مبادرة مغربية صينية فرنسية تكافح التصحر وتثمن المياه الجوفية بأرفود

قال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية (ACCAD)، إن “مشروع الضيعة التجريبية للزراعة المالحة أطلق في واحة أرفود بالجنوب الشرقي للمملكة في شهر مارس 2021، كجزء من شراكة مغربية-فرنسية-صينية، تهدف إلى تقديم حلول عملية لمخلفات الجفاف البنيوي الذي تعاني منه المنطقة”.

وأضاف بوشيبة أنه “بالفعل، تمكنا في شهر مارس 2022، من قياس النتائج الأولى الملموسة والمقنعة للغاية للتجارب التي تم إجراؤها، والتي تهدف إلى توفير مياه الري وتحسين نمو المحاصيل”، موضحا أن “مشروع الضيعة التجريبية يجمع بين عدة أبعاد، حيث يهدف هذا المشروع الاجتماعي من جهة إلى ترشيد وتثمين استخدام المياه الجوفية المالحة، ومن جهة أخرى إلى تحسين نمو المحاصيل ذات القيمة المضافة العالية باستخدام مدخلات التربة العضوية”.

وأكد رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية أن “الهدف الأسمى من المشروع يتمثل في تقديم حلول بديلة ومبتكرة لمكافحة التصحر، لتصبح الصحراء مصدرا لخلق مداخيل جديدة للساكنة ومحاربة الفقر والهشاشة”.

يشار إلى أن المشروع جاء بمبادرة من الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية (ACCAD)، وباسكال لومبارد (Pascal Lombard)، مالك المزرعة البيئية تيفينا في أرفود (Tifina Caravanserail d’Arfoud)، بدعم من شركة تشينغدو خواخونغ للتكنولوجيا الحيوية (Chengdu Huahong Biotechnology) التي تعتبر شركة رائدة ومعترفا بها في مجال التنمية الزراعية للبيئات الصحراوية في الصين، والمجموعة الصينية المختصة في مجال تحلية مياه البحر والمياه الجوفية المالحة “كيوتي لتقنيات المياه” (Qt Water Technologies).

وأكد بوشيبة أنه “رغم الأزمة الصحية العالمية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري، وفي عز أزمة كوفيد-19، تم استيراد وتركيب وحدتي تناضح عكسي لتحلية المياه الجوفية AGRO5000، تم تطويرها خصيصا لملاءمة الظروف الصحراوية المغربية، وتصل القدرة الإنتاجية لكل منها 100 متر مكعب في يوم، حيث تقوم بتحلية مياه جوفية بدرجة ملوحة حوالي 5 غرام في اللتر مقابل 0.2 غرام في اللتر”.

وفي الوقت نفسه، أفاد ناصر بوشيبة بأنه تم استيراد 240 لترًا من مُحسِّن التربة العضوي الذي يعتمد على مبدأ خلق أغشية عازلة بين جذور المنتوجات الزراعية والملح المتواجد في الأراضي الفلاحية، مما يساهم في تحسين ظروف نمو الغلات وجودة المحاصيل وتوفير استخدام المياه العذبة بتثمين استخدام المياه المالحة.

وعن النتائج الأولية التي تم الحصول عليها، قال ناصر بوشيبة إن القيمين على الضيعة التجريبية أكدوا أن النتائج الأولية كانت “مذهلة” كما سبق وأن عاينا في الصحراء الصينية؛ فمثلا كانت هناك نخلة قد تقرر التخلي عنها نظرا لعوامل الجفاف، وفي آخر لحظة تم إدماجها في التجارب باعتماد خليط من المياه المالحة ومياه التحلية مع استخدام محسِّن التربة العضوي، وفي ظرف ثلاثة أشهر فقط استعادت هاته النخلة حيويتها، وازداد حجمها ومتانة عروشها”.

وبالإضافة إلى نخلة “الأمل” هاته في فترة الجفاف التي تعاني منها المنطقة منذ سنتين، يضيف بوشيبة، “حققت جميع التجارب الأهداف المسطرة لها، وتم تسجيل تغيرات واضحة للعيان على مختلف الأشجار والغلات بغض النظر عن نوعية المياه المستخدمة، وحتى باستخدام المياه المالحة بمعدل 5 جم/ لتر، أثبت محسِّن التربة العضوي نجاعته”.

وختم رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية توضيحاته بالقول: “نحن الآن بصدد القيام بالتحاليل المخبرية لقياس مدى تحسن التربة، وكذلك قياس كميات المياه التي قد يتم توفيرها في حالة استخدام محسن التربة على نطاق واسع في الزراعات المعيشية التي تهم الساكنة المحلية، كما نأمل إنشاء مشتل خلال عام 2022 لمشاركة إنجازاتنا ليس فقط مع مزارعي الصحراء المغربية، بل في جميع المناطق التي تعاني من مشكل ملوحة المياه والتربة في أفريقيا والشرق الأوسط”.

The post مبادرة مغربية صينية فرنسية تكافح التصحر وتثمن المياه الجوفية بأرفود appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/eZUwPdg

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire