فعاليات أمازيغية تستحضر تضحيات أجعجاع من أجل "نيل الاعتراف"‎‎

راحلا عن الحياة مساء الأحد الماضي، ودعت فعاليات أمازيغية عديدة الكاتب والباحث محمد أجعجاع، عن عمر يناهز 79 سنة، إثر سكتة قلبية ألمت بأحد أبرز أوجه التنقيب في التاريخ السياسي المغربي.

وغادر أجعجاع دنيا الناس بعد سنوات من العمل المدني، بجمعية أسيد بالعاصمة الإسماعيلية، وكذا جريدة تيفاوت التي اشتغلت منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان لها أثر واسع.

وإضافة إلى العمل الجمعوي، كان أجعجاع مهتما بالمناطق الجبلية المغربية، حيث أسس جمعية أدرار بمسقط رأسه بومالن منطقة آيت يوسي، فضلا عن كونه من بين الفاعلين في الاتحاد الدولي لسكان الجبل.

رحيل مؤسف

محمد بودهان، الباحث في الثقافة الأمازيغية الذي رافق الراحل في محطات من حياته، اعتبر أجعجاع أحد أهرامات الحركة الأمازيغية.

وقال بودهان إن أجعجاع، الذي حضر إلى الناظور قبل أيام فقط لتقديم التعازي في وفاة صديقه الأستاذ بنعقية، يعد من المؤسسين الأوائل للخطاب الأمازيغي؛ فقد أنشأ مع ثلة من المناضلين في تسعينيات القرن الماضي مجلة “تيفاوت”، التي كانت مرجعا إعلاميا وفكريا للحركة الأمازيغية. كما كان عضوا مؤسسا لجمعية “أسيد” بمكناس.

وأضاف بودهان أن الراحل، بعد ثلاث سنوات من تعيينه عضوا بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سينسحب مع ستة آخرين في 2005 من هذه المؤسسة احتجاجا على عدم تجاوب المسؤولين مع مشاريع تنمية الأمازيغية التي يعدّها المعهد.

وأوضح المتحدث أنه كان صاحب فكرة إنشاء مجموعة “الاختيار الأمازيغي” التي تشكّلت في البداية من الأعضاء المنسحبين من المعهد قبل أن ينضم إليهم آخرون.

وبحكم أن الأستاذ أجعجاع عايش نشأة “الحركة الوطنية” وظروف الحصول على الاستقلال، سجل بودهان أن الراحل كان له اطلاع عن كثب على حقيقة وخبايا هذه الحركة ودورها في محاربة كل ما هو أمازيغي. ولهذا، فهو يعتبرها تمثّل الوجه الوطني للاستعمار الفرنسي، كما شرح ذلك في محاضرات ودراسات عديدة ألقاها ونشرها حول الموضوع.

وأردف المتحدث أن أجعجاع كشف الكثير من الأكاذيب التي تملأ تاريخنا الحديث، مثل أكذوبة “مطالب الشعب المغربي” التي ينسبها “الوطنيون” إلى أنفسهم مع أن الفرنسيين هم الذين كتبوها، متأسفا لكون النعي يأتي بعد 10 أيام فقط بعد نعي صديقه الأستاذ بنعقية.

تضحيات كبيرة

منير كجي، فاعل أمازيغي، قال إن أول لقاء له مع الراحل كان سنة 1992 بفاس، ورأى فيه خصالا حميدة وتضحيات كبيرة بالمال والوقت من أجل الأمازيغية، مؤكدا أن للرجل علاقات طيبة مع الجميع.

وأضاف كجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الرجل على اطلاع واسع يجيد اللغة الفرنسية ويكتب في تاريخ المغرب السياسي والحزبي، وأسس للعمل الصحافي الأمازيغي من خلال جريدة تيفاوت (تعني النور).

وأوضح الفاعل الأمازيغي أن أجعجاع كان وفيا للمضطهدين في كل مكان، كما ساهم في تنوير الشباب ودعم شباب الحركة الثقافة الأمازيغية، مناشدا العودة إلى كل ما كتبه من أجل الاستفادة وبناء الخلف.

The post فعاليات أمازيغية تستحضر تضحيات أجعجاع من أجل "نيل الاعتراف"‎‎ appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/I96WCGuVi

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire