متقاعدون وملامح وأجساد.. التشكيلية بلحمر تنبش في تقاليد مقبلة على الاندثار

وجوه مغربية متنوعة، تجاور بعضَها في تجربة فنية جديدة تحضر في أحدث معارض الفنانة التشكيلية المغربية زينب بلحمر “رؤى متقاطعة”، الذي يستقبله رواق محمد الفاسي بالرباط.

بالمعرض لقطات من يومي المعيش المغربي، تُمثل رؤية للحياة، تحضر فيها ملامح متعددة من البلد؛ جلسة متقاعدين، بجلابيبهم، وحوارات ثنائية، تأمل شارد، وتزجية للوقت بتصور خاص للزمن والرفقة والمعيش.

وتتجاور الملامح والنظرات من مناطق متعددة من المغرب، سحنات تعكس تعددا مجاليا وإثنيا بالبلاد، يرافقه تعدد في اللباس والحلي، أي تمثل العالم والعيش فيه.

هذا المعرض، الذي تنتقل لوحاته بين تقاليد العيش وملامحه والصانعات التقليديات، يقف من بين ما يقف عليه عند الجسد الأنثوي، بوصفه “محددا اجتماعيا بارزا”، يمكنه “تحريك التغيير” و”فض النزاعات”، و”إعادة موازنة علاقات القوة”.

وفي مناخ عجائبي، يقترب من النظرة التي خلبَها الشرق، يحضر الجسد في الحمام التقليدي مثلا، بين التواري والكشف، مجالا للتفكير، في قدرته داخل هذا الفضاء الاجتماعي المغربي العام.

وتقف لوحات عند تجربة الناسجات المغربيات، بوصفهن “فنانات وفاعلات اقتصاديات” في الآن ذاته، تسجيلا لعطائهن عبر القرون وما يتطلبه من مثابرة وصبر وابتهاج، وبوصفهن ربات أسر أو عضوات فيها لهن التزاماتهن البيتية، مع إثارة دليل المعرض سؤال دينامية التحولات الاجتماعية للمغرب.

المغرب الذي رسمَته بهذا المعرض زنيب بلحمر مقبل على الاندثار، على الأقل في صيغة الاستمرارية الطبيعية، لباسا وتقاليد في الفرح والتجمل ورؤية الكون، أي تقاليد العيش عامة؛ وهو موعد للتفكير في تمثلنا للمغرب المتعدد، أَ استمرار ثقافي أم تمثل فلكلوري لما تراكم بهذه البقعة من العالم منذ قرون، من إبداعات واقتباسات وإضافات ودفع.

ويهتم معرض “رؤى متقاطعة” بـ”غنى التراث الثقافي المغربي بجذوره الإفريقية”، ويحتفي بـ”شجاعة المرأة وجمالها”، مع “تكريم عبقرية الناسجات التقليديات”، وجمال المناظر العمرانية المغربية، خاصة الجبلية المندمجة مع الطبيعة.

هذا المعرض “دعوة لتفكير عميق في مجتمعنا، بمقاربة جمالية وسوسيولوجية”، و”دعوة للتفكير في علاقتنا بالروحانية” وما ينقل “بين الأجيال من قيم وعادات”، والتفكير في “الحاجة الفطرية للإنسان للانتماء إلى مجموعة ونسج علاقات اجتماعية”.

وتابعت بلحمر أن اهتمامها بتمثيل الجسد في المغرب وبلدان إفريقية أخرى يحمل دعوة إلى “مواجهة الأحكام المسبقة الجامدة حول هذا الموضوع المركب”، في معرض يهتم بـ”نساء مثيرات للاهتمام”، وتقاليد جماعات متعددة بالوطن، تَبرز في العادات والمواعيد الاجتماعية والحلي، وتُبرز “غنى المغرب”.

The post متقاعدون وملامح وأجساد.. التشكيلية بلحمر تنبش في تقاليد مقبلة على الاندثار appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/p6b43MJ

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire