تروي جمعيات “التحدي للمساواة والمواطنة” و”ابتسامة رضا” و”ابني”، ضمن هذه المقالة، شهادات أطفال تعرضوا للتحرش الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار النسخة الأولى من الحملة الوطنية للوقاية من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني.
وانطلقت الحملة سالفة الذكر، أمس الخميس، وتمتد طيلة شهر، حيث تم إطلاق منصة “فضاء مغرب الثقة السيبرانية” من أجل حماية الأطفال المغاربة من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني.
إليكم نص المقال كما توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية:
انطلقت، الخميس 4 نونبر، النسخة الأولى من الحملة الوطنية للوقاية من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني تحت شعار “جميعا من أجل حماية أطفالنا من العنف السيبراني والتحرش الإلكتروني”، من خلال إطلاق منصة فضاء مغرب الثقة السيبرانية التي ستتيح للمواطنات والمواطنين المغاربة الإبلاغ بشكل آمن عن الصور ومقاطع الفيديو المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال المنشورة على الأنترنيت. وتمتد الحملة، التي يشرف عليها المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار بدعم من الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا، لمدة شهر تتخللها ورشات جهوية لتقوية قدرات المعلمين والأساتذة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وحملات تحسيسية بالمدارس بمدينة الرباط ومجموعات عمل للأطفال والشباب.
على هامش هذه الحملة، رصدت جمعيات تنشط في مجال حقوق الأطفال وحمايتهم شهادات مختلفة لأطفال تعرضوا للتحرش الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي، قاسمهم المشترك استغلال براءتهم من طرف وحوش تتخفى وراء شبكات التواصل الاجتماعي في صفة آدميين.
نعمة.. ابتزاز ورعب يومي
تحكي نعمة، الطفلة القاصر التي لا يتعدى عمرها 14 سنة، في شهادتها لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أنها كانت على علاقة “غرامية ” دامت ثمانية أشهر مع شاب يبلغ من العمر 18 سنة. كانت الطفلة القاصر ترسل إلى الشاب، بشكل يومي وبرضائية تامة، العديد من الصور الحميمية.
وحين قررت نعمة قطع علاقتها به صار يبتزها بنشر صورها على “إنستغرام” أو إرسالها إلى والدها وأخيها الأكبر حتى يشبع نزواته الجنسية كلما أراد ذلك. إلى أن صارت هذه الطفلة المنحدرة من مدينة محافظة تشعر بالاشمئزاز من جسدها الصغير وتعيش في رعب يومي خوفا من تنفيذ المعنف لتهديداته، إلى أن وصل بها الأمر إلى التفكير في الانتحار في حالة وصول الصور إلى أفراد عائلتها التي لا علم لها بما تقاسيه ابنتهم.
حاولت المساعدة الاجتماعية إقناع نعمة بضرورة إخبار والديها بالعنف الممارس عليها، حتى يتم وضع شكاية لدى النيابة العامة؛ لكن الطفلة القاصر رفضت بشكل قاطع، كون قنوات التواصل منعدمة بينها وأسرتها.
تم توجيه الضحية إلى الأخصائية النفسية، حيث استفادت من حصص الدعم النفسي والاستشارة القانونية مع محامي الجمعية الذي زودها بالمعلومات القانونية المتعلقة بمسطرة العنف الرقمي.
نعمة تعيش في خوف وقلق مستمرين كلما شاهدت أخاها أو أباها يُطالعان هاتفيهما المحمولين، خصوصا، أن المعنف لم يتواصل معها منذ أكثر من أسبوعين، تحكي الطفلة القاصر.
ريان .. محادثة خاصة فتغرير
ما زالت والدة ريان، الذي يبلغ من العمر 12 سنة وهو ضحية عنف رقمي، تتذكر بمرارة كيف تعرض للتحرش الجنسي من طرف مجهول عبر ماسنجر- “فيسبوك” وهي تروي شهادتها بمرارة للجمعية نفسها:
“خلال فترة الحجر الصحي، اضطررنا إلى اقتناء هاتف ذكي لطفلنا الصغير بحكم ضرورة الدراسة عن بعد؛ لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ تعرض ابني الصغير لتحرش جنسي من طرف مجهول عبر “ماسنجر” حيث تلقى صغيري مكالمة فيديو من طرف شخص بالغ اتبع خطة استدراج الصبي بدءا من التعرف عليه مرورا بإرسال صور ورسائل ذات طبيعة جنسية، وصولا إلى الاتصال به عبر تقنية الفيديو طالبا منه نزع سرواله ومداعبة أعضائه الجنسية.
قطع ابني الاتصال خوفا من المعتدي، وأخبرني وهو في حالة ذهول وصدمة بما مورس عليه. وبعد افتحاص صفحة المعتدي، وجدنا أنه شاب في مقتبل العمر؛ لكن ما أثار شكوكنا هو أن لائحة أصدقائه تضم فقط أطفالا صغارا.
بحكم أننا في حالة طوارئ وفي حجر الصحي، وبالتالي لا نستطيع الخروج من البيت، قمت بالبحث عبر الأنترنيت.. وفعلا، وجدت رقم هاتف جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، واتصلت بهم حيث قدموا لي التوجيه القانوني والدعم النفسي عن بعد، ومكنوني من رقم هاتف مفوض قضائي الذي زارني في البيت وقام بإنجاز محضر معاينة على صفحة “فيسبوك” و”ماسنجر” ابني..
ومباشرة بعد ذلك، قمنا بوضع شكاية لدى النيابة العامة؛ لكن للأسف، إلى حدود اليوم، لم يتم اتخاذ أي إجراء في مواجهة الجاني.
مصارحة الأهل ضرورة
في شهادتها لجمعية ابتسامة رضا، تقول فتاة لم ترد الكشف عن اسمها: “بدأت قصتي مع التحرش الجنسي وأنا أبلغ من العمر 13 سنة، حين تلقيت دعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من فتى قال إنه يبلغ من العمر 16 عاما. في عطلة نهاية الأسبوع، شجعني على التقاط صور ومقاطع فيديو وإرسالها إليه، لأستيقظ يوم الاثنين وقد حذفني من كل حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
صُدمت حين بلغ إلى علمي أن الجميع في مدرستي الإعدادية قد تلقوا صوري ومقاطع الفيديو الخاصة بي. لقد أمضيت الأيام الثلاثة التالية في تلقي تعليقات قاسية في ردهات إعداديتي بل وكان التلاميذ يأتون إلى قسمي ويشتمونني.
في اليوم الرابع، قررت أن أخبر والدي بالرغم من تحذير الكثيرين لي من ردهما القاسي. عندما وصلت إلى المنزل، انهرتُ أمام أمي وأخبرتها بكل شيء، كنتُ محظوظة جدا لأن والدتي أحست بألمي وحاولت مواساتي. لتُخبر بدورها والدي الذي عرض علي الذهاب لرؤية إدارة إعداديتي، وهو ما رفضته تماما.
بنهاية الموسم الدراسي، تمكنت من تغيير المدرسة الإعدادية-الثانوية إلى أخرى بعيدة جدا عن المنزل. سارت الأمور على ما يرام في أول عامين؛ لكن في السنة الأولى من الثانوي أُصبت بانتكاسة، بعد أن طفت بعض الصور الخاصة بي على السطح لتفتح الإدارة تحقيقا للعثور على من قام بتسريبها وتمت معاقبة جميع الطلاب المتورطين.
عمري اليوم 18 عاما وأنا في سنتي الجامعية الأولى وحياتي تحسنت بكثير. لحسن الحظ، كانت لدي الشجاعة للتحدث عن ذلك مع محيطي. ولحسن حظي، أنني وجدت أشخاصا استمعوا إلي ودعموني.
وفي شهادة أخرى لجمعية ابني، تقول مي، التي تبلغ من العمر 14 سنة، إنها كانت لفترة طويلة ضحية للتحرش الجنسي على الأنترنيت؛ وهو ما دفعها إلى سرقة المال نزولا عند رغبة المبتزين.
مي كانت تُفكر في الانتحار، قبل أن تشارك في الأيام التحسيسية حول الحماية من العنف السيبراني التي نظمها فضاء مغرب الثقة السيبرانية، وهي الآن تخضع لجلسات علاج مع أطباء نفسيين وفرتهم لها جمعية ابني.
The post جمعيات تنقل شهادات أطفال ضحايا التحرش الجنسي على الأنترنيت appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3H478W3
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire