هاجم جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، بشدة، الأحد، الاتفاق المثير للجدل بين لندن وكيغالي لإرسال طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى بريطانيا بشكل غير قانوني إلى رواندا.
وتعرّض الاتفاق، الذي أعلن الخميس، لانتقادات شديدة؛ بما في ذلك من جانب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والعديد من المنظمات غير الحكومية. وهو يهدف إلى مكافحة عمليات العبور الخطيرة لقناة المانش والتي ازدادت على الرغم من الوعود التي قطعت بموجب اتفاق بريكست بتعزيز الضوابط على الحدود.
وقال الزعيم الروحي للكنيسة الأنغليكانية، في خطبة عيد الفصح، إن إرسال طالبي اللجوء إلى الخارج يطرح “أسئلة أخلاقية خطيرة”.
وأضاف: “التفاصيل للسياسة والسياسيين”؛ لكن “المبدأ يجب أن يوافق محاسبة الله لنا وهو ليس كذلك، إذ لا يمكن أن يحترم وزن المسؤولية الوطنية لبلادنا التي قامت على القيم المسيحية لأن إسناد مسؤولياتنا حتى إلى بلد يسعى إلى فعل الخير مثل رواندا هو عكس طبيعة الله نفسه الذي تحمل مسؤولية إخفاقاتنا”.
وعند إعلان الاتفاق الأسبوع الماضي، قال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، إنه قد يواجه تحديات قانونية.
من جهتها، أضاءت وزارة الداخلية على “أزمة الهجرة غير المسبوقة” التي يواجهها العالم؛ فيما أشار الناطق باسمها إلى “التغييرات اللازمة لمنع المهربين الأشرار من تعريض حياة الناس للخطر وإصلاح نظام اللجوء المعطل لدينا”.
كل ما يتطلبه الأمر
تعهد جونسون بأن يفعل “كل ما يتطلبه الأمر” لضمان أن ينجح الاتفاق؛ لكن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أدانت المشروع، ووصفته بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وحسب رسائل متبادلة نشرتها وزارة الداخلية، أعرب ماثيو رايكروفت، المسؤول في الوزارة، عشية الإعلان، عن شكوكه حول “الأثر الرادع” المتوقع للمشروع وكلفته.
لكن بريتي باتيل، وزيرة الداخلية، قالت إنه سيكون من “الطائش” تأخير إجراء “نعتقد أنه سيحد من الهجرة غير الشرعية وينقذ أرواحا، وفي النهاية يكسر نموذج أعمال عصابات التهريب”.
وستموّل المملكة المتحدة الاتفاق مع رواندا بقيمة 120 مليون جنيه أسترليني (157 مليون دولار)، ليتم “دمج (مهاجرين) في مجتمعات عبر البلاد”، وفق كيغالي.
وأضافت باتيل في رسالتها: “أدرك تقييمك للقيمة المالية المباشرة لهذا المقترح. ومع ذلك، أشير إلى أنه بدون اتخاذ إجراء، ستستمر التكاليف في الارتفاع، وستستمر الخسائر في الأرواح”.
وحذّرت وسائل إعلام بريطانية، من صحيفة “غارديان” ذات الميول اليسارية إلى صحيفة “ديلي تلغراف” المحافظة، السبت، من أن هذا الاتفاق قد يسبب “تمردا” بين الموظفين الحكوميين المكلفين بتنفيذه.
وقال تحسين طارق (25 عاما)، وهو من سكان إربيل ويعمل حاليا في مجال تركيب زجاج المنازل ويقتصد في مصاريفه لجمع الأموال اللازمة لخوض تجربة أخرى في الوصول إلى بريطانيا بشكل غير قانوني بعد محاولة فاشلة قام بها عام 2015: “تقريبا منذ العام 2015 وأنا أفكر في ترك البلاد والتوجه إلى بريطانيا، وغادرت؛ ولكن عدت من بلغاريا بسبب الأكاذيب والوعود الزائفة التي أوقعنا بها المهربون الذين قالوا لنا إن الطريق سهل”.
وأضاف لوكالة فرانس برس السبت: “برأيي القرار الذي اتخذته بريطانيا ليس مهما بالنسبة لي، لأنني بعد لم أغادر وسأفكر في دولة أخرى؛ لكن قد يكون مهما للآخرين من أصدقائي وأقاربي الموجودين حاليا في كاليه أو دونكرك، وينتظرون الفرص المناسبة للوصول إلى بريطانيا”.
وتابع: “أعتقد أن القرار الذي اتخذه جونسون ضد حقوق اللاجئين، وأعتقد أيضا أنه قرار لا يشمل جميع اللاجئين؛ وعلى سبيل المثال، اللاجئين الأوكرانيين الذي يدخلون الآن بريطانيا بدون مشاكل”.
وختم: “بعدما سمعت الخبر، بحثت في الأنترنيت وقرأت عن رواندا وهي دولة إفريقية، وأعتقد أنها فقيرة، وأعتقد أن العيش هنا وتحمل مصاعب الحياة هنا أفضل من العيش في رواندا”.
The post انتقاد بلندن لطرد مهاجرين إلى رواندا appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/qKsPSul
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire