرة من الشدة والقسوة، حيث عانى على إثرها المغاربة من فتك ونزيف حادين، إلى درجة أنهم تهالكوا صرعى في طرقات المدن وبين مفازات البادية ووديانها.

ولعب الطب الكولونيالي دورا مركزيا في مساعدة فرنسا للسيطرة على المغرب، على غرار باقي المستعمرات، إذ اعتبر إحدى الآليات الفعالة التي ساهمت في خلق بيئة صحية سليمة لتحرك الجيوش الاستعمارية ومد نفوذها وضبط القرى والدواوير، وفي توفير الظروف الملائمة للاستغلال الاستعماري على كافة المستويات.

ولذلك، أولى الماريشال ليوطي أهمية بالغة للأطباء، معتبرا أن وظيفتهم من أنجع الوسائل التي تسهل على سلطات “الحماية” التوغل واختراق “الأهالي”. وقد قال للحكومة الفرنسية في هذا الصدد: “زودني بطبيب أزودك بفيلق”، مضيفا أن “فتح ورش يساوي فيلقا”.

استبداد صحي

وتعددت أساليب مكافحة الأمراض والأوبئة بين عزل “الأهالي” في المخيمات خارج المدن، واستعمال الحملات البوليسية لانتشال المهاجرين والمتسكعين، وإحراق المساكن والأمتعة، لتتحول هذه العمليات إلى نوع من “الاستبداد الصحي”؛ الأمر الذي جعل المغاربة يتعاملون بحذر مع الطب الفرنسي، على الرغم من استفادتهم من خدماته، لأنه ارتبط في أذهانهم بالسلطة وموظفيها وأعوانها.

ومارست السلطات الصحية الفرنسية نوعا من التمييز بين المغاربة والأوروبيين في الولوج إلى الخدمات الصحية؛ فعلى سبيل المثال، أقامت السلطات التابعة للإقامة العامة مستشفى “لوسي” بمدينة مكناس (مولاي إسماعيل حاليا) سنة 1911 لاستقبال الجنود الفرنسيين الجرحى أثناء عمليات الغزو الأولى، والذي صار يقدم خدمات علاجية لكافة الأوروبيين بالعاصمة الإسماعيلية.

وفي المقابل، تم تأسيس “المستوصف الأهلي” الصغير المعروف بمستوصف Poulain لاستقبال المغاربة؛ فيما كانت جهود السلطات الفرنسية لمحاربة بعض الأمراض والأوبئة (حمى المستنقعات كمثال) من أجل تطهير المنطقة لنهب خيراتها، ومن أجل الحفاظ على اليد العاملة لاستغلال قوة عملها في المشاريع الاستعمارية.

The post هكذا مارس "الطب الكولونيالي" الفرنسي "الاحتقار والتمييز" ضد المغاربة إبان "الحماية" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/5GswBuE

الوداد يهزم مولودية وجدة

The post الوداد يهزم مولودية وجدة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/j3lWP...

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نوال الفلكي تخبر الأداء الميداني السيكولوجي

تنتسب نوال الفلكي إلى أسرة مغربية مشكلة من أب ينحدر من خريبكة وأم تنتمي إلى مدينة آسفي، وقد رأت النور سنة 1973 في منطقة “ياكتفاي” بمملكة الدنمارك، وفيها اشتد عودها عن طريق جمع قدرات تمزج بين الثقافة الأصلية والقدرات المكتسبة عبر التفاعل مع بيئة الاستقرار. بعدما كانت تبتغي التخصص في مجال التجميل والتعاطي...

الملتقيات والتظاهرات الدولية تملأ الفنادق وتُنعش وتيرة السياحة بمراكش

سجلت مدينة مراكش، خلال شهر أكتوبر الجاري، انتعاشة سياحية مهمة مع تنظيم عدد من الملتقيات والتظاهرات الدولية التي ساهمت في زيادة تدفق الأجانب على المدينة السياحية الأولى في المغرب. وفق آخر الإحصائيات، كانت نسبة ملء في الفنادق في حدود 67 في المائة خلال شهر شتنبر؛ وهو رقم مهم جدا، بالنظر إلى أن هذا الشهر...

أخطاء لغوية شائعة في الإعلام والإدارة والإشهار بالمغرب يدققها في إصدار جديد الأكاديمي مصطفى الزباخ، الذي كان رئيس الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي بالإيسيسكو، والذي يشغل حاليا منصب مقرر أكاديمية المملكة.

عن منشورات مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي، صدر هذا المؤلَّف في طبعة محينة، ضمت الأخطاء اللغوية الشائعة في فترة جائحة “كورونا”.

بعنوان “التصويبات اللغوية في الخطابات الإعلامية والإدارية والإشهارية بالمغرب”، ذكر الأكاديمي أن مقصد هذا العمل الدفاع عن “أمن اللغة العربية من التلوث، وعن حقها في الحياة والتطور”، وهو ما دفعه إلى استخلاص أخطاء لغويةٍ “من الواقع المغربي المعيش، إداريا وإعلاميا وثقافيا وإشهاريا”؛ فـ”اتسع صدر هذه الطبعة الجديدة لاختلالات لغوية حضرت بها جائحة كورونا في قاموسنا اللغوي المغربي”.

ويصحح هذا الدليل أخطاء شائعة، كما يقدم استعمالات أصوب لمصطلحات ومفاهيم درج على استعمالها.

وفي تمهيد الكتاب، عدَّد مصطفى الزباخ “التحديات المتنامية التي تعرفها اللغة العربية في عالمنا المعاصر”؛ ومن بينها: الدعوات المتنامية للدارجة (العامية) في الخطابات الأدبية والمناهج التعليمية والمنابر الإعلامية، والاختلالات اللغوية المسيئة لسلامة اللغة العربية في الخطاب الإعلامي والإداري والإشهاري، وتيار العولمة المهدد للخصوصيات الثقافية والتنوعات اللغوية، والمركزية الحضارية التي عدّها نسخة متطورة للهيمنة الاستعمارية، الملغية للغات الوطنية والمقصية لثقافات الآخر والمشككة في الريادة الحضارية للغات الأخرى.

كما ذكر الأكاديمي الزباخ من بين التحديات “استلاب الإرث الاستعماري، والقابلية للتغريب والتبعية التي ورثتها المجتمعات من عهوده”.

وتكمن أهمية هذا العمل، وفق مؤلفه، من كونه نابعا من “واقع التصويبات التي استخلصها من المذكرات والتقارير الإدارية والخطابات الإعلامية والثقافية والكتابات الإشهارية، والتي تابعها مسؤولا إداريا ومستمعا لمحاضرات ثقافية ونشرات إعلامية وقارئا لصحف إخبارية”.

ويقف المؤلَّف عند ما يجوز فيه وجهان أو ثلاثة أو أربعة وجوه من القول، ويعدد كلمات يقع التحريف في شكلها مثل كتابة “لم يكن ذلك في حسابي” بدل الأسلم، وهو: “لم يكن ذلك في حسباني”. كما ينبه إلى ألفاظ يقع خلطٌ بينها في النطق والكتابة، مثل تاب عن جريمته، بمعنى ندم، وثاب إلى رشده، بمعنى رجع، ويقف أيضا عند كلمات يقع اللَّبس في معناها، مثل الحيا بمعنى الغيث والحياء الذي يعني الحشمة.

ومن بين ما يصوّبه هذا العمل أسماء هيئات مثل “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري”، وينبه إلى أن السليم هو كتابة “نحن الموقعين”، كما يذكر أن جمع بائس هو “بائسون”، ثم يسترسل شارحا: “هم الفقراء والمساكين أو المتألمون أما البؤساء فهو جمع بئيس، والبئيس هو الشجاع القوي (…) البؤساء هم الشجعان، وقد أخطأ الشاعر حافظ إبراهيم عندما ترجم قصة “Les misérables” لفيكتور هيكو بالبؤساء”.

وينبه المؤلف إلى أن الأصوبَ كتابة “الشريعة السمحة” لا “السمحاء”، كما يدعو إلى كتابة “يعد الكتاب” لا “يُعتَبر الكتاب”؛ لأن “الاعتبار من العِبرة”.

ومن بين ما يجده القارئ من تصويبات دعوة الكاتبِ القرّاءَ إلى استعمال “طرائق التعليم” بدل “طرق التعليم” الشائعِ استعمالها؛ لأن “طُرُق جمع طريق وهو السبيل، أما طرائق فهي جمع طريقة وهو المقصود هنا”.

كما ينبه الدليل إلى الحاجة لكتابة “المدخل الرئيس” و “العضو الرئيس” بدل “الرئيسي”؛ لأن “النسبة تقتضي منسوبا ومنسوبا إليه فعندما ينسب الرجل إلى المغرب نقول: مغربي، وإلى المدينة مدني، أما هنا فليس منسوبا لشيء فزيادة الياء هنا خارجة عن قواعد اللغة”.

The post الأكاديمي الزباخ يرصد "الاختلالات اللغوية" الشائعة في الإعلام والإدارة والإشهار appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/kvan4Yh

صناعة بنادق الفروسية التقليدية تقاوم الانقراض وسط عزوف الشباب بالمغرب

ترتبط الفروسية التقليدية “التبوريدة” ارتباطا وثيقا بالصناعة التقليدية، سواء فيما يتعلق بأزياء الفرسان أو الإكسسوارات التي...

المحامون ومشروع مالية 2023

The post المحامون ومشروع مالية 2023 appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/gfUAm...

قال الشاعر المغربي سعد سرحان إنه “في سبعينيات القرن الماضي، كانت مايكروسوفت وتيسلا وأمازون مجرد أضغاث أحلام قد لا تتحقق أبدا، فأحرى أن يستتب لها ما استتب الآن من ثروات”، مضيفا أنه كانت هنالك ثلاث شركات عملاقة تتصدر أرقام معاملاتها كل الأرقام، وهي مع حفظ الترتيب كوكا كولا ومارلبورو وأديداس.

وانطلاقا من هذا المعطى، تطرق سعد سرحان، في مقال له، لجوانب مهمة من ظهور وتطور “أديداس و”بروس لي” و”الهايكو”، مبرزا علاقته بهذا الثلاثي في السنوات الماضية، محاولا الإجابة عن مجموعة من التساؤلات حول تلك المواضيع.

هذا نص المقال:

(أديداس)

في سبعينيات القرن الماضي، ومايكروسوفت وتيسلا وأمازون مجرد أضغاث أحلام قد لا تتحقق أبدا، فأحرى أن يستتب لها ما استتب الآن من ثروات، كانت هنالك ثلاث شركات عملاقة تتصدر أرقام معاملاتها كل الأرقام، وهي مع حفظ الترتيب: كوكا كولا ومارلبورو وأديداس.

أما الأولى، فقد كان لها ذلك المراهق الذي كنت زبونا في الأعياد والمناسبات. وأما الثانية، فقد كان لها زبونا بالتقسيط. وبذلك، فهما معا مدينتان له، على الأقل، بأبعد رقم بعد الفاصلة. وأما الثالثة، ثالثة الأثافي التي لم تبرد لي حتى الآن، فهي، لذلك، موضوع هذه الورقة.

من اسم صاحبها جرى نحت اسمها. فـ”أدي” هو اختصار أدولف، و”داس” هو بداية داسلر. لذلك، فأدولف داسلر، بغض النظر عما راكم من ثروة قيد حياته، نجح في خلع اسمه على جسوم كثيرة ومن مختلف الأعمار، جسوم قد تسعى به من أخمص الحذاء إلى أعلى القبعة.

قصة أدولف وشقيقه رودولف تستحق أن تروى، خصوصا أن مشروعهما انطلق من مطبخ البيت ليطبق كل الآفاق، مثلما ينبغي الوقوف طويلا عند دورهما في نجاح العديد من الرياضيين في مختلف المنافسات الدولية على مدى زهاء قرن من الزمان؛ فنجاح أديداس من نجاح من سعوا بها في الملاعب من نجوم قبل أن يسلس لها السعي في كل مكان.

أما قصتي معها فتعود إلى تلك السبعينيات التي بالكاد ترى الآن بالذاكرة المجردة. ففي تلك الفترة، بدأت “الحداثة” تنحدر إلى أزقة فاس العتيقة. فكان أول ما كان منها أن جرى تحويل صالون لحلاقة النساء إلى مقهى عصري يقدم المثلجات وأقماع البطاطس المقلية، ويصدح ببوب مارلي والبينك فلويد والبوني إم، وينتابه الشباب والصبايا من مختلف الأحلام. ولأنه لم يتخذ لنفسه اسما، فقد عرف بمقهى النجارين نسبة إلى الحي الذي يوجد فيه.

غير بعيد عن مقهى النجارين، وفي زقاق الحجر تحديدا، جعلت بعض الدكاكين تخلع جلابيبها، فصارت بواجهات زجاجية وأضواء نيون وأسماء في غاية الإغراء لعل أشهرها على الأطلاق: نيو شوب، ذلك المحل الذي لم أجرؤ على الاقتراب منه والتملي في معروضاته البديعة إلا بعد أن تأكدت تماما من أن الأمر غير مؤدى عنه.

في واحدة من تلك النيوشوبات رأيتها أول مرة، مباشرة وليس على الشاشة، ولو كنت تحليت ببعض الشجاعة لكنت لمستها حتى. أذكر أني لم أستطع أن أحول نظري إلى غيرها، فهي بتلك الأسارير الآسرة التي لها وحدها، الخطوط الثلاثة التي انحفرت في نفسي مرة وإلى الأبد.

ثم بدأت تتجلى.

فإذا هي في حصة التربية البدنية، يرتديها الميسورون من التلاميذ فتعزز منهم المكانة والنقطة عند الأساتذة، وهي شورتات في المسابح والشواطئ، وبدلات لصباح الأحد، وقبعات صيفية وحقائب سفر حتى…

ومع ذلك، لم أدرك منها وطرا، فلا أنا امتلكت منها قطعة ولو يسيرة، ولا أنا استطعت أن أستعير واحدة ممن أدركوا العلا. ولأن إمكانيات العائلة لم تكن تتيح ملابس بأسارير، لم يكن لدي أدنى أمل في أن تنحدر إلي قطعة من شجرتها الوارفة كما يفعل غيرها بعد إخضاعه للتقييف.

هكذا عشت مراهقتي جسدا بلا أديداس.

أما ما ضاعف من حسرتي حقا فهو أنها استشرت، استشرت أديداس حتى اشتراها الجميع، وصار على المرء أن يشيح بوجهه حتى لا يراها. فقد صارت على كل جسد، رياضي أو غير رياضي، وفي كل مكان، مناسب أو غير مناسب، فأدركها حتى البسطاء من أترابي في الحي. وليس ذنبي أن ظننت بهم الظنون؛ فالماركة، التي كانت تظهر في التلفزيون فقط، لا يليق بها أن تقتعد العتبات المتربة في حينا العتيق، اللهم إذا كان وراء الأكمة ما وراءها.

لم تدم حيرتي طويلا. فقد تبددت حسرتي تماما بعد أن انتبهت إلى أن كل تلك الأديداسات من حولي مجرد أضغاث أوهام. فبأم عيني، وقد زالت عنها الغشاوة، قرأت على الحذاء والقبعة والشورت وسواها من القطع النفيسة التي يرفل فيها الجميع، قرأت عليها جميعا اسم أبيداس. فالعبقرية المغربية فطنت إلى الشبه بين باء ودال اللاتينية، فطفقت تحقق الأرباح تلو بعضها بتحقيق أحلام البسطاء بالباء في انتظار أن يحققوها هم أنفسهم بالدال إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

سنوات بعد ذلك، صرت بمنحة فبراتب، لكني لم أفكر في رفع غبن أديداس عن نفسي، إذ من يضمن لي ألا أقع على قطعة منها مزورة، هذه المرة، عن أبيداس، فمن زور تلك قد يزور هذه، فأكون بذلك كمن يقرأ نصا مترجما إلى لغته الأصلية عن ترجمة أجنبية له منها.

لقد سعيت طيلة حياتي بجسد في منتهى الوضوح، فما الذي يجبرني على أن أورطه في لباس بهذا الالتباس؟

ثم كيف لشخص مسالم مثلي أن يدفع لشركة يحمل صاحبها اسما دمويا: أدولف؟

وتلك الخطوط، هل هي أسارير أم محض ندوب أحدثتها مخالب قط كبير؟

مهما يكن من أمر، فلأسباب نفسية على الأرجح، حين تيسرت أموري، وصار بإمكاني أن أمتلك حذاء مرموقا، اشتريت واحدا من بوما لصاحبها رودولف نكاية في شقيقه أدولف وأديداسه. فبوما برمزه الرشيق، قفزة الكوجر، لا يسمح بذلك النوع من الاحتيال. فإذا كانت حيلة الباء قد انطلت طويلا على الدال، فما من كنغر ينطلي على الكوجر.

(بروس لي)

في تلك السبعينيات أيضا بدأت تنتابنا أحلام اليقظة، فلم نكن نجد لها من ظلام متواطئ سوى قاعات السينما، فعلى شاشاتها كنا نشاهد أحلامنا بالألوان، فتخفق أرواحنا لمرأى تلك الأساطير الحية القادمة من غوامض التاريخ والجغرافيا: الهند والصين.

أما الهند، فقد صارت لها مستعمرات في كل الأحياء الشعبية، دكاكين لتسجيل وبيع الأشرطة الهندية. فساحر جهنم، والصداقة، وأمنا الأرض، والحب هو الحياة، على سبيل التذكير، لم تكن بالدروس التي تنسى، فوجب حفظها عن ظهر قلب، لاستظهارها في شؤونه تعبيرا عن الهوى الهندي، فإذا جلس فتى عند عتبة يصدح، فلا بد أن عند النافذة قلبا يصيخ.

وأما الصين، فمستعمراتها كانت أقل عددا وأكبر مساحة؛ لأن الدرس الصيني لا يحتاج إلى الحنجرة فقط، بل يحتاج من الجسد كل الجسد، إذ لا يكفي المرء أن يقلد ذلك المواء الغريب ليصبح مثل بروس لي. هكذا انتشرت قاعات الكراطي والتايكوندو وسوى ذلك من فنون الحرب حيثما أتيح لها أن تفعل.

وإن هي إلا شهور معدودات حتى بدأ تلاميذ تلك القاعات يستعرضون مكتسباتهم في الساحات والحواري، بعد أن يفتعلوا المناسبة لذلك، فيخلع عليهم الأتراب ألقابا تليق بصنيعهم. فكان منهم حميد الخشبة، صاحب القبضة المرموقة، فهي عبارة عن مطرقة ضخمة بأصابع. وقد اشتهر بهذا اللقب لتنكيله بالخشب. وكان منهم عبد الرزاق الكاطا الذي كان ينتهز أي فسحة في الشارع ليقدم بعض الحركات على أنها حروف هجاء اللعبة. أما لقب الشينوي، فكان يطلق على كل من به مس من الصين: شعر أسود ناعم، عيون ضيقة، أو شبه بكومبارس في فيلم معروض…

ولعل المجد، كل المجد، كان من نصيب حينا، ففيه ظهر، لا هذا اللقب أو ذاك من الألقاب الركيكة، وإنما ظهر فيه الاسم بكل جلاله: بروس لي.

لقد كان دريس ولد با علي فتى نحيلا صلب العود، اشتهر منذ نعومة أظافره بخفة اليد، وقضى بسبب ذلك مددا متفاوتة في سجن الأحداث. فهل من قبيل المصادفة أن أطلق في تلك الفترة لقب ولد علي على كل لص؟

مهما يكن من أمر، فبا علي رجل مستقيم، إلا إذا اعتبرنا تعاطي العشبة انحرافا، وأخلاق ابنه تخلقت في الشارع لا في البيت. ثم ها هم ولاد علي في كل مكان، في الحافلة والقيسارية والسويقة وعند كل زحام. فأي علي مزواج هذا الذي انحدر من صلبه كل هؤلاء الخوارج؟

ما من أب بيولوجي لجميع هؤلاء الأولاد، فالأرجح أن لهم أبا رمزيا يقال له علي هو باباهم جميعا، وهو لذلك، دون شك، علي بابا.

لقد جفت مياه كثيرة تحت الجسر، فصار للبلاد لصوص من المستوى الرفيع، درسوا في كبريات الجامعات وأرقى المعاهد، فتقلدوا أعلى المناصب واحتلوا الشاشات وارتخوا تحت القبة حتى، ولا أحد نسبهم إلى علي أو معاوية، مع أن لهم خارج البلاد مغارات مشفرة أين منها مغارة علي بابا، وأن ما يربطهم بها، ما يربطهم بالبلاد أوهى من شعرة معاوية.

لم نعد نسمع، هذه الأيام، لقب ولد علي، فقد التبس الآباء على الأبناء في غير قليل من الحواري والأحياء الشعبية. هكذا أفسح ولد علي المكان لولد مليكة إلى أجل غير ملقب.

هذه الورقة عن بروس لي، ولست أدري كيف استطاع ولاد علي أن يعترضوا ذكره ليكون لهم فيها ذكر، فلو كانوا قد فعلوا في الواقع، وقيد حياته، لذاقوا، حتى النخاع، المعنى الحقيقي لسوء المصير.

دريس، الفتى النحيل صلب العود، كان، لأسباب مهنية على الأرجح، من أوائل من التحقوا بقاعات فنون الحرب. لقد أراد أن يجمع المجد لأطرافه: خفة القدم لخفة اليد. وللأمانة والتاريخ، فقد نجح في مسعاه، إذ صار يتبرسل أكثر فأكثر بعد كل فيلم جديد. فمرة يقوس ظهره كقط، ومرة يزوي عينيه كما يفعل البطل حين يغضب، ومرات يسدد للهواء ركلات يموء لها الهواء… حتى استحق اللقب الذي خلع عليه: “دريس لي”. وكم بدا سعيدا به، كم بدا الفتى سعيدا باللقب الذي خلصه من الاسم المريب: دريس ولد علي.

إن العبقرية المغربية التي دست باء مكان دال في أديداس هي نفسها التي استبدلت الدال بباء بروس لي إمعانا في الضرر لا في جبره. وإذا كان لها من صورة ولا أوضح، فهي صورة دريس لي وهو يقدم عروضه في ساحة الحي ببدلة رياضية من نوع أبيداس. أبيداس أم أديباس؟

(الهايكو)

لم أتمتع قط بجسد رياضي ولا حتى بطموح إليه. لذلك، فعلاقتي بالرياضة لم تتعد الفرجة إلى الانخراط؛ فجنوحي إلى السكون لا إلى الحركة هو ما جعلني أعتنق رياضة من نوع خاص، رياضة لا تحتاج من الجسد سوى شغف الروح.

غير بعيد عن مراتعي الأولى، كانت هنالك الكتب، مرفوعة فوق الرفوف أو مبسوطة على الأرض. وكان باعتها، بسقف أو بدونه، يوفرون لأمثالي حاجتهم الدائمة بتسهيلات تضمن عودتهم فإدمانهم اللذيذ، لما فيه رواج تجارتهم النبيلة التي لم يتوقع أحد يوما أنها ستبور.

القراءة، إذن، كانت رياضتي الوحيدة، وقد ظلت كذلك حتى اليوم؛ لأنها لا تحتاج فريقا بلباس موحد، ولا تتطلب قاعة معلومة، ولا تتقيد بزمن أو مكان… وإنما تقتضي فقط ما هو مكتوب حيثما كتب. هذه الحرية اللامشروطة، مع ميلي الفطري إلى العزلة هي ما جعلني أزج بنفسي في رحابها، إذ إن أضيق ما فيها لهو أرحب عندي مما في غيرها.

كانت القراءة، في بداية عهدي بها، بمثابة الموسيقى المرافقة للحياة. ولعل أترابي في الشغف يتذكرون تلك اللذائذ المفاجئة؛ فكان الواحد منا إذا نزع ورقة اليوم من الروزنامة قرأ خلفها حكمة أو بيت شعر، وإذا فض سبيكة بسكويت طالعه عليها قول مأثور أو عبارة مسكوكة. أما إذا اشترى حفنة من بذور عباد الشمس، فقد يكون له موعد مع ورقة بأسرها من مجلة الموعد، فيقضي معها وقتا ساحرا، لا في القراءة فحسب، بل متمليا جمال نادية لطفي أو حتى جورجينا رزق، وأي رزق.

بمرور الوقت والكتب، بدأت أنظر إلى الكتاب لا كأسماء فقط، بل كقامات وظلال وأساليب، فأميل وأنفر وأستسيغ وأمج… وبذلك، بدأت هويتي القرائية تتشكل في أفق أن تسفر عن هويتي الكتابية، تلك التي تدين بالكثير لريشة الشعر وفرشاته وأزاميله الدقيقة.

لا يذكر الشعر العربي إلا مقرونا بالمتنبي، فلأحمد معجزه هو الآخر. لكنه لم يكن النبي الوحيد عندي. فقد اكتشفت في وقت مبكر نبيا آخر، نبيا متهتكا يقال له أبو نواس يعتنق كل ملذات الحياة. وما إن يممت وجهي شطر جغرافيات أخرى حتى اكتشفت غيرهما من الأنبياء. فإلى هؤلاء جميعا يعود الفضل في اعتناقي للشعر، لا بوصفه ديانة، وإنما بوصفه رياضة: رياضة لكمال الأرواح.

بتأثير عميق من يومية بوعياد وقطع البسكويت وما خط عليها من شذرات غير موقعة، كما بنفس التأثير من تلك الأبيات الشعرية والحكم اللامعة التي كانت تنسب إلى مؤلف مجهول، بات لي حلم وجودي: أن أتقلص شخصا ونصا، شخصا حتى أصير لا أحد، ونصا حتى أكتب في كلمتين ما يضيق عنه كل كتاب. فعندي أن العالم قد يعيش بدون هوميروس على شهرته والإلياذة على خلودها؛ لكني لا أستطيع أن أتخيل كيف سيحيا العالم بدون تلك العبارة السحرية التي سكها شاعر مجهول، فترجمت إلى كل اللغات، وأصبحت تجري على الألسنة مجرى الريق، تلك العبارة التي يقول نصها الكامل: “صباح الخير”.

وبروس لي؟

بروس لي، بالنسبة إلي، كان شاعرا يستحيل تقليده. ومع أن لقب الشاعر خلع على أميتاب باتشان بوصفه طاغور السينما الهندية، فبروس لي كان شاعرا أيضا، شاعرا بليغ الجسد. ولأن لي جسدا بلا طموح، فقد رأيت في بروس لي السبابة التي تشير إلى ذلك الشرق الأصفر، الذي سأدرك لا حقا أنه كذلك، لا من شحوب، وإنما من فرط الذهب. فهناك، للجبل ضجيج وللظل مديح وللقناع اعترافات ولمنتهى الحكمة أسلاف بلا أسماء…

لقد كانت الكتب عندي بمثابة أجنحة سحرية، كل مرة أحط بها في أرض غريبة. لكن، حين حطت بي في ذلكم الشرق الحكيم، أيقنت حقا أنه يقتطع لنفسه حصة من الشمس مع كل شروق، ثم يصوغها حليا من ذهب، فإذا هي تسعى في إهاب الأدب. ولعل الألمع بينها جميعا هو الهايكو، كيف لا وقد بات له بريق خادع في كل اللغات.

يتميز الهايكو بنواة طبيعية وبأسطر ووحدات صوتية معلومة، وذلك مما هو مقدور عليه في غير ما لغة. سوى أنه يكتب بلغة محايدة لا يجيد الياباني غيرها ولا يجيدها غيره، وكأنها آلة تصوير تتنفس. فعندها، مثلا، أن الغراب صغير أو كبير أو أسود، وهذه من صفاته، فلا تضفي عليه من خارجه، بينما لا تستطيع واحدة غيرها أن تنظر إليه دون أن تغمز له من قناة حفار القبور.

فكيف للغة العربية، على سبيل الإجلال، أن تراود الهايكو عن نفسه وهي لغة مغرضة؛ بل إن ديوان أهلها نهض أساسا على الأغراض؟ وكيف للشاعر العربي، وله من الأنا ما له، أن يسمح لفراشة، مجرد فراشة، أن تكون هي الشاعرة في قصيدته لا هو؟ وهذه الترسانة البلاغية الرهيبة، هل هي للزيز والضفدع واليعسوب؟

مع كل واحد من هذه الأسئلة وكثير غيرها، كنت أبتعد فراسخ عن كتابة الهايكو؛ فالهايكو إبداع ياباني صرف لا يمكن تقليده في أي لغة، مثلما لا يمكن تقليد المعلقات والموشحات والمقامات حتى في اللغة الصينية.

الهايكو ليس شكلا فقط، فيقلد أو ينتحل. إنه جوهر فريد، والجوهر يتخلق. وما يتخلق في رحم الظبية غير ما يتخلق في رحم العنزة.

ثم كان أن استشرى.

استشرى الهايكو في غير مرعى شعري حتى تشابه علينا الماعز. وإنه لمن سخرية الأقدار أن تعرفت مرة على عنزة لجدتي رحمها الله، وهي عبارة عن مثل دارج، كانت تسعى كظبية عربية في قطيع هايكو لأحد الرعاة. فهل كانت جدتي، على سبيل الرحمة، شاعرة هايكو دون علمها، أم أن قدره، قدر الهايكو من قدر الشمس: أن يبزغ من هناك ليأفل هنا؟

وأديداس؟

يا إلهي، كدت أنسى أديداس، وها هو الهايكو يذكرني بها. فالأسطر الثلاثة للهايكو هي على الأرجح السلف الشعري لخطوط أديداس الثلاثة. لذلك، فالهايكو عندي هو أديداس الشعر حتى قبل أن يولد أدولف داسلر بقرون.

وكما تشابه علينا الباء والدال والماعز، فإن حرف الميم، في العربية كما في اللاتينية، قد انتبذ مكان الهاء، فصار للشعر أبيداسه أيضا.

فلا عجب، إذن، أن بات لدريس لي، الذي كان يزوي عينيه ويسدد للهواء، أشباه بلا حصر في كل ساحة يزوون حروفهم ويسددون للورق.

The post الشاعر سعد سرحان ينتعل "أديداس" ويقاتل "بروس لي" وينثر "هايكو اليابان" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/IsrZiBk

باحثون مغاربة يدعون إلى توسيع العرض الجامعي في الدراسات الأمازيغية

تتجدد سنويا، منذ إقرار دستور 2011 اللغة الأمازيغية لغة رسمية في البلاد إلى جانب اللغة العربية، الدعوات إلى قطع مزيد من الأشواط نحو التفعيل الكامل للطابع الرسمي للأمازيغية في الحياة العامة للمغاربة. ومن المجالات ذات الأولوية في هذه العملية، حسب المهتمين، توسيع العرض الجامعي في الدراسات الأمازيغية، حيث...

وزير الفلاحة يفتتح الملتقى الدولي للتمر بأرفود بحضور وزيرة المناخ الإماراتية

افتتح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه الغابات، محمد صديقي، ووزيرة التغيرات المناخية والبيئة من الإمارات...

Page 1 of 4131123...4131