كر وفر، سرقات واعتقالات وفوضى في الأزقة والشوارع.. هي مظاهر من بين أخرى عديدة تشهدها جنبات ومحيط ملعب سانية الرمل بمدينة تطوان خلال كل مباراة من جولات البطولة الاحترافية المغربية، في مشاهد أضحت تزيد من عبء الحياة.
لم تكن لتمر أحداث مباراة المغرب التطواني والوداد البيضاوي لكرة القدم مرور الكرام، لاسيما ما سبقتها من أحداث وما تلاها من اشتباكات حولت شوارع الحمامة البيضاء إلى ساحة حرب مفتوحة، حيث تجددت المطالب بترحيل الملعب الحالي من وسط المدينة وبناء ملعب جديد يخلص تطوان وسكانها من جحيم لا يطاق.
وتنشد ساكنة مدينة تطوان ومعها مكونات الفريق المحلي “الماط” إحداث ملعب جديد، خاصة أن الملعب الحالي الشهير بـ”لابيكا” يوجد وسط المدينة وما يرافق ذلك من عرقلة لحركة السير وفوضى خلال استقباله أطوار مباريات المغرب التطواني.
علامات الفوضى
مخاوف جمة تلك التي تسكن التطوانيات والتطوانيين على هامش كل مباراة، أفصح عنها آدم أفيلال، مدون وصاحب محل تجاري، مبرزا أن المدينة تعيش في سلام وأمن وطمأنينة لا تكسر من رتابتها سوى الفوضى التي ترافق الجماهير والمحسوبين على بعض الفرق النوادي الكروية.
وأضاف: “نحن متضررون جراء ما يطالنا من سرقات واعتداءات وما يحُزَّ في نفسي أكثر هي أحداث الاعتداءات الجسدية والكريساج التي يتعرض إليه إخواننا وأخواتنا”، مؤكدا أن غالبية التجار يفضلون إغلاق محلاتهم على أن يقعوا ضحايا الأحداث غير الرياضية التي تزرع الرعب وغير قليل من الخوف.
ووصف أفيلال الملعب الحالي بـ”الحصاة “في حذاء المسؤولين التي تخلف أزمات اجتماعية واقتصادية وتنعكس سلبا على أسر مرتكبي الشغب وممتلكات الدولة، إلى جانب الأضرار التي تنجم عن أعمال التخريب التي تستهدف السيارات وواجهات المحال التجارية والمقاهي والمطاعم.
أين الملعب الجديد؟
فادي وكيلي عسراوي، أستاذ التعليم العالي وفاعل مدني، أوضح أن ما حدث من مناوشات وشغب خارج وداخل ملعب سانية الرمل بتطوان خلال مباراة المغرب التطواني والوداد البيضاوي لا يسائل الجماهير الكروية فقط، وإنما يحيي آمال ومطالب مدينة بأكملها بخصوص إنشاء ملعب جديد خارج المدينة والذي طال انتظاره، داعيا إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
المركب الرياضي وإن ضعفت آمال إتمام تشييده لاحتضان مباريات المغرب التطواني مقارنة مع الحماس الذي طبع انطلاقة الأشغال سنة 2015، إلا أن الحلم ما زال يخالج صدور التطوانيين، بينما بقي ورش هذا المشروع شاهدا على وعود لم تتحقق، ومجرّد حلم لم يفلح إلاّ في بيع الوهم وتبديد أموال لم يظهر لها أثر على أرض الواقع، ولم يتبق منه حاليا غير الأموال المفقودة إلى جانب بناية غير مكتملة.
وأضاف المتحدث ذاته لهسبريس أن أحداث الشغب الكروي الأخيرة تدعو إلى فتح نقاش جدي ومسؤول حول الظروف والوقائع وربط المسؤولية بالمحاسبة بخصوص مآل المشروع الملكي الذي لم يتم تنزيله على أرض الواقع إلى حد الآن.
واعتبر فادي مشروع الملعب الكبير بتطوان بمثابة حل لمشكل الشغب خارج وداخل الملعب وفرصة لتحريك العجلة الاقتصادية لمدينة تطوان، عبر استقطاب العديد من المباريات الدولية وبالتالي التعريف بمدينة تاريخية.
وكان الملك محمد السادس قد أشرف، في أكتوبر 2015، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز الملعب الكبير لتطوان، بجماعة الملاليين، بغلاف مالي إجمالي قدره 700 مليون درهم؛ غير أنه بعد 8 سنوات لا يزال المشروع يراوح مكانه، ليبقى السؤال مطروحا فوحدها المحاسبة كفيلة بتحديد المسؤوليات.
The post ملعب "سانية الرمل" .. مرفق يعرقل الإقلاع التنموي والرياضي بمدينة تطوان appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/ADmhUr0
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire