أوراش تنموية بخنيفرة تستحضر الزياني

استحضر مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، التضحيات الجسام التي قدمها موحى أوحمو الزياني في مواجهة الاستعمار.

كما رصد الكتيري، خلال حفل أقيم بمنطقة تاملاكت (حوالي 30 كلم من خنيفرة) تخليدا للذكرى الأولى بعد المائة لرمز الكفاح الوطني الشهيد موحا أو حمو الزياني، بعض الصفات التي كان يتحلى بها هذا الشهيد؛ من ضمنها البسالة والوطنية والشجاعة والحنكة في التخطيط والشراسة في ردع الجيوش الفرنسية.

وعرج المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في الكلمة التي ألقاها أمام العشرات من سكان إقليم خنيفرة وفي مقدمتهم ومحمد فطاح عامل الإقليم، على الملاحم البطولية للشهيد، مسجلا موقفه التاريخي في معركة الهري التي تعد واحدة من الملاحم البطولية الخالدة التي تجسد شراسة المقاومة المغربية في مواجهة الاستيطان الاستعماري أثناء فرض عقد الحماية سنة 1912؛ ما جعل منها حدثا تاريخيا مضيئا في تاريخ الكفاح الوطني.

ودعا الكتيري الحاضرين إلى استخلاص العبر من الذكرى، واستحضار سيرته النضالية العطرة ومسيرته وعطاءاته الجهادية التي دونها التاريخ بمداد من ذهب في سجل تاريخ المغرب المجيد.

وقال المتحدث ذاته، في كلمته بهذه المناسبة، إن موحى أوحمو يعد علما من أعلام الجهاد والنضال بالمغرب ورمزا من رموز الكفاح الوطني.

وبضريح موحى أوحمو الزياني، أفاد الكتيري، بعدما ترحم على شهيد المقاومة، بأن الاحتفاء بمثل هذه الأحداث يهدف إلى تسليط الضوء على الملاحم التي طبعت تاريخ المملكة. كما يتيح هذا الاحتفاء أيضا الفرصة للأجيال الجديدة للاستفادة منها، ويسهم في الحفاظ على ذاكرة المقاومة الوطنية..

وذكّر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأن الاحتفاء بالذكرى هذا العام يأتي في أجواء تغمرها نشوة الانتصارات التي يحققها الشعب المغربي تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، لافتا إلى أن ما تحقق من إنجازات هو استمرار لملحمة ثورة الملك والشعب وتتويج لملحمة المسيرة الخضراء في ربطها للاستقلال الوطني بالوحدة الترابية.

من جهته، استحضر يسين الصديق، رئيس قسم الدراسات التاريخية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير، أسماء ثلة من المقاومين الذين شبوا وترعرعوا على حب الوطن ولعبوا أدوارا بارزة في حقل الوطنية والمقاومة والتحرير؛ من ضمنهم عبد الرحمان الهلالي، وموح ارسالي، وموحى مزواجي، وحسن اوعلو، واسعيد بوخاري، ومحمد بن اشي، وموح ارحو منشيح…

وأشار رئيس قسم الدراسات التاريخية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، إلى أن هؤلاء المقاومين المذكورين وغيرهم أخلصوا في أداء واجبهم النضالي أحسن وأصدق ما يكون الأداء.

وتميز حدث تخليد الذكرى الأولى بعد المائة لرحيل موحا أوحمو الزياني بتقديم شروحات تقنية حول تصميم تهيئة جنان الماس بجماعة أكلكمام أزكزا، الذي ستتم إعادة هيكلته كنموذج للقرية الإيكولوجية من خلال الربط بشبكات الصرف الصحي والصلب والسائل واستخدام الطاقات المتجددة وتهيئة الطرق للمشاة، مع جعل الموارد المائية عنصرا محوريا وأساسيا في التهيئة وربط جميع المنازل بقنوات من السواقي والحيلولة دون فتح مناطق كبيرة للتهيئة على حساب المناطق الخضراء. كما تم بالمناسبة تبني مدارين سياحيين: مدار سياحي للتسامح ومدار روحي، وتسمية جزء من غابة تافشنا الجنوبية باسم المجاهد موحى أوحمو الزياني.

وفي السياق ذاته، اطلع الوفد على بطاقة تقنية لمشروع تهيئة ضريح موحى أوحمو الزياني؛ لما يمثله كرمز للمقاومة على الصعيد الوطني، وبالنظر إلى أهمية في الذاكرة الجماعية للإقليم خنيفرة، وعن مشروع إحداث مدرسة قرآنية. كما قام الوفد بزيارة للضريح، وبتكريم مجموعة من قدماء المقاومين بالإقليم وتقديم إعانات مالية لـ11 فردا من أسرة المقاومة وإطلاق اسم الشهيد على جزء من غابة تافشنا.

في هذا الصدد، أفاد عبد الرزاق مهير، المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بخنيفرة، في تصريح لهسبريس، بأن المديرية أطلقت على جزء من غابة تافشنا الجنوبية اسم المجاهد موحى أوحمو الزياني، كما قدمت للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والوفد المرافق له نبذة عن الثروة الغابوية بالإقليم وعن الإستراتيجية الجديدة 2020/2030 والمجهودات التي تقوم بها المديرية لحماية الملك الغابوي بإقليم خنيفرة.

بدوره، قال لحسن شلس، أستاذ جامعي وفاعل جمعوي: “اليوم تمّ تبني مدارين سياحيين جديدين بإقليم خنيفرة، تزامنا مع تخليد ذكرى الشهيد موحى أوحمو الزياني؛ مدار سياحي للتسامح يمر بجل المواقع التاريخية التي لعبت دورا مهما في تاريخ الإقليم والمغرب عامة وفي تاريخ المقاومة وتاريخ الشخصية المغربية خاصة، والتي من ضمنها مواقع يرجع تاريخها إلى أكثر من الفين سنة. ومدار روحي يحتوي على جميع المواقع الروحية”.

وأشار الأستاذ الجامعي والفاعل الجمعوي إلى أن من شأن المدارين المذكورين أن يعطيا قيمة مضافة للعرض السياحي بإقليم خنيفرة، خصوصا أنهما يقترحان مدارات سياحية بثيمات جديدة (تيمة المقاومة والتسامح والثقافات المحلية والروحية خاصة الزوايا المعروفة بالإسلام التعادلي).

وأوضح شيلاص، في تصريحه لهسبريس، أن “مدار التسامح يبدأ من خنيفرة ويمر عبر مواقع تاريخية؛ منها مدينة فزاز التي يرجع تاريخها إلى عهد الإمارة الزناتية، ومنطقة الملاح الجبلية التي تؤرخ لانفتاح المنطقة على الحضارة اليهودية، وبقرية جنان الماس التي قامت بأدوار تاريخية مهمة خاصة في فترة بداية الاستقلال، وبضريح موحى أوحمو الزياني، ومدينة القباب التي لعبت دورا مهما في المقاومة بتواجد زاوية سيدي علي امهاوش، والكنيسة الكاثوليكية التي كانت تهتم بالتوعية الصحية وتعليم تقنيات الفلاحة، ثم منطقة الهري الشهيرة، رجوعا إلى خنيفرة حيث يتواجد متحف المقاومة في خنيفرة بمحتوياته ذات القيمة التاريخية المهمة”.

وأفاد الباحث ذاته بأن “المدار الروحي يتضمن جميع مواقع الزوايا الروحية، والتي من ضمنها مولاي بوعزة وسيدي لمين والمباركيين؛ وهي زوايا تشهد على الإسلام التعادلي التسامحي. ويمر عبر مدار أجلموس التي تتميز بجودة لحم الغنم والمنتجات المحلية ذات الجودة العالية (عسل السدرة والزرابي..) ثم موقع عوام أو تغزى، المدينة التي لعبت أدوارا مهمة في تاريخ المغرب، خاصة إذا ما علمنا أن أول دار للسكة كانت بتغزى الغنية بالمعادن ذات الصلة”.

The post أوراش تنموية بخنيفرة تستحضر الزياني appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/eY5mNVE

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire