هيئات مهنية تبسط أسباب "استمرار نقص أدوية" في الصيدليات بالمغرب

رغم تطمينات وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، بوفرة الأدوية وعدم انقطاعها في السوق المغربية، نافيا في حوار سابق مع هسبريس وجود أي خصاص في دواء الغدة الدرقية، إلا أن بعض الصيدليات في مختلف جهات المملكة ما زالت “تؤكد نقصا وخصاصا مستمرين في بعض الأدوية الحيوية”، وفق إفادات مهنيين.

وتطابقت الإفادات التي استقتها هسبريس من مهنيين، مجمعة على أن “أدوية الغدة الدرقية”، ولاسيما دواء “ليفوثيروكس”، ما زال توافره في الصيدليات بالشكل العادي يواجه مشاكل رغم التطمينات السابقة لوزارة الصحة.

وليس دواء الغدة الدرقية وحده الذي راجت بشأنه أخبار تتعلق بـ”نفاده” من الصيدليات، بل طال الأمر، بحسب الإفادات ذاتها، أدوية لعلاج الزكام أو الأنفلونزا، بعد “موجة حادة” جعلت الطلب يرتفع بشكل كبير على عقاقير ومضادات حيوية بعينها.

الدكتور حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة بالمغرب، أوضح في حديث مع هسبريس أن “الأمر لا يتعلق بانقطاع تام كما قد يروج، بل هناك ضغط في الإقبال على شراء بعض أنواع الأدوية”.

“حصل ذلك نظراً لارتفاع الطلب عليها من طرف بعض المرضى”، يضيف اكديرة قبل أن يشرح بأن “بعض المواطنين قصدوا الصيدليات لشراء أكثر من علبتين من الدواء نفسه، بينما يطلب بعضهم 10 علب في عملية شراء وبيع واحدة”، ما تسبب في حالة من الضغط على المخزون المتوفر في بعض الصيدليات.

واستحضر المتحدث ذاته، في معرض بسطه للأسباب، ما قال إنه “شبه صراع أو تنافس يطال تصنيع المواد الأولية في دول معينة تهيمن بنسبة تتراوح بين 75 و80 في المائة على السوق العالمي لصناعة الأدوية”، مشيرا إلى “اضطرابات عانت منها سلاسل التصنيع والتوزيع والإنتاج في كل من الصين والهند، لاسيما مع الموجة الأخيرة لانتشار فيروس كوفيد-19، ما جعل الصين تتراجع عن تصدير مخزون كبير إلى عدد من دول العالم، ضمنها المغرب”.

كما لم يغفل اكديرة الإشارة إلى ما عرفته فرنسا، مؤخرا، من نقاش مماثل يتعلق بـ”شح” بعض الأدوية الحيوية، وهو ما ساهم سلبيا في “ترويج بعض المغالطات حول الموضوع، بحكم ارتهان المغرب بنسبة كبيرة لارتدادات السوق الفرنسية وشركاتها المصنعة أو الموزعة للأدوية”.

ورغم رصده ارتفاعا ملموسا في شراء أدوية مضادة للزكام وفيروساته، إلا أن رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة بالمغرب خلص إلى تأكيد وفرة كافية من مخزون “مضادات حيوية من نوع الأموكسيسلين والباراسيتامول في السوق المغربية”، رغم موجة مرض حادة انتشرت بين المغاربة خلال الشهرين الماضيين تزامنا مع فصل الشتاء.

في سياق متصل، أفاد مصدر مهني يعمل في إحدى شركات توزيع الأدوية بالجُملة بالمغرب بأن “الشركة الألمانية المتخصصة في صناعة دواء الغدة الدرقية شرعت منذ مدة في تقليص كمياتها المعتادة التي توردها إلى عدد من دول العالم”، مؤكدا تضرر الصيدليات المغربية من هذا المعطى؛ إذ “أصبحت الشركة الألمانية تسلّم حصصا محدودة جدا من كميات هذا الدواء إلى المغرب (لاسيما بعد تخفيض ثمنه)، رغم أن هذا الأخير يطلب استيراد كميات أكبر، إلا أن ذلك لا يغطي طلبه الداخلي في كثير من الأحيان”.

من جهتها، سارت ليلى سنتيسي، المديرة التنفيذية للفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي (FMIIP)، في الاتجاه نفسه، مؤكدة أن “أدوية مضادات الزكام الموسمي لم تعرف أي نقص يذكر من حيث وتيرة تصنيعها”، لافتة إلى أنها تصنع بشكل كامل في المغرب.

وتابعت سنتيسي، في تصريح لهسبريس، أن “دواء الغدة الدرقية يُستورد من طرف المغرب، وتصنعه شركة عالمية تعد الوحيدة المتخصصة في ذلك”، موضحة أن هذه الأخيرة تقوم من منطلق تجاري محض بتسريع شحنات هذا الدواء الموجّهة إلى دول يرتفع فيها ثمنه عكس السوق المغربية.

وختمت بالقول إن “المواد الأولية لتصنيع الأدوية عرفت ارتفاعا متسارعا خلال الأزمات الحالية”، في مقابل اتجاه الدولة نحو تخفيض أسعار عدد من الأدوية لفائدة المستهلك النهائي”.

يشار إلى أن وزير الصحة سبق أن صرح، في حوار مصور مع هسبريس، بأن “المغرب يتوفر حاليا على أربعة ملايين قرص من دواء الغدة الدرقية في المستشفيات العمومية، إلا أن غيابه عن الصيدليات يعزى إلى عدم تصفية العلاقة التجارية بين الموزع والصيادلة، خاصة في نهاية أو بداية السنة”، وهو ما نفاه مهنيون في تصريحات متطابقة.

كما سبق أن تفاعلت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مع خبر انقطاع دواء الغدة الدرقية، مشيرة في بلاغ إلى أنها “تتوفر على مخزون كاف”.

The post هيئات مهنية تبسط أسباب "استمرار نقص أدوية" في الصيدليات بالمغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/pZUb12B

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire