تستعد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لفتح باب توظيف 20 ألف أستاذة وأستاذ من “أطر الأكاديميات” الجهوية للتربية والتكوين، وفق ما أعلنه الوزير شكيب بنموسى، في ندوة صحافية في شتنبر الماضي، للمساهمة في التخفيف من ظاهرة الاكتظاظ التي تعاني منها عدد من المؤسسات.
وعلى بعد أيام من الإعلان عن المباراة، عادت الشروط التي وضعها بنموسى خلال الموسم الماضي لتثير المزيد من الجدل، لاسيما شرطي الانتقاء وتسقيف سن الترشح في 30 سنة، الأمر الذي أثاره كذلك رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، مؤكدا أن هذا القرار “أثار جدلاً واسعا على المستويات القانونية والتربوية والاجتماعية والحقوقية، وحتى الدستورية”.
وأكد النائب البرلماني، في سؤال كتابي موجّه إلى الوزير الوصي على القطاع، اطلعت عليه هسبريس، أن المبرّرات التي قدّمتها الوزارة بشأن تسقيف سن الولوج إلى مهنة التدريس، من قبيل “دراسات تؤكد أن الأساتذة في حاجة إلى مدة زمنية أطول لتطوير خبراتهم داخل المنظومة، وربط الكفاءة بالسن”، مردود عليها بدراسات أخرى تؤكد أنَّ “الكفاءة والمهارة والجودة في ممارسة مهنة التدريس لا علاقة لها أبداً بالأعمار، بقدر ما هي مرتبطة بجودة الشهادات الجامعية والتكوين الأساسي والتكوين المستمر، وبالخبرة المتراكمة لدى جميع الفئات العمرية من الممارسين على قدم المساواة”.
ودعا حموني الوزير إلى الكشف عن “المعايير الموضوعية التي ستعتمدونها من أجل ولوج مهن التربية والتكوين، والتدابير التي سوف تتخذونها من أجل استقطاب أفضل الخريجين لمهنة التدريس والبرامج التكوينية التي تعملون على بلورتها من أجل ضمان جودة وكفاءة أساتذة وأستاذات المستقبل”، كما أشار إلى “ضرورة التخلي عن تسقيف السن بالنظر إلى عدم استناده إلى أسس علمية واضحة”، وفق نص السؤال.
وفي هذا السياق، قال سعيد عبيد، خبير تربوي أستاذ مكون بمركز وجدة الجهوي لمهن التربية والتكوين، إن التفكير في الجودة (الذي كان المبرّر الأساسي للوزارة في اتخاذ هذا القرار) هو أمر جيد، “لكن ليست هناك أي علاقة علمية أو تربوية مثبتة بين الجودة وتسقيف السن في عمر محدّد بغض النظر عن كونه 30 سنة أو أقل أو أكثر”.
وأضاف عبيد، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “على العكس من ذلك تربط الحكمة الإنسانية العامة إحكام الجودة وحكمة الإتقان بالنضج العمري”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه “في غياب أي دراسة علمية مثبتة، لا يمكن تأكيد أو نفي هذا الترابط بين الجودة والعمر”.
ولفت الأستاذ بمركز وجدة الجهوي لمهن التربية والتكوين إلى أنه عبر تجربته الانطباعية في تكوين آلاف الأساتذة على مدى خمسة عشر عاماً يستطيع أن يقول بكل اطمئنان إن “الكفاءة العلمية والتربوية لا عمر لها”.
وأردف المتحدث ذاته: “خلال هذه السنوات الطويلة مرّ بي من سنّهم متقدم للغاية، بعضهم تجاوز الأربعين، وهم متمكّنون علمياً وناضجون نفسياً لممارسة مهنة التعليم ولهم استعداد ممتاز للتكوين الأساسي والمستمر، كما أنه في بعض الحالات يكون العكس صحيحاً”.
وبالنسبة للخبير التربوي ذاته فإن “التراجع عن قرار تسقيف سن الولوج إلى مهنة التدريس –الذي يحكمه منطق اقتصادي- سيكون لصالح المدرسة العمومية والتربية من حيث هو انفتاح على طاقات مدفونة”، مذكّرا في هذا السياق بتراجع الوزير الراحل محمد الوافا عن شرط الانتقاء الأولي، “الذي ساهم في تمكّن طاقات مهمة من الولوج إلى المهنة، بعدما ظلت ضحية هذا الشرط لسنوات طويلة”.
The post دعوات إلى إلغاء شرط السن لولوج مهنة التدريس قبل مباراة التوظيف appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/dClAhqt
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire