المنخرطون في التعاضدية الوطنية للفنانين يرفضون التغطية الصحية الإجبارية

وجد عدد كبير من الفنانين المنخرطين في التعاضدية الوطنية للفنانين أنفسهم منخرطين، دون إرادتهم، في التغطية الصحية الإجبارية التي يدبّرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في إطار مشروع الحماية الاجتماعية الذي أطلقته الدولة السنة الفارطة.

ورغم أن الفنانين المنخرطين في التعاضدية المموّلة من طرف الدولة يستفيدون من التغطية الصحية والتعويض عن العلاجات والأدوية، مقابل أداء مساهمة مالية سنوية، إلا أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على أداء مساهمات لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث تم تسجيلهم دون إخبارهم مسبقا.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن مصالح وزارة الثقافة هي الجهة التي قامت بتسجيل الفنانين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهو ما يتنافى مع المقتضيات القانونية المنظمة للتغطية الصحية، إذ يمنع القانون أن ينخرط المستفيد في صندوقين تابعين للدولة.

وكانت التعاضدية الوطنية للفنانين قد أصدرت بلاغا في شهر فبراير الماضي، أشارت فيه إلى أنها توصلت بمجموعة من الشكايات والاستفسارات من منخرطيها الذين يشتغلون في الميدان الفني إثر توصلهم باستدعاءات من قِبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تحثهم على التسجيل به، علما أنهم يتوفرون على التغطية الصحية التي تضمنها لهم التعاضدية.

وأكدت التعاضدية أن منخرطيها يستفيدون من نظام التأمين الإجباري عن المرض (AMO)، “ولا يمكن بأي حال من الأحوال إجبارهم على التسجيل بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”، طبقا للظهير المنظم له، الذي بموجبه ينفذ القانون بمثابة مدونة التغطية الصحية الأساسية.

وبالرغم من أن القانون لا يسمح بتسجيل الفنانين المنخرطين في التعاضدية الوطنية للفنانين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إلا أن الفنانين المعنيين لا يزالون يتخبطون في مشكل تسجيلهم في الصندوق، دون أن يقدموا طلبا بهذا الشأن، ابتداء من شهر أبريل الماضي.

وبحسب مصادر من الفنانين المعنيين، فإنهم مَدينون، دون إرادتهم، بحوالي 2000 درهم لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كمساهمة عن الأشهر العشرة الماضية، المحددة في 191 درهما شهريا.

وأفاد المصدر ذاته بأن الفنانين المنخرطين في التعاضدية الوطنية للموظفين يُدلون بتصريح بالشرف بأنهم غير منخرطين في أي صندوق للتغطية الصحية، لافتا إلى أن لوائح الفنانين المنخرطين في التعاضدية نُقلت إلى إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتم تسجيلهم دون إخبار مكتب التعاضدية ودون إخبار الفنانين.

ولجأ الفنانون المعنيون إلى توقيع عرائض سيرفعونها إلى وزارة الثقافة والشباب والتواصل من أجل إلغاء تسجيلهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، طالما أنهم منخرطون في التعاضدية، وإسقاط المساهمات التي تراكمت عليهم لفائدة الصندوق دون إرادتهم، فيما يطرح آخرون فكرة اللجوء إلى القضاء، لكون العملية غير قانونية.

وكان المكتب التنفيذي للتعاضدية الوطنية للفنانين قد راسل إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بتاريخ 26 فبراير الماضي، “من أجل رفع الحيف عن منخرطات ومنخرطي التعاضدية الوطنية للفنانين، بمراعاة مقتضيات المادة 114 من القانون رقم 65-00 بمثابة مدونة التغطية الصحية الأساسية، وذلك بإعفاء الفنانين الذين يقدمون لوكالات الصندوق شهادة إثبات انخراطهم بالتعاضدية”.

واعتبر أحد الفنانين المنخرطين في التعاضدية أن تسجيلهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي دون إرادتهم “حيفا وجورا في حقنا”، مضيفا: “هناك فنانون لم يشتغلوا منذ توقف الأنشطة الفنية بسبب جائحة كورونا، وهناك فنانون يعيشون ظروفا صعبة، وإذا أرادوا تجديد انخراطهم في التعاضدية ويدفعوا مساهمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، سيتعين عليهم أداء حوالي خمسة آلاف درهم”.

The post المنخرطون في التعاضدية الوطنية للفنانين يرفضون التغطية الصحية الإجبارية appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.



from Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية https://ift.tt/UPLTuMf

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire