كتاب يرصد تاريخ تدبير المغاربة للاختلاف

اهتمام بتدبير المغاربة للاختلاف، منذ العصور ما قبل الإسلامية إلى الزمن الراهن، يحضر في كتاب جماعي صادر عن الجمعية المغربية للبحث التاريخي.

يجد القارئ في هذا الكتاب المعنون بـ”تدبير المغاربة للاختلاف، استلهام لأساليب التعايش وقبول الآخر” أعمالَ الأيام الوطنية الثالثة والعشرين للجمعية المغربية للبحث التاريخي التي اهتمت بـ”تدبير المغاربة للاختلاف”، بهدف “إبراز المجهودات التي قام بها المغاربة عبر العصور لتدبير الاختلاف فيما بينهم ومع غيرهم، ومن أجل التعايش في انسجام وتسامح داخل المجتمع المغربي”.

ويضم الكتاب الجماعي، الذي نسق مواده كل من لطيفة الكندوز والوافي نوحي، 14 مقالا بحثيا يهتم بموضوع “تدبير المغاربة للاختلاف” من وجهات نظر التاريخ والجغرافية واللغة والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع. كما يضم كلمات كل من جمال الدين الهاني وأحمد بوكوس وعبد الله بوصوف وعثمان المنصوري.

ويتضمن الكتاب الجماعي مداخلات كل من إسماعيل العلوي حول أصول التنوع والاختلاف في المجتمع المغربي، وتدبير مغاربة الجيلين الثاني والثالث للاختلاف بأوروبا لعبد الواحد أكمير، وعلاقة السلطة الموحدية بالنخبة العالمة لمحمد المغراوي، والفضاء المغربي قبل الإسلام بين التنوع والاختلاف لـعبد العزيز أكَرير.

كما يتضمن مداخلات حول الأعراف التضامنية بمنطقة تادلا ودورها في تدبير الخلاف قبل الاستعمار لنور الدين أمعيط، وأخرى تتناول تدبير المسألة اللغوية بالمغرب لـ الوافي نوحي، وحول المشهد اللغوي والثقافي بالمغرب لعلي بنطالب، والفضاء التعددي لطنجة لمحمد مزيان.

وكتب عبد العزيز الطاهري عن جوانب من التعدد المغربي وتدبيره من خلال الذاكرة، واهتم عمر لمغيبشي بعلاقات المسلمين باليهود في تطوان خلال القرنين الـ18 والـ19، وبحث امبارك بوعصب في الاتفاقيات الصلحية والتنظيمية ودورها في تدبير الاختلاف بين القبائل المتساكنة في قصور تافيلالت ودرعة، كما اهتم عبد الحميد فائز بالتعايش القَبَلي بالصحراء الأطلنتية قبل الاستعمار، وكتب أيت يدير المصطفى عن مجتمع الاختلاف ومؤسسات التحكيم بتادلة ومجالاتها، في حين رصد عبد الرزاق العساوي بعض آليات تدبير الاختلاف بين أعيان تطوان خلال القرنين الـ18 والـ19.

وسجل تقديم المؤلف الجماعي أن “الاختلاف ليس ظاهرة مقتصرة على المغرب، ولا على واقعنا الراهن، بل هو ظاهرة قديمة، عرفها المغرب منذ القديم، وتعيشها دول كبرى. وقبل أن يكون مصدر خلاف وتوتر، كان له غالبا دور في غنى المغرب وقوته”.

وتابع التقديم ذاته: “على الرغم من الاختلافات الموجودة في الأصول واللغات والعادات، فإن المغاربة تعايشوا لمئات السنين، ودبروا اختلافاتهم بأساليب متعددة، على الصعيدين المحلي والمركزي، داخل سلطة المخزن وخارجها”.

كما أبرز التقديم القيمة المضافة للاختلاف بالمغرب التي “أغنت تراثنا المادي واللامادي، في العمران والسكن، والغناء والرقص، والأمثال والحكايات والتقاليد والأعراف”.

وأظهرت المقالات المنشورة، حسب المصدر نفسه، “أن المغاربة عرفوا كيف يحتوون خلافاتهم، ويضبطونها، من خلال اجتهادات، نجد صداها في المأثور من السير، ودور الصلحاء والعلماء، والقوانين العرفية المكتوبة، والنوازل، والظهائر، وخصوصا عندما تتعرض البلاد لأزمات قوية ولأخطار خارجية”.

The post كتاب يرصد تاريخ تدبير المغاربة للاختلاف appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/fv8Axas

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire