تاريخنا مع الصديق معنينو: هكذا حكم "بوحمارة" 7 سنوات بشرق المغرب

في أحدث حلقات “تاريخنا مع الصديق معنينو”، تحدث الكاتب المهتم بتاريخ المغرب، والمسؤول الإعلامي البارز السابق، عن الجيلالي الروكي، المعروف بـ”بوحمارة”، الذي استمر حكمه للمغرب الشرقي 7 سنوات من 1902 إلى 1909، مع ردعه كل حملات السلطان عبد العزيز عليه.

وقال معنينو إن الروكي كان يعمل بقصر السلطان بفاس، وكان بالتعبير الدارج “طالْب”، أي إنه حفظ القرآن وطالع كتب الشريعة واللغة العربية، وتابع: “لاحظ بوحمارة أن مولاي امحمّد (العلوي) هو الأكبر سنا، وهو الذي كان ينبغي أن يكون سلطانا، وخوفا من مطالبته بالعرش عزل في مكان بالقصر، في إقامة إجبارية. وهكذا انتحل الجيلالي الروكي شخصية هذا السلطان، ودون تلفزيون ولا صور قال للقبائل إنه ‘الشريف مولاي امحمد'”.

ونظرا لادعائه “شرف النسب”، والأحقية بالحكم، ولأنه كان متحدثا جيدا يستشهد بالقرآن والأحاديث، وكان يقول إن عنده كرامات، صدقه الناس؛ وهكذا أخذ الروكي تازة في البداية، وهي ممر أساسي بين شرق المغرب ووسطه، ليرسل السلطان ثلاثة جيوش للقضاء عليه دون نجاح، بل سيتعمق بوحمارة ويصل إلى وجدة، ثم الريف حيث ستصير سلوان عاصمته، وفق المتحدث ذاته.

وذكر معنينو أنه “كان من مصلحة الفرنسيين أن يتقوى بوحمارة، وأعطوه السلاح، لأن من مصلحتهم أن تضعف السلطة المركزية، ووقع اتفاقا باسم المغرب لاستغلال الإسبان الحديد المغربي (…) وهو ما أقلق السلطة المركزية وحيّرها”.

كما تحدث الصديق معنينو، في البرنامج الرمضاني الذي تنتجه هسبريس، عن تعيين السلطان عبد العزيز أحد أفراد عائلته صدرا أعظمَ، دون نجاح، ليجيء بعده بصدر أعظم كان قد درس في المدرسة الحسنية (التي أسسها الحسن الأول بطنجة لتكوين الأطر في اللغات والحساب)، ومر بجبل طارق، ثم درس بأوكسفورد البريطانية.

وتطرق الكاتب ذاته إلى المفاوضات بين إسبانيا وفرنسا سنة 1904، في وقت عرف توترا كبيرا، إذ كان هناك 30 ألف عسكري في سبتة، وآلاف أُخَر في الجزيرة الخضراء؛ بينما نزل الجيش الفرنسي بثقله في وجدة، وبوارجه الحربية في البحر.

“لهذا هدّأت فرنسا الأوضاع”، يقول معنينو، مردفا بأنه بعد دخول إسبانيا إلى الصحراء، نهاية القرن التاسع عشر، تقرر في مطلع القرن العشرين تقسيم بقية المغرب بين إسبانيا وفرنسا، نصفا بنصف، قبل أن تتراجع فرنسا بعد ذلك لتعطي لإسبانيا حدودا تصل إلى عرباوة، وليس إلى فاس.

هنا، يحكي الصديق معنينو قصته مع محطة عرباوة، التي عندما كان طفلا كان يغادرها وعائلته لمقابلة أسرة أمه في الشمال، بتأشيرة سفر (فيزا)، وزاد شارحا: “مغادرة المنطقة السلطانية إلى المنطقة الخليفية كانت بتأشيرة سفر، ثم هناك مرحلة أخرى للدخول إلى طنجة الدولية”، منبها إلى أن بنايات المنطقة الحدودية مازالت قائمة اليوم، ودعا إلى حفظها لتبقى شاهدة على فترة من تاريخ المغرب.

واستحضر الصديق معنينو في هذه الحلقة الخامسة شخصيتين تاريخيتين، هما المقري، الذي كان مغربيا من أصل جزائري، وشغل منصب الصدر الأعظم بالمغرب لمدة تزيد عن أربعين سنة، وعبد الخالق الطريس بتطوان.

The post تاريخنا مع الصديق معنينو: هكذا حكم "بوحمارة" 7 سنوات بشرق المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/9WqkMcg

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire