يستمر الاحتفاء بالتعدد اللغوي والثقافي بإفريقيا في أكاديمية المملكة، في نشاط جديد جدد التمسك بضرورة “تعرف إفريقيا على نفسها” ورفض وجود “مركز” يسعى لفرض قواعد وجود القارة داخل لغة وحيدة.
نظمت أكاديمية المملكة المغربية هذا اللقاء، الأربعاء، في إطار كرسيها الخاص بالآداب والفنون الإفريقية، واستضافت في حفل الافتتاح ملك سلالة باموم، محمد نبيل مفوريفوم مبومبو نجويا.
اللقاء الافتتاحي لندوة “اختراع الكتابات وحالة السرد في اللغات الإفريقية”، شهد إعلان ترجمة مؤلفات ضيف الشرف من اللغة المحلية بمملكة باموم إلى اللغتين العربية والفرنسية، كما عرف تكريم ملك باموم لأمين سر أكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل لحجمري، ودعوته لزيارة الإمارة الموجودة داخل تراب الكاميرون.
عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، جدد الدعوة للعمل في سبيل اللقاء بين الكتاب المحليين للقارة الإفريقية، الذين كان يحتفى بهم دائما خارج ترابها بالعواصم الأوروبية والأمريكية، والذين تحتاج آدابهم اليوم تعرف القارة عليها، شمالا وجنوبا.
وذكّر لحجمري بمقصد كرسي الآداب والفنون الإفريقية المتمثل في “إحياء الحيوية الأدبية والإبداعية لإفريقيا بإفريقيا”، حتى يتعرف أبناء القارة، القاطنون بها وخارجها، على “إفريقيا التقليدية والجديدة الخصبة والغنية بالأفكار”.
وشدد أمين سر الأكاديمية على أنه لا يمكن “أن يكون الغرب المرجع الوحيد”، ثم تابع معلقا على الدعوات السياسية لتقوية الفرنسية بالقارة الإفريقية: “إفريقيا قارة مثل أوروبا وآسيا وأمريكا، ولا يمكن أن تتحقق الوحدة اللغوية في أي قارة، فلماذا تتحقق في إفريقيا؟ إن الحاجة للغة واحدة (أمر) غير قابل للتصور”.
وراهن لحجمري على “التعددية الثقافية المذهلة” بإفريقيا و”لغاتها النافعة في التعبير عن رسائلنا الخاصة، وفهم كيف تعمل لغاتنا وكيف تحرك فكرنا”، مع تسجيله الحاجة إلى أن ترافق هذا السعي الأنظمة التعليمية بالقارة.
في هذا الإطار، استحضر المتحدث “التعدد اللغوي في المغرب الذي له قيمة دستورية”، واستشهد بالخطاب الملكي في أجدير الذي تحدث فيه الملك محمد السادس عن التاريخ العميق للأمازيغية بالمغرب، وانتمائها لجميع المغاربة بدون استثناء، مهما كانت أصولهم وألسنتهم.
وزاد لحجمري: “اللهجات جمال هش، يزداد هشاشة عندما لا تستعمل”، وهو ما دفعه إلى تجديد التأكيد على الحاجة للتعرف على غنى القارة عبر الترجمة، وربط لغاتها، والتفكير بها.
أوجين إيبودي، مسؤول كرسي الآداب والفنون الإفريقية بأكاديمية المملكة، جدد التذكير بـ”موعد إفريقيتنا مع نفسها”، وقال: “كرسي أكاديمية المملكة جاء في إطار جهود الملك محمد السادس وعادته في الدعوة إلى الثقافة، وهو مفتوح لكل التحركات والمخيالات في سبيل خدمة الثقافة”.
ورأى المتدخل في هذه الندوة وندوات وكتابات أخرى للقارة حول نفسها “جوابا لكل من يظنون أن إفريقيا بلا تاريخ”، وتموقفا تاريخيا في ظل انعدام المركزية العالمية، ورفضا لأطروحة “صراع الحضارات”.
ملك سلالة باموم، محمد نبيل مفوريفوم مبومبو نجويا، تحدث من جهته، في افتتاح الندوة التي ستستمر ثلاثة أيام، عن اكتشاف التجارب المتعددة للكتابة والتفكير داخل القارة الإفريقية، ودور أكاديمية المملكة في نشر الحوار بين الثقافات واللغات.
وفي حديثه عن التعدد الإفريقي، استحضر اللغة التي أسسها جده إبراهيم نجويا مطلع القرن العشرين، لإضاءة سماء الأفكار والكتابات انطلاقا من تصور أن “الكتابة لغة تتحدث دون أن نسمعها”.
وشدد المتدخل على أن الثقافة سبيلُ “محو الفرقة”، و”تحدي النهضة”، قبل أن يدعو لاكتشاف “معارفنا، والقيم التي تضمُّها”، مع تمسكه بأمل “انفتاح إفريقيا على نفسها”.
The post أكاديمية المملكة تتمسك بالتعدد الثقافي لإفريقيا وتترجم كتابات سلطان "باموم" appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/EdtOjXr
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire