شهيد يراهن على "التراكم البرلماني الاشتراكي" لمجابهة التحديات عبر العالم

اعتبر عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، أن النسخة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب من الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية-الديمقراطية عبر العالم فرصة لتوفير “فضاء مفتوح للتواصل والنقاش والتبادل والتنسيق بين البرلمانيات الشابات والبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين-الديمقراطيين من مختلف البلدان والقارات، بهدف تحفيزهم وتمكينهم من أداء أدوارهم السياسية والبرلمانية على أكمل وجه، مع الإلمام بمختلف السياقات الرائجة والتحديات الجديدة المطروحة علينا جميعا والانخراط في الديناميات الدولية”.

جاء ذلك خلال كلمة مطولة له أمام نحو 90 مشاركا ومشاركة في المنتدى الدولي المذكور، أكد فيها أهمية “مساهمة البرلمانيين الشباب في تعزيز السياسات العمومية التقدمية والعادلة”؛ وهو الشعار الذي اختيرَ لهذه الدورة، التي تستضيفها مراكش من 29 إلى 31 ماي 2023.

“التنسيق البرلماني الاشتراكي”

“النهوض بالعمل التنسيقي بين القوى البرلمانية وتحقيق التراكم صار هدفا مُلحا”، قال شهيد مشددا على “إبداع المبادرات الرامية إلى تقوية التعاون لمجابهة التحديات، وتكثيف التنسيق والتشاور بين البرلمانيين فيما يخص القضايا المشتركة الملحة، عبر تبادل الرؤى والخبرات والتجارب بشأنها”.

السياسي الاشتراكي ذاته وضع “مبادرة المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب في سياق كونها جزءا مهما ضمن التراكمات التي حققها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والفريق الاشتراكي على مستوى المؤسسات البرلمانية الثنائية ومتعددة الأطراف، وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي، أو على مستوى المنظمات السياسية الدولية، وخاصة الأممية الاشتراكية ومنظمة التحالف التقدمي”.

وتابع: “لن نذخر أي جهد من أجل مواصلة العمل من أجل تعزيز التعاون بين مختلف مكونات الأسرة الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية لترسيخ مبادئ الحرية والعدالة والتضامن عبر أرجاء المعمور”.

قضايا راهنة للنقاش

أكد رئيس الفريق النيابي الاشتراكي حرصهم ضمن برنامج المنتدى على طرح كل القضايا الراهنة للنقاش، من أجل تبادل المعرفة والخبرة مع نظرائنا من مختلف البلدان ومد جسور التعاون معها، وإشراكها من أجل التأثير بشكل أكثر فعالية في القضايا التي تهم الإنسانية؛ مثل “آليات تعزيز الأمن والسلم وتعزيز المسارات الديمقراطية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والهجرة، والتنمية المستدامة، والبيئة، والطاقات المتجددة، وقضايا النوع والمساواة، والحقوق والحريات والشباب”.

ولم يخف إيمانه بـ”ترابط جميع القضايا، وبإمكانية رفع التحديات من طرف الأجيال الجديدة من السياسيين ومختلف الفاعلين، التواقين إلى تحقيق السلم والعدالة الاقتصادية والاجتماعية. ويظل هدفنا هو إضفاء الفاعلية والتأثير على أدوارنا ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الحقوق والحريات واستتباب السلم الأمن والاستقرار.

عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، قال: “في الفريق الاشتراكي–المعارضة الاتحادية بمجلس النواب المغربي نأمل أن نستمر في نفس التنسيق والتعاون كي نجعل من هذا المنتدى الدولي لقاء دوريا نعمل جميعا من أجل توفير كل الشروط الضرورية لاستمراريته وتطويره في المستقبل”.

تحولات عميقة

استعرض شهيد، مخاطبا البرلمانيين الشباب الاشتراكيين من مختلف القارات، أرقاما ومعطيات أممية دالة عن “تدهور مستوى تنمية القارة الإفريقية ومعيش ساكنتها”، على صعيد الصحة كما الأمن الغذائي فضلا عن مؤشرات تنموية أخرى، منذ بوادر انتشار الجائحة.

وانتقد شهيد “بروز هشاشة الأنظمة الصحية والحماية الاجتماعية في العديد من البلدان، وتراجع الحقوق والحريات في سلم الأولويات، حيث عشنا أزمة الحق في الصحة والحق في السكن، والحق في التنقل، وحقوق الفئات الهشة كالأشخاص المسنين، وعديمي المأوى”.

وزاد شارحا: “كما تفاقمت معضلة الفقر المدقع وهشاشة سوق الشغل، وتعرَّت هشاشة أنظمة التعليم العمومي بسبب ضعف الموارد المخصصة له؛ لكن في المقابل، برزت الفرص التي يتيحها الولوج إلى التكنولوجيا الجديدة وفرص الابتكار في خلق مقاولات تعتمد على نمط مختلف من الإنتاج والتسويق، أصبحت معها الأنماط الكلاسيكية غير قادرة على التنافس”.

الأزمات المتلاحقة من حرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية فضلا عن ظرفية الجفاف “وضعت على المحك الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق التنمية والرفاه للإنسانية في انسجام تام مع المواثيق الدولية والاتفاقات والتكتلات الإقليمية القائمة، وبدا دور السياسيين في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ضعيفا أمام المنطق الاقتصادي المحض”، استطرد السياسي رئيس الفريق النيابي الاشتراكي، الذي لفت إلى أن ذلك “يطرح تحديات كبيرة في ابتكار أساليب جديدة للعمل وتقوية التكتلات الديمقراطية المؤمنة بالقيم الإنسانية، وليس فقط المبنية على المصالح الاقتصادية”.

شهيد لفت إلى “عمل متواصل ومجهودات القوى السياسية والاجتماعية بالمغرب لمواجهة التهديدات بكل الوسائل المشروعة الممكنة؛ لكن دون التخلي عن هدف الاستمرار في جهود الحفاظ على السلم والاستقرار في بلادنا، بل وفي محيطنا الإقليمي والدولي”، معدّدا “الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، والانخراط في الديناميات الدولية الرامية إلى إحلال السلم ومكافحة الإرهاب والتطرف، والحد من التغيرات المناخية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتشجيع الطاقات الخضراء البديلة وتحقيق المكتسبات في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية”.

The post شهيد يراهن على "التراكم البرلماني الاشتراكي" لمجابهة التحديات عبر العالم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/qeNFBM3

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire