بتشخيص نسائي مائة في المائة، يسعى الطاقم الذي أشرف على تأليف وإخراج مسرحية “العيشوريات”، التي ستُعرض في مسرح محمد الخامس بالرباط مساء يوم الجمعة 6 غشت المقبل، إلى كسر الصورة النمطية عن المرأة المغربية.
الفكرة المحورية لهذا العمل المسرحي اقتُبست من عمل “برلمان النساء”، وهي مسرحية ألفها الكاتب المسرحي اليوناني الكوميدي أريسطوفان، سعتْ بطلاتها إلى وضع حيلة لسحب البساط من الرجال المسيطرين على البرلمان وإحلال النساء محلهم.
وفي المقابل، فإن مسرحية “العيشوريات” التي ألفها الكاتب إبراهيم الهنائي، الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وعلى الرغم من أنه مقتبسة من مسرحية “برلمان النساء”، فإن أحداثها مستوحاة من التراث المغربي الأصيل، مساهمة في إحيائه وصوْنه.
يقول المسرحي محمد عنقاوي، منفذ إنتاج مسرحية “العيشوريات”، إن أحداث هذه المسرحية تدور في معمل لصناعة الزرابي، تشتغل فيه خمس نساء يفكرن في أن تكون لديهن السلطة، سواء على صعيد إدارة شؤون بيوتهن أو شؤون حيهن أو مدينتهن.
استعانة مؤلف المسرحية بالتراث المغربي الأصيل، لحبْك أحداث المسرحية، انطلق من الاستعانة بالأغنية التي ترددها النساء المغربيات في مناسبة عيشوراء، وتبدأ بـ”هادي عيشورة يا للا ما عليناش حْكام، عيد الميلود يْحكمو فيه الرجال”، دلالة على سعيهن إلى التحرر من سيطرة الرجال.
ويؤكد عنقاوي، في تصريح لهسبريس، أن مسرحية “العيشوريات”، التي أخرجها عبد اللطيف الدشراوي، رئيس الفرقة الوطنية لمسرح محمد الخامس بالرباط، هي عمل مسرحي فكاهي بالدرجة الأولى.
وتم اختيار “العيشوريات” عنوانا للمسرحية لأنه، فضلا عن كونه مُستوحى من التراث المغربي الأصيل، ينطوي على لغز؛ وذلك بهدف جذب اهتمام جمهور الفن المسرحي، سواء من النساء أو الرجال.
وبالرغم من أن اسم “العيشوريات” لديه حمولة سلبية في مخيال المجتمع المغربي، فإن المسرحية تقدم عكس هذه الصورة؛ ذلك أن الجمهور سيشاهد “بروفايلات” مختلفة تماما عما علق بذهنه، بل سيكتشف نساء يتحدث ويدافعن عن حقوقهن، كالمساواة في الإرث ومحاربة العنف، سواء ضد النساء أو الرجال.
“المرأة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهناك نساء في المغرب أبن عن علو كعبهن، مثل السيدة زينب العدوي التي عينها صاحب الجلالة رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، وهناك نساء كثيرات مثلها، في البرلمان وفي مختلف المؤسسات”، يقول محمد عنقاوي.
وتابع المتحدث ذاته: “المرأة المغربية هي أو امرأة قادت الطائرة في العالم، فلماذا نكون ضد هذه المرأة؟ بالعكس، ينبغي أن نعضدها؛ لأنها ذات كفاءة، شأنها شأن الرجل، وتريد المساهمة في بناء وطنها وعلينا أن ندعمها.
ويأمل أهل المسرح، على غرار باقي الحقول الفنية، أن ينعتقوا من ربقة الشلل التام الذي فرضته جائحة فيروس كورونا على ميدان الفن، حيث توقف عملهم منذ انتشار الجائحة قبل حوالي عام ونصف العام، وزُج بالفنانين في البطالة.
The post "العيشوريات".. عمل مسرحي يكسر الصورة النمطية عن المرأة المغربية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3C7XjUa
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire