عرف يوم الجمعة المنصرم “حدثا تاريخيا في المملكة”، إذ لأول مرة تم تسجيل درجة حرارة تفوق الـ 50 درجة، وهو مؤشر يزيد من قوة تصريحات أنطونيو غوتيريتش، الأمين العام للأمم المتحدة، بأن كوكب الأرض خرج من مرحلة الاحتباس الحراري ليدخل مرحلة “الغليان”.
هذا المستجد ينذر كذلك بتغيرات طبيعية ستعرفها دول العالم، من بينها المملكة المغربية التي تعيش على وقع صيف حار غير مسبوق، وذلك بسبب تأثرها كما هو الحال في الدول النامية بنشاطات الدول الصناعية الكبرى التي تهدد المناخ العالمي، في مقدمتها الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
جمال المعطى، باحث في القضايا المجالية والبيئية، يرى أن “المغرب أمامه حل التأقلم والتكيف مع الحرارة التي بدأت تعرفها البلاد، لأن التغير المناخي أصبح حقيقة، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في كل الاستراتيجيات الوطنية”.
وأضاف المعطى، في تصريح لهسبريس، أن “التغير المناخي الحالي سيؤثر على الموارد المائية بالمغرب، ما يستدعي وجود عقلنة في استغلال هاته الموارد، وهذا أمر ضروري لتعزيز مسألة التأقلم والتكيف”.
وبحسب الباحث في القضايا المجالية والبيئية، فإن “مسألة التكيف والتأقلم تتمثل في استحضار مسألة نفاد الموارد المائية في المستقبل، كمثال استبدال السقي العادي بالموضعي، وتعزيز الانتقال الطاقي، وهو معطى تقدمت فيه المملكة بشكل كبير”.
وأشار المتحدث إلى أن “المديرية العامة للأرصاد الجوية بينت أسباب تسجيل المغرب درجات حرارة غير مسبوقة، وهي صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى متجاوزة جبال الأطلس، وهو معطى نستنتج منه أن التغير المناخي له تأثير على حركية الكتل الهوائية بالغلاف الجوي”.
وأكد أن “المعطيات التي أفرجت عنها المديرية أمر غير مسبوق تماما، ويتجاوز الحرارة القصوى المسجلة في مجموعة من المناطق”.
وبين المختص ذاته أن “السبب العميق لهاته الحرارة هو النشاط البشري المتنامي الذي تتحمله بالأساس الدول الصناعية الكبرى ويكون له تأثير مباشر على الدول الأخرى”.
وأردف بأن “التحذيرات الأممية بدخولنا عصر الغليان، إشارة إلى الغازات الدفيئة (الكربون-ثاني أوكسيد الأزوت) التي أصبحت تتنامى بشكل كبير في السنوات الأخيرة”، مشيرا إلى أن “تركيز أوكسيد الكربون المسجل سنة 2019، وهو المسبب الأساسي في الاحتباس الحراري، كان الأعلى منذ مليوني سنة على كوكب الأرض”.
ارتباطا بكل هاته المعطيات، توقع المتحدث ذاته تأثير ذلك على “رفاه البشر وصحة الكوكب، وهلاك المنظومة البيئية التي يعد الإنسان جزءا منها”.
وخلص جمال المعطى إلى أن “المغرب ليس دولة صناعية تساهم في الاحتباس الحراري، لكنها متأثرة بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالموارد الطبيعية؛ أولها الماء”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “المملكة يجب أن تتأقلم مع الوضع الحالي وتتجه إلى الطاقات البديلة”.
The post خبير مناخي يحذر من وصول المغرب إلى "مرحلة الغليان" خلال فصل الصيف appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/PKXburn
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire