ثورة الملك والشعب .. "20 غشت" تذكر المغاربة بالإصرار على الانتصار

حلّت أول أمس الأحد، 20 غشت الجاري، الذكرى السبعون لثورة الملك والشعب لتذكر المغاربة بمعركة الأجداد ضد المستعمرين ووقوفهم أمام التدابير التي كانت تمس بسيادة البلد.

تؤرخ مؤلفات التاريخ السياسي المغربي لهذه المرحلة، في ارتباط بحيز تواجد المعمر الفرنسي تحديدا، عبر سياقين داخلي وخارجي شجعا رموز الحركة الوطنية، بالتنسيق مع السلطان محمد بن يوسف، على تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، بعدما كان المطلب في البداية الإصلاح في ظل الاستعمار.

حسن بلوان، أستاذ باحث في التاريخ والعلاقات الدولية، أشار، في هذا السياق، إلى التطورات الداخلية في تلك المرحلة والتي كان من أهمها تقديم مجموعة من المطالب الإصلاحية في كنف الحماية الفرنسية أبرزها “مطالب الأمة” في ماي 1931 بمنطقة النفوذ الإسباني شمال المغرب و”مطالب الشعب” في دجنبر 1934.

وقال الباحث، في تصرح لهسبريس، إنه عوض أن تستجيب سلطات الحماية لهذه المطالب ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والإداري واجهت فرنسا زعماء الحركة الوطنية ورموزها بالاعتقال والنفي والتنكيل، فما كان للحركة الوطنية المغربية بتنسيق مع السلطان إلا أن تنتقل نحو المطالبة بالاستقلال.

وتابع المتحدث أن هذا التوجه دعمه حصول مجموعة من الدول في المشرق على استقلالها، بالإضافة إلى ضعف فرنسا واحتلالها من طرف ألمانيا. كما استفاد السلطان من انعقاد مؤتمر الحلفاء في أنفا وتعبير الرئيس الأمريكي روزفلت بضرورة حصول المغرب على الاستقلال.

هذه الظروف، أضاف بلوان، ساهمت في توثيق الروابط بين السلطان والحركة الوطنية وتنسيق الجهود من أجل تحقيق الاستقلال بداية بتقديم عريضة الاستقلال في 11 يناير 1944 مرورا باندلاع ثورة الملك والشعب في 20 غشت سنة 1953.

وأبرز الباحث في التاريخ والعلاقات الدولية أن هذه المحطة تستوجب الوقوف عند مجموعة من العبر والدلالات لاستشراف مستقبل التنمية والبناء والتحديث الشامل في ظل الإصلاحات والأوراش الكبرى التي فتحتها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس.

ولفت بلوان إلى أن “استحضار أمجاد وبطولات المغاربة لتحقيق الاستقلال يزيد من تقوية الجبهة الداخلية المغربية والمساهمة في جدية وصمود المواطن المغربي المدافع عن رايته وانتمائه والمرتبط بوطنه ومقدساته، وهو ما استحق إشادة ملكية في خطاب العرش الأخير”.

وأضاف: “إن استحضار ثورة الملك والشعب نموذج فريد في عالم الجنوب، وهو أصل للترابط الوثيق الدائم والمستمر بين الشعب المغربي والمؤسسة الملكية التي جسدها الملك محمد الخامس سابقا ويجسدها الملك محمد السادس حاليا”.

وخلص بلوان إلى أن “استحضار تحالف الشعب والسلطان محمد بن يوسف لتحقيق الاستقلال يؤكد مرة أخرى أن بناء المغرب الحديث وتنزيل الدولة الاجتماعية ونجاح النموذج التنموي الجديد لا بد له من تضافر جهود الجميع، مسؤولين ومواطنين، انسجاما مع الرؤية الطموحة للملك”.

The post ثورة الملك والشعب .. "20 غشت" تذكر المغاربة بالإصرار على الانتصار appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/iI1nd4A

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire