أفادت العديد من الفعاليات البيئية بأن “هناك كارثة إيكولوجية تحدث على مستوى واد عكراش بالرباط، بعد تحوله في الفترة الأخيرة إلى مصب رئيسي يستقبل مياه الصرف الصحي “الواد الحار”، حيث إن هذه الخطوة تهدد العديد من الأسماك والضفادع والسلاحف وباقي الكائنات الحية التي تعيش في المياه التي كانت عذبة في السابق لهذا الوادي”.
واعتبرت الفعاليات ذاتها، ضمن تواصلها مع جريدة هسبريس، أن “العديد من الطيور المهاجرة والنادرة والمحمية مهددة بالموت، لكونها تحط غالبا الرحال في فضاء الوادي بحثا عن الماء والغذاء، نتيجة تحويل المجرى المائي إلى نقطة سوداء تلقى فيها المياه العادمة التي تبعث روائح جد كريهة في الفترة الأخيرة”.
وفي الصدد ذاته، قال المهدي البقالي، الفاعل البيئي الذي يرتاد الوادي بين الفينة والأخرى لتصوير الحياة البرية، إن “الذين قاموا بهذا الفعل، مهما كانت الدوافع والأسباب، لم يفكروا جيدا في حجم الضرر البيئي الذي يمكن أن يحدث”، منبها إلى أن “الجهات المسؤولة يجب أن توقف هذه المجزرة البيئية التي تتهدد النظام البيولوجي والإيكولوجي بواد عكراش”.
وشدد نائب رئيسة الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية على أن “هذه المشكلة تهدد الهواء أيضا باعتبارها تبعث روائح كريهة تساهم في التلوث المائي والبصري كذلك”، مضيفا أن “الفضاء القريب من الوادي غني جدا بتنوع بيولوجي هائل بالطيور المهاجرة والمستقرة والعديد من البرمائيات والثدييات التي تعيش داخل هذا الوادي”.
وأفاد المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس، بأن “المصب، الذي نتحدث عنه، يسمى محليا وادي اعكيريش، وهو يصب بشكل مباشر بوادي عكراش الذي يصب بدوره بوادي أبي رقراق”، مسجلا أن “تلوث الأنهار أصبح ظاهرة بيئية خطيرة علينا جميعا أن ندينها ونندد بها، خصوصا أن مياه الوادي المعني عذبة ونظيفة تنتفع منها الكثير من الحيوانات”.
وأضاف أن “ارتفاع درجة الحرارة يساهم في انبعاث الروائح النتنة التي تزعج مختلف محاولات الاستجمام قرب الوادي”، لافتا إلى أن “هذا يربك المشاريع السياحية والإيكولوجية، لا سيما أن هناك من الرعاة بالمنطقة من يأخذون ماعزهم وماشيتهم لتشرب من الوادي عينه، وهي بدورها صارت مهددة، فضلا عن البعوض والحشرات المضرة المتصاعدة من هذه المياه النتنة”.
وفي ختام كلمته، دعا المهدي البقالي إلى “ضرورة التدخل العاجل لإيقاف صب مياه الصرف الصحي في الوادي، لحماية النظام البيئي الذي تضرر أساسا بحكم التغيرات المناخية”، معتبرا أن “البيئة السليمة تعتبر حقا من حقوق الإنسان أقره الدستور المغربي لكل المواطنين. لذلك، من الضروري عاجلا إنهاء هذا المشكل منذ الآن، تفاديا للكوارث التي يمكن أن تنجم عنه”.
The post "الواد الحار" يصب في "عكراش" .. وفعاليات بيئية تحذر من كارثة إيكولوجية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/GMhOoKJ
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire