من مختلف المواقع والانتماءات الأكاديمية والسياسية والإبداعية والحقوقية، تطالب أسماء مغربية بارزة بإطلاق سراح الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي وتمتيعهما بمحاكمة عادلة؛ من بينها الأكاديميون والباحثون محمد الطوزي وحسن رشيق وإدريس كسيكس، أعضاء اللجنة التي كلفها الملك محمد السادس بصياغة النموذج التنموي الجديد.
يأتي هذا التحرك في وقت يستمر فيه الصحافي سليمان الريسوني في إضرابه عن الطعام لليوم السادس والعشرين، ويعاني فيه الصحافي عمر الراضي من متاعب صحية عقب إضرابه عن الطعام لمدة 20 يوما.
ويطالب الموقعون على العريضة بـ”تمكين الصحافيين المعتقلين عمر الراضي وسليمان الريسوني من حقهما الدستوري من المحاكمة في حالة سراح”.
ومن بين الموقعين على هذه العريضة الأدباء عبد اللطيف اللعبي ومحمد برادة وسعد سرحان وطه عدنان وياسين عدنان وأحمد المرزوقي، ونقيب الصحافيين عبد الله البقالي، والوزراء السابقون إسماعيل العلوي وامحمد الخليفة ومحمد سعيد السعدي ومحمد الأشعري، والأكاديميون والباحثون عبد الله حمودي والبشير بنبركة وأبوبكر الجامعي ولطيفة البوحسيني وأحمد عصيد ونجيب أقصبي، والسياسيون مصطفى المعتصم والمصطفى براهمة وعبد العالي حامي الدين، والفنانون محمد الشوبي ورشيد غلام وهشام العسري، والحقوقيون خديجة الرياضي وسيون أسيدون ومحمد السكتاوي وعادل تشيكيطو وعزيز غالي ومحمد النشناش وخالد البكاري.
الموقعون على هذه العريضة يطالبون بـ”ضمان كل شروط المحاكمة العادلة بما يضمن التوازن بين طرفي الدعوى العمومية”؛ لأن “المتهم بريء، وله الحق في الدفاع عن نفسه بوسائل متكافئة مع النيابة العامة”. كما ينادون بـ”المساواة بين كل المغاربة أمام القانون، وعدم ممارسة التمييز في حق الأصوات المعارضة والمنتقدة للسياسات الرسمية”.
في هذا السياق، يقول محمد الأشعري، روائي وزير سابق، إنه وقّع على العريضة “لأنها أخذت طابعا حقوقيا وقانونيا، ولم تدخل في إصدار أحكام مسبقة (…) بل ركزت بالأساس على احترام حقوق الراضي والريسوني في المثول أمام المحكمة في حالة سراح، واحترام القانون الذي لا يسمح بهذه المدة كلها بدون محاكمة”.
أهمية هذه العريضة تكمن أيضا في “المطالبة بمحاكمة عادلة”، حيث يؤكد الأشعري في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن من المهم “أن يقول القضاء كلمته في شروط حقوقية وقانونية تحترم كرامة المتهمين”.
ويربط الأشعري مشاركته في هذه المبادرة، أيضا، بظرف خاص للمعتقَلين، هو “ظرفية الإضراب على الطعام الذي يمكن أن يؤدي، لا قدر الله، إلى كارثة إنسانية، لا نريدها للمعنيين بالأمر، ولا لبلادنا”. ثم استرسل قائلا: “في اعتقادي، البلاد في غنى عن هذه القضايا، لأنها دخلت في منطق مخالف تماما لاعتقالات من هذا النوع، هو منطق ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة”.
ويرى وزير الثقافة سابقا أن المغرب، الذي دخل “منطق التضامن الوطني” و”إعطاء الأسبقية لحياة الناس وكرامتهم” عقب جائحة “كورونا”، ينبغي أن “يعزز هذا المناخ بمبادرة تزيل هذه الوضعية التي صارت شوكة في حلق الديمقراطية بالمغرب”.
ويضيف الأشعري: “المغرب لا يستحق هذه النازلة، وأن يكون فيه صحافيون معتقلون مضربون عن الطعام”، علما أن “مطلبهم بسيط وواضح، هو التمتع بمحاكمة عادلة مثل باقي المواطنين، ولا يطلبون أي امتياز”، وبالتالي “ما دام القضاء قد ارتضى متابعتهم، يمكن متابعتهم كباقي المواطنين؛ لكن يجب أن تُوفر لهم شروط المحاكمة العادلة، لا أن يبقيا في السجن زهاء سنة دون أي أفق”.
The post الأشعري: وضعية الريسوني والراضي "شوكة في حلق الديمقراطية" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/33j8dGt
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire