بعد عامين من إبعاد جائحة فيروس “كورونا” للمصلين عن أداء صلاة التراويح في المساجد، استعادت بيوت الله أجواءها الروحانية المعتادة خلال رمضان الحالي، بعد أن تحسنت الوضعية الوبائية وصارت الجائحة على شفا نهايتها.
وعلى غرار السنوات الفارطة، بدأ أداء صلاة التراويح في أغلب المساجد بعد صلاة العشاء ليوم أمس السبت، إثر تأكيد رؤية هلال شهر رمضان، وتزايد الإقبال على المساجد بشكل أكبر في أول أيام الصيام؛ اليوم الأحد.
وبدت الفرحة جلية على وجوه المصلين بالعودة إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وكذلك بانجلاء الحواجز التي أقامتها الجائحة بينهم طيلة السنتين الفارطتين، حيث رجعت عادات توارت مع الجائحة كالمصافحة بعد الصلاة.
وبدت المساجد في وضعيتها الطبيعية التي كانت عليها قبل مرحلة “كوفيد-19″، حيث فُتحت أماكن الوضوء، وعادت مناكب المصلين وأقدامهم لتلامس بعضها عند استواء الصفوف بعد أن فرضت الجائحة مبدأ التباعد الجسدي داخل المساجد.
وتميزت عودة صلاة التراويح هذه السنة بـ”اختفاء” المصليات التي كانت تقام في الفضاءات العامة، والتي كان يقصدها الآلاف من المصلين، بسبب عدم ترخيص السلطات، في مختلف مناطق المغرب، بإقامتها.
وبدت الأماكن التي كانت تقام فيها مصليات التراويح غير التابعة للمساجد هذه السنة فارغة، بعدما كانت في السابق تُحاط بالستائر وتُبسط فيها الحصائر والزرابي، وأخرى تُغطى كما هو حال مصلّى حي كريمة بسلا، حيث طالبت وزارة الأوقاف بعدم الترخيص لها.
وبدا الإحباط واضحا على الساهرين على تنظيم تلك المصليات، إذ ظلوا متشبثين بأمل الحصول على ترخيص من السلطات المحلية إلى أن تأكد لهم أنهم لن ينالوه، دون معرفة السبب على وجه الدقة.
وقال أحد الفاعلين، الذين دأبوا على إعداد مصلّى بمدينة سلا، إن قرار منع إقامة صلاة التراويح في المصليات المقامة في الفضاءات العامة “لا معنى له”.
وكان الملك محمد السادس قد أمر قبل أسبوع من بداية رمضان بفتح 26 مسجدا في وجه المصلين، منها تسعة مساجد جديدة، وثلاثة عشر مسجدا أعيد بناؤها، وأربعة خضعت للترميم، بطاقة استيعابية تبلغ 15 ألفا و500 مصلٍّ.
من جهة ثانية، يلاحظ أن إعادة هيكلة الحقل الديني، التي انخرط فيها المغرب منذ سنة 2004، كانت لها نتائج حتى على صلاة التراويح، إذ أصبحت تقام وفق “نظام” موحد في جميع المساجد، حيث تؤدى ثمان ركعات بعد صلاة العشاء ومثْلها قبل صلاة الفجر، ويُقرأ فيها حزبان بمعدل ثمُن حزب في كل ركعة.
كما يلاحظ أيضا أن أغلب الأئمة يقرؤون برواية ورش عن نافع، بعدما كان بعضهم يقرأ بالروايات المشرقية.
The post بعد عامين من التأثر بالحالة الوبائية .. المساجد تستعيد أجواء التراويح appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/q3aSQg6
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire