"هيئة المحامين" بالرباط تتمسك بـ"استقلالية المهنة" وورش رقمنة العدالة

تشبُّث بـ”الدفاع عن قيم مهنة المحاماة وأخلاقياتها النبيلة”، وتجديد تأكيد على “ضرورة حفظ استقلاليتها المعهودة” خلص إليه جموع المحامين والمحاميات الذين حضروا الافتتاح الرسمي لـ”ندوة التمرين”، في حفل احتضنه، مساء الجمعة 10 فبراير الجاري، المقر الجديد لقصر العدالة بالرباط.

وبحضور الكاتب العام لوزارة العدل، ومدير الشؤون المدنية بالوزارة ذاتها، إضافة إلى الرئيس الأول والوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، ألقى الأستاذ عبد الإله عدنان، نقيب هيئة المحامين بالرباط، كلمة رحّب فيها بالفوج الجديد من المُتمرّنين والمتمرنات البالغ عددهم 374، مشيرا إلى أنه “تقليد سنوي احتفائي دأبت عليه الهيئة، عاد بعد غياب سنتيْن بسبب تداعيات الجائحة”.

وأمام قاعة لم تسَعْ أعداد الحاضرين، تحدث عدنان عن قيم المهنة ومبادئها التأسيسية التي صنعت منها “مهنة مرموقة ونبيلة ومُهابة”، مضيفا، في نبرة توجيه، أن “التكوين رغبة شخصية تنبع من إرادة ذاتية”، داعياً “المحامين الجدد” بالهيئة إلى “بذل مجهودات أكبر للتطور الذاتي وعدم الاكتفاء بما تلقّوه طيلة مسارهم الأكاديمي”.

وشدد النقيب على ضرورة “استغلال الإمكانيات الهائلة المتاحة عبر انتشار المعلومة القضائية والتطور الرقمي”، في وقت “تواجه أعراف وتقاليد المهنة أسئلة وجودية، ليس وطنيا فقط بل عالميا”؛ قبل أن يستدرك بأن “الثابت هو مبادئ وقيم ومُثل الصدق والنزاهة والشفافية التي لا ينبغي أن تغيب عن أصحاب البذلة السوداء”.

“يُطلَب من المحامي ألا يبخل على القاضي بأي عون فكري أو مساهمة هادفة في تجويد منظومة العدالة وإحقاق أهدافها”، يسجل عدنان، مخاطبا فوج المتمرنين: “المهنة بحر لا مُنتاهٍ من المعرفة، ويجب ألا يغيب عنكم أن المجتمع مرآة المحامي المتضلّع؛ لكي تكونوا خير خَلَف لخير سلف”.

نقاش قانون المهنة “جاد ومثمر”

عن جديد مواقفهم من قانون المهنة، ومآل حوار هيئات المحامين مع وزير العدل وهبي، أكد نقيب هيئة المحامين بالرباط، في تصريح لـ هسبريس، على هامش المناسبة، أن “النقاش بخصوص مسودة قانون مهنة المحاماة مازال جارياً”، واصفا إياه بـ”النقاش الجادّ والمثمر”.

وتابع عدنان: “توصّلنا في حوارنا مع الوزير إلى بعض الاتفاقات، إلا أن هناك أشياء مازالت قيد المناقشة، ولم نستكمل فيها النقاش بعد”، مجددا – ضمن التصريح ذاته- التزام هيئات المحامين بـ”الانخراط في ورش التحول الرقمي للعدالة”.

“وزارة العدل مشكورة وضعت جميع التسهيلات للمحامين للاستفادة من هذا الورش الرقمي، كما وضعت مديرية التطوير والتحديث بها رهن إشارة المحامين”، خلُص النقيب، كاشفا في هذا الصدد عن “البداية في تعاون مثمر بين الطرفين ابتداء من الأسبوع المقبل”.

وتخلل ندوة التمرين لهذه السنة، وفق ما عاينته هسبريس، استعراض المسار التاريخي لهيئة المحامين بالرباط، وتاريخ ندوات التمرين بالهيئة ذاتها منذ تأسيسها عام 1916، ضمن شريط مرئي تابعه الحاضرون.

“تشبث باستقلالية المهنة وانخراط في الرقمنة”

من جهته، ألقى نوفل حريش، الذي اختيرَ “كاتباً لندوة التمرين”، مرافعة مطولة شديدة اللهجة، حملت “دعوة صريحة إلى زملاء فَوْجه للتمسك باستقلالية المهنة ومبادئها وقيمها”، لاسيما في سياق ما وصفها المحامي ذاته بـ”تُهم غير جدّية يدحضها تاريخ المهنة وحاضرها، كما أنها تشكك في دوافع الدفاع عن قضايا المهنة، وكذا مخاوف جاءت نتيجة تحولات لم تعتمد مقاربة تشاركية وفُرضت على المهنة بشكل يهدد استقلاليتها التاريخية”.

حريش تابع مرافعاً، في كلمة نالت تصفيق الحاضرين، بأن “استقلالية مهنة المحاماة هي من استقلالية القضاء”، مخاطباً وزير العدل: “نلتمس منكم التعاون مع مهنة المحاماة باعتبارها مكوّنا أصيلا في إصلاح منظومة العدالة”، وداعيا إياه إلى “إشراك المحامين عبر هيئاتهم في صياغة مشروع قانون المهنة”.

وشدد المتحدث ذاته على ضرورة حفاظ هيئة المحامين بالرباط على “استقلالية المهنة حصانة وولوجاً وممارسة”، مؤكدا أنها “ستظل رسالة نبيلة وقيماً رفيعة باعتبار المحامين في طليعة المدافعين عن الحقوق والحريات، وشريكا رئيساً للقضاء لتحقيق العدالة والأمن القضائي”.

وأجمعت هيئة المحامين بالرباط على أن “مستوى رقمنة منظومة العدالة بكل أطرافها رهين بانخراط باقي المتدخلين، وفي مقدمتهم وزارة العدل”، مجددة التأكيد أن “المحامي كان ومازال حريصا على تجديد وتنويع أساليب اشتغاله بشكل يمكنه من أداء مهامه لتحقيق نجاعة الدفاع وأداء الرسالة”، ومنوهة بتوجه وزارة العدل إلى “تجريد الإجراءات من الصبغة المادية، كنمط جديد في التدبير يساعد على النجاعة القضائية”.

The post "هيئة المحامين" بالرباط تتمسك بـ"استقلالية المهنة" وورش رقمنة العدالة appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/4RZg5NH