تحدث مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد عن أهمية التكامل الإقليمي في جلب مزيد من الاستقلال للقارة الإفريقية، مفيدا بأن هذا التكامل قد يتخذ أشكالا عديدة ويتم تطبيقه بطرق مختلفة. إلا أنه في أفريقيا، التكامل الاقتصادي الإقليمي الذي يحدث بشكل رئيسي من خلال العلاقات التجارية، هو النموذج الأكثر انتشارا.
وحسب الورقة البحثية التي تحمل عنوان “التكامل الإقليمي.. هل يمكن أن يجلب المزيد من الاستقلال لإفريقيا؟”، فإن القارة السمراء من الممكن أن تحقق عددا من الفوائد من خلال التكامل الاقتصادي من قبيل أنها “ستكون قادرة على تقوية طاقتها الإنتاجية، ولا سيما من حيث نشاطها الصناعي”، منبهة إلى أن حوالي 85 بالمائة من التجارة الرسمية لإفريقيا اليوم هي مع بقية العالم.
وأكدت الوثيقة أن وضع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ستكون “واعدة للغاية لمستقبل إفريقيا لتكامل إقليمي من شأنه أن يسمح للقارة بتطوير قدرتها التنافسية الدولية، وبذلك ستكون إفريقيا قادرة على لعب دور في المسرح العالمي”.
وحسب الورقة، يمكن أن يؤدي التكامل الأعمق إلى تقليل التبعية من جميع البلدان الإفريقية في نماذج الإنتاج والتجارة الخاصة بها من ناحية، ومن ناحية أخرى اعتمادها على شركائها الخارجيين وعلى الآخر يمكن أن يجعل القارة أكثر مرونة وأكثر استقلالية تجاريا واقتصاديا.
ومن بين المنافع التي ذكرتها الوثيقة إمكانية أن تزداد التدفقات التجارية والاستهلاك بفضل إلغاء الرسوم الجمركية والانخفاض الناتج في الأسعار، كما يمكن أن تؤدي أيضا إلى زيادة المنافسة داخل المجموعة الإقليمية المتكاملة، مما سيقود البلدان إلى تحسين إنتاجيتها من خلال ليس فقط تقليل مدة الإنتاج ولكن أيضا من خلال تحسين جودة العمالة ورأس المال البشري.
وقالت الوثيقة: “باختصار، على المدى القصير، الهدف الرئيسي للتكامل الإقليمي من خلال التجارة هو تحقيق سوق إقليمي أكبر يحل محل الأسواق الوطنية من خلال التأثيرات الثابتة. وعلى المدى الطويل، يهدف نفس التكامل إلى التحول الهيكلي للاقتصاد والنمو المستدام من خلال التأثيرات الديناميكية”.
The post هل يجلب التكامل الاقتصادي الإقليمي المزيد من الاستقلال لقارة إفريقيا؟ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/FAjpxmR
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire