روائح نفايات تغضب ساكنة ببني ملال

تظاهر العشرات من سكان حيي امغيلة وأولاد أضريد، التابعين إداريا للجماعة الترابية بني ملال، الاثنين، أمام بوابة المطرح الإقليمي المراقب، احتجاجا على ما وصفوها بـ”الجريمة البيئية” التي تتسبب فيها عصارة نفايات المطرح المذكور.

وفي هذا الصدد، قال الهاشمي حسن، واحد من سكان امغيلة 1 لهسبريس، إن ما يحدث بهذا المكان “أمر مشين يتحول يوما بعد يوم إلى ما هو أسوأ”، مشددا على أن “السكان يعانون جدا، ولو اطلعت عليهم لولّيت منهم فارا ومرعوبا، ولم يبق لهم إلا العدالة”.

وأضاف أن “هذا المطرح عشوائي، لم يخضع لدراسة دقيقة وبالشكل الذي يراعي المعايير البيئية، تم إنشاؤه وسط الساكنة وبالقرب من الحي الجامعي دون مراعاة لمخاطره وتأثيراته السلبية على محيطه”، ملتمسا من السلطات “التدخل عاجلا لوقف هذا الجحيم اليومي الذي يطال سكان امغيلة 1 و2 و3 واولاد أضريد”.

وفي حديثه لهسبريس، سجل جواد السالمي، من ساكنة أولاد أضريد، تأثيرا كبيرا لروائح مياه الأحواض المخصصة لعصارة النفايات الصلبة على السكان، مرجحا أن تكون المقاولة المفوض إليها تدبير القطاع قد خالفت جميع بنود دفتر التحملات، لكونها لم تعمل سوى على تسييج الواجهة وغرس بضعة أشجار.

وأشار السالمي إلى أن “ليكسيفيا” المطرح المراقب يتم تجميعها في عدد من الأحواض بدون معالجة دقيقة، ما يجعلها تفرز روائح كريهة تزكم الأنوف وتضر بسلامة وصحة الأسر القاطنة بالجوار، خاصة بحيي امغيلة وأولاد أضريد التابعين إداريا لجماعة بني ملال.

وأضاف أن “الأحواض المخصصة لعصارة النفايات باتت تهدد الغطاء النباتي المحيط بها والفرشة المائية”، مبرزا أن العشرات من الأسر لم تعد قادرة على التلاؤم مع هذا الوضع، ما جعلها تفكر في الرحيل في ظل غياب إجراءات حقيقية للحد من المعضلة.

وكشف محتجون، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن المطرح المراقب لم يشكل إضافة نوعية للمدينة بقدر ما مسّ بهويتها التاريخية، وبجمالها، وبفرشتها المائية، وبطبيعتها الخلابة التي كانت تشد الزائر بخضرة أشجارها الشامخة وبخرير مياهها العذبة، مشيرين إلى أن الحال مع المطرح التقليدي كان أفضل مما هو عليه الآن.

وفي معرض تعليقه عن الموضوع، أوضح النائب الثاني للرئيس المكلف بقطاع النظافة بالمجلس الجماعي، محمد غازي لبريديا، أن الشركة المكلفة بتدبير المطرح المراقب لم تنجز مجموعة من الاستثمارات، من أهمها مركز فرز النفايات ومحطة تصفية العصارة، ما يتسبب في الروائح الكريهة.

وأضاف أن هذا الوضع الذي يضر بشدة بالساكنة، يتتبعه والي جهة بني ملال-خنيفرة ورئيس المجلس الجماعي بدقة عالية، وقد بلغ صداه إلى مقر وزارة الداخلية، وسبق أن حلت لجنة تفتيش بالجماعة، مؤكدا أن المجلس لم يخل بتعهداته تجاه الشركة، وقد منحها مهلة ثلاثة أشهر من أجل تدارك الوضع، وفق دفتر التحملات، قبل أن يتخذ أي قرار بشأن الموضوع.

بدوره، وصف أحمد بدرة، رئيس المجلس الجماعي المنتخب في استحقاقات الثامن من شتنبر 2021، الوضع بـ”الكارثي والسيء جدا”، مُقرّا بتضرر ساكنة امغيلة بدرجة عالية من إفرازات عصارة النفايات العادمة، إلى جانب باقي التجمعات السكنية المجاورة.

وأكد الرئيس أن “المجلس الحالي وجد هذه المعضلة أمامه، ويتفهم قلق الساكنة بالنظر إلى الأضرار التي يحدثها المطرح”، داعيا الشركة نائلة الصفقة بحوالي 51 مليار سنتيم لمدة 20 سنة (2017-2037)، إلى أن تقوم بتنفيذ التزاماتها احتراما للقانون وحفاظا على صحة المواطن.

رد الشركة

يشار إلى أن آيت أوعدي عبد الله، مستشار بشركة “إيكوميد”، كان قد أوضح لهسبريس أن الشركة لها تجربة واسعة في مجال معالجة النفايات والاستثمار في تثمينها، مبرزا أنها سبق أن خاضت تجربة ناجحة بفاس منذ سنة 2003، وتسهر حاليا على تدبير 10 مطارح بتراب المملكة، إلى جانب مطرح بني ملال.

ووصف المسؤول ذاته المشكل المطروح على مستوى المطرح المراقب ببني ملال، بأنه “بسيط جدا”، موردا أن “العائق الأكبر يتعلق بالعقار؛ إذ مازالت الجماعة الترابية في نزاع-لم يحسم بعد-مع ذوي الحقوق”، مشيرا إلى أن “الشركة تم إقحامها من قبل في هذا النزاع في شخص مديرها، ما أثر سلبا على توقيت اشتغالها، بحيث استعصى عليها إحداث منشآت على عقار محط نزاع”.

وبخصوص الروائح الكريهة المنبعثة من “الليكسيفيا”، رد المسؤول ذاته بأن “الحل يقتضي إحداث محطة للمعالجة، أو على الأقل إبعاد المطرح من الساكنة بحوالي 5 كيلومترات”، لافتا إلى دور المطرح العشوائي السابق، الذي كانت نفاياته توضع مباشرة على الأرض بدون طبقات مانعة للتسربات، في تلوث الفرشة المائية.

The post روائح نفايات تغضب ساكنة ببني ملال appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/jMFZ9Pw

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire