الأكاديمي الزباخ يرصد "الاختلالات اللغوية" الشائعة في الإعلام والإدارة والإشهار

أخطاء لغوية شائعة في الإعلام والإدارة والإشهار بالمغرب يدققها في إصدار جديد الأكاديمي مصطفى الزباخ، الذي كان رئيس الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي بالإيسيسكو، والذي يشغل حاليا منصب مقرر أكاديمية المملكة.

عن منشورات مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي، صدر هذا المؤلَّف في طبعة محينة، ضمت الأخطاء اللغوية الشائعة في فترة جائحة “كورونا”.

بعنوان “التصويبات اللغوية في الخطابات الإعلامية والإدارية والإشهارية بالمغرب”، ذكر الأكاديمي أن مقصد هذا العمل الدفاع عن “أمن اللغة العربية من التلوث، وعن حقها في الحياة والتطور”، وهو ما دفعه إلى استخلاص أخطاء لغويةٍ “من الواقع المغربي المعيش، إداريا وإعلاميا وثقافيا وإشهاريا”؛ فـ”اتسع صدر هذه الطبعة الجديدة لاختلالات لغوية حضرت بها جائحة كورونا في قاموسنا اللغوي المغربي”.

ويصحح هذا الدليل أخطاء شائعة، كما يقدم استعمالات أصوب لمصطلحات ومفاهيم درج على استعمالها.

وفي تمهيد الكتاب، عدَّد مصطفى الزباخ “التحديات المتنامية التي تعرفها اللغة العربية في عالمنا المعاصر”؛ ومن بينها: الدعوات المتنامية للدارجة (العامية) في الخطابات الأدبية والمناهج التعليمية والمنابر الإعلامية، والاختلالات اللغوية المسيئة لسلامة اللغة العربية في الخطاب الإعلامي والإداري والإشهاري، وتيار العولمة المهدد للخصوصيات الثقافية والتنوعات اللغوية، والمركزية الحضارية التي عدّها نسخة متطورة للهيمنة الاستعمارية، الملغية للغات الوطنية والمقصية لثقافات الآخر والمشككة في الريادة الحضارية للغات الأخرى.

كما ذكر الأكاديمي الزباخ من بين التحديات “استلاب الإرث الاستعماري، والقابلية للتغريب والتبعية التي ورثتها المجتمعات من عهوده”.

وتكمن أهمية هذا العمل، وفق مؤلفه، من كونه نابعا من “واقع التصويبات التي استخلصها من المذكرات والتقارير الإدارية والخطابات الإعلامية والثقافية والكتابات الإشهارية، والتي تابعها مسؤولا إداريا ومستمعا لمحاضرات ثقافية ونشرات إعلامية وقارئا لصحف إخبارية”.

ويقف المؤلَّف عند ما يجوز فيه وجهان أو ثلاثة أو أربعة وجوه من القول، ويعدد كلمات يقع التحريف في شكلها مثل كتابة “لم يكن ذلك في حسابي” بدل الأسلم، وهو: “لم يكن ذلك في حسباني”. كما ينبه إلى ألفاظ يقع خلطٌ بينها في النطق والكتابة، مثل تاب عن جريمته، بمعنى ندم، وثاب إلى رشده، بمعنى رجع، ويقف أيضا عند كلمات يقع اللَّبس في معناها، مثل الحيا بمعنى الغيث والحياء الذي يعني الحشمة.

ومن بين ما يصوّبه هذا العمل أسماء هيئات مثل “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري”، وينبه إلى أن السليم هو كتابة “نحن الموقعين”، كما يذكر أن جمع بائس هو “بائسون”، ثم يسترسل شارحا: “هم الفقراء والمساكين أو المتألمون أما البؤساء فهو جمع بئيس، والبئيس هو الشجاع القوي (…) البؤساء هم الشجعان، وقد أخطأ الشاعر حافظ إبراهيم عندما ترجم قصة “Les misérables” لفيكتور هيكو بالبؤساء”.

وينبه المؤلف إلى أن الأصوبَ كتابة “الشريعة السمحة” لا “السمحاء”، كما يدعو إلى كتابة “يعد الكتاب” لا “يُعتَبر الكتاب”؛ لأن “الاعتبار من العِبرة”.

ومن بين ما يجده القارئ من تصويبات دعوة الكاتبِ القرّاءَ إلى استعمال “طرائق التعليم” بدل “طرق التعليم” الشائعِ استعمالها؛ لأن “طُرُق جمع طريق وهو السبيل، أما طرائق فهي جمع طريقة وهو المقصود هنا”.

كما ينبه الدليل إلى الحاجة لكتابة “المدخل الرئيس” و “العضو الرئيس” بدل “الرئيسي”؛ لأن “النسبة تقتضي منسوبا ومنسوبا إليه فعندما ينسب الرجل إلى المغرب نقول: مغربي، وإلى المدينة مدني، أما هنا فليس منسوبا لشيء فزيادة الياء هنا خارجة عن قواعد اللغة”.

The post الأكاديمي الزباخ يرصد "الاختلالات اللغوية" الشائعة في الإعلام والإدارة والإشهار appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/kvan4Yh

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire