باحثون مغاربة يدعون إلى توسيع العرض الجامعي في الدراسات الأمازيغية

تتجدد سنويا، منذ إقرار دستور 2011 اللغة الأمازيغية لغة رسمية في البلاد إلى جانب اللغة العربية، الدعوات إلى قطع مزيد من الأشواط نحو التفعيل الكامل للطابع الرسمي للأمازيغية في الحياة العامة للمغاربة.

ومن المجالات ذات الأولوية في هذه العملية، حسب المهتمين، توسيع العرض الجامعي في الدراسات الأمازيغية، حيث يرون أن تدريس اللغة الأمازيغية يواجه تحديات كثيرة؛ على الرغم من مرور سنوات على إقرارها في المنظومة التربوية الوطنية.

ويعزى ذلك، وفق سؤال كتابي وجهته سكينة لحموش، النائبة البرلمانية عن حزب الحركة الشعبية، إلى عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إلى “قلة الأطر التربوية من جهة أولى، وقلة البرامج الدراسية المتاحة بهذه اللغة من جهة ثانية”.

وترى النائبة البرلمانية أن هذا الأمر “يتطلب توسيع العرض الجامعي في الدراسات الأمازيغية بتوفير العدد الكافي من خريجي هذه اللغة لتدارك الخصاص المسجل على مستوى الأساتذة المكلفين بتدريس اللغة الأمازيغية”.

في هذا السياق، اعتبر جمال أبرنوص، أستاذ باحث بشعبة الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، أنه “من الطبيعي أن تتجدد المطالب الداعية إلى توسيع العرض الجامعي المتعلق بالدراسات الأمازيغية”.

وأوضح أبرنوص، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذه الدعوات “تستند إلى مجموعة من الاعتبارات؛ أهمها السعي إلى تفعيل مضمون المادة السادسة من القانون التنظيمي رقم 26.16، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والذي ينص على أهمية فتح مسالك تكوينية ووحدات للبحث المتخصص في اللغة والثقافة الأمازيغيتين”.

ثاني الاعتبارات، أضاف الباحث في الأمازيغية، “الحاجة إلى مؤسسات التعليم العالي باعتبارها هي التي تتولى تخريج الأطر والموارد الموكل إليها تدريس الأمازيغية بأسلاك التعليم المدرسي، لاسيما أن المادة الرابعة من القانون نفسه تتحدث عن وجوب تعميم تدريسها في مستويات هذا التعليم الثلاثة: الابتدائي والإعدادي والثانوي؛ ناهيك عن البواعث المرتبطة بضرورة جعل الأمازيغية موضوعا للبحث الجامعي الذي يراهن على تطوير مستوى البلد في مضمار اقتصاديات الثقافة”.

ومع ذلك، سجل أبرنوص أن “واقع الأمازيغية بالجامعة المغربية دون مستوى التطلعات، مرجعا ذلك إلى عدم مبادرة الحكومات المنصرمة، إجمالا، إلى تفعيل مبادرات ترمي إلى توسيع العرض الجامعي الخاص بالأمازيغية؛ بل ظلت شبه محايدة تكتفي بالتدبير الإداري الروتيني الخاضع لموازين الإرادة والأمزجة الفردية لذوي القرار، لا سيما أولئك الذين يمثلون حلقة التنفيذ. كما أن موازين هذه الإرادة ليست في صالح الأمازيغية، لاعتبارات سياسية وتاريخية معروفة”.

في المقابل، أكد الأستاذ الباحث بشعبة الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة “دعمه لقرار إدراج الأمازيغية بالمدارس العليا للتربية والتكوين، التابعة للجامعات، برسم الموسم الجامعي الجاري”.

وأبرز المتحدث ذاته أنه تقرر توطين التجربة الأولى بجامعة محمد الأول بوجدة، التي ستستقبل 718 طالبا، “والحقيقة أني أجده مشروعا مدعوما بإرادة سياسية عليا جديرة بالثناء، حتى وإن كنت أعاين إشارات غير إيجابية، في مستهل هذه التجربة، أتمنى أن تكون ناشئة عن دهشة البدايات، لا عن وجود إرادة نكوصية لدى الجهة الجامعية الوصية على تنفيذ المشروع وإدارته، أو عن رغبة في استغلاله وتفريغه من غاياته الوطنية النبيلة”، وفق تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع قانون المالية لسنة 2023 خصص 300 مليون درهم لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في أفق بلوغ مليار درهم سنة 2026؛ وذلك بهدف إدماجها في مجالات التعليم والتكوين المهني والثقافة والفن والتواصل السمعي البصري ومنظومة العدالة والمرافق العامة.

The post باحثون مغاربة يدعون إلى توسيع العرض الجامعي في الدراسات الأمازيغية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/t37Gh4J

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire