في أجواء مليئة بالحزن والصمت الذي يخيم على المنطقة، وبحضور للدرك الملكي والسلطات المحلية بقيادة بني يكرين وكيسر، شيع عدد من سكان بني يكرين وكيسر نواحي سطات، عشية اليوم الخميس، 6 جثامين من ضحايا حادث انقلاب القارب المطاطي مؤخرا بالمحيط الأطلسي بمنطقة المسيد غير بعيد عن مدينة بوجدور، بعدما كان على متنه 56 مرشحة ومرشحا للهجرة غير النظامية ينحدرون من قبيلتي بني يكرين وكيسر التابعتين للنفوذ الترابي لإقليم سطات.
وحسب ما عاينته هسبريس فإن الحزن لا يزال يخيم على القبيلتين، في انتظار العثور على باقي جثث الضحايا المنحدرين من بني يكرين، الذين ما زالوا في عداد المفقودين، والبالغ عددهم ثلاثة شبان، إلى جانب عدد آخر من الضحايا المنحدرين من مدن مختلفة ودول من جنوب الصحراء.
قلة العمل
محمد السدات، قريب أحد الضحايا بالجماعة الترابية بني يكرين، قال، في تصريح لهسبريبس، إن جماعة من الشبان التزموا بالذهاب إلى الديار الأوروبية قصد العمل، نظرا لانعدام فرص الشغل بالبلد الذي يستقرون فيه نتيجة قلة المياه وندرة العمل؛ وهو ما اضطر معه الشبان إلى المغادرة.
وأضاف المتحدث أن الشبان تحولوا إلى جثامين، حيث سجلت بني يكرين أربع ضحايا جرى نقلهم مساء الخميس إلى مسقط رأسهم قصد الدفن، فضلا عن ثلاث ضحايا من المنطقة لا يزالون في عداد المفقودين إلى حدود الآن، معبرا عن أسفه لما نعتها بالمناسبة الأليمة، مقدما التعازي لجميع أبناء القبيلة.
الهجرة غير النظامية
هسبريس نقلت مجموعة من الأسئلة إلى كل من رئيسي جماعتي كيسر وبني يكرين، للوصول إلى السبب الحقيقي وراء ارتماء شبان المنطقة في أحضان قوارب الموت دون وضع حسبان للأخطار والنتائج الكارثية التي يمكن أن تقوض جميع محاولاتهم للالتحاق بالضفة أخرى.
يوسف سائل، رئيس الجماعة الترابية كيسر والتي عرفت تسجيل ضحيتين من قارب الهجرة غير النظامية بمدينة بوجدور، تقدم بتعازيه لجميع أهل الضحايا الست، حيث ينتمي اثنان منهم إلى الجماعة الترابية كيسر وأربعة من الجماعة الترابية بني يكرين.
وعبر يوسف سائل عن أسفه العميق بسبب الفاجعة، مشيرا إلى أن الهجرة أصبحت ثقافة وهواية لدى الشبان، بالرغم من توفير جميع الخدمات، سيتشبث الشبان بالهجرة التي باتت من الضروريات لديهم.
وأضاف رئيس الجماعة الترابية كيسر بأن الجيل الجديد يعيش تنافسا بين الشبان، حيث إن المهاجر يعود من بلاد الغربة راكبا سيارة فخمة مثلا؛ وهو ما يزرع الحماس والرغبة في الهجرة لدى الآخرين حتى يكونوا مثل ابن بلدتهم الذي هاجر للعمل وتحقيق عدة أحلام وطموحات.
وفي السياق نفسه عبر هشام الجرموني، النائب الأول لرئيس الجماعة الترابية بني يكرين، عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا، نتيجة انقلاب قارب الموت ببوجدور.
وأشار نائب رئيس الجماعة الترابية بني يكرين، الذي رافق سيارات الإسعاف إلى بوجدور للإشراف على الإجراءات ونقل جثامين الضحايا، إلى المساعدات التي تلقاها منذ شيوع الخبر من كل من عامل إقليم بوجدور والسلطات المحلية بالمدينة ذاتها، فضلا عن ممثل النيابة العامة المختصة والدرك الملكي.
وأوضح الجرموني أن عناصر الوقاية المدنية بمدينة بوجدور لا يزالون يبحثون عن باقي المفقودين؛ من ضمنهم فتيات من دول جنوب الصحراء وبني ملال، فضلا عن ثلاثة شبان ينتمون إلى جماعة بني يكرين بسطات، مؤكدا أن قائد المركب المطاطي تعمد الحادث، حسب ما أسر به عدد من الشبان الناجين البالغ عددهم 19 الذين جرى إخلاء سبيلهم.
ووجه المسؤول الترابي ذاته نداء إلى السكان بعدم رمي أبنائهم في البحر، بحيث إن هؤلاء الشبان قدموا أموالا قصد الارتماء في البحر؛ في حين لا يزال كثيرون منهم في حاجة إلى متابعة الدراسة، داعيا الآباء إلى عدم الاتكال على أبنائهم، بقوله: “لي ولد شي دري خاصوا يقدر عليه”، مستدركا أن الهجرة غير النظامية هي ثقافة منتشرة بالمغرب، مؤكدا أن السبب الرئيسي هو البطالة في صفوف الشبان.
وأكد هشام الجرموني أن عناصر الدرك الملكي بمدينة بوجدور فتحت بحثا في الموضوع، وجرى إيقاف عدد من المتورطين في الحادث؛ من بينهم قائد المركب المطاطي، في انتظار اكتمال الأبحاث الجارية في الملف تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمدينة بوجدور.
The post دفن 6 ضحايا للهجرة السرية ضواحي سطات appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Xd1b8gW
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire