الاستثمار الفلاحي في الأراضي السلالية يحول فجيج إلى وجهة اقتصادية واعدة

تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس الرامية إلى تعبئة مليون هكتار من الأراضي السلالية بمختلف جهات وأقاليم المملكة قصد إنجاز المشاريع الاستثمارية في المجال الفلاحي بالخصوص، عبأت السلطات الولائية والإقليمية، عبر أقسام الشؤون القروية، عددا من العقارات السلالية لهذا الغرض.

في هذا الإطار، وضع إقليم فجيج، جهة الشرق، رهن إشارة المستثمرين من داخل وخارج الإقليم ما يفوق 15 ألف هكتار من الأراضي المملوكة للجماعات السلالية لإنجاز مشاريع استثمارية في المجال الفلاحي، وذلك بهدف جعلها رافعة قوية لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي لساكنة الإقليم عموما، ولذوي الحقوق خاصة.

وعرفت بعض العقارات السلالية التي تم إطلاق عروض كرائها من طرف عمالة إقليم فجيج (قسم الشؤون القروية)، إقبالا كبيرا من طرف المستثمرين، سواء المحليين أو القادمين من مختلف الأقاليم المغربية، وخاصة الشرقية منها، فيما لم تعرف بعض العقارات الأخرى إقبالا بسبب ضعف الترويج الإعلامي للمناطق التي تتواجد بها، وفق مصادر مطلعة.

وتوزعت العقارات المقترحة للتعبئة من أجل الاستثمار الفلاحي بإقليم فجيج على كل من قيادات عبو الكحل، وبني تجيت، وبوعنان، وبني كيل، وذوي منبع، وذلك وفق مجموعة من الإجراءات المتعلقة بضبط المعلومات المرتبطة بالعقارات القابلة للتعبئة، وإنجاز التصاميم الفردية وتصاميم التقسيم، وإعداد الملفات الإدارية (مشروع نظام طلب العروض ونماذج عقود الكراء)، وعرض الوثائق الإدارية والتقنية على اللجان الإقليمية لاستكمال عملية إعدادها النهائية، ومباشرة مسطرة تعبئة العقارات الجماعية القابلة للتعبئة.

وحدد قسم الشؤون القروية بعمالة إقليم فجيج، بتنسيق مع المديرية العامة للشؤون القروية بوزارة الداخلية، مبلغ 600 درهم ثمنا افتتاحيا لكراء الهكتار الواحد في السنة من الأراضي السلالية عن طريق المنافسة، وهو ما يستجيب لشروط الحكامة الجيدة في تدبير الأكرية، بما يضمن التكافؤ والتنافس على أساس شروط واضحة ومتساوية للجميع.

وكشف رئيس قسم الشؤون القروية بعمالة إقليم فجيج أن اللجوء إلى كراء أراض سلالية يتم عن طريق طلب العروض، الذي هو أحد أشكال المنافسة، من أجل التباري على هذه الأراضي المخصصة غالبيتها للمجال الفلاحي، والتي ستحمل انعكاسات اقتصادية واجتماعية إيجابية على الساكنة.

وأوضح المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الطريقة الجديدة المعتمدة في كراء أراض سلالية (طلب العروض) جاءت في إطار تشجيع الاستثمار والمساهمة في التنمية في جميع القطاعات، لافتا إلى أنها تضمن المنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص بين جميع المشاركين في فتح ملفات العروض المعلن عنها.

وأضاف أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز الدينامية التي يعرفها الإقليم في مجال تشجيع الاستثمار لخلق الثروة وفرص الشغل، بالنظر إلى أنها ستمكن من توفير عدد مهم من أيام العمل بالنسبة إلى الساكنة المحلية.

ويعرف إقليم فجيج، على غرار باقي الأقاليم، إجهادا مائيا، مما يجعل الاستثمار في المجال الفلاحي صعبا، بالإضافة إلى ضعف الترويج والتسويق للمجال الترابي لهذا الإقليم من أجل تشجيع المستثمرين على استثمار أموالهم فيه وخلق فرص الشغل.

فجيج وجهة فلاحية جديدة

وكان الملك محمد السادس قال في خطاب ألقاه يوم 18 أكتوبر 2018 أمام أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، إن “تعبئة الأراضي الفلاحية المملوكة للجماعات السلالية قصد إنجاز المشاريع الاستثمارية في المجال الفلاحي لا يمكن إلا أن تشكل رافعة قوية لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وخاصة لذوي الحقوق، وهو ما قد يمكن من تعبئة، على الأقل، مليون هكتار إضافية من هذه الأراضي”.

كما دعا الملك المشاركين في المناظرة الوطنية حول موضوع “السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، المنعقدة بمدينة الصخيرات بتاريخ 8 و9 دجنبر 2015، إلى “الانكباب على إصلاح نظام الأراضي الجماعية، التي نثمن فتح حوار وطني بشأنها، واستثمار وترصيد نتائج هذا الحوار ومخرجاته الأساسية”.

وتعقد السلطات الإقليمية ومختلف القطاعات والساكنة عموما بإقليم فجيج الآمال الكبيرة على تنمية القطاع الفلاحي، وإطلاق مشاريع واعدة تهم عددا من المجالات الفلاحية، أساسا السقي وتربية الماشية وزراعة الأشجار، وذلك من خلال تعبئة الأراضي السلالية سالفة الذكر للاستثمار الفلاحي.

وكشف ممثلو عدد من الجمعيات المدنية بإقليم فجيج، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن هذه الأراضي المعبأة للاستثمار الفلاحي من طرف الدولة من شأنها أن تجعل من إقليم فجيج وجهة فلاحية واعدة في السنوات المقبلة، مؤكدين أن الإقليم يزخر بمؤهلات فلاحية وبشرية ومائية قادرة على أن تحول الأنظار إليه في السنوات القادمة.

وأكدت الجمعيات ذاتها أن جميع السلطات تقوم بمجهودات كبيرة تنفيذا لتوصيات وتوجيهات الملك محمد السادس من أجل تنمية الإقليم، موضحة أن برنامج تعبئة الأراضي السلالية بالإقليم هو برنامج طموح يهدف إلى خلق دينامية اقتصادية واجتماعية على مستوى الإقليم.

وطلبت فعاليات مدنية من وزارة الداخلية الأخذ بعين الاعتبار موعد إعلان طلب العروض لكراء الأراضي في إقليم فجيج، مشيرة إلى أنه “لا يعقل إطلاق عروض كراء في وقت واحد بجميع أقاليم المغرب؛ لأن المستثمر يفضل كراء أراض فلاحية بجهة الغرب أو سوس على أن يكتري أرضا للاستثمار في جهة الشرق أو الجنوب الشرقي عموما”، مشيرة إلى أن “إطلاق العروض في وقت واحد يقتل المنافسة الشريفة بين المناطق”.

The post الاستثمار الفلاحي في الأراضي السلالية يحول فجيج إلى وجهة اقتصادية واعدة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/Y1CEnXI

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire