أكد مشاركون في لقاء حول ملحمة المسيرة الخضراء، نظم في مدينة مكناس، على تفرد وخصوصية هذا الحدث الذي مكن، بشكل سلمي، من إنهاء الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية.
واستذكر ثلة من الأكاديميين والصحفيين السابقين، الذي عاينوا اللحظات الرئيسية والحاسمة لهذه المسيرة الخضراء الفريدة من نوعها، وأشادوا بحكمة وعبقرية الملك الحسن الثاني الذي عرف كيف يعبئ 350 ألف مغربية ومغربي من أجل استعادة الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وقالت نعيمة بن فايدة، باسم مؤسسة “يدا في يد من أجل التنمية المستدامة ـ مكناس”، إن الذكرى 46 لملحمة المسيرة الخضراء تعد لحظة إضافية لتعريف الجيل الصاعد بالقضية الوطنية الأولى، مثلما هي محطة للوقوف عند المكتسبات المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
وتقاسم الكاتب والصحفي محمد الصديق معنينو مع الحضور، بهذه المناسبة، ذكريات مشاركته في المسيرة الخضراء المجيدة وظروف التحضير والإعلان عن هذه الملحمة مؤكدا الحماس غير المسبوق للمغربيات والمغاربة الذين استجابوا بشكل عفوي وطوعي للنداء الذي أطلقه الملك الحسن الثاني.
وأكد معنينو أن نجاح المسيرة الخضراء يرجع بشكل أساسي إلى التنظيم المحكم والجيد على جميع المستويات، لاسيما اللوجستية، وكذا الرؤية الاستشرافية والاستباقية للملك الحسن الثاني، مشيرا إلى أن أعداء الوحدة الترابية فاجأهم التضامن المطلق والكبير الذي ولده حدث المسيرة الخضراء؛ سواء على المستوى الوطني أو على الصعيد الدولي.

وشدد المتحدث على أهمية الإشعاع الذي اكتسبته هذه الملحمة الوطنية الكبرى على المستوى الدولي، بعد استعادة الأقاليم الجنوبية للمملكة، مضيفا أن هذه المسيرة الخضراء يجب تدريسها للأجيال الحالية والمقبلة بالنظر لما تحمله من دلالات ومعان سامية.
ومن جانبه عاد سعيد الجديدي، الإعلامي السابق في القناة التلفزية الأولى والمراسل الخاص لتغطية المسيرة الخضراء، إلى الدور الريادي الذي لعبه “راديو طرفاية” كصوت للوحدة والتحرير، وعبد الطريق للمسيرة الخضراء على الصعيد الإعلامي، مشيرا إلى أن الصحفيين برهنوا بشكل كبير، خلال هذا الحدث، عن حب الوطن ونكران الذات والتفاني من أجل المساهمة في هذه الملحمة العظيمة.
بدوره كشف محمد زين العابدين الحسيني، الأكاديمي وأستاذ التاريخ بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، بالاعتماد على الأدلة الدامغة والوثائق التاريخية، الروابط التي توحد سكان الصحراء بالمملكة المغربية، مؤكدا أن مطالب المغرب من أجل استعادة صحرائه لا تعود إلى عام 1975؛ وإنما كانت قبل استقلال المغرب بوقت طويل.

وقال إن هذه المسيرة مستمرة اليوم، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، مشددا على أن الملك أطلق نموذجا جديدا للتنمية الاقتصادية بالأقاليم الجنوبية للمملكة؛ بميزانية تقدر بعشرات المليارات من الدراهم.
حضر هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من مؤسسة ” يدا في يد من أجل التنمية المستدامة” في المجمع التربوي “غوستاف إيفل” في مدينة مكناس، ممثلون عن سفارات الدول التي شاركت في المسيرة الخضراء؛ خاصة العراق وقطر، إلى جانب العديد من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمؤرخين.
The post لقاء يستحضر تفرد المسيرة الخضراء في مكناس appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/31EI1ZA
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire