استمرار الأزمات الخانقة يقسو على البالغين والأطفال في العاصمة اللبنانية

مع أول أشعة شمس، يسير طفلان ورجل يحملون قطعة كبيرة من القماش الأحمر في طريق مليء بالغبار، يؤدي إلى أحد مكبات القمامة في بيروت، الذي أعيد فتحه بعد مصرع تاجر خردة سحقته عربة.

وأُغلق مكب النفايات في “برج حمود” ضواحي العاصمة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن تراكم جبال من القمامة خلال عدة أيام في بيروت، ومدن قريبة أخرى، في إجراء اتخذ نتيجة مصرع تاجر خردة داخله، وفقا لما أكده مصدر عسكري لوكالة “إفي”.

وأعيد فتح المنشآت الإثنين الماضي تزامنا مع أمر من رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لضمان أمن العمليات في الموقع، ومع اجتماع في مجلس بلدية العاصمة بهدف التوصل إلى حل دائم للمشكلة.

ويحمي سياج محيط مكب القمامة، ويصيح شخص من الجانب الآخر للإيماء بمنع اقتراب أي أحد، بينما تصعد حافلة تلو الأخرى التل لتفريغ النفايات من مقطوراتها.

ومع ذلك، يبدو أن العديد من الأطفال يعرفون طريقة للاصطفاف بالداخل للبحث بين القمامة عن مواد يعاد بيعها مقابل دولارات.

شريحة فقيرة

منذ اندلاع أزمة اقتصادية خطيرة أواخر عام 2019، أصبح الأشخاص الذين يفتشون في الحاويات يمثلون جانبا من الطابع اليومي في الشوارع اللبنانية، في عمل خطير عادة ما يقوم به أطفال من اللاجئين بالبلاد.

ويعاني نحو 1.5 مليون لاجئ، فروا إلى لبنان من سوريا المجاورة، خاصة من وطأة الكساد الاقتصادي. وكشفت بيانات الأمم المتحدة أن نحو 90% من هذه الجالية المقيمة في لبنان تعاني من الفقر المدقع.

وفي هذا الصدد، تضاعف عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة و17 عاما ويخضعون لعمل الأطفال بين عامي 2019 و2021 عندما أُرسل 5% من الأطفال السوريين في “بلاد الأرز” للعمل، وفقا لدراسة لعدة وكالات للأمم المتحدة نشرت مطلع العام الجاري.

وليس بعيدا للغاية عن مقلب قمامة برج حمود، يقوم طفل يبلغ عمره تسعة أعوام بجمع القمامة من جبل كبير من القمامة، بينما ينتظر عمه البالغ 18 عاما خلف عجلة قيادة صغيرة.

وتدر الـ16 ساعة يوميا من العمل ما بين 200 و400 ألف ليرة لبنانية، وفقا للحظ في هذا اليوم، ما يعادل ما بين ستة و12 دولارا بسعر الصرف الحالي في السوق الموازية.

البلاستيك والزجاج

تمثل محافظة دير الزور شرق سوريا مسقط رأس هذين الصبيين، ويؤكدان أنهما يعملان من أجل “مساعدة أسرتيهما من المزارعين لتوفير الطعام”.

ويقول الفتى: “ذهبت إلى المدرسة حتى السنة الثانية، لكني توقفت وأتيت إلى لبنان. فقط تعلمت الأبجدية”، مشيرا إلى أنه ليس مهتما باستئناف دراساته ويرغب في “مواصلة العمل” كما فعل طوال إقامته في البلد الواقع على البحر المتوسط.

كما أوضح القاصر نفسه أنه يعمل منذ خمسة أعوام في جمع المخلفات، بينما بدأ ابن أخيه العمل في جمع القمامة منذ عامين عندما كان عمره سبع سنوات فقط.

وبالقرب من مركز تجاري شهير، يجد طفل يبلغ من العمر ستة أعوام ومسقط رأسه الرقة شمال سوريا في كل صباح كمية كبيرة من الزجاجات والمخلفات البلاستيكية نتيجة قيامه بتفريغ جميع القمامة من المنشآت.

وأوضح الطفل لوكالة “إفي” أنه يمكن أن يكسب في يوم ما بين 100 و200 ألف ليرة لبنانية، أي ما يتراوح ما بين ثلاثة وستة دولارات، وأضاف الفتى: “أساعد أسرتي لأن والدي مريض ولا يمكنه العمل”.

The post استمرار الأزمات الخانقة يقسو على البالغين والأطفال في العاصمة اللبنانية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/hXuB0PK

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire