ناشط حقوقي سوري ينوّه بالتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية

نوّه الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، مازن درويش، بتجربة العدالة الانتقالية في المغرب، التي انخرطت فيها المملكة بإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة، سنة 2004، من أجل جبر ضرر ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة خلال “سنوات الرصاص”.

ووصف مازن درويش، وهو محام مقيم بألمانيا، في كلمة له خلال الجلسة الختامية لأشغال منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان، السبت، تجربة المغرب في مجال العدالة الانتقالية بـ”الفريدة”.

وأضاف “حاولنا أن نستنسخ التجربة المغربية في سوريا، لكن غياب الإرادة السياسية والوعي الحقوقي، حتى لدى المدافعين عن حقوق الإنسان، بهذا الموضوع في ذلك الوقت أعاق هذه المحاولة”.

وفي تصريح لهسبريس، اعتبر درويش أن مسألة الإرادة السياسية، وإعلاء المصلحة الوطنية، والتطلع إلى المستقبل، هي المداخل الرئيسية لإنجاح العدالة الانتقالية، التي لا تزال متعثرة في أغلب دول الجنوب، مشيرا إلى أن “هذا الموضوع، للأسف، ليس ضمن أولويات السلطات المتحكمة في مقاليد الحكم في كثير من الدول”.

عائق آخر يرى الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان أنه يُعيق العدالة الانتقالية في أغلب دول الجنوب، يتعلق بـ”الاستخفاف بمضامينها”. وأضاف موضحا “عادة ما نذهب، نحن في دول الجنوب، إلى حالة من العفو العام، ونعتقد أن إخفاء ما حصل هو الحل الأفضل لتجاوزه، والحقيقة أننا بذلك نؤسس لحروب قادمة، ولتوترات ستنفجر في المستقبل، حتى لو كانت لدينا حالة من الاستقرار السياسي الوهمي”.

وقال إن على دول الجنوب أن تعي أهمية الميكانيزمات التي ينبغي الاشتغال بها من أجل تحقيق العدالة الانتقالية، وذلك بتعزيز مشاركة التجارب، والاحتكاك جنوب- جنوب، “حتى لا تبدو المسألة كأنها إملاء من الرجل الأبيض (الرجل الغربي)، فهناك تجارب مفيدة في دول الجنوب أعتقد أنه من المفيد تقاسمها”.

وأضاف أن التجربة المغربية “قد تكون الأفضل والأغنى” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أنه رغم الملاحظات المسجّلة عليها من طرف نشطاء حقوقيين فيما يتعلق بعدم محاكمة المتورطين في الانتهاكات، “فإنها تجربة مستمرة، لا تبدأ بلحظة وتنتهي بتاريخ، بل هي مسار”.

واستطرد درويش قائلا: “كل دولة لها خصوصيتها، كما أن الظروف السياسية التي جرت فيها الانتهاكات تختلف من بلد إلى آخر، إضافة إلى طبيعة الحكم، والجهات الفاعلة والمسؤولة عن الانتهاكات، وبالتالي سيكون من المفيد تبادل الخبرة بين الدول، والتعلم من تجارب الآخرين، لكن لا توجد أي تجربة في أي بلد كان تصلح أن تُستنسخ حرفيا في بلد آخر”.

وأردف موضحا “كل بلد له حساسياته المحلية، وعلاقات الصراع، وحتى شكله قد يكون مختلفا، لكن التعلم من تجارب الآخرين، والبناء على هذه التجارب سيوفران علينا الوقت والجهد، وسيوفران أيضا أرواحا قد تذهب ضحية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.

The post ناشط حقوقي سوري ينوّه بالتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ltzJquj

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire