ثنائي تامونت .. عروض فرقة فكاهية وغنائية تتحف الجنوب الشرقي

أحمد أوعشا وعبد الغني أوعقا ثنائي كوميدي وغنائي بإقليم تنغير، بدآ مسيرتهما الفنية قبل ست سنوات، وكانت أعمالهما الفنية، الفكاهية والغنائية تعرض على منصة “يوتيوب” ويتابعها جمهور عريض.

تعززت الساحة الفنية بالجنوب الشرقي عموما، وإقليم تنغير خصوصا، منذ سنة 2015، بثنائي تامونت للفكاهة وفن تمديازت. ويركز الثنائي بشكل عام على معالجة مواضيع النزاعات العائلية، والهجرة القروية وكل ما تعيشه المنطقة ذات الطابع الأمازيغي من مواضيع يومية.

فرقة ثنائي أوعشا وأوعقا نالت إعجابا واستحسانا كبيرين لدى فئات عريضة من المتتبعين لأعمالهما الفكاهية؛ إذ يعرضان قضايا المجتمع المختلفة في قالب هزلي، كما سطع نجمهما في المجال الغنائي، خاصة في نمط “تمديازت”.

مشيخة تيزكي

ولد أحمد بن حدو، الملقب بـ”أوعشا”، بدوار أيت أوعشا بتزكي، وولد عبد الغني بهاوي، الملقب بـ”أوعقا”، بدوار أيت بها، ويشكلان قوسين لمشيخة تيزكي لكون دوار ايت أوعشا يعتبر الدوار الأول للمشيخة وايت بها الدوار الأخير فيها، حسب إفادة الثنائي الفكاهي.

واستطاع الثنائي التحدث بلهجات الجنوب الشرقي، سواء في الكوميديا أو الشعر، ما ساهم في نجاح أعمالهما الفنية، ودخولهما إلى قلوب آلاف المواطنين بمختلف المناطق الأمازيغية بالجنوب الشرقي، والأطلس عموما.

طموحات الثنائي

رغم الشهرة التي نالتها الفرقة الفكاهية والغنائية “ثنائي تامونت” وتحقيقها لعدد مشاهدات كبير على منصة “يوتيوب”، إلا أنها ما تزال تعاني التهميش والإقصاء من طرف قطاع الثقافة، بحسب أحمد أوعشا، الذي أكد أن الفرقة لم يسبق لها أن توصلت بأي دعم من طرف القطاع الوصي، خاصة في ظل جائحة كورونا التي تسببت في ركود جميع القطاعات.

وقال أوعشا، مؤسس الفرقة، إن “طموحات الثنائي كثيرة وكبيرة، نحاول تحقيقها عبر مراحل من خلال المساهمة في التعريف بفن تمديازت الذي تتميز به مناطق الجنوب الشرقي، وخلق نمط فكاهي خاص بالمنطقة”.

وأضاف أوعشا، في تصريح لهسبريس، أن طموح ثنائي تامونت “يتجلى في إيصال الكوميديا الجنوب شرقية إلى المهرجانات الوطنية والدولية، وهذا هو الهدف الأكبر الذي تعمل من أجله الفرقة المكونة من شخصين”، موضحا أن الفرقة تبذل مجهودا كبيرا من أجل إيجاد موطئ قدم لفن الفكاهة والكوميديا بالجنوب الشرقي، خاصة باللغة الأمازيغية.

وأكد المتحدث أنه على الرغم من المجهود المبذول من طرف الفرقة من أجل المساهمة في التعريف بالمنطقة، إلا أنها تعاني كثيرا بسبب غياب الدعم العمومي، مشيرا إلى أنها لم يسبق لها أن استفادت من أي دعم إسوة بباقي الفرق الفنية، سواء الفكاهية أو الغنائية، مبرزا أن “الفرقة تعاني من الإقصاء الإداري، إلا أنها تقاوم بسبب حب الجمهور”، بتعبيره.

“الكلمة النظيفة”

من جهته، قال عبد الغني أوعقا إن ثنائي تامونت يعالج من خلال المواضيع التي يشتغل عليها “مواضيع الإنسان الأسامري البسيط من جميع النواحي”، مضيفا أنهما “دائما يركزان على الكلمة النظيفة التي استطاعا من خلالها دخول بيوت الناس”، على حد تعبيره.

وتابع أوعقا بأن “الفرقة استطاعت دخول قلوب عشاقها نتيجة العروض التي تقدمها، والتي يتم اختيارها بعناية كبيرة وتركز على الكلمة الطيبة والنظيفة بعيدا عن الكلمات التي قد تسبب إحراجا للمشاهدين من العائلات والأسر”، مشيرا إلى أن ذلك كان مبدأ الفرقة منذ نشأتها سنة 2015، وشكل مفتاح نجاحها وفتح لها الباب أمام الشهرة وحب الناس.

وشدد أوعقا، في تصريح لهسبريس، على أن “الناس أصبحوا يفضلون متابعة الفكاهة المحلية التي تعتمد على الفن النظيف، بعدما أصبحت القنوات التلفزية تمرر مواضيع مخلة ولا تناسب الثقافة المحلية التي يعرف بها سكان الجنوب الشرقي عموما، وإقليم تنغير على وجه الخصوص”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن فرقة ثنائي تامونت استطاعت بكل صعوبة أن تجد لها مكانا بالجنوب الشرقي في مختلف مهرجاناته، وكانت سببا في دخول الفكاهة إلى الأعراس الأسامرية، مشيرا إلى أن “المسار مازال طويلا أمام الفرقة لتحقيق كل الأهداف المسطرة، فقط على الدولة أن تمد لها يد المساعدة”، بتعبيره.

إكراهات الفرقة

تواجه فرقة ثنائي تامونت مجموعة من الإكراهات في مسيرتها الفنية؛ “فبالإضافة إلى غياب الدعم العمومي، هناك مشاكل أخرى تتعلق بوسائل العمل الضرورية لتصوير أعمال الفرقة الفنية، الفكاهية والغنائية، ما يجعلنا نلجأ إلى وسائل بسيطة مثل الهاتف النقال لتصوير بعض العروض التي يتم عرضها على منصة يوتيوب”، حسب تعبير أحمد أوعشا، الذي طالب وزارة الثقافة والمجالس الإقليمية والجهة بتوفير الدعم للفرقة “لتكون سفيرة الجهة في الفن الكوميدي والشعر الأمازيغي”.

وأوضح المتحدث أن “الجهة بصفة عامة، وإقليم تنغير بصفة خاصة، لم يعطيا لثنائي تامونت العناية في المجال الفني، وخير دليل على ذلك غياب مدارس لتكوين وتأهيل الفئات الشابة التي لها ميول كوميدية، لتفجير المواهب وفتح المجال أمامها لمنافسة الفنانين الكبار على المستوى الوطني، ومحاربة الريع الفني الذي يسم القطاع حاليا”، موردا أن “فرقة ثنائي تامونت حملت على عاتقها هم الفن بالجنوب الشرقي من أجل إيصاله إلى المستوى الذي تستحقه الجهة للمساهمة في تحريك عجلة التنمية الفنية”، بتعبيره.

The post ثنائي تامونت .. عروض فرقة فكاهية وغنائية تتحف الجنوب الشرقي appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3rdbbGX

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire