"سوق البالي" في باب الفتوح .. ملاذ الطبقة الفاسية الهشة لممارسة التجارة

يعتبر سوق راس القليعة الشعبي بمنطقة باب الفتوح واحدا من أشهر أسواق بيع الأدوات المستعملة بمدينة فاس، حيث يفترش باعته الأرض، عصر كل يوم، لعرض بضاعتهم للمتسوقين، الذين وإن كانوا من مختلف الشرائح الاجتماعية فأغلبهم من ذوي الدخل المحدود.

ويختلف هذا السوق عن غيره من الأسواق بمدينة فاس لكونه مخصصا لبيع البضاعة المستعملة وبأسعار رخيصة، مثل الأواني المنزلية، والأجهزة الكهربائية، والملابس، ولعب الأطفال، وأدوات البناء، وغيرها من الإكسسوارات والمعروضات التي قد لا تخطر على بال.

“أزور هذا السوق باستمرار، ففيه أجد ضالتي من التجهيزات المنزلية بأسعار في المتناول، خصوصا أواني المطبخ”، يقول أحد مرتادي سوق راس القليعة لهسبريس، مبرزا أنه يمكنه داخل هذا السوق شراء آنية طبخ بـ10 أو 20 درهما، أو قطعة من الملابس المستعملة بسعر لا يتعدى 5 دراهم.

وأوضح المتحدث ذاته أن غلاء أسعار البضائع الجديدة بالمحلات والأسواق الأخرى يجعل من سوق راس القليعة مكانا مفضلا للفقراء لاقتناء احتياجاتهم من السلع والتجهيزات، كما يمكنهم داخله بيع أوانيهم وتجهيزاتهم المنزلية التي لم يعودوا في حاجة إليها أو دفعتهم ظروفهم الاجتماعية الطارئة إلى عرضها للبيع.

ويتميز سوق “البالي” راس القليعة بمنطقة باب الفتوح بفاس بكون معظم باعته من النساء، كما هو الشأن بالنسبة لحليمة، في الخمسينات من العمر، التي تعرض للبيع قطعا من الملابس المستعملة إلى جانب إبريقين، وقالت لهسبريس إنها دأبت منذ سنوات بهذا السوق على بيع ما يقتنيه زوجها من الأسر من ملابس وأواني مستعملة بالاعتماد على عربة مدفوعة يجوب بها أحياء مدينة فاس.

يقول نور الدين شكردة، الفاعل الجمعوي بمدينة فاس: “راس القليعة سوق شعبي كان فضاؤه، في الماضي، يجمع بين باعة الأشياء المستعملة والحكواتيين وأصحاب طاولات القمار ومزاولي الحلاقة الشعبية وممتهني قلع الأضراس بالطريقة التقليدية”.

وأضاف شكردة أن هذا السوق يرتاده على الخصوص الباعة الصغار لعرض سلعهم الرخيصة، مبرزا أن راس القليعة يعد ملاذا للكثير من النساء لبيع سلع زهيدة الثمن، خصوصا الأواني المنزلية والألبسة المستعملة.

وتابع الجمعوي ذاته، في حديثه لهسبريس، بأن عددا من تجار الخردة يقتنون بضاعتهم من داخل السوق، ليعاودوا بيعها داخل محلاتهم التجارية، بعد غسل وكي ما اشتروه من ملابس مستعملة.

وأكد الفاعل الجمعوي ذاته على ضرورة الالتفات إلى راس القليعة عبر إحداث سوق للقرب على أنقاض السوق الشعبي الحالي، مشددا على أن المرفق، الذي كان مسرحا لأحداث تاريخية مهمة ويشكل ذاكرة تمتد لعقود، تلزم صيانته كتراث لا مادي لمدينة فاس.

The post "سوق البالي" في باب الفتوح .. ملاذ الطبقة الفاسية الهشة لممارسة التجارة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/2YqwxYo

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire