لأنهم لم يقبلوا أن تأتيهم الدروس من شمال إفريقيا، يتكالبون…
لأنهم لم يستسيغوا انفلات الخليج من بين أيديهم تحالفوا تحالفهم الأخير…
لأن صحفا عريقة تستعد لإعلان الإفلاس فقد فكروا في طريقة لإبرام صفقة العمر؛ ولكن عمر الابتزاز انتهى، وطواحين التضليل فقدت مصداقيتها، فاجتمعوا تحت راية “القصص الممنوعة”، ليكتبوا قصصا من الخيال والفرق شاسع بين الواقع والخيال…
لأن مخابراتهم ضعيفة، ولأنهم فشلوا في محاربة الإرهاب لجؤوا إلى أوهن البيوت، وهو بيت الدعاية، ليقدموا للعالم وشاية كاذبة على طبق مغشوش؛ ولكنهم لم يجيدوا الطبخ، فتحولت الوليمة إلى فضيحة، وكلهم ارتكبوا الخطأ نفسه عندما تجاهلوا وصية الرئيس الصيني الذي قال لهم، إن “زمن التنمر انتهى..”.. ومن يقول إن الصين بعيدة، عليه أن يلتفت نحو سلاسل إنتاج لقاح كورونا، الذي سينقذ البشرية.. والمغرب بلا شك واحد من منقذي البشرية مستقبلا..
انتهى زمن التنمر، وانتهى زمن الكذب؛ ولكن مجموعة بائسة تريد إقناع العالم بأن دولة مثل المغرب تتجسس على فرنسا بينما العكس هو الصحيح، فهذه الدولة هي التي تمتص مجهود المغاربة بـ”فواتير وهمية” في إطار التدبير المفوض، والتدبير غير المفوض، ولكن مؤلفي “القصص المفبركة” يريدون إقناع العالم بالعكس..
“يسرقون رغيفك.. ثم يعطونك منه كِسرة.. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم”.. هكذا تحدث غسان كنفاني، ولكن الحيلة تغيرت، فباتوا يسرقون رغيفك، وإن قاومتهم يتهمونك بـ”التجسس”..
علينا أن نصدق بأن صحافيين وحقوقيين ومتآمرين يريدون الخير لهذا البلد، ويريدون الحرية للجميع، وهم الذين كانوا يقطعون الوطن بالأمس إلى أشلاء حسب مزاجهم.. وليتهم كانوا يملكون الدليل، فكل ما يملكونه هو أبواق للدعاية، والدعاية سلاح ذو حدين.. والخبر الذي يتم شراؤه اليوم بالنقود سيتم عرضه غدا في السوق بالمجان.. وإنا غدا لناظره لقريب..
لا يوجد دليل، ولن يكون هناك دليل، وها هي الشركة نفسها المالكة لـ”بغاسوس” تسوس الجميع، وهي تتهم أطرافا بعينها بفبركة الملف وتسريبه.. ومهما كان شكل المتورطين، فالشيطان يوجد في التفاصيل، ومن فشل في الربيع العربي يبحث بالتأكيد عن فصل آخر ليزرع بذور فتنته وتجارته…
لا يملكون الدليل، لكنهم سيفتحون نقاشا على الهامش كما تعودوا عن حقوق الإنسان وشهداء حرية التعبير، حتى وإن كانوا غير موجودين، وسيطالبون بضمان حق “تحريف المصير”، وحق تزوير التاريخ، في محاولة لتزوير مشاعر آخر الشعوب الصامدة، والعاقلة.. “اللهم ارزقني عدوا عاقلا”.
سواء تعلق الأمر بـ”أصحاب القصص الممنوعة” أو “الفبركة الدولية”، فإن امتداد التهمة من المغرب إلى الخليج يجيب بوضوح عن السؤال الذي يطرحه العقلاء دائما عندما يواجهون دعاية ضخمة من هذا النوع، حيث يكفيهم أن يبحثوا عن الطرف المستفيد من الدعاية، لكي يعرفوا الهدف، والهدف ليس نبيلا بكل تأكيد.
يمكن للإدارة أن تخطئ، ويمكن للخيانة أن تتسرب؛ ولكن لا يمكن خداع مواطن صادق في حبه لوطنه، فهو يعرف تماما المقصود من هذه المناورات، ويعرف جيدا الخيط الفاصل بين الحرية والعبودية، والحد الفاصل بين السخرة الرديئة وممارسة المواطنة.. وكل عام وأنتم على وطن.
The post يسرقون رغيفنا.. ويتهموننا بالتجسس appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/3i12T2V
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire