يبدو أن منطقة الساحل الإفريقي ستواصل “الاشتعال” في هذا الصيف؛ فبعد انقلاب النيجر، اندلعت مواجهات مسلحة بين قوات “فاغنر” الروسية المتمركزة في مالي وحركة “أزواد” المسلحة.
ويعني هذا المستجد بداية نهاية اتفاق السلام الذي أعلنته الجزائر سنة 2015 بين المجموعات المسلحة الأزوادية والحكومة المالية، وبداية نزاع جديد قرب الحدود الجنوبية الجزائرية.
وفي وقت متأخر من أول أمس السبت، أعلن حساب “أخبار أزواد والساحل” عبر تطبيق “إكس” (تويتر سابقا) وجود هجمات مسلحة للحكومة المالية برعاية من قوات فاغنر الروسية، تستهدف تمركز الأزواد في المنطقة الغربية، تحديدا في “تينبكتو وتاودني”، وهي من المناطق بشمال مالي.
ويعد وجود صراع بين قوات فاغنر الروسية ومجموعة الأزواد “تناقضا” مع السياسة الجزائرية في “دعم وتسهيل نفوذ المجموعة المسلحة الروسية بمنطقة الساحل”، التي بدأت تعطي “نتائج عكسية” تهدد الأمن والاستقرار قرب الحدود الجنوبية بالجزائر، التي تعيش على وقع الغليان مع وجود مؤشرات للتدخل العسكري لمجموعة “إيكواس” بالنيجر.
وليد كبير، صحافي جزائري معارض، يرى أن “اتفاق الجزائر سنة 2015 مهدد تماما في الوقت الحالي، خاصة مع التطورات الخطيرة في الشمال المالي”.
وقال كبير لهسبريس إن “النظام الجزائري له المسؤولية الكاملة في توغل مجموعة فاغنر الروسية في مالي، وبكل تأكيد استمرار النزاع المسلح بين حكومة مالي المستنجدة بهاته المجموعة من جهة، وحركة الأزواد من جهة أخرى، يعني تماما زوال اتفاق سنة 2015”.
وأضاف الصحافي الجزائري المعارض أن “الوضع الميداني خطير، وسيزداد سوءا في حالة استمرار توغل فاغنر في الشمال المالي، وستكون لذلك تداعيات كبيرة؛ أولها مشكل النزوح لسكان الأزواد إلى الجزائر”.
وشدد المتحدث عينه على أن “المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الحكومة المالية التي أبعدت قوات الأمم المتحدة، وأعطت فرصة لقوات فاغنر الروسية”.
وخلص كبير إلى أن “فاغنر يد روسيا بالساحل، لها تهديدا واضحا على أمن المنطقة، كونها تعتمد على عناصر مرتزقة، في وقت يفترض أن تمتلك دول الساحل جيوشا نظامية”.
من جانبه، سجل لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية، أن “هاته الاشتباكات تبين أن اتفاق الجزائر بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتظهر أن بنود الاتفاق لم تنفذ”.
وأقال أقرطيط، في تصريح لهسبريس، إن “هاته البنود كانت تتمحور أساسا حول إعطاء حكم ذاتي للأزواد في شمال مالي، مع إدماج قواتهم المسلحة في الجيش المالي النظامي، وكذا إعطاء جزء من عائدات الثروات الباطنية لساكنة الأزواد، وهي كلها بنود لم تطبق على أرض الواقع”.
واعتبر المتحدث أن “وجود فاغنر باعتبارها ذراعا للجيش الروسي بمنطقة الساحل الإفريقي، يأتي في إطار تنفيذ توجهات الدولة الروسية بالمنطقة”، مؤكدا أن “اعتبار فاغنر مهددة للأمن الإقليمي أمر معقد، لأن وجود قوة أجنبية في الساحل هو محاولة لإبقاء أجندات الدول الأجنبية على قيد الحياة”.
ولفت الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “منطقة الساحل تعيش على وقع صراعات أجنبية، خاصة بين فرنسا وروسيا، وأيضا بين الصين وأمريكا، وهي مؤشرات تعقد تماما إقرار السلم بالمنطقة”.
The post اشتباكات مسلحة تنهي سريان "اتفاق الجزائر" بين أزواد المالية وفاغنر الروسية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/maI24oT
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire