بالتزامن مع تخليد الأمم المتحدة، كل سنة، يوم 19 نونبر لـ”اليوم العالمي لدورات المياه”، الذي يسعى إلى التحسيس بضرورة توفر جميع المواطنين والمواطنات بمختلف الدول على مراحيض ومرافق وتجهيزات صحية، سواء بمقرات سكنهم أو بالفضاءات العمومية، ارتفعت أصوات فعاليات سياحية بمدن مغربية بـ”ضرورة توفير مرافق صحية تليق بمستوى بلد مثل المغرب وعراقته، فضلا عن تميّزه كوجهة ونقطة جذب سياحية”.
ويكتسي موضوع المرافق العمومية وتجهيزاتها أهمية حاسمة بالنسبة للعيش البشري، لا سيما في الفضاءات العمومية ذات الاستعمال المشترك، إذ يمس بشكل مباشر قضايا “الصحة والبيئة وحقوق الإنسان”، حسب ما سجلته تقارير المنظمة الأممية في الموضوع.
ولم تعد مسألة ندرة أو غياب المراحيض العمومية والمرافق الصحية تثير فقط غضب المواطنين المغاربة في فضاءات أبرز المدن الكبرى، لاسيما السياحية منها؛ بل سجّلته، أيضا، بـ”قلق” تمثيليات المرشدين السياحيين في أكثر من مدينة، مع “ارتفاع منسوب شكاوى السياح الأجانب الذين يزورون معالم ومدن المملكة من غيابها، أو قلة عددها، فضلا عن نظافتها ووضعيتها”؛ ذلك ما أكده حسن جناح، رئيس الجامعة الوطنية للمرشدين السياحيين بالمغرب.
وانتقد جناح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، “عدم إيلاء المجالس الجماعية وباقي المتدخلين إقليميا وجهويا اهتماما لتوفير دورات مياه عمومية في المستوى المطلوب واللائق بمدن سياحية كبرى مثل مراكش أو فاس”، مضيفا أن ذلك “يدفع عددا من السياح الذين راقَهُم المغرب وأجواؤه إلى استنكار المشاهد المقززة لأغلب المراحيض العمومية أو في باحات الاستراحة المنتشرة على جنبات الطرق”؛ ما يضع الفاعلين السياحيين ومسؤولي المدن “محلّ حرج وتساؤل”.
ومقابل إشادة الفاعل السياحي، في معرض حديثه لهسبريس، بـ”تميّز مبادرة رائدة كانت قامت بها سلطات فاس بالمدينة العتيقة من خلال توفير وتجهيز وهيكلة 13 مرحاضا عموميا في 2016″، سجل بأسف “تحولها عُرضة للإهمال في ظل غياب التتبع وأعمال الصيانة”؛ مؤكدا أنه “يتم العمل على بلورة مطالب في هذا الشأن مع المجلس الجهوي للسياحة وباقي المسؤولين والمتدخلين محليا وجهويا، لاسيما مصالح العمالة والولاية”.
المعطيات نفسها أكدتها أمينة آيت إبراهيم، فاعلة سياحية مهنية في مجال الإرشاد السياحي بجهة مراكش، قائلة لهسبريس: “وضعية وحالة بعض المرافق الصحية تدعو إلى الخجل حقا حين مرافقتنا للسياح والسائحات في جولات بالمدن أو في ضواحيها”، موردة في هذا السياق مثالا على “مجموعة سياح عرب زاروا المغرب خلال الأيام الحالية، وقد استمتعوا برحلتهم؛ إلا أنهم سجلوا بأسف عائقا كبيرا في مختلف محطات الاستراحة يتمثل في المراحيض في قمة القذارة والتي ليست في مستوى هذا البلد الجميل”.
ولفتت آيت إبراهيم الانتباه إلى أن “هذا الانطباع ينطبق على جميع مراحيض باحات الاستراحة وبعض معالم المدن العتيقة، كما أن بعض المعالم والمآثر التاريخية لا تسلم منها”، راجية من السلطات المنتخبة والمحلية “الاعتناء بهذه القضية لكي لا نساهم في تنفير الزوار والسياح لبلادنا، كما أنها لا تحظى بنقاش عمومي كاف، بل يتم تجاهلها في الغالب”، وفق تعبيرها.
يشار إلى أن الأمم المتحدة تصدر بشكل سنوي تقريرا بمناسبة تخليد اليوم العالمي لدورات المياه. وقد أكدت، في نسخته لعام 2021، أن “مرافق صحية مستدامة، إلى جانب مرافق المياه النظيفة وغسل اليدين، صارت ضرورة للمساعدة في حماية أمننا الصحي والحفاظ عليه ووقف انتشار الأمراض المعدية الفتاكة”.
The post نظافة المرافق الصحية وقلة المراحيض العمومية تثير امتعاض فاعلين سياحيين appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/dBtDsJM
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire