قال الممثل مصطفى الزعري: “أنا غير مرتاح من الناحية المهنية، لأنني لم أقدم كل ما أطمح في إعطائه، ولا أعرف أين يكمن الخلل، لكن الأكيد أن الخلل ليس في، وبالتالي فهو مرتبط بالمسؤولين عن الميدان كالشركات والمنتجين والمخرجين…”.
الزعري، خلال استضافته في البرنامج التلفزي “في مواجهة بلال مرميد – FBM”، الذي يبث على قناة “ميدي1 تيفي”، أشار إلى أن “الفنانين ليسوا كالرياضيين الذين يُنهون مشوارهم الكروي مع بلوغهم 34 أو 35 عاما من العمر، فنحن الفنانون لا ينتهي عطاؤنا إلا مع نهاية أعمارنا”.
وبخصوص سبب تخليه عن مهنة التعليم واللجوء إلى المسرح في فترة شبابه، أوضح الزعري أنه لا يصلح لمزاولة مهنة التعليم، مضيفا “ربما كْنتْ غادي نتعدّا على اولاد الناس”. وتابع قائلا إنه ولج هذه المهنة مباشرة وبدون أي امتحان وعمره لا يتعدى 19 سنة.
وأشار الزعري إلى أنه زاول التأطير في الجمعية الخيرية الإسلامية بعين الشق في بداية الستينيات، وشارك في العديد من المخيمات، وتدرج في الانتقال من الهواية إلى الاحتراف في المسرح، قبل أن يضيف “لقد دخلنا الفن كمناضلين نجتهد وننتج ونروج لأعمالنا من البداية إلى النهاية”.
وأكد الممثل ذاته أن “الفنانين لم يستفيدوا في ذلك الوقت بسبب الرسومات التي كانت مفروضة آنذاك، إضافة إلى المصاريف المرتبطة بأداء تكاليف القاعة، والممثلين، والفنادق، والتنقل…، بخلاف الوقت الراهن، حيث الدعم متوفر، والقاعات مجانية، والمسارح كبيرة…، لكن أين العروض والإنتاجات التي ستُعرض في هذه الفضاءات؟”.
وفي سؤال حول مدى حاجة الفنانين إلى الدعم، قال الزعري إن “الفنان بحاجة دائمة إلى المساعدة والدعم من طرف الدولة لكي يزاول مهنته ويعيش في ظروف مريحة، لكن هذا لا يعني منحه الدعم وتركه يقدم أعماله مختبئا داخل الأقبية”.
وبخصوص من يتحمل مسؤولية ما آل إليه المسرح في الوقت الراهن، أوضح ضيف بلال مرميد أن “وزارة الثقافة عرفت تعاقب العديد من الوزراء، لكن لا أحد منهم اهتم بالميدان بقدر اهتمامه بالكرسي والفترة التي سيقضيها في ذلك المنصب”.
وفي السياق ذاته، قال الزعري: “لا أحد منهم حرص على إعداد ملف حول الفنان مثلا”، متسائلا: “ما معنى أننا الآن في 2022، أي بعد 70 سنة من الاستقلال، وليست لدينا أية فرقة وطنية؟، قبل أن يضيف “عوض توزيع الدعم كان الأولى الاهتمام بتكوين فرق جهوية”.
وفي سؤال عن مدى مسؤولية الفنانين، ردّ الزعري بالقول: “لا نتحمل المسؤولية، ونعمل لمصلحة الأجيال القادمة، لكي يعيش الفنانون القادمون بعيدا عن المشاكل التي عشناها نحن”، مضيفا أن “الجمهور مستعد دائما، لكن أين هي الأعمال التي ستجذبه وتعيده إلى المسارح”.
وعن قدرة الرواد السابقين على مواكبة انفتاح المجال السمعي البصري في السنوات الأخيرة، قال الزعري: “نحن نتبع الكاميرا كيفما كان نوعها، ونحن أيضا نتطور بتطور المجال من الناحية التقنية والوسائل الحديثة”، معربا عن استغرابه من عدم دعوتهم للعمل في التلفزيون رغم وجود أدوار تليق بهم، ورغم قدرتهم على لعب أدوار متنوعة.
وفي الشق المتعلق بـ”حال كوميديا الشباب وكوميديّي اليوم مقارنة بالأجيال السابقة”، أكد الزعري أنه لا يحمل أي مسؤولية للفنانين والكوميديين الشباب رغم ما يرافق أعمالهم من ملاحظات، لكنه في المقابل حمل المسؤولية للمنتجين والمؤلفين.
The post مصطفى الزعري: لم أقدم كل ما أطمح إليه .. والمسرح يحتاج الفرق الجهوية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/52unMto
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire