بوصوف يفكك مجريات قضية "قطر غيت" في "مؤامرة منتصف دجنبر"‎‎

صدر، حديثا، للمؤرخ المغربي الدكتور عبد الله بوصوف كتاب جديد اختار له عنوان “مؤامرة منتصف دجنبر”، يلفت من خلاله الانتباه إلى خيوط مؤامرة كبيرة تنسجها المخابرات الجزائرية بمساعدة نظيرتها البلجيكية التي فشلت أكثر من مرة في تفكيك عصابات أو إثبات تهمة التجسس “بيغاسوس” وكذا نظيرتها الإيطالية التي تعاونت مع القاضي البلجيكي، دون إهمال دور المخابرات الفرنسية.

وتدور فصول الكتاب حول ملف “قطرغيت” باعتباره حدثا سياسيا وقضائيا وإعلاميا كبيرا شغل الرأي العام الأوروبي منذ التاسع من شهر دجنبر 2022، حيث تم التفكير والتخطيط لكل تفاصيله؛ بدءا من توقيت التفجير الإعلامي، مرورا بمضامين القضية وصكوك الاتهام ونوعية المتهمين وكذا قاضي التحقيق الفيدرالي البلجيكي.

كما يستحضر الكتاب توقيت الإعلان عن توقيع عقد الاتفاق بين المتهم الرئيس Panzeri مع النيابة العامة من أجل مساعدة التحقيق والعدالة وكذا الضغط على المتهمة الثانية في القضية Eva kaili من أجل دفعها إلى الاعتراف حتى تكتمل فصول المسرحية مع العمل على ختمها بجلسة عمومية لمحاكمة وضعية الصحافة المغربية بالبرلمان الأوروبي.

ويشير المؤلف، وفق ملخص توصلت به هسبريس، إلى التغطية الإعلامية غير المسبوقة التي حظيت بها قضية “قطر غيت” من طرف الإعلام اليميني المعروف بولائه للنظام الجزائري الذي تربطه معه اتفاقات تجارية ومالية كبيرة، مبرزا أن الإعلام كان أحد الأطراف القوية في تفجير القضية وفي توجيه الرأي العام الأوروبي نحو وجهة واحدة تروم تشويه صورة المغرب وكذا سحب دولة قطر من السباق القضائي والإعلامي، خاصة بعد تهديدها بتغيير معادلات الأمن الطاقي العالمي.

ويضيف بوصوف: “ولأن للإعلام نصيبا قويا في إقحام المغرب واتهامه وتشويه صورته في ” قطر غيت”؛ فقد كان له نصيب من الكعكة السياسية، وهو تخصيص جلسة عمومية بالبرلمان الأوروبي خصصت للنيل من مؤسسة القضاء المغربي وتحقير مقررات قضائية من خلال إصدار أوامر للسلطات المغربية ذات السيادة الكاملة وذلك بإعادة المحاكمات أو إطلاق سراح أصدقائهم الصحافيين المتهمين على ذمة قضايا الحق العام مقابل كعكة سياسية تتلخص في قرار يدين تدهور الصحافة بالمغرب والدفاع عن الصحافة الاستقصائية التي ينتمي إليها السجين المغربي عمر الراضي والإسباني igniacio combrero المعروف بعدائه للمغرب ولرجالاته ومقدساته.

وحاول بوصوف الإحاطة بملف “قطر غيت” من خلال مقالات تفكيكية ساهمت في ترتيبها وفي مضمونها طبيعة التحقيقات الإعلامية التي تفوقت في أكثر من مناسبة على التحقيقات القضائية، كما ساهمت في إخراجها وتيرة وقوة التسريبات التي سيطرت على مجريات قضية “قطر غيت” إلى يوم إعلان توقيع اتفاق مع المتهم الأول Panzeri والتعهد بعدم تسريب معلومات تخص القضية، باستثناء البلاغات الرسمية أي بلاغات مكتب قاضي التحقيق البلجيكي، يعني المزيد من التحكم والتوجيه.

وجاء الكتاب متضمنا لـ11 عنوانا شارحا وفاضحا ومنتقدا لبعض تفاصيل مؤامرة ساخنة اختير لها توقيت خريفي بارد من أجل إفساد فرحة المغاربة بمنتخبهم الوطني وباستقبالهم الملكي والشعبي من جهة، وكذا من أجل تشويه صورة المغرب بالخارج والضغط عليه من أجل تركيعه لتقديم تنازلات اقتصادية وسياسية ومالية وجيوستراتيجية.

ومن بين هذه العناوين نجد “المغرب وماكينة الوحل الإعلامي والسياسي الأوروبي” و”البرلمان الأوروبي بين مطرقة اللوبيات وسؤال الأخلاقيات”، بالإضافة إلى “إمبراطورية Agnelli الإيطالية، المقامر في لعبة “الجزائر غيت”، وكذا بروكسيل الشجرة التي تخفي غابة Belgegate، علاوة على “رقعة الزيت ومتلازمة “بانزيري”، وعملاء بأسماء مستعارة وإعلام اليمين الأوروبي في مستنقع المخابرات الجزائرية، وغيرها.

ويقول بوصوف، ضمن مخلص الكتاب: “لقد تم تفجير قضية “قطر غيت” وإقحام المغرب في ملف يهم حقوق الإنسان بقطر وعلاقته بمنظمات حقوقية وبتنظيم كأس العالم، مضيفا أن التوقيت كان مهما جدا، إذ كان وقتها اسم المغرب والمغاربة على كل لسان وعلى صفحات الجرائد والمواقع، وخروج العالم فرحا لفوز المغرب، حيث كانت الفكرة هي استغلال كل ذلك الزخم الإعلامي الإيجابي العالمي للمغرب ولشباب المغرب بضربه في يوم فرحه وتشويه صورته في يوم العيد.

ويوضح المصدر ذاته أن مصلحة الجزائر كانت بادية منذ اليوم الأول، على اعتبار أن اتهام المغرب بإرشاء برلمانيين أوروبيين ومنظمات ومجموعات ضغط في بروكسيل من أجل التأثير على قرارات التصويت يعني التشكيك في قانونية وجدية كل القرارات الصادرة في ملفات الصحراء المغربية والفلاحة والصيد البحري.

ويدق بوصوف ناقوس الخطر بشكل استعجالي، معتبرا أن التشكيك في قرارات البرلمان الأوروبي سيفتح المجال لإعادة إنتاج ونشر غسيل الانفصاليين من جديد ويعطيهم مساحات إعلامية جديدة على صفحات الصحافة الاستقصائية وتلك المعادية للوحدة الوطنية والترابية.

ويشدد بوصوف على أن مسلسل جلسة البرلمان الأوروبي المخصصة لدراسة أحوال الصحافة بالمغرب أظهر جليا أن بعض أعضاء المجموعات السياسية المحركة لهذه الجلسة/ المسرحية ينتمون في الوقت نفسه إلى اللجنة تقصي الحقائق في ملف بيغاسوس أو Pega ؛ وهو ما ينفي عنهم عناصر الموضوعية والحياد الواجبة في مثل هذه الحالات، وهو ما يعني أننا سنكون أمام حلقة جديدة في مسلسل المؤامرة، عند قراءة تقرير لجنة Pega أو بيغاسوس بالبرلمان الأوروبي في أبريل المقبل، حيث سيضغط اللوبي (الجزائري، البلجيكي، الفرنسي، الإيطالي…) المناوئ لمصالح المغرب بالدفع في اتجاه تجريم المغرب في ملف التجسس “بيغاسوس”.

The post بوصوف يفكك مجريات قضية "قطر غيت" في "مؤامرة منتصف دجنبر"‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/uEkTYvb

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire