"كورونا" تدفع أحزابا سياسية ومرشحين كبارا إلى خوض حملات رقمية

فرضت تداعيات جائحة “كورونا” وارتفاع عدد الإصابات بالفيروس التاجي على الأحزاب السياسية اعتماد وسائل التكنولوجيا الحديثة واللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لخوض غمار الاستحقاقات الجماعية والتشريعية المقبلة.

وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن مجموعة من البرلمانيين والقياديين الراغبين في الترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة لجؤوا إلى بعض المقاولات للتكفل بالجانب التقني في الحملات الانتخابية.

وحسب المعطيات المتوفرة لدى هسبريس، فإن أسماء عديدة لجأت إلى بعض الشركات المختصة في الرقميات، قصد دعمها في الحملة الانتخابية؛ حتى تتمكن من الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين في هذه الاستحقاقات.

وبالنظر إلى تخوف العديد منهم من اتخاذ وزارة الداخلية إجراءات احترازية مشددة، لا سيما في ظل تزايد ارتفاع عدد الإصابات، ومن بينها إلغاء توزيع المنشورات على المواطنين، فقد توجه الكثيرون صوب المقاولات؛ وهو ما يرجح الاستغناء عن الحملات الانتخابية بصيغتها التقليدية.

ويراهن الكثير من المرشحين على التقنيات والوسائل الحديثة المتطورة التي توفرها هذه الشركات، من خلال توفرها على قاعدة بيانات، وقدرتها على استهداف مختلف الأجناس والأعمار وكذا التحكم في المكان والزمان، إلى جانب اعتمادها على الصورة.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل إن هذه الشركات قادرة على دعم زبنائها في حملاتهم الانتخابية ضد خصومهم من خلال إرباكهم عن طريق حملات رقمية واعتماد تطبيقات متطورة.

وينتظر أن تشكل مواقع التواصل الاجتماعي حلبة رئيسية بين الأحزاب السياسية وكبار المرشحين خلال استحقاقات “8 شتنبر”؛ وهو ما يتجلى من خلال لجوء التنظيمات الحزبية إليها في الآونة الأخيرة.

وفي هذا الصدد، أكد سعيد خمري، أستاذ التواصل السياسي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بالمحمدية، أن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي في الحملات من أجل تعزيز المشاركة السياسية لدى فئات واسعة من المواطنين المسجلين باللوائح “أضحى بدون منازع وسيلة لا محيد عنها من أجل دعم المشاركة والفوز”.

ولفت خمري، في تصريحه لهسبريس، أن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت، في السنوات الأخيرة، عاملا رئيسيا في إحداث تغييرات سياسية في العالم العربي؛ “وبغض النظر عن مدى فعالية هذه الوسائل وحسن استعمالها من سواه، فهي، في اعتقادي الشخصي، أضحت من الأهمية بمكان، تقتضي حسن استثمارها من قبل المرشحين للانتخابات ومن قبل الفاعل الحزبي على الخصوص، لحشد أكبر عدد من المناصرين وبالتالي أكبر نسبة من الناخبين تمكنه من الحصول على مقاعد مهمة تعزز موقعه في الخريطة الحزبية”.

وشدد المتحدث ذاته على أن أهمية وسائط التواصل والتقنيات الحديثة “ستتعزز في ظل جائحة “كورونا” وفي ظل إقرار شرط التباعد؛ لكن المنطق يقتضي حسن استعمال هذه الوسائل”.

وأردف الأستاذ الجامعي أن الترسانة القانونية الخاصة بالأحزاب والانتخابات تنص على إجراءات تذهب في اتجاه دعم المشاركة وتنظيم الحملات بالاعتماد على الانفتاح على المقاولات ذات الاحتراف التي تستعمل هذه الوسائل.

وأوضح المصرح عينه أنه بالرغم من دور وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها لا يمكن أن تقوم مقام التواصل المباشر بين المرشح والناخب؛ “ولكنها ستكون كلمة الحسم، بالإضافة إلى مكانة كل حزب وقوته ومدى تجرده في المجتمع، وبالنظر كذلك إلى حصيلته التواصلية مع المجتمع وفي العمل مع القواعد”.

ونبه خمري إلى “ضرورة حسن استعمال وتوظيف واستثمار هذه الوسائل التقنية ووسائط التواصل الاجتماعي؛ حتى لا تتحول إلى آليات غير حضارية، للتنابز والتعرية على أشياء ليست في اهتمام الرأي العام والتي من شأنها تتفيه العمل السياسي والمساهمة في نفور المواطنين”.

The post "كورونا" تدفع أحزابا سياسية ومرشحين كبارا إلى خوض حملات رقمية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3i7OQIK

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire