معرض مهدى إلى أصيلة من الفنان التشكيلي خالد البكاي، يحتضنه رواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، خلال شهر نونبر الجاري، في إطار الدورة الثانية والأربعين من موسم أصيلة الثقافي الدولي.
وخصص الفنان المغربي الإسباني معرضه الفردي المعنون بـ”هيرتكال-إن” للوحات استلهمها من البامبو الصيني، ويجاور معرضين آخرين يحتضنهما الرواق ذاته.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال التشكيلي خالد البكاي إن هذا المعرض “أخرته الجائحة، ونظم الآن، وهو معرض شخصي أهديته إلى أصيلة التي استدعتني، ردا للجميل”.

وأضاف: “هذا المعرض حوار أفقي بيني وبين الأرض عبر قصب البامبو الذي اكتشفته في الصين، والذي يشكل حوارا واتصالا بين ما هو سطحي وبين ما هو عمودي”.
ويستمد هذا المعرض إلهامه من قصب الخيزران باسق الطول، الذي ينطلق من الأرض ليمتد متطلعا إلى السماء، مطلا على الحياة ومن يعيشونها وما يحيا فيها من عل.
وكتب محمد بن عيسى، رئيس مؤسسة منتدى أصيلة، أن ما شده في أعمال هذا الفنان “جديته في العمل، وصرامته في الإتقان والتقنية، وحرصه الشديد على أنسنة ذاكرته وربطها بنشأته وبالفضاءات التي شكلت رؤاه واختياراته في بداية حياته”.

وتابع بن عيسى: “كان المعرض الفردي الأول للفنان المغربي الإسباني خالد البكاي في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بمناسبة موسم أصيلة الثقافي الدولي التاسع والعشرين سنة 2007. وشارك الفنان خالد قبل ذلك في مشاغل الحفر والصباغة في أصيلة في مواسمها منذ سنة 1990”.
وفي مرحلة سابقة من العمل الفني للمغربي الكاتلاني، ذكر بن عيسى أنه كان يرى في إبريق الشاي وفنجان القهوة في أعماله، “محاولة بحثه الحثيث عن التوازن بين ذاكرة النشأة في بلده الأصلي المغرب، وواقع مآله في بلده المتبنى في كاتولونيا بإسبانيا”.
وواصل قائلا: “تتطور أعمال خالد في السنوات الأخيرة في تمازج تطغى عليه نعومة التعبيرات التشكيلية، تغطيها ألوان زاهية أخّاذة. بذلك تكتمل عنده الصورة، وتتوقف مرحلة النبش في المنشأ والاستكانة للمآل”، قبل أن يضيف: “ويقيني أنه مشغول بمحطات المرحلة القادمة، المتّسمة بالكونية والإنسانية، وهي ما يميز أعماله حاليا، خالية من ذاكرة البراد وفنجان القهوة”.

وقرأت بثينة أزمي عمل خالد البكاي قائلة: “تبسّط أعماله عالما أشبه ما يكون بالحكاية. تلكم حكاية شاعر عاش لفترة طويلة على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط”، واليوم “هناك لقاء وثيق مع الصين، ومع مناظرها الطبيعية، وتقاليد أسلافها الفنية والخطية”.
وتابعت أزمي: “اليوم، أمست الفواكه ذات اللوينات المبهرة، المشبعة بشمس موطن ميلاده، تسائل وثبات الخيزران التي تمتد في الأعالي كفروع صغيرة ورشيقة محفورة في الغيوم، ثم تنتشر مثلما ينتشر ازهرار النخيل. الآن صارت الحروف العربية تبسط ظلالها من الأعلى إلى الأسفل، مقترنة على هذا النحو بعمودية الأشجار المندفعة نحو السماء.”
وواصلت قائلة: “هو الحال أيضا بالنسبة لتدفقات الذكريات العائدة نحو الجذور، وكذلك هو الحال على وجه الخصوص بالنسبة للشكل الخطي الصيني الذي يعيد خالد البكاي نقله مضفيا عليه جمالية جديدة وعجيبة تجعله ينساق بأكمله في حركية العمل الفني المشتغل على الطابع العمودي”.

هذه العمودية، وفق بثينة أزمي، “تخطف النظر وتجره نحو المنوّم لموجة لا حد لها”، هي “حركة الزمن والنفس والحياة”، ولو أنها تكسر بـ”مكونات ذكريات مبعثرة هنا وهناك؛ هي عناصر مجزأة ومقسّمة ومشوّشة، كما لو كانت تحاكي استحالة ترتيب الذاكرة. ذاكرة تستعصي على أي قراءة خطية”.
ويذكر البكاي، حسب القراءة نفسها، بالأهم؛ “هذا الجسر الرابط بين الناس”، في هذه “الأوقات المضطربة” التي نحتاج فيها “أكثر من أي وقت مضى إلى هذه اللغة حيث الأرض تنطق بمنتقيات نفائس العوالم، وحيث تصبح الكلمة شغوفة بتعابير خطية أخرى، ولا تتيه سوى لكي تجد نفسها في وضع أفضل”.
The post "هيرتكال-إن".. الفنان التشكيلي خالد البكاي يوظف "البامبو" في معرض فردي بأصيلة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3ESUpDv
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire